أجلسوني في ساحة الانتظار ، حتى انقضى نصف النهار ..
وأخيرا جاء الطبيب النائب ، ليباشر باتخاذ القرار الصائب ..
فلما رأني بكامل الحجاب ، ارتسم على محياه تعبير عجاب !!
فلما أراد أن يباشر بالفحص ، أبيت لعدم ضرورة الأمر !
- وبادرت أعتذر منه وأقول : كل شيء في الأوراق مسطور !!
- فقال بغضب عظيم : يا هذه ما كل هذا الذي ترتدين !!
أما تعلمين أنك من كل ثيابك حين الجراحة ستجردين !!
فكانت كلماته مؤلمة بل وقحة صادمة !!
فاستثارني بشدة ، ولم يخلُ جوابي عليه من قسوة وحدة ..
- قلت أعلم بكل تأكيد ، والله على اضطراري حينها شهيد ..
أما الآن فلست مضطرة إلى تكشّف يسير أمام كل من أراد أن يقف أو يسير !!
- فزاد تغيظا وسأل : ترى ما سيكون معك العمل ؟!!
- فباشرت أخبره على عجل :
مقدار الحرارة ، ومعدل الضغط ، وحالة الصدر ..
و كذا ذكرت له تشخيص الداء ليس بالعربية بل بلغة الأطباء..
- فدهش و سأل : هل أنت زميلة !!
- فقلت : لا لست بتلك المرتبة الجليلة..
- قال : إذن مازلت للطب تدرسين !!
- فقلت : إن هذا لا يكون ..
- فقال : لعلك ممرضة أريبة !!
- فقلت : بل مسكينة وغريبة ...
فصمت طويلا غير راضٍ ، ثم قال كأنه قاضٍ :
- مكانك في قسم كذا ... وابتسم بقسوة كذا لي حينها بدا.. !!
فلما توجهت للمكان المحدد ، تملكني شعور أنه للتبسم يقصد ...!!
ثم استغفرت الله من سوء الظن ، وبدأتْ رحلة الشقاء والهـــــــــــ م ..!!
و.......... يتبــــــــــــ ــــــــــــــع .