رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أيها الفضلاء.
عرض موجز للمسائل الأخيرة.
صفة الخلق:
صفة ذاتية فعلية لله تعالي. (ولا يوجد خلاف في هذه النقطة)
التخليق:
بلا أدنى شك أنها فعلية إختيارية لله تعالى.
ولا يصح فيها الإلزامات.
إن كان لله تعالى القدرة والمشيئة على أن يخلق وقتما شاء وكيفما شاء، فيكون الفعل تحت المشيئة، إن شاء فعل وإن لم يشأ فلا... فإن أثبتنا لله عز وجل فعله، لأثبتنا مشيئته بما شاء (فأين الدليل؟) أم ألزمناه بما لم يشأ؟ (فهذا باطل).
فلا يستلزم دفع تعطيل بشيء هو تحت المشيئة دون إخبار به، فيخرج من شبهة التعطيل إلى القول على الله بلا علم... وكلاهما باطل.
فما كان تعطيلاً في أصله ليُدفع ... ولا حق فيُتَّبع.
المخلوق:
إن وقع ظن أحد الأخوة أنه قديم سواءً بآحاده أو نوعه أو جنسه، فقد ذهب بعيدًا، وفصل الآحاد عن الجنس والنوع للمخلوق، فلا يستند إلى دليل يقام به حُجَّة.
فأرجو أن لا يكون فيه إلتباس.
وأما الخلاف الواقع:
هي مسألة الإرادة المثبتة للفعل الاختياري كيّ لا يكون تعطيلاً.
ورأيت كثيرًا من الفضلاء قد أحجموا عن الحديث في هذه المسألة إحجام فطنة منهم، ولا أرى نفسي إلا أن أكون معهم لأن هذه المسألة ليس فيها قول معتمد.
نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا، ويعصمنا من الزلات.
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
الأخ أسامة . . . حفظك الله ؛
قلت إن استدلالات شيخ الإسلام تعارضها (أدلة أخرى) وألمحت إلى مخالفتها لـ(أصول أخرى) . فهلا أوضحت لنا تلك الدلائل والأصول حتى لا تلقى هذه الدعوى على عواهنها ؟ وأشرت ضمنيا أن هناك أقوال أخرى من أئمة أهل السنة تضاد ما أدت إليه بحوث الشيح رحمهم الله - أي بخصوص هذه المسألة بالذات . فمن هم ، وأين النقول عنهم فتوى أو استدلالا ؟ أرجوا الاعتناء بهذه النقطة ، فإنها بيت القصيد . ولسنا في هذا الأمر - ولله الحمد - بمقلدين ، وإنما ذكر الأئمة تلك المسائل بدلائلها فاتبعناهم على ذلك وقلنا بموجبها .
وأما قولتك العجيبة :
اقتباس:
وأما اقحام كلام شيخ الإسلام لموافقة الفلاسفة، فمردود.
فلا أرى لذكرها حاجة ، فأين أقوال معطلي الإرادة من كلام شيخ الإسلام . . . ؟ اللهم سلّم !
قولك :
اقتباس:
إن كان لله تعالى القدرة والمشيئة على أن يخلق وقتما شاء وكيفما شاء، فيكون الفعل تحت المشيئة، إن شاء فعل وإن لم يشأ فلا... فإن أثبتنا لله عز وجل فعله، لأثبتنا مشيئته بما شاء (فأين الدليل؟) أم ألزمناه بما لم يشأ؟ (فهذا باطل). فلا يستلزم دفع تعطيل بشيء هو تحت المشيئة دون إخبار به، فيخرج من شبهة التعطيل إلى القول على الله بلا علم... وكلاهما باطل. فما كان تعطيلاً في أصله ليُدفع ... ولا حق فيُتَّبع.
إن الجزم - يا أخي - بوجود أول المخلوقات أولية مطلقة لهو تعطيل الله سبحانه وتعالى عن (إرادة التخليق) فيما لم يزل - تعطيلا مطلقا - بحيث إنه تعالى منذ الأزل إلى حين خلقه ذلك المخلوق الأول - على مقتضى هذا القول - لم يكن يريد شيئا من الخلق ولو مرة واحدة ، وهو فيما لم يزل إلى ذلك الوقت لم يخلق مخلوقا ولو مرة ، ولا يرزق مرزوقا ، ولا يرحم مرحوما ، ولا يحسن أحدا غيره ، ولا يرب مربوبا ، ولا يدبر أمر مدبّر ، ولا يجود على فقير ، ولا . . ولا . . . فلم يكن عندئذ خلاّقا بالفعل ، ولا رزّاقا بالفعل ، ولا قيّوما بالفعل ، ولا رحيما بالفعل ، ولا جوادا بالفعل ، ولا ولا . . .
وأما القول بالجواز فهه شبيه بذلك - وإن كان أخف منه ضررا . فليس معنى التجويز إلا " تجويز أن يكون الله معطلا عن وقوع تلك الأفعال المتعدية منه تعالى" . فأيهما أصدق في العقل والشرع والفطرة : (منع التعطيل) أم (جوازه) ؟ أظن أن الإجابة ظاهرة في قلوبكم اليقظة .
وأما قولك :
اقتباس:
إن وقع ظن أحد الأخوة أنه قديم سواءً بآحاده أو نوعه أو جنسه، فقد ذهب بعيدًا، وفصل الآحاد عن الجنس والنوع للمخلوق، فلا يستند إلى دليل يقام به حُجَّة . فأرجو أن لا يكون فيه إلتباس.
فهو عندي عين البعد والالتباس . فإنه ليس المراد بذلك القول : فصل الآحاد عن الجنس (أو بعبارة أدق : فصل الجنس عن آحاده) . بل المراد أن كل واحد من المخلوقات حادث مسبوق بالعدم ، لكن جنسها تابع لجنس التخليق . والتخليق نفسه : فعل دائم الجنس والنوع ، حادث الآحاد والأفراد . تماما كما قال تبارك وتعالى : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) . فصلاحية حصول الإرادة منه تعالى دائمة لا يختص بوقت دون وقت - فضلا عن تعطله تعالى عنها في الأزل أو جواز تعطله عنها فيه .
والله أعلى وأعلم ، وله الحمد في الأولى والآخرة .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيدة
راجعت كلامك هذا وهو معقول
إلا ان صفة الإرادة لا تتعطل بعدم وجود الخلق لكن ربما الصفات الأخرى التي ذكرتها
لله الحمد من قبل ومن بعد .
أردت بـ(الإرادة) هنا : إرادة التخليق .
اقتباس:
لكن ما لم استعوبه هو قولك بوجود جنس المخلوقات منذ الأزل وعدم وجود مخلوق أول لا يسبقه إلا الله عز وجل . فهذا في عقلي يستلزم وجود مخلوقات مع الله منذ الأزل يعني متساوية في وجودها مع الله . وهذا يناقض قولنا (كان الله ولا شيء معه)
ليس وجود تلك المخلوقات بمتساو مع الله ، فإن كل منها مسبوق بالعدم ، مخلوق لمدبر العالم . لكن بما أن إحسان الله تعالى ورحمته وجَوده دائمة منذ الأزل ، فجنس مفعولات تلك الأفعال المتعدية دائمة أيضا ، وإن كان آحادها حادثة . وأما قول القائل : (كان الله ولا شيء معه) فإنما يناقض هذا لو أريد به أن (كان الله ولا شيء معه من الخلق مطلقا - لا العرش ولا الماء ولا العماء ولا الهواء ولا غيرها من المخلوقات ألبتة) . فأما إن أريد به ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - من أن الله عند كون عرشه على الماء لم يكن معه شيء من هذا العالم المشهود ، أو أريد به أن الله لا يسبقه شيء من مخلوقاته ، فهذا حق وليس فيه نقض لما أثبتناه - لأن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء ، أي ليس لوجوده تعالى بصفاته الذاتية : (قبل) ولا (بعد) .
وأما النقولات عن أئمة السلف ، فلي عودة لإتيانك بها - ولا أظنه كثيرا . والله الموفق للسداد .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
قررت ان انسحب من مناقشة هذا الموضوع
وسأتوقف فيها إن شاء الله
فلا أرى فائدة كبيرة من مناقشتها
بل أرى أنها تضرني أكثر مما تنفعني
وأخشى أن أتكلم عن الله بغير علم سبحانه وتعالى
وإذا ذكر أهل البدع هذه المسألة (ويظهر لي ان ذلك نادر الحدوث والله أعلم) أتركها لأهل الإختصاص ولا ادخل فيها
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
أخي نضال...
لربما قلت آنفًا... أنه يجب التفطن... ودعني أطرح عليك طرحًا.
جميع المخلوقات آحاد... وجميعها مربوب... وجميعها كانت لم تكن شيئًا.
فخلقها الله تعالى.
هلا أخرجت جميع الآحاد... ماذا بقي؟
لا داعي للرد...
فلا أرى أننا في مدارسة فعلية... بارك الله فيكم.
وكما فعل الفاضل المتفطن / العقيدة... أتبعه أيضًا بالانسحاب.
غفر الله لنا ولكم.
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
كما لا سبيل لهم إلى معرفة ما خلقه الله تعالى بعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .
سبحان الله هذا رجمُ بالغيب !
وما يدريك وما دليلك غفر الله لك .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حقيقة الأمر أن مسألة الصفات الفعلية ، وقضية التسلسل هي من أعوص المسائل في باب الصفات ، لذلك لا يحسن إطالة الكلام فيها أكثر من ذلك .
والحمد لله الجميع هنا متفق على إثبات تلك الصفات ، وأن الله يفعلها متى شاء وكيف شاء ، ولم يزل الله متصفًا بتلك الصفات ، ولا يزال متصفًا بها سبحانه وتعالى .
مع الإقرار والتسليم بأن الله خالق كل شيء وأن ماعداه مخلوق ، وأن كل مخلوق مسبوق بعدم نفسه ومسبوق بخالقه سبحانه وتعالى.
وأن الله أول بلا ابتداء ، وآخر بلا انتهاء سبحانه وتعالى ، لا رب غيره ولا معبود بحق سواه .
والحمد لله رب العالمين .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لقد اطلعت على استفسارك أخي العقيدة و لعل الجواب أبسط مما تتصوره :
صفة الخلق من صفات الله الفعلية و هي متعلقة بمشيئته عز و جل , يخلق ما شاء و متى شاء , و هو متصف بصفة الخلق منذ الأزل . فهناك فرق بين الصفة و الفعل.
أرجو أن أكون قد أجبت عن استفسارك أخي زادك الله علما و فهما.
ملحوظة: لم أطلع على جميع الردود على استفسارك .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
سلان الله عليكم - إخوتي الكرام - ورحمته وبركاته .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛
وبعد : فأعتذر أنا قبلا على التأخر في الرد - وعسى الله أن يزيدنا الحرص والعزم في المستقبل للتفقه في الدين علما وعملا .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيدة
قررت ان انسحب من مناقشة هذا الموضوع
وسأتوقف فيها إن شاء الله
فلا أرى فائدة كبيرة من مناقشتها
بل أرى أنها تضرني أكثر مما تنفعني
وأخشى أن أتكلم عن الله بغير علم سبحانه وتعالى
وإذا ذكر أهل البدع هذه المسألة (ويظهر لي ان ذلك نادر الحدوث والله أعلم) أتركها لأهل الإختصاص ولا ادخل فيها
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
نسأل الله أن يبارك الله فيك أخي الكريم ويصرفك عما لا يعنيك ويجنبك من الفتن ما ظهر منها وما بطن . الحقيقة ، أن المسألة - كما أشار إليه فضيلة المشرف الشريف - من محارات العقول ، فلا يقدم فيه إلا من استعد للغوص في بحار المعاني متمسكا فيه بهدي الكتاب والسنه وكلام أئمة الأمة رضي الله عنهم أجمعين . فإن أنت قررت - أخي الفاضل - أن تبتعد عن هذه المسألة خوفا من الضرر والفساد في الدين ، فحق لك ذلك . ولعله أسلم وأصلح لك ولمن يخاطبك من هؤلاء المذكورين . إلا أن مثلي ومثل كثير من الناس ممن لهم عادة التعايش مع هذه القضايا العقدية والتعامل مع شبهات هؤلاء المبطلين من أهل الكلام والفلسفة - أو حتى التعامل مع تفاسير بعض الآيات وشروح بعض الأحاديث المتعلقة بهذا الأمر - لا يسعنا الإعراض عن مدارسة هذه المسألة والتعمق في فروع قضاياها ، بغية الوصول إلى الحق المنشود والرشد المطلوب كي تنشرح بها الصدور وتطمئن بها العقول فزالت عنها الشبهات وذهبت منها الشطحات وأقبلت على ما في النصوص البينات من المعاني المحكمات الطيبات .
فأحثك - بناء على هذا - أن لا تدع رد بدعهم بالكلية ، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم سمات أهل السنة في كل الأزمان . بل يكفيك أن ترد عليهم بأن تمنعهم من دعوى استحالة قيام الأفعال الاختيارية بذات الله تعالى أزلا وأبدا ، وتمنعهم كذلك من دعوى حدوث الخلق بلا سبب حادث . والأدلة العقلية والنقلية في هذا الأمر - بحمد الله - كثيرة جدا ، وهي إلى القوة ما هي . وأما مسألة "وقوع التخليق" منه تعالى قبل زمن معين في الماضي فيكفيك أن تقول : إنه غير مستحيل ! - بغض النظر عن وقوعه بالفعل أو عدم وقوعه .
هذا ما لزم ، والله الموفق للسداد . . .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسندي
سبحان الله هذا رجمُ بالغيب !
وما يدريك وما دليلك غفر الله لك .
وما يدريك - سامحك الله وإيانا - أنه رجم بالغيب ؟
أفلا يلزم المعترض أن يأتي بالبينة قبل الوصف والحكم والقضاء ؟!
الدليل - أخي المتحمس - قول ربنا جل في علاه : (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) . يقول المفسرون : أي إلا بما بيّن . وقد قال الفاروق ررر : قام فينا رسول الله مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم واهل النار منازلهم . وفي حديث القلم المشهور : أن الله لما خلقه قال اكتب ، قال وماذا أكتب ، قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة .
فالذي لم يبين الله تعالى أمره في الكتاب ولم يكن يكتبه عند خلقه القلم ولا بينه الرسول (ص) في حديثه ، كيف يتاح للعباد أن يعرفوا ذلك ؟ وهل لهم مصادر العلم بذلك غير ما ذكرت ؟! يقول الرب سبحانه : (ويخلق ما لا تعلمون) . وقال في أمر النار أو عموما : (إلا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد) .
فلذلك يقول شيخنا ابن تيمية - ذلك النحرير الفاضل المحقق رحمه الله - كما في الفتاوى (18/231) :
(فأخبروا الناس بخلق هذا العالم الموجود المشهود وإبتداء خلقه وأنه خلقه فى ستة أيام وأما ما خلقه قبل ذلك شيئا بعد شىء فهذا بمنزلة ما سيخلقه بعد قيام القيامة ودخول أهل الجنة وأهل النار منازلهما وهذا مما لا سبيل للعباد إلى معرفته تفصيلا) .
أرجو أن قد اتضح لك الأمر والله المستعان . . .
رد: لدي استفسار في مسألة متعلقة بموضوع الصفات وأبحث عن شخص من أهل العلم أسأله فيها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة
أخي نضال...
لربما قلت آنفًا... أنه يجب التفطن... ودعني أطرح عليك طرحًا.
جميع المخلوقات آحاد... وجميعها مربوب... وجميعها كانت لم تكن شيئًا.
فخلقها الله تعالى.
هلا أخرجت جميع الآحاد... ماذا بقي؟
لا داعي للرد...
فلا أرى أننا في مدارسة فعلية... بارك الله فيكم.
وكما فعل الفاضل المتفطن / العقيدة... أتبعه أيضًا بالانسحاب.
غفر الله لنا ولكم.
أخي أسامة سامحك الله ؛
كيف يحق لك أن تطرح طرحا خبيثا ثم تمنع غيرك من أعضاء هذه الملتقى المباركة أن يردوا عليه ؟ وتقرر أنت الانسحاب من (المدارسة) التى لم تكن تتفاعل أنت فيها والتى زعمت جورا أو خطأ أن غيرك أيضا لم يكونوا يدارسونها بالفعل ؟!
فالذي ألقيته - أخي في الله - ليس شيئا جديدا ! بل هي شبهة قديمة عنيقة مشهورة مكشوفة لهؤلاء المجادلين الذين يحاولون قصدا أو جهلا أن ينكروا قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى . قالوا : كل فعل من الأفعال حادث كائن بعد أن لم يكن ، فالمجموع إذن حادث ، فليس للباري تعالى فعل في الأزل ، لبطلان حوادث لا أول لها مطلقا (!)
وقد رد (العمدة) على أمثال هذه الشبهات في غير ما موضع . ففي الدرء ، وفي المنهاج ، وفي الجواب ، وفي الصفدية ، وفي نقض التأسيس ، وفي النبوات ، وفي كثير من تفاسير الآيات وشروح الأحاديث الموجودة بالفتاوى .
قديما يقول الآمدي رحمه الله : (وإذا لم يكن شيء من الأبعاض موجودا في الأزل ، فالجملة غير موجود في الأزل . فإنه لا وجود للجملة دون وجود أبعاضا) . وهذا عين ما طرحته سابقا - وكنت أرجو رجاء شديد أن لا تناقض منهجك الأول الذي طالبت به غيرك : (قل لي قال الله قال رسول الله!) .
والرد على أمثال هذه الشبهة الخبيثة سهلة ميسرة - بحمد الله سبحانه . منها هذه الكلمات من (العمدة) : فتبين أن الجواب فيه مغلطة وحقيقة الجواب أنه يجب الحكم على الجملة بما يحكم به على أفرادها ، وقد بين هو وغيره فساد هذا الجواب . وقبله : والمنتفي إنما هو وجود شيء من أبعاضها في الأزل ولا يلزم من انتفاء كون الواحد من أبعاضها قديما أزليا أن لا يكون موجودا .
والحمد لله رب العالمين .