رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمان المبروكي
جزاكم الله خيرا
لقد جزم ـ أخي البطليوسي ـ بأن الرسول لا يمكن أن يأتي بمعنى :رسالة فلا أدري على ماذا بنى هذا الجزم،وأنا أريد هنا تصحيح مسألة لغوية ، لا التعرض للمسألة العقدية.
فأقول له تأمل ـ أخي ـ في كلام الإمام الشنقيطي{فالرسل: جمع رسول وهو فعول بمعنى مفعل أي:مرسل وأصله مصدر وإتيان المصادر على فعول قليل جدا كالرسول فأصله من معنى الرسالة وكالقبول والولوع .
وكون الرسول أصله مصدر فيه فوائد تفيد في التفسير لأن أصل الرسول مصدر تقول العرب :أرسلته رسولا أي رسالة
,ما أرسلته برسول أي: برسالة فأصله مصدر ومنه قول الشاعر :
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بقول ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة.....}العذب النمير ج: ص:266 ـ 267
الأوّل: قول الملائكة للكفار {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ }الملك8، ولم يقولوا (ألم تأتكم رسالة) أو (نذارة) أو (إنذار).
الثاني: قوله تعالى {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }النحل84، فالرسول سيشهد على قومه الكافرين؛ لأنّ الرسالة لا تشهد، ولاحظ استخدام الفعل (بعث) مع الإنسان هنا أيضا، وليسَ مع (الشهادة)، وقال تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً }المزمل15 فالرسول شاهد، وكل رسول شاهد على أمّته، وهذا لا يتعارض مع شهادة أمتنا على الناس، فهناك ثلاث شهادات على أنّ الرسل بلّغوا الأمم السابقة، الأولى من الرسل أنفسهم، والثانية من أمّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- والثالثة: من الله الذي هو على كل شيء شهيد، أمّا الشهادة على أمّة محمّد فمن جهتين: الأولى: شهادة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، والثانية: من الله الذي هو على كل شيء شهيد، والحكمة من شهادة أمّتنا على الأمم بتبليغ الرسل لهم- هو إيماننا بالأنبياء جميعا ومعرفتنا المعرفة القطعيّة بتبليغهم لهم من خلال كتاب ربّنا -عزّ وجلّ- وسنّة نبيّنا، في حين أنّ الأمم السابقة لم تشهدنا ولم تشهد رسولنا، فلا يكونون شهداء علينا .
أمّا الشهادة على وصول الوحي في الدنيا فمن ثلاث جهات، وهما الله وملائكته ومن عنده علم الكتاب، قال تعالى: {لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء166، وقال تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43
الثالث: اقتران فعل البعث في القرآن في أكثر من موضع ببعث الإنسان .
1- قال تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129، بدليل منهم، ومن المعلوم بأنّ الرسالة ليست منهم، وبدليل ثان بأنّه يتلو عليهم، والرسالة لا تتلو على أحد، وقال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164
2-)وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء94 يتحجّجون بأنّه لم يبعث ملكا.
3- (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً }الفرقان41
4- وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }القصص59
5- (وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ }غافر34
6- (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2
الرابع: أنّ قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ورد في سورة الإسراء، وفي هذه السورة نفسها ورد:
(وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء94 ، فاقترن البعث بالإنسان، وليسَ بالرسالة .
الخامس: اقتران البعث بالإنسان أيضا:
1- (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }الأعراف103
2- (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ }يونس74
3- (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا ْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }يونس75
السادس: قال تعالى : { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل } [ النساء : 165 ] ، ولم يقل: الرسالات .
السابع: قد يعبّر عن الرسالة برسول، ولكن لا نجد شاهدا شعريا على أنّه يعبّر عن الرسالة برسول مع الفعل (بعث).
وفي القرآن بعث الموتى يوم القيامة، وبعث الرسول، وبعث الملوك، وبعث الموتى في الدنيا، وبعث حكم من أهل كل زوج للإصلاح بينهما، وبعث النقباء على فروع القوم، وبعث الحيوانات كالغراب، وبعث الناس عموما من النوم، وبعث العذاب، وبعث الإنس والجن والملائكة والحيوانات والجمادات لسوم اليهود سوء العذاب إلى قيام الساعة، وبعث الرسل الشهداء يوم القيامة ليشهدوا على قومهم، وبعث عباد مخصوصين لقتل وسبي وتشريد بني إسرائيل، وبعث الرسول محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- مقاما محمودا، وبعث جماعة مخصوصة من النوم (أهل الكهف)، وبعث موتى مخصوصين من القبور (الرسل)، وبعث الرسول محمد في أم القرى (مكة) للناس أجمعين، وبعث أحد أهل الكهف إلى المدينة ليطلب علما، وبعث لطلب سحرة فرعون، والله أعلم ...
وقد اختلفوا في تفسير (النذير والرسول) فقال بعضهم (الشيب) وقال بعضهم (الرسالة) وقال بعضهم (القرآن) وقال بعضهم (العقل)، وقال بعضهم (الحمى) وقال بعضهم (موت الأهل والأقارب)، وقال بعضهم (كمال العقل)، ولكنْ ما ذكرناه في الأعلى يؤكّد على أنّ كل هذه الاحتمالات فاسدة، ولا علاقة لها لا بالنذير ولا بالرسول، ولذلك جزمنا بأنّ "رسولا" في الآية ما هو إلا إنسان، والقرآن كلام عربي مبين .
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البطليوسي
(أبي) هو عبد الله بشواهد كثيرة:
1-السياق كما ذكر الأخ أحمد .
2-والحديث الآخر (إن أمي وأمك في النار) ولا يجدون في العربية تأويلا لها بالعمّة أو الخالة أو ما شابه ...
فهذا الحديث يمنع تأويل الحديث الأوّل؛ لأنّ تأويل الحديث الأوّل سيتعارض مع هذا الحديث .
أخي البطليوسي ..
في كلامك هذا عدّة أخطاء علميّة .
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البطليوسي
المشكلة هي أنّ الأعضاء يعلّقون بدون قراءة ما سبق ذكره، ولو أنّك قرأتَ ما ذكرتُه أنا؛ لماذ قلتَ ما قلتَ، حيثُ ذكرتُ:
(أبي) هو عبد الله بشواهد كثيرة:
1-السياق كما ذكر الأخ أحمد .
2-والحديث الآخر (إن أمي وأمك في النار) ولا يجدون في العربية تأويلا لها بالعمّة أو الخالة أو ما شابه ...
فهذا الحديث يمنع تأويل الحديث الأوّل؛ لأنّ تأويل الحديث الأوّل سيتعارض مع هذا الحديث .
وأقول: وهذه الشواهد تثبت بأنّ الحديث (نص)، بل كأنْ أقول الآن لكَ يا ابن عقيل: أمّي وأمّك في الجنّة، فالأم لا تحتمل في هذا السياق غير والدتي ووالدتك، أمّا عن الضمير فينوب عن ذكر اسم أمّك أو اسم أمّي، فالياء في الحديث نابت عن ذكر اسم (آمنة) والكاف نابت عن ذكر اسم المُخاطب؛ فالذي لا يعد هذا نصا، فليبكي على لغته العربيّة بكاء حافظ إبراهيم !!
* أرجو مرّة ثانية مراجعة كل المشاركات والتعليق عليها، وليسَ تعبية المنتدى بدون فائدة؛ كما يفعل كثير من الأعضاء .... شكرا
أخي البطليوسي ..
لقد قرأت كل ما كُتب ، والتعليق على بعضه دون الآخر لا يعني " تعبية المنتدى بدون فائدة " لأّنّ ما يراه أحد ما دليلاً وحجة قد يراه آخر لا يبلغ حتى مستوى " شبهة " فيغضّي الطرف عنها .
فالننظر الآن إلى " حججك " التي أشرت إليها بقولك : ( لو أنّك قرأتَ ما ذكرتُه أنا؛ لماذ قلتَ ما قلتَ، حيثُ ذكرتُ )
أوّلاً : احتجاجك بدلالة السّياق ليس أمراً يُعين على المطلوب هنا ، وإنّما الذي يُستفادُ من نظم الكلام هو اشتراكُ المعطوفِ والمعطفوفِ عليه في الحكم ومساواتهما فيه ؛ لأنّ الاشتراك من موجبات العطف.
والسّياق أو " سياق النظم " لا يعيّن أن المراد من ( أبي ) هو عبد الله ، بل ذلك يحتاج إلى دليل مستقل ينصّ عليه ؛ ذلك لأنّ مجردَ وضع لفظٍ إزاء لفظٍ آخر يشابهه في الصورة والحروف لا يدلّ بالضرورة أنّهما يفيدان معنىً متشابهاً .
فانظر إلى قوله تعالى :
( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة )
وإلى قول أبي تمّام حبيب بن أوس الطائي :
ليالينا بالرقمتـــــين وأهـــلنا * سقى العهد منكِ العهد والعهد والعهد
ثم إنّ دلالة السّياق مع أنّها لون من ألوان البيان في لغتنا الجميلة ، بيد أنّها دلالة ذوقيّة لا تنفع في مواطن الحجاج والاستدلال ، يقول ابن دقيق العيد : " ودلالة السياق لا يقام عليها دليل ، وكذلك لو فهم المقصود من الكلام ، وطولب بالدليل لعسر ، فالناظر يرجع إلى ذوقه ، والمناظر يرجع إلى دينه وإنصافه " ( إحكام الأحكام 2 / 187 ) .
أمّا الشّاهد الآخر الذي ذكرته بقولك :
( والحديث الآخر (إن أمي وأمك في النار) ولا يجدون في العربية تأويلا لها بالعمّة أو الخالة أو ما شابه ...)
ففيه ملاحظات :
أوّلاً : أنّ هذا الحديث لم يرد بهذا اللفظ .
ثانياً : أنّ حديث أبي رزين " أما ترضى ان تكون أمك مع أمي "الذي أخرجه أحمد وأبو داود الطيالسي وابن أبي عاصم ، فهو ضعيف .
أمّا حديث ابن مسعود " أمي مع أمكما " في قصّة ابني مليكة فهو أيضاً ضعيف .
ثم ليُعلم أنّ المقصود من " النص " في كلامنا هو معناه عند علماء أصول الفقه ، ومعرفة الفرق بينه وبين " الظاهر " أمرٌ لا بدّ منه .
قال صاحب مراقي السّعود رحمه الله :
نص : إذا أفاد مـا لا يَحتمـل * غيـرا ، وظـاهـر : إن الغير احتُـمـل
فمثال النص قوله تعالى : ( تلك عشرة كاملة ) فلا يتناول هذا الكلام إلا ما هو نصٌ فيه ، ولا يحتمل غير إرادة عدد " عشرة " غير منقوصة ولا مزيدة .
أمّا الظاهر فكلفظة ( الأب ) ؛ لأنّه لفظٌ دالٌّ على معناه دلالة ظنية راجحة مع احتماله غيرَه احتمالاً مرجوحاً . بمعنى آخر إنّ هذا اللفظ يدّل على " الوالد " دلالة ظنية راجحة لأّنّه يحتمل غيره بدرجة أدنى كالجد والعم .
وهذا الظاهر لا يمكن أن يرتقي إلى مستوى " النـــص " إلا إذا حفّت به قرائنُ حالية أو مقالية تستبعد تصوّر الاحتمال المرجوح من عملية التفسير للفظ .
فدلالة ( أبي ) من قبيل دلالة الظاهر ، وليس معنا هنا قرينة حالية ؛ لأّنّه لا يوجد من شهد المقام ، وليس معنا أيضاً قرينة مقاليّة ؛ إذ لم نجد حديثاً آخر أو أية من كتاب الله تنصُّ على أنّه ( عبد الله بن عبد المطّلب ) ، ثمّ إنّ " الظاهر " لا يُصارُ إلى غيره ما لم يعارضه ( نصٌ ) فيُصار إليه قطعاً كما في مسألتنا هذه ؛ لأنّه متى خالف خبر الآحاد نص المتواتر من الكتاب أو السنّة وجب ترك ظاهره .
أمّا قولك : ( أمّا عن الضمير فينوب عن ذكر اسم أمّك أو اسم أمّي، فالياء في الحديث نابت عن ذكر اسم (آمنة) والكاف نابت عن ذكر اسم المُخاطب )
ففيه خطأ لغوي ونحوي ؛ ذلك أنّ ياءَ المتكلم لا تنوب إلا عن اسم النبيّ ( محمد ) صلّى الله عليه وآله وسلمّ ، وليس كما قلتَ ؛ إذ الضمير اسم كُنّي به عن متكلم ، أَو مخاطب ، أَو غائب ، نيابةً عن الاسم الظاهر للاختصار ، ثم إنّك ناقضتَ ما قلتَه في " الياء " بما قلتَه في " الكاف " !! ولو كان كلامك متناسقاً لقلتَ : والكاف نابت عن ذكر اسم أبِ المُخاطب !!
فبأي علم فرّقتَ بينهما ؟!
ثم إنّ نفس تعبيرك عن " البكاء على العربية " يكاد يبكي على العربيّة !! في قولك :
( فالذي لا يعد هذا نصا، فليبكي على لغته العربيّة بكاء حافظ إبراهيم !! )
والصواب : فليبكِ وليس : فليبكي !!
وكذلك قولك : (أرجو مرّة ثانية ) ففيه أنّه لا يقال " ثانية " إلا لما له ثالث ، والصواب أن تقول : " أرجو مرّة أخرى "
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
جزاك الله أخيراً أخ ابن عقيل لكن :
أنا فهمت من حواري مع الأخ البطليوسي أنه يرى أن آية " لتنذر قوماً ما أنذر أباؤهم من قبل " نص في عدم وصول إنذار لأهل مكة قبل أن يأتيهم سيدنا محمد
وهذا النص - أعني النص بالمعنى الأصولي المغاير للظاهر - يتعارض مع حديث عائشة في صحيح مسلم السابق ذكرها في مشاركتي عن كفر ابن جدعان ، وكذلك حديث صحيح البخاري الوارد فيه كفر عبد المطلب ومن ثم أبو طالب لأنه مات على دينه . وينسحب هذا التعارض إلى حديث كفر عبد الله بن عبد المطلب وكفر آمنة بنت وهب
ورَجَّح الأخ البطليوسي ضعف هذه الأحاديث لو ما وصل إلى تفسير به يستطيع التوفيق بين آية يس وحديث كفر ابن جدعان وعبد المطلب وكفر والدي النبي
وذلك لقول الأخ البطليوسي رداً على كلامي لما قلت له أن العرب وقريش وصلتهم دعوة إبراهيم إلى التوحيد بالتواتر
فقال لي :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البطليوسي
كلامك جميل، ولكنْ كيف توفق بين هذا وبين قوله تعالى: (( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون )، فالآية تقول بأنّه ما أنذر آباؤهم، وأنتَ تقول (وصلتهم دعوة إبراهيم بالتواتر) أي (أنذر آباؤهم) .
هذا هو السؤال الذي سيواجهك به الآخرون يا عبد الله .
وكنت أود يا أخ ابن عقيل أن ترد على هذا الكلام حتى تكون مشاركتك مفيدة للطرفين، ومعينة لنا على فهم كيفية رفع التعارض بين آية يس من ناحية ، وحديث ابن جدعان وعبد المطلب ووالدا - أو والدي أنا لا أفهم العربية - النبي من ناحية ثانية، وآية (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) من ناحية ثالثة والتي عَلَّق عليها الأخ البطليوسي - مقارناً بها آية يس - قائلاً :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البطليوسي
ظاهر الآيتين الكريمتين ليس فيهما شيء من التعارض، فالآية الأولى
(وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) تفيد بأنّ كل أمّة كان لها رسول، والآية الثانية تُفيد بأنّ قوما (وليسَ أمّةً) ما أتاهم من رسول، قال تعالى: (لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) .
يجب علينا الآن أنْ نبحث في القرآن كاملا عن معنى (الأمّة) بسياقاتها المختلفة، ونبحث كلذلك عن معنى (القوم)، ونرجع إلى كلام العرب الذي نزل به القرآن الكريم، ولا يضرّنا أنّنا نطوّل؛ ما دامت المسألة (مُشكلة) وما دمنا نبحث عن الحق .
فأرجو يا أخ ابن عقيل أن تجعل مشاركة مستقلة للرد على هذه الشبه من فضلك
وللمرة الثانية أرجوك أبسِط كلامك حتى أفهمه فقد فهمت مشاركتك الأخير بنسبة 80 %
وحتى أستفيد من كلامك في المرة القادمة إن شاء الله يجب أن أوضح لك حقيقة الـ 20 % التي لم أفهمها في كلامك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل المريحاني
أخي البطليوسي ..
أوّلاً : احتجاجك بدلالة السّياق ليس أمراً يُعين على المطلوب هنا ، وإنّما الذي يُستفادُ من نظم الكلام هو اشتراكُ المعطوفِ والمعطفوفِ عليه في الحكم ومساواتهما فيه ؛ لأنّ الاشتراك من موجبات العطف.
والسّياق أو " سياق النظم " لا يعيّن أن المراد من ( أبي ) هو عبد الله ، بل ذلك يحتاج إلى دليل مستقل ينصّ عليه ؛ ذلك لأنّ مجردَ وضع لفظٍ إزاء لفظٍ آخر يشابهه في الصورة والحروف لا يدلّ بالضرورة أنّهما يفيدان معنىً متشابهاً .
فانظر إلى قوله تعالى :
( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة )
وإلى قول أبي تمّام حبيب بن أوس الطائي :
ليالينا بالرقمتـــــين وأهـــلنا * سقى العهد منكِ العهد والعهد والعهد
ثم إنّ دلالة السّياق مع أنّها لون من ألوان البيان في لغتنا الجميلة ، بيد أنّها دلالة ذوقيّة لا تنفع في مواطن الحجاج والاستدلال ، يقول ابن دقيق العيد : " ودلالة السياق لا يقام عليها دليل ، وكذلك لو فهم المقصود من الكلام ، وطولب بالدليل لعسر ، فالناظر يرجع إلى ذوقه ، والمناظر يرجع إلى دينه وإنصافه " ( إحكام الأحكام 2 / 187 ) .
هذه 10 % من الـ 20 % التي لم أفهمها في كلامك
فالسؤال : كلام ابن دقيق وكلامك عن السياق تحت أي علم يدخل ؟؟ أصول الفقه أم البلاغة ؟؟
وتحت أي درس - لو قَسَّمنا هذين العلمين لدروس لكل درس عنوان خاص به - يدخل الكلام عن السياق الذي قلتَه ؟
فمن أمثلة دروس أصول الفقه : الدلالات (دلالة العبارة، الإشارة، الفحوى أو النص، الاقتضاء) ، الأحكام الوضعية الخمسة، الاجتهاد، مفهوم المخالفة ومفهوم الموافقة
ومن أمثلة دروس البلاغة : الاستعارة، الكناية، التشبيه
فتحت أي علم من هذين العلمين وفي أي درس من دروسه يدخل كلامك - وما نقلته عن ابن دقيق - في دلالة السياق ؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل المريحاني
أمّا قولك : ( أمّا عن الضمير فينوب عن ذكر اسم أمّك أو اسم أمّي، فالياء في الحديث نابت عن ذكر اسم (آمنة) والكاف نابت عن ذكر اسم المُخاطب )
ففيه خطأ لغوي ونحوي ؛ ذلك أنّ ياءَ المتكلم لا تنوب إلا عن اسم النبيّ ( محمد ) صلّى الله عليه وآله وسلمّ ، وليس كما قلتَ ؛ إذ الضمير اسم كُنّي به عن متكلم ، أَو مخاطب ، أَو غائب ، نيابةً عن الاسم الظاهر للاختصار ، ثم إنّك ناقضتَ ما قلتَه في " الياء " بما قلتَه في " الكاف " !! ولو كان كلامك متناسقاً لقلتَ : والكاف نابت عن ذكر اسم أبِ المُخاطب !!
فبأي علم فرّقتَ بينهما ؟!
هذه هي الـ 10 % الثانية من الـ 20 % التي لم أفهمها في كلامك
فواضح جداً أنك تتكلم في النحو
لكن لم أفهم : ما الضير في أن تكون الياء في" أمي " عائدة على آمنة ؟؟ وما وجه الخطأ في التفرقة بين " الياء " و " الكاف " في كلام الأخ البطليوسي ؟
هذا تحديداً - أو هذه تحديداً - العشرون بالمائة التي لم أفهمها في كلامك
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
ما هي الآية أو الآيات المتعارضة مع الحديث او الاحاديث باختصار؟؟ بارك الله فيكم حتى أشارك معكم بعد اذنكم
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضاحى
ما هي الآية أو الآيات المتعارضة مع الحديث او الاحاديث باختصار؟؟ بارك الله فيكم حتى أشارك معكم بعد اذنكم
الآية الأولى:
(لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
الآية الثانية :
(وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ)
الآية الثالثة:
(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
يقول الأخ البطليوسي
(وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) تفيد بأنّ كل أمّة كان لها رسول، والآية الثانية تُفيد بأنّ قوما (وليسَ أمّةً) ما أتاهم من رسول، قال تعالى: (لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) .
يجب علينا الآن أنْ نبحث في القرآن كاملا عن معنى (الأمّة) بسياقاتها المختلفة، ونبحث كلذلك عن معنى (القوم)، ونرجع إلى كلام العرب الذي نزل به القرآن الكريم، ولا يضرّنا أنّنا نطوّل؛ ما دامت المسألة (مُشكلة) وما دمنا نبحث عن الحق
الحديث الأول:
عن سعيد بن المسيّب عن أبيه ، أنّ أباطالب لمّا حضرته الوفاة دخل عليه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال : يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى فيه " ما كان للنبي " الآية . رواه البخاري في صحيحه
الحديث الثاني:
قول الرسول لمن سأله عن حال أبيه :
" أبي وأبوك في النار "
الحديث الثالث:
" استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن "
الحديث الرابع:
يا رسولَ اللهِ ! ابنُ جدعانِ . كان في الجاهليةِ يصلُ الرَّحِمَ . ويُطعِمُ المسكينَ . فهلْ ذاكَ نافعهُ ؟ قال لا ينفعهُ . إنهُ لم يقُلْ يومًا : ربِّ اغفرْ لي خَطيئتي يومَ الدِّينِ .
الراوي: عائشة أم المؤمنين - المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 214
خلاصة حكم المحدث: صحيح
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
جزاك الله خيرا
وعذرا على تأخر الرد فانا لم أنتبه لردك الا الآن
أما الامة التى لا تخلوا من نذير فهي الامة التى كتب الله عليها العذاب فى الدنيا فيأتيهم النذير لئلا يكون لهم حجه او عذر
"رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا"
قال تعالى
وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ
وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وقوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
المراد بها فى الدنيا لا ينزل الله العذاب والهلاك على امة من الامم او قريه من القرى الا بعد ان يبعث لها رسولا ينذرها عذاب الله وبذلك جاء تفسير القرطبي فقد قال فى تفسير هذه الايه والجمهور على أن هذا في حكم الدنيا ; أي إن الله لا يهلك أمة بعذاب إلا بعد الرسالة إليهم والإنذارويدل عليه ايضا الايات السابقة وايضا قوله تعالى "وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون" فعلق اهلاك القرى على بعثه الرسل
وكذلك قوله تعالى وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
فأخر الله تعالى عنهم العذاب حتى جاءهم الرسول فلما كذبوه عذبهم الله واهلكهم
ارجو منك اخى الكريم توضيح الاشكال فىالاحاديث
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
الإشكال عند الأخ البطليوسي
فهو يريد تضعيف هذه الأحاديث لتعارضها مع آية " يس " :
(لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
البطليوسي يأخذ برأي محمد الأمين الشنقيطي صاحب " أضواء البيان " في أن " ما " في قوله عز وجل " ما أتاهم من نذير "
نافية
وبالتالي فهي شهادة لمن كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم لم يكن لهم نذير وبالتالي يدخلوا تحت قوله عز وجل " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
فكل من مات بعد بعثة عيسى إلى قبل بعثة محمد فهو في الجنة سواء كان يهودي أو نصراني أو بوذي أو مجوسي أو هندوسي أو لا يؤمن بأي إله أو مشرك عابد للأصنام أو من عبدة الأصنام والأوثان
فقلت للأخ البطليوسي : العرب قبل سيدنا محمد وصلتهم دعوة إبراهيم عليه السلام وكلهم كانوا يعلمون التوحيد لذلك يدخل النار من لم يمت على النصرانية أو الحنيفية ، لأن اليهودي سيكون مكذب بعيسى وكذلك غير الكتابيين
لكن البطليوسي يقول لي: الله عز وجل قال: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " وليس " حتى نبعث رسالة "
يعني لا يكفي وصول دعوة إبراهيم للعرب بل ينبغي وصول رسول وهو بشر أنزل الله عليه الوحي
وهو منتفي في حق كل من مات بعد رفع عيسى وحتى قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون في الجنة ولو مات على عبادة الأصنام والكواكب والنار
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
الحمد لله قد زالت شبهته ببيان ان العذاب فى الآية المقصود به عذاب الدنيا
اما عذاب الآخره فلا يستلزم بعثه رسول فى الدنيا لان الفطرة والميثاق ومخلوقات الله فى الكون دالة على توحيد الله ولكن مع عدم الوقوع فى الشرك
بدلالة وجود حنفاء قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك اصحاب الكهف فهؤلاء وغيرهم لم يبعث لهم رسول ومع ذلك كانوا موحدين ولا يلزمهم شئ من العبادات الا توحيد الله والبراءة من الشرك لانه لم يبعث لهم رسول يبلغهم العبادات من صلاه وزكاة وغيرها
لذلك ايضا كان هناك كفار ولم يبعث اليهم رسول ولم يسمعوا دعوه الرسول واثبت الله لهم صفة الكفر والشرك
قال تعالى عن قوم ملكه سبأ اإنها كانت من قوم كافرين مع عدم بعثه رسول اليهم
وكذلك اثبت الله اسم الشرك والكفر لمن لم يسمع دعوة الرسول
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ، فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلا فقال : " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا . . . " الآية ، إلى ( بما فعل المبطلون ) ، "
فنفى العذر بالجهل بقوله تعالى انا كنا عن هذا غافلين او عذر التقليد للاباء وغيرهم
وكذلك الفطرة الثابته لكل مولود وهي التوحيد والاسلام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة
هذا باختصار
رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام
سُئِلَ الشَّيْخُ - شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - :
هَلْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحْيَا لَهُ أَبَوَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَا عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ مَاتَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟
فَأَجَابَ :
لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ ؛ بَلْ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ وَإِنْ كَانَ قَدْ رَوَى فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي الْخَطِيبَ - فِي كِتَابِهِ " السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ " وَذَكَرَهُ أَبُو الْقَاسِمِ السهيلي فِي " شَرْحِ السِّيرَةِ " بِإِسْنَادِ فِيهِ مَجَاهِيلُ وَذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيُّ فِي " التَّذْكِرَةِ " وَأَمْثَالِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ فَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَر الْمَوْضُوعَاتِ كَذِبًا كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي الْحَدِيثِ ؛ لَا فِي الصَّحِيحِ وَلَا فِي السُّنَنِ وَلَا فِي الْمَسَانِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةِ وَلَا ذَكَرَهُ أَهْلُ كُتُبِ الْمَغَازِي وَالتَّفْسِيرِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَرْوُونَ الضَّعِيفَ مَعَ الصَّحِيحِ . لِأَنَّ ظُهُورَ كَذِبِ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَى مُتَدَيِّنٍ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا لَوْ وَقَعَ لَكَانَ مِمَّا تَتَوَافَرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْأُمُورِ خَرْقًا لِلْعَادَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ : مِنْ جِهَةِ إحْيَاءِ الْمَوْتَى : وَمِنْ جِهَةِ الْإِيمَانِ بَعْدَ الْمَوْتِ . فَكَانَ نَقْلُ مِثْلِ هَذَا أَوْلَى مِنْ نَقْلِ غَيْرِهِ فَلَمَّا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ الثِّقَاتِ عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ . وَالْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ هُوَ فِي كِتَابِ " السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ " مَقْصُودُهُ أَنْ يَذْكُرَ مَنْ تَقَدَّمَ وَمَنْ تَأَخَّرَ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ عَنْ شَخْصٍ وَاحِدٍ سَوَاءٌ كَانَ الَّذِي يَرْوُونَهُ صِدْقًا أَوْ كَذِبًا وَابْنُ شَاهِينَ يَرْوِي الْغَثَّ وَالسَّمِينَ . والسهيلي إنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ بِإِسْنَادِ فِيهِ مَجَاهِيلُ . ثُمَّ هَذَا خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالْإِجْمَاعِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ } . فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَّهُ لَا تَوْبَةَ لِمَنْ مَاتَ كَافِرًا . وَقَالَ تَعَالَى : { فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } فَأَخْبَرَ أَنَّ سُنَّتَهُ فِي عِبَادِهِ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ الْإِيمَانُ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْبَأْسِ ؛ فَكَيْفَ بَعْدَ الْمَوْتِ ؟ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ : " { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : إنَّ أَبَاك فِي النَّارِ . فَلَمَّا أَدْبَرَ دَعَاهُ فَقَالَ : إنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّارِ } " . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : " { اسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ أُمِّي فَأَذِنَ لِي وَاسْتَأْذَنْته فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي . فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ } " . وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ قَالَ : " { إنَّ أُمِّي مَعَ أُمِّك فِي النَّارِ } " فَإِنْ قِيلَ : هَذَا فِي عَامِ الْفَتْحِ وَالْإِحْيَاءِ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَلِهَذَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ وَبِهَذَا اعْتَذَرَ صَاحِبُ التَّذْكِرَةِ وَهَذَا بَاطِلٌ لِوُجُوهِ : - ( الْأَوَّلُ : إنَّ الْخَبَرَ عَمَّا كَانَ وَيَكُونُ لَا يَدْخُلُهُ نَسْخٌ كَقَوْلِهِ فِي أَبِي لَهَبٍ : { سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } وَكَقَوْلِهِ فِي الْوَلِيدِ : { سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا } . وَكَذَلِكَ فِي : " { إنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّارِ } " وَ " { إنَّ أُمِّي وَأُمَّك فِي النَّارِ } " وَهَذَا لَيْسَ خَبَرًا عَنْ نَارٍ يَخْرُجُ مِنْهَا صَاحِبُهَا كَأَهْلِ الْكَبَائِرِ ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَجَازَ الِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَلَوْ كَانَ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ إيمَانُهُمَا لَمْ يَنْهَهُ عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّ الْأَعْمَالَ بِالْخَوَاتِيمِ وَمَنْ مَاتَ مُؤْمِنًا فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ فَلَا يَكُونُ الِاسْتِغْفَارُ لَهُ مُمْتَنِعًا . ( الثَّانِي : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ لِأَنَّهَا كَانَتْ بِطَرِيقِهِ " بِالْحَجُونِ " عِنْدَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَأَمَّا أَبُوهُ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وَلَمْ يَزُرْهُ إذْ كَانَ مَدْفُونًا بِالشَّامِ فِي غَيْرِ طَرِيقِهِ فَكَيْفَ يُقَالُ : أُحْيِيَ لَهُ ؟ . ( الثَّالِثُ : إنَّهُمَا لَوْ كَانَا مُؤْمِنَيْنِ إيمَانًا يَنْفَعُ كَانَا أَحَقّ بِالشُّهْرَةِ وَالذِّكْرِ مِنْ عَمَّيْهِ : حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ ؛ وَهَذَا أَبْعَد مِمَّا يَقُولُهُ الْجُهَّالُ مِنْ الرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ آمَنَ وَيَحْتَجُّونَ بِمَا فِي " السِّيرَةِ " مِنْ الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ وَفِيهِ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِكَلَامِ خَفِيٍّ وَقْتَ الْمَوْتِ . وَلَوْ أَنَّ الْعَبَّاسَ ذَكَرَ أَنَّهُ آمَنَ لَمَا كَانَ { قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمُّك الشَّيْخُ الضَّالُّ كَانَ يَنْفَعُك فَهَلْ نَفَعْته بِشَيْءِ ؟ فَقَالَ : وَجَدْته فِي غَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَشَفَعْت فِيهِ حَتَّى صَارَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ فِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ } " . هَذَا بَاطِلٌ مُخَالِفٌ لِمَا فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ فَإِنَّهُ كَانَ آخِرَ شَيْءٍ قَالَهُ : هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَّ الْعَبَّاسَ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَهُ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ لَوْ صَحَّ لَكَانَ أَبُو طَالِبٍ أَحَقّ بِالشُّهْرَةِ مِنْ حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْعِلْمِ الْمُتَوَاتِرِ الْمُسْتَفِيضِ بَيْنَ الْأُمَّةِ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ أَنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ أَبُو طَالِبٍ وَلَا أَبَوَاهُ فِي جُمْلَةِ مَنْ يُذْكَرُ مَنْ أَهْلِهِ الْمُؤْمِنِينَ كَحَمْزَةِ وَالْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانَ هَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْأَدِلَّةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ . ( الرَّابِعُ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ } - إلَى قَوْلِهِ - { لَأَسْتَغْفِرَن َّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } الْآيَةَ . وَقَالَ تَعَالَى { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ } . فَأُمِرَ بِالتَّأَسِّي بِإِبْرَاهِيمَ وَاَلَّذِينَ مَعَهُ ؛ إلَّا فِي وَعْدِ إبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ بِالِاسْتِغْفَا رِ . وَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .