-
* فوائد متنوعة متجددة :
56 ـ "ابن حزم" :
قال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء 14 ص 291 :
(ورأيت في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محي الدين النواوي رحمه الله ، فقلت له : يا سيدي الشيخ لم لا أدخلت في شرحك المهذب شيئا من مصنفات ابن حزم ؟
فقال ما معناه : إنه لايحبه
فقلت له : أنت معذور فيه ، فإنه جمع بين طرفي النقيضين في أصوله وفروعه ، أما هو في الفروع فظاهري جامد يابس ، وفي الأصول متول مائع قرمطة القرامطة ، وهرس الهرائسة ، ورفعت بها صوتي حتى سمعت ، وأنا نائم ثم أشرت له إلى أرض خضرا تشبه النخيل ، بل هي أردأ شكلا ، لا ينتفع بها في استغلال ولا رعي ، فقلت له : هذه أرض ابن حزم التي زرعها .
قال : انظر هل ترى فيها شجرا مثمرا أوشيئا ينتفع به ؟
فقلت : إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر .
فهذا حاصل ما رأيته ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرت للشيخ محي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم وهو ساكت لا يتكلم .) اهـ .
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 18 / ص 184):
(الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم...)
وقال أيضا في (ج 18 / ص 186):
(أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأحْرِقَتْ في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقادا واستفادة، وأخذا ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجا في الرصف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزءون.)
وقال أيضا في (ج 18 / ص 187):
(وفيه دين وخير، ومقاصده جميلة، ومصنفاته مفيدة، وقد زهد في الرئاسة، ولزم منزله مكبا على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قبلنا الكبار.)
قال شيخ الإسلام بن تيمية في نقض المنطق:
(وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من ((الملل والنحل)) , إنما يستحمد بموافقته السنة والحديث , مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء , ونحو ذلك , بخلاف ما انفرد به من قوله بالتفضيل بين الصحابة , وكذلك ما ذكره في باب الصفات , فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة , وبعظم السلف , وأئمة الحديث , ويقول إنه موافق للإمام أحمد بن حنبل في مسألة القرآن وغيرها , ولاريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك , لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات , فإن كان أبومحمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره , وأعلم بالحديث , وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره , لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك, فوافق هؤلاء في اللفظ, وهؤلاء في المعنى) .
و قال في شرح العقيدة الأصفهانية :
(وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة , قال : ولا فرق بين الحي وبين العليم , بين القدير في المعنى أصلاً , ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات , وقرمطة في السمعيات , فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور) .
قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) في الطبقات :
(قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه.
لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.
وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ
-
* فوائد متنوعة متجددة :
57 ـ "من أخبار جمع الكتب" :
- قال ابن الأبار ـ في ترجمته للحكم بن عبد الرحمن [تكملة الصلة 192/1] ـ : " .. ويستجلب المؤلفات من البلدان الشاسعة والأقاليم النائية , حتى غصت بها أماكنه , وضاقت عنها خزائنه , باذلا في ذلك الأموال الجليلة , ومتجشماً له الكلف الباهظة .. وقلما نجد له كتابا ولا ديوانا من خزائنه ألا وله فيها قراءة ونظر من أي فن كان .. ويأتي .. بغرائب لاتكاد توجد إلا عنده ؛ لكثرة مطالعته .."
- في بغية الوعاة : [1/451] : وكانت لإسماعيل بن عبّاد الملقب بالصاحب ( 385 هـ ) مكتبة عظيمة ، وقد دعاه أحد الملوك لوزارته ، فكان من جملة أعذاره إليه أنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل .!!
-
* فوائد متنوعة متجددة :
58 ـ فائدة في التقاء الساكنين :
من القواعد المشهورة : كسر الحرف السابق في حالة التقاء الساكنين ـ مالم يكن السابق حرف علة ـ يستثنى من ذلك ما ذكره العكبري في كتابه إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم صـ 6ـ حيث قال في فتح النون من قوله (أعوذ بالله منَ الشيطان) والأصل أن يكسر النون على القاعدة : ".. فإن قيل : لم فتحت النون في قولك (من الشيطان) وكسرت النون في قولك (عن الشيطان) ؟ , فالجواب في ذلك : أن النُّون حركت فيهما لالتقاء الساكنين , غير أنهم اختاروا الفتح في "من" لانكسار الميم , واختاروا الكسر في "عن" لانفتاح العين , فأما قولهم : "إنِ الله أمكنني من فلان" , فإنهم كسروا النون مع الهمزة لقلة استعمالهم إياه ." اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
59 ـ أهل الخشية :
قال العلامة بدر الدين بن جماعة في [تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم صـ 42 ] :
" قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ، وقال تعالى: { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } إلى قوله: { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } .
فاقتضت الآيتان أن العلماء هم الذين يخشون الله تعالى , وأن الذين يخشون الله تعالى هم خير البرية , فينتج أن العلماء هم خير البرية .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" ، وعنه - صلى الله عليه وسلم -: "العلماء ورثة الأنبياء" , وحسبك هذه الدرجة مجدًا وفخرًا ؛ وبهذه الرتبة شرفًا وذكرًا ؛ فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف ؛ فوق شرف وارث تلك الرتبة ." اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جزيت خيرا على الفوائد الرائعة القيمة ، نفع الله بك وبما تكتب ، وأجزل لك الأجر و المثوبة .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو معاذ البخاري
قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) في الطبقات :
(قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه.
[color=red
لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد[/color] , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.
وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ
صدق الإمام ابن عبد الهادي ،،،،،
-
* فوائد متنوعة متجددة :
إخوتي الأفاضل : خليل + قلبي مملكه , زادكم ربي من فضله وأحسن إليكم ..
60 ـ "أحكام المنسي" :
قال العلامة الحافظ العلائي في نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد : [236 - 238 ] :
(.. ثم هنا تفصيلٌ حسنٌ لأقسام المنسي , ينبغي ذكره لما فيه من الفائدة , وهو أن الشيء المنسي على أقسام :
الأول : نسيان العبادات المأمور بها رأسا , وذلك على ضربين :
أحدهما : أن تفوت المصلحة التي شرعت لها العبادة ولا تقبل التدارك ؛ كالجهاد والجمعات وصلاة الكسوف وصلاة الجنازة في بعض الصور ؛ فهذه وأمثالها تسقط بالفوات ولا يشرع تداركها .
وثانيهما : ما يقبل التدارك , لأن غرض الشرع تحصيلُ مصلحته كمن نسي صلاة أوصوماً أو حجاً أو عمرة أونذرا أو كفارة ؛ فيجب عليه تداركها ، قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" .
وهذا لا خلاف فيه بين الأمة .
القسم الثاني : نسيان المنهيات عنها لذواتها إذا فعلت على وجه النسيان ، وهو على ضربين أيضاً :
أحدهما : ما لا يتضمن إتلاف حقٍّ للغير ، كمن نسي نجاسة الطعام فأكله ؛ أو كوَّن هذا الشراب خمراً فشربه [يعني ناسياً] ونحو ذلك ، فلاشك أنه لا يتعلق هنا إثم ولا حدٌّ ، ولا تعزيرَ لنسيانه ، ولا تدارك هنا لأن المنهي إذا وقع وتحققت مفسدته لم يمكن رفعها ، وما شرع في معاملته من الحد أوالتعزير إنما شرع زاجرا عن المعاودة ، وذلك إنما يكون في حالة الذُّكر دون النسيان .
والضرب الثاني : ما يتضمن إتلافاً لملك الغير ؛ كمن باع طعاما ثم نسي أنه باعه فأكله ؛ فلا إثم عليه في ذلك ؛ ولكنه يلزمه ضمانه ، إما بالمثل أو بالقيمة لمالكه ، لأن الضمان من الجوابر ؛ والجوابر لاتسقط بالنسيان .
= وينشأ من هذين الضربين ما كان من المنهيات له جهتان ويتعلق به حق لله وحق للعباد ، كالقتل والزنا ، فإذا قتل خطأ فهو كالنسيان فلا إثم ، والقصاص الذي هو زاجر سقط لنسيانه ، والضمان بالدِّية لا يسقط فإنها كبدل المتلف الذي فوته ، وهو حق للآدمي .
وكذلك الكفارة لا تسقط لأنها شرعت جابرة لعدم التحفظ ، لا مكفرة للإثم إذ لا إثم هنا .
ومثل هذا : الزنا ، فإذا أبان زوجته ثم نسي طلاقها فوطئها ، أو باع جاريته أو أعتقها ، ثم نسي ذلك فوطئها ، فلا إثم لنسيانه ، ولاحد أيضا لما تقدم أن الزجر إنما يصلح للذاكر ، ولكن يلزمه ضمان ما أتلف من البضع بمهر المثل ، لأنه حق للآدمي جابر لما أتلفه ولا يسقط بالنسيان .
القسم الثالث : نسيان الشروط المصححة للعبادة بالترك ؛ أو المفسدة لها بالفعل ، وهذا على ضربين أيضاً :
أحدهما : نسيان المأمورات التي وجودها شرطٌ في صحة العبادة كالوضوء مثلا ، فالذي يُسْقِطُه النسيان هنا الإثمَ والعقوبةَ في الإقدام على العبادة من غير شرطها ، ويجب عليه إعادة الصلاة تداركا للمأمور ، لأن الغرض من تحصيل مصلحته لم يوجد .
وثانيهما : نسيان المنهيات المنافية [فإن لم يكن من قبيل الإتلاف] كالكلام في الصلاة ، والأكل والأفعال فيها ، والأكل في الصوم ، وغير ذلك من منافيات العبادات فلا يبطلها الإتيان بهذه الأشياء على وجه النسيان ، لأنه لم يقصد إفسادها ، وبالأدلة الدالة على مفردات ذلك : لقوله صلى الله عليه وسلم : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" .. وبنائه صلى الله عليه وسلم في أحاديث ذي اليدين هذه على صلاته ؛ مع كلامه وأفعاله المنافية على وجه النسيان ...
أمَّا إذا كان ذلك من قبيل الإتلاف كقتل الصَّيد في الإحرام وحلق الشعر وتقليم الأظفار ؛ فلا تسقط كفارته لما تقدمت الإشارة إليه أنها جابرة , والجوابر لاتسقط مع النسيان ...) اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
61 ـ مما بقي على أبي الحسن الأشعري :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح [361/13] [رقم : 7375 كتاب التوحيد : باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تعالى. ] :
(قوله : "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله فإذا عرفوا ذلك" = مضى في وسط الزكاة من طريق إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بلفظ : "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله" وكذا أخرجه مسلم عن الشيخ الذي أخرجه عنه البخاري , وقد تمسك به من قال أول واجب المعرفة كإمام الحرمين ... وقد ذكرت في كتاب الإيمان من أعرض عن هذا من أصله وتمسك بقوله تعالى : "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها" وحديث : "كل مولود يولد على الفطرة" فإن ظاهر الآية والحديث أن المعرفة حاصلة بأصل الفطرة , وأن الخروج عن ذلك يطرأ على الشخص , لقوله عليه الصلاة و السلام : "فأبواه يهودانه وينصرانه" , وقد وافق أبو جعفر السمناني - وهو من رؤوس الأشاعرة - على هذا , وقال : إن هذه المسألة [يريد : أول واجب على العبد المعرفة] بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة , وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه , وأنه لا يكفي التقليد في ذلك . . انتهى .) اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
بوركتت و جزاك الله خيرا و رفع الله شأنك ..................
-
* فوائد متنوعة متجددة :
الأخ الفاضل الطيب : عمار , بارك ربي في صبحك ومسائك وألحقنا جميعا بالصالحين .. آمين .
62 ـ "العلم وسيلة والإخلاص غاية" :
قال شيخ الاسلام بن تيمية -رحمه الله - في درء التعارض : [66/6] :
(وكل مراد محبوب لذاته فلا معنى لكونه مراداً محبوبا لذاته إلا أن ذاته هو غاية مطلب الطالبين , بمعنى أن ما يحصل لهم من النعيم واللذة هو غاية مطلوبهم لا يطلبونها , لأجل غيرها , فأما بتقدير أن تنتفي كل لذة فلا يتصور حب , فإن حب ما لا لذة في الشعور به ممتنع .
... لكن يفرق بين من يكون قد عرف الله معرفة أحبه لأجلها وبين من سمع مدح أهل المعرفة فاشتاق إلى كونه منهم , لما في ذلك من الشرف , فإن هذا في الحقيقة إنما مراده تعظيم نفسه وجعل المعرفة طريقا إليها .
وكذلك كل من أراد الله لأمر من الأمور ؛ كما حكي أن أبا حامدٍ بلغه أن من أخلص لله أربعين يوما تفجَّرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه , قال : ( فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء!! , فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي : إنك إنما أخلصت للحكمة لم تخلص لله !! )
وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة أو نيل المكاشفات والتأثيرات أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غير ذلك من المطالب , وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه , فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضا , لأن من أراد شيئا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته ؛ والأول يراد لكونه وسيله إليه , فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالما أو عارفا أو ذا حكمة أو متشرفا بالنسبة إليه أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك ؛ فهو هنا لم يرد الله بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى وإنما يريد الله ابتداءً من ذاق حلاوة محبته وذكره , وفطر العباد مجبولة على محبته لكن منهم من فسدت فطرته . اهـ
قال الشاطبي في الموافقات 1/60:
(كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى ، لا من جهة أخرى ، فإن ظهر فيه اعتبار جهة أخرى فبالتبع ، والقصد الثاني لا بالقصد الأول ، والدليل على ذلك أمور :
أحدها: ما تقدم في المسألة قبلُ أن كل علم لا يفيد عملا فليس في الشرع ما يدل على استحسانه ، ولو كان له غاية أخرى شرعية ؛ لكان مستحسنا شرعا ، ولو كان مستحسنا شرعا لبحث عنه الأولون من الصحابة والتابعين ، وذلك غير موجود فما يلزم عنه كذلك .
والثاني : أن الشرع إنما جاء بالتعبد ، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام كقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله) الآيات (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) ... وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصى كلها دال على أن المقصود التعبد لله .
والثالث: ما جاء من الأدلة الدالة على أن روح العلم هو : العمل ، و إلا فالعلم عارية ، وغير منتفع به ، فقد قال الله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، وقال (وإنه لذو علم لما علمناه) قال قتادة: يعني: لذو عمل بما علمناه ..
والأدلة على هذا المعنى أكثر من أن تحصى ، وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعي ، وإنما هو وسيلة إلى العمل ، وكل ما ورد في فضل العلم ، فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل به .) اهـ .
فإياك إياك يا طالب العلم أن تتخذ من الإخلاص والتعبد وسيلة لنيل العلم الشرعي .. فالعلم وسيلة .. والإخلاص غاية .. وهذا - والله - مزلق ضيق خطير يتسلح به الشيطان ليتمكن به من طالب العلم , فتراه يتنسك ليفتح الله عليه في الفن الفلاني .. أو يصوم ليسهل عليه استذكار المتن الفلاني .. والله المستعان .. وقانا الله و إياكم مداخل الشيطان .. وبلغنا وإياكم منازل المحسنين .. آمين .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
63 ـ "همٌّ لا سبب له" :
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي [111/14] في تفسير قوله تعالى : "وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله" :
( ... وروي عن عائشة : "ما أعلنت فإن الله يحاسبك به , و أمَّا ما أخفيت فما عجلت لك به العقوبة فى الدنيا " وهذا قد يكون ممّا يعاقب فيه العبد بالغمِّ , كما سئل سفيان بن عيينة عن غمٍّ لايعرف سببه ؛ قال : "هو ذنب هممت به فى سرك و لم تفعله فجزيت همًّا به",فالذنوب لها عقوبات السِّر بالسِّر , والعلانية بالعلانية ..) اهـ .
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
نريد المزيد من هذه الدرر أحسن الله إليك وكتب الله لك الأجر والمثوبة, ووفقك الله إلى كل خير...
-
* فوائد متنوعة متجددة :
- أخي الطيب "سعد" أشكر لك تشجيعك الطيب ودعاءك الطيب , وأسأل ربي أن يبارك لك في صبحك ومسائك ..
64 ـ مثل رائع [ترك الآداب يفضي إلى ..] :
في غذاء الألباب [36/1] :
(وَقال الحجَّاوي فِي شرحه : يقال مثلُ الإِيمان كمثَل بلدَةٍ لها خمس حصونٍ : ، الأَول من ذهبٍ ، والثاني من فضَّةٍ ، والثالث من حديدٍ ، والرابع من آجرٍّ ، والخامس من لبنٍ ، فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللَّبنِ لا يطمع العدو في الثاني ، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ثمَّ الثالث حتَّى تَخْرَبَ الحصون كلُّها ، فكَذلك الإيمانُ في خمس حصون اليقين ، ثمَّ الإخلاصُ ، ثمَّ أَداء الفرائض ، ثمَّ السُّنَن ، ثمَّ حفظ الآداب ، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشَّيطان لا يطمع فيه ، وإذا ترك الآدآب طمع الشَّيطان في السّنن ، ثمَّ في الفرائض ، ثمّ في الإخلاص ، ثمَّ في اليقِينِ . )اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
65 ـ "كتب شيخ الاسلام ابن تيمية "
في العقود الدرية ص [65] :
(... ويسأل عن الشيء فيقول : "قد كتبت في هذا" ، فلا يدري أين هو ، فيلتفت إلى أصحابه ، ويقول : "ردوا خطي وأظهروه لينقل" ، فمن حرصهم عليه لا يردونه ومن عجزهم لا ينقلونه ، فيذهب ولا يعرف اسمه .
فلهذه الأسباب وغيرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه ، وما كفى هذا إلا أنه لما حبس تفرق أتباعه وتفرقت كتبه وخوفوا أصحابه من أن يظهروا كتبه ، فذهب كل أحد بما عنده وأخفاه ، ولم يظهروا كتبه فبقي هذا يهرب بما عنده وهذا يبيعه أو يهبه وهذا يخفيه ويودعه ، حتى إن منهم من تسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها ولا يقدر على تخليصها ، فبدون هذا تتمزق الكتب والتصانيف ، ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومن وأنعم وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن لأحد أن يجمعها .
ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فسد منها ورد ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجبا ، يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه ، لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .) . انتهى .
قلت : صدق ـ والله ـ , فما تعدد طبعات كتب الإمام واستشراحها واستخراج وتحقيق المخطوط منها بعمل دؤوب لايطرقه كلل ولا ملل = إلا آية دالة على جميل رعاية الله لعلم هذا الإمام , وصيانة دينه ..
-
* فوائد متنوعة متجددة :
66 ـ "تقديم الأبناء للتدريس .. بحكمة !!"
في طبقات الشافعية للسبكي [399/10] :
(وشغر مرة مكان بدار الحديث الأشرفية , فنزلني فيه , فعجبت من ذلك ؛ فإنه كان لا يرى تنـزيل أولاده في المدارس , وها أنا لم ألِ في عمري فقاهة في غير دار الحديث , ولا إعادة إلا عند الشيخ الوالد , وإنما كان يؤخرنا إلى وقت استحقاق التدريس , على هذا ربانا - رحمه الله - فسألته فقال : ليقال إنك كنت فقيها عند المزي !! .
ولما بلغ المزي ذلك ؛ أمرهم أن يكتبوا اسمي في الطبقة العليا , فبلغ ذلك الوالد فانزعج , وقال :
"خرجنا من الجد إلى اللعب , لا - والله - عبد الوهاب شابٌّ , ولا يستحق الآن هذه الطبقة , اكتبوا اسمه مع المبتدئين" , فقال له شيخنا الذهبي : "والله هو فوق هذه الدرجة وهو محدث جيد" , هذه عبارة الذهبي , فضحك الوالد وقال : "يكون مع المتوسطين" .) اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
67 ـ " عقوبة العالِـم .."
قال الشوكاني ـ رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" :
(وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب ، وتتصدع منه الأفئدة ، ما يوجب على أهل العلم الحاملين لحجج الله سبحانه ، والقائمين ببيان شرائعه ، ترك الدِّهان لأهل البدع المتمذهبين بمذاهب السوء ، التاركين للعمل بالكتاب والسنة ، المؤثرين لمحض الرأي عليهما ؛ فإن غالب هؤلاء ، وإن أظهر قبولاً ، وأبان من أخلاقه ليناً لا يرضيه إلا اتباع بدعته ، والدخول في مداخله ، والوقوع في حبائله ، فإن فعل العالم ذلك بعد أن علمه الله من العلم ما يستفيد به أن هدى الله هو ما في كتابه ، وسنّة رسوله ، لا ماهم عليه من تلك البدع التي هي ضلالة محضة ، وجهالة بينة ، ورأي منهار ، وتقليد على شفا جرف هار ، فهو إذ ذاك ما له من الله من وليّ ، ولا نصير ، ومن كان كذلك ، فهو مخذول لا محالة ، وهالك بلا شك ولا شبهة .) اهـ .
نسألك اللهم العافية ..
قف أيها العالم مع هاتين الآيتين :
ـ قال تعالى مخاطبا رسول الأمة : "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)" الإسراء .
ـ وقال أيضا لمعلم الأمة : "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)" المائدة .
تأمل خطاب الله لنبيه , كيف يحذره من الفتنة عن بعض ما أنزله عليه , ويبين له أنه إن اتبع هوى الناس يتخذونه حِباً بل خليلاً , ويصرح له بترك نصرته وترك ولايته له إن فعل ذلك ..
-
* فوائد متنوعة متجددة :
68 ـ ممحقات الصغائر ماذا تكفر إن لم تجد الصغائر :
قال الإمام النووي في شرح مسلم [112/3] باب فضل الوضوء والصلاة عقبه في شرحه لحديث حمران في الوضوء :
(- قوله صلى الله عليه وسلم: "كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله" معناه : أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر ، وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة ، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأباه ، قال القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة ، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله والله أعلم .
- وقوله صلى الله عليه وسلم: "وذلك الدهر كله" أي : ذلك مستمر في جميع الأزمان.
- ثم إنه وقع في هذا الحديث: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة" , وفي الرواية المتقدمة : "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" , وفي الرواية الأخرى : "إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها" , وفي الحديث الاَخر: "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة" , وفي الحديث الآخر : "الصلوات الخمس كفارة لما بينهن" , وفي الحديث الآخر : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" = فهذه الألفاظ كلها ذكرها مسلم في هذا الباب .
- وقد يقال إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة ؟ ، وإذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان ؟، وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، ويوم عاشوراء كفارة سنة ، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.؟
والجواب ما أجابه العلماء : أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفي ر، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات ، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم .) اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
69 ـ عاشوراء :
في لطائف المعارف لابن رجب في معرض كلامه عن فضائل يوم عاشوراء صـ [55] :
(.. وأما التوسعة فيه على العيال فقال حرب : سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: "من وسع على أهله يوم عاشوراء" فلم يره شيئا وقال ابن منصور : قلت لأحمد : هل سمعت في الحديث: "من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة" فقال: نعم رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد عن المنتشر - وكان من أفضل أهل زمانه - أنه بلغه : "أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته" , قال ابن عيينة : "جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خير" .
وقول حرب "إن أحمد لم يره شيئا" إنما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا يصح إسناده ؛ وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء ؛ وممن قال ذلك محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وقال العقبلي: هو غير محفوظ , وقد روي عن عمر من قوله , وفي إسناده مجهول لا يعرف .
... وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار كتاباً قال فيه : قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام :{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقولوا كما قال نوح: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقولوا كما قال موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وقولوا كما قال ذو النون: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.) اهـ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
70 ـ
قال شيخ الاسلام في الرد على المنطقيين في معرض كلامه عن شناعات القول بوحدة الأعيان :
( .. وهؤلاء المتفلسفة ومتصوفوهم كابن سبعين وأتباعه يجوِّزون ان يكون الرجل يهودياًّ , أو نصرانياً أو مشركاً يعبد الأوثان , فليس الإسلام عندهم واجباً , ولا التهود والتنصر والشرك محرماً , لكن قد يرجحون شريعة الإسلام على غيرها , وإذا جاء المريد إلى شيخ من شيوخهم وقال : أريد أن أسلك على يديك , يقول له : على دين المسلمين أو اليهود أو النصارى !! فإذا قال له المريد : اليهود والنصارى أما هم كفار ؟؟ , يقول : لا!! , ولكن المسلمون خير منهم !! , ...
وهذا أيضا أكثر اعتقاد علماء النصارى وكثير من اليهود : يرون دين المسلمين واليهود والنصارى بمنزلة المذاهب في دين المسليمن , فيجوز للرجل عندهم أن ينتقل من هذه الملة إلى تلك , إما لرجحانها عنده في الدين , وإما لمصلحة دنياه , كما ينتقل الإنسان من مذهب بعض أئمة المسلمين الى مذهب إمام آخر , كما ينتقل من مذهب مالك إلى الشافعي ومن مذهب أبي حنيفة الى مذهب أحمد ونحو ذلك .) انتهى هــ .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
71 ـ
في السير [270/17] : (قال عبد الغنيِّ [الأزدي صاحب : "الأوهام التي في مدخل الحاكم" ]:لما رددتُ على أَبي عبد الله الحاكم ( الأَوهَامَ التي في المدخل ) بعث إليَّ يشكُرني، ويدعو لي، فعلمت أَنَّه رجل عاقل.) اهـ .
وفي البداية والنهاية [8/12] : (وقد صنَّف الحافظ عبد الغني هذا كتابا فيه أوهام الحاكم ، فلما وقف الحاكم عليه جعل يقرأه على النَّاس ويعترف لعبدالغني بالفضل ، ويشكره ويرجع فيه إلى ما أصاب فيه من الرد عليه ، رحمهما الله ) . آمين .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
72 ـ قال ابن تيمية رحمه الله في المنهاج [4/409] : "إن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت ، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ، ويظن أن فيها خيرا .."
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
73 ـ مما جاء في الصلاة .
في سير أعلام النبلاء ( 381/4 ) : ـ
ـ يحيى بن عيسى الرملي ، عن الاعمش، قال: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة ، كأن ليس في المسجد أحد.
حميد بن عبدالرحمن: حدثنا أبي عن الاعمش ، كان يحيى إذا قضى صلاته مكث مليا تعرف فيه كآبة الصلاة.
وفي ( 204/9 ) : ـ
_ قال عبدالرحمن رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما ؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله ! أي شئ هذا ؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب .
قلت: هكذا كان السلف في الحرص على الخير.
وفي ( 34/8 ) : ـ
ـ قال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد [بن عبدالعزيز] إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
وفي ( 181/8 ) : ـ
قال يحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد [القطان] لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.
وفي ( 328/10 ) : ـ
ـ عن الاوزاعي قال : كان عندنا ببيروت صياد، يخرج يوم الجمعة يصطاد ، ولا يمنعه مكان الجمعة ، فخرج يوما ، فخسف به وببغلته ، فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها.
وفي ( 346/16 ) : ـ
ـ وروي عن ابن خفيف [محمد الشبرازي] ، أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك ؟ ! قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة.
وفي ( 182/21 ) : ـ
ـ وكان الشيخ حياة .. ملازما لزاويته بحران منذ خمسين سنة، لم تفته جماعة إلا من عذر شرعي.
وفي ( 228/4 ) :ـ
ـ قال معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، قلت لسعيد بن المسيب: لو تبديت، وذكرت له البادية وعيشها والغنم، فقال: كيف بشهود العتمة .
وفي ( 646/10 ) : ـ
ـ قال ابن معين: لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه، لكانوا فيه على نهاية .
وقال أحمد بن عطية: كان ورده في اليوم مئتي ركعة .
وقال محمد بن عمران: سمعته [ محمد بن سماعة] يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الاولى إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمسا وعشرين صلاة، أريد التضعيف .
وفي ( 276/14 ) : ـ
ـ قال أبو محمد الفرغاني : حدثني أبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي فيه في آخره ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه ، فقيل له : تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر , فأبى وصلى الظهر مفردة ، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها.
وفي ( 66/4 ) : ـ
ـ قال سعيد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شئ يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شئ إلا السجود لله تعالى.
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
74 ـ ما أكرم الله به البشر على الملائكة : ـ
في الإتقان [ النوع 35 ] : قال ابن الصلاح في فتاويه: قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الأنس.
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
75 ـ تواضع رجل جمع الله له بين العلم و المال : ـ
* في سير أعلام النبلاء ( 20/429 ) : ـ
"كان يُقرأ عنده [ الوزير ابن هبيرة ] الحديث كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة ، فخالف فيها الجمع، وأصَّر، فقال الوزير: أحمار أنت ! أما ترى الكُلَّ يخالفونك ؟
فلما كان من الغد، قال للجماعة : ( إنه جرى مني بالأمس في حق هذا الرجل مالا يليق، فليقُل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحِدكم ) ، فضبَّح المجلس بالبكاء، واعتذر الفقيه، قال : أنا أولى بالاعتذار .
وجعل يقول : القِصاصَ القِصاصَ ، فلم يزل حتى قال يوسف الدَّمشقيَّ : إذ أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير : له حكمه. فقال الفقيه : نِعُمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟ قال : لابُدَّ. قال : عليَّ دين مئة دينار. فأعطاه مئتي دينار، وقال لإبراء ذِمَّتِه، ومئة لإبراء ذمَّتي " اهـ .
* وفي ذيل طبقات الحنابلة : ـ
"ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها، والمالكي مقيم على دعواه.
فقال له الوزير: بهيمة أنت ! أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟
فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: ( قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة أمس على ما يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له فلست بخير منكم، ولا أنا إلا كأحدكم ) ، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص .
فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء .
فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك عليّ كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟
فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك .
فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي." . اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
76 ـ هجاه ثم رثاه : ـ
في نزهة الألباء في طبقات الأدباء في ترجمة أبي محمد اليزيدي [ص 35] : ـ
( وله أيضاً في ذمهم ـ أي نحاة الكوفة والكسائي على جهة الخصوص ـ : ـ
كنا نقيس النحو فيما مضى **** على لسان العرب الأول
فجاء أقوام يقيسونه **** على لغى أشياخ قطربل
فكلهم يعمل في نقض ما **** به يصاب الحق لا يأتلي
إن الكسائي وأصحابه **** يرقون في النحو إلى أسفل .
ـ وله أيضاً قصيدة يرثي بها الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة , وكانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان ، فماتا في الطريق ، فمنها :
تصرمت الدنيا فليس خلود **** وما قد ترى من بهجة سيبيد
سيغنيك ما أغنى القرون التي **** خلت فكن مستعداً فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد **** فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل : من لنا **** بإيضاحه يوماً وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده **** وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة **** وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمان أوديا وتخرما **** وما لهما في العالمين مزيد ) . اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
77 ـ موقف الذهبي من ابن حزم : ـ
قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء" (18/201) : ـ
" ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلماء، والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفره، ولا أضلله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين، وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه".
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
78 ـ في الإصابة [252/2] : ـ
(وقد صنف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف؛ فيها الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ... وقد صح عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول : لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة ؛ لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ) . اهـ ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بعودة أخينا الفاضل الشيخ أبي معاذ ... وبعودة فوائده المباركة الطيبة التي أتابعها باستمرار
بارك الله فيك
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
79 ـ الرازي الطبيب : ـ
في عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن يونس السعدي الخزرجي : [1 / 417] : ـ
(ومما حكي عنه ـ أي محمد بن زكريا الرازي ، الطبيب البارع الفيلسوف ـ من بدائع وصفه وجودة استدلاله : قال القاضي أبو علي المحسن بن علي بن أبي جهم التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة : حدثني محمد بن علي بن الخلال البصري أبو الحسين ، أحد أمناء القضاة ، قال : حدثني بعض أهل الطب الثقاة : أن غلاما من بغداد قدم الري وهو ينفث الدم ، وكان لحقه ذلك في طريقه ، فاستدعى أبا بكر الرازي الطبيب المشهور بالحذق صاحب الكتب المصنفة ، فأراه ما ينفث ووصف ما يجد .
فأخذ الرازي مجسته ، ورأى قارورته ، واستوصف حاله منذ بدأ ذلك به ، فلم يقم له دليل على سل ولا قرحة ، ولم يعرف العلة ، فاستنظر الرجل ليتفكر في الأمر ، فقامت على العليل القيامة ، وقال : هذا يأس لي من الحياة ، لحذق المتطبب وجهله بالعلة ، فازداد ما به ، وولد الفكر للرازي أن أعاد عليه فسأله عن المياه التي شربها في طريقه ، فأخبره أنه قد شرب من مستنقعات وصهاريج ، فقام في نفس أبي بكر محمد بن زكريا الرازي المتطبب الرأي - بحدة الخاطر وجودة الذكاء - أن علقة كانت في الماء ، فحصلت في معدته وأن ذلك النفث الدم من فعلها .
فقال له : إذا كان في غد جئتك فعالجتك ولم أنصرف أو تبرأ ، ولكن بشرط تأمر غلمانك أن يطيعوني فيك بما آمرهم به .
فقال : نعم .
وانصرف الرازي ، فتقدم فجمع له ملء مركنين كبيرين من طحلب أخضر ، فأحضرهما من غد معه ، وأراه إياهما ، وقال له : ابلع جميع ما في هذين المركنين .! فبلع الرجل شيئا يسيرا ثم وقف ، فقال : ابلع ، فقال : لا أستطيع ، فقال للغلمان : خذوه فأنيموه على قفاه ، ففعلوا به ذلك وطرحوه على قفاه وفتحوا فاه ، وأقبل الرازي يدس الطحلب في حلقه ويكبسه كبسا شديدا ، ويطالبه ببلعه شاء أم أبى ، ويتهدده بالضرب إلى أن أبلعه كارها أحد المركنين بأسره ، والرجل يستغيث فلا ينفعه مع الرازي شيء ، إلى أن قال : الساعة أقذف ، فزاد الرازي فيما يكبسه في حلقه ، فذرعه القيء فقذف ، وتأمل الرازي قذفه ، فإذا فيه علقة ، وإذا هي لما وصل إليها الطحلب قرمت إليه بالطبع ، وتركت موضعها ، والتفتت على الطحلب ، فلما قذف الرجل خرجت مع الطحلب ، ونهض الرجل معافى ) انتهى ..
قال الذهبي في السير [355/14] : ـ
(مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الطَّبِيْبُ ، الأُسْتَاذُ، الفَيْلَسُوْفُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الطَّبِيْبُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْ أَذْكِيَاءِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الأَسفَارِ، وَافِرَ الحُرمَةِ، صَاحِبَ مُرُوْءةٍ وَإِيثَارٍ وَرَأْفَةٍ بِالمَرْضَى، وَكَانَ وَاسِعَ المَعْرِفَةِ، مُكبّاً عَلَى الاشْتِغَالِ، مَليحَ التَّأْلِيْفِ، وَكَانَ فِي بَصرِه رُطُوْبَةٌ؛لِكَ ثْرَةِ أَكلِه البَاقِلَّى، ثُمَّ عَمِيَ.
أَخَذَ عَنِ:البَلْخِيّ الفَيْلَسُوْفِ، وَكَانَ إِلَيْهِ تَدْبِيْرٌ بِيْمَارِسْتَان ِ الرَّيِّ، ثُمَّ كَانَ عَلَى بِيْمَارِسْتَان ِ بَغْدَادَ فِي دَوْلَةِ المُكْتَفِي، بَلَغَ الغَايَةَ فِي عُلُوْمِ الأَوَائِلِ - نَسْأَلُ اللهَ العَافيَةَ - ) .
أخي : رضا الحملاوي : جزاك الله خيرا وبارك فيك .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
80 ـ " المتطبب الفاضل " : ـ
في طبقات الشافعية الكبرى : [8 / 305] : ـ
علي بن أبي الحزم القرشي الشيخ علاء الدين بن النفيس : الطبيب المصري صاحب التصانيف الفائقة في الطب الموجز وشرح الكليات وغيرهما .
كان فقيها على مذهب الشافعي ، صنف شرحا على التنبيه ، وصنف في الطب غير ما ذكرنا كتابا سماه الشامل ، قيل : لو تم لكان ثلاثمائة مجلدة !! ، تم منه ثمانون مجلدة ، وكان ـ فيما يذكر ـ يملي تصانيفه من ذهنه ، وصنف في أصول الفقه وفي المنطق ، وبالجملة كان مشاركا في فنون ، وأما الطب : فلم يكن على وجه الأرض مثله ، قيل : ولا جاء بعد ابن سينا مثله ، قالوا : وكان في العلاج أعظم من ابن سينا ، وكان شيخه في الطب الشيخ مهذب الدين الدخوار .) اهـ .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في درء التعارض : [203/1] :ـ
(ولهذا كان ابن النفيس "المتطبب الفاضل" يقول : ليس إلا مذهبان : مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة ، فأما هؤلاء المتكلمون ؛ فقولهم ظاهر التناقض ، والاختلاف يعين أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسل ، وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيما ، ومعلوم بالأدلة الكثيرة السمعية والعقلية فساد مذهب هؤلاء الملاحدة ، فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة ) .
في الأعلام للزركلي : [239/9] : ـ
(وفى كتاب الطب العربي للدكتور أمين أسعد خير الله : ـ " إذا درسنا كتاب شرح تشريح القانون لابن النفيس درسا مدققا نجد أن المؤلف كان أول من وصف الدورة الدموية الرئوية، وأول من أشار إلى الحويصلات الرئوية والشرايين التاجية " ) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
81 ـ فضل العرب : ـ
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاقتضاء [صـ 377 ط الرشد] : ـ
( ومن الناس من قد يُفَضِّل بعض أنواع العجم على العرب ، والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق : إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس ، مع شبهات اقتضت ذلك ، ولهذا جاء في الحديث : « حب العرب إيمان وبغضهم نفاق » مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ، ونصيب للشيطان من الطرفين ، وهذا محرم في جميع المسائل ) اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
82 ـ " باب الإسلام " : ـ
سئل الإمام النسائي عن معاوية بن أبي سفيان ، فقال : ( إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار ، قال : فمن أراد معاوية إنما أراد الصحابة.) انتهى .
( تهذيب الكمال : 1 / 339 ) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبومعاذ البخاري
82 ـ " باب الإسلام " : ـ
سئل الإمام النسائي عن معاوية بن أبي سفيان ، فقال : ( إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار ، قال : فمن أراد معاوية إنما أراد الصحابة.) انتهى .
( تهذيب الكمال : 1 / 339 ) .
جزاك الله خيرا،،وأستأذنك في نقله..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
83 ـ حقد الرافضة دين : ـ
في منهاج السنة : [377/3] : ـ
( "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... " فهذه الآيات نزلت في المنافقين ، وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم في الرافضة ؛ حتى إنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق ...
ولهذا هم عند جماهير المسلمين نوع آخر ، حتى إن المسلمين لما قاتلوهم ـ بالجبل الذي كانوا عاصين فيه بساحل الشام يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالا لذلك وتدينا به ـ فقاتلهم صنف من التركمان ، فصاروا يقولون : "نحن مسلمون" فيقولون : "لا ، أنتم جنس آخر" فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر ، خارجون عن المسلمين لامتيازهم عنهم ، وقد قال الله تعالى: "وَيَحْلِفُون عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" وهذا حال الرافضة ، وكذلك "اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله " إلى قوله : "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّه واليوم الآخر " الآية .
وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ، ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق ، فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها ، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين ..
وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين ..
وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم ..
وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم ..!!
فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم ) انتهـى .
ــ أخي أبا البنات : لا مانع لدي ، حفظك الله ونفع بك .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
84 ـ تصرف نادر : ـ
قال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق : [ صـ30( رقم 56 ) ] : ـ
(حدثنا أحمد بن إبراهيم نا يحيى بن المثنى الحلبي قال سمعت سفيان بن عيينة قال : عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دني ، فأعتق جار له جارية شكرا لله إذ عافاه من ذلك الخلق) اهـ .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
85 ـ تشميت الكافر : ـ
في الفتح [619/10] : ـ
( أخرج أبو داود وصححه الحاكم من حديث أبي موسى الأشعري قال : كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه و سلم رجاء أن يقول: "يرحمكم الله" ، فكان يقول : "يهديكم الله ويصلح بالكم" ... حديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت ، لكن لهم تشميت مخصوص ، وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال ، وهو الشأن ، ولا مانع من ذلك ، بخلاف تشميت المسلمين ، فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار ) انتهـى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
86 ـ تأثير العربية .
في الاقتضاء [2/469] : ـ
( واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل ، والخلق ، والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق .
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عيسى بن يونس ، عن ثور ، عن عمر بن زيد ، قال : كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أما بعد: فتفقهوا في السنة ، وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن ، فإنه عربي " ) انتـهى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
87 ـ القول بنفي التحسين والتقبيح مطلقا ؛ قول أُحدث بعد الأشعري :
في الرد على المنطقيين :
( وأكثر الطوائف على إثبات الحسن والقبح العقليين , لكن لا يثبتونه كما يثبته نفاة القدر من المعتزلة وغيرهم , بل القائلون بالتحسين والتقبيح من أهل السنة والجماعة من السلف والخلف ـ كمن يقول به من الطوائف الأربعة وغيرهم ـ يثبتون القدر والصفات ونحوهما مما يخالف فيه المعتزلة أهل السنة , ويقولون مع هذا بإثبات الحسن والقبح العقليين ، وهذا قول الحنفية ونقلوه أيضا عن أبي حنيفة نفسه , وهو قول كثير من المالكية والشافعية والحنبلية كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب وغيرهما من أئمة أصحاب أحمد كأبي علي بن أبي هريرة و أبي بكر القفال الشاشي وغيرهما من الشافعية وكذلك من أصحاب مالك وكذلك أهل الحديث كأبي نضر السجزي وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهما.
بل هؤلاء ـ يريد السجزي والزنجاني ـ ذكروا أن نفي ذلك هو من البدع التي حدثت في الإسلام في زمن أبي الحسن الأشعري لما ناظر المعتزلة في القدر بطريق الجهم بن صفوان ونحوه من أئمة الجبر ، فاحتاج إلى هذا النفي ، قالوا : وإلا فنفي الحسن والقبح العقليين مطلقا لم يقله أحد من سلف الأمة ولا أئمتها ، بل ما يؤخذ من كلام الأئمة والسلف في تعليل الأحكام وبيان حكمة الله في خلقه وأمره , ... ينافي قول النفاة , والنفاة ليس لهم حجة في النفي أصلا ) انتهـى .
* الفرق بين إثبات المعتزلة وبين إثبات السلف للتحسين والتقبيح :
1 ـ أن السلف لم يرتبوا على التحسين والتقبيح ثوابا ولا عقابا , بخلاف المعتزلة فإنهم رتبوا العقاب في حق من ارتكب محظورا ولم يبلغه النهي .
2 ـ و أيضا عند السلف من الأمور ما لا يُثبت العقل المحض حسنه ولا قبحه .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
88 ـ إجماع الطوائف على العمل بأخبار الآحاد :
* في الانتصار لأصحاب الحديث للسمعاني صـ 34 :
[فصل : ونشتغل الآن بالجواب عن قولهم فيما سبق إن أخبار الآحاد لا تقبل فيما طريقه العلم ، وهذا رأس شغب المبتدعة في رد الأخبار وطلب الدليل من النظر والاعتبار .
فنقول وبالله التوفيق : إن الخبر إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الثقات والأئمة ، وأسنده خلفهم عن سلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقته الأمة بالقبول : فإنه يوجب العلم فيما سبيله العلم ، هذا قول عامة أهل الحديث والمتقنين من القائمين على السنة .
وإنما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال ؛ ولابد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به > شيء اخترعته القدرية والمعتزلة ، وكان قصدهم منه رد الأخبار ، وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم في العلم قدم ثابت ؛ ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول .
ولو أنصفت الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم ، فإنك تراهم مع اختلافهم في طرائقهم وعقائدهم يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد :
- ترى أصحاب القدر يستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "كل مولود يولد على الفطرة" ، وبقوله : "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم " .
- وترى أهل الإرجاء يستدلون بقوله " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، قالوا : وإن زنى وإن سرق ، قال : نعم وإن زنى وإن سرق" .
- وترى الرافضة يستدلون بقوله : " يجاء بقوم من أصحابي فيسلك بهم ذات الشمال فأقول أصيحابي أصيحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم ".
- وترى الخوارج يستدلون بقوله "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ، وبقوله :" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" . إلى غير هذا من الأحاديث التي يستدل بها أهل الفرق .
- ومشهور معلوم استدلال أهل السنة بالأحاديث ورجوعهم إليها ؛ فهذا إجماع منهم على القول بأخبار الآحاد ] انتهى .
اللهم انفعنا بما علمتنا , وثبتنا على دينك ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
:)جزاك الله خيرا يأبا معاذ وحفظك وحفظ أهلك
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
مرحبا بك أخي محمد ، وأرجو أن لا تحرمنا من فوائدك الرائعة .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
89 - بلوغ الصبيان :
- في الفتح : [329/5 ط السلفية] ، [كتاب الشهادات ، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم ] رقم [2664] :
(عن ابن عمر رضي الله عنهما : "أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني ". قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته الحديث فقال : إن هذا لحد بين الصغير والكبير ، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة . ) .
قال الحافظ : ـ
(واستدل بقصة ابن عمر على أن من استكمل خمسة عشرة سنة أجريت عليه أحكام البالغين وإن لم يحتلم ، فيكلف بالعبادات وإقامة الحدود ، ويستحق سهم الغنيمة ، ويقتل إن كان حربيا ، ويفك عند الحجر إن أونس رشده ، وغير ذلك من الأحكام .
وقد عمل بذلك عمر بن عبد العزيز وأقره عليه رواية نافع .
ـ وأجاب الطحاوي وابن القصار وغيرهما ـ ممن لم يأخذ به ـ:بأن الإجازة المذكورة جاء التصريح بأنها كانت في القتال ، وذلك يتعلق بالقوة والجلد.
ـ وأجاب بعض المالكية : بأنها واقعة عين فلا عموم لها ويحتمل أن يكون صادف أنه كان عند تلك السن قد احتلم فلذلك أجازه .
ـ وتجاسر بعضهم فقال : إنما رده لضعفه لا لسنه ، وإنما أجازه لقوته لا لبلوغه .
ـ ويرد على ذلك : ما أخرجه عبد الرزاق عن بن جريج ورواه بن عوانة وابن حبان في صحيحهما من وجه آخر عن بن جريج أخبرني نافع ، فذكر هذا الحديث بلفظ : "عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق فلم يجزني ، ولم يرني بلغت " ، وهي زيادة صحيحة لا مطعن فيها ، لجلالة بن جريج وتقدمه على غيره في حديث نافع ، وقد صرح فيها بالتحديث ، فانتفى ما يخشى من تدليسه ، وقد نص فيها لفظ ابن عمر بقوله : "ولم يرني بلغت" ، وابن عمر أعلم بما روى من غيره ، ولا سيما في قصة تتعلق به ) . انتهـى .
قال ابن العربي في أحكام القرآن [320/1 : ت البيجاوي] : ـ
( قوله تعالى : { وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا } : ـ
فيها خمس عشرة مسألة : ... المسألة الخامسة : قوله تعالى ( حتى إذا بلغوا النكاح ) يعني : القدرة على الوطء ، وذلك في الذكور بالاحتلام ، فإن عدم فالسن ، وذلك خمس عشرة سنة في رواية ، وثماني عشرة في أخرى . وقد ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابن عمر في أحد ابن أربع عشرة سنة ، وجوزه في الخندق ابن خمس عشرة سنة } ، وقضى بذلك عمر بن عبد العزيز ، واختاره الشافعي وغيره .
قال علماؤنا : إنما كان ذلك نظرا إلى إطاقة القتال لا إلى الاحتلام ، فإن لم يكن هذا دليلا فكل عدد من السنين يذكر فإنه دعوى ، والسن التي اعتبرها النبي عليه السلام أولى من سن لم يعتبرها ، ولا قام في الشرع دليل عليها .) انتهـى ..
أخي أبو عبد الله : جزيت خيرا على مرورك ودعائك .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
اقتباس:
ـ " إن التعليم في الصغر أشد رسوخا ، وهو أصل لما بعده " قاله ابن خلدون في مقدمته ط دار الباز ص 538
جزيتم خيرا
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
وإياكم ..
90 ـ أول منتفع بالتصنيف :
* في مقدمة صحيح الإمام مسلم :
(بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
فإنك ـ يرحمك الله بتوفيق خالقك ـ ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنن الدين وأحكامه وما كان منها في الثواب والعقاب والترغيب والترهيب وغير ذلك ... وسألتني أن ألخصها لك في التأليف ... ولِلَّذي سألت ـ أكرمك الله ـ حين رجعتُ إلى تدبره وما تؤول به الحال إن شاء الله عاقبةٌ محمودةٌ ؛ ومنفعةٌ موجودةٌ ، وظننتُ ـ حين سألتنى تجشُّم ذلك ـ أن لو عزم لي عليه وقُضِي لي تمامه ؛ كان أول من يصيبه نفع ذلك : إياي خاصة قبل غيري من الناس ، لأسباب كثيرة يطول بذكرها الوصف .. ) انتـهى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
91 ـ من منهج ابن خلكان في وفيات الأعيان :
* في البداية والنهاية [767/14] ط دار هجر :
(وقد ذكره ـ أي ابن الراوندي الزنديق ـ ابنُ خلكان في "الوفيات" ، ودلس عليه ، ولم يجرحه بشيء ، ولا كأن الكلب أكل له عجينا ، على عادته في العلماء والشعراء ؛ فالشعراء يطيل تراجمهم ، والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة ، والزنادقة يترك ذكر زندقتهم . ) انتـهى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
92 ـ حقُّ الفائدة :
* في الجامع للخطيب ط دار المعارف ت الطحان : [330/1] :
(حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ، ولا تعرض إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : « نشاط القائل على قدر فهم المستمع . » ).
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
93 ـ تعاهد العلم :
في التمهيد : في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت" ط مؤسسة قرطبة [133/14] :
(في هذا الحديث التعاهد للقرآن ، ودرسه ، والقيام به ، وفيه الإخبار أنه يذهب عن صاحبه وينساه إن لم يتعاهد عليه ، ويقرأه ، ويدمن تلاوته ... ولا خلاف بين العلماء في تأويل قول الله عز وجل: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} أي يعملون به حق عمله ، ويتبعونه حق اتباعه ، قال عكرمة : ألم تستمع إلى قول الله عز وجل: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} أي تبعها.
وفي هذا الحديث دليل على أن من لم يتعاهد علمه ذهب عنه ، أي منْ كان ، لأن علمهم كان ذلك الوقت القرآن لا غير ، وإذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب إن لم يتعاهد ، فما ظنّك بغيره من العلوم المعهودة !! ، وخير العلوم ما ضبط أصله ، واستذكر فرعه ، وقاد إلى الله تعالى ، ودل على ما يرضاه) . انتـهى .
اللّهم أصلح أحوالنا .. آمين .
-
* فوائد متنوعة متجددة :
94 ـ من حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم : كمال التسليم :
* في المدارج : [388/2] :
(وأما الأدب مع الرسول : فالقرآن مملوء به ، فرأس الأدب معه : كمال التسليم له ، والانقياد لأمره ، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا ، أو يحمله شبهة أو شكا ، أو يقدم عليه آراء الرجال وزبالات أذهانهم .
فيوحده بالتحكيم والتسليم والإنقياد والإذعان ن كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل ، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل ، وتوحيد متابعة الرسول ، فلا يحاكم إلى غيره ، ولا يرضى بحكم غيره ، ولا يقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه ، فإن أذنوا له نفذه وقبل خبره ، وإلا :
ـ فإن طلب السلامة : أعرض عن أمره وخبره وفوضه إليهم .
ـ وإلا : حرفه عن مواضعه وسمى تحريفه : "تأويلا وحملا" فقال : نؤوله ونحمله .
ـ فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنب على الإطلاق ـ ما خلا الشرك بالله ـ خير له من أن يلقاه بهذه الحال ، ولقد خاطبت يوما بعض أكابر هؤلاء فقلت له : سألتك بالله لو قدر أن الرسول حي بين أظهرنا ، وقد واجهنا بكلامه وبخطابه : أكان فرضا علينا أن نتبعه من غير أن نعرضه على رأي غيره وكلامه ومذهبه ، أم لا نتبعه حتى نعرض ما سمعناه منه على آراء الناس وعقولهم .!!
فقال : بل كان الفرض المبادرة إلى الامتثال من غير التفات إلى سواه .
فقلت : فما الذي نسخ هذا الفرض عنا ؟!! ، وبأي شيء نسخ؟!! .
فوضع إصبعه على فيه ، وبقي باهتا متحيرا وما نطق بكلمة) . انتهـى .
* وإن حصلت مخالفة من أهل العلم المقبولين :
ففي مقدمة رفع الملام ط الإفتاء صـ 64 ــ :
(وَليعلم أنه ليس أحد من الأئمة -المقبولين عند الأمة قَبولا عاما- يتعمد مخالفة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم في شيْءٍ من سنَّته ؛ دقيق ولا جليل.)
* لأنه لا يحيط أحد بالسنة :
ففي الرسالة للشافعي ت أحمد شاكر صـ 42 ــ :
(ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا ،وأكثرها ألفاظا ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها ، حتى لا يكون موجودا فيها من يعرفه .
والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه : لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء .
فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن ، وإذا فرق علم كل واحد منهم : ذهب عليه الشيء منها ، ثم كان ما ذهب عليه منها موجودا عند غيره .
وهم في العلم طبقات : منهم الجامع لأكثره ـ وإن ذهب عليه بعضه ـ ، ومنهم الجامع لأقل مما جمع غيره.
وليس قليل ما ذهب من السنن على من جمع أكثرها - : دليلا على أن يطلب علمه عند غير طبقته من أهل العلم ، بل يطلب عند نظرائه ما ذهب عليه ، حتى يؤتى على جميع سنن رسول الله ، بأبي هو وأمي ، فيتفرد جملة العلماء بجمعها ، وهم درجات فيما وَعَوْا منها...) انتـهى .
اللهم علمنا ماينفعنا .. وارزقنا اتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ... آمين .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبومعاذ البخاري
وخير العلوم ما ضبط أصله ، واستذكر فرعه ، وقاد إلى الله تعالى ، ودل على ما يرضاه)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبومعاذ البخاري
92 ـ حقُّ الفائدة :
* في الجامع للخطيب ط دار المعارف ت الطحان : [330/1] :
(حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ، ولا تعرض إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : « نشاط القائل على قدر فهم المستمع . » ).
بارك الله فيكم أبا معاذ،،ومتابعون لكم
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
شكر الله لكما وطيب أيامكما ..
95 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
* في فتح القدير [79/2] ط دار ابن حزم ، عند قوله تعالى : "لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّو نَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " :
(وبَّخ سبحانه الخاصة ـ وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر ـ بما هو أغلظ وأشدّ من توبيخ فاعل المعاصي ، فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم ويفرجوا لها عن قلوبهم ، فإنها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي ، مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل هم أشدّ حالاً وأعظم وبالاً من العصاة ، فرحم الله عالماً قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به .
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم ، وأعنا على ذلك ، وقوّنا عليه ، ويسره لنا ، وانصرنا على من تعدى حدودك ، وظلم عبادك ، إنه لا ناصر لنا سواك ، ولا مستعان غيرك ، يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد ، وإياك نستعين . ) . اللهم آمين اللهم آمين ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
96 ـ سر حلاوة كلام السلف :
* روى البيهقي في الشعب (2/299) عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري حدثني أخي محمد قال: قال علي بن الفضيل لأبيه: يا أبه ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم !! ، قال: يا بني وتدري لما حلا ؟! ، قال : لا يا أبه ، قال : "لأنهم أرادوا به الله تبارك وتعالى" .
وفي (2/297) عن عبد الله بن محمد بن منازل قال : سئل حمدون القصار : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟! ، قال : "لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفس وطلب الدنيا وقبول الخلق" .
وروى ابن أبي الدنيا في (الورع) (ص50) عن الضحاك قال : "أدركت الناس وهم يتعلمون الورع وهم اليوم يتعلمون الكلام" .
اللهم علِّمنا ما ينفعنا .. آمين ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
97 ـ لنستعملها لا لنتعجب منها :
* روى البيهقي في الشعب (2/303) عن أحمد بن سعيد الدارمي قال : سمعت من علي [بن] المديني كلمة أعجبتني ، قرأ علينا حديث الغار ثم قال : "إنما نقل إلينا هذه الأحاديث لنستعملها لا لنتعجب منها" .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
98 ـ التمني على الله :
* في السلسلة الصحيحة [263/3] :
(1266 - " إذا تمنى أحدكم فليستكثر ، فإنما يسأل ربه عز وجل ".
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (ق 193 / 1 - مصورة المكتب) أنبأنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
والحديث عزاه السيوطي لأوسط الطبراني ، قال المناوي: " ورمز لحسنه وهو تقصير أو قصور ، وحقه الرمز لصحته ، فقد قال الحافظ والهيثمي وغيره: رجاله رجال الصحيح ".
قلت : لا يلزم من هذا القول صحة الإسناد لاحتمال أن يكون فيه علة تمنع الصحة كالانقطاع والتدليس ونحوه كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف ، أما إسناد ابن حميد هذا فلا نعلم له علة ، وقد توبع عبيد الله بن موسى عن سفيان به نحوه .) .
وفي شرح السنة للبغوي [208/5] ط المكتب الإسلامي ت الشاويش والأرناؤوط :
(قال رحمه الله : هذا فيمن يتمنى شيئا مباحا من أمر دنياه وآخرته ، فليكن فزعه فيه إلى الله عز وجل ، ومسألته منه وإن عظمت أمنيته ، قال الله عز جل : " واسألوا الله من فضله " ، وليس من هذا القبيل أن يتمنى الرجل مال غيره ، أو نعمة خصه الله بها حسدا أو بغيا ، فإنه منهي عنه ، قال الله سبحانه وتعالى : " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ".) انتـهى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
99 ـ اعتزال الناس : ـ
* ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/137) عن شقيق بن إبراهيم قال : قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لمْ [ أداة جزم ] تجلس معنا ؟!
قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين ؛
قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون ؟!
قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم ؛ ما أصنع معكم ؟! أنتم تغتابون الناس! فإذا كانت سنة مئتين فالبعد من كثير من الناس أقرب إلى الله، وفر من الناس كفرارك من أسد وتمسك بدينك يسلم لك ) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
الحمد لله ...
عادت فوائد الشيخ أبي معاذ
جزاك الله خيراً
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
طيب الله أيامك أخي المبارك ..
100 ـ إزالة وهم في فتح :ـ
* قال الأديب النقادة أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي البصري المتوفى في عام (370هـ) في كتابه (الموازنة بين الطائيين أبي تمام والبحتري) (ص372-375) :
(ثم إني أقول بعد ذلك : لعلك - أكرمك الله - اغتررتَ بأن شارفتَ شيئاً من تقسيمات المنطق ، وجُملاً من الكلام والجدال ، أو علمْتَ أبواباً من الحلال والحرام ، أو حفظتَ صَدْراً من اللغة ، أو اطلعتَ على بعض مقاييس العربية ؛ وأنك لما أخذتَ بطَرَف نوع من هذه الأنواع معاناةً ومزاولةً ومتَّصِلَ عنايةٍ فتوحدتَ فيه ومُيِّزتَ : ظننتَ أن كل ما لم تلابسه من العلوم ولم تزاوله يجري ذلك المجرى ، وأنك متى تعرضتَ له وأمررتَ قَريحتكَ عليه نفذَتْ فيه ، وكشفتْ لك عن معانيه ؛ وهيهات! لقد ظننتَ باطلاً ورمتَ عسيراً ، لأن العلم - أيَّ نوعٍ كان - لا يدركه طالبه إلا بالانقطاع إليه ؛ والإكباب عليه ؛ والجد فيه ؛ والحرص على معرفة أسراره وغوامضه ؛ ثم قد يتأتى جنس من العلوم لطالبه ويتسهل عليه ، ويمتنع عليه جنس آخر ويتعذر ؛ لأن كل امرئ إنما يتيسر له ما في طبعه قبولُه ، وما في طاقته تعلُّمُه ؛ فينبغي - أصلحك الله - أن تقفَ حيث وُقفَ بك ، وتقنعَ بما قُسِمَ لك ، ولا تتعدى إلى ما ليس من شأنك ولا من صناعتك). ا.هـ.
نفعنا الله وإياكم بما علمنا ..
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
هذي قواعد نافعة ، استخلصتها من معين التجارب ، واستفدتها من محن الزمان ،
ترجوا الرفق من قارئها في قراءتها ، وتذكر في الأخذ بها في غير ما يعارض شريعة ربها ، سهلة العبارة ، حلوة المعاني ، غابرت الناس وخابرتهم خبرا ، تعترف بفتوتها في بابها ، وتقبل النقد والنقاش من أربابها
( اضغط على رابط الموضوع في الأسفل )
تأملات ... !!
http://majles.alukah.net/showthread....733#post537733
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
١٠١ - نشوة العلم : -
في البداية والنهاية ط دار هجر : [601/15] سنة أربع عشرة وأربعمائة ، فيمن توفي فيها من الأعيان : -
(محمد بن أحمد ، أبو جعفر النسفي، عالم الحنفية في زمانه، وله طريقة في الخلاف، وكان فقيرا متزهدا، بات ليلة قلقا لما عنده من الفقر والحاجة، فعرض له فكر في فرع من الفروع كان أشكل عليه، فانفتح له، فقام يرقص ويقول: أين الملوك وأبناء الملوك؟ فسألته امرأته عن خبره، فأعلمها بما حصل له، فتعجبت من شأنه، رحمه الله ) .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
جميلة..بارك الله فيك..وهذه حال عشاق العلم
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
وإياكم ..
اللهم انفعنا بما علمتنا ..
102 ـ
* في لطائف المعارف ط ابن حزم : [صـ 45] :
(من عجز عن مسابقة المحبين في ميدان مضمارهم = فلا يعجز عن مشاركة المذنبين في استغفارهم واعتذارهم .) انتــهى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
103 ـ
* في الفتح : كتاب فضائل القرآن ، باب الترتيل في القراءة ، [706/8] ، [5044] ط السلفية :
( عند أبي عبيد من طريق مجاهد أن رجلا سأله عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ورجل قرأ البقرة فقط ، قيامهما واحد ، ركوعهما واحد ، وسجودهما واحد ، فقال : الذي قرأ البقرة فقط أفضل ، ثم تلا : "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث" .
ومن طريق أبي حمزة : قلت لابن عباس : إني سريع القراءة ؛ وإني لأقرأ القرآن في ثلاث ؛ فقال : لأن أقرأ البقرة أرتلها فأتدبرها خير من أن أقرأ كما تقول .
وعند بن أبي داود من طريق أخرى عن أبي حمزة قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة إني لأقرأ القرآن في ليلة ، فقال بن عباس : لأن أقرأ سورة أحب إلي ، إن كنت لا بد فاعلا فاقرأ قراءة تسمعها أذنيك ؛ ويوعها قلبك .
* قال الحافظ :
والتحقيق أن لكل من الإسراع والترتيل جهة فضل بشرط : أن يكون المسرع لا يخل بشيء من الحروف والحركات والسكون الواجبات ، فلا يمتنع أن يفضل أحدهما الآخر وأن يستويا ، فإنَّ من رتل وتأمل كمن تصدق بجوهرة واحدة مثمنة ، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة ، وقد تكون قيمة الواحدة أكثر من قيمة الأخريات ، وقد يكون بالعكس ) . انتهـى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
104 ـ من صور سخاء السلف :
* في تاريخ بغداد : [366/9] في ترجمة دعلج السجستاني ط بشار عواد :
(وكان من أهل الدين والقرآن والصلاح، عن شيخ سماه، فذهب عني حفظ اسمه، قال: حضرت يوم جمعة مسجد الجامع بمدينة المنصور، فرأيت رجلا بين يدي في الصف حسن الوقار، ظاهر الخشوع، دائم الصلاة، لم يزل يتنفل مذ دخل المسجد إلى قرب قيام الصلاة ثم جلس، قال: فعلتني هيبته ودخل قلبي محبته، ثم أقيمت الصلاة فلم يصل مع الناس الجمعة، فكبر علي ذلك من أمره، وتعجبت من حاله، وغاظني فعله، فلما قضيت الصلاة تقدمت إليه، وقلت له: أيها الرجل ما رأيت أعجب من أمرك أطلت النافلة وأحسنتها وتركت الفريضة وضيعتها؟
فقال: يا هذا إن لي عذرا وبي علة منعتني عن الصلاة
قلت: وما هي؟
فقال: أنا رجل عليَّ دين اختفيت في منزلي مدة بسببه ، ثم حضرت اليوم الجامع للصلاة ، فقبل أن تقام التفت فرأيت صاحبي الذي له الدين علي ورائي، فمن خوفه أحدثت في ثيابي فهذا خبري، فأسألك بالله إلا سترت علي وكتمت أمري
قال: فقلت: ومن الذي له عليك الدين؟
قال: دعلج بن أحمد
قال: وكان إلى جانبه صاحب لدعلج قد صلى وهو لا يعرفه فسمع هذا القول ومضى في الوقت إلى دعلج فذكر له القصة، فقال له دعلج: امض إلى الرجل واحمله إلى الحمام واطرح عليه خلعة من ثيابي، وأجلسه في منزلي حتى أنصرف من الجامع .
ففعل الرجل ذلك، فلما انصرف دعلج إلى منزله أمر بالطعام فأحضر فأكل هو والرجل ثم أخرج حسابه فنظر فيه وإذا له عليه خمسة آلاف درهم.
فقال له: انظر لا يكون عليك في الحساب غلط أو نسي لك نقده
فقال الرجل: لا .
فضرب دعلج على حسابه وكتب تحته علامة الوفاء، ثم أحضر الميزان ووزن خمسة آلاف درهم وقال له: أما الحساب الأول فقد حللناك مما بيننا وبينك فيه، وأسألك أن تقبل هذه الخمسة آلاف الدرهم، وتجعلنا في حل من الروعة التي دخلت قلبك برؤيتك إيانا في مسجد الجامع) . انتـهى .
-
رد: * فوائد متنوعة متجددة :
105 ـ من أخلاق الكبار [2] :
* في أدب الدنيا والدين [180/1] ط دار مكتبة الحياة :
(حكي عن بنت عبد الله بن مطيع أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وكان أجود قريش في زمانه: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال مه ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك.
قال: هذا والله من كرمهم ، يأتوننا في حال القوة بنا عليهم ، ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم.
انظر كيف تأول بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسنا، وظاهر غدرهم وفاء. وهذا محض الكرم ولباب الفضل، وبمثل هذا يلزم ذوي الفضل أن يتأولوا الهفوات من إخوانهم... ) , انتـهى .