رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
وجاء فى الموسوعة الفقهية الكويتية
ج14,ص154
كلاما نفيسا ونقلاً لعلماء كبار جوّزوا فيه التوسل بالنبي
كاالعز بن عبد السلام وغيرهمد - التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ بَعْدَ وَفَاتِهِ :
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَشْرُوعِيَّةِ التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَقَوْل الْقَائِل :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك بِنَبِيِّك أَوْ بِجَاهِ نَبِيَّك أَوْ بِحَقِّ نَبِيَّك ، عَلَى أَقْوَالٍ :
الْقَوْل الأَْوَّل :
11 - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ ( الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّ ةُ وَمُتَأَخِّرُو الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ
الْحَنَابِلَةِ ) إِلَى جَوَازِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوَسُّل سَوَاءٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ
بَعْدَ وَفَاتِهِ (2) .
ال الْقَسْطَلاَّنِ يُّ : وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مَالِكًا لَمَّا سَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْعَبَّاسِيُّ - ثَانِي خُلَفَاء
بَنِي الْعَبَّاسِ - يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَأَسْتَقْبِل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْعُو أَمْ أَسْتَقْبِل
الْقِبْلَةَ وَأَدْعُو ؟
فَقَال لَهُ مَالِكٌ : وَلِمَ تَصْرِفْ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَل يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ بَل اسْتَقْبِلْهُ وَاسْتَشْفِعْ بِهِ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ .
وَقَدْ رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ فِهْرٍ فِي كِتَابِهِ " فَضَائِل مَالِكٍ " بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ
وَأَخْرَجَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ مِنْ طَرِيقِهِ عَنْ شُيُوخٍ عِدَّةٍ مِنْ ثِقَاتِ مَشَايِخِهِ (1) .
وَقَال النَّوَوِيُّ فِي بَيَانِ آدَابِ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثُمَّ يَرْجِعُ الزَّائِرُ إِلَى
مَوْقِفٍ قُبَالَةَ وَجْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَوَسَّل بِهِ وَيَسْتَشْفِعُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ ، وَمِنْ
أَحْسَنِ مَا يَقُول ( الزَّائِرُ ) مَا حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَسَائِرُ أَصْحَابِنَا عَنِ
الْعُتْبِيِّ مُسْتَحْسِنِينَ لَهُ قَال : كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ
فَقَال : السَّلاَمُ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّهِ . سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَى يَقُول : {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُول لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (1) } وَقَدْ جِئْتُك
مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي مُسْتَشْفِعًا بِك إِلَى رَبِّي . ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُول :
يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أَعْظُمُهُ
وَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالأَْكَمُ
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ
فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرْمُ .
وَقَال الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ : يَنْبَغِي كَوْنُ هَذَا مَقْصُورًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأِ
َنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَأَنْ لاَ يُقْسَمَ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِهِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالْمَلاَئِكَة ِ الأَْوْلِيَاءِ ؛ لأَِنَّهُمْ
لَيْسُوا فِي دَرَجَتِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ مِمَّا خُصَّ بِهِ تَنْبِيهًا عَلَى عُلُوِّ رُتْبَتِهِ .
مَا تَقَدَّمَ أَقْوَال الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّ ةِ .
وَأَمَّا الْحَنَابِلَةُ فَقَدْ قَال ابْنُ قُدَامَةَ فِي الْمُغْنِي بَعْدَ أَنْ نَقَل قِصَّةَ الْعُتْبِيِّ مَعَ الأَْعْرَابِيِّ :
وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ دَخَل الْمَسْجِدَ أَنْ يُقَدِّمَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى . . .
إِلَى أَنْ قَال : ثُمَّ تَأْتِيَ الْقَبْرَ فَتَقُول . . . وَقَدْتَيْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذُنُوبِي مُسْتَشْفِعًا بِك إِلَى رَبِّي
. . . " .
وَمِثْلُهُ فِي الشَّرْحِ الْكَبِيرِ
وَأَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَقَدْ صَرَّحَ مُتَأَخِّرُوهُم ْ أَيْضًا بِجَوَازِ التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَال
الْكَمَال بْنُ الْهُمَامِ فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ : ثُمَّ يَقُول فِي مَوْقِفِهِ : السَّلاَمُ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّهِ . . .
وَيَسْأَل اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ بِحَضْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
وَقَدِ اسْتَدَلُّوا لِمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ بِمَا يَأْتِي
أ - قَوْله تَعَالَى : { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ .
ب - حَدِيثُ الأَْعْمَى الْمُتَقَدِّمِ وَفِيهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ
.
فَقَدْ تَوَجَّهَ الأَْعْمَى فِي دُعَائِهِ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْ بِذَاتِهِ .
ج - قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ : اغْفِرْ لأُِمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ
وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّك وَالأَْنْبِيَاء ِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (1)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت الأسد : أخرجه الطبراني في الكبير
والأوسط كما في مجمع الزوائد للهيثمي ( 9 / 257 - ط القدسي ) ، وقال : فيه روح بن
صلاح ، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح ..
__________
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اقتباس:
كاالعز بن عبد السلام وغيرهمد - التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ بَعْدَ وَفَاتِهِ
في ذاك الوقت لم ينقل إلا عنه.. وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه ورد عليه وبين الحق في المسألة.. وكتبه بين يديك فارجع لها إلزاما.
اقتباس:
- ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ ( الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّ ةُ وَمُتَأَخِّرُو الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ
الْحَنَابِلَةِ ) إِلَى جَوَازِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوَسُّل سَوَاءٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ
بَعْدَ وَفَاتِهِ (2) .
قلنا هذه دعوى عريضةٌ.. وكلام يحتاج إلى تحرير هو خلاف ما نقله الأئمة الأثبات الأصح والأدق من نقل موسوعة الكويت أو غيرها.. وهذه الكتب منتشرة لمن أراد الوقوف على قول الجمهور الأصلي الحقيقي.
وما هذا إلا مجرد تمييع للمسألة ومحاولة ترويج لها لا يقبل ولا يسلم لمن حاول ترويجه.. ويعلم الله وحده أن يجعل هذا القول _ وهو التوسل برسول الله ميتاً؛ أو حياً بلا شروط _ قول الجمهور هو الحيدة بعينها؛ والظلم بعينه، والاعتداء على ما قرره أهل العلم المعتبرين في كتبهم ونقل عن السلف الصالح رحم الله الجميع.
اقتباس:
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مَالِكًا لَمَّا سَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْعَبَّاسِيُّ - ثَانِي خُلَفَاء
بَنِي الْعَبَّاسِ - يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَأَسْتَقْبِل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْعُو أَمْ أَسْتَقْبِل
الْقِبْلَةَ وَأَدْعُو ؟
بل والله لا تثبت عنه وليس لها سند صحيح.. وأنا كفيل بك أن تحضر سنداً لها ويكون صالحاً حتى.. وأنتظرك، ولا يهمني من حسن القول ترويجاً له.. فقط أحضر لي سند القصة وأنا كفيلٌ لك.
- وما نقله عن متأخري الفقهاء قد بين أهل العلم خطأهم فيه.. فلم يتركوا قولهم هذا سبهلالا، وكتبهم مليئة بالرد والتوضيح لمثل هذه الشطحات.. فليس هناك أحدٌ معصوم.
اقتباس:
أ - قَوْله تَعَالَى : { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ .
ب - حَدِيثُ الأَْعْمَى الْمُتَقَدِّمِ وَفِيهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ
.
فَقَدْ تَوَجَّهَ الأَْعْمَى فِي دُعَائِهِ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْ بِذَاتِهِ .
ج - قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ : اغْفِرْ لأُِمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ
وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّك وَالأَْنْبِيَاء ِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
سبحان الله!! بالله عليك وعلى من جعل مثل هذه النصوص أدلة لترويج التوسل برسول الله ميتاً.. أين وجدتم على قولكم فيها دليلا؟!
كيف تفهم تفسير الآية؟! وهل هذا هو تفسير السلف الصالح لها؟!
هل كان رسول الله ميتاً لما أن سئل الدعاء صلى الله عليه وسلم؟!
هل كان في شيء لا يقدر عليه إلا الله؟!
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
العز بن عبدالسلام قيدها في امرين :
اولا صحة الحديث
الثاني في النبي خاصة
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه خرج بالعباس بن عبد المطلب عام الرمادة، بمحضر من السابقين الأولين، يستسقون، فقال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا، ثم قال: ارفع يديك يا عباس، فرفع يديه يسأل الله تعالى.
السلام عليكم
يا إخوة ما من داع للحدة والتشنج، وليبين كلّ ما عنده بموضوعية، بدون شخصنات وتجريح واتهامات، لأنّ هذا الأسلوب الحاد من شأنه أن يثير مشاعر الذي تحاور، فيستغل الشيطان الذي يجري من الواحد منا مجرى الدم الفرصة، لينفث سموم العند والاستكبار في قلبه، فيتعطل الإدراك العقلاني السليم بسبب الإثارة العاطفية للنفس الأمارة بالسوء التي تدفع صاحبها للانتصار لها لا للحق، فأعينوا بعضكم البعض على أنفسكم والشيطان ولا تكونوا عوناً لأنفسكم وللشيطان على بعضكم البعض، بارك الله فيكم.
وعند الاختلاف إخوتي فالعودة تكون دوماً للأصل، دعكم من أقوال العلماء جميعاً رحمهم الله تعالى وغفر لهم:
(وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ).
(فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل بدعة ضلالة).
الأخ الكريم حارث البديع
(1)
ماذا يقصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما اقتبسته أعلاه بقول "بنبينا" ومن ثمّ "بعمّ نبينا" ؟
(2)
برأيك أخي لماذا لم يقم عمر رضي الله عنه وهو من هو في العلم والامتثال بالهدي النبوي بالتوسل إلى الله تعالى بالنبي عليه الصلاة والسلام ؟
(3) هل عندك خبر بأنّ أبا بكر, عمر, عثمان أو عليّ رضوان الله عليهم توسلوا إلى الله تعالى برسوله عليه الصلاة والسلام بعد موته ؟
بارك الله فيك، وفيكم جميعاً، وهدانا جميعاً إلى الصراط المستقيم.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
لا يوجد نص ثابت في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثبت فيها التوسل بـ "الذات" ولا بـ "الجاه" ولا في فعل أحد من الصحابة - رضوان الله عليهم.
وأما حديث الضرير...
عند الترمذي:
عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني قال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك". قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في".
وعند ابن ماجة:
عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: "إن شئت أخرت لك وهو خير، وإن شئت دعوت" فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في".
والبيان:
قوله: (أتوجه إليك بنبيك محمد) ليس فيه دلالة قطعية للمجيزين كما قد يُتَوهم، بسبب حذف المضاف، وكما هو معلوم في لغة العرب كقوله تعالي (واسأل القرية التي كنا فبها) الآية؛ أي: أهل القرية.
والباء هاهنا ( بـ نبيك ) :
فالباء هاهنا للتعدية وليست للقسم ولا السببية.
فالخلاف على تقدير المحذوف، فليعلم.
فالمخالف يقول:
أتوجه إليك بـ(ذات) نبيك - أتوجه إليك بـ(جاه) نبيك
ونقول:
أتوجه إليك بـ(دعاء) نبيك - أتوجه إليك بـ(شفاعة) نبيك
فأي الفريقين؟
يتضح هذا من دلالة الأحاديث الواردة في الباب.
فالترجيح لأحد التقديرين يحتاج إلى دليل يدل عليه.
فالمخالف:
ليس عنده دليل للتقدير بـ(جاه) ولا بـ(ذات) نبيك، بل وليس في القرآن ولا في السنة ولا في فعل الصحابة دليل على التوسل بالذات ولا بالجاه.
وأما أدلتنا:
/// قول عمر في حديث الاستسقاء: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك) والاستسقاء معلوم أنه يحتاج فيه إلى دعاء وتأمين، فعلم أنه الدعاء.
/// قول الضرير: (ادع الله لي أن يعافيني) فعلم أنه الدعاء.
/// قول الضرير: (ادعه) فعلم أنه الدعاء.
/// قول الضرير: (فشفعه في) فعلم أنها الشفاعة.
/// جاه النبي لا ينقطع بموته، ولكن عدل الصحابة عن التوسل برسول الله (ص) بالعباس ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
/// عدول الصحابة عن التوسل برسول الله (ص) باليزيد بن الأسود ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
/// قول الضرير: (اللهم فشفعه في) فلا يعقل أن الضرير كان يتوسل لرسول الله عند ربه ليقبل شفاعته، فمن يتوسل لمن؟ فعلم أنه كان دعاء النبي.
/// قول الضرير: (اللهم فشفعه في) إن قال المجيز أنه قصد الذات، لعطل الشفاعة لانقضاء الحاجة بالتوسل بذات النبي عند ربه، ولا يعقل أن يخيره رسول الله (ص) بين الدعاء والصبر... وحين يُصِّر الضرير على الدعاء فلا يجيبه. فعلم أن دعاء النبي وشفاعة النبي ما قد نفعه.
/// قول الضرير: (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) وقوله: (يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي) وتبعه بقوله: (اللهم فشفعه في) فعلم أنه دعاء للتشفع، والتشفع تباعًا لدعاء النبي له، فالشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره؛ وشفع إليه: في معنى طلب إليه؛ والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب. كما ذكره ابن الأثير عن المبرد وثعلب في لسان العرب.
/// قول الضرير: (إني توجهت بك) وفي الرواية الأخرى (يا محمد إني قد توجهت بك) فيظهر أن الكلام موجه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طريق الالتفات.
والتوجه يخصه بسبب (في حاجتي هذه لتقضى) والتوجه يخصه بمطلوبه (فشفعه في).
فيكون (توجهت بك) أي: (استشفعت بك).
/// قول الضرير (بِكَ) فهي باء الاستعانة ويُظهرها ويجليها قوله: (فشفعه في). أي: استعنت بدعاءك وشفاعتك.
/// استخدام الضرير صيغة المجهول في قوله (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) ثم استخدم طريق الالتفات مرة أخرى في قوله: (اللهم فشفعه في) فوجود الالتفات في الخطاب ذاته مرتين إنما يدل على أن الضرير قد توجه إلى ربه بالدعاء ثم التفت للنبي طالبا الشفاعة منه ثم إلى ربه - عز وجل - في أن يتقبل تشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - له.
/// إجماع الصحابة إجماعًا سكوتيا على العدول بالتوسل بالنبي بعد وفاته بغيره، وإجماعهم أيضًا على الجواز بالتوسل بمن يُظن قبول دعوته، وكليهما لا يمكن أن يكون إلا لضرورة وعلة، وهي الدعاء.
إذ جاه النبي لا ينقطع بموته، على خلاف الدعاء.
/// الإجماع الإقراري على فعل عمر ومعاوية من الصحابة بالعدول، فلا يعقل أن يكون التوسل بذات النبي ثم يبتغى غيره، ويتوسل بمن هو أقل منه سيد ولد ابن آدم وأعظمهم جاهًا.
فإن كان التوسل بالدعاء، فأصبح لا محالة التوسل بمن هو دونه وأقربهم إلى استجابة الدعاء.
وهذا هو ( الظاهر ) و ( ما قامت عليه الدلائل ) من الأحاديث.
والحديث برمته لا يخلو من مقال مطول في صحته لاختلاف الحديث حول أبي جعفر، فذهب جماعة من أهل العلم أنه غير الخطمي كما صرح بهذا الترمذي ووافقه ابن حجر في التقريب.
ورجح أنه أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي، والقول فيه: أنه صدوق سيء الحفظ.
وقال جماعة أنه الخطمي.
والخطمي هو أبي جعفر عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري المدني ثم البصري وثقه ابن معين والنسائي، من رجال أصحاب السنن الأربعة، وليس من رجال الصحيحين.
والقائلون بهذا: الطبراني وابن خثيمة والحاكم، وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام.
فاختلف في أنه الخطمي أو غير الخطمي، الترمذي من المخضرمين في هذه الصناعة وقد تابع بأنه غير الخطمي، وعلى هذا فهو عيسى بن ماهان، وقد سبق بأنه سيء الحفظ. وتفرد دون متابعات ولا شواهد.
وإن كان الخطمي فهو صحيح.
فمن ذهب أنه الخطمي فقد صحيح حديثه، وإن كان غير الخطمي فلا يرى صحة الحديث.
إلا أن فيه زيادات من طرق قد ضعفها أهل العلم القائلين بصحة الحديث على فرض أنه هو الخطمي.
وأما القائلين بضعف الحديث فيرون أن هذه الزيادات علل قادحة زيادة على ما تقدم بشأن أبي جعفر.
وجميع ما سبق من ردود على فرض صحة الحديث، وإن هو في ذاته لا يخلو من مقال.
وجزم الإمام الترمذي بأنه ليس بالخطمي مع ابهامه ليس اعتباطًا، وبه أقول.
هذا اقتباس من مشاركات سابقة لي، ناقشت فيها هذه المسألة مع أخوة فضلاء، وأرى أن مادتها العلمية كافية.
فإن وُجد أي إشكال آخر، أو شبهة لم يُتعرض لها أو تحتاج لمزيد بيان.. فلا تترد في وضعها.
والله الموفق.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
جزاك الله خيرا ياتيم الله شكرا للنصيحة
أما عن أسئلة الاخوة فهاهى مااستطعتُ عليه
والجواب هنا من جهتين عن معنى لفظ أتوسل بنبيك الوارد فى الحديث:
الأولى: أن الثابت في الحديث هو لفظ النوع الثاني، وهو لا يحتمل النوع الأول، فالتماس الأدلة على معنى لا يحتمله اللفظ ليس له فائدة.
والثانية: هي أن الذين يجيزون التوسل بذاته لا يحتاجون إلى تقدير مضاف؛ لأن لفظ ”نبيك“ يدل على الذات بنفسه صراحة، دون حاجة إلى تقدير، ولا داعي لدليل يقويه، بينما التقدير الأول فيه زيادة على النص، والنص لا يحتملها فهو تأويل مجرد فيسقط.
(3) زعموا أن قوله في الحديث ”اللهم فشفعه في“ يوجب حمله على النوع الأول؛ لأن الشفاعة لا تجيء إلا بمعنى
”طلب المرء من المسؤول حاجة لآخر“.
والجواب عن هذا الإشكال من ثلاث جهات:
أولاها: أن اللفظ صريح في النوع الثاني لا يحتمل المعنى الأول، فهذا الاستدلال ليس له فائدة.
ثانيتها: أن معاجم اللغة ذكرت استعمال الشفاعة بما يشمل السؤال به أيضاً، ففي المصباح المنير: ”الشفاعة هي الطلب بوسيلة أو ذمام“ والذمام: الحق، فقولك: ”أسألك بحق فلان“ يسمى شفاعة ـ بناء على تعريف الشفاعة في المصباح المنير ـ .
ثالثتها: لو سلمنا بأنه دعا له ، فلا يصح هذا التأويل ، الذي لا يحتمله اللفظ ، بل يجب تفسير ذلك حينئذٍٍ بأنه دعا له ، وعلمه التوسل بذاته ومكانته ـ زيادة على ما طلبه ـ كما علمه أن يتوضأ ويصلي ركعتين ، زيادة على الدعاء ليكون توسلاً بالعمل الصالح مع سؤال الله بنبيه صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع
أما عن أسئلة الاخوة فهاهى مااستطعتُ عليه
عزيزي.. فضلاً منك اقرأ المشاركة السابقة.
وإن وجدت أي اشكال، فأوضح عنه بكلام مفهوم.
فانظر:
اقتباس:
أن الثابت في الحديث هو لفظ النوع الثاني، وهو لا يحتمل النوع الأول
نوع ماذا؟ وما هي الأنواع التي تتحدث عنها؟
أرجو الافصاح حتى تجد ما يثلج صدرك في الرد القادم -إن شاء الله-.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اخي الفاضل قصدتُ بالنوع الثانى والأول تبيين المقصود فى حديث الضرير
حيثُ لى وجهة نظر أخرى غير ماتفضلتم وهذا تفصيل ماذكرتُ,
: النوع الأول: يكون بدعائه صلى الله عليه وسلم، أي بطلب الدعاء منه،
. والثاني: يكون بسؤال الله به، كقول الداعي: ”اللهم إني أسألك بنبيك محمد“
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
الأخ / حارث البديع
بارك الله فيك.
أستسمحك في الرد على المصدر الذي نقلتَ منه كلامك السابق، فالكلام فيه أكثر وضوحًا وإن لبسّ فيه الحقائق، إذ لم يصيبه البتر كالذي قمت به جراء نقلك السابق.
وإن كنت لألوم عليك لما نسبتَه لنفسك معبرًا بأن هذا الكلام وجهة نظر "لك"، وما هي بوجهتك، وإلا فالأمر لا يعدو إلا أن يكون تقليدًا مذمومًا لبعض من ادعى العلم، وقال في دين الله ما ليس له به علم، فلمس منك هوى في نفسك لعل إن اتبعته لا يكون عليك إثم.
ولكنك جادلت به، وصددت عنه، فلزمك أن تعلم الدليل ولا يسعك الاعراض عنه.
والله المستعان.. وعليه التكلان.
قال المخالف:
بعض أدلة التوسل:
فقد ثبت ذلك عن النبي % في حديث الضرير، (عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى النبي % فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: إن شئت أخرت ذلك وهو خير، وإن شئت دعوت، قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء فيقول: “اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي، اللهم شفعه في، وشفعني فيه” قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه) ( ) وفي رواية قال عثمان: (فو الله ما تفرقنا، ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر قط)( ).
فزعم الذين يحرمون التوسل أن هذا الحديث فيه التوسل بدعاء النبي %، لا بذاته ولا بجاهه
والرد على ذلك:
أثبت المخالف لفظة فففوشفعني فيهققق أي: شفعني في النبي –صلى الله عليه وسلم-، فإن كان الرجل له ذاتًا تبلغ درجة التشفع للنبي –صلى الله عليه وسلم-، كأن يكون للنبي حاجة ما ويشفع للنبي عند ربه، فإن كان.. لكان من باب أولى أن يتشفع لنفسه دون سؤال النبي –صلى الله عليه وسلم- .
وإن ادعى المخالف أن شفاعته غير شفاعة النبي، للزم المخالف إثبات ذلك، وأنَّا له.
فالعطف إنما يدل على أن معنى قوله: فففوشفعني فيهققق أي: في دعائه وسؤاله الله لي.
فمتى أثبت ذلك المخالف، فقد أتى على بنيانه من القواعد، وأثبت أن الشفاعة هنا هي الدعاء.
وسميت بالشفاعة في هذا الموضع.. لوجود الشافع والمشفع له، وإلا لكان محض دعاء فقط.
وبهذا علم أن التوسل هاهنا ليس بالذات كما يدعي المخالف.
وإن كان بالجاه.. كما ادعى المخالف..
لما عدل الصحابة –رضوان الله عليهم- من التوسل بجاه النبي إلى التوسل بالعباس ويزيد بن الأسود.
وإلا للزم المخالف إثبات جاه أعظم للعباس ويزيد بن الأسود أعظم من جاه النبي، وهذا لا يقول به المخالف.
فإن كان الثابت عندنا معاشر أهل السنة وعندكم أيضًا أيها الصوفية أن جاه النبي أعظم من جاه غيره، وعدل الصحابة عن التوسل بالنبي بعد موته، علم اضطرارًا أن التوسل لم يكن بالجاه.
ثم قال المخالف:
واعتمدوا على وجوه من الاستدلال:
(1) زعموا أن التوسل نوعان: نوع يكون بدعائه %، وهو مشروع في حياته فقط، ونوع يكون بسؤال الله به، كقول الداعي: “اللهم إني أسألك بنبيك محمد” وهذا غير مشروع، بل هو بدعة ضلالة، وحديث الضرير دلت الأدلة ـ بزعمهم ـ على أنه من النوع الأول لا الثاني.
والجواب على ذلك: أن الموجود في الحديث ليس لفظ التوسل الذي ينقسم إلى نوعين، بل الموجود هو لفظ السؤال به، وهو من النوع الثاني نفسه، فلا ينقسم هذا الانقسام، ولا يحتمل أن يكون من النوع الأول أصلاً، فالتماس الأدلة على معنى لا يحتمله اللفظ شبيه بما لو أولنا قوله %: “صل ركعتين” بأنه دعا له.
والرد على ذلك:
أخطأ المخالف في قول أهل السنة والجماعة.
فقول أهل السنة والجماعة في التوسل:
1- توسل مشروع (دلت عليه الأدلة من القرآن والسنة).
2- توسل غير مشروع (لا دليل عليه).
أولاً: التوسل المشروع:
1- التوسل بأسماء الله وصفاته.
2- التوسل بالأعمال الصالحة "شريطة أن تكون هذه الأعمال أعمال قام بها الداعي، لا غيره".
3- التوسل إلى الله بدعاء النبي، أو من يلتمس فيه الصلاح واستجابة الدعاء.
ثانيًا: التوسل الغير مشروع:
وهو أي توسل لم يقم عليه دليل من القرآن والسنة.
ملحوظة:
فيما يظهر أن المخالف يتوهم أن الذي نفع الضرير هو الدعاء الذي علمه النبي إياه، وأما دعاء النبي فتحصيل حاصل، وهذا ضرب من اللبس والظن الفاسد.
والذي ينكره أهل السنة والجماعة على الصوفية ومن نحا نحوهم، هو الابتداع. كأن يقول الصوفي بأن هذا الحديث يجوز التوسل إلى الله بذات النبي أو جاهه.
ومما قاله المخالف: (أن الموجود في الحديث ليس لفظ التوسل الذي ينقسم إلى نوعين، بل الموجود هو لفظ السؤال به، وهو من النوع الثاني نفسه، فلا ينقسم هذا الانقسام، ولا يحتمل أن يكون من النوع الأول أصلاً)
والرد على ذلك:
الوارد في لفظ الحديث فففاللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمةققق
ومعضلة المخالف في (بـ "نبيك") فيحاول أن يجعلها (بـ"ذات") نبيك أو (بـ"جاه") نبيك.
فعجبا له، ينكر التقدير الذي قامت به الأدلة، ويحاول إثبات ما لا يقوم به دليل واحد..!
وللحديث سياق يمكن الرجوع إليه لبيان مراده:
1- قول الضرير: فففادع الله أن يعافينيققق
2- تخيير النبي له في الدعاء، بقوله: فففإن شئت أخرت ذلك وهو خير، وإن شئت دعوتققق .
3- اصرار الضرير على الدعاء، بقوله: ففففادعهققق
4- دعاء الضرير.. الدعاء الذي علمه إياه النبي –صلى الله عليه وسلم-: فففاللهم شفعه في، وشفعني فيهققق
إن كان الدعاء بذات النبي لانقضت الحاجة، وما كان هناك وجه لقوله: فففاللهم شفعه فيققق.
قال المخالف:
(2) وزعموا أن من أجاز هذا التوسل ومن منعه يتفقان على تقدير مضاف إما “بدعاء نبيك” كما يقوله المانعون وإما “بذات نبيك أو بجاه نبيك” كما يقوله المجيزون، وطلبه الدعاء من النبي % ووعد النبي % له به يدلان على أنه “بدعائه” أي على التقدير الأول، فيكون هذا التوسل الذي علمه إياه من النوع الأول الممنوع.
والجواب هنا من جهتين: الأولى: أن الثابت في الحديث هو لفظ النوع الثاني، وهو لا يحتمل النوع الأول، فالتماس الأدلة على معنى لا يحتمله اللفظ ليس له فائدة.
والثانية: هي أن الذين يجيزون التوسل بذاته لا يحتاجون إلى تقدير مضاف؛ لأن لفظ “نبيك” يدل على الذات بنفسه صراحة، دون حاجة إلى تقدير، ولا داعي لدليل يقويه، بينما التقدير الأول تأويل مجرد فيسقط.
ملحوظة:
وهنا الجزء المقتطع المبتور الذي نقله الأخ صاحب الموضوع.
والرد على ذلك:
لأن المقام فيه تضمين لقوله: فففاللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمةققق، فيظهر جليًا أن الباء هاهنا للتعدية.
وفيما قاله المخالف: (والثانية: هي أن الذين يجيزون التوسل بذاته لا يحتاجون إلى تقدير مضاف؛ لأن لفظ “نبيك” يدل على الذات بنفسه صراحة، دون حاجة إلى تقدير)
فأنكر وجود التقدير، ثم أثبته..؟! لعل هذه من أعور غرائبه.
فإن أراد إقحام (ذاته) كما قال في هذا الموضع، و(جاهه) كما قاله في غير ذلك الموضع، فقد أتى بالتقدير، ولا يسعه إلا أن يأتي بتقدير حتى يثبت ما يريد إثباته، ألا وهو "ذات" أو "جاه" النبي، وإلا لما كان هناك حاجة لهذه المباحثة أصلا.
وفي المشاركة السابقة بيان الحجة، وفي هذه المشاركة رد على بعض الادعاءات التي أتى بها المخالف.. وإن كان عوارها لا يحتاج إلى إشارة.. ولا يخفى على لبيب ولا بليد.
والله الموفق.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
كنت أعتقد أن اعتياد النقاش في المجالس العلمية، والمنتديات المفتوحة سيخلصنا من بعض العقد والأمراض النفسية
والظاهر:
أن بعض المواضيع، أو المسائل العلمية مازال يصعب حتى التلميح لها، فصار الواحد يهاب الكلام حتى لا ترتفع الأصوات من حوله.
..........................
الإخوة الكرام/ جزاكم الله خيرا، صاحب الموضوع، أظن أنه قرأ المسألة ورأى بعض النقولات أشكلت عليه، فأراد أن يستفسر كي يستفيد
يقول منذ البداية لا تبتعدوا
ويأبى بعض الإخوة إلا صراعا
ليست طريقة للمناقشة أن تمل على الآخر ما تعتقده، فإن لم يوافقك شتمت، أو ملأت المشاركة بالتعريض
والأخ/ حارث البديع تعب من قوله: من من العلماء قال ؟
من أجل ذلك فسأعفيه هذه المرة من تكرارها، وأقولها نيابة عنه
من من العلماء قال هذا القول قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟
وأرجو من الإخوة ألا لا يعتقدوا فينا سوءا، أو يقولوا لنا: من من الصحابة فعل ؟
أو هل ثبتت عن السلف الصالح.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة
ملحوظة:
فيما يظهر أن المخالف يتوهم أن الذي نفع الضرير هو الدعاء الذي علمه النبي إياه، وأما دعاء النبي فتحصيل حاصل، وهذا ضرب من اللبس والظن الفاسد.
كلام مهم .. كيف فات القائلين بجواز التوسل بالجاه ..!!
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني
......
حياك الله يا أبا سعيد.
العبادة توقيفية على النص، وهذا محل إتفاق.
لذا قبل البحث عن الأقوال، لابد من البحث عن دليل مشروعية على هذا الأمر التعبدي.
فإن وُجد دليل مشروعية وجب إثبات أن هذا الأمر عبادة لله، وإلا فلا.
فالعبرة ليست بالأقوال، وإنما بالدليل.
وتمت مناقشة الأدلة (الأصول التي يبنى عليها الحكم) وأما الأقوال فإنما هي للاستئناس.
فإن كان الأمر ظاهر واضح جليّ لا يخفى على من درس العلم الشرعي، فكثرة البحث وراء الأقوال من باب الزيادة الغير ضرورية وكثرة الاستئناس.
وإلا فلا حاجة إلى ذلك لوضوح الأدلة.
وهناك مؤلفات حول هذه المسألة تحديدا يمكن الرجوع إليها وقراءة كلام المصنف والمحقق للاستزادة.
وفي المشاركات السابقة الكفاية والغنية. فلعلك لم تقرأ ما كتبه الإخوة.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
اقتباس:
كنت أعتقد أن اعتياد النقاش في المجالس العلمية، والمنتديات المفتوحة سيخلصنا من بعض العقد والأمراض النفسية
أي عقد تقصد؟!
ثم ما هي الأمراض النفسية التي تريد التخلص منها؟!
اقتباس:
والظاهر:
أن بعض المواضيع، أو المسائل العلمية مازال يصعب حتى التلميح لها، فصار الواحد يهاب الكلام حتى لا ترتفع الأصوات من حوله.
أنت في منبر حرٍ تحت راية السلف الصالح؛ وليست عادة أهله اللغط بأصواتٍ ناشزة، أو بجعجعات صارخة، كما ليسوا من الوحوش المرعبة التي يخاف الداخل عليهم على نفسه!
اقتباس:
صاحب الموضوع، أظن أنه قرأ المسألة ورأى بعض النقولات أشكلت عليه، فأراد أن يستفسر كي يستفيد
يقول منذ البداية لا تبتعدوا
لم نبتعد، وكل ما سطر في هذا الموضوع لكي نفيده ونحل إشكاله بالحق.. فهل وجدت غير هذا؟! أم هي الطيور التي على أشكالها تقع!!
اقتباس:
ويأبى بعض الإخوة إلا صراعا
ليست طريقة للمناقشة أن تمل على الآخر ما تعتقده، فإن لم يوافقك شتمت، أو ملأت المشاركة بالتعريض
أين حصل هذا؟!
أما تتقي الله فيما تتكتب؟
والله إنه الكذب الصفيق بعينه.. أين شتمنا ومتى عرضنا؟!
ثم يقول:
اقتباس:
وأرجو من الإخوة ألا لا يعتقدوا فينا سوءا
سبحانه الله.. وكأنه قد عرف ذلك.
ما أجمل أن يقول المتكلم مباشرة وبلا لف ولا دوران ومراوغة: هذه عقيدتي، وهذا منهجي.. فمن يريد مناقشتي من خلالهما.
فإنه بهذا يريح ويستريح من أن تأتيه عقد أو أمراض نفسية.
رد: حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
أكرر ما قلتُ من قبل في موضوعات مشابهة:
إذا رأيت الرجل يطرح السؤال أو الشبهة في ربع سطر (على الطريقة الباطنية) فاحذر منه!
لأنه سيكتب الصفحات الطوال في مجادلتك!
وهذا هو غرضه واستراتيجيته من الأصل!
بل ربما لم يسجِّل في المنتدى إلا لأجله!
وهو غرض مرذول!
وصاحبه يتلاعب بإخوانه وزملائه، فيتمسكن ثم يكشر عن أنيابه بالتدريج!
واللائق بصاحب كل عقيدة أن يقول بوضوح من البداية: هذه عقيدتي وهذه أدلتي فما جوابكم؟!
والأسلوب الناجع في إجابتهم هو إلزامهم قبل كل شيء ببيان الغرض من السؤال، فيقال له:
أأنت مستفهم أم مجادل؟
والإجابة - إن كان صادقاً وصريحاً - تحتاج منه كلمة واحدة فقط!
وأخونا العاصمي فعل ذلك بعد أن أجابه مرتين! فقال:
اقتباس:
وأريد الآن أن أستفصل منك شيئا لمحته بين كلماتك وأرجوا أن أكون مخطئا :
فهل أفهم بأنكّ تعتقد بأن في كلام الإمام ما يدلّ على تجويزه للزيارة البدعية ؟
هل هذا هو قصدك من السؤال أم هو شيء آخر ؟؟
فتجاهل السؤال ثم قال بعد الإلحاح:
اقتباس:
اخى ليس هذا محل بحثنا
وأنا أدعو القراء الكرام إلى النظر في جوابه هذا على ضوء مجادلته للشيخ السكران وفقه الله!
هل حقًّا لم يكن هذا غرضه وموضع بحثه؟!
وأما قول الأخ الكريم أبي سعيد البائني:
اقتباس:
كنت أعتقد أن اعتياد النقاش في المجالس العلمية، والمنتديات المفتوحة سيخلصنا من بعض العقد والأمراض النفسية
فغير لائق بفضله!
وهو طبعاً لا يعتقد أن عنده عقد وأمراض نفسية!
ولا يقصد السائل لأنه يدافع عنه!
بل يقصد الإخوة المخالفين له!
فيا للعجب!
الذي يخادع في السؤال، ويتدسَّس في طرح الشبهات، بل يذب بقوله (ليس محل بحثنا)، ليس عنه عقد وأمراض نفسية! بل هي عند الذي يرد عليه بالدليل!
والأخ أبو سعيد من سنوات يطرح في هذا المنتدى قضايا فقهية ومذهبية لا يوافقه عليها جمهور المنتدى، ولكنه يطرحها بطريقة واضحة بلا مواربة ولا مخادعة (إلى حد كبير)، وأنا قد أثنيتُ عليه من هذه الناحية قبل عام ونصف تقريباً!
فما باله حفظه الله ينتصر للأساليب الباطنية المرذولة؟!
فلو كان أمر المنتدى بيدي لألزمت طارح الشبهة بالإفصاح عن غرضه أو حذف موضوعه!