رد: مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
رد: مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
أرى أن هناك قدر مشترك وقدر متناقض بين منهج ابن حزم رحمه الله في فقه الأحكام وبينه في العقائد . ومما يوضحه ذلك ما يأتي :
1- أن أقوال ابن حزم في العقائد كثيرا ما تتبنى على ما درسه سابقا في المنطق والفلسفة ، بخلاف أقواله في الفقه الذي كان أكثره أخذه من فقهاء الإسلام أو ما فهمه بنفسه من النصوص والأدلة الشرعية . قال ابن تيمية في (المنهاج) : "وهذا مأخذ ابن حزم فإنه من نفاة الصفات ، مع تعظيمه للحديث ، والسنة والإمام أحمد ، ودعواه أن الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره . وغلطه في ذلك بسبب أنه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة ، والمعتزلة عن بعض شيوخه ، ولم يتفق له من يبين له خطأهم ، ونقل المنطق بالإسناد عن متى الترجمان ، وكذلك قالوا: إذا قلنا: موجود وموجود ، وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء ." . وقال ابن عبد الهادي في (طبقات علماء الحديث) : "وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق ، والفلسفة ، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي ، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة ، ثم نظر في الكتاب ، والسنة ، ووجد ما فيها من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه ، فصار في الحقيقة حائرا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب ، والسنة ، فروغ في ردها روغان الثعلب ، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي ، ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلا ، بل هو بمنزلة الأعلام ، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات ، وقول الذي كان يلزم قراءة قل هو الله أحد لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها ، ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل ، وفي كلامه على اليهود والنصارى ، ومذاهبهم ، وتناقضهم فوائد كثيرة ، وتخليط كثير ، وهجوم عظيم ، فإنه رد كثيرا من باطلهم بباطل مثله ، كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات ، وكثيرا ما يلعن ، ويكفر ، ويشتم جماعة ممن نقل كتبهم كمتَّى ، ولوقا ، ويوحنا ، وغيرهم ، ويقذع في القدح فيهم إقذاعا بليغا ."
رد: مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد، ولذلك هجره الإمام أحمد، وهذا فضلا عن أن شيئا من تصانيفه لم تصلنا لكي نحكم عليها بالخلل أو عدمه.
لطفا شيخنا . . . كيف قلتم أن تصانيفه رحمه الله لم تصلنا فلا نحكم عليها بالخلل أو عدمه بعد حكمكم لصاحبها في قولكم : (وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد) ؟!
ثم أقصدتم بهجرة الإمام أحمد رحمه الله هي التي في مسألة ("القرآن محدَث")؟ إن كان الذي قصدتموه ذلك ، فليس بصحيح ، لأن الخلاف فيه لفظي .
اقتباس:
فقول القائل: إن أئمة الظاهرية قبل ابن حزم طبقوا أصول أهل الظاهر ولم يخالفوا في مسائل الاعتقاد، كلام تعوزه الدقة العلمية أولا، وتعوزه الصحة أيضا ثانيا!
غذرا شيخنا . . . أتقصد الإمام داود أم غيره ؟
اقتباس:
وأما ما يظنه بعض الناس (أو بعض العلماء كالذهبي وغيره) اختلافا في منهج ابن حزم بين مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع، فليس كما ظنوا؛ لماذا؟
لأن مسائل الفروع الخطاب فيها يكون من الله عز وجل إلينا، وهذا معناه - عند ابن حزم - أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها.
أما مسائل الاعتقاد فالخطاب فيها يكون من الله عز وجل عن الله عز وجل، فنحن مطالبون فيه بالتسليم والاعتقاد فقط، ولسنا مطالبين بالتطبيق، فإذا أخبرنا الله عز وجل أنه (رحيم - قدير - حكيم - .... إلخ) فمن المقطوع به أن الخالق غير المخلوق، فإذا فهمنا هذه الأسماء كما نفهمنا في ذواتنا فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، أما النصوص الموجهة إلينا فلا بد أن نفهمها كما هي عندنا لأنها موجهة لنا نحن.
الذي أعرفه أن مسائل الاعتقاد نحن مطالبون فيها أيضا بالتطبيق ، لا مجرد الاعتقاد من غير تطبيق .
رد: مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
2 - كثيرا ما تمسك أبو محمد رحمه الله (في العقائد وفي الأحكام على السواء) بما يراه من ظواهر الألفاظ وعمومها مع إهمال معانيها الباطنة ودلائلها اللازمة ، فينكر دلالة أسماء الله تعالى الحسنى على ما تضمنته من الأوصاف ، وينكر دلالة نصوص الأحكام على العلة والاعتبار وفحوى الخطاب ؛ ومع ذلك يثبت أسماء لله تعالى هي ليست منها في شيء مثل (الدهر) و (الهوي) ، ويفضل أمهات المؤمنين على العشرة من كبار الصحابة ، ويقول بنبوة مريم وأم موسى عليهما السلام ، وأن الخوارق بالإطلاق لا تقع لغير الأنبياء ، ويقول باستحباب السفر إلى آثار الأنبياء ، وأن عذاب القبر واقع على الروح فقط ، وأدخل في مقدورات الله الممتنعات لذاته مثل الجمع بين النقيضين ، وأن ليس له تعالى إلا تسعة وتسعين اسما وجواز صب البول في الماء الدائم ثم الاغتسال فيه ، وما إلى ذلك من الغرائب . والله أعلم .
وهذه كلام ابن تيميه رحمه الله في (الفتاوى) : "كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ ، وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ "الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ . وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي " بَابِ الصِّفَاتِ" .
فَإِنَّهُ يُسْتَحْمَدُ فِيهِ بِمُوَافَقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ لِكَوْنِهِ يَثْبُتُ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ ، وَيُعَظِّمُ السَّلَفَ ، وَأَئِمَّةَ الْحَدِيثِ ، وَيَقُولُ: إنَّهُ مُوَافِقٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَد فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ ، وَغَيْرِهَا ، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُ ، وَلَهُمْ فِي بَعْضِ ذَلِكَ . لَكِنَّ الْأَشْعَرِيَّ ، وَنَحْوَهُ أَعْظَمُ مُوَافَقَةً لِلْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي الْقُرْآنِ وَالصِّفَاتِ ، وَإِنْ كَانَ " أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ " فِي مَسَائِلِ الْإِيمَانِ وَالْقَدَرِ أَقْوَمَ مِنْ غَيْرِهِ ، وَأَعْلَمَ بِالْحَدِيثِ ، وَأَكْثَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ، وَلِأَهْلِهِ مَنْ غَيْرِهِ ، لَكِنْ قَدْ خَالَطَ مِنْ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ ، وَالْمُعْتَزِلَ ةِ فِي مَسَائِلِ الصِّفَاتِ مَا صَرَفَهُ عَنْ مُوَافَقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي مَعَانِي مَذْهَبِهِمْ فِي ذَلِكَ ، فَوَافَقَ هَؤُلَاءِ فِي اللَّفْظِ ، وَهَؤُلَاءِ فِي الْمَعْنَى .
وَبِمِثْلِ هَذَا صَارَ يَذُمُّهُ مَنْ يَذُمُّهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ ، والمتكلمين ، وَعُلَمَاءِ الْحَدِيثِ بِاتِّبَاعِهِ لِظَاهِرِ لَا بَاطِنَ لَهُ ، كَمَا نَفَى الْمَعَانِيَ فِي الْأَمْرِ ، وَالنَّهْيِ ، وَالِاشْتِقَاقِ ، وَكَمَا نَفَى خَرْقَ الْعَادَاتِ ، وَنَحْوَهُ مِنْ عِبَادَاتِ الْقُلُوبِ . مَضْمُومًا إلَى مَا فِي كَلَامِهِ مِنْ الْوَقِيعَةِ فِي الْأَكَابِرِ ، وَالْإِسْرَافِ فِي نَفْيِ الْمَعَانِي ، وَدَعْوَى مُتَابَعَةِ الظَّوَاهِرِ .
وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ ، وَالدِّينِ ، وَالْعُلُومِ الْوَاسِعَةِ الْكَثِيرَةِ مَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مُكَابِرٌ ; وَيُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ كَثْرَةِ الإطلاع عَلَى الْأَقْوَالِ ، وَالْمَعْرِفَةِ بِالْأَحْوَالِ ; وَالتَّعْظِيمِ لِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ ، وَلِجَانِبِ الرِّسَالَةِ مَا لَا يَجْتَمِعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ . فَالْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا حَدِيثٌ يَكُونُ جَانِبُهُ فِيهَا ظَاهِرَ التَّرْجِيحِ . وَلَهُ مِنْ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ مَا لَا يَكَادُ يَقَعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْفُقَهَاءِ ."
رد: مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
بارك الله فيك شيخنا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
وفقك الله يا أخي الكريم
لقد اطلعتُ على كلام أهل العلم الذين قالوا إن ابن حزم لم يكن ظاهريا في العقائد كما كان ظاهريا في الفروع.
ولكن لم أطلع على كلام أحد قال إن ابن حزم ضل في العقائد بسبب هوى خفي، فيا ليتك تسمي لنا من ذكر ذلك.
هو مقتضى كلامهم المشهور فيه و أوضحه عندي كلام ابن عبد الهادي المشهور وتحليله لنفسية ابن حزم تتبينه في كتبه لولا شدة العبارة قال رحمه الله "وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق ، والفلسفة ، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي ، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة ، ثم نظر في الكتاب ، والسنة ، ووجد ما فيها من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه ، فصار في الحقيقة حائرا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب ، والسنة ، فروغ في ردها روغان الثعلب ، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي ، ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلا ، بل هو بمنزلة الأعلام ، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات ، وقول الذي كان يلزم قراءة قل هو الله أحد لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها ، ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل " و يمكن التأكد من ذلك مثلا بمطالعة كتاب الفصل فقارن مثلا القواعد التي يذكرها في المقدمة و هي منطقية صرفة و خاصة في رده على الدهرية ثم قارنها بردوده على الصفاتية تجد الأمر تطبيقا للوازم تلك القواعد المنطقية ليس الا ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
والذي يظهر للناظر بادي الرأي أنه إن كان هناك هوى خفي عند ابن حزم، فظهوره في الفروع أوضح بكثير من ظهوره في مسائل الاعتقاد، لا سيما ولا يُتصور [ أو قل إنني أنا لا أتصور شخصيا ] أحد يكون عنده هوى خفي في مسائل الاعتقاد تحمله على مخالفة مذاهب أهل السنة، ثم لا ينسحب هذا الهوى على مسائل الفروع؛ لأنه لا يشك أحد أن الخطأ في مسائل الفروع أهون.
و لكن شيخنا تعلم أن الفروع كما قال شيخ الاسلام أمرها قريب و تطرق الأهواء الفلسفية اليها كان قليلا بالمقارنة مع العقائد و لأن ولع ابن حزم بالفلسفة و تعظيمه لها (حتى أن جهوده في اعلاء رايتها في الأندلس قد توازي جهود صديقه ابن عبد البر في نشر السنة فيها )لم يؤثر كثيرا في الفروع لأن ما ترجم من الفلسفة أصلا له اتصال مباشر بالعقائد لا بالفروع ...أي نعم .بعض النظريات الفلسفية كنظرية الحدود و المقولات العشر و غيرها أثرت في علمي الأصول و الفقه بلا شك و هو ما انتج عند ابن حزم تلك العقلية الأرسطية في تبنيه للنظرة اليقينية للأشياء و الفصل التام بينها بلا نسبية او احتمال أو ظن و لهذا ترى عنده ما ذكرتم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
وكذلك فهو لا يفرق بين النصوص القطعية والنصوص الظنية، فليس عنده شيء اسمه قطعي وظني، فالنصوص المنقولة إما أن تكون صحيحة وإما أن تكون باطلة، والصحيح ليس فيه مراتب، والباطل ليس فيه مراتب، وهذه القاعدة سار عليها ابن حزم في كل كتبه سواء منها الاعتقادية أو الفروعية.
والحجج والبراهين عنده ليس فيها مراتب، وليس فيها راجح ومرجوح، فالبرهان إما أن يكون صحيحا ولا بد من قبوله في جميع الأحوال، وإما أن يكون فاسدا ولا يمكن قبوله في جميع الأحوال، وهذه الطريقة سار عليها في مسائل الاعتقاد وغيرها."
فمعروف ان المنطق الأرسطي في بداياته كان متأثرا بالاشكالات التي يطرحها السوفسطائيون و الذين كانوا يزعمون القدرة على التشكيك في اي شيء بالخطابة و الجدل فكانت ردة الفعل المعاكسة في منطق اليقين الأرسطي ان ما لم يثبت يقينا دون شك فلا يمكن قبوله معرفيا و بالتالي أنتج هذا عند ابن حزم و عند كثير من الفقهاء المتأخرين نظرية الفصل الصوري بين الأشياء و عدم قبول الظن و لو كان راجحا
و لكن أقواله في الفقه تجدها مبنية على اصل من أصول الظاهر و لها الغلبة على القواعد المنطقية-شأنه في ذلك شان حنفية المعتزلة مثلا- في ما تقرأ له عكس ذلك في كتبه العقائدية...فلا أدري مثلا من أين ستجد أصلا او قاعدة لأهل الظاهر تجيز لك أن تقول أن الله لا داخل العالم و لا خارجه؟؟؟ أو أن التركيب يفيد الحدوث؟؟الى غيرها من اقواله العقائدية المبنية جلها على القواعد المنطقية وان ألبست ثوب السنة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
وكلام الشيخ ابن عقيل الظاهري - مع احترامي - يصعب قبوله منه؛ لأنه واضح التحامل على باق العلماء نصرة لابن حزم، وأئمة الظاهرية السابقون لم يكن مشهورا منهم غير داود الظاهري، وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد، ولذلك هجره الإمام أحمد، وهذا فضلا عن أن شيئا من تصانيفه لم تصلنا لكي نحكم عليها بالخلل أو عدمه.
فقول القائل: إن أئمة الظاهرية قبل ابن حزم طبقوا أصول أهل الظاهر ولم يخالفوا في مسائل الاعتقاد، كلام تعوزه الدقة العلمية أولا، وتعوزه الصحة أيضا ثانيا!
أما بالنسبة لداوود فمعروف أن ما انتقد عليه الامام أحمد هو التعبير بلفظ قد يفتح الباب للجهمية كما انتقد على البخاري قريب من ذلك مع ان الحق معهما و قد هجر الامام أحمد خلقا من اهل السنة حتما من باب سد الذرائع و هذا يدل عليه ان ابن الامام أحمد كان مصاحبا له الا ان مفام القدوة ليس كمقام غيره ..أما عن تصانيفه فكثير ممن نحكم على حسن اعتقادهم من أقوالهم لم تصلنا تصانيفهم..كما اني لم أقل شيخنا أن كثيرا من الظاهرية لم يخالفوا في الاعتقاد مجرد المخالفة بل قلت انهم لم يخلطوا مثلما خلط ابن حزم لمكان المنطق منه...و الا فان من الظاهرية من كان من المعتزلة كما كان منهم حنفية و حتى حنابلة...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
وأما ما يظنه بعض الناس (أو بعض العلماء كالذهبي وغيره) اختلافا في منهج ابن حزم بين مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع، فليس كما ظنوا؛ لماذا؟
لأن مسائل الفروع الخطاب فيها يكون من الله عز وجل إلينا، وهذا معناه - عند ابن حزم - أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها.
أما مسائل الاعتقاد فالخطاب فيها يكون من الله عز وجل عن الله عز وجل، فنحن مطالبون فيه بالتسليم والاعتقاد فقط، ولسنا مطالبين بالتطبيق، فإذا أخبرنا الله عز وجل أنه (رحيم - قدير - حكيم - .... إلخ) فمن المقطوع به أن الخالق غير المخلوق، فإذا فهمنا هذه الأسماء كما نفهمنا في ذواتنا فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، أما النصوص الموجهة إلينا فلا بد أن نفهمها كما هي عندنا لأنها موجهة لنا نحن.
فلهذا ظن من ظن من أهل العلم أن طريقة ابن حزم في البابين مختلفة، ولكن عند تدقيق النظر يظهر أنه لا خلاف، وأنه إنما ظهر التفاوت لاختلاف الموضوع، وليس لاختلاف القاعدة.
أرجو أن تكون وجهة نظري واضحة.
فقولكم عن منهج ابن حزم في الفروع " أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها." هو الذي اثاؤ استغرابهم لأنه لو طبقه في العقائد لما خاض فيما خاض فيه من التأصيلات الباطنية ....فاي مقارنة بين أصول الباطنية وأصول ابن حزم تجد التشابه الكبير بينها فمثلا لو قال بالظاهر فلا شك ان ظاهر ألفاظ الصفات يفرض أن العلم غير البصر و غير السمع فلو قلت لأي عربي ان رددت عليك هذه الصفات الواحدة تلو الأخرى أيسبق الى ذهنك أنها تعبر عن معنى واحد لأجابك بلا تردد بالنفي و لن يجديه نفعا الادعاء بان خطاب الشارع في الفروع موجه لنا و خطابه في العقائد ليس موجها لنا ...لأن نفس قواعد أهل الظاهر كالآية التي قلتم انه يكثر من الاستشهاد بها "قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين"ستحكم على كلامه بانه دعوى بلا برهان و ان هذا الفرق لا دليل عليه لا من كتاب و لا من سنة....و لو ادعى الفرق في فهم الخطاب لا في تلقيه لألزمه على الأقل أن يكون على مذهب المفوضة في الصفات لا على مذهب الباطنية ...فالمفوض لا يدري و لكن ابن حزم يقول أنه يدري أن عين العلم هو عين السمع هو عين البصر و ان لا صفة زائدة على الذات وهو شر من مذهب المفوضة من وجه لأنه يؤدي الى القول بالباطن و لهذا استغرب منه العلماء هذا و اصاب في ذلك الشيخ ابن عقيل كل الصواب.... و لكن ابن حزم اضطر الى ركوب هذا المركب ليس خضوعا لأصل من اصول أهل الظاهر و انما التزاما بما خطه في اول الكتاب في رده على الدهرية من التزامه ان تعدد الصفات و التركيب يعني حدوث الذات كما تفرضه نظرية الجوهر الفرد لهذا التزم بالقول أن لا صفة زائدة على الذات و كان ما كان..
بارك الله فيكم على ما افدتم
رد: مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
لم أر ردك شيخ نضال و الا لما كررت نفس الكلام بارك الله فيك