-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
وفقك الله, اسمح لي بسؤال من مستفهم يطلب الفائدة:
ما معنى " التأذي " ؟ فنحن عرفنا معنى الأذى ولكن ما معنى التأذي ؟
/// وفقك الله وبارك فيك...
/// قد تقدَّم الجواب عن هذا، وبيان أنَّ المقصود به: قيام الأذى به سبحانه وتعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته، أذىً لا كأذى المخلوقين، ككقيام الغضب والكراهية ونحوهما.
/// أوبتعبير الشخ عبدالرحمن البرَّاك حفظه الله في الملف الملحق فوق: (يلحقه الأذى).
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيك, تحملني فعندي إشكال:
يقوم الغضب به على وجه يليق به إذا غضب, فالغضب منه. ولكنه إذا أوذي فإن الأذى من غيره, فالفعل من غيره وليس منه, فكيف نجعله صفة له ؟
بعبارة أخري: الله عز وجل يغضب إذا وجد سبب الغضب, فهنا قد غضب سبحانه
أما إذا وجد الأذى فما الفعل الذي فعله حتى نصفه بالتأذي ؟
فإن قلت: هو الأذى. فيقال: الأذى فعل العبد لا فعله..
فهذا إشكال عندي أطرحه بين يديكم مع تقديم الاعتذار إن كان سوء الفهم من جهتي..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
بارك الله فيك, تحملني فعندي إشكال:
يقوم الغضب به على وجه يليق به إذا غضب, فالغضب منه. ولكنه إذا أوذي فإن الأذى من غيره, فالفعل من غيره وليس منه, فكيف نجعله صفة له ؟
بعبارة أخري: الله عز وجل يغضب إذا وجد سبب الغضب, فهنا قد غضب سبحانه
أما إذا وجد الأذى فما الفعل الذي فعله حتى نصفه بالتأذي ؟
فإن قلت: هو الأذى. فيقال: الأذى فعل العبد لا فعله..
فهذا إشكال عندي أطرحه بين يديكم مع تقديم الاعتذار إن كان سوء الفهم من جهتي..
بارك الله فيك، وفتح عليك من فتوحه...
/// سأبيِّن لك على نفس طريقتك في التَّمثيل حتَّى أختصر، ولو تأمَّلْتَ المكتوب سابقًا لاكتفيت به:
/// اليهود غضب الله عليهم؛ لأنَّهم فعلوا من الكفر والعصيان ما يغضبه، فالإغضاب كان منهم، والغضب من الله، فينسب الغضب إليه تعالى، ولا ينسب إليهم في هذا المثال، إذ الغاضب هو الله لا هم، بل قد يكون حالهم وقت غضب الله عليهم في لهوٍ ولعبٍ وسهوٍ وغفلة.
/// أمَّا الكلام عن الأذى والتأذِّي: فـ(الأذى) مثلًا هو سبُّ الدَّهر؛ لأنَّه سبٌّ لمدبِّرها ومصرِّفها وهو الله تعالى، فالذي فعل الأذى -بالسَّبِّ- هو العبد لا الربُّ، والذي ((تأذَّى)) بهذا السبِّ هو الرَّبُّ لا العبد.
/// فصار عندنا صفتان: الغضب، والتأذّي.
/// فالإغضاب بالمعصية من العباد، والغضب من هذا قام بالله تعالى.
/// والإيذاء والأذى من هذه المعصية من العباد، والتأذِّي منه قام بالله تعالى.
/// فقولي قيام الأذى بالله تعالى أي: قيام هذا التأذِّي من هذا الأذى، وإنَّما عبَّرتُ في عنوان الموضوع بـ(وصف الله سبحانه وتعالى بـالتأذِّي)، ولم أقل بـ(الأذى)؛ حتَّى لا يقع إشكالٌ في فهم مقصودي بنحو ما ذكرتَ، فيُظَن أنَّ الذي فعل ما يؤذي -وهو السَّبُّ- هو الله، تعالى عن ذلك، والصَّواب أنَّ الذي تأذَّى به هو سبحانه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// زعم الكاتب أنَّني وهمت في كلام ابن تيميَّة في إثباته هذه الصِّفة، وأنِّي أوهمت في ذلك وتجنَّيْتُ وتقوَّلت.
ثمَّ زعم أنَّ كلام ابن تيميَّة رحمه الله كان تعليقًا على قصَّة كعب بن الأشرف.
/// قال:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فقولك يا عدنان (في معرض كلامه عن هذه الصفة) هو تجني وتقول على شيخ الإسلام لا يليق بطالب علم مثلك !!
فشيخ الإسلام لم يتعرض للأذى على أنه صفة مطلقاً ولكن حديثه كان على قضية كعب ابن الأشرف وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بسبب أذيته له بالسب والهجاء اللذان أسقطا حقه في العهد.؟!
وليس في قوله رحمه الله أي ذكر لإثبات الأذى كصفة لله سبحانه وتعالى فلماذا توهم وتتوهم؟
/// فالجواب عن هذا أنْ يُقال: وما حديث كعب بن الأشرف الذي تكلَّم عنه الشيخ ابن تيميَّة؟
إنَّه الذي قال فيه (ص): "من لكعب بن الأشرف؛ فإنَّه قد آذى الله ورسوله".
فقوله (ص): (فقد آذى الله) هو الشَّاهد من الحديث الذي أسقطه الكاتب ولم يذكره، بل اكتفى بذكر أذاه لرسول الله (ص)، ثمَّ يرميني أنا بالتجنِّي والتقوُّل فيه.
يقول:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ولكن حديثه كان على قضية كعب ابن الأشرف وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بسبب أذيته له بالسب والهجاء اللذان أسقطا حقه في العهد.؟!
/// ومن المعلوم بداهةً أنَّ سبَّ النَّبيِّ (ص) وأذاه هو أذىً لله تعالى، فلم اكتفى الكاتب بذكر أذى النَّبيِّ وزعم أنَّ الحديث لا علاقة له بموضوعنا؟!
/// وممَّا يبيِّن هذا ويوضِّحه: أنَّ كلام المؤلِّف رحمه الله كلَّه كان عن الأذى لله ولرسوله بالسَّبِّ، ليس لرسوله فقط، وكذا سياق كلام المؤلِّف عن قصَّة كعب بن الأشرف؛ إذ ما علاقة قوله (ص): "وقال النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر وهذا كثير)"، ولم ذكره المؤلِّف ههنا، إلَّا لبيان حصول الأذى لهما من غيرهما.
/// ولإتمام الفائدة: سأنقل كلام ابن تيمية رحمه الله بتمام سياقه دون تصرُّفٍ ليُعلَم أنَّه يتكلَّم عن معنى الأذى، ومنه أذى الله، يقول رحمه الله: "والدليل على انه انما نقض العهد بذلك انَّ النبي (ص) قال: ((من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله))، فعلَّل ندب النَّاس له بأذاه.
والأذى المطلق هو باللسان كما قال سبحانه: (ولتسمعن من الذين اتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرًا)، وقال: (لن يضرُّوكم إلاَّ أذى) وقال: (ومنهم الذين يؤذون النَّبي ويقولون هو أُذُن) وقال: (ولا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرَّأه الله مما قالوا) الآية، وقال: (ولا مستانسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النَّبيَّ)، إلى قوله: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده أبدا) الآية.
ثم ذكر الصلاة عليه والتسليم خبرًا وامرًا وذلك من أعمال اللسان، ثم قال: (إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله) الى قوله: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات).
وقال النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر) وهذا كثير.
وقد تقدَّم أنَّ الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرر، فلذلك أطلق على القول؛ لأنه لايضر المؤذي في الحقيقة.
وأيضًا.. فانه جعل مطلق اذى الله ورسوله موجبا لقتل رجل معاهد، ومعلوم ان سب الله وسب ورسوله اذى لله ولرسوله، واذا رتب الوصف على الحكم بحرف الفاء دل على ان ذلك الوصف علة لذلك الحكم، لا سيما اذا كان مناسبا، وذلك يدل على ان اذى الله ورسوله علة لندب المسلمين الى قتل من يفعل ذلك من المعاهدين، وهذا دليل ظاهر على انتقاض عهده باذى الله ورسوله والسب من اذى الله ورسوله باتفاق المسلمين، بل هو اخص انواع الاذى..." الخ كلامه.
/// ثمَّ إن وقع تعنُّتٌ في فهم هذا السِّياق الظَّاهر منه الكلام عن الأذى المطلق لله أولغيره، فانظر إلى نصِّ ابن تيميَّة رحمه الله في موضع أسبق منه في الصَّارم حيث فيه صراحة إثبات هذه الصِّفة مع ذكر ما ذكرته من نفي الضَّرر.
/// قال رحمه الله: "و مما ينبغي أن يتفطَّن له أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره وضعف أثره من الشرِّ والمكروه، ذكره الخطابي وغيره، وهو كما قال.
واستقراء موارده يدل على ذلك مثل قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} [آل عمران: 111] و قوله: {و يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض}[البقرة: 222].
وفيما يؤثر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (القر بؤس والحر أذى)، و قيل لبعض النسوة العربيات: القر أشد أم الحر؟ فقالت: من يجعل البؤس كالأذى ؟ والبؤس خلاف النعيم و هو ما يشقي البدن و يضره بخلاف الأذى فإنه لا يبلغ ذلك ولهذا قال: {إن الذين يؤذون الله و رسوله} [الأحزاب: 57].
و قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر) و قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله و رسوله) و قال: (ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له ولدا و شريكا و هو يعافيهم و يرزقهم).
و قد قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) و قال سبحانه في كتابه: (و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا) [آل عمران: 176].
فبيَّن أن الخلق لا يضرُّونه سبحانه بكفرهم، ولكن يؤذُونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور وجعلوا له سبحانه ولدا أوشريكا وآذوا رسله وعباده المؤمنين...". انتهى المقصود من كلامه.
/// قلتُ: فكلام المؤلِّف كلِّه عن معنى الأذى في اللُّغة مطلقًا، ولذا قال: "واستقراء موارده يدل على ذلك"، ثمَّ ذكر من الأذى أذى العباد لله، وضرب على ذلك مثالًا بحديث: (يؤذيني ابن آدم)، ثمَّ نفى الضَّرر عنه.
/// ثمَّ إن كان التَّأذِّي لله (في المعنى) من حيث الجملة غير معناه الظَّاهر فلِمَ يقرن ذكره ابن تيميَّة رحمه الله عند الكلام عن الأذى مطلقًا؟
ولِمَ ينفِ عنه الضَّرر إلَّا ليبيِّن أنَّه لا تعارض بينه وبين (نفي الضَّرر) كما ظنَّه بعض النَّاس فوقع فيما وقع فيه من النفي.
/// والحاصل: أنَّ كلام الإمام ابن تيميَّة رحمه الله ظاهرٌ منه إثبات هذه الصِّفة، والحمدلله.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيك, دعني استشكل مرة أخرى حتى يزيد الأمر اتضاحا:
عرفنا مما سقت من أدلة أن العباد يؤذون الله, فما الدليل أن هذا الأذى يلحق الله فيتأذى ومن ثم يوصف بالتأذي؟ هل هناك تلازم بين حصول الأذى من العباد ولحوقه بالله ولماذا ؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
عرفنا مما سقت من أدلة أن العباد يؤذون الله, فما الدليل أن هذا الأذى يلحق الله فيتأذى ومن ثم يوصف بالتأذي؟ هل هناك تلازم بين حصول الأذى من العباد ولحوقه بالله ولماذا ؟
/// وفيك بارك.. ولكنِّي -يا أخي- ما زلتُ أحيلك على ما تقدَّم ذكره مرارًا ممَّا تسأل عنه وقد تكرَّر تقريره وبيانه.
/// فالدليل -كما تقدَّم- على أنَّ الأذى يقوم أويلحق الخالق تعالى قوله تعالى في الحديث القدسي: (يؤذيني ابنُ آدم)؛ فابن آدم هو الفاعل لفعل الأذى، وياء يؤذيني هي المفعول به الأذى، إن أعربته نحوًا وبيَّنتُ معناه.
/// فإنَّ الذي وقع به الأذى هو الخالق، والذي وقع منه الأذى هو المخلوق.
كما بيَّنتُ لك في الغضب: الذي وقع منه الإغضاب هو المخلوق، والغضب قام بالخالق.
/// ولهذا لو لم يكن المعنى كذلك لكان الواجب أن يقال -بكلام عربيٍّ مبينٍ-: يحاول ابن آدم أذيَّتي ولا يقدر، أو لا أتأذَّى، أو نحو ذلك من وجوه البيان الذي يحصل به الإفهام، تمامًا كما قال في نفي الضَّرر في قوله تعالى: (لن تبلغوا ضرِّي فتضرُّوني).
/// أمَّا مسألة التَّلازم بين قيام صَفة (التأذِّي) بالخالق، وفعل سببها من قبل المخلوق، فقد تقدَّم أنَّه لا مانع من ذلك ولا إشكال فيه إذا فُهم أنَّ ذلك من تقدير الله وتسبيبه، ولو شاء أن لا يكون لقدَّره تعالى.
/// أمَّا سؤالك عن ذلك بـ( لماذا؟) فلأنَّ الله قدَّر ذلك وشاءه، أن لا يغضب إلَّا حين يغضبه عباده، ولا يتأذَّى إلَّا حين يؤذيه عباده... وهكذا.
/// والقاعدة عند أهل السُّنَّة السَّلفيَّة أنَّه لا يُقال -على وجه الاعتراض لا التعلُّم والسُّؤال- في أفعال الله: (لِمَ؟)، ولا في صفاته: (كيف؟).
/// والاستشكال في مثل هذا قد يجرُّ إلى استشكاله في صفاتٍ أخرى كثيرةٍ مضاهيةٍ له، وهذا ما هوى بالجهميَّة ومن نحا طريقتهم من المتكلِّمين في نفي بعض صفات الفعل؛ بحجَّة كون المخلوق يؤثِّر أويتسبَّب في فعل الخالق، وهذا نقصٌ له بزعمهم!
وتقدَّم الرَّدُّ على هذه الشُبَيهة من وجوهٍ أربعة، من مختصر الصَّواعق، فراجعه تستفد، والسَّلام عليكم.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
لم تفهم قصدي بالتلازم, إنما قصدت أنه قد يقال أن الأذى يحصل من العباد ولا يلزم من ذلك أن يلحق بالخالق, فهم يفعلون الأذى من شتم وغيره ولا يلحق بالله من ذلك الأذى شيء, هذا قصدي
وكون ياء يؤذيني هي المفعول به غاية ما في ذلك أن فعل الأذى يفعل والمقصود منه هو الله, وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه
كما أنك لم تأت بقول عالم حتى الآن يقول بإثبات صفة التأذي ( هكذا: التأذي كصفة ) لله.. فلعل الأمر يحتاج لشيء من التأني من وجهة نظري
وأرجوك لا تحيلني على مشاركات سابقة لأن كوني ما زلت استشكل يعني أن تلك المشاركات لم ترفع الإشكالات, وهل ذلك من جهتي وبسبب عدم فهمي ؟ قد يكون
وجزاك الله خيرا, علما بأني باحث ومستفهم ولست متبنيا لرأي مخالف لرأيك أدافع عنه, وإنما أريد الاستفادة
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// ابتداءً أشكر لك -أخي الكريم- حسن أسلوبك وجميل تعقيبك ولطف عباراتك، ويسرُّني استشكالك ولا يسوؤني قطُّ؛ لأنَّ الظَّاهر منه الإفادة لي قبل الاستفادة منِّي، فبارك الله فيك.
إنَّما المذموم ما يفعله بعض النَّاس من الأذى، الذي لا يرضيك ولا يرضيني.
/// وأتمنَّى أن نستمرَّ على هذا المنوال حتَّى تقع الفائدة موقعها.
وإليك الجواب عن استشكالك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
لم تفهم قصدي بالتلازم, إنما قصدت أنه قد يقال أن الأذى يحصل من العباد ولا يلزم من ذلك أن يلحق بالخالق, فهم يفعلون الأذى من شتم وغيره ولا يلحق بالله من ذلك الأذى شيء, هذا قصدي.
وكون ياء يؤذيني هي المفعول به غاية ما في ذلك أن فعل الأذى يفعل والمقصود منه هو الله, وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه.
/// فهمتُ قصدك -يا أخي- بالتَّلازم، ولعلَّك تراجع تعقيبي السَّابق لتعلم مقصدي.
/// وأنا أبيِّنه لك الآن بالتَّفصيل.
/// فإنَّما ذكرْتُ لك من (قضيَّة التَّلازم) في (هذه الصِّفة) ما أوقفني عليه نصَّ الشَّارع، وأمَّا احتمالك الذي ذكرتَه فهو أحد احتمالين عقلييَّن، بل ثلاثة في القضيَّة.
1- الأوَّل: إمَّا أن يفعل العباد ما يؤذي ولا يتأذَّى منه الله سبحانه وتعالى. [وهو الاحتمال الذي ذكرتَه واعترضت به].
2- والثَّاني: إمَّا أن يفعلوا ما يؤذي فيتأذَّى منه سبحانه وتعالى.
3- والثَّالث: إمَّا أن يفعلوا ما يؤذِي، فيتأذَّى أحيانًا ولا يتأذَّى أخرى.
/// وإنَّما ذكرْتُ لك الاحتمال الثَّاني فقط لأنَّه هو الذي ورَد في الحديث: ((يؤذيني ابنُ آدم)).
ولم أذكر -ولن ولا- الاحتمال الأوَّل [وهو ما استشكلْتَ به] والثَّالث لأنَّه غير وارد شرعًا، وإن كان العقل يصحِّح وقوعه.
/// ذلك أنَّ طرفي الإثبات والنَّفي في باب الصِّفات توقيفيٌّ على نصِّ الشَّارع، لا على العقل.
/// فمن نفى عدم وقوع الأذى يُطالب بالدَّليل؛ لأنَّه مخالفٌ لظاهر النَّصِّ الذي أوردُّته: ((يؤذيني ابن آدم)).
/// فالثَّابت نصًّا وعقلًا أنَّ الله تعالى يتأذَّى من سبِّ الدَّهر ولا يتضرَّر.
/// وما لم يثبت نصًّا -لا عقلًا- أنَّ الله تعالى لا يتأذَّى من سبِّ الدَّهر، وهو ما استشكلته احتمالًا، أو يتأذَّى من شيءٍ دون شيءٍ مثلاً.
/// وأمَّا قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
وكون ياء يؤذيني هي المفعول به غاية ما في ذلك أن فعل الأذى يفعل والمقصود منه هو الله, وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه.
/// ليس الأصل ما ذكرتَه بالعدم ههنا هو الظَّاهر، إنَّما الأصل الظَّاهر هو الإثبات، وهو ما فهمتُه من ياء (يؤذيني)، لأنَّه الظَّاهر، ومن نفى الظَّاهر وتأوَّل تأوُّلًا صحيحًا طُولبَ بالدَّليل على التأويل الصَّارف عن الظَّاهر.
/// إذ الخطابُ عربيٌّ ههنا، والعرب تفهم من كلامها أنَّ زيدًا لو قال: (يؤذيني بكر، أوآذاني عمرو) أنَّ الأذى قد أصابه منهما، ولله المثل الأعلى سبحانه عزوجلَّ.
ولو أراد ما احتملته من عدم لحاق الأذى به -ولا دليل عليه- لبيَّن ذلك -وهذا هو النصُّ الصَّارف عن الظَّاهر-، كما بيَّنتُ لك في التَّعقيب السَّابق، ولقيل بيانًا: (ولا أتأذَّى)، أو (لا يلحقني أذاه)، كما قال في الحديث الآخر في الضَّرر: (لن تبلغو ضرِّي فتضرُّوني).
/// وهذا يبيِّن دلالة كلام ابن تيميَّة وابن القيِّم رحمهما الله المنقولين في تعقيباتٍ سالفة وس]اتي إعادة نقله قريبًأ، في إثبات الأذى لله ونفي الضَّرر عنه، ثمَّ بيان الفرق بينهما.
/// يبقى أنْ يكون الصَّارف عن إجراء الظَّاهر ههنا هو استبعاد ذلك عقلًا، أو كونه منقصةٌ للرَّبِّ، أو غير ذلك ممَّا تقدَّم بيان خطئه.
/// وأمَّا قولك -بورك فيك-:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه
/// ما المقصود بالتَّصريح الذي تثبت به الصِّفة في رأيك؟ وكيف يكون مرضيًا ومعطيًا للصَّراحة حقَّها؟ هل تريده بلفظٍ معيَّنٍ، مثلًا.. أن يُقال: (ويلحقني أذاه)، أو (يقوم الأذى بي) ونحو ذلك ممَّا عبَّرتُ به والشيخ البرَّاك؟!
/// لو قلتَ بذلك لقعَّدت قاعدةً لم تُسبَق إليها، فالصِّفة لا يلزم في إثباتها لفظٌ معيَّنٌ، ولا يلزم في ذكرها الالتزام بلفظ الشَّارع؛ بل كلُّ ما أفاد ذلك حصل به الإثبات، بخلاف الاسم الذي يجب التوقُّف عند مسمَّى الشَّارع فيه؛ كما بيَّنتُ بالتَّفصيل في المشاركة رقم (62)، فراجع ذلك وأفدني عمَّا تستشكلُه ثَمَّ.
/// وأمَّا قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاطمة الحسني
كما أنك لم تأت بقول عالم حتى الآن يقول بإثبات صفة التأذي ( هكذا: التأذي كصفة ) لله، فلعل الأمر يحتاج لشيء من التأني من وجهة نظري
/// هذا الاستشكال مبنيٌّ على جوابي السَّالف الآن، وما أحلتُ به على المشاركة رقم (62)، فسأقول لك سائلًا: ما الذي يرضيك من النُّقول عن أهل العلم في إثبات (صِفة التأذِّي) بهذا اللَّفظ الذي ذكرتُه.
/// فهل يلزمني أن آتي لك بكلام أحد الأئمَّة يقول فيه: (صفة التأذِّي) بهذه الحرفيَّة.
/// لا يلزمني ولا يلزمك ولا يلزم أحدًا، لِمَ؟
/// لأنَّ النَّاظر في النُقول السَّابقة لأهل العِلم -وسأُعيد نقل شيءٍ منها بعد قليل- لن يخرج عن أحد احتمالات، وتأمَّل في كلامهم قبل الانتقال إلى تعليقي عليه:
/// قول الإمام ابن تيميَّة: "وقال النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر) وهذا كثير، وقد تقدَّم أنَّ الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرر، فلذلك أطلق على القول؛ لأنه لايضر المؤذي في الحقيقة.
وأيضًا.. فإنَّه جعل مطلق أذى الله ورسوله موجبا لقتل رجل معاهد، ومعلوم أنَّ سب الله وسب ورسوله أذى لله ولرسوله... فبيَّن أن الخلق لا يضرُّونه سبحانه بكفرهم، ولكن يؤذُونه تبارك وتعالى إذا سبُّوا مقلب الأمور وجعلوا له سبحانه ولدا أوشريكا وآذوا رسله وعباده المؤمنين...". انتهى".
/// قول الإمام ابن القيِّم: "بل جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه ولا ضره فيضرونه... وقد قال فيما يروي عن ربه تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار وقال لا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم، وقال حاكيا عن ربه شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وقد فرق الله بين أذاه وأذى رسوله وأذى المؤمنين والمؤمنات... وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين" انتهى.
/// وقول المجدِّد محمَّد بن عبدالوهَّاب: "تسميته أذى لله".
/// وقول الشَّيخ ابن عثيمين: "(يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛ فالأذية لله ثابتة ويجب علينا إثباتها؛ لأن الله أثبتها لنفسها، فلسنا أعلم من الله بالله، ولكنها ليست كأذية المخلوق...".
/// وقوله رحمه الله أيضًا: "إنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق".
/// وقول الشيخ البرَّاك: "يلحقه الأذى".
/// وقول الشيخ الرَّاجحي: "وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر...".
/// وعودًا على بدءٍ أقول: إنَّ النَّاظر في هذه النُّقول لن يخرج عن أحد احتمالات:
1- إمَّا أنَّهم ذكروا ذلك وأرادو إثبات الاسم لله تعالى.
2- الثاني: أو الصِّفة.
3- والثَّالث: أو الإخبار عن الله.
/// أمَّا الأوَّل فلا محلَّ له ههنا؛ إذ لم يذكره أحدٌ، ولن ولا، لا أنا ولا غيري، إذ الاسم إثباته توقيفيٌّ، فلا يُقال: من أسماء الله تعالى: المتأذِّي!
/// والثالث: الإخبار عن شيءٍ من أفعال الله، وهذا غير واردٍ، ولا ينبغي افتراضه ولا احتماله؛ لأنَّ هذا الباب فيما لم يرد ذكره، ليس فيما ورَد ونقلوه وبيَّنوا أنَّه أثبتَه الله؟! فكيف أثبته الله ويكون إخبارًا عنه بما لم يثبت؟!
/// بقي الثَّاني، وهذا هو المتحتِّم؛ لكنَّ الإشكال عندك فيما يظهر أنَّهم لم يذكروا لفظة (صفة) فماذا عساهم أرادوا؟!
/// والإشكال عندك أيضًا.. أنَّهم لم يلفظوه بلفظ (التأذِّي) وهذا جوابه في السابق، من جهة لزوم التَّوقيف في اللَّفظ وعدمه في باب الأسماء أوالصِّفات.
/// وأخيرًا قلتُ في أولى تعقيباتي ههنا: "لن تجد نصًّا صريحًا للسَّلف في كلِّ صفةٍ تثبتها"، بل هي أمثالٌ وقواعد عامَّةٌ يُقاس ويجرى عليها ما يضاهيها.
/// فماذا بقي إذن؟ لا شيء.
هل خرجنا من هذه الإشكالات؟
بارك الله فيَّ وفيك ونفع بما نكتب..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
[QUOTE=عدنان البخاري;33061][SIZE="5"][COLOR="Blue"]هذا سؤالٌ مختصرٌ لك أرجو أن تجيبني عنه ولا تحيدَ:
أنت تثبتُ الصَّبرَ على الأذى -فقط- في قوله (يؤذون الله) ونحوه، ولا تثبت التأذِّي، وتنسب ذلك زورًا لأهل العلم الذين نقلتَ كلامهم ولم تفهمه كالعادة.
/// لكن.. العلماء الذين نقلت عنهم قالوا إنَّه تعالى يصبر على الأذى، فهم أثبتوا أذىً يلحقه إذن، وأنت تقول ببعض كلامهم.
/// فأجبني ولا تحد: كيف يقع الصَّبر بلا تأذٍّ؟
/// بمعنى: إن لم يكن التأذِّي موجودًا أصلًا بناءً على رأيك مع كثرة لفِّك ودورانك بالعبارات التي لا معنى لها سوى التمنُّع من إثباته =فعلاما يقع الصَّبر(1)؟
/// فمعنى قولك -شئتَ أم أبيتَ- إنَّ الله يصبر على لا شيء، إذ لا يؤذيه سبُّ الدَّهر ولا الكفر ولا اتخاذ الولد!
فهل هذا مدحٌ أو ذمٌّ!
/// [COLOR="Red"]
الله اكبر هذه مفحمة , وانت يا ابن عقيل قد قلت انك تثبت التأذي لكنك لا تثبت انها صفة كمال ؟؟؟ فلازم قولك أنها صفة نقص تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , وسبب نفي صفة التأذي عن الله تعالى هو عدم معرفة عظمة الله حيث يُظن ان التأذي بالنسبة لله تعالى هو كالـتأذي بالنسبة للمخلوق .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ أبو فاطمة الحسني وفقه الله
أتفق مع الأخ عدنان هدانا الله وإياه للحق والصواب في إثبات أذية المخلوقين لله جل في علاه بما جاء من الأخبار من الكتاب والسنة.
والأذى الثابت هو الذي لا ضرر فيه
والإثبات والنفي أتى صريحاً في الكتاب والسنة
قال تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله...الأية} وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " يؤذيني أبن آدم يسب الدهر " وفي هذا إثبات أذى المخلوقين في حق الله سبحانه.
وقال سبحانه { وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي " وفي هذا نفي الضرر أن يلحق بالله جل في علاه.
والواجب الوقوف عند الفاظ الشارع الحكيم في هذا الباب العظيم باب الأسماء والصفات.
وقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أحدٌ أصبَرُ على أذًى سمعَهُ منَ اللَّه، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويَرزُقهم " فهنا أثبت نبينا عليه الصلاة والسلام وهو أعلم الخلق بالخالق أن ربنا جل في علاه يصبر على ما يسمعه من الأذى.
فالواجب الوقوف عند هذا النص وهذا الفهم النبوي.
وهنا مثال ولله المثل الأعلى
فالإنسان الضعيف ربما تضرر من الأذى كالسب فبعضهم يفقد وعيه أو يدخل المشفى وهذا نقص ولا شك, وأما الرجل القوي الحليم فهو يصبر على السب بل ومن قوي إيمانه لا يجد غضاضة في الرد بالجميل وهذا كمال ولله المثل الأعلى.
وأما أن نقول هل الله يتأذى أو لا يتأذى حقيقة فهذا من التعمق والتكلف المنهي عنه , وما أستشكله أخي أبو فاطمة الحُسني وفقه الله وقد تباحثناه سابقاً في الرسائل الخاصة وله وجه من حيث أن لفظ التأذي صريحاً لم يرد في شيء من النصوص ولكن كذلك لا يجوز نفي ما لم ينفيه الله سبحانه عن نفسه.
وأهل السنة متفقون بأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات فما لا يجوز الأسماء والصفات ممكن أن يجوز في باب الإخبار.
فأقول لأبوفاطمة وفقه الله لا حرج إن شاء الله في قولنا يتأذى الله من سب الدهر أو يتأذى الله من نسبة الولد له تعالى سبحانه عن ذلك وهذا من باب الإخبار والخلاف في هذه النقطة لا ثمرة منه والله أعلم.
وأما الأخ عدنان فأختلف معه هداني الله وإياه في إثبات (التأذي) صفة فعلية علية لله جل في علاه
فقوله عفا الله عنه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
فالصِّفة لا يلزم في إثباتها لفظٌ معيَّنٌ، ولا يلزم في ذكرها الالتزام بلفظ الشَّارع؛ بل كلُّ ما أفاد ذلك حصل به الإثبات، بخلاف الاسم الذي يجب التوقُّف عند مسمَّى الشَّارع فيه؛..[/COLOR][/SIZE]
هذا القول لا يصح في الصفات الفعلية خاصة لأن الصفات الفعلية لابد فيها من أن يكون نسبة الفعل لله سبحانه صريحاً.
فإن أراد الأخ عدنان أن يثبت التأذي كصفة فعلية فليأتي بنص من الكتاب أو السنة بلفظ (تأذيت من ابن آدم) أو (يتأذى الله )
وقد أعجبنا تقرير من الأخ عدنان وفقه الله وزاده علماً وحلماً يقول فيه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
وأمَّا يطلق عليه من الأخبار فلا يجب أن يكون توقيفيًّا, كالموجود، والقائم بنفسه, والدَّاري... ونحو ذلك.
/// فيجوز أن يطلق عليه منها ما لم يرد به النصُّ من الكتاب أوالسُّنَّة، من باب الإخبار ما جاز أن يطلق عليه منها.
/// والفرق المهم ههنا: أنَّ الخبر غير توقيفيٍّ، والاسم والصِّفة توقيفيَّان.
[/CENTER][/COLOR][/SIZE]
فأخي عدنان يثبت (فعل الله)وهو أن الله يتأذي بلازم فعل العبد المنصوص عليه في الأية والحديث وهو سب الدهر أو نسبة الولد أو الكفر أوغيره من الأذى, فلا يجوز إثبات الصفة بناء على هذا اللازم.
واللازم لا يكون فعل مستقل ولكنه أشبه بردة الفعل
وهنا مثال يوضح:
قد جاء عن بعض المعتزلة الذين ينكرون أن يكون الله كلم موسى عليه السلام أو يكلم أحداً من خلقه, أن حرفوا قوله تعالى {وكلم الله موسى تكليماً} فجعلوا لفظ الجلالة منصوباً فتقرأ الأية {وكلم اللهَ موسى تكليماً} فيكون الفاعل موسى فيبطل الإستدلال بهذه الأية والصحيح أن إعراب الأية برفع لفظ الجلالة بالضمة فيكون اللهُ فاعل فيصح الإستدلال على أن الله يتكلم وقد كلم موسى عليه السلام.
والشاهد هنا أن أهل السنة ردوا على المعتزلة بأن الفاعل ربنا بأية أخرى صريحة تدل على أن الله هو الفاعل وهي قوله تعالى {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
فلم يحتج أهل السنة باللازم وهو دام أن موسى لقي الله وكلم الله فالأكيد أن ربنا كلمه وإلا أصبحت الأية {وكلم الله موسى تكليماً} من الكلام الزائد الذي لا فائدة منه والقرآن منزه عن الكلام الذي لا فائدة منه ؟!!
ولكن أهل السنة أحتجوا بصريح قوله تعالى {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه } وهذه الحجة قطعت أعناق المعتزلة ومن شاكلهم ولا يكون الإحتجاح بإثبات صفات الله إلا بالصريح من النصوص, والله أعلم
وقد سألت عدد من المشايخ عن إثبات الأخ عدنان لما أثبته ومنهم الشيخ الدكتور علي التويجري أستاذ التفسير في الجامعة الإسلامية والشيخ الدكتور علي الشبل أستاذ العقيدة في أحدى جامعات الرياض والشيخ إبراهيم الرحيلي الأستاذ في الجامعة الإسلامية وكلهم أنكروا ما أثبته عدنان هداه الله من أن تكون صفة أو من باب الصفات ونصحوني بأن لا نتعمق في هذا الباب وأن أنصح من لم يقتنع بأن يرجع للمشايخ في هذه المسألة.
وأعتذر إن حصل مني خطأ في التوجية وأغفر لمن أخطأ في حقي إن كان لي حق ولم يكن غرضي إلا إظهار الصواب وحجز إخواني عن الخطأ في دين الله وبالأخص في باب من أهم الأبواب المتعلقة برب العالمين
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
-
سبحان الله
لم أدخل هذا الموضوع إلا الساعة فقرأته وعجبت للغفلة التي وقعت من الأخ عدنان ..
ولا أريد أن أسترسل إلا أني أحببت تسجيل أن كلام الأخ ابن عقيل وفقه الله سديد متين وهو أوفق لكلام أئمة السلف ومنهجهم ..
وكلام الشيخ عدنان وفقه الله من جنس كلام بعض غلاة المثبتة الذين وصفوا الله وسموه بكل لفظ يرد في نص من القرآن والسنة ..
وكلام الأئمة السابقين الذين نقل كلامهم يرددون لفظ الخبر لا أنه من صفات الكمال ..
وفقنا الله لهداه
-
رد: سبحان الله
/// الأخ ابن عقيل.. ما دام أنَّك رجعت للموضوع فأجب عن سؤالاتي الكثيرة القديمة أولًا بدل تكرير ما تريد.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
لم أدخل هذا الموضوع إلا الساعة فقرأته وعجبت للغفلة التي وقعت من الأخ عدنان ..
ولا أريد أن أسترسل إلا أني أحببت تسجيل أن كلام الأخ ابن عقيل وفقه الله سديد متين وهو أوفق لكلام أئمة السلف ومنهجهم ..
وكلام الشيخ عدنان وفقه الله من جنس كلام بعض غلاة المثبتة الذين وصفوا الله وسموه بكل لفظ يرد في نص من القرآن والسنة ..
وكلام الأئمة السابقين الذين نقل كلامهم يرددون لفظ الخبر لا أنه من صفات الكمال ..
وفقنا الله لهداه
/// ينبغي لك يا أخي الفاضل -أبا عمر الكناني- وفقك الله كطالب علمٍ متصدِّرٍ للتأليف والرَّد والنَّقض أن تذكر حجَّتك على دعواك، أوتنقض حجَّة مخالفك في أيِّ مسألةٍ بدل إطلاق الأحكام والتقريرات، فليست اختياراتك أوترجيحاتك لازمة أوموفَّقة عندي، أوعند غيري مثلًا.
/// فما دام أنَّك علَّقت على الموضوع وفهمت مذهب السَّلف في هذا الباب فأرجو منك ذكر حجَّتك أونقض ما ذكرته، أو ترك الموضوع على حاله.
/// لأنَّ المسألة ههنا مسألة تباحث بالحجَّة والبرهان، واحتجاج بالفهم، لا بإطلاق أنَّ فلانًا أخطأ ووقع في غفلةٍ أولم يقع، أو أنَّ القول الفلاني هو الصَّحيح وغيره هو الباطل، وبس!
/// وللتنبيه عمومًا: فإنَّه لا ينبغي لمن يكتب في المنتديات من طلبة العلم، ممَّن ليس برأسٍ أوإمامٍ متَّبعٍ -مثلنا- وقد تقع منه هنات ههنا وهناك =أن يذكر فائدةً أوينبِّه على خطأٍ إلَّا ببرهان وبيان، وطريقة التعليق برأس القلم والاعتذار عن الاسترسال التي يفعلها بعض الإخوة غير مقبولة عند طلبة العلم والأقران؛ لأنَّها لا تفيد شيئًا غير أنَّ فلانًا من النَّاس ارتأى الرَّأي الفلاني أوترجَّح عنده فسجَّله ههنا، فكان ماذا؟!
/// وهذا بخلاف ما لو قلتَ إنَّ الشيخ ابن عثيمين أوابن باز أوغيرهما من الرُّؤوس قال بأنَّ الصَّواب كذا، فهنا يُستأنس بقولهم وإن لم يذكروا حجَّتهم، لثقتنا بعلمهم، وتحقيقهم وفهمهم لمذهب السَّلف في الاعتقاد عمومًا.
/// فينبغي لمن يكتب في المنتديات ترك الاقتصاد في التعليق بمثل هذه التعليقات التي لا تفيد شيئًا، لا ترجيحًا ولا اطمئنانًا، ولا تشكيكًا أو نقضًا، فإمَّا أن يضيف جديدًا أويمسك عن مثل هذا.
/// وأُشهد الله أنِّي أرى في بعض مشاركاتك النَّفع والإفادة، ولكن هذا الأسلوب لا أرتضيه ولا نفع فيه، فإن أردت ذكر حُجَّتك وأرحِّب بها كثيرًا، وإلَّا فاترك مثل هذه الطَّريقة فإنَّه لا خير فيها.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
رضي الله عني وعنك ووفقني وإياك للصواب ..
الموضوع ثقيل والكلام كثير .. وأنا قرأت كل كلامك وكلام الإخوة المشاركين ومنهم ابن عقيل ..
ورأيت أن من التعليقات مالم يزد على التأييد لك وبيان خطأ ابن عقيل فلم أرك استدركت عليه كما استدركت علي أخي الفاضل ..
وتعليقي أردت منه شد أزر الأخ وهذا طيب مقبول لا حرج فيه ..
عموماً لا بأس بأ نعيد ، فأقول وبالله التوفيق :
في رأيي القاصر أن كل الموضوع لا يخرج عن شيء واحد :
هل ثبت عن السلف الاستدلال بهذا النص على أن لله صفة التأذي ؟
لا أريد أنا الإخبار عن كونه تعال يتأذى فهذا جاء به الخبر فيجوز إطلاقه كما أطلقه الخبر ..
إن ثبت عنهم فعلى الرأس والعين وقول غيرهم نضرب به عرض الحائط ..
وإن لم يثبت فالسلامة في الباب الوقوف وعدم تجاوز النص ..
فهل لديك أخي نقل ثابت عن السلف في ذلك ؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيك وفي ووفَّقنا للحق.. وأرجو أن لا تتنقل إلى نقطةٍ حتى ننهي التي قبلها حتى تقع الفائدة، لا كما فعل ابن عقيل المتهرِّب من أسئلتي الكثيرة.
/// فما دام أنَّك قد قرأت جميع كلامي (بحججه) وما نقضتُ به كلام من شددت أزره بتأمُّلٍ فقد سبقتك إلى سؤالٍ هو جوابٌ لسؤالك: هل عندك نقل ثابتٌ عن السَّلف في كلِّ صفة تثبتها أنَّها (صفة) وأنَّها (صفة كمالٍ)؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أزعم هذا لكني الآن ربما لا أستحضر كل شيء .. فهات ما عندك
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أزعم هذا لكني الآن ربما لا أستحضر كل شيء .. فهات ما عندك
/// الذي عندي باختصار أنَّ ثَمَّة (صفاتٍ) غير قليلة أثبتها أهل العلم ممَّن هم أفهم منِّي ومنك لمذهب السَّلف، كابن تيميَّة وابن عثيمين وابن باز، ولا يُعرف لهم (سلفٌ) فيه، وهي كثيرةٌ، ولك هذا المثال: الهرولة في حديث: (إن أتاني يمشي أتيته هرولةً).
/// انتظر تعقيبك وعندي كلامٌ وتقريرٌ حول هذه النُّقطة لا أفرغ له الآن.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أردُّتُ أن أضيف قضيَّةً ينبغي لك أن تنتبه لها قبل تعقيبك.
وهي أنِّي لا أعلمُ أحدًا من أهل العِلم المعتبرين قال إنَّه يلزم في إثبات كلِّ صفةٍ (بأفراد الصِّفات) وأنَّها صفة كمالٍ أن تكون قد ثبتت عن أحدٍ من السَّلف بذاتها.
فإن كنت تقول بخلافه فمن سبقك بهذا؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أخي أبا عمر حتى تكتب تعقيبك سأسجِّل بعض الملاحق والإيضاحات والشَّرح لما تقدَّم ذكره، ثمَّ نستأنف ما بيننا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
فصلٌ: في بيان كون (التَّأذي) صفة لله عزَّوجلَّ وليس هو من باب الإخبار عنه:
/// ... فإن قيل: فهل لفظ الاسم والصِّفة توقيفيٌّ فجوابه في المسألة الثَّانية، وإليكموها.
2- المسألة الثانية: الشُّبه التي أوقعت بعض النَّاس في الخلط في هذه المسألة في وجوه:
* الشُّبهة الأولى: أنَّه لم يجد نصًّا بلفظ: (التأذِّي) فصار إذن خبرًا لاصفةً!
///
والجواب عن هذا أنَّه لا يلزم في إثبات الصِّفة صفةً لله أن تأتي بصيغة معيَّنةٍ، أوباشتقاقٍ أو وزنٍ معيَّن، بل كلُّ ما أفهم أنَّ الصِّفة قد قامت به سبحانه فهو صفةٌ له فيعبَّر بها، ولا محذور في ذلك.
/// وهذا بخلاف الاسم؛ فأسماؤه تعالى أضيق باباً من صفاته في التَّنصيص على اللَّفظ الذي جاء به كتاب الله وسُنَّة نبيِّه.
/// فلا يجوز أن يسمَّى الله إلَّا بنصِّ ما سمَّى به نفسه أوسمَّاه به نبيَّه (ص).
/// فيجوز أن يسمَّى الله بالسَّميع، ولا يجوز أنْ يسمَّى -مثلًا- بالسمَّاع، ويسمَّى بـ(البصير)، ولا يجوز تسميته بـ(المبصر)، وهكذا.
/// الإفادة بإيضاح البيان:
/// قد تقدَّم البيان والتَّنبيه على أنَّه لا يلزم التقيُّد بلفظ الصِّفة لله تعالى ووزنها واشتقاقها الذي جاء بذكره نصُّ الكتاب والسُّنَّة، بخلاف الاسم له سبحانه وتعالى، فإنَّه يجب التوقُّف على لفظ ووزن واشتقاق الشَّارع لها.
/// ومع تمثيلي على ذلك بما لا يترك مجالًا لاعتراض فإنِّي محتاجٌ لبيان البيان.. فلو ابتعدنا قليلًا عن صفة (التأذِّي) وضربنا الأمثلة بما لا ينكره سلفيٌّ بيننا لبان الأمر وانقشع الضَّباب.
/// وإليكم هذه الأمثلة الثَّلاثة فقط التي لا نزاع فيها، وغيرها كثير لاطائل من سرده:
- أهل السُّنَّة والجماعة (السَّلفيُّون) يثبتون لله تعالى صفة (الاستواء)، وصفة (الإتيان)، وصفة (المجيء)، وهذه الصِّفات كلُّها وغيرها كثيرٌ لم ترد بهذه اللَّفظة في كتابٍ ولا في سُنَّةٍ، فيما علمت ووقفت عليه.
/// ولو فهم النَّاس خطأً مذهب السَّلف في مقصود مسألة التوقيف في الصِّفات بالحرفيَّة على وزن واشتقاق ولفظ الصِّفة للزمهم أن يقولوا: نثبتُ صفة (استوى) لله تعالى، وصفة (جاء) لله تعالى، وصفة (يأتي) لله تعالى، ولم يجُز التعبير بـ(المجيء)، أو (الإتيان)، أو(الاستواء)؛ لعدم ورود النَّص المثبت لها بهذه الحرفيَّة؟!
/// إذ الوارد في النًّصوص على هذا الَّلازم: (استوى على العرش)، (وجاء ربُّك)، و(يأتي ربُّك)، ولم يأتِ بلفظ: (الاستواء)، و(الإتيان)، و(المجيء) لله تعالى؟!!
/// والقول بهذا من أعجب الغلوِّ في الحرفيَّة وظنِّ اتِّباع السِّلف في التَّوقيف! على لفظ الصِّفات ووزنها واشتقاقها.
/// وعند التَّحقيق فليس على هذا اللَّازم أثارةٌ من علم السَّلف ولا من تبعهم من أهل العلم، بل لا أعلم للسَّاعة أحدًا قال به من أتباعهم ممَّن يعتبر قوله في ذي المسألة، بل هي حرفيَّةٌ ظاهريَّة، لا سلف ولا خلف لقائلها!
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي عدنان أكثرت علي وقد أعجبني أن يبدأ الحوار بسؤال وجواب ، وصدقني لو دققت في الأمر لوجدت أن الأمر كله راجع لورود الأثر عن السلف ..
لأنك لو فتحت الباب لأمكن لكل أحد أن يشتق الصفات من نصوص كثيرة ..
و سابدأ بما هو أساس حواري معك وهو : هل ورد أثر عن السلف يتثبت أن هذه صفة لله تعالى ؟
بداية أنت تقول أنك لا تعلم أحداً من أهل العلم يقول إنه لابد من ورود الأثر عن السلف في كل صفة :
أنا اقول لك هذا من العلوم المستفيضة الضرورية التي لولاها لما قام سوق الخلاف بين أهل السنة (السلفيين) وبين غيرهم من المبتدعة ..
فمنهج السلف يقوم على ركيزة مهمة : لا تقل بقول ليس لك فيه سلف ..
إننا نتحرج عن الانفراد في أقوال عملية فرعية فكيف في صفات الله تعالى !
ولأن منهجهم وطريقتهم أصبحت هي الحجة الفاصلة بين من يأتي بعدهم :
فنحن إذا اختلفنا في فهم نص من النصوص ومنها مسألتنا الآن فما هو الحجة التي تبين الصواب : لاشك أنه الأثر عن السلف !
وقد تقول إنّ النصوص تحتمل وتؤيد وأقول : في باب التوحيد والصفات السلامة أولى والوقوف على ما وقف عنده السلف أولى ..
قل بقولهم والفظ لفظهم دون زيادة ..
والأمة ودين الإسلام ليس محتاجاً ولا متوقفاً على شيء لم ينطق به السلف ..
ليتنا نقوم بما عندنا ..
نحن لسنا بحاجة أن نقول إن الله يتصف بصفة التأذي :
الذي ورد هو إمرار النص كما جاء . صحيح .
والذي ورد أن الله (أخبر) أنه يتأذى . صحيح .
لكن لم يرد أنها صفة لله تعالى ..وبالطبع كل صفة لله هي صفة كمال ..
فلماذا أفتح باباً من الخلاف في سبيل إثبات صفة لم يتفوه بها أحد من السلف !
ربما يكون تسوغ ذلك بأنّ نفي هذه الصفة لا يتم إلا بناء على حجج الجهمية كالتي ذكرت أن الأخ ابن عقيل وقع فيها ..
وهذا غير صحيح : فإن الأئمة ومن قديم يميزون بين :
1 . صفات ثابتة بالنصوص اجتمعت كلمتهم عليها فلا يردها إلا مبتدع .
2 . وبين نصوص وقع الخلاف بين السلف في النظر لها هل هي من نصوص الصفات أم لا : كقوله تعالى : {يوم يكشف عن ساق} .. ومنه الحديث التي ذكرته {الهرولة} ..
ومع أنّ الذي أدين الله به هو إثبات كل ذلك : أعني الساق والهرولة إلا أنّها تبقى غير صالحة لعدها أصلاً تبني عليه قولك بأنه ليس شرطاً أن يكون لك سلف في كل صفة بمفردها ..
على أن صفة الهرولة أثبتها بعض السلف كالهروي في الأربعين والدارمي في الرد على بشر وذكر شيخ الإسلام أن فيه خلافاً على قولين وهذا يكفي لإثبات الورود ..
وللعلم فإنك فهمتني خطأ حين ظننت أني لا أعد شيخ الإسلام ممن يحتج بقوله في الباب بل الذي أعتقده أن ما ورد عنه حجة عندي بعد أن ثبت عندي أنه لا يتكلم إلا بحجة واردة عنهم فإنه من السلف بل هو ناقل علومهم .
أما المتأخرون والمعاصرون فليس أحد منهم في وزن شيخ الإسلام فلا ينهض عندي الاعتماد على قوله إلا بسلف له ولو كان في منزلة الأئمة ابن بز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى ..
هذا ما عندي وأرى أن لا نتجاوزه حتى ننتهي منه .
أما تعليقك الثالث فسأجيب عنه باقتضاب فكل ما تورده ورد به القول عن السلف والمسألة ليست الاشتقاق فليس هو الذي سبب الخلاف وإنما معنى اللفظ الوارد ..
وأنت تعلم أن لذلك أثراً في الإثبات ، فأنت معي أن باب الإخبار أوسع منه في الصفة ..لهذا قال السلف بجواز الإخبار بألفاظ دون عدها صفة كمال لله تعالى .
دعني أوضح أمراً .. قد يبين هذا :
أنت تقول إن التأذي صفة كمال : فهل يسوغ منك أن تدعو الله بها فتقول : اللهم يا من يؤذيك ابن آدم فتتأذى منه اكفنا شر خلقك !!
هل يسوغ منك أن تثني الله بها فتقول في مقدمة مقالك : الحمد لله الذي يتأذى من ابن آدم حين يؤذيه !
وفي المخلوق :(لله المثل الأعلى) : هل يسوغ أن تثني على عالما فتقول : شيخنا العلامة الإمام الذي .. والذي .. ومن صفاته الحميدة أنه يتأذى من كلام الناس فيه !!
أظن ذلك غير مقبول ..
وهذا ليس من قياس الخالق على المخلوق لأننا نثبت ما جاء به النص بأنه تعالى يؤذيه ابن آدم ، أما أن نجعلها صفة كمال فهذا في رأيي لا يصح .
====
دمت موفقاً مسدداً
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أخي عدنان أكثرت علي وقد أعجبني أن يبدأ الحوار بسؤال وجواب ، وصدقني لو دققت في الأمر لوجدت أن الأمر كله راجع لورود الأثر عن السلف ..
لأنك لو فتحت الباب لأمكن لكل أحد أن يشتق الصفات من نصوص كثيرة ..
و سابدأ بما هو أساس حواري معك وهو : هل ورد أثر عن السلف يتثبت أن هذه صفة لله تعالى ؟....
/// أخي بارك الله فيك عتبْتَ عليَّ الإكثار ثم وقعت فيه.
ولم أكثر عليك! سألتك سؤالين مختصرين فقط، أمَّا آخر تعقيب لي رقم (93) فما قصدُّتك به ولكنِّي كنت أعلِّق على كلامٍ لي سبق.
/// ومع ذلك فيبدو أنَّ عندك إشكالاتٍ فيه كما تبيَّن لي، فسأعود إليه بعدُ إن شاء الله وأعان.
ثمَّ إن كثيرًا من كلامك وتعقيبك ههنا عامٌّ يعوزه النَّقل والرَّبط بما نتكلَّم حوله.
فدعوى التمسُّك بمنهج السَّلف كلٌّ يدَّعيها ههنا، أنت ومن يخالفك الرَّأي، فلا داعي لذكره إلَّا ببرهان وربط بما نتكلَّم عنه تحديدًا.
/// ولو نعود إلى مسألتنا التي بدأناها:
السُّؤال هو: ما معنى اتِّباع السَّلف في نصوص الصِّفات والوقوف معهم حيث وقفوا؟
/// لا شكَّ أنَّ من أهمِّ القضايا التي ينبني عليها هذا الباب هو ورود ذلك عن السَّلف وعدمه.
/// لكن ما المقصود بوروده عن السَّلف؟
/// الجواب اقتبسه من بعض كلامك: "ولأن منهجهم وطريقتهم أصبحت هي الحجة الفاصلة بين من يأتي بعدهم".
/// إذن القضيَّة قضيَّة منهج وطريقة وقاعدة جامعةٍ لهم، لا أفراد صفات.
/// ولهذا فما زلتُ أصِرُّ وأتحدَّى أنَّنا لن نجد نصًّا سلفيًّا يخدمنا في إثبات كلِّ الصِّفات بأفرادها التي يثبتها أهل العلم–وخاصَّةً التي قلَّ ورودها في النُّصوص-.
دعك من صفة الهرولة فإنَّما هي صفة من صفاتٍ كثيرة، والوقت أضيق من بسط هذا وتتبُّعه ولو شئتُ لفعلت، ولا داعي له.
وما كنتُ أظنُّ أنَّك تخالفني في هذا! وأعجب الآن جدًّا ممَّا فهمتُه من تقريرك وجوب ورود ذلك عن السَّلف؟!
/// ولكنِّي أعيد عليك السؤال الثَّاني الذي فاتك الجواب عنه: هل ثمَّ مَن سبَقك من أهل العلم ممَّن ترضى قولهم -كابن تيمية- قعَّد أوأصَّل أنَّه لا يجوز أولا ينبغي إثبات -وليس اشتقاق!- ظاهر (أفراد ) الصِّفات من النُّصوص إلَّا إن ورَد كلامٌ للسَّلف في إثباتها في هذه (الأفراد)؟
/// لن تجد ألبتَّة، ولن يقولوا بمثل هذا، فإن كان عندك فعجِّل به حتَّى نراجع كلَّ ما فهمناه في الباب.
/// لمَ؟؛ لما بيَّنتُه قبلُ أنَّ مسألة إثبات الصِّفات -لا اشتقاقها كما عبَّرْتَ- إنَّما هي قواعد وأصول مفهومةٍ عن السَّلف، وأمثلة تُضاهَى، وليست أفراد مسائل معيَّنة تحفظ وتردَّد، ولا قاعدة يجمعها.
/// ولا أظنَّ أنَّ تتبُّع مثل هذا يفيد بحثًا أونفعًا، إذ ليس من حسن العِلم التَّطويل فيما يكفي فيه الإيجاز، فأن تقول صفة السَّمع أثبتها ابن عمر ررر وقال كذا وكذا، صفة المجيء أثبتها مجاهد، صفة الغضب أثبتها زيدٌ وعمرو... الخ؟! ويكفيك من هذا أن تضع قاعدةً جامعة لها.
/// ولهذا فما ورَد في هذا الباب -أي التَّقعيد له- عن السَّلف لا يخدمك في مبتغاك ومرادك، بل يخدم ما أريد تبيينه؛ كقولهم: (أمرُّوها كما جاءت) نمرُّ ماذا؟ آيات الصِّفات؟ وكيف أعلم أنَّ هذه من آباتها أوليست كذلك؟ هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها ولا أظنُّك تقول به حتَّى، ولكنَّه اللَّازم من كلامك!
/// وهذا يظهر من دفاع شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله وغيره عن مذهب وقاعدة أهل السُّنَّة في إجراء الظَّاهر من الصِّفات في النُّصوص، وعدم الخروج عن ذلك إلَّا بالقرائن الدَّالَّة عليه من السِّياق أوسياقٍ آخر له تعلُّق.
ثمَّ ردُّه على مَن زَعَم أنَّ أهل السُّنَّة قد يخرجون عن إجراء الظَّاهرمنها بالتأويل الباطل الذي عند المتكلِّمين.
/// ثمَّ إن كان لا يقنعك فهم ابن باز وابن عثيمين للمسألة ثم تبيينهم لها بالتَّطبيق فهذا رأيك أنت، لا يلزمني ولا يلزم غيري، وهل انقطع العلم عند ابن تيميَّة وأغلق بابُه، ولا أعرف أنَّ قولهما أوغيرهما يخالف قوله في أخذهم بنفس التقعيد؟
/// وفيما ذكرته من مسألة الهرولة وإن كان أحدٌ من السَّلف سبق له كلامٌ فيه وإثبات الهروي وعثمان الدَّارمي لها إشكالٌ أرجو أن لا نضطرَّ للولوج فيه، وهو: ما حدُّ السَّلف عندك والذي ليس بسلفٍ؟
إمَّا أن يكونوا الصَّحابة والتَّابعين وتابعيهم فقط -مثلًا- والبقيَّة لهم تبع، وإمَّا أن ثَمَّة قاعدة لابد من ضبط حتَّى نفهم كلام بعضنا في التحاور.
/// عثمان الدَّارمي والهروي عندك من السَّلف، وابن تيميَّة أيضًا لأنَّه ناقلٌ لأقوالهم بالضَّرورة، وابن باز وابن عثيمين ليسا من السَّلف.
/// دعك من التجوِّز في الإطلاق، بأنَّ السَّلفي هو كلُّ تابع لهما؛ إذ هذا ينطبق على ابن عثيمين وابن بازٍ أيضًا، عند مخالفك على الأقل.
/// ثم يا أخي.. بعض حُجَّتك في عدم إثبات التأذِّي كصفةٍ فيه خللٌ.
إذ لا يلزم عدم تسويغك الدعاء بالصِّفَة كونها ليست بصفة، ولك هذا المثال: من المعلوم أنَّ صفات الله عزوجل في الكتاب والسُّنة جاءت مطلقةً ومقيَّدةً، فمن الصِّفات التي جاءت بقيدٍ ما لايسوغ دعاء الله به، إذ جاء بقيدٍ.
وإليك هذه الأمثلة: (الملل، والمكر، والمخادعة، والكيد)، صفات واردة لا أعلم أحدً من أهل السُّنَّة قال إنَّها لا تسمَّى صفات، أو أنَّها ليست بكمال!
ومع ذلك هل يسوغ أن تقول -على طريقة مثالك-: يامن لايمل حتى نمل نعوذ بك من الملل، يا من يخادع الكفَّار إذا خادعوه اكفنا خداعهم! يا من يمكر بمن يمكر به اكشف مكر الماكرين.
إن جاز هذا فأجز ذاك ، وإن لم يجز فهل معناه عدم ثبوته كصفة، أوعدم كونه كمالًا؟! الباب في هذا واحد.
/// ثم يا أخي أنت تكلَّم عن نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا.
/// وأنا أتكلَّم عن صفات أو نصوصٍ لها لم يُنقل ولا يُعلم فيها خلاف، بل أثبتها قومٌ وسَكَت عنها آخرون، ولا يُنسب لساكت كلامٌ، بلْه تقعيد وتأصيل طويل.
/// فالسَّاكت ساكت، فينبغي لك أن لا تتجاوز سكوتهم في هذه الصِّفات، بدل إيمائك أوجزمك بأنَّ الآية الفلانية ليست من آيات الصِّفات كابن عقيل، وإلَّا فهلمَّ غليَّ بمن قال من السَّلف أوالخلف إنَّ آية (يؤذون الله) أو (يؤذيني ابن آدم) ليستا من نصوص الصِّفات؟! هذا كُلُّه أوَّلًا..
/// وثانيًا.. ما دمت تثبت الخلاف (في فهم بعض الصِّفات أوعدمه في النُّصوص وكون تلكم النُّصوص في الصِّفات أوغيرها) =بين السَّلف -لا عند المتأخرين والمعاصرين- فما سببُ الخلاف؟ وما الرَّاجح فيه؟ وكيف يخرج طالب العلم الفاهم للباب بالصَّواب من النَّفي والإثبات من الخلاف بقواعد في كلِّ ما اختلف فيه؟
/// الجواب عن هذا يطول، ولا أجد متَّسعًا له الآن، مع إحسان ظنِّي أنَّك تعلمه، ولا داعي للخوض فيه، مع ما تقدَّم من إشاراتي المتكرِّرة لابن عقيل في ذكر الحُجَّة على كون الآية الفلانيَّة ليست من آيات الصِّفات.
/// بقيت النُّقطة الأخيرة، وهي اصطلاحيَّة بحتة! كما سيأتي بسط هذا في ملحقٍ تالٍ إن شاء الله، وهي مهمَّة، وقد أكثرتُ ومللتُ من إعادتها! وهي: مسألة الفرق بين باب الصِّفة والإخبار عنها.
فأنا سائلك: ما الفرق؟ أو بأسلوب أكثر وضوحًا: متى يصحُّ لك أن تطلق على ما تثبته في حقِّ الله تعالى أنَّه صفة، ومتى لا يصحُّ، فتطلق عليه أنَّه إخبارٌ عنه؟ وهل لك في ذلك سلفٌ أوخلفٌ؟
/// على الأقل لي سلفي في هذا من كلام ابن القيِّم وابن عثيمين وغيرهما، وقد لخَّصته وذكرته في مشاركة (62).
/// وتنبيهٌ أخير: لم أقل ولا أقول: إنَّ نفي صفة (التأذِّي) وقع بناء على حجج الجهمية، وما كان من كلامي مع (ابن عقيل) -بصَّره الله بما ينفعه- إنَّما كان نقاشًا في تفريعٍ قادنا إليه هو أثناء المسألة.
وهي شبهةٌ يتَّكيء عليها القوم في النَّفي والتَّعطيل، مسألة تأثير العبد على الرَّبِّ ولزوم ذلك أوعدمه عند إثبات بعض صفات الأفعال التي أثبتها لنفسه.
/// اقتراح.. أرك اشتكيت من الإكثار، وأنا أشكو منه أيضًا؛ إذ الوقت لا يتَّسع لكلِّ هذا، وقد كنتَ في سعة من الدُّخول فيه، لكن ذلك لا يخلو من فائدة؛ فحفاظًا على وقتي ووقتك، لو اكتفينا بتعقيبٍ واحد كلَّ يوم، فالكلام كما ذكرت كثير.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتراحك سديد .. وفقك الله .
سأكتب تعقيبي إن شاء الله غداً ..
مع أني أبشرك أني مستفيد جداً من الحوار ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
جزاكم الله خيرا
و لكن طريقة الحوار هذه إن استمرت فستكون على شوائب من التشنجات لها عواقب غير حميدة
لذا أتمنى أن يستدرك الأمر
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي الحبيب/ سراج ..وفقه الله لرضاه
لا تخف فالحوار بين أخوين فاضلين ،كبيرين في العلم ،والأدب ،وحسن الخلق
فدعنا نتعلم من علمهم وأدبهم ومن حسن حوارهم مع بعضهم
اللهم الهمهم الصواب ووفقهم للحق ،ولا تجعل لشيطان عليهم طريقا
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - ( ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم لربه، إنه في ذلك منزه لربه، إنه في ذلك ممتثل لقوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }(البقرة 22)، إنك لتعجب من هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات الله التي ليس عليها سلـف الأمـة ولا أئمتهـا ثم يقول إنه هو المنزه لله وإنه هو المعظم لله وإنـه هـو الممتثـل لقـول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً} وأن من خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب السوء.
ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن المعظمون لله ولرسوله، وهم إذا ابتدعوا في دين الله وفي شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلّم ما ليس منها فإنهم بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يدي اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }(الحجرات 10).
* أيها الأخوة: إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم. ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله؟ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أو نهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه. أيهما أحق أن يكون محبّاً لله ورسوله ومعظماً لله ورسوله؟ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به، وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به، وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها، أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه؛ لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم، هؤلاء هم الذين عظموا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// الأخ المسمَّى بـ(صفة)، أحيِّيك على أولى مشاركاتك، فيبدو أنَّك جديدٌ معنا في المجلس! فأهلاً بك عضوًا جديدًا ههنا.
/// ولكن.. يا أخي الكريم .. هلَّا بيَّنت وجه الشَّاهد من خطبتك الطَّيِّبة.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي عدنان وفقني الله وإياك وبصرني وإياك الحق :
اعذرني على التأخير فقد اضطررت أن أكتب كلاماً طويلاً .. فتأمله ولا تعجل ولا تعقب حتى تقرأه كاملاً وتدرسه على مهل ..
وسأنتظر منك جواباً مركزاً على ما أثيره أمامك من نقاط عسى ربي أن يفتح بيني وبينك بالحق وهو خير الفاتحين :
خلافي معك حول نقطتين :
الأولى : هل يلزم في إثبات الصفة أن يأتي تنصيص من السلف عليها ؟
أم يمكن أن أستنبط من النص صفة بحسب القواعد التي أصّلها السلف ؟
الثانية : هل ما نقل من أقوال عن شيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين فيها إثبات للصفة ؟
فأقول مستعيناً بالله ما يلي :
1 . ذكرتَ أنني لم أجب على سؤالك المتعلق بهذه النقطة .
مع أني أجبتك لكن لعلك لم تلاحظ ، وخلاصته :
إنّ باب الأسماء والصفات ليس معزولاً عن بقية أبواب الشريعة ..
فالقول في ذلك كلّه واحد وهو أنّه لا يجوز القول( في مسألة أو باب تكلم فيه السلف ) بقول ليس للقائل فيه سلف (سأتكلم عن المقصود بذلك لاحقاً) ..
وأخصّ ذلك مطلقاً أبواب العقائد .. وأخصّها ما كان متعلقاً بالله تعالى ..
فهذا الباب خاض فيه الخائضون إثباتاً ونفياً ..
فيبعد (جداً) أن تمر كل هذه القرون دون أن ينقل عن السلف نص في إثباتها صفة لله تعالى .
ولا أخفيك أنني راجعت كل ما عندي من الكتب بحثاً (والله) عمن قال بها - لأستريح وأريح – ولكني لم أظفر بنقل واحد (سيأتي الكلام عن قول ابن القيم وشيخ الإسلام وابن عثيمين) .
وهذا الباب خطير جداً لا يقبل الاجتهادات .. فباب الأسماء والصفات أقفل على ما كان .. حقه حق .. وباطله باطل ..
والمسكوت عنه يجب أن يبقى كذلك لأنه (لو كان خيراً لسبقونا إليه) ..
ولما سئل الإمام مالك : وما البدع ؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ، لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون)
خصوصاً إذا أخذت بالبال حجم الخلاف وعمقه بين السلف ومخالفيهم ..
لقد وصل التعمق بالمخالفين غلواً وإجحافاً إلى مسائل بالغة الدقة والتعقيد ..
وهذه هي كتب السلف ومخالفيهم بالمئات تزخر بآلاف المسائل إثباتاً ونفياً ..
فهل يُعقل أن تكون هذه النصوص التي تعتمد عليها من نصوص الصفات ومع هذا لا نجد من يصرح في أي منها بإثباتها صراحة ولا نجد كذلك من ينفيها صراحة ؟
إنها أكثر إشكالاً (إن كان فيها إشكال) من كثير من النصوص التي تكلم فيها المبتدعة من الصفات ..
ومع هذا لا خبر عنهم فيها ؟!
يجب أن يكون لدينا جواب عن هذا السؤال قبل أن نقدم على الكلام في شيء لم يتكلم به السلف ..
فأنا على يقين أنهم لا يسكتون عن شيء في باب العلم بالله وبصفاته إلا لأحد أمرين :
فإما أنه غير مشروع ..
أو لأنه من التكلف الذي نهينا عنه ..
2 . وقولك إن هذه القاعدة تتصادم بإثباتنا صفات ليس فيها نقل عن السلف .
أقول : لا أظن هذا .. لأن الصفات الثابتة المجمع عليها كلها ثابتة بالنصوص وبأحد أمرين :
أ . نقلٌ عن أحد السلف من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم أو أحد أئمّة السلف كالأئمة الأربعة ينص صراحة على أنّ هذه صفة لله تعالى .
ب . أن يكون مذكوراً في كتب السنة التي اتفق أهل السنة على جلالة أصحابها وكونها مصدراً أصيلاً لعقيدة السلف : مثل (بغير ترتيب) كتاب اللالكائي أو السنة لابن أبي عاصم أو الشريعة للآجري أو التوحيد لابن خزيمة أو كتب شيخ الإسلام ابن تيمية .
فهذان المصدران هم الذين أقصدهم حين أشترط لإثبات الصفة نقلاً عن السلف .
3 . قلتَ إنك تلتزم منهج السلف لا ألفاظهم في هذا الباب ، بمعنى أنك ترى أن القواعد ما قعدت إلا ليمشي عليها من خلفهم .
أقول : أخي باب الأسماء والصفات باب توقيفي لا اجتهادي .
فالقواعد والمنهج ما جاء ليكون آلة للاستنباط والتفريع .
وإنما ذكر الأئمة منهج السلف وقواعدهم في هذا الباب صيانة من النقصان والزيادة .
ولفهمه وتيقنه وأنه لم يكن عبثاً وإنما عن أصول سار عليها السلف ..
ولو صح كلامك هذا لجاز للناظر في عصرنا هذا أن يستنبط صفات من النصوص لم يأت بها أثر ..
وهذا أمر خطير في الحقيقة لأنه سيفتح باباً للتلاعب بالكتاب والسنة .. وباباً آخر للقدح من المخالفين ..
وهذا أمر سدّه السلف الصالح على من بعدهم بضابط (السلف) أعني سلف القول ..
وحتى يتبين الأمر أمثّل بنص مشهور ، ألا وهو قوله تعالى : {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } ..
فقد أضاف الجنب لله تعالى ..
والجنب هو أحد أبعاض الإنسان مثله مثل اليد والوجه والساق ..
ولا مانع على أصول السلف من إثباته صفة لله تعالى على الوجه اللائق به ..
حتى على القول أنها سيقت لبيان التفريط فهذا لا يتعارض مع إثبات الصفة كقوله تعالى : {فثم وجه الله} أي جهته على أحد الأقوال وهو لا يعارض أنه تعالى له وجه ..
ومع هذا فقد امتنع الأئمة من إثبات الجنب صفة لله تعالى .. وكان معتمدهم في ذلك عدم الورود على لسان من تقدمهم ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله رداً على النصارى : (وأما قولهم وجنب فإنه لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنبا نظير جنب الإنسان وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله :{ أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } .فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق كقوله تعالى { بيت الله } و { ناقة الله } و { عباد الله } بل وكذلك { روح الله } عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم )الجواب الصحيح
وقد وقع في ذلك العلامة صديق حسن خان فأثبت لله تعالى جنباً ومع هذا فلا يوافقه أحد ليس لاستحالة ذلك وليس لأنها غير جارية على قواعد الصفات بل لأنها لم ترد عن السلف ، ولهذا قال المعلق على قطوف الثمر : (ولهذا لا تصلح هذه الآية وحدها لإثبات أن « الجنب » من الصفات لأن الآية ما سيقت لذلك ولم يفسرها أحد بذلك) ..
وبالعود على مسألتنا أحب أن أؤكد أن هذا ليس مني نفياً للصفة لأن النفي والإثبات في هذا الباب موقوف على الدليل .. ومالم ينص أحد على أن لله صفة التأذي فيكون السكوت هو الصواب .
نقل ابن القيم رحمه الله عن الإمام حجة الإسلام أبي أحمد ابن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى قوله : (وكذلك كل ما جاء من الصفات نمره كما جاء من غير عليه، ونقتدي في ذلك بعلماء السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونسكت عما سكتوا عنه، ونتأول ما تأولوا، وهم القدوة في هذا الباب. أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) .
ومن الجميل أيضاً ما في قوت القلوب : (قد قال بعض العلماء: ما تكلّم فيه السلف فالسكوت عنه جفاء ، وما سكت عنه السلف فالكلام فيه تكلف )
4 . هل لقولك من سلف :
هذه الفقرة ليست لك أخي ما دمت غير مقتنع بضرورة أن يكون لك سلف في إثبات لفظ كل صفة تثبتها ، وإنما ذكرتها لأنك تعتقد أن الأقوال التي ذكرها الإخوة تؤيد قولك وهذا غير صحيح ..
أ . قول شيخ الإسلام :
(و مما ينبغي أن يتفطَّن له أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره وضعف أثره من الشرِّ والمكروه، ذكره الخطابي وغيره، وهو كما قال.
واستقراء موارده يدل على ذلك مثل قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} [آل عمران: 111] و قوله: {و يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض}
وفيما يؤثر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (القر بؤس والحر أذى)، و قيل لبعض النسوة العربيات: القر أشد أم الحر؟ فقالت: من يجعل البؤس كالأذى ؟ والبؤس خلاف النعيم و هو ما يشقي البدن و يضره بخلاف الأذى فإنه لا يبلغ ذلك ولهذا قال: {إن الذين يؤذون الله و رسوله} [الأحزاب: 57].
و قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر) و قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله و رسوله) و قال: (ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له ولدا و شريكا و هو يعافيهم و يرزقهم).
و قد قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) و قال سبحانه في كتابه: (و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا) [آل عمران: 176].
فبيَّن أن الخلق لا يضرُّونه سبحانه بكفرهم، ولكن يؤذُونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور وجعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا وآذوا رسله وعباده المؤمنين...".
أقول : ليس في النص إثبات التأذي وإنما ردد لفظ النص بأن الخلق يؤذونه ، كما لو ذكر أن الخلق يكذبونه والخلق يشتمونه والخلق يكفرونه وهكذا .. كلها أفعال العبد لم ينسب شيئاً منها لله تعالى ..
ب . ابن القيم :
قال رحمه الله : (وقد قال فيما يروي عن ربه تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار وقال لا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم وقال حاكيا عن ربه شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وقد فرق الله بين أذاه وأذى رسوله وأذى المؤمنين والمؤمنات فقال إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين ..... إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال إذ في العقول أنا إذا فرضنا ذاتين إحداهما لا تحب شيئا ولا تبغضه ولا ترضاه ولا تفرح به ولا تبغض شيئا ولا تغضب منه ولا تكرهه ولا تمقته
والذات الأخرى تحب كل جميل من الأقوال والأفعال والأخلاق والشيم وتفرح به وترضى به وتبغض كل قبيح يسمى وتكرهه وتمقته وتمقت أهله وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به.أهـ كلام ابن القيم
أقول : وهذا أيضاً كذلك ، أين في كلامه إثبات الأذى صفة له تعالى ؟
لم يزد الشيخ عن أن فرق بين الأذى تجاه الله وبين الأذى تجاه المخلوق ..
وهذا عام في كل الأخبار ولو لم يؤخذ منها صفة ..
ج . قول المجدِّد محمَّد بن عبدالوهَّاب: (تسميته أذى لله) .
أقول : هذا عليك أخي : فقد فسر الأذى بأنه سب الدهر ، فسب الدهر هو الأذى لله ، وهو فعل المخلوق لا صفة تقوم به تعالى .
فليس في كلام الإمام أنه صفة لله تعالى .
د . ابن عثيمين :
)يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛ ؛ بدليل قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى: 11) وقدم النفي في هذه الآية على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه؛ فليس فيه احتمال للتمثيل؛ إذ لو كان احتمال التمثيل جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله فيما وصف به نفسه؛ لكان احتمال الكفر جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله .)
أقول : لم يزد الشيخ في هذا النص على أن فسر الحديث .
والذي أوهم الإخوة – كما حصل في كلام ابن القيم - هو أنه عقب بذكر قاعدة الصفات ، وهذه القاعدة أي نفي المماثلة ليست محصورة بل هي عامة في كل الأخبار التي تتحدث عن الله نفياً وإثباتاً فجاء بها الشيخ ليؤكد نفي المماثلة في إثبات الأذى لله تعالى .
فقد أخبر الله تعالى أنه يضع رجله في النار .. فلا يُقال إنه يضعها كما يضع المخلوق ..
مع أن أحداً لم يقل –حسب علمي – أن من صفة الله وضع القدم في النار ..
وقول الشيخ البرَّاك: (يلحقه الأذى)
وقول الشيخ الرَّاجحي:وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر)
أقول : كل هذا كما ترى ليس فيه إثبات صفة إنما فيه إثبات ما نطق به النص وهو أنه تعالى يؤذى من ابن آدم .
وكلمة يلحقه لا تدل بالضرورة القيام به .. فأنت تشتم الشخص فيلحقه الشتم لكنه لا يقوم به ..
إلى هنا انتهى كلامي بالنسبة للمسألة بذاتها .
===
بقي أن أعلق على ما جاء في مشاركتك السابقة :
تقول : (ولهذا فما زلتُ أصِرُّ وأتحدَّى أنَّنا لن نجد نصًّا سلفيًّا يخدمنا في إثبات كلِّ الصِّفات )
أقول : ليتك تورد أخي عدنان بعض الصفات لأنظر هل هو كذلك أم لا .
فقد أعياني البحث عن صفات (كثيرة) أثبتها الأئمة لم يرد بها قول مأثور .
تقول : (لن تجد ألبتَّة)
أقول : أخي لم هذا الجزم !
وقد علّمنا الله أن فوق كل ذي علم عليم ، وفي قصة موسى مع الخضر عبرة ..
مع أن السؤال الحقيقي هو العكس ، وهو أن تأتي بنصوص عن العلماء والأئمة تنص على أنه يجوز للمرء إثبات الصفة من النص دون الحاجة لنقل عن السلف فيها .
تقول : (ولا أظنَّ أنَّ تتبُّع مثل هذا يفيد بحثًا أونفعًا، إذ ليس من حسن العِلم التَّطويل فيما يكفي فيه الإيجاز )
ليس صحيحاً في هذا الباب ، لأنّ خلافي معك هو في هذا ، وليس في الأمر طول ، صفة أو اثنتان يجمع أهل السنة على إثباتها ومع هذا لم يرد بها أثر عن السلف فإذا ثبت هذا سلّمنا جميعاً واسترحنا من تكلف الحوار .
تقول : (أمرُّوها كما جاءت) نمرُّ ماذا؟ آيات الصِّفات؟ وكيف أعلم أنَّ هذه من آياتها أوليست كذلك؟ هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها ولا أظنُّك تقول به حتَّى، ولكنَّه اللَّازم من كلامك!
أقول : نعم وبلا شك ..
ولنا في اختلافهم في بعض النصوص عبرة ..
لقد أخذ بعض السلف من بعض النصوص صفات ومع هذا خالفهم غيرهم ..
مع أنهم قمة في الفهم واللغة والعلم إلخ ..
ومع هذا كان القول بأن هذه الآية من آيات الصفات أم لا محل تردد ..
وأنا على يقين أنك على قاعدتك لا تتردد في عدّ مثلها من آيات الصفات ..
لذا فما فهمته عني صواب ..
فحين نختلف أنا وأنت هل هذا النص يؤخذ منه صفة لله فإن الحكم في ذلك هو الرجوع لفهم السلف لها هل قالوا ونصوا بأن ما ذكر في النص هو صفة الرحمن أم لا .
تقول : (وهذا يظهر من دفاع شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله وغيره عن مذهب وقاعدة أهل السُّنَّة في إجراء الظَّاهر من الصِّفات في النُّصوص، وعدم الخروج عن ذلك إلَّا بالقرائن الدَّالَّة عليه من السِّياق أوسياقٍ آخر له تعلُّق.
ثمَّ ردُّه على مَن زَعَم أنَّ أهل السُّنَّة قد يخرجون عن إجراء الظَّاهرمنها بالتأويل الباطل الذي عند المتكلِّمين.(
أقول : هذا أخي ليس بخصوص نصوص الصفات بل في كل النصوص : نصوص المعاد والغيب وغيرها هي داخلة في هذا وليس ذلك خاصاً بنصوص الصفات فلا علاقة له بمسألتنا .
تقول : (ثمَّ إن كان لا يقنعك فهم ابن باز وابن عثيمين للمسألة ثم تبيينهم لها بالتَّطبيق فهذا رأيك أنت، لا يلزمني ولا يلزم غيري، وهل انقطع العلم عند ابن تيميَّة وأغلق بابُه).
أقول : ما دخل الإلزام من عدمه أخي ..
هل حملت عليك عصا حتى تقول هذا ..
أو هل اتهمتك بالبدعة ..
أنا أوضحت رأيي مختصراً وأنت طلبت الدخول في النقاش ..
أما ذكر الشيخين رحمهما الله فعبارة عاطفية لا علاقة لها بالبحث ..
تقول : وفيما ذكرته من مسألة الهرولة وإن كان أحدٌ من السَّلف سبق له كلامٌ فيه وإثبات الهروي وعثمان الدَّارمي لها إشكالٌ أرجو أن لا نضطرَّ للولوج فيه، وهو: ما حدُّ السَّلف عندك والذي ليس بسلفٍ؟
إمَّا أن يكونوا الصَّحابة والتَّابعين وتابعيهم فقط -مثلًا- والبقيَّة لهم تبع، وإمَّا أن ثَمَّة قاعدة لابد من ضبط حتَّى نفهم كلام بعضنا في التحاور.
عثمان الدَّارمي والهروي عندك من السَّلف، وابن تيميَّة أيضًا لأنَّه ناقلٌ لأقوالهم بالضَّرورة، وابن باز وابن عثيمين ليسا من السَّلف.
دعك من التجوِّز في الإطلاق، بأنَّ السَّلفي هو كلُّ تابع لهما؛ إذ هذا ينطبق على ابن عثيمين وابن بازٍ أيضًا، عند مخالفك على الأقل.
أقول : سبق الكلام عليه لكن لا تحمل قولي مالا يحتمله فلم أقل أنا إن ابن باز وابن عثيمين ليسا من السلف ..
تقول : إذ لا يلزم عدم تسويغك الدعاء بالصِّفَة كونها ليست بصفة، ولك هذا المثال: من المعلوم أنَّ صفات الله عزوجل في الكتاب والسُّنة جاءت مطلقةً ومقيَّدةً، فمن الصِّفات التي جاءت بقيدٍ ما لايسوغ دعاء الله به، إذ جاء بقيدٍ.
وإليك هذه الأمثلة: (الملل، والمكر، والمخادعة، والكيد)، صفات واردة لا أعلم أحدً من أهل السُّنَّة قال إنَّها لا تسمَّى صفات، أو أنَّها ليست بكمال!
ومع ذلك هل يسوغ أن تقول -على طريقة مثالك-: يامن لايمل حتى نمل نعوذ بك من الملل، يا من يخادع الكفَّار إذا خادعوه اكفنا خداعهم! يا من يمكر بمن يمكر به اكشف مكر الماكرين.
إن جاز هذا فأجز ذاك ، وإن لم يجز فهل معناه عدم ثبوته كصفة، أوعدم كونه كمالًا؟! الباب في هذا واحد.
أقول : أنت ذكرت بنفسك الفرق بينهما ..
فما مثلت به صفات مقيدة .. أما التأذي فلم يأت مقيداً ولم ينص أحد على أنه مقيد فينبغي أن تجريه مجرى بقية الصفات المطلقة ..
وسألتك هل إذا أثنيت على ملك من الملوك أو عظيم من العظماء هل يصح بأن تقول : إنه يتأذى ؟
بينما يصح أن ثني على الله بأنه يمكر بأعدائه ويخدع المخادعين وأنه لا يمل حتى نمل ..
تقول : ثم يا أخي أنت تكلَّم عن نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا.
وأنا أتكلَّم عن صفات أو نصوصٍ لها لم يُنقل ولا يُعلم فيها خلاف، بل أثبتها قومٌ وسَكَت عنها آخرون، ولا يُنسب لساكت كلامٌ، بلْه تقعيد وتأصيل طويل.
أقول : أنا لم أتكلم عن صفة أصلاً ..
أنت الذي تكلمت وأنا طالبتك بسلفك فقط ..
تقول : فالسَّاكت ساكت، فينبغي لك أن لا تتجاوز سكوتهم في هذه الصِّفات، بدل إيمائك أوجزمك بأنَّ الآية الفلانية ليست من آيات الصِّفات كابن عقيل، وإلَّا فهلمَّ غليَّ بمن قال من السَّلف أوالخلف إنَّ آية (يؤذون الله) أو (يؤذيني ابن آدم) ليستا من نصوص الصِّفات؟! هذا كُلُّه أوَّلًا..
أقول : أحسنت في هذا وليتك تلتزمه ..
لذا فاسأل نفسك السؤال التالي : إن لم يثبت عندك عن السلف قول بإثبات هذه الصفة : هل يجوز لك أن تقول إن السلف أثبتوا لله صفة التأذي ؟
فعلى قولك الساكت ساكت لا يُنسب له قول ..
فليتنا نسكت كما سكتوا ..
تقول : ما دمت تثبت الخلاف (في فهم بعض الصِّفات أوعدمه في النُّصوص وكون تلكم النُّصوص في الصِّفات أوغيرها) =بين السَّلف -لا عند المتأخرين والمعاصرين- فما سببُ الخلاف؟ وما الرَّاجح فيه؟ وكيف يخرج طالب العلم الفاهم للباب بالصَّواب من النَّفي والإثبات من الخلاف بقواعد في كلِّ ما اختلف فيه؟
أقول : علينا أن نثبت ما أثبته السلف .. وننفي ما نفوه .. ونسكت عما سكتوا عنه .
وما تكلموا فيه واختلفوا فهذا محل اجتهاد يسوغ الأخذ بأحد قوليهم والمجتهد بين أجر وأجرين ..
تقول : بقيت النُّقطة الأخيرة، وهي اصطلاحيَّة بحتة! كما سيأتي بسط هذا في ملحقٍ تالٍ إن شاء الله، وهي مهمَّة، وقد أكثرتُ ومللتُ من إعادتها! وهي: مسألة الفرق بين باب الصِّفة والإخبار عنها.
فأنا سائلك: ما الفرق؟ أو بأسلوب أكثر وضوحًا: متى يصحُّ لك أن تطلق على ما تثبته في حقِّ الله تعالى أنَّه صفة، ومتى لا يصحُّ، فتطلق عليه أنَّه إخبارٌ عنه؟ وهل لك في ذلك سلفٌ أوخلفٌ؟
أقول : كل ما يأتي من النصوص عن الله ورسوله في حقه تعالى فهو إخبار عنه ..
فمن هذه النصوص ما ثبت فيه تسمية الله باسم والكلام فيه سهل لأنه محصور مضبوط ، كقوله تعالى : {هو الملك القدوس ..}
ومنها ما فيه وصف لله تعالى ذاتي أو فعلي أو انفعالي ..
فالذاتي كقوله : {بل يداه مبسوطتان}والفعل كقوله : {وربك يخلق ما يشاء } والانفعالي كقوله : {ويحبونه}
أما الذاتي فكله صفات وهو محصور مثبت مضبوط إن شاء الله ..
يبقى نصوص الأفعال والانفعال فهذه ثبت عن السلف أنهم أخذوا من بعضها صفات أفردوها وقالوا بالنص : هذه صفة لله تعالى :
مثل : المجيء ، من قوله : {وجاء ربك}
والنزول من قوله صلى الله عليه وسلم : (ينزل ربنا)
فنقول عن هذه إنها صفات لله تعالى ..
وجاء في بعضها خبر عن الله أو فعل أو انفعال لكن لم ينص واحد منهم – فيما اطلعت عليه -على أنها صفة لله تعالى :
كقوله صلّى الله عليه وسلّم في خبر النار: (فيضع الجبار قدمه فيها) فهذا نص على إثبات القدم لله تعالى ..
لكن لم أطلع على من قال بصفة الوضع
وقوله صلّى الله عليه وسلّم : (فيخرج أقواماً من النار) لم أر من قال إن من صفاته : الإخراج ..
وقال تعالى : {إن الذين يحاربون الله ورسوله} لم أر من قال إنها دليل على صفة كمال هي المحاربة أو أنه يُحارب .
وحديث (خلق الله آدم على صورته ) أثبتوا منه صفة الصورة لله ولكن كونه على صورة الرحمن هو خبر يمر كما جاء ولا يقال من صفات كماله أن آدم على صورته !!
ومثله حديث الأذى وآية : {إن الذين يؤذون الله ورسوله}
وهكذا غيرها كثير هي أخبار تمر كما جاءت .. وأنكر السلف على من أولها واستبعدها لكن لم يقولوا إنها هي بذاتها صفات ..
وهذا يفسر لنا كلام الشيخ ابن عثيمين وابن القيم أنهم لم يقصدوا كون التأذي صفة كمال لله تعالى .. وإنما عبارتهم تتضمن الرد على من يتأول هذا كما ذكره البغوي أعلاه وغيره من أن المراد أذى أوليائه .. فهذا تأويل مرفوض بحق لأنّه لا دليل عليه .
ولأن ظاهر النص لا نقص فيه في ذات الله تعالى ولا كماله فالأذى فعل العبد لا يلحقه منه ضرر ولا أثر فليس أذاه كأذى المخلوق لأن المخلوق يتضرر بالأذى ولو خف فالكلام يتأذى منه ابن آدم ويؤثر فيه والله تعالى منزه عن ذلك ..
وهذا الكلام لا يعني أن التأذي صفة كمال لله تعالى ..
كما نقول في سائر ما أخبر به عن نفسه فكما قال إن العباد يكذبونه ويشتمونه وينتقصونه فهم بذلك يؤذونه ..
فكل هذه أخبار .. نمرها كما جاءت ..
بقي أن أشير إلى أمر مهم :
وهو أن ما سبق في كلام الأخ ابن عقيل فيه بعض الخطأ لا يوافق عليه فبعض كلامه هو كلام من نفى صفات الأفعال ولا أريد أن أدخل مع الأخ في نقاش لكن أقول هذا حتى لا يظن أني أوافقه في المضمون ..
أنا أقول : إن المسألة برمتها تتوقف على ورود النص الصريح بإثبات الصفة ، وليس في بدائه العقول ولا الأصول الشرعية ما يمنع أن يكون ذلك صفة لله لكن لم يرد نص عن السلف كما أن النص لا يساعد في ظني على ذلك إذ كلّ ما فيه هو أن العباد يأذونه ولم يذكر الله تعالى ولا رسوله صلّى الله عليه وسلّم ولا أحد الصحابة و لا أحد من يُقتدى به من الأئمة أن من صفاته تعالى أنه يتأذى ..
ولو ورد عنهم نص ثابت لقلنا به وضربنا بآرائنا عرض الحائط ..
هذا ما عندي والله تعالى أعلم وأحكم ..
إن كان صواباً فله الحمد ربي على ما أنعم وإن كان خطئاً فمن نفسي الجهولة وأستغفر الله .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أخي أباعمر ... وفقك الله
قد قرأتُ كلامك وكثيرٌ من أجوبتك فيه عامٌّ كسابقه، وهو يصلح دليلًا لي ولك.
لكنِّي سآخذ بنصحك وأتأمَّل فيه مزيدًا لعلِّي أرى فيما ذكرت جوابًا عن بعض ما سألتك عنه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أخي عدنان وفقني الله وإياك وبصرني وإياك الحق :
اعذرني على التأخير فقد اضطررت أن أكتب كلاماً طويلاً .. فتأمله ولا تعجل ولا تعقب حتى تقرأه كاملاً وتدرسه على مهل .. وسأنتظر منك جواباً مركزاً على ما أثيره أمامك من نقاط عسى ربي أن يفتح بيني وبينك بالحق وهو خير الفاتحين :
/// يا أخي.. كلامك هذا أكثره من فهمك، لا من نقل وتوثيقٍ وعزوٍ لمن أردُّتُ منك أن تعزو إليهم في ذا الباب، إذ ههنا تظهر السَّلفيَّة، فـ(لا تقل قولًا ليس لك فيه سلف)، ولذا ستجد سؤالي يتكرَّر عند كلِّ نقطةٍ منه.
/// إذْ لم أرد منك الإتيان برأيك وفهمك، بل بنقل فهم إمامٍ من أئمَّة هذا الشأن، كابن تيميَّة، أوابن القيِّم، أوابن باز، أوابن عثيمين، ونحوهم ممَّن فهِمُوا مذهب السَّلف وأتباعهم في الباب.
/// وإليك البيان: قد سألتك: ما حدُّ السَّلف الذين تقبل قولهم في ذا الباب؟ وكيف صار الهروي والدَّارميُّ سلفًا، وابن تيميَّة أيضًا؛ لأنه ناقلٌ قولهم، والمتأخرون الذين في منزلة ابن باز والعثيمين ليسوا كذلك؟!
/// هل تضع لي ضابطًا سُبقت به في هذا، وانظر إلى جوابٍ لك سابق:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وللعلم فإنك فهمتني خطأ حين ظننت أني لا أعد شيخ الإسلام ممن يحتج بقوله في الباب، بل الذي أعتقده أن ما ورد عنه حجة عندي بعد أن ثبت عندي أنه لا يتكلم إلا بحجة واردة عنهم، فإنه من السلف بل هو ناقل علومهم .
أما المتأخرون والمعاصرون فليس أحد منهم في وزن شيخ الإسلام فلا ينهض عندي الاعتماد على قوله إلا بسلف له ولو كان في منزلة الأئمة ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى
/// فظاهرٌ من كلامك أنَّ كلام ابن تيميَّة منتهضٌ عندك؛ وعلَّة ذلك أنَّه لا يقول في الباب بشيءٍ إلَّا إن كان له فيه سلف، ولا ينتهض (عندك) قول المتأخِّرين والمعاصرين في ذا الباب، ولو كان في منزلة ابن باز وابن عثيمين! ولم تعلِّل لِمَ إلَّا أنَّهم ليسوا بوزن شيخ الإسلام!
/// فأولًا: ما الدَّليل على هذه القاعدة التي لم تسعفني بنصٍّ عن أحدٍ فيها حتَّى الآن، حتَّى من كلام ابن تيميَّة الذي لم تأتِ لي بكلام له واضح في الباب، هل قال ابن تيميَّة في شيءٍ من كتبه: إنِّني لا أثبت شيئًا من الصِّفات إلَّا إن قال به أحدٌ من السَّلف؟ إن قال ذلك فهاته لنستفيد.
/// والمشكلة عندك يا أخي أنَّك بنيت قاعدةً وظننت أنَّ شيخ الإسلام يمشي عليها، ولهذا اقتنعت بكلِّ ما يثبته من الصِّفات، وظننت -كما هو الظَّاهر من كلامك- أنَّ المتأخِّرين -كمن في منزلة ابن باز والعثيمين- ليسوا كذلك؟!
/// ولا عليك من كلام المتأخِّرين، فهات (نصًّا) من كلام ابن تيميَّة فيه تصريحٌ بهذا الشَّرط الذي طننت أنَّه بنى أقواله عليه.
/// ومرَّةً أخرى.. لاحظ يا أخي.. كُلَّ هذا رأيٌ لك محضٌ، لم تسعفنا فيه بنقلٍ واحدٍ، فما صنعتَ لنا شيئًا؛ إذ لا حاجة لنا كطلبة علمٍ للآراء الشَّخصيَّة ههنا، ولو كانت المسألة تقليدًا فرأي ابن باز والعثيمين أنهض من رأي من هو دونهما.
/// يا أخي نحن نتناقش في مذهب السَّلف وأهل العلم النَّاقلين لمذهبهم ومنهجهم في الباب، لا في رأي زيدٍ أوعمرو.
/// ولذا قلتُ لك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
ثمَّ إن كان لا يقنعك فهم ابن باز وابن عثيمين للمسألة ثم تبيينهم لها بالتَّطبيق فهذا رأيك أنت، لا يلزمني ولا يلزم غيري، وهل انقطع العلم عند ابن تيميَّة وأغلق بابُه؟!
فأجبتني:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أقول : ما دخل الإلزام من عدمه أخي .. هل حملت عليك عصا حتى تقول هذا .. أو هل اتهمتك بالبدعة .. أنا أوضحت رأيي مختصراً وأنت طلبت الدخول في النقاش .. أما ذكر الشيخين رحمهما الله فعبارة عاطفية لا علاقة لها بالبحث ..
/// فسمَّيت هذا كلامًا عاطفيًّا! ولا أدري ما جهة العاطفيَّة فيه؟! ثم هل نحن في حربٍ ترفع فيه العصي والهراوات؟! قليلًا من العلميَّة وتركًا لما لا علاقة له بالبحث!
/// ولئن لم تعرف دخل الإلزام من عدمه ههنا فلم لم تسأل بدل هذا التعليق السَّاخر؟
/// ومع وضوح هذا فسأبيِّن لك: عندك أنَّ من كان في منزلة ابن باز وابن عثيمين لا ينتهض قولهما في ذا الباب، وهذا رأيٌ محضٌ لك، لايلزمني، إذْ العلم وفهمه يؤخذ من رؤوس أهل العلم الفاهمين لكلام السَّلف ومن ينقل عنهم كابن تيميَّة وغيره، لا من كتبهم رأسًا.
/// ولأعيد سؤالي لك: هل أغلق الباب في هذا العلم على ابن تيميَّة؟ أي: إنَّ معرفة مذهب السَّلف ينتهي بابن تيميَّة مثلًا؟
/// وليتك أجبتني عن هذا بدل ذاك التعليق!
/// وللتَّنبيه أيضًا.. فأنا لم أطلب منك الدُّخول في النِّقاش برأيك، طلبت دليلك وحجَّتك أونقض حجَّة غيرك بمثله إن كان، وإلَّا فلا فائدة من ذكر رأيك وقناعاتك الشَّخصيَّة، ولذا فإنَّه لا يلزمني منها شيءٌ فلا تأتنا به ههنا.
ثم قلتَ بعد ذلك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أقول : سبق الكلام عليه لكن لا تحمل قولي مالا يحتمله فلم أقل أنا إن ابن باز وابن عثيمين ليسا من السلف...
/// لم أحمِّل كلامك ما لا يحتمل، أنت أغلقت الباب في ظاهر كلامك، وكما سيأتي أيضًا من ذكرك للطريقتين التين يعرف بهما كلام السَّلف في الباب، ولم تذكر أحد الأئمَّة بعد ابن تيميَّة مثلًا.
/// وعلى كُلٍّ.. إن كانا من السَّلف فعندي لك أمثلةٌ لصفاتٍ لم أقف على أحد سبق الشَّيخ ابن عثيمين في التَّصريح بكونها صفات لله، فهل ترضى بها مثالًا؟
/// وممَّا له علاقةٌ بهذا الموضوع أيَضًا أنِّي سألتك: اذكر لي نصًا واحدًا -وليس كلامًا عامًّا ولا فهمًا لك- عن واحد ممَّن ترتضي قوله في الباب -كابن تيميَّة- يقول ويقعِّد فيه أنَّ: من شرط القول بأيِّ صفةٍ من الصِّفات الظَّاهرة في الأحاديث والآيات أن يكون لك فيها سلفٌ.
فلم تجبني بقول ولا نصٍّ لأحدٍ ممن يرتضى قوله، بل أتيتني بفهمك وكلامك العام!
/// انتبه وتأنَّ في الإجابة عمَّا أسألك عنه، لم أطلب منك فهمك ورأيك، ولا كلامًا عامًّا، إنَّما طلبت منك نقلًا محدَّدًا واحدًا يقطع النِّزاع، عن أحدٍ ممَّن قد اتُّفق عليه بفهمه مذهب السَّلف في ذا الباب.
/// ولذا حِدْتَ عن طلبي منك النَّقل وجئتني بكلامٍ عامٍّ لسنا بحاجة إليه في مبحثنا ههنا:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
خلافي معك حول نقطتين :
الأولى : هل يلزم في إثبات الصفة أن يأتي تنصيص من السلف عليها ؟
أم يمكن أن أستنبط من النص صفة بحسب القواعد التي أصّلها السلف ؟
الثانية : هل ما نقل من أقوال عن شيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين فيها إثبات للصفة ؟
فأقول مستعيناً بالله ما يلي : 1 . ذكرتَ أنني لم أجب على سؤالك المتعلق بهذه النقطة .
مع أني أجبتك لكن لعلك لم تلاحظ ، وخلاصته: إنّ باب الأسماء والصفات ليس معزولاً عن بقية أبواب الشريعة .. فالقول في ذلك كلّه واحد وهو أنّه لا يجوز القول (في مسألة أو باب تكلم فيه السلف) بقول ليس للقائل فيه سلف (سأتكلم عن المقصود بذلك لاحقاً).. وأخصّ ذلك مطلقاً أبواب العقائد .. وأخصّها ما كان متعلقاً بالله تعالى .. فهذا الباب خاض فيه الخائضون إثباتاً ونفياً .. فيبعد (جداً) أن تمر كل هذه القرون دون أن ينقل عن السلف نص في إثباتها صفة لله تعالى...
/// إلى آخر كلامك وظاهرٌ وبيِّنٌ أنَّه كلُّه كلامٌ عامٌّ، وليس فيه شيءٌ ممَّا سألتك عنه بالتَّحديد، وسيظهر فساد الإتيان بمثل هذه النُّقول فيما يلي من التعقيب.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
ولا أخفيك أنني راجعت كل ما عندي من الكتب بحثاً (والله) عمن قال بها - لأستريح وأريح – ولكني لم أظفر بنقل واحد (سيأتي الكلام عن قول ابن القيم وشيخ الإسلام وابن عثيمين) .
/// المشكلة يا أخي هي طلب (الحرفيَّة) في النصِّ على الصِّفة التي لا سلف لك فيها! والتي أشرت لك بها في تعقيبٍ سابقٍ، ولذا فعندما رأيت نصوص كلِّ من نقلتُ أقوالهم في إثبات هذه الصِّفة بألفاظٍ وأساليب وطرقٍ مختلفة، سواء كان ابن تيميَّة أوابن القيِّم أوابن عثيمين أوغيرهم = قمت -وهذا أمرٌ بدهيٌّ- بتأويل كلامهم كما سيأتي!
/// وقد قلتُ في مشاركةٍ سابقةٍ: هل يلزم أن ينصَّ أحدٌ من الأئمَّة -هؤلاء أوغيرهم- بصيغةٍ معيَّنةٍ (اصطلاحيَّةٌ محدثةٌ) بأنَّه هذه (صفة)، وأنَّها (كمالٌ)، و(لا نقص فيها)، و(تقوم بالله)... الخ، حتَّى يرضيك نصوصهم في ذلك، الظَّاهر من صنيعك في تأويل أقوالهم البيِّنة جدًّا أنَّك تشترط ذلك.
/// فمن سلفك في هذا الاشتراط المغرق في الحرفيَّة! والأمر أصله اصطلاحيٌّ بحتٌ كما أشرتُ إلى ذلك لو انتبهت.
/// وما دمت تشترط هذه الحرفيَّة فسأنقل لك قول ابن تيميَّة وهو مرضيٌّ عندك في إثبات هذه الصِّفة فهاك قول ا آخر ل له: في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/77) لمحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ما نَصُّه: "الآيات التي فيها صِفَاتُ الله سبحانه التي تأوَّلها متأخِّروا الجهمية وسمُّوها الصفات السمعية، وهي ما سوى الصفات السبعة(1): ((يخادعون الله والذين ءامنوا)) [9/2] الآية، ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)) [14،15/2] ... الخ"، إلى أن قال (ص/79): "(إن الذين يؤذون الله ورسوله) ثم قال:(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) [57،58/33]...".
--------------------------------------------------
(1) قال ابن قاسم في الهامش: هذا العنوان من خطِّ المؤلف، ويدل على أن الأشاعرة المتأخرين جهمية كما سمى كتابه الذي رد فيه على الرازي: ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) وكما صرح بأن هذا مذهب الأشاعرة في الرسالة التدمرية. انتهى النقل بنصه.
--------------------------------------------------
/// فهل تتأوَّل هذا النَّصَّ البيِّن أيضًا؟!
/// ثم قلتَ بارك الله فيك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وهذا الباب خطير جداً لا يقبل الاجتهادات .. فباب الأسماء والصفات أقفل على ما كان .. حقه حق .. وباطله باطل .. والمسكوت عنه يجب أن يبقى كذلك لأنه (لو كان خيراً لسبقونا إليه) .. ولما سئل الإمام مالك : وما البدع ؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ، لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون).
/// رجعنا للعموميَّات من الكلام.. ما المقصود بالمسكوت في هذا الباب؟ ءإثبات ما لم يصلنا منه شيءٌ من كلام الصَّحابة والتَّابعين، فقد يكون خيرًا سبقونا إليه، فلم يوصف بالسُّكوت، إذ عدم النقل ليس نقلاً للعدم، كما تعلم.
/// أم أنَّ المقصود أنَّ منهجهم الذي أمرنا باتباعه هو العمل بالأدلة، ومنها إثبات الصِّفات، وليس التوقُّف فيها، وعدم الخوض في الكيفيَّات للصِّفات؟
/// ولتعلم أنَّ هذا النَّقل من قبيل كلامك العام الذي لا يخدمك فتأمَّل ما يلي:
/// من ظاهر جوابك السَّابق عن الهرولة =فقد سكت الصَّحابة والتَّابعون عن هذه الصفة؛ لأنَّك لم تنقل لنا قولًا واحدًا عنهم في الباب، أم أنَّ الدارمي والهروي ومن بعدهم ابن تيميَّة (وأزيدك: ابن عثيمين واللجنة الدائمة برئاسة ابن باز) من أهل البدع؛ إذ لم يسكتوا عمَّا سكت عنه القوم!
/// و((إنصافًا)) أعلم أنَّك لا تقول بهذا، ولكن تأمَّل فقط هذا الَّلازم من نقلك ههنا.
/// وعليه.. هل ستتوقَّف عن إثبات هذه الصِّفة، وإن أثبتها ابن تيميَّة وهو عندك مرضيٌ في الباب؟ أم تدَّعي بوجوب وجود أقوال للصَّحابة والتَّابعين فيها؛ لأنَّ ابن تيميَّة أثبتها، ولكن لم نقف عليها؟
/// وقد سألتني أمثلةً أخرى في الباب، أنت مصرٌّ عليها، فخذ واحدةً أخرى منها: صفة (التردُّد لله تعالى) أثبتها ابن تيميَّة، فهل له سلفٌ من (الصَّحابة والتابعين فقط بناءً على نقلك لكلام مالك) في هذا الإثبات؟
/// ثم ما المقصود بـ(الاجتهادات والاستنباطات) التي لا تقبل في هذا الباب والتي أكثرت الدندنة حولها؟
/// هل إثبات ظاهر الصِّفة من النُّصوص اجتهادٌ واستنباطٌ مخالفٌ لمذهب السَّلف؟! إن كان كذلك فأعيد عليك الطَّلب مرَّةً أخرى: هات من قول مَن سبقك من يقول بهذا، بنصٍّ قاطعٍ فيه.
/// ثم قلت:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
خصوصاً إذا أخذت بالبال حجم الخلاف وعمقه بين السلف ومخالفيهم .. لقد وصل التعمق بالمخالفين غلواً وإجحافاً إلى مسائل بالغة الدقة والتعقيد ..
وهذه هي كتب السلف ومخالفيهم بالمئات تزخر بآلاف المسائل إثباتاً ونفياً ..
فهل يُعقل أن تكون هذه النصوص التي تعتمد عليها من نصوص الصفات ومع هذا لا نجد من يصرح في أي منها بإثباتها صراحة ولا نجد كذلك من ينفيها صراحة ؟
إنها أكثر إشكالاً (إن كان فيها إشكال) من كثير من النصوص التي تكلم فيها المبتدعة من الصفات .. ومع هذا لا خبر عنهم فيها ؟!
/// ولمخالفك في الرَّأي أن يقول: كيف تمرُّ قرونٌ طويلةٌ، أُلِّفت فيه مؤلَّفات في العقيدة، والرَّدِّ على أهل البِدع، وبيان مصطلح أهل السُّنَّة في الباب بالتَّفصيل والشَّرح، وتقعيد القواعد في الأسماء والصِّفات، و... الخ =ثم لا نجد أحدًا (صرَّح) باشتراط ووجوب وجود كلامٍ لأحد السَّلف في كُلِّ صفة نثبتها من ظاهر آية أوحديث.
/// وهاهي كتب ابن تيميَّة في آلاف الصَّفحات تزخر بالكلام في هذا الباب والرَّدِ على المخالفين فيه، هل فيها شيءٌ من هذا الشَّرط الذي لم تُسبق إليه!
/// أيضًا.. الكلام الطَّويل السَّابق الذي سقته كلامٌ إنشائيٌ عامٌّ لا يصلح ذكره في مقام الاحتجاج بالحجج والنُّصوص القاطعة للنِّزاع.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
يجب أن يكون لدينا جواب عن هذا السؤال قبل أن نقدم على الكلام في شيء لم يتكلم به السلف .. فأنا على يقين أنهم لا يسكتون عن شيء في باب العلم بالله وبصفاته إلا لأحد أمرين : فإما أنه غير مشروع .. أو لأنه من التكلف الذي نهينا عنه ...
/// تقدَّم -قريبًا- الجواب على مسألة السُّكوت المتوهَّمة.
/// ثم بقيت في قسمتك شيءٌ ثالث فاتك، وهو قسيمٌ عقليٌّ لما ذكرت، هو أنَّهم تكلَّمُوا عنه ولكنَّنا لم نقف عليه.
/// وأيضًا.. فإنَّ آية: (يؤذون الله) لم نقف للسَّلف (الصَّحابة والتَّابعين فقط) عليها كلامًا، فهل وقفت للسَّلف كلامً في تفسير كلِّ حرفٍ في كتاب الله؟ فهل نسكت لأنَّ فيه كلامً وتفسيرًا لكلام الله؟
/// فما كان جوابًا لك في هذا فهو جواب لمخالفك في غيره.
/// ثم قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
2. وقولك إن هذه القاعدة تتصادم بإثباتنا صفات ليس فيها نقل عن السلف .
أقول : لا أظن هذا .. لأن الصفات الثابتة المجمع عليها كلها ثابتة بالنصوص وبأحد أمرين :
أ . نقلٌ عن أحد السلف من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم أو أحد أئمّة السلف كالأئمة الأربعة ينص صراحة على أنّ هذه صفة لله تعالى .
ب . أن يكون مذكوراً في كتب السنة التي اتفق أهل السنة على جلالة أصحابها وكونها مصدراً أصيلاً لعقيدة السلف : مثل (بغير ترتيب) كتاب اللالكائي أو السنة لابن أبي عاصم أو الشريعة للآجري أو التوحيد لابن خزيمة أو كتب شيخ الإسلام ابن تيمية .
فهذان المصدران هم الذين أقصدهم حين أشترط لإثبات الصفة نقلاً عن السلف...
/// يا أخي... (أثبت العرش ثمَّ أنقش عليه) يا أخي.. عوزكُ إلى سَلَفٍ لك في اشتراط نقل كلامٍ عن السَّلف في إثبات الصِّفة =أكثر من عوزك لذكر هذين المصدرين فقط، وتقدَّم طلبي منك إيجاد هذا مرارًا.
/// ثمَّ لم تعلمنا حتَّى الآن ما حدُّك لـ(لسَّلف) الذي تحصر إثبات الصِّفة من النُّصوص عليهم، ولم أعد أدري ما منهجك في قبول إثبات صفةٍ عن السَّلف، فما نقلته عن مالك فوق حصره في الصَّحابة والتَّابعين، والآن وسَّعت الأمر قليلًا فأدخلت فيهم أتباع التابعين وأحد أئمّة السلف كالأئمة الأربعة..
// ولمعترض أن يسألك: هل تحصر فهم الصِّفات من النصوص على هؤلاء فقط (الصَّحابة والتابعين وأتباعهم والأئمَة الأربعة)، فإن كان كذلك فما الدليل أوالتَّعليل أو النَّقل عن أهل العلم في هذا التحكُّم والحصر؟
/// فلِمَ لا تدخل معهم أحد الأئمَّة المتبوعين من غير الأربعة كالأوزاعي مثلًا؟!
/// وإن كنت لا تحصرهم في هؤلاء فسأعيد عليك السؤال مرَّةً أخرى وأخرى: ما حدُّ من يُقبلُ قوله في إثبات الصِّفات، أُذْكُر أيَّ شيءٍ تحدَّه به، طبقة، أو قرنًا، أوسنةً، أوعصرًا؛ فأنت أخرجت ابن باز والعثيمين، وأدخلت الهروي والدَّارمي وابن تيميَّة فيهم، فهل ابن تيميَّة آخر ذلك مثلًا؟
/// ثم ما الدَّليل ومن السَّلف لك في هذا الحصر أيضًا؟
/// وممَّا يشكل على هذا -أيضًا- ذكرك لـ(كتب السُّنَّة التي اتَّفق عليها أهل السُّنَّة) في هذا الباب، فما وجه إدخاله، وما عِلَّة ذلك؟ وهل يغلق الباب عليهم؟
/// فأعدَّ جوابًا لكُلِّ هذا، فإنَّها مسألة تهزُّ قاعدتك التي بنيت عليها قولك كلَّه، وتفتح بابًا عريضًا للمبتدعة على أهل السُّنة.
/// ثمَّ قلتَ وفَّقني الله وإيَّاك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
3 . قلتَ إنك تلتزم منهج السلف لا ألفاظهم في هذا الباب ، بمعنى أنك ترى أن القواعد ما قعدت إلا ليمشي عليها من خلفهم...
/// لم أقل إنِّي ألتزم هذا فقط بل هذا الظَّاهر من تصرُّف جميع من أعرفهم من أهل العلم، ومنهم من ذكرت أسماء كتبهم في السُّنَّة وابن تيميَّة و...، يثبتون الصِّفة ويوردون الدليل الدال عليها، ولا يعوِّلون على ذكر شيءٍ من أقوال السَّلف في الباب (غالبًا).
/// وهاك تلك الكتب التي مثَّلتَ بها، ارجع إليها وقارن فهل ترى فيها ما ذكرتَه من منهجك وقاعدتك، أوما ذكرته أنا وأعلمه من تصرُّف أهل العلم سلفهم وخلفهم فيها؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أقول : أخي باب الأسماء والصفات باب توقيفي لا اجتهادي، فالقواعد والمنهج ما جاء ليكون آلة للاستنباط والتفريع . وإنما ذكر الأئمة منهج السلف وقواعدهم في هذا الباب صيانة من النقصان والزيادة . ولفهمه وتيقنه وأنه لم يكن عبثاً وإنما عن أصول سار عليها السلف .. ولو صح كلامك هذا لجاز للناظر في عصرنا هذا أن يستنبط صفات من النصوص لم يأت بها أثر .. وهذا أمر خطير في الحقيقة لأنه سيفتح باباً للتلاعب بالكتاب والسنة .. وباباً آخر للقدح من المخالفين .. وهذا أمر سدّه السلف الصالح على من بعدهم بضابط (السلف) أعني سلف القول...
/// لا تهوِّل الأمر ما دام أنَّه جائزٌ، وليس الوصف بـ(التَّلاعب بالكتاب والسنَّة) لائقًا في هذا المقام، بل يصحُّ أن يُقال عنه كما وصفت بأنَّه (كلامٌ عاطفيٌ).
/// ومرَّةً أخرى وأخرى أذكر لي نصَّ السَّلف أوأحد أتباعهم في إغلاق باب إثبات الصِّفات إلَّا من هذا باب نقل قولٍ سلفيٍّ فيه.
/// وأمَّا كلامك عن التَّوقيف وعدمه في باب الصِّفات فقد تقدَّم تفصيل القول في المقصود بالتَّوقيف فيه في مشاركتي برقم (62)، فأغنى عن إعادته ههنا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وحتى يتبين الأمر أمثّل بنص مشهور ، ألا وهو قوله تعالى : {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله }...
/// هذا المثال -ونحوه معروفٌ- وهو خارج كُلُّه عن البحث الذي نحن فيه، إذ ذكرت أنَّ من النُّصوص ما يُعدلُ عن ظاهرها لقرينة أو أكثر، وليس مثل ذا في صفة التأذِّي، أو الأذى بالله، فإن كان فأين القرينة الصَّارفة عن الظَّاهر.
/// وهو سبب إيرادي سابقًا لكلام ابن تيميَّة رحمه الله في عدم إجراء النصُّوص على ظاهرها إن كانت قرينة تمنع من ذلك، وهو ليس خاصٌّ بآيات الصِّفات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
قال شيخ الإسلام رحمه الله رداً على النصارى : (وأما قولهم وجنب فإنه لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنبا نظير جنب الإنسان وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله :{ أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } .فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق كقوله تعالى { بيت الله } و { ناقة الله } و { عباد الله } بل وكذلك { روح الله } عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم )الجواب الصحيح...
/// أظنُّك -والظَّنُّ لا يغني من الحقِّ شيئًا- نقلت كلام ابن تيمية بواسطة، ولو رجعت إلى سياق كلامه لبان لك خطأ اقتباسك به في هذا الموطن، إذ لا يصلح التَّمثيل به في هذا السِّياق، لما تقدَّم من كونه خارج بحثنا.
/// فإنَّما أورد ابن تيميَّة هذا المثال ردًّا على فرية بعض النَّصارى في دعواهم أنَّ المسلمين أثبتوا لله عينين وجنبًا على وجه التَّمثيل والتَّكييف، فأبطل الشَّيخ تلك الدعوى، وبيَّن أنَّه لم يقل بذلك عالمٌ من المسلمين، ولم يقل (أحدٌ من السَّلف) فتأمَّل! فإنَّه دليلٌ عليك لا لك!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وقد وقع في ذلك العلامة صديق حسن خان فأثبت لله تعالى جنباً ومع هذا فلا يوافقه أحد ليس لاستحالة ذلك وليس لأنها غير جارية على قواعد الصفات بل لأنها لم ترد عن السلف ، ولهذا قال المعلق على قطوف الثمر : (ولهذا لا تصلح هذه الآية وحدها لإثبات أن « الجنب » من الصفات لأن الآية ما سيقت لذلك ولم يفسرها أحد بذلك)...
/// هذا التَّعليل منك، وهو يلائم منهجك ههنا، وإن كان غير صحيحٍ عند مخالفك، فما فائدة التَّمثيل به؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وبالعود على مسألتنا أحب أن أؤكد أن هذا ليس مني نفياً للصفة لأن النفي والإثبات في هذا الباب موقوف على الدليل .. ومالم ينص أحد على أن لله صفة التأذي فيكون السكوت هو الصواب.
نقل ابن القيم رحمه الله عن الإمام حجة الإسلام أبي أحمد ابن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى قوله : (وكذلك كل ما جاء من الصفات نمره كما جاء من غير عليه، ونقتدي في ذلك بعلماء السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونسكت عما سكتوا عنه، ونتأول ما تأولوا، وهم القدوة في هذا الباب. أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) .
ومن الجميل أيضاً ما في قوت القلوب : (قد قال بعض العلماء: ما تكلّم فيه السلف فالسكوت عنه جفاء ، وما سكت عنه السلف فالكلام فيه تكلف)...
/// مرَّةً أخرى أعيد: هل من دليلٍ أونقلٍ لأهل العلم في اشتراط نصٍّ (بصيغةٍ معيَّتة) من نصوص الكتاب والسُّنَّة أوأقوال العلماء لإثبات كون التأذِّي أو (الأذى) صفة ثابتةً لله؟
/// السُّكوت محلَّه ما سُكت عنه، وليس ما تذكره ههنا منه، وإلَّا فأجب طلبي الآنف وبيِّن من سبقك لهذا.
/// وممَّا يبيِّن خطأك في هذه الحرفيَّة تأويلك لكلام أهل العلم الذين نقلت أقوالهم في قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
4. هل لقولك من سلف :
هذه الفقرة ليست لك أخي ما دمت غير مقتنع بضرورة أن يكون لك سلف في إثبات لفظ كل صفة تثبتها ، وإنما ذكرتها لأنك تعتقد أن الأقوال التي ذكرها الإخوة تؤيد قولك وهذا غير صحيح .. أ . قول شيخ الإسلام :... الخ..........
/// ومع تأويلك لكلامهم بصورٍ شتَّى، فلست بحاجةٍ إلى تأويله كلِّه؛ لأنَّ بعض من ذكرت النَّقل عنهم ليسوا على الشَّرط، أو لا أدري هل يدخلون في السَّلفيَّة التي يجب عليَّ الاعتماد عليها في إثبات الصِّفة أو لا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
بقي أن أعلق على ما جاء في مشاركتك السابقة :
تقول : (ولهذا فما زلتُ أصِرُّ وأتحدَّى أنَّنا لن نجد نصًّا سلفيًّا يخدمنا في إثبات كلِّ الصِّفات )
أقول : ليتك تورد أخي عدنان بعض الصفات لأنظر هل هو كذلك أم لا . فقد أعياني البحث عن صفات (كثيرة) أثبتها الأئمة لم يرد بها قول مأثور . تقول : (لن تجد ألبتَّة)، أقول : أخي لم هذا الجزم ! وقد علّمنا الله أن فوق كل ذي علم عليم ، وفي قصة موسى مع الخضر عبرة...
/// لن تجد ألبتَّة -في علمي- حسب بحثي الحثيث عنها.
/// ومادام أنَّ فوق كلِّ ذي علمٍ عليم فهل تجد لي من الصَّحابة والتَّابعين من تكلَّم عن صفة (الهرولة)، أو (التردُّد).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
مع أن السؤال الحقيقي هو العكس ، وهو أن تأتي بنصوص عن العلماء والأئمة تنص على أنه يجوز للمرء إثبات الصفة من النص دون الحاجة لنقل عن السلف فيها......
/// هذا تحكُّمٌ يعوزه سلفٌ... لماذا صار سؤالك هو الحقيقيُّ؟ وقد تقدَّم الكلام عن هذا بالتفصيل فوق.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : (ولا أظنَّ أنَّ تتبُّع مثل هذا يفيد بحثًا أونفعًا، إذ ليس من حسن العِلم التَّطويل فيما يكفي فيه الإيجاز )
ليس صحيحاً في هذا الباب ، لأنّ خلافي معك هو في هذا ، وليس في الأمر طول ، صفة أو اثنتان يجمع أهل السنة على إثباتها ومع هذا لم يرد بها أثر عن السلف فإذا ثبت هذا سلّمنا جميعاً واسترحنا من تكلف الحوار ....
/// قد ذكرت لك صفة الهرولة، ثم ذكرت لك التردُّد، فهل يكفيك؟ أم أبحث لك عن غيرها؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : (أمرُّوها كما جاءت) نمرُّ ماذا؟ آيات الصِّفات؟ وكيف أعلم أنَّ هذه من آياتها أوليست كذلك؟ هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها ولا أظنُّك تقول بها حتَّى، ولكنَّه اللَّازم من كلامك!
أقول : نعم وبلا شك .. ولنا في اختلافهم في بعض النصوص عبرة .. لقد أخذ بعض السلف من بعض النصوص صفات ومع هذا خالفهم غيرهم .. مع أنهم قمة في الفهم واللغة والعلم إلخ ..
ومع هذا كان القول بأن هذه الآية من آيات الصفات أم لا محل تردد .. وأنا على يقين أنك على قاعدتك لا تتردد في عدّ مثلها من آيات الصفات .. لذا فما فهمته عني صواب ..
فحين نختلف أنا وأنت هل هذا النص يؤخذ منه صفة لله فإن الحكم في ذلك هو الرجوع لفهم السلف لها هل قالوا ونصوا بأن ما ذكر في النص هو صفة الرحمن أم لا ....
/// أعيد كلامي: "إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها".
/// فإنْ رأيت أحدًا قال بها فهلمَّ بقوله ههنا، ولكن.. تنبَّه لمقصدي حيث قلتُ: "هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
فحين نختلف أنا وأنت هل هذا النص يؤخذ منه صفة لله فإن الحكم في ذلك هو الرجوع لفهم السلف لها هل قالوا ونصوا بأن ما ذكر في النص هو صفة الرحمن أم لا...
/// يا أخي أنت تتكلَّم عن آيةٍ للسَّلف فيها كلامًا، وأنا أتكلَّم عن آيةٍ لم يأت للسَّلف فيها كلام، لا في كونها من آيات الصِّفات أوغيرها.
/// وأعيد عليك سؤالي بخصوص آية: ((يؤذون الله)): كيف أعلم أنَّ هذه من آياتها أوليست كذلك؟ وذلك عند عدم الوقوف على قولٍ للسَّلف فيها، كما هو الشأن ههنا.
/// هل تسكت، وتكون كالمفوِّضة الذي لا يعلمون ما معنى الآية؛ لأنَّك قد أرمتنا بالسُّكوت.
/// كيف تفسِّر قوله تعالى: (يؤذون الله)، هل تقول العباد يؤذون الله والله لا يتأذَّى، أو تفوِّض؟ أو كيف تقول؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : (وهذا يظهر من دفاع شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله وغيره عن مذهب وقاعدة أهل السُّنَّة في إجراء الظَّاهر من الصِّفات في النُّصوص، وعدم الخروج عن ذلك إلَّا بالقرائن الدَّالَّة عليه من السِّياق أوسياقٍ آخر له تعلُّق.
ثمَّ ردُّه على مَن زَعَم أنَّ أهل السُّنَّة قد يخرجون عن إجراء الظَّاهرمنها بالتأويل الباطل الذي عند المتكلِّمين.(
أقول : هذا أخي ليس بخصوص نصوص الصفات بل في كل النصوص : نصوص المعاد والغيب وغيرها هي داخلة في هذا وليس ذلك خاصاً بنصوص الصفات فلا علاقة له بمسألتنا ....
/// لم أقل إنَّه خاصٌّ بمسألة الصِّفات! ثمَّ إن كان كلامًا عامًّا فأنت قد سقت كلامًا عامًّا كثيرًا وتعتب عليَّ هذا فقط، والحقُّ معي فيه؛ إذْ قد تقدَّم آنفًا فوق علاقة هذا بمسألتنا، فراجعه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : إذ لا يلزم عدم تسويغك الدعاء بالصِّفَة كونها ليست بصفة، ولك هذا المثال: من المعلوم أنَّ صفات الله عزوجل في الكتاب والسُّنة جاءت مطلقةً ومقيَّدةً، فمن الصِّفات التي جاءت بقيدٍ ما لايسوغ دعاء الله به، إذ جاء بقيدٍ.
وإليك هذه الأمثلة: (الملل، والمكر، والمخادعة، والكيد)، صفات واردة لا أعلم أحدً من أهل السُّنَّة قال إنَّها لا تسمَّى صفات، أو أنَّها ليست بكمال!
ومع ذلك هل يسوغ أن تقول -على طريقة مثالك-: يامن لايمل حتى نمل نعوذ بك من الملل، يا من يخادع الكفَّار إذا خادعوه اكفنا خداعهم! يا من يمكر بمن يمكر به اكشف مكر الماكرين.
إن جاز هذا فأجز ذاك ، وإن لم يجز فهل معناه عدم ثبوته كصفة، أوعدم كونه كمالًا؟! الباب في هذا واحد.
أقول : أنت ذكرت بنفسك الفرق بينهما .. فما مثلت به صفات مقيدة .. أما التأذي فلم يأت مقيداً ولم ينص أحد على أنه مقيد فينبغي أن تجريه مجرى بقية الصفات المطلقة...
وسألتك هل إذا أثنيت على ملك من الملوك أو عظيم من العظماء هل يصح بأن تقول : إنه يتأذى ؟
بينما يصح أن ثني على الله بأنه يمكر بأعدائه ويخدع المخادعين وأنه لا يمل حتى نمل ...
/// أسلوبك في تحديد كون الصِّفة كمالًا أو لا برأيٍ وقياس، وهو منقوضٌ بأنَّ وجه الكمال فيها قد تمَّ الجواب عنه في أولى المشاركات على (شرف الدين بن علي) وابن عقيل، وأنَّ التأذِي في وقته كمالٌ، وفي غيره ليس كذلك، ولله المثل الأعلى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : ثم يا أخي أنت تكلَّم عن نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا. وأنا أتكلَّم عن صفات أو نصوصٍ لها لم يُنقل ولا يُعلم فيها خلاف، بل أثبتها قومٌ وسَكَت عنها آخرون، ولا يُنسب لساكت كلامٌ، بلْه تقعيد وتأصيل طويل.
أقول : أنا لم أتكلم عن صفة أصلاً .. أنت الذي تكلمت وأنا طالبتك بسلفك فقط .....
/// أقصد إنَّك تتكلَّم في كلامٍ لك سابقٍ في بعض ما ذكرته كلامًا طويلًا في نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا، والآية التي معنا ليس فيها ذاك الخلاف، ولهذا قلت بعدها: "وإلَّا فهلمَّ إليَّ بمن قال من السَّلف أوالخلف إنَّ آية (يؤذون الله) أو (يؤذيني ابن آدم) ليستا من نصوص الصِّفات؟!".
وعلى كلٍّ فقد تقدَّم الكلام على هذا فوق قريبًا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : فالسَّاكت ساكت، فينبغي لك أن لا تتجاوز سكوتهم في هذه الصِّفات، بدل إيمائك أوجزمك بأنَّ الآية الفلانية ليست من آيات الصِّفات كابن عقيل، هذا كُلُّه أوَّلًا.. أقول : أحسنت في هذا وليتك تلتزمه .. لذا فاسأل نفسك السؤال التالي : إن لم يثبت عندك عن السلف قول بإثبات هذه الصفة : هل يجوز لك أن تقول إن السلف أثبتوا لله صفة التأذي ؟
فعلى قولك الساكت ساكت لا يُنسب له قول .. فليتنا نسكت كما سكتوا ..
تقول : ما دمت تثبت الخلاف (في فهم بعض الصِّفات أوعدمه في النُّصوص وكون تلكم النُّصوص في الصِّفات أوغيرها) =بين السَّلف -لا عند المتأخرين والمعاصرين- فما سببُ الخلاف؟ وما الرَّاجح فيه؟ وكيف يخرج طالب العلم الفاهم للباب بالصَّواب من النَّفي والإثبات من الخلاف بقواعد في كلِّ ما اختلف فيه؟
أقول : علينا أن نثبت ما أثبته السلف .. وننفي ما نفوه .. ونسكت عما سكتوا عنه . وما تكلموا فيه واختلفوا فهذا محل اجتهاد يسوغ الأخذ بأحد قوليهم والمجتهد بين أجر وأجرين ...
/// هذا الكلام كُلَّه (معنى السُّكوت وطلب قوال أهل العلم في معناه و...) قد تمَّ الجواب عنه فوق، فراجعه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
تقول : بقيت النُّقطة الأخيرة، وهي اصطلاحيَّة بحتة! كما سيأتي بسط هذا في ملحقٍ تالٍ إن شاء الله، وهي مهمَّة، وقد أكثرتُ ومللتُ من إعادتها! وهي: مسألة الفرق بين باب الصِّفة والإخبار عنها.
فأنا سائلك: ما الفرق؟ أو بأسلوب أكثر وضوحًا: متى يصحُّ لك أن تطلق على ما تثبته في حقِّ الله تعالى أنَّه صفة، ومتى لا يصحُّ، فتطلق عليه أنَّه إخبارٌ عنه؟ وهل لك في ذلك سلفٌ أوخلفٌ؟
أقول : كل ما يأتي من النصوص عن الله ورسوله في حقه تعالى فهو إخبار عنه ..
فمن هذه النصوص ما ثبت فيه تسمية الله باسم والكلام فيه سهل لأنه محصور مضبوط ، كقوله تعالى : {هو الملك القدوس ..}
ومنها ما فيه وصف لله تعالى ذاتي أو فعلي أو انفعالي ....
/// هل لك سلفٌ في هذا التقسيم والاصطلاح؟ وتسميته بكذا وكذا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وقالوا بالنص : هذه صفة لله تعالى : مثل : المجيء ، من قوله : {وجاء ربك}
والنزول من قوله صلى الله عليه وسلم : (ينزل ربنا) فنقول عن هذه إنها صفات لله تعالى ..
وجاء في بعضها خبر عن الله أو فعل أو انفعال لكن لم ينص واحد منهم – فيما اطلعت عليه -على أنها صفة لله تعالى : كقوله صلّى الله عليه وسلّم في خبر النار: (فيضع الجبار قدمه فيها) فهذا نص على إثبات القدم لله تعالى ....
/// هل نصَّ السَّلف على كلِّ صفةٍ من المجمع عليها والموجود في كتب عقيدة أهل السُّنَّة =حين أثبتوها بقولهم إنَّها (صفة)؟ وما مقصودك بالسَّلف هنا؟
/// إذا أثبتَّ القدم لله، فما تسمي هذا المثبَت، هل تسميه صفة، أو ماذا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وهذا الكلام لا يعني أن التأذي صفة كمال لله تعالى ..
كما نقول في سائر ما أخبر به عن نفسه فكما قال إن العباد يكذبونه ويشتمونه وينتقصونه فهم بذلك يؤذونه .. فكل هذه أخبار .. نمرها كما جاءت .....
/// هل سبقك أحدٌ إلى أنَّ التأذِّي ليس بصفة كمالٍ لله؟
/// ما معنى تمرُّها كما جات؟ وما تقول فيها؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أنا أقول : إن المسألة برمتها تتوقف على ورود النص الصريح بإثبات الصفة...
/// ما ضوابط وطرق كون النَّصِّ صريحًا في إثبات الصِّفة؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي الحبيب طيب القلب عدنان :
أحب أولاً أن أقول لك إني – والله - لم أكتب في مشاركتي السابقة ما قصدت به السخرية منك .. حفظك الله ..
ولا أكتب هنا إلزاماً لك أو لغيرك ..
نحن نتباحث فقط ونتذاكر ونستفيد من بعضنا البعض فلماذا تكرر : (هذا لا يلزمني) .. نعم لا يلزمك وفقك الباري ولا غيرك .. كما لا يلزمني أنا قولك ..
إنما يلزمنا جميعاً حسن الظن ببعضنا ..
وهاك تعليقي على ما ذكرت :
أولاً : قرأتُ كلام ووعيتُه ، وليس عندي مزيد حول مسألة المنهج أسأل الله أن يبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه .
ثانياً : قلتَ : (ما دمت تشترط هذه الحرفيَّة فسأنقل لك قول ابن تيميَّة وهو مرضيٌّ عندك في إثبات هذه الصِّفة فهاك قول ا آخر ل له: في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/77) لمحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ما نَصُّه: "الآيات التي فيها صِفَاتُ الله سبحانه التي تأوَّلها متأخِّروا الجهمية وسمُّوها الصفات السمعية، وهي ما سوى الصفات السبعة(1) : ((يخادعون الله والذين ءامنوا)) [9/2] الآية، ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)) [14،15/2] ... الخ"، إلى أن قال (ص/79) : ((إن الذين يؤذون الله ورسوله )) ثم قال:((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا))
فهل تتأوَّل هذا النَّصَّ البيِّن أيضًا؟!
====
(1) قال ابن قاسم في الهامش: هذا العنوان من خطِّ المؤلف، ويدل على أن الأشاعرة المتأخرين جهمية كما سمى كتابه الذي رد فيه على الرازي: ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) وكما صرح بأن هذا مذهب الأشاعرة في الرسالة التدمرية. انتهى النقل بنصه.
أقول : ابن تيمية عمدة عندي في نقله مذاهب السلف والقول بها وأنا شخصياً أقبل ما جاء به وأعده كأنما نقله عن أئمة السلف .
وعندما قرأت ما ذكرته فرحت وقلت الحمدلله أن هذا قاطع للنزاع في صفة التأذي ، فلا يكون على الأخ حرجٌ في إثباتها (في نظري)
ومباشرة اتجهت إلى المصدر فوجدت العنوان كما ذكرته وذكر المحقق أنه بخط المؤلف ، لكن ظني خاب ..
فالنص لا يصلح دليلاً لك على سلفك في الإثبات لما يلي :
1 . أن الآيات التي ساقها فيها ما ليس صفة وإنما أخبار سمعية : فقد ذكر (ص83) حديث النار ، حيث قال : (({ إذا رأتهم من مكان بعيد } مع الحديث الذي يفسر ذلك دال على حقيقة الرؤية )) .
ويعني بالحديث ما رواه ابن جرير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : (من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا . قيل : يا رسول الله و هل لها من عينين ? قال : ألم تسمع إلى قول الله عز وجل : *( إذا رأتهم من مكان بعيد .....) انظر تفسير الآية .
وهو حديث موضوع كما قال الشيخ الألباني رحمه الله ، وحديث العنق الذي يخرج من النار أولى بتفسير الآية .
والشاهد أن هذه الآية ذكرها ابن تيمية وليس فيها شيء عن الله تعالى وصفاته ..
فهذا يبين لك صحة قولي أن السلف يذكرون كثيراً من نصوص الأخبار المجردة في سياق الصفات لا لإثبات صفات منها ولكن لأنها أخبار عن الله تعالى تأولها الجهمية بعقولهم وصرفوها عن ظاهرها ..
2 . ومما يضعف الاستدلال بهذا النقل أن شيخ الإسلام ذكر فيها آيات فيها خلاف في عدها من آيات الصفات ، بل هو نفسه ينكر أن تكون من آيات الصفات كقوله تعالى : {فثم وجه الله} (ص82) ، انظر كلامه في نفي أن تكون من نصوص الصفات في الفتاوى (6 / 61) .
3 . أنه ذكر نصوصاً وبين أنه من الغلط عدها في الصفات وهذا بينه المحقق في آخر النقل ولم تكرمنا بإيراده كما أوردت تعليقه على العنوان ، ومنها صفة الجنب (ص84).
4 . أن شيخ الإسلام رحمه الله إنما ذكر آية الإيذاء وذكر معها آية سورة يس : {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}[يس:30] ثمّ عقب على آية الأذى بتعقيب لا أدري لم لم تورده ، وهو قوله : (أدخل في هذا وهو غلط) (ص79)
فهذا يعني أن شيخ الإسلام ما أورد هاتين الآيتين إلا ليبين غلط عدها من آيات الصفات ، وهذا محتمل جداً (ولا أجرم به) حتى من تصرف المحقق إذ جعلهما في فقرة واحدة .
وخلاصة الأمر أنّ النقل لا يصلح لإثبات أن شيخ الإسلام رحمه الله يثبت صفة التأذي له تعالى .
ثالثا : بالنسبة لصفة التردد فقد ذكرها ابن تيمية في الفتاوى (18/129)وهو حجة عندي كما قلت لك .
رابعاً : قال الأخ عبدالله الشهري وفقه الله ورعاه :(منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة ، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص ، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال ، فعلى مستوى البشر ، ولله المثل الأعلى ، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور ، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة ، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي ، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به ؟)
أقول : أخي ليس السبب كون التأذي صفة مذمومة ولا غير ذلك ، وإنما الغرض هو التوقف والسكوت فيما توقفوا عنه وسكتوا .
ثم إن مثالك ناقص .. فللمخالف أن يقول : لو فرض إنسان لا يتأذى بشيء من شتم الآخرين له وانتقاصه وآخر يتأذى و يحزن فإن الأول أكمل لأنه دليل قوته وعدم اكتراثه بما يقوله الآخرون عنه وأما الآخر فيؤثر فيه حزنه فيضطرب ..
فالأسلم هو ذكر ألفاظ النصوص كما هي وتفسيرها بما فسرها به أئمة السلف دون زيادة ..
خامساً : قلتُ في المشاركة السابقة إن في بعض كلام الأخ ابن عقيل ما يوافق فيه كلام نفاة الأفعال الاختيارية ..
وقد أخطأتُ في هذا ..
إذ وقعت عيني على مشاركة لكاتب آخر أظنه شرف الدين فحسبت الكلام لابن عقيل ..
فلهذا أعتذر للأخ عما قلته ..
والله أعلم وأحكم
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أخي الحبيب طيب القلب عدنان :
أحب أولاً أن أقول لك إني – والله - لم أكتب في مشاركتي السابقة ما قصدت به السخرية منك .. حفظك الله .. ولا أكتب هنا إلزاماً لك أو لغيرك ..
نحن نتباحث فقط ونتذاكر ونستفيد من بعضنا البعض فلماذا تكرر : (هذا لا يلزمني) .. نعم لا يلزمك وفقك الباري ولا غيرك .. كما لا يلزمني أنا قولك .. إنما يلزمنا جميعاً حسن الظن ببعضنا ..
/// أخي الكريم أباعمر، لم يقذف في قلبي سوء ظنٍّ بكلامك، ولم أقل إنَّك سخرت منِّي، بل قلت تعليقك ساخر، في معرض الحوار العلمي، ولستُ غاضبًا منك، وأرجو أن تكون كذلك، وأعتذر أنا أيضًا إن كان تنبيهي وقع في نفسك منه شيءٌ.
وعلى كلٍّ.. فأشكرك على حسن حوارك وطيب كلامك معي.
/// أمَّا الإلزام بالاعتقاد: فأنا أعلم أنَّ أحدًا لا يلزم أحدًا ههنا، لكن مقصود الإلزام هنا -بارك الله فيك- في معرض المناظرة والمحاورة، وإلزام الخصم أوعدم إلزامه بما قال أومايؤدِّي إليه كلامه.
/// فأنا أنقل قولك، وأقول: يلزمك أن تقول كذا وكذا، ثمَّ قد أنقل قولك وأقول: هذا لا يلزمني (يعني: من كلامي أومنهجي فيما تناظر فيه مثلًا).
/// هذا مقصودي من الإلزام الحواري فيما رأيتَ منه في مشاركتي.
/// وفي عدم الأخذ بإثباتات الشيخين ابن باز وابن عثيمين -أو من كان في منزلتهما كما ذكرت- فقد ذكرتُ لك أنَّه لا يلزمني قولك، ولا أدري هل يلزمك أو لا الأخذ بما يثبتونه؛ ليس لأنَّك ترى أنَّهما في مصافِّ ابن تيميَّة الذي ترضى قوله، بل لأنَّك لم تذكر حدًّا يجب الالتزام به ممَّا يمكن قوله وما لا يمكن قوله.
/// وألزمتك -مناظرةً- بما ذكرتَ -أيضًا- حين عُدتَ فقلتَ: إنََّ ابن عثيمين في نظرك ليس خارجًا عن وصف السَّلفيَّة (في قبول الإثبات لا مطلقًا)، والتي تشترطها لقبول إثباتها، فلذا سألتك: هل تقبل أن يثبت الشيخ صفاتٍ لم يُسبق إليها أم لا؟
/// فلو بيَّنتَ -وفَّقك الله- ضابطًا -من سنة أوقرنٍ أووصف...الخ- لمن يُقبل قوله في الإثبات في الصِّفات -كابن تيميَّة عندك مثلًا- لخرجنا من هذه المحاورة بفائدةٍ.
/// وأنا مازلتُ على طلبي.. فأرجو إجابتي بارك الله فيكم..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وهاك تعليقي على ما ذكرت :
أولاً : قرأتُ كلام ووعيتُه ، وليس عندي مزيد حول مسألة المنهج أسأل الله أن يبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه ...
/// آمين.. وجزاك الله خيرًا، ولكنِّي طرحت عليك جملةً من الأسئلة، ولم تجبني عنها يا أخي الكريم، وأهمُّها مسألة ضابط (حد السَّلف)، ونقل عن أحد من قال بوجوب الالتزام بصيغةٍ معيَّنة في إثبات الصِّفة، وغير ذلك تجده في تعقيبي السَّابق.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
ثانياً : قلتَ : (ما دمت تشترط هذه الحرفيَّة فسأنقل لك قول ابن تيميَّة وهو مرضيٌّ عندك في إثبات هذه الصِّفة فهاك قول ا آخر ل له: في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/77) لمحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ما نَصُّه: "الآيات التي فيها صِفَاتُ الله سبحانه التي تأوَّلها متأخِّروا الجهمية وسمُّوها الصفات السمعية، وهي ما سوى الصفات السبعة(1) : ((يخادعون الله والذين ءامنوا)) [9/2] الآية، ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)) [14،15/2] ... الخ"، إلى أن قال (ص/79) : ((إن الذين يؤذون الله ورسوله )) ثم قال:((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا))
فهل تتأوَّل هذا النَّصَّ البيِّن أيضًا؟!
====
(1) قال ابن قاسم في الهامش: هذا العنوان من خطِّ المؤلف، ويدل على أن الأشاعرة المتأخرين جهمية كما سمى كتابه الذي رد فيه على الرازي: ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) وكما صرح بأن هذا مذهب الأشاعرة في الرسالة التدمرية. انتهى النقل بنصه.
أقول : ابن تيمية عمدة عندي في نقله مذاهب السلف والقول بها وأنا شخصياً أقبل ما جاء به وأعده كأنما نقله عن أئمة السلف .
وعندما قرأت ما ذكرته فرحت وقلت الحمدلله أن هذا قاطع للنزاع في صفة التأذي ، فلا يكون على الأخ حرجٌ في إثباتها (في نظري)
ومباشرة اتجهت إلى المصدر فوجدت العنوان كما ذكرته وذكر المحقق أنه بخط المؤلف ، لكن ظني خاب ..
فالنص لا يصلح دليلاً لك على سلفك في الإثبات لما يلي :
1 . أن الآيات التي ساقها فيها ما ليس صفة وإنما أخبار سمعية : فقد ذكر (ص83) حديث النار ، حيث قال : (({ إذا رأتهم من مكان بعيد } مع الحديث الذي يفسر ذلك دال على حقيقة الرؤية )) . ويعني بالحديث ما رواه ابن جرير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : (من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا . قيل : يا رسول الله و هل لها من عينين ? قال : ألم تسمع إلى قول الله عز وجل : *( إذا رأتهم من مكان بعيد .....) انظر تفسير الآية.
وهو حديث موضوع كما قال الشيخ الألباني رحمه الله ، وحديث العنق الذي يخرج من النار أولى بتفسير الآية .
والشاهد أن هذه الآية ذكرها ابن تيمية وليس فيها شيء عن الله تعالى وصفاته ..
فهذا يبين لك صحة قولي أن السلف يذكرون كثيراً من نصوص الأخبار المجردة في سياق الصفات لا لإثبات صفات منها ولكن لأنها أخبار عن الله تعالى تأولها الجهمية بعقولهم وصرفوها عن ظاهرها ...
/// أحسنت يا أخي الكريم في هذا الاستشكال لهذا النَّقل عن الشَّيخ، هو يؤكِّد صحَّة مقصدي من نقلي له.
/// وبيان ذلك.. أنَّ سياق ابن تيميَّة لهذه النُّصوص لأجل بيان خطأ من تأوَّلها بتحريفٍ مخالفٍ للظَّاهر، في الصِّفات أوغيرها، وهذا واضحٌ بيِّنٌ.
/// وهو يبيِّن ويؤكِّد مذهبه في وجوب إجراء النُّصوص على ظاهرها، ومن ذلك ظاهر قوله تعالى: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) وترك التأويل الباطل الذي تأوَّلته الجهميَّة فيها، تمامًا كما بيَّنتَ في تحريفهم للأخبارٍ في النَّار، وقد عرفنا تأويلهم لها وعرفنا وجه إيراده والرَّدِّ عليه.
/// إذا تقرَّر هذا فما بيَّنتَ لنا ما تأويل الجهميَّة لهذه الآية ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) محل البحث؟ فما تأويل الجهميَّة لها، وهل هي من آيات الصِّفا التي أوَّلوها أم من جنس أسة النَّار، وما وجه إيراد المؤلِّف وتخطئته لهم فيها؟
/// الجواب معلومٌ، ممَّا تقدَّم ذكره من كلامي كثيرًا، وممَّا يؤيِّده عنوان المؤلِّف، وهو الأصل وما خرج مستثنى منه، وهو نظيرهُ في مسألة التأويل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
2. ومما يضعف الاستدلال بهذا النقل أن شيخ الإسلام ذكر فيها آيات فيها خلاف في عدها من آيات الصفات ، بل هو نفسه ينكر أن تكون من آيات الصفات كقوله تعالى : {فثم وجه الله} (ص82) ، انظر كلامه في نفي أن تكون من نصوص الصفات في الفتاوى (6 / 61) ....
/// فكيف تفرِّق بين الآيات التي وقع الخلاف في عدِّها من آيات الصِّفات وما ليست كذلك، قد تقدَّم الجواب عن هذا، وهو وجوب وجود النَّقل أيضًا -عن ابن تيميَّة أوغيره- في أنَّ الآية الفلانيَّة فيها خلافٌ.
/// وليس ثَمَّة نقل عندنا في كون آية: ((يؤذون الله)) ممَّا وقع فيه الخلاف، فنرجع إلى الأصل، وهو التمسُّك بظاهرها، وأنَّها في الصِّفات، وعدم تأويلها كما فعلت الجهميَّة فيما تأولَّته فيها وفي غيرها كالنَّار.
/// ونحن أحوج إلى كلامٍ لأحد الأئمَّة في إثبات هذا الخلاف فيها قبل الجزم بذلك أوالتَّشكيك فيه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
3 . أنَّه ذكر نصوصاً وبين أنه من الغلط عدها في الصفات وهذا بينه المحقق في آخر النقل ولم تكرمنا بإيراده كما أوردت تعليقه على العنوان ، ومنها صفة الجنب (ص84).....
/// يَرِدَ على هذا أمور:
الأوَّل: أنَّه بيَّن غلط عدِّ بعض الآيات في الصِّفات، ولم يبيِّن ذلك في هذه الآية، فنرجع للأصل وهو عدم عدِّها منها.
الثَّاني: كذلك يُقال ههنا: كيف تفرِّق بين الآيات التي وقع الخطأ في عدِّها من آيات الصِّفات وما ليست كذلك، ولا نقل عندنا في آية التأذِّي محل البحث فعُلمَ أنَّها ليست منها.
الثَّالث: أنَّه قال أيضًا بعد قوله (ياحسرتى على ما فرط في جنب الله): "ربما أدخل في هذا وهو غلط، إلاّ على وجهٍ آخر".
/// فبيَّن أنَّ الآية محلَّ خلافٍ.
/// وأعود عليك بالسُّؤال الذي لم تجبني عنه أيضًا: ما موقفك من الخلاف بناءً على قاعدتك في وجوب النَّقل عن السَّلف، فما موقفك من الخلاف الذي وقع بينهم، أي القول أرجح؟.
/// فهل تثبت الجنب، وقد أثبته صفة لله بعض أئمَّة أهل السنة كالإمام أبي عمر الطلمنكي، وتعرف محلَّه عند شيخ الإسلام وغيره.
/// هل ترجِّح تخطئة ابن تيميَّة أو ترجِّح إثبات الطَّلمنكي وهو سابقٌ له زمنًا ومتخصِّص في ذا الباب ومؤلِّف، ثمَّ إن رجَّحتَ قول أحدهما فلا بد أن يكون بعودتك لنصِّ الآية والنَّظر في كون ظاهرها دال على الصِّفة أوأنَّ القرائن تخرجنا عن الظَّاهر.
/// فإذن صار المردُّ في ترجيح أحد القولين هو الرُّجوع إلى ظاهر الآية، وقل مثل هذا في آية: (يؤذون الله) تنزُّلًا على أنَّها ممَّا وقع فيها خلافٌ، وإلَّا فلا خلاف منقول فيها فنرجع للأصل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
4. أنَّ شيخ الإسلام رحمه الله إنما ذكر آية الإيذاء وذكر معها آية سورة يس : {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}[يس:30] ثمّ عقب على آية الأذى بتعقيب لا أدري لم لم تورده ، وهو قوله : (أدخل في هذا وهو غلط) (ص79)
فهذا يعني أن شيخ الإسلام ما أورد هاتين الآيتين إلا ليبين غلط عدها من آيات الصفات ، وهذا محتمل جداً (ولا أجرم به) حتى من تصرف المحقق إذ جعلهما في فقرة واحدة ....
/// لا حاجة لذكر هذا التَّعليق ألبتَّة؛ لأنَّه لا علاقة له بآية الإيذاء، ولا بما نحن نبحث فيه، وبيان هذا من أربعة وجوهٍ:
الأوَّل: أنَّ تصرُّف المحقِّق لا يُلزِمُنا بمقصود شيخ الإسلام فكونها ذكرها في فقرة أوفقرتين ليس ذا من طرق الاستدلال؛ لأنَّه من تصرُّف المحقِّق، قد انتبهتَ أنت لهذا فنبَّهتَ عليه فالتزم به.
الثَّاني: أنَّ التَّعقيب المذكور كان بُعَيد آية (يحسرتى على العباد) لا بُعَيد آية: ((يؤذون الله)) فيكون مقصود المؤلِّف آخر آيةٍ ذكرها قبل تعقيبه، ولو كان مقصوده الآيتين معًا فلم هذا التحكُّم؟
/// لأنَّه قد يُقال: إنَّ المؤلِّف قد ذكر آيات الرِّضا والمحبَّة قُبيل هاتين الآيتين فلِم لا يكون تعليقه ذاك متوجِّهًا عليها أيضًا؟
/// /// فإن قلتَ: إنَّ آيات المحبَّة لم يُنقل فيها خلاف، أو لم يقل أحدٌ إنَّها ليست من آيات الصِّفات، فكذا القول في آية التأذِّي، لم يقل أحدٌ إنَّها فيها خلافٌ أوأنَّها ليست من آياتها؛ فما كان جوابًا لك عن آيات المحبَّة فهو جواب لمخالفك في غيرها.
الثَّالث: أنَّ الشيخ قال: (أُدْخِل في هذا) بالإفراد، يعني قوله: (يا حسرةً على العباد)، ولم يُقل: (أُدخلت)، يعني: الآيات المتوالية، أو (أدخلتا) يعني الآيتين المتتاليتين، ونحو ذلك ممَّا يحصل به البيان ويزول به الاحتمال.
الرَّابع: لو أراد الآية محلَّ البحث لعلَّق عليها بعينها، كما علَّق على آية التحسُّر، ولم يفعل فنرجع للأصل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
وخلاصة الأمر أنّ النقل لا يصلح لإثبات أن شيخ الإسلام رحمه الله يثبت صفة التأذي له تعالى ...
/// بعد هذا الجواب عن استشكالاتك، فهل يصلح نقلي لإثبات ما ذكره الشيخ، وخاصَّةً أنَّ سائر ما ذكرتَهُ من استشكال فيها مجرَّد احتمالٍ، وهو لا يحصل به الاستدلال.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
ثالثا : بالنسبة لصفة التردد فقد ذكرها ابن تيمية في الفتاوى (18/129)وهو حجة عندي كما قلت لك....
/// أيضًا.. ما ضابط الحُجَّية في الباب وعدمه؟ سألتك هذا السؤال لنعرف حدًّا منضبطًا في كلام أهل العلم.
هل ما يثبته الشيخ ابن عثيمين ومن كان في مثل تخصُّصه ممَّا لم يسبقه أحدٌ فيه -على حدِّ بحثي وعلمي- يجوز إثباته أم أنَّ الأمر أغلق بشيخ الإسلام ابن تيميَّة مثلًا؟.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
رابعاً : قال الأخ عبدالله الشهري وفقه الله ورعاه :(منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة ، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص ، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال ، فعلى مستوى البشر ، ولله المثل الأعلى ، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور ، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة ، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي ، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به ؟)
أقول : أخي ليس السبب كون التأذي صفة مذمومة ولا غير ذلك ، وإنما الغرض هو التوقف والسكوت فيما توقفوا عنه وسكتوا . ثم إن مثالك ناقص .. فللمخالف أن يقول : لو فرض إنسان لا يتأذى بشيء من شتم الآخرين له وانتقاصه وآخر يتأذى و يحزن فإن الأول أكمل لأنه دليل قوته وعدم اكتراثه بما يقوله الآخرون عنه وأما الآخر فيؤثر فيه حزنه فيضطرب .. فالأسلم هو ذكر ألفاظ النصوص كما هي وتفسيرها بما فسرها به أئمة السلف دون زيادة ......
/// يا أخي الكريم... بارك الله فيك.. لو أجبتني عن أسئلتي في تعقيبي السَّابق فيما يتعلَّق بهذه النُّقطة وغيرها لزاح الإشكال وانتهى الحوار ووضح الجواب.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
4 . أن شيخ الإسلام رحمه الله إنما ذكر آية الإيذاء وذكر معها آية سورة يس : {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}[يس:30] ثمّ عقب على آية الأذى بتعقيب لا أدري لم لم تورده ، وهو قوله : (أدخل في هذا وهو غلط) (ص79)
فهذا يعني أن شيخ الإسلام ما أورد هاتين الآيتين إلا ليبين غلط عدها من آيات الصفات ، وهذا محتمل جداً (ولا أجرم به) حتى من تصرف المحقق إذ جعلهما في فقرة واحدة .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// لا حاجة لذكر هذا التَّعليق ألبتَّة؛ لأنَّه لا علاقة له بآية الإيذاء، ولا بما نحن نبحث فيه، وبيان هذا من أربعة وجوهٍ:
الأوَّل: أنَّ تصرُّف المحقِّق لا يُلزِمُنا بمقصود شيخ الإسلام فكونها ذكرها في فقرة أوفقرتين ليس ذا من طرق الاستدلال؛ لأنَّه من تصرُّف المحقِّق، قد انتبهتَ أنت لهذا فنبَّهتَ عليه فالتزم به.
الثَّاني: أنَّ التَّعقيب المذكور كان بُعَيد آية (يحسرتى على العباد) لا بُعَيد آية: ((يؤذون الله)) فيكون مقصود المؤلِّف آخر آيةٍ ذكرها قبل تعقيبه، ولو كان مقصوده الآيتين معًا فلم هذا التحكُّم؟
/// لأنَّه قد يُقال: إنَّ المؤلِّف قد ذكر آيات الرِّضا والمحبَّة قُبيل هاتين الآيتين فلِم لا يكون تعليقه ذاك متوجِّهًا عليها أيضًا؟
/// /// فإن قلتَ: إنَّ آيات المحبَّة لم يُنقل فيها خلاف، أو لم يقل أحدٌ إنَّها ليست من آيات الصِّفات، فكذا القول في آية التأذِّي، لم يقل أحدٌ إنَّها فيها خلافٌ أوأنَّها ليست من آياتها؛ فما كان جوابًا لك عن آيات المحبَّة فهو جواب لمخالفك في غيرها.
الثَّالث: أنَّ الشيخ قال: (أُدْخِل في هذا) بالإفراد، يعني قوله: (يا حسرةً على العباد)، ولم يُقل: (أُدخلت)، يعني: الآيات المتوالية، أو (أدخلتا) يعني الآيتين المتتاليتين، ونحو ذلك ممَّا يحصل به البيان ويزول به الاحتمال.
الرَّابع: لو أراد الآية محلَّ البحث لعلَّق عليها بعينها، كما علَّق على آية التحسُّر، ولم يفعل فنرجع للأصل.
/// تتمَّة:
الوجه الخامس: من أقوى الدَّلائل لإرادة شيخ الإسلام من الآية إثبات الصِّفة منها أنَّه لمَّا أورد الآية في السِّياق السَّابق فقال: (إنَّ يؤذُون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة) عقَّب بعدها مباشرة دون فاصلٍ بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا).
/// وتأمَّل رعاك الله ووفقك.. أنَّ هذه الآية الثَّانية لا علاقة لها بالصِّفات أو التَّأويل فيها أوفي غيرها، فلمَ أوردَها الشَّيخ ههنا يا ترى؟!
/// الجواب بكلِّ وضوحٍ: لأنَّ الشَّيخ أراد الرَّدَّ على من أوَّل أذى الله في الآية -من الجهميَّة وغيرهم- بأنَّه أذى أوليائه من المؤمنين، كما تقدَّم، فساق الآية الثانية ليبيِّن المفارقة بينهما، وحتَّى لا يُظَنَّ أنَّها ليست من آيات الصِّفات، فتأمَّل!
/// ولئن لم يكن في الآية علاقةً بالصِّفات ونحوها لكان مثيل مالو ذكر تحت العنوان السَّالف: ((والتِّين والزَّيتون)) أو: ((عمَّ يتساءلون))، أو: (قل يا أيها الكافرون).
/// ونحو ذلك ممَّا لا علاقة له بما يسوقه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي عدنان لا داعي لكثرة خوضك في كلام شيخ الإسلام فهذا أحتاجه أنا لأني لا أثبت إلا ما نطق به السلف (في مفهومي وقصدي) .
أما كلام شيخ الإسلام فاستدلالك لا يتم إلا بالعنوان أليس كذلك ؟
فلو كان مجرد سرد آيات لم يكن فيه دلالة ، أليس كذلك .
حسناً : فإذا كان الشيخ أورد نصاً ليس فيه كلام عن الله تعالى وهي الآية التي تتحدث عن جهنم ..
فماذا يعني ؟
عندي أنه يعني عدم الجزم بكونه أراد أن كل النصوص ساقها كنصوص للصفات الثابتة .
===
كما أؤكد لك مرة أخرى أنا لا نتأول النص .. بل نجريه على حقيقته وأنه تعالى يؤذيه ابن آدم ولا نقول إن هناك حذف ولا تقدير ..
بل نقول كما قال النص .. أما أن أقول إنّ هذا دليل على صفة قائمة بذات الرب اسمها (التأذي) فهذا أسكت عنه كما سكت من قبلي ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أخي عدنان لا داعي لكثرة خوضك في كلام شيخ الإسلام فهذا أحتاجه أنا لأني لا أثبت إلا ما نطق به السلف (في مفهومي وقصدي) ...
/// عجبًا لك يا أباعمر من ردِّك! ثَّم عجبًا والله من إنصافك!
/// خضتَ أنتَ بالتأويل لكلام ابن تيميَّة ونصِّه الذي نقلتُه لك، ولويت معناه ومقصده، وأطلتَ الكلام في ذلك في أسطر؛ فلمَّا جلَّيت خطأ تأويلك له من وجوهٍ، وبالبيان والبرهان تعتب ذلك عليَّ وتسمِّيه خوضًا؟! بحجَّة ترك كثرة الخوض! بدلًا من شكري على هذا البيان وكشف اللَّبس؟!
/// أتريدني أن أتفرَّج على تأويلك لكلامه مثلًا وأهزَّ رأسي؟ وأسلِّم لك خطأ فهمك له؟!
/// ثمَّ يا أخي.. لنَدَع كلام ابن تيميَّة الذي لا تريد مني الدِّفاع عن معناه الصَّحيح جانبًا فما هو إلَّا نقلٌ واحدٌ ومثال من أمثلةٍ.
/// وتعال إلى ما هو أهمُّ من ذلك كلِّه: لمَ لا تبيِّن لنا (مفهومك ومقصودك) في عدم النُّطق بالصِّفة إلَّا إن نطَق بها (السَّلف)، وذلك بالإجابة -ولو اختصارًا- عن جملة الأسئلة التي طرحتها عليك في تعقيباتي السَّابقة، وهي أسئلةٌ صريحةٌ وإشكالاتٌ وجيهةٌ يتبيَّن بها هل منهجك في هذا الباب صحيحٌ أوخاطيءٌ، وهل لك سلفٌ فيه أم لا؟ لأنَّك تدعو إلى السَّلفيَّة في هذا الباب بمفهومك ذاك.
/// ولم تجبني حتَّى الآن مع كثرة طلبي وإلحاحي عليك، وكان بإمكانك الإعراض عن كلام ابن تيميَّة وتركه جانبًا والاشتغال بالإجابة عمَّا هو أهمُّ من ذلك، فتحرير المنهج وتوضيحه أهمُّ من إثباتٍ صحَّة مثالٍ أومثالين عليه.
/// يكفيك -مثلًا- أن تقول لي: لا جواب عندي؛ فيغلق باب الحوار عندها، وتنقطع المحاورة بيننا!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أما كلام شيخ الإسلام فاستدلالك لا يتم إلا بالعنوان أليس كذلك؟ فلو كان مجرد سرد آيات لم يكن فيه دلالة، أليس كذلك.
حسناً: فإذا كان الشيخ أورد نصاً ليس فيه كلام عن الله تعالى وهي الآية التي تتحدث عن جهنم..
فماذا يعني؟ عندي أنه يعني عدم الجزم بكونه أراد أن كل النصوص ساقها كنصوص للصفات الثابتة ...
/// قلتُ لك يا أباعمر إنَّك لاتنصفني من نفسك في حوارك معي، قد أجبتك عن هذا الاستشكال وغيره لو انتبهتَ بورك فيك، ولكنَّك أعرضتَ عن الإجابة على أسئلتي الكثيرة.
/// وعلى كلٍّ إليك الجواب عن هذه النُّقطة مرَّةً أخرى، فتأمَّله لتعلم أنِّي لا أترك لك كلامًا دون جوابٍ:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// أحسنت يا أخي الكريم في هذا الاستشكال لهذا النَّقل عن الشَّيخ، هو يؤكِّد صحَّة مقصدي من نقلي له.
/// وبيان ذلك.. أنَّ سياق ابن تيميَّة لهذه النُّصوص لأجل بيان خطأ من تأوَّلها بتحريفٍ مخالفٍ للظَّاهر، في الصِّفات أوغيرها، وهذا واضحٌ بيِّنٌ.
/// وهو يبيِّن ويؤكِّد مذهبه في وجوب إجراء النُّصوص على ظاهرها، ومن ذلك ظاهر قوله تعالى: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) وترك التأويل الباطل الذي تأوَّلته الجهميَّة فيها، تمامًا كما بيَّنتَ في تحريفهم للأخبارٍ في النَّار، وقد عرفنا تأويلهم لها وعرفنا وجه إيراده والرَّدِّ عليه.
/// إذا تقرَّر هذا فما بيَّنتَ لنا ما تأويل الجهميَّة لهذه الآية ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) محل البحث؟ فما تأويل الجهميَّة لها، وهل هي من آيات الصِّفات التي أوَّلوها أم من جنس آية النَّار، وما وجه إيراد المؤلِّف وتخطئته لهم فيها؟
/// الجواب معلومٌ، ممَّا تقدَّم ذكره من كلامي كثيرًا، وممَّا يؤيِّده عنوان المؤلِّف، وهو الأصل وما خرج مستثنى منه، وهو نظيرهُ في مسألة التأويل.
/// ثمَّ قلتُ في الوجه الخامس، وهو أوضح:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// تتمَّة:
الوجه الخامس: من أقوى الدَّلائل لإرادة شيخ الإسلام من الآية إثبات الصِّفة منها أنَّه لمَّا أورد الآية في السِّياق السَّابق فقال: (إنَّ يؤذُون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة) عقَّب بعدها مباشرة دون فاصلٍ بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا).
/// وتأمَّل رعاك الله ووفقك.. أنَّ هذه الآية الثَّانية لا علاقة لها بالصِّفات أو التَّأويل فيها أوفي غيرها، فلمَ أوردَها الشَّيخ ههنا يا ترى؟!
/// الجواب بكلِّ وضوحٍ: لأنَّ الشَّيخ أراد الرَّدَّ على من أوَّل أذى الله في الآية -من الجهميَّة وغيرهم- بأنَّه أذى أوليائه من المؤمنين، كما تقدَّم، فساق الآية الثانية ليبيِّن المفارقة بينهما، وحتَّى لا يُظَنَّ أنَّها ليست من آيات الصِّفات، فتأمَّل!
/// ولئن لم يكن في الآية الثانية علاقةً بالصِّفات ونحوها لكان مثيل مالو ذكر تحت العنوان السَّالف: ((والتِّين والزَّيتون)) أو: ((عمَّ يتساءلون))، أو: (قل يا أيها الكافرون).
/// ونحو ذلك ممَّا لا علاقة له بما يسوقه.
/// ثم تقول بعد ذلك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
كما أؤكد لك مرة أخرى أنا لا نتأول النص .. بل نجريه على حقيقته وأنه تعالى يؤذيه ابن آدم ولا نقول إن هناك حذف ولا تقدير ..
بل نقول كما قال النص .. أما أن أقول إنّ هذا دليل على صفة قائمة بذات الرب اسمها (التأذي) فهذا أسكت عنه كما سكت من قبلي ..
/// تسمية ما اصطلحت عليه (أنت) ((خبرًا)) عن الله بـ(التأذِّي)، وكيفيَّة (إجرائه على ظاهره)، وأنَّه (صفة)، وأنَّه (قائمٌ بالله)، ومعنى (السُّكوت كما سكت من قبلنا) =كلُّ هذا -بلا مبالغةٍ- قد تقدَّم الجواب عنه بالتَّفصيل يا أبا عمر، لكنَّ الإجابة عن جملة أسئلتي لم تحصل حتَّى الآن، فأنصفني من نفسك، وأجبني عن كلِّ شيءٍ كما أجبتك عن كلِّ شيءٍ.
/// وسأجمع لك الأسئلة كلَّها ههنا والتي لم تجب عنها، رجاء إجابتك عنها، ولنبدأ -بارك الله فيك- بالسؤال الأوَّل:
1- السؤال الأوَّل:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
ما حدُّ السَّلف الذين تقبل قولهم في ذا الباب؟ وكيف صار الهروي والدَّارميُّ سلفًا، وابن تيميَّة أيضًا؛ لأنه ناقلٌ قولهم، والمتأخرون الذين في منزلة ابن باز والعثيمين ليسوا كذلك؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// فلو بيَّنتَ -وفَّقك الله- ضابطًا -من سنة، أوقرنٍ، أووصف...الخ- لمن يُقبل قوله في الإثبات في الصِّفات -كابن تيميَّة عندك مثلًا- لخرجنا من هذه المحاورة بفائدةٍ...
/// أنتظر إجابتك.. بارك الله فيك.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي عدنان قد أجبتك عن هذه الأسئلة في مشاركاتي لكنك لا ترضاه جواباً فتحسب أني لم أجب ..
قد أجبتك أخي بما عندي وقلت لك لا مزيد عندي عليه ..
ربما ترى أنه لا يكفي ولا ينتهض .. هذا رأيك ..
ومع ذلك هذا جوابي باختصار :
ج1 . لا أتكلم عن نص فأثبت منه صفة إلا إذا صرح إمام متفق على إمامته في كتاب أو في نقل على أن هذه صفة ..فسلفي هو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد التابعين الثقات أو تبع الأتباع وتلاميذهم الآخذون عنهم .. دون تحديد زمني فهم في عصور ممتدة ذكرهم بالاسم اللالكائي وغيره ..
أو الكتب المعتمدة كذلك ..
وإذا كان بعض الأئمة قالوا ما جانبوا فيه الصواب فانتقدهم الآخرون : كما فعل الطلمنكي أو ابن خزيمة أو غيرهم فهذا مستثنى ، ويبقى الباقي على الأصل لأني كما قلت لك الأمر عندي محصور توقيفي لا أتوسع فيه ..
أما المعاصرون فلا .. مع تقديري لهم ..
لكن المعاصر يا أخي ليس كالمتقدم .. كما قال ابن مسعود وغيره : اقتدوا بمن مات ..
وإنما يتميز المتقدم عن المعاصر لأن المتقدم يمضي على قوله السنوات الكثيرة ويشتهر كتابه وقوله فإذا لم ينتقده أحد من الأئمة دل على أن لقوله أصلاً وسلفاً واكتسب قوة ..
أما المعاصر فليس كذلك ..
خصوصاً حين يخلو الزمان من أقران له كما هو الحال في الأئمة الثلاثة رحمهم الله أجمعين ..
فأين الأئمة مثلهم في حياتهم الذين يمكن أن يواجهوهم .. وأنت تعرف ما حصل بين ابن عثيمين والتويجري في صفة المعية ..
والشاهد أن القول كلما كان أقدم كلما كان أصوب وأقرب للحق .
ج2 . ليس هناك ضابط .. وهذا لا قيمة له هنا ..
فالسؤال يلزمك أيضاً في القواعد التي تسير عليها ويلزم في تفسير القرآن ويلزم في الأقوال الفقهية ..
==
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي :
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه ..يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص ؟
ليس هذا إلزاماً حتى لا تسيء فمهي : بل لأني حاولت قياسها على الأذى في الاشتقاق فاحترت .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أخي أبا عمر.. ابتداءًا فأنت لم تعقِّب على جوابي لك عن النصِّ الصَّريح لشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في عدِّه وإثباته آية ((يؤذون الله)) من آيات الصِّفات!
/// فقد أخبرتني أنَّك فرِحْتَ بنصِّ كلام ابن تيميَّة أولًا كما ذكرتَ لي في أول تعقيبٍ لك بعده، ولكنَّك ذكرتَ أنَّ ظنَّك خاب حين استشكلتَ فيه أمورًا، ثم أجبتك عن كلُّ هذه الإستشكالات.
/// فهل تثبت الآن (صفة الأذى) أو (التأذِّي) لله -كما أثبتَّ (الهرولة) و(التردُّد) قبلُ- بناءً على إثبات ابن تيميَّة رحمه الله لها حين ذكرها تحت عنوان (الصِّفات...) ممَّا تقدَّم نقله عنه؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أخي عدنان قد أجبتك عن هذه الأسئلة في مشاركاتي لكنك لا ترضاه جواباً فتحسب أني لم أجب .. قد أجبتك أخي بما عندي وقلت لك لا مزيد عندي عليه .. ربما ترى أنه لا يكفي ولا ينتهض .. هذا رأيك .. ومع ذلك هذا جوابي باختصار :
ج1 . لا أتكلم عن نص فأثبت منه صفة إلا إذا صرح إمام متفق على إمامته في كتاب أو في نقل على أن هذه صفة ..فسلفي هو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد التابعين الثقات أو تبع الأتباع وتلاميذهم الآخذون عنهم .. دون تحديد زمني فهم في عصور ممتدة ذكرهم بالاسم اللالكائي وغيره .. أو الكتب المعتمدة كذلك .. وإذا كان بعض الأئمة قالوا ما جانبوا فيه الصواب فانتقدهم الآخرون : كما فعل الطلمنكي أو ابن خزيمة أو غيرهم فهذا مستثنى ، ويبقى الباقي على الأصل لأني كما قلت لك الأمر عندي محصور توقيفي لا أتوسع فيه .. أما المعاصرون فلا .. مع تقديري لهم .. لكن المعاصر يا أخي ليس كالمتقدم .. كما قال ابن مسعود وغيره : اقتدوا بمن مات .. وإنما يتميز المتقدم عن المعاصر لأن المتقدم يمضي على قوله السنوات الكثيرة ويشتهر كتابه وقوله فإذا لم ينتقده أحد من الأئمة دل على أن لقوله أصلاً وسلفاً واكتسب قوة ..
أما المعاصر فليس كذلك .. خصوصاً حين يخلو الزمان من أقران له كما هو الحال في الأئمة الثلاثة رحمهم الله أجمعين .. فأين الأئمة مثلهم في حياتهم الذين يمكن أن يواجهوهم .. وأنت تعرف ما حصل بين ابن عثيمين والتويجري في صفة المعية .. والشاهد أن القول كلما كان أقدم كلما كان أصوب وأقرب للحق . ج2 . ليس هناك ضابط .. وهذا لا قيمة له هنا ...
/// نعم إنَّك أجبتني عن بعض الأسئلة، ولكن بشيءٍ من الغموض، وسيتبيَّن ذلك بما يلي:
/// هل أفهم من كلامك هذا الأمور الآتية:
1- هل معناه أنَّ الأئمَّة الثلاثة، وتقصد بهم في ظنِّي (ابن باز - العثيمين - الألباني) ممَّن يقبل قولهم في هذا الباب مثلًا؟
2- هل معناه أنَّ الباب قد أغلق بعد هؤلاء الثلاثة، إلَّا إن جاء من هو مثلهم حسب وصفك؛ فإن كان كذلك فهل تعتقد أنَّهم -الثَّلاثة- لا يثبتون صِفةً إلَّا إن نُقِل عن السَّلف أنَّهم أثبتوها كما ذكرْتَ ذلك سابقًا على ابن تيميَّة رحمه الله؟
/// فهل من نقلٍ أونصٍّ من كلام أحدٍ من هؤلاء الأربعة على أنَّهم ماشون على هذا المنهج، الذي صرَّحتَ به قبل ذلك.
فإن لم يكن ثَمَّ نصٌّ فهل هذه هي طريقتهم التي يسلكونها في فتاواهم وأقوالهم حتَّى لو لم يصرِّحوا بنصٍّ في المسألة، بارك الله فيك.
______________________________ ______________________________ ___________________
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي : أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة .. وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون .. وأنه يُدعى .. وأنه ..يُرجى .. وأنه يُخاف ويُخشى .. ونحو ذلك من النصوص .. ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه ............... .
/// اقتراح.. لم لا تدعنا يا أبا عمر من أسئلتك الآن، حتى ننتهي من الحوار في الإجابة عن أسئلتي أوَّلًا، فإنَّك لم تجب عنها بوضوحٍ؛ كما سيتبيَّن، وأعدك بأن نرجع للجواب عن سؤالك هذا، حتَّى لا يتشعَّب بنا الموضوع.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
قال تعالى{نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }[ص:30]
قال ابن الجوزي رحمه الله: وفي الأواب أقوال قد تقدمت (في سورة بني أسرائيل) أليقها بهذا المكان أنه رجاع بالتوبة إلى الله تعالى مما يقع منه من السهو والغفلة.أهـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
بقي أن أشير إلى أمر مهم :
وهو أن ما سبق في كلام الأخ ابن عقيل فيه بعض الخطأ لا يوافق عليه فبعض كلامه هو كلام من نفى صفات الأفعال ولا أريد أن أدخل مع الأخ في نقاش لكن أقول هذا حتى لا يظن أني أوافقه في المضمون ..
.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
خامساً : قلتُ في المشاركة السابقة إن في بعض كلام الأخ ابن عقيل ما يوافق فيه كلام نفاة الأفعال الاختيارية ..وقد أخطأتُ في هذا ..
إذ وقعت عيني على مشاركة لكاتب آخر أظنه شرف الدين فحسبت الكلام لابن عقيل ..
فلهذا أعتذر للأخ عما قلته ..
والله أعلم وأحكم
زادك الله علماً وحلماً وأوبة يا أبا عمر واسأله سبحانه لي ولك ولإخواننا الثبات على التوحيد والسنة حتى الممات
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
• إضافةٌ وإفادةٌ •
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كما في مجموع فتاويه (11/360-361): "... ولا أحد أصبر على أذىً من الله يجعلون له ولدًا وشريكًا، وهو يعافيهم ويرزقهم.
فهو يفرح بما يحبُّه، ويؤذِيْه ما يبغضه، ويصبر على ما يؤذِيْهِ.
وحُبُّه، ورِضَاه، وفَرَحه، وسخطه، وصبرُه على ما يؤذيه =كُلُّ ذلك من كماله، وكُلُّ ذلك من صفاته وأفعاله.
/// وهو الذى خلق الخلائق وأفعالهم، وهم لن يبلغوا ضُرَّه فيضرُّوه، ولن يبلغوا نفْعَهُ فينفعوه.
وإذا فَرِح ورَضِيَ بما فعله بعضهم فهو سبحانه الذى خلق فِعْله، كما أنَّه إذا فَرِح ورَضِيَ بما يخلقه فهو الخالق.
وكُلُّ الذين يؤذون الله ورسوله هو الذى مكَّنَهم، وصَبِر على أذاهم بحكمته، فلم يفتقر إلى غيره، ولم يخرج شىء عن مشيئته، ولم يفعل أحدٌ ما لا يريد...
/// وقد ذكر فى غير هذا الموضع أنَّ ما سَلَكَه الجهميَّةُ فى نفي الصِّفَات فمَبْنَاه على القياس الفاسِد المحض، وله شرح مذكورٌ في غير هذا الموضع.
/// ومن تأمَّل نصوص الكِتاب والسُّنَّة وجدها فى غاية الإحكام والإتقان، وأنَّها مشتملة على التقديس لله عن كُلِّ نقصٍ، والإثبات لكُلِّ كمالٍ.
/// وأنَّه تعالى ليس له كمالٌ يُنْتَظر؛ بحيث يكون قبله ناقصًا، بل من الكمال أنَّه يفعل ما يفعله بعد أن لم يكن فاعله، وأنَّه إذا كان كاملًا بذاته وصفاته وأفعاله لم يكن كاملًا بغيره، ولا مفتقرًا إلى سواه بل هو الغنيُّ ونحن الفقراء...
وهو سبحانه فى محبَّته، ورِضاه، ومقتِهِ، وسخطِهِ، وفرحِهِ، وأَسَفهِ، وصبرِهِ، وعفوِهِ، ورأفتِهِ، له الكمال الذي لا تُدْرِكه الخلائق، وفوق الكمال؛ اذْ كُلُّ كمالٍ فمن كمالِه يُسْتفاد، وله الثناء الحسن الذى لا تحصيه العِبَاد، وإنَّما هو كمالٌ، أثنى على نفسه، له الغنى، الذي لا يفتقر إلى سواه...
/// فهذا الأصل العظيم، وهو مسألة خلقه وأمره، وما يتَّصِل به من صفاته وأفعاله، من محبَّتِه، ورضاه، وفرحه بالمحبوب، وبغضه، وصبره على ما يؤذيه، هي متعلِّقةٌ بمسائل القَدَر، ومسائل الشَّريعة، والمنهاج، الذي هو المسئول عنه، ومسائل الصِّفات، ومسائل الثَّواب والعقاب، والوعد والوعيد، وهذه الأصول الأربعة كلِّيَّة جامعةٌ، وهى متعلِّقةٌ به، وبخلقه، وهي في عمومها، وشمولها، وكشفها للشُّبهات تشبه مسألة الصِّفَات الذَّاتية والفعليَّة، ومسألة الذَّات والحقيقة والحدِّ، وما يتصل بذلك من مسائل الصِّفات، والكلام فى حلول الحوادِث، ونفى الجسم، وما في ذلك من تفصيلٍ، وتحقيقٍ، فإنَّ المعطِّلة والملْحِدَة في أسمائه وآياته كذَّبُوا بحقٍّ كثيرٍ جاءت به الرُّسُل؛ بناءًا على ما اعتقدوه من نفي الجسم، والعَرَض، ونفي حلول الحوادث، ونفي الحاجة.
وهذه الأشياء يصِحُّ نفيُهَا باعتبارٍ، ولكن ثبوتها يصِحُّ باعتبارٍ آخر.
فوقعوا فى نفي الحقِّ الذي لا ريب فيه، الذى جاءت به الرُّسُل، ونزلت به الكُتُب، وفُطِرَت عليه الخلائق، ودلَّت عليه الدَّلائل السَّمعيَّة والعقليَّة، والله أعلم".
/// قلتُ: في هذا النصِّ عن شيخ ابن تيميَة رحمه الله إضافتان على قضيَّتين وشبهتين تقدَّم الكلام عليهما بالإبطال، والعزو لذلك في مشاركاتٍ سابقةٍ، فلمَّا وجدُّت نصَّ الشيخ رحمه الله قد اشتمل على الكلام على الشُّبهتين في نقلٍ واحد أحببت نقله ههنا ليتفيد منه الإخوان حين يبتلوا ببعض المبتدعة الذين ينفون الصِّفات بناءً على هاتين الشُّبهتين، وهما:
1- الشُّبهة الأولى: الشُّبهة التي أثارها وتبنَّاها الأخ (ابن عقيل)، وهي شبهةٌ جهميَّةٌ، حاصلها أنَّ الله تعالى إذا اتَّصف ببعض صفات الأفعال -كالأذى- لأذى عباده له =للزم من ذلك افتقاره إلى خلقه، وأنَّ الخلق أثَّروا فيه تعالى، وهذا ممتنعٌ فيه؟!
2- والشُّبهة الثَّانية: الشُّبهة التي أثارها الأخ (شرف الدِّين بن عليٍّ)، وهي توهُّم اتِّصاف الله تعالى بالنَّقص؛ بحُجَّة كونه يمكنه فعل الشَّيء في وقتٍ ولا يفعله في وقتٍ آخر، فيتأذَّى حين يؤذيه عباده، ولايتأذَّى حين لا يفعلون ذلك؛ فيكون ناقصًا في وقتٍ كاملًا في آخر، وهذا ممتنعٌ في حقِّه تعالى؟!
/// وأخيرًا.. فينبغي لمن وقف على خطئه في شيءٍ ما، تابع فيه أهل البِدَع أن ينيب إلى الله ويرجع للحقِّ، بدل التَّمادي فيه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
جزاكم الله خيراً على هذه المحاورة المفيدة.
لا أخفيك يا شيخ عدنان أنني قد هممت أن أتحاور معك أكثر من مرة متعقباً على ما تنقله عن الأئمة _ تظنه حجةً لك _ وفي كل مرة يصرفني الله عن ذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله.
ولا أخفيك أيضاً أن إثباتك _ وفقك الله _ ل ( صفة التأذي ) لا يخلوا من إشكالات ليس أقلها أنه لم يخض فيها أحدٌ قبلك وأنك تتصدر ( على وجه الخصوص ) بما لا سلف لك فيه.
وما نقلتَه أخيراً _ بارك الله فيك _ عن شيخ الإسلام ليس فيه حجةً لما تذهب إليه، وأدعوك شيخي الحبيب إلى إعادة التأمل في ما نقلته في المشاركة الأخيرة. ولاحظ أن شيخ الإسلام لم يثبت( تأذياً ) وإنما ( كررّ ) _ رحمه الله _ ( صبره ) _ عزّ وجل _ على ما ( يؤذيه )، كل ذلك ورعاً منه _ رحمه الله _ من التكلم على الله بغير علم ؛ فالله _ عز وجل _ أخبرنا أنه يؤذيه عمل ابن آدم من الشرك ونسبة الولد إليه وسب الدهر، ولم يخبرنا أنه سبحانه يتأذى .
وقد يقول قائل بأن إثبات أن ابن آدم ( يؤذيه ) _ سبحانه وتعالى _ ثم ( التوقف ) في إثبات أنه _ جل وعلا _ ( يتأذى ) تناقض واضطراب؛ إذ كيف تثبت ( لحوق الأذى به ) _ سبحانه وتعالى_ ثم ( لا تثبت ) تأذيه ؟
فيقال: إن الله أخبرنا أن ابن آدم ( يؤذيه ) ولم يخبرنا بأنه _ عز وجل _ ( يتأذى )، وإثبات ( تأذيه ) إنما هو إثباتٌ بالازم وهذا لا يصح، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من ( لحاق الأذى به ) _ سبحانه وتعالى _، ولا نخوض في ما ليس لنا به علم فلا نثبت ولا ننفي ( تأذيه ).
ولي عودة إن شاء الله إن رضيت بي محاوراً، فأنا المقر بأني بيني وبينكم مفاوز في العلم. وإني لأرجوا من الأخوة سؤال أهل العلم المبرزين في هذا الباب من أمثال الشيخ البراك _ حفظه الله _ ؛ سيما وأن بعض الأخوة هنا قريبين جداً من الشيخ، كل ذلك حرصاً على أن لا يخوض أحدنا في شيء قد يظنه حق وهو بخلاف ذلك.
أسأل الله أن يغفر لنا وأن يجمعناً على الحق.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أنا هنا أنقل ( بالحرف ) بعض مشاركتك الأخيرة يا شيخ عدنان في نقلك عن شيخ الإسلام _ رحمه الله _مع التصرف البسيط في ( تلوين الكلام ) ، وأنتظر ردك إن كان للتلوين أثرٌ فارق.
• إضافةٌ وإفادةٌ •
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كما في مجموع فتاويه (11/360-361): "... ولا أحد أصبر على أذىً من الله يجعلون له ولدًا وشريكًا، وهو يعافيهم ويرزقهم.
فهو يفرح بما يحبُّه، ويؤذِيْه ما يبغضه، ويصبر على ما يؤذِيْهِ ( 1 )
وحُبُّه، ورِضَاه، وفَرَحه، وسخطه، وصبرُه على ما يؤذيه ( 2 ) كُلُّ ذلك من كماله، وكُلُّ ذلك من صفاته وأفعاله ( 3 ) .
وهو الذى خلق الخلائق وأفعالهم، وهم لن يبلغوا ضُرَّه فيضرُّوه، ولن يبلغوا نفْعَهُ فينفعوه.
وإذا فَرِح ورَضِيَ بما فعله بعضهم فهو سبحانه الذى خلق فِعْله، كما أنَّه إذا فَرِح ورَضِيَ بما يخلقه فهو الخالق ( 4)
وكُلُّ الذين يؤذون الله ورسوله هو الذى مكَّنَهم، وصَبِر على أذاهم بحكمته ( 5 ) ، فلم يفتقر إلى غيره، ولم يخرج شىء عن مشيئته، ولم يفعل أحدٌ ما لا يريد...
وقد ذكر فى غير هذا الموضع أنَّ ما سَلَكَه الجهميَّةُ فى نفي الصِّفَات فمَبْنَاه على القياس الفاسِد المحض، وله شرح مذكورٌ في غير هذا الموضع.
ومن تأمَّل نصوص الكِتاب والسُّنَّة وجدها فى غاية الإحكام والإتقان، وأنَّها مشتملة على التقديس لله عن كُلِّ نقصٍ، والإثبات لكُلِّ كمالٍ.
وأنَّه تعالى ليس له كمالٌ يُنْتَظر؛ بحيث يكون قبله ناقصًا، بل من الكمال أنَّه يفعل ما يفعله بعد أن لم يكن فاعله، وأنَّه إذا كان كاملًا بذاته وصفاته وأفعاله لم يكن كاملًا بغيره، ولا مفتقرًا إلى سواه بل هو الغنيُّ ونحن الفقراء...
وهو سبحانه فى محبَّته، ورِضاه، ومقتِهِ، وسخطِهِ، وفرحِهِ، وأَسَفهِ، وصبرِهِ، وعفوِهِ، ورأفتِهِ ( 6 )، له الكمال الذي لا تُدْرِكه الخلائق، وفوق الكمال؛ اذْ كُلُّ كمالٍ فمن كمالِه يُسْتفاد، وله الثناء الحسن الذى لا تحصيه العِبَاد، وإنَّما هو كمالٌ، أثنى على نفسه، له الغنى، الذي لا يفتقر إلى سواه...
فهذا الأصل العظيم، وهو مسألة خلقه وأمره، وما يتَّصِل به من صفاته وأفعاله، من محبَّتِه، ورضاه، وفرحه بالمحبوب، وبغضه، وصبره على ما يؤذيه هي متعلِّقةٌ بمسائل القَدَر، ومسائل الشَّريعة، والمنهاج، الذي هو المسئول عنه، ومسائل الصِّفات، ومسائل الثَّواب والعقاب، والوعد والوعيد، وهذه الأصول الأربعة كلِّيَّة جامعةٌ، وهى متعلِّقةٌ به، وبخلقه، وهي في عمومها، وشمولها، وكشفها للشُّبهات تشبه مسألة الصِّفَات الذَّاتية والفعليَّة، ومسألة الذَّات والحقيقة والحدِّ، وما يتصل بذلك من مسائل الصِّفات، والكلام فى حلول الحوادِث ، ونفى الجسم، وما في ذلك من تفصيلٍ، وتحقيقٍ، فإنَّ المعطِّلة والملْحِدَة في أسمائه وآياته كذَّبُوا بحقٍّ كثيرٍ جاءت به الرُّسُل؛ بناءًا على ما اعتقدوه من نفي الجسم، والعَرَض، ونفي حلول الحوادث ، ونفي الحاجة.
وهذه الأشياء يصِحُّ نفيُهَا باعتبارٍ، ولكن ثبوتها يصِحُّ باعتبارٍ آخر.
فوقعوا فى نفي الحقِّ الذي لا ريب فيه، الذى جاءت به الرُّسُل، ونزلت به الكُتُب، وفُطِرَت عليه الخلائق، ودلَّت عليه الدَّلائل السَّمعيَّة والعقليَّة، والله أعلم". اهـــ
----------------
( 1) ولم يقل _ رحمه الله _ ( و يتأذي مما يؤذيه ) ، فتنبه !
( 2 )ولم يقل _ رحمه الله _ ( وتأذيه )، فتنبه !
( 3 ) فأين ذكر فعل ( التأذي ) لو كان _ رحمه الله _ يثبته !
( 4 ) لم يذكر _رحمه الله شيئاً عن ( تأذيه ) ، فتنبه !
( 5 ) ولم يقل _ رحمه الله _ ( تأذى ) من أفعالهم ، فتأمل ولا تعجل.
( 6 ) لا ذكر ( لتأذيه ) سبحانه، مع أنه لو ثبت _ يعني تأذيه _ لكان إنكار الجهمية أعظم والرد عليهم أحوج ، ولكنه رحمه الله لا يلزمه كل ذلك لأنه لا يثبت ولا ينفي ( تأذيه ) سبحانه وتعالى، فلم يحتَجْ إلى إيراده، فتأمل !
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أخي الكريم.. ما خضتُ في شيءٍ إلَّا وذكرتُ حجَّتي وسلفي فيه.
/// وبالنسبة للنَّقل السَّابق فلم أقل إنَّ فيه تنصيصًا واضحًا على إثبات شيخ الإسلام ابن تيميَّة لهذه الصِّفة، مع الاحتمال لذلك، وإنَّما كان المقصود الرَّدَّ على شبهتين قال بهما بعض الأخوة تمنُّعًا من إثبات هذه الصِّفة، وإنَّما حمَّرت على التأذِّي لبيان أنَّه كبقيَّة صفات الفعل التي أنكرها الجهميَّة بالشُّبهتين السَّابقتين.
/// وتقدَّم الجواب أيضًا عن قضيَّة الأذى والصَّبر عليه في مشاركاتٍ سابقةٍ فلو راجعت ذلك لتبيَّن لك أنَّه لم يبق شيءٌ في المسألة.
/// فلو سألتني لكفيت إتعابك نفسَك في بيان عدم حُجِّيَّة وظهور نصِّ الشيخ على ما ظننتَ أنِّي سقته لأجله.
/// مع العلم أنَّ ما نقلته من كلام أهل العلم سلفًا في المسألة قبل ذلك يكيفني، وإن تأوَّله بعض الإخوة.
/// وبالنِّسبة للمحاورة فلم يبق شيءٌ نتحاور فيه يا أخي الكريم؛ لأنِّي قد ذكرت كلَّ ما عندي، فيمكنك مناقشتي أواستشكال ما ذكرته سابقًا، غير أسئلةٍ خاصَّةٍ ببعض الأخوة، وجَّهتها إليهم لما رأيته من غرابة قولهم فيها، كابن عقيل والأخ أبوعمر الكناني، وأنا أنتظر بعض الإجابات عليها.
/// وفقك الله ونفع بك.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// وأحببت أخي الكريم أن أبيِّن لك -حتَّى تحسن الظَّنَّ بأخيك- أنِّي لو علمتُ أنِّي لست على يقينٍ ممَّا أنا فيه في أيِّ شيءٍ سطرته ههنا لتراجعت عنه.
/// ولكنْ ثَمَّة نقطة راجعني فيها أحد الإخوة الأكارم والنُّبلاء الأفاضل لا تؤثِّر في مجمل ما ذكرته، غير شيءٍ ممَّا تحوم حوله، بارك الله فيك.
/// ولعلِّي أذكر ذلك في مشاركةٍ تاليةٍ بحول الله وقوَّته.
/// وجزاك الله خيرًا على نصحك وحسن خطابك ولطف تعقيبك.
/// تنبيهٌ: علم الله وشهد أنِّي ما وقفت على كلام ابن تيميَّة الأخير الذي في مشاركة (114) إلَّا البارحة، ولذا أدرجته ههنا.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد العامري
ولاحظ أن شيخ الإسلام لم يثبت( تأذياً ) وإنما ( كررّ ) _ رحمه الله _ ( صبره ) _ عزّ وجل _ على ما ( يؤذيه )، كل ذلك ورعاً منه _ رحمه الله _ من التكلم على الله بغير علم ؛ فالله _ عز وجل _ .
الأخ خالد زاده الله علماً وفهماً
لا شك في ورع شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم عن التكلم على الله بدون علم.
ولكن قول شيخ الإسلام رحمه الله وترديده للقول بـ صبره على ما يؤذيه أو يصبر على ما يؤذيه وما شابهها هو وقوف عند النصوص فقد جاء في الصحيح عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله.....الحديث"
الكمال هنا في الصبر على الأذى
ويدل عليه ما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعودٍ رضيَ الله عنه قال: «قسَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قسمةً، فقال رجلٌ منَ الأنصار: والله ما أراد محمدٌ بهذا وجهَ الله، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأَخبرته، فتمعَّرَ وجهه وقال: رحمَ الله موسىٰ، لقد أُوذِيَ بأكثر من هٰذا فصبر»
فلم يقتصر عليه الصلاة والسلام على قوله " رحمَ الله موسىٰ، لقد أُوذِيَ بأكثر من هٰذا "
ولم يقل " يؤذوني وقد أوذي الأنبياء من قبلي "
ولكنه صلى الله عليه وسلم أثبت أن الصبر على الأذى هو الكمال
وجزاك الله خيراً
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
الأخ خالد زاده الله علماً وفهماً
لا شك في ورع شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم عن التكلم على الله بدون علم.
ولكن قول شيخ الإسلام رحمه الله وترديده للقول بـ صبره على ما يؤذيه أو يصبر على ما يؤذيه وما شابهها هو وقوف عند النصوص فقد جاء في الصحيح عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله.....الحديث"
الكمال هنا في الصبر على الأذى
ويدل عليه ما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعودٍ رضيَ الله عنه قال: «قسَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قسمةً، فقال رجلٌ منَ الأنصار: والله ما أراد محمدٌ بهذا وجهَ الله، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأَخبرته، فتمعَّرَ وجهه وقال: رحمَ الله موسىٰ، لقد أُوذِيَ بأكثر من هٰذا فصبر»
فلم يقتصر عليه الصلاة والسلام على قوله " رحمَ الله موسىٰ، لقد أُوذِيَ بأكثر من هٰذا "
ولم يقل " يؤذوني وقد أوذي الأنبياء من قبلي "
ولكنه صلى الله عليه وسلم أثبت أن الصبر على الأذى هو الكمال
وجزاك الله خيراً
ما شاء الله عليك ياابن عقيل الآن فهمت قولك واما في بداية الحوار فالتعبير خانك عن هذا الكلام .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أرجو من الأخوة ترك ((الحوار العلمي)) يدور بيني وبين الأخ أبوعمر الكناني؛ فإنَّ ثَمَّة أسئلة أنتظر إجاباتها منه، بدل الدخول في الموضوع بما لا علاقة له به، وخاصَّةً من (الأعضاء الجُدد).
فإنَّ الدُّخول في مثل هذا قد يصرفنا عن استكمال ما وقفنا عنده.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
ج1 . نحن أخي عدنان بحثنا ليس في أن قولهم يُقبل أم لا يُقبل فهذه عبارة واسعة ، وإنما بحثنا أن قول هؤلاء الثلاثة حجة أم لا ؟
أنا أقول : قول المعاصرين ليس بحجة على غيرهم ، لأنّ دليل هؤلاء على غيرهم إن كان رأياً مجرداً فلا حجة فيه .
وإن كان قولاً في كتاب الله فهذا يحتاج إلى نقل عن السلف يجعل فهم النص بمعنى أو توجيه معين حجة على المخالف .
ج2 . الباب لم يقفل بعد الثلاثة بل أقفل قبلهم بقرون ..
فلن يُقبل من أحد قول على الله ورسوله خصوصاً إن كان باباً خاض فيه السلف وتكلموا وأشبعوا فهذا لا يُقبل من أحد أن يقول فيه بفهمه وتطبيقه لقواعد يراها ثابتة عن السلف .
وقناعتي في الأئمة الثلاثة أنهم لا يثبتون شيئاً لله تعالى إلا إذا جاء أثر عن السلف بذلك .
وهذا لأني أعلم يقيناً أن هذه هي طريقتهم وهذا هو منهجهم في كل أبواب الشريعة لا في خصوص الصفات فقط .
ولا أدري لم تصر على نقل نص خاص بهذا الباب وحده مع أنّي قدمت لك أن هذا عام في كل أبواب الشريعة ..
خاصة في فهم نصوص الكتاب والسنة والاستنباط منها والقياس عليها في مسائل قديمة تكلم فيها السلف لا يجوز الظن أن الأمة أجمعت على السكوت عما الكلام فيه خير ..
دعني أضيف شيئاً آخر : هب أن هذه الآيات هي فعلاً من آيات الصفات ويفهم منها صفة لله .. فحتى لو قلنا بهذا -تنزلاً -فإنا نقول : ما دام القوم قد سكتوا عن التصريح بها فالسكوت واجب علينا ..
لفظ الحركة مثلاً مع أنه من لوازم الصفات الفعلية وأثبته السلف في مقابل إصرار المبتدعة لما ألزموهم بأن النزول والمجيئ يستلزم الحركة أثبته بعض السلف والتزموه ..
وعارضه قوم آخرون وقالوا شيء لم يقله من تقدمنا لا نقوله ..
فكان عذر الذين تكلموا أنهم ما تكلموا به إلا لأن السكوت عنه أصبح ذريعة لنفي الصفات ..
مع أنهم لم يتكلموا به قبل ذلك قط ..
والآن هب أن قولك صحيح فلم تتكلم بمالم يتكلم به من قبلك ؟
الحقيقة أخي عدنان أن النصوص كثيرة على وجوب السكوت عما سكت عنه السلف لكن أنت تفسرها بأن المراد بها المنهج والطريقة ..
وأنا قلت لك أن المراد بها أخص من ذلك ..
بدليل أن جمهور الأئمة لا يجوزون استحداث قول ثالث في مسألة اختلف فيها السلف ..
ولا يجوزون القول في القرآن والسنة وتفسيرهما بالرأي دون نقل عن السلف ولو كان مما يحتمله سياق الاية .. فلا نقول إن مراد الله من الآية كذا أو مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا إلا بنص عن الصحابة أو أحد أئمة العلم السابقين ..
ومشكلتك أنك ترى أنه مالم يرد عنهم نص فالأصل هو الظاهر ..
وهذا لا نختلف معك فيه لكن ظاهر النصوص إطلاق أن العبد يؤذيه تعالى ..
هذا أمر متفق عليه فلماذا نزيد شيئاً لم نجده في كل ما بين أيدينا ؟
ولو ثبت عن أحد ممن تقدم ممن هو موضع قبول عند أهل السنة لكان سائغاً لك (في رأيي) أن تتكلم أما وقد سكتوا فالسكوت هو السلامة ..
====
الآن أريدك أن تجيبني على سؤال تقدم مني إليك ولكنك لم تجب وأنا أريد جوابه لزاماً إذا تكرمت :
هل تقول إن السلف أثبتوا لله صفة التأذي ؟
وفقك الباري
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// يا أبا عمر.. لم ننتهي من أسئلتي فلِمَ تعجل عليَّ بأسئلتك؟ حتَّى الآن كل هذه مناقشاتٌ وتفريعاتٌ لسؤالي الأوَّل فقط.
/// وعلى كلٍّ.. سأجيبك على سؤالك بلازم قولك: نعم أثبتها السَّلف؛ لأنَّ ابن تيميَّة أثبتها، وهو لا يثبت شيئًا إلَّا إن علمه من كلام السّلف.
______________________________ _____________________
/// بدايةً أقول: كأنَّ في منهجك وقاعدتك يا أباعمر خرمًا، ولاحظ معي هذه النُّقاط التي جمعتها لك من حوارك حتى الآن معي، ثمَّ أحكم على قاعدتك بما يناسب:
1- أولاً: ذكرتَ أنَّ ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين والألباني، ومن قبلهم من الأئمَّة =لا يتكلَّمون في إثبات فرد الصِّفة إلَّا إن كان لهم فيها سلفٌ من الصَّحابة والتَّابعين و...
/// سألتُكَ: فكيف عرفت هذا منهم؟ هل نصُّوا على ذلك؟
/// مؤدَّى جوابك (كلَّا)، فلِمَ لا تسكت عن النِّصِّ على شيءٍ سكت أدرى النَّاس بمنهج السَّلف من النَّصِّ عليه؟!
/// لقد سكتُوا عنه مع توافر الدَّواعي لذلك، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه ودلُّونا عليه.
/// فالشَّيخ ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم أيضًا رحمهما الله تكلَّما في مسائل الصِّفات وعن منهج السَّلفيَّة فيها، وردُّوا على المخالفين في الباب، من جميع الطَّوائف، وقعَّدوا على ذلك قواعد، في آلاف الصَّفحات، ومن المتأخِّرين الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله، ألَّف في قواعد الصِّفات وشرح وتكلَّم وأثبت وأفتى و... الخ.
/// فلِمَ سكتُوا يا ترى؟ لأنَّ هذا هو الذي ينبغي السُّكوت عنه، وعدم إلزام النَّاس في عقائدهم ما لا يلزمهم!
/// ثمَّ بعد كُلِّ هذه العصور المتطاولة لم نجد أحدًا سبقك بهذا القول وسلفك فيه، فمن أحظى بالسَّير على منهج السَّلفيَّة يا أبا عمر!
/// قلتُ لك سلفًا: إن وجدَّت شيئًا منصوصًا على ما ادَّعيتَه عليهم فأتني به، واعتذرت الآن فيما يظهر من ثنايا كلامك؛ لأنَّك -لم ولا ولن- تجد ذلك -في حدِّ علمي القاصر-.
2- ثانيًا: تنزَّلتُ معك يا أباعمر فقلتُ: فهل هذا هو منهج هؤلاء الشُّيوخ المطَّرد -ابن تيميَّة وابن عثيمين ...الخ- في مؤلَّفاتهم وفتاواهم عند إثباتهم الصِّفات، بمعنى أنَّهم لا يثبتون صِفةً إلَّا إذا أتبعوها بمن قال بها من السَّلف.
/// وأخصُّ من ذلك أنَّ الشَّيخ ابن تيميَّة وابن عثيمين رحمهما الله تكلَّما بصفاتٍ لم أعثر ولم أقف ولا أعلم أحدًا قال بها قبلهم من الصَّحابة والتَّابعين، مع كثرة الكتب والمؤلَّفات التي ألِّفت في هذا الباب، مسندةً وشرحًا ومتنًا و...، وضربت لك عليه بمثالين (الهرولة- والتردُّد).
/// فأجبتني: "بأنَّ قناعتك في الأئمة الثلاثة أنهم لا يثبتون شيئاً لله تعالى إلا إذا جاء أثر عن السلف بذلك".
/// لكن هذه قناعةٌ تقنع نفسك بها، مع عدم البرهان عليها، غير العموميَّات التي قلتُ إنَّها ستفسد عليك قاعدتك كما سيأتي، ولن تجدي بها إقناع من يتطلَّب منهج السَّلفيَّة لا منهج قناعة فلانٍ من النَّاس.
/// يا أخي.. نحن أمَّة الدليل، لو جاء ابن تيميَّة فأثبت لله الهرولة لطلبناه الدَّليل، فإن عجز عن إيجاده لما قبلنا إثباته، فلو كان يجب مع ذاك الدَّليل إيجاد إثبات أحد السَّلف لها لما قبلناه منه أيضًا حتَّى يورد لنا من كلام السَّلف من يثبته.
تمامًا كما لو قال في مسألة فقهيَّة أوحكم على حديث أو ... الخ، كلُّ شيءٍ بدليل، نحن لسنا مقلِّدة نهزُّ رؤوسنا.
وقلتُ لك إنَّك لن تجد في كثيرٍ من الصِّفات كلامًا للصَّحابة والتَّابعين في إثباتها.
بل لا تجد من تصرُّف أهل العلم –أصحاب الدَّليل- من يتطلَّبون في إثبات كلِّ صفةٍ سلفًا لهم من الصَّحابة والتَّابعين و...
3- ثالثًا: ولأنَّ من طرُق معرفة المنهج النَّظَر في مؤلَّفات أصحابها: فننتقل إلى كتب العقيدة السَّلفيَّة في هذا الباب، كالتَّوحيد لابن خزيمة، والسُّنَّة لجمع من الأئمَّة، والشَّريعة للآجريِّ، و...، فنلحظ ما يلي:
/// هل نجد أنَّهم يفردون دومًا كلَّ صِفةٍ على حِدةٍ، ثمَّ يذكرون سلفهم فيها من الصَّحابة والتَّابعين وأتباعهم، أم يوردون الصِّفة أوالصِّفتين والثلاث، ثمَّ يتبعونها بدليلها من الكتاب والسُّنَّة؟! لاشكَّ ولا ريب أنَّ الثَّاني هو الأكثر والأغلب في جميع الكتب.
/// فننتقل إلى كتب أصحاب الحديث، وأقرب كتابٍ وأوثقه بين أيدينا صحيح البخاري، فنجده عقد أبوابًا عديدة في أفراد الصِّفات وإثباتها، وأتبعها بدليلها من كتاب الله أوسُنَّة، ولا يكاد يذكر نقلًا عن أحدٍ من السَّلف في إثبات تلك الصِّفة.
/// وبعد هذا.. فمن أين يؤخذ منهج السَّلف يا أباعمر؟!
/// انتبه جيِّدًا إلى أنَّك –حسب تعبيرك وخطابك- لا تتكلَّم عن منهجٍ لك وحدك، بل عن منهج السَّلفيَّة في هذا الباب.
/// تريد إقناعي بالنُّصوص العامَّة التي سقتها! هذا لا يقطع النِّزاع؛ لأنَّ سياقك هذه النُّصوص في هذا الموطن هي بفهمك أنت، هل سبقك أحدٌ إلى مثل هذا الفهم؟! كلَّا لا أحد! إذ لم تسمِّ لنا أحدًا حتَّى الآن.
4- رابعًا: وسألتك سؤالًا ذو بالٍ ولكنَّك لم تنتبه لمرادي وإلزامي منه، فخذه الآن:
/// لقد أقررت معي أنَّ من الأئمَّة من أثبت ما خولفُوا عليه، كالطَّلمنكي وابن خزيمة -ويمكن إضافة غيرهم مستقبلًا-، وذكرت أنَّ ذلك بسبب أنَّهم جانبوا فيه الصَّواب فانتقدهم الآخرون... الخ
/// وإليك معنى كلامك ولازمه: ما معنى جانبوا الصَّواب عند من حكم عليهم بذاك؟ ولم انتقدهم الآخرون؟
- ألأنَّهم -مثلاً- قالوا بهذه الصِّفات ولم يسبقهم إليها أحدٌ؟ أم لأنَّهم ظنُّوا فوهموا من ظواهر النُّصوص ما ليست من الصِّفات صفاتًا؟
الجواب هو الثاني؛ لأنَّ هذا هو جواب من أنكر عليهم.
وأيضًا لأنَّ الجواب لو كان الأوَّل لقلتُ لمن أنكر عليَّ إنَّ ابن خزيمة والطَّلمنكي سلفي في هذا، كما أنَّ ابن تيميَّة والدَّارمي والهروي سلفك فيما أقررت به قبلُ، وينتهي النِّقاش.
فلو قلت إنَّ ابن تيميَّة هو الذي خطَّأ الطَّلمنكي وابن خزيمة -فرضًا ومثلًا- فلذا أقول بقوله وهو سلفي في الإنكار.
فيُقال: فهل جعل الله الحقَّ وحصره في ((قول)) ابن تيميَّة و(إنكاره)، مع كون هؤلاء أعلم منه بالسَّلف وأقدم عصرًا.
/// فلم لا يكون ابن تيميَّة هو المخطيء والصَّواب مع من خالفه؟!
/// وإذا جاء أحدٌ وخطَّأ ابن تيميَّة والهروي والدَّارمي فيما أثبتوه من الهرولة وغيرها فهل ترضى بتخطأته له؟!
/// وإذا كان الجواب هو الأوَّل أيضًا لشككنا في الطَّامنكي وابن خزيمة؛ لأنَّهم لم يفهموا منهج السَّلفيَّة في الباب؛ إذ كيف يقدمون على إثبات صفاتٍ لم يسبقهم أحدٌ إلى إثباتها.
/// ولمخالفك أن يوجِّه هذه التَّهمة إلى الدَّارمي والهروي وابن تيميَّة ((وابن عثيمين)) بأنَّهم لا يمشون على مذهب السَّلف بناءً على هذا اللَّازم.
/// وأخيرًا.. فإلى أين سنصل بعد كلِّ هذا؟
سنرجع إلى وجوب النَّظَر إلى دليلٍ كلٍّ وحُجَّته فيما ذكر أوأنكر حتَّى يتبيَّن لنا الحقُّ إذن، إذ لا سلف (من الصَّحابة والتَّابعين) لمن أثبت، ولا لمن أنكر.
إذن صار مردُّنا أخيرًا إلى النَّصِّ، فيكون جوابي لمن أنكر إنَّ حُجَّتي كيت وكيت، وحجَّة من أنكر كذا وكذا.
/// وهكذا في سائر الصِّفات التي اختلف في إثباتها بين أهل السُّنَّة، لم تكن القضيَّة: من سبقك بهذا؟ بل ما حُجَّتك في هذا، وهل هي صحيحةٌ؟
/// وأخيرًا.. نأتي إلى مسألة (الحركة) وغيرها كثيرٌ =فليست القضيَّة –كما صوَّرتها- أنَّه لم تكلَّم بها أحدٌ، بل لأنَّه لم ينطق بها نصٌّ من كتابٍ أوسُنَّةٍ.
/// بقيت أسئلةٌ أخرى... إن أحببت أن نواصل فيها وإلَّا فالرَّأي رأيك؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
حسناً أخي عدنان :
أعتقد أني أخت كفايتي من هذا الحوار ، فقد فهمت عني مقصدي رضيته أم لا .
لكن أنا حتى الآن لم تجبني عن سؤالين مهمين في نظري لأني بناء عليهما سأنسب لك قولك حتى لا أتزيد عليك :
أجبتني على سؤالي حسب قولي وأنا لا أريد ذلك .
أريد أن تقول لي : حسب المنهج الذي تراه أنت إذا أثبت صفة من النصوص كالتأذي أو غيرها دون أن تعرف قائلاً بها من الأئمة فهل تنسب إثباتها للسلف ؟
وسؤال أخر سألتك وأجلت الكلام عليه وهو :
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي :
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه ..يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص ؟
==
وأكرر أن هذين السؤالين ليس للاستمرار في الحوار فليس عندي مزيد في الحقيقة لكن إريد فقط أن أضبط قولك وأفهمه كاملاً لا في هذه الصفة فقط .
أنتظر إجابتك وفقك الباري وأظهر الحق على لسانك ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي :
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه ..يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص ؟
يبدو لي أنَّ هذا السؤالَ لا يناسب المسألةَ المبحوثة هنا، والمناسب للبحث أن يقال:
يغضبني أو (يُغضبون الله) ويرضيني أو (يرضون الله) وهكذا
فهي كـ (يؤذيني ابن آدم)
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
لا يظهر لي فرق أخي الحمادي فكلها أفعال العبد تجاه الله تعالى :
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي} {لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ } ونحوها ..
وما ذكرته يختلف لأن صفة الغضب والرضا ثابتة بنسبتها فعلاً لله تعالى {رضي الله عنهم} {وغضب الله عليه} ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بصرف النظر عن مناقشة ما سبق مناقشته، وبصرف النظر عن ثبوت الصفة، فإنَّ البحثَ هو في إثبات صفة
إلا أنَّ مداخلتي متعلقةٌ بالمثال المذكور، ولايخفى عليك أخي أبا عمر أنَّ هناك فرقاً بين الأفعال اللازمة والمتعدية
فيغضبني ويرضيني متعديان، فالأول من (أغضب) والثاني من (أرضى)، وليسا من (غضب ورضي)
فـ (أغضبتك) تسببتُ في غضبك
و (آذيتك) تسببتُ في أذاك
بينما (يرجو) من رجا
و (يخاف) من خاف
وهكذا...
هذا وجه الإشكال في المثال
أقول هذا إيراداً على المثال لا تقريراً لأصل المسألة
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
فهمتك الآن لكن مازال الإشكال غير وارد لأن الرجاء يتعدى بنفسه أيضاً :
رجوتك .. دعوتك .. ورأيتك خفتك كلها أفعال متعدية كذلك ..
وأنا لم أقصد الحصر فخذ من النصوص ما شئت .. {يحاربون الله} (شتمني عبدي) ..
فليس المقصود بنية الفعل بل المهم أنه فعل العبد المتعدي بنفسه مثل {يؤذيني} ..
وفقك الله
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي أبا عمر وفقه الله، تأمل فيما يلي:
(رجوتك) أنا الراجي، وأنت المرجو
و(خِفتُك) أنا الخائف، وأنت المخوف
و(حاربتك) أنا المحارِب، وأنتَ المحارَب
و(دعوتك) أنا الداعي، وأنت المدعو
و(أحببتك) أنا المحب، وأنت المحبوب
ولاحظ ما يلي:
(أغضبتك) من الذي قام به الغضب؟ أنا ارتكبتُ ما أدَّى إلي غضبكَ، فالغضب قام بك أنتَ
(آذيتك) من المؤذَى؟ أنا ارتكبتُ ما أدَّى إلى تأذِّيكَ، فالأذى حصلَ لك أنتَ
وهكذا،، بينما في الأمثلة السابقة الرجاء والخوف والمحبة وغيرها وقعت مني أنا
وأعتذر للتأخر، فلم أرَ مشاركتك إلا الآن
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
لا داعي للاعتذار أخي الحمادي :
لكن لو دققنا فلا فرق :
أغضبتك : أنا الـمُغضِب وأنت الـمُغضَب .
آذيتك : أنا المؤذي (لا تاخذها بجد) وأنت المؤذَى .
==
أحببتُك (هذي خذها بجد) أنا المحب وأنت المحبوب .
رأيتك : أنا الرائي وأنت المرئي ..
وهكذا ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
سآخذ المحبة بجدٍّ، جعل الله محبتنا خالصة لوجهه موجبةً لرضوانه
إذن من الذي قامت به صفة المحبة والرجاء والخوف؟ كما في الأمثلة السابقة (رجوتك وخفتك وأحببتك)
ومن الذي قامت به صفة الغضب والرضى والتأذي؟ كما في الأمثلة السابقة (أغضبتك وأرضيتك وآذيتك)
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
كلها قامت بي أنا الفاعل لها :الرجاء والحب والخوف والإغضاب والإرضاء والإيذاء ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
حسناً أخي عدنان :
أعتقد أني أخت كفايتي من هذا الحوار ، فقد فهمت عني مقصدي رضيته أم لا .
لكن أنا حتى الآن لم تجبني عن سؤالين مهمين في نظري لأني بناء عليهما سأنسب لك قولك حتى لا أتزيد عليك : أجبتني على سؤالي حسب قولي وأنا لا أريد ذلك .
أريد أن تقول لي : حسب المنهج الذي تراه أنت إذا أثبت صفة من النصوص كالتأذي أو غيرها دون أن تعرف قائلاً بها من الأئمة فهل تنسب إثباتها للسلف ؟
وسؤال أخر سألتك وأجلت الكلام عليه وهو : أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي :
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة .. وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون .. وأنه يُدعى ..وأنه ..يُرجى .. وأنه يُخاف ويُخشى .. ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص ؟
/// لو أذن الأخوان الكريمان..
بالنِّسبة إلى سؤاليك فقد تقدَّم الجواب عنهما يا أبا عمر..
أمَّا لأول فقد قلت في مشاركة سابقة:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// لم أقل إنِّي ألتزم هذا فقط، بل هذا الظَّاهر من تصرُّف جميع من أعرفهم من أهل العلم، ومنهم من ذكرت أسماء كتبهم في السُّنَّة وابن تيميَّة و...، يثبتون الصِّفة ويوردون الدليل الدال عليها، ولا يعوِّلون على ذكر شيءٍ من أقوال السَّلف في الباب (غالبًا).
/// وهاك تلك الكتب التي مثَّلتَ بها، ارجع إليها وقارن فهل ترى فيها ما ذكرتَه من منهجك وقاعدتك، أوما ذكرته أنا وأعلمه من تصرُّف أهل العلم سلفهم وخلفهم فيها... الخ.
/// وأمَّا سؤالك الثَّاني فهذا جوابه وقد تقدَّم أيضًا:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// وفيك بارك.. ولكنِّي -يا أخي- ما زلتُ أحيلك على ما تقدَّم ذكره مرارًا ممَّا تسأل عنه وقد تكرَّر تقريره وبيانه.
/// فالدليل -كما تقدَّم- على أنَّ الأذى يقوم أويلحق الخالق تعالى قوله تعالى في الحديث القدسي: (يؤذيني ابنُ آدم)؛ فابن آدم هو الفاعل لفعل الأذى، وياء يؤذيني هي المفعول به الأذى، إن أعربته نحوًا وبيَّنتُ معناه.
/// فإنَّ الذي وقع به الأذى هو الخالق، والذي وقع منه الأذى هو المخلوق.
كما بيَّنتُ لك في الغضب: الذي وقع منه الإغضاب هو المخلوق، والغضب قام بالخالق.
/// ولهذا لو لم يكن المعنى كذلك لكان الواجب أن يقال -بكلام عربيٍّ مبينٍ-: يحاول ابن آدم أذيَّتي ولا يقدر، أو لا أتأذَّى، أو نحو ذلك من وجوه البيان الذي يحصل به الإفهام، تمامًا كما قال في نفي الضَّرر في قوله تعالى: (لن تبلغوا ضرِّي فتضرُّوني).
/// أمَّا مسألة التَّلازم بين قيام صَفة (التأذِّي) بالخالق، وفعل سببها من قبل المخلوق، فقد تقدَّم أنَّه لا مانع من ذلك ولا إشكال فيه إذا فُهم أنَّ ذلك من تقدير الله وتسبيبه، ولو شاء أن لا يكون لقدَّره تعالى.....
تتمَّة: وبالنَّسبة لحوارك مع أبي محمد:
الإغضاب قام من اليهود مثلًا، والله هو الذي قام به الغضب فهو الذي غضب عليهم سبحانه وتعالى.
والإيذاء قام من السَّابِّ للدَّهر، والأذى أوالتأذِّي من هذا السَّبِّ قام بالله، فهو الذي تأذَّى، فصبر على عباده.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
كلها قامت بي أنا الفاعل لها :الرجاء والحب والخوف والإغضاب والإرضاء والإيذاء ..
مزيداً من التأمل يا أبا عمر وفقك الله
الإغضاب والإيذاء والإرضاء وقعت مني، ولكن من الذي قامت به هذه الصفات
أعني: (الغضب والتأذي والرضى)؟
لعلك تتأمل فيها جيداً محاولاً الربط بين المثال الذي بدأتَ به وما أوردتُ عليه من إشكال
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي الحمادي تأملت كثير اً فلم يتبين لي وجه الإشكال :
نحن كلامنا عن نص يرد فيه فعل المخلوق تجاه الله تعالى مثل (يؤذون الله)
هل يُفهم من هذا بمجرده أن الصفة الانفعالية تتعدى فتقوم بالله تعالى ؟
الأخ عدنان يقول : نعم ، ويكتفي بتطبيق قواعد السلف ولو لم يرد بذلك نص عنهم يؤكد هذا .
أنا قلت له : الأمر محتمل ، ويحتاج إلى نص عن السلف يؤكد هذا .
==
ثم أشكل علي أمر وهو سائر النصوص التي أثبتت بعض الأفعال التي تقوم بالعبد من مثل ما ذكرته لك هل يلزم منها كلها مثل الأذى ؟ وكيف يكون اشتقاق الصفة .
فالرجاء الذي هو فعلي ماهي الصفة الانفعالية التي تقوم بالله تعالى ؟
والخوف الذي يقوم بي ما هي الصفة الانفعالية التي تقوم به تعالى ؟
والمحاربة التي هي فعل العبد ما هي الصفة الفعلية التي تقوم بالله تعالى ؟
وهكذا .
===
ربما تقصد أني أغضبتك فقام بك أنت غضب ..
إذا أذا كان هذا قصدك فهو صحيح لكن لا فرق عند التحصيل ..
ولذلك أنا تجنبت ما ثبت فيه النص فالغضب لله ثابت لأنه نسبه تعالى لنفسه وكذلك الرضا {وغضب الله عليه}{رضي الله عنهم}.. وأما التأذي فلم يأت به نص ، إنما جاء عن الله تعالى ورسوله أن العباد يؤذونه .
، ولم يأت أنه يتأذى .
فالأخ عدنان يقول إنه لازم وإنه مجرد اشتقاق .
ولهذا أحببت أن أعرف كيف يتعامل الأخ عدنان مع سائر النصوص التي فيها أفعال أخرى من العباد تجاه ربهم تبارك وتعالى .
أرجو أن أكون وضحت مرادي ..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
ربما تقصد أني أغضبتك فقام بك أنت غضب ..
إذا أذا كان هذا قصدك فهو صحيح لكن لا فرق عند التحصيل ..
ولذلك أنا تجنبت ما ثبت فيه النص فالغضب لله ثابت لأنه نسبه تعالى لنفسه وكذلك الرضا {وغضب الله عليه}{رضي الله عنهم}.. وأما التأذي فلم يأت به نص ، إنما جاء عن الله تعالى ورسوله أن العباد يؤذونه .
..
هذا هو المراد وفقك الله
وقولك (لا فرق عند التحصيل) بل الفرق كبير جزاك الله خيراً
وقولك (ولذلك أنا تجنبت ما ثبت فيه النص... وأما التأذي فلم يأت به نص)
فأقول: لم يأت نصٌّ بلفظ (التأذِّي) هذا صحيح، ولا تخالَف فيه
ولكن جاءت نسبة الأذى إلى الله تعالى، وأنَّ ابنَ آدم يؤذيه، فدلَّ على لحوق الأذى به سبحانه وتعالى، ويبقى البحث بينك وبين الشيخ عدنان في:
هل يلزم لإثبات الصفة ورودها في النصوص باللفظ نفسه؟
وقد أوردَ عليك الشيخ عدنان بعض الصفات كالاستواء وغيره، فهي صفة من صفات الله
ومع ذلك لم ترد في النصوص إلا بلفظ الفعل
سبق أني لا أريد الدخول في هذه المسألة، ولكن الذي قصدت إليه من مداخلتي يا أبا عمر
هو أنَّ اعتراضك على الشيخ عدنان بما ذكرتَ في سؤالك الثاني اعتراضٌ في غير محلِّه
حيث قلتَ نفع الله بك في المشاركة رقم (124):
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي :
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه ..يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص ؟
..
فبينتُ لك أنَّ هذا السؤالَ لا يناسب المسألةَ محلَّ البحث
فإنَّ هذه الأسئلة كلها تتعلق بصفات قامت بالعبد
فالمحبة والرجاء والخوف والخشية صفات قامت بالعبد
وأما السؤال المناسب لمحل البحث فهو:
(يغضبني أويرضيني ابن آدم) كـ (يؤذيني ابن آدم)
و (يغضبون أو يرضون الله ورسوله) كـ (يؤذون الله ورسوله)
فالصفتان (الرضى والغضب) صفتان لله تعالى لا للمخلوق؛ أعني فيما يفهم من الصيغة السابقة
وعلى وزنها تماماً (يؤذون الله ورسوله) و (يؤذيني ابن آدم)
وفي المشاركة رقم (129) وما قبلها وما بعدها توضيح لهذا المعنى
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أخي أبو عمر... وفقك الله
قلت لك سلفًا أنا لا أقول ((باشتقاق الصِّفة)) حتَّى لو لم تكن صريحة الدلالة، بل إثباتها من ظاهر النُّصوص، ومنها: الأذى أوالتأذِّي.
وفقنا الله ونفع بنا جميعًا
/// جزاك الله خيرًا أخي أبومحمد، ونفع بمداخلتك، وجوابك ههنا مطابقٌ لمرادي، فبارك الله فيك.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
حسناً أخي الحمادي لنخرج من عنق الزجاجة هذا :
ما رأيك في قوله تعالى : {إن الذين يحاربون الله ورسوله} ..
وقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه : (شتمني با آدم) و(كذبني ابن آدم)
هل هي مثل : {إن الذين يؤذون الله ورسوله} .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
جزاى الله الشيخ الحمادي خيراً، أظن أن تدخلك مهم _ حفظك الله _في دفع البحث قليلاً.
قلتَ _ عفا الله عنك _ :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي
فأقول: لم يأت نصٌّ بلفظ (التأذِّي) هذا صحيح، ولا تخالَف فيه
ولكن جاءت نسبة الأذى إلى الله تعالى، وأنَّ ابنَ آدم يؤذيه، فدلَّ على لحوق الأذى به سبحانه وتعالى ، ويبقى البحث بينك وبين الشيخ عدنان في:
هل يلزم لإثبات الصفة ورودها في النصوص باللفظ نفسه؟
وقد أوردَ عليك الشيخ عدنان بعض الصفات كالاستواء وغيره، فهي صفة من صفات الله
ومع ذلك لم ترد في النصوص إلا بلفظ الفعل.
أقول:
كلامك _ حفظك الله _ سديد متين يدل على وقوفك على مصدر الخلاف هنا.
قال الشيخ العثيمين _ رحمه الله _ في شرحه للقاعدة الثانية من قواعده في الصفات _ باب الصفات أوسع من باب الأسماء _ ( الشرح المسموع الثاني / الشريط الرابع / أ ) :
" كل فعلٍ يفعله الله فإنه يصح أن يشتق منه صفة ولكن لا يشتق منه اسم ". اهــــ
وقد قلتَ حفظك الله أن ( التأذي ) كصفة لم يأتي التنصيص عليه وهذا متّفقٌ عليه هنا بين المتحاورين، وأُضيف أن فعل ( يتأذى ) لم يرد به النص أيضاً.
فأنا أسأل الشيخ عدنان _ وفقه الله _: أين جاء الفعل ( يتأذى ) مسنداً إلى الله في الكتاب أو السنة فنشتق منه صفة لله ؟
ويدل على تجنب الكلام عن ( تأذيه ) _ سبحانه وتعالى _ ما يعبر به الشراح من قولهم ( يلحقه الأذى ) ولم يقل أحد بأنه _ تعالى _ ( يتأذى ) وهذا تكرر في كلام أهل العلم، وكلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم _ رحمهما الله _ كله في إثبات أنه _ سبحانه وتعالى _ ( يصبر على ما يؤذيه ) ويتجنبون الكلام عن ( تأذيه ) وكذلك الشيخ البراك _ رحفظه الله_ عبّر بقوله ( يلحقه الأذى ).
أضف إلى ذلك تفسير شيخ الإسلام ( للأذى ) الذي يلحق الرب _ عز وجل _ وما نقله عن الخطابي مقراً له من أنه ( ما خف أمره وضعف أثره من الشر والمكروه ) فهذا بلا شك متوجهٌ إلى ما يلحق بالرب _ عز وجل_ من ( الأذى ) ولا يصح أن يفسر به فعله سبحانه وتعالى.
أمّا إيراد الشيخ الحبيب عدنان _ زاده الله توفيقاً _ عن صفات الاستواء والمجيء والنزول فلا محل له هنا لأن ( استوى ) و( جاء ) و ( ينزل ) كلها قد جاء النص عليها على أنها أفعالٌ لله _ عز وجل_ وقد تقدم أن كل فعلٍ للرب _ جل وعلا_ يصح أن يشتق منه صفة.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الكناني
حسناً أخي الحمادي لنخرج من عنق الزجاجة هذا :
ولم الخروج من عنق الزجاجة يا أبا عمر؟
سبق أني لا أريد الدخولَ في هذا النقاش، وإنما هو تعقيبٌ لي على المثال الذي أوردتَه لا أكثر
فالمثال الذي أوردته مثالٌ غير مطابق للمسألة، هذا ما أحببتُ بيانه وفقك الله
وأما المسألة فقد حصل فيها من الحوار ما يكفي
وأشكر جميع الإخوة، وأسأل الله أن يصلح النيات، ويغفر الزلات، وأن يجزيَ كلاً بقدر نيَّته
وأستأذن أخي الشيخ عدنان وجميع الإخوة في إغلاق هذا الموضوع
فقد قيل فيه ما يكفي، وحصل من الخروج عن الموضوع ما اضطرني لحذف بعض المشاركات
في حينها، بل حصل فيه إساءةٌ وتعدي، غفر الله للجميع