قراءة الكتاب عدة مرات عند أهل العلم

المعروف عن الشناقطة اعتناؤهم بالحفظ غالبَ أوقاتهم، ويكادون يتفردّون في العالم الإسلامي بذلك، وفرعُ ذلك اعتناؤهم بالتكرار؛ فهو عندهم سياج علمهم، ومربط حراسته، لا يختلف في ذلك كبيرهم عن صغيرهم ولا المنتهي فيهم عن المبتدي منهم، وهذا ما جعلهم أصحاب الاختصاص في فنّ التكرار، وأذكر أنّ الشيخ سالما ولد عدّود رحمه الله ذكر أنّ من مساوئ طريقة الشناقطة؛ عدم اعتنائها بكثرة المقروء لانشغالها بكثرة التكرار والمراجعة، لكنّ فائدة ذلك: الضبطُ المحكم والإتقانُ الشديد لذلك المحفوظ؛ بالطريقة التي تجعل النسيان في آخر قائمة المعوّقات عندهم.
واعتبار الشيخ لذلك من المساوئ - فيما أرى - إنما هو من باب ما يجري على لسان الموسوعيين من العلماء؛ حين يفوتهم ما لو قوبل بما يحملون من آلة العلم ورصيده؛ لما عُدَّ بذاك...
وعليه؛ فإن التكرار هو إكسير العلم بعد الفهم، ومن قدر على ألاّ يخطئه كوسيلة للتحصيل الجادّ فليفعل، فإنّه عقاله؛ متى ما رأيت أنّ النسيان يتربص بك...

موضوع رائع ( للرفع )
ولأشارككم :
لم أكرّر - إلى الآن - قراءةَ كتابٍ أكثر من 3 مرّات ، فإنّي بعدَها لا أستسيغُه إلا بعد سنوات ، وما زالتِ السنوات لم تأتِ بعدُ ، ذلكَ أنّهُ بعدَ سنواتٍ سيستحيلُ مَذاقًا يختلفُ تمامًا عن طعمِه الآن فيلذّ ويطيب !