-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
106 - هل يعرف الميت من يزوره ؟
جاء في بعض الأحاديث إذا كان يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ولكن في إسناده نظر ، وقد صححه ابن عبد البر رحمه الله.( 13 / 335 )
107 - ما صحة حديث إذا مررتم بقبر كافر فبشروه بالنار ؟
لا أعرف له طرقا صحيحة. ( 13 / 337 )
108 - صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((روح المؤمن طائر معلق في شجر الجنة)) [1] رواه الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح . ( 11 / 118 )
[1] رواه الإمام أحمد في ( مسند المكيين ) برقم ( 15216 ) بلفظ (( إنما نسمة المؤمن )) ، وابن ماجه في ( كتاب الزهد ) برقم( 4261 ).
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
109 - حديث: (يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك)[1] لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في المقبرة بنعليه هل يعمل به؟ وهل ينكر على من مشى بنعليه في المقبرة؟
الحديث لا بأس به ، ولا يجوز أن يمشى بالنعال في المقبرة إلا عند الحاجة ، مثل وجود الشوك في المقبرة ، أو الرمضاء الشديدة ، أما إذا لم يكن هناك حاجة فينكر عليه ، كما أنكر صلى الله عليه وسلم على صاحب السبتيتين ، ويعلّم الحكم الشرعي. ( 13 / 355 )
110 - يوجد حديث عند الإمام البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه). وحديث آخر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ترفض هذا القول وتقول: حسبكم القرآن: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[2] فما جوابكم أثابكم الله عن هذه المسألة؟ هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، أم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ؟
ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الميت يعذب بما يناح عليه)[3] وفي رواية للبخاري: (ببكاء أهله عليه)[4] والمراد بالبكاء النياحة وهي رفع الصوت ، أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر ، وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء وهو المسمى بالنياحة، والرسول صلى الله عليه وسلم قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم وأن يتحلوا بالصبر ويكفوا عن النوح ، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب ، كما قال عليه الصلاة والسلام لما مات ابنه إبراهيم: (العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة وهذا مستثنى من قوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فإن القرآن والسنة لا يتعارضان ، بل يصدق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر فالآية عامة والحديث خاص والسنة تفسر القرآن وتبين معناه فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة ولا تعارض بينها وبين الأحاديث ، وأما قول عائشة رضي الله عنها فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على قولها وقول غيرها لقول الله سبحانه: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)[5] وقوله عز وجل: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[6] والآيات في هذا المعنى كثيرة ( 13 / 417 )
111 - ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كسر عظم الميت ككسره حياً) ( 13 / 366 ) ( 22 / 349 )
[1]ـ رواه الإمام أحمد في ( مسند البصريين ) برقم ( 20260 ـ20263 ) , وأبو داود في ( الجنائز) برقم( 3230 ) , وابن ماجة في ( الجنائز ) برقم ( 1568 )
[2]ـ سورة الأنعام , الآية 164 .
[3] ـ رواه الإمام أحمد في ( مسند الكوفيين ) من حديث المغيرة بن شعبة برقم ( 17737 ) , والبخاري في( الجنائز ) , باب ما يكره من النياحة على الميت برقم ( 1291 ) , ومسلم في ( الجنائز ) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه برقم ( 933 ) .
[4] ـ رواه البخاري في ( الجنائز ) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " برقم ( 1288 ) .
[5] ـ سورة الشورى , الآية 10 .
[6] ـ سورة النساء الآية 59 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
112 - ما صحة حديث الأعرابي أنه قال : يا رسول الله ، لم أجد شيئا أثوبه لأمي؟ قال : (( صل لها )) ؟
هذا الحديث لا أصل له ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم ، ولا يشرع لأحد أن يصلي عن أحد في أصح قولي العلماء إلا ركعتي الطواف في حق من حج أو اعتمر عن غيره ، وهكذا القراءة للغير والتسبيح والتهليل للغير تركه أولى ؛ لعدم الدليل عليه ، وإنما يصلي الإنسان ويقرأ ويسبح ويهلل ويذكر الله بأنواع الذكر من أجل طلب الثواب ( 8 / 309 )
113 - حديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)).
هذا كلام ليس بحديث بل هو من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقيل من كلام سهل بن عبد الله التستري، حسب ما ذكره العجلوني في كشف الخفاء.(26 / 234 )
114 - يروى حديث: ((أن الشياطين تلعب بالميت)) هل هذا صحيح؟
هذا باطل ولا أصل له فيما نعلم من الشرع المطهر ( 26 / 341 )
115 - بعض المصلين بحي دار النعيم ببور سودان يقولون ذات يوم في مسجدنا خطب علينا أحد مدعي العلم بعد أن صلى بنا صلاة الظهر ، حدثنا فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما توفيت زوجته خديجة ذبح عليها ناقة وأقام عليها العزاء لمدة ثلاثة أيام وقال : إن ذلك جاء في حديث قتادة . ثم ساق حديثا آخر رفض أن يبين راويه فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا شجرة وعلي ساقها وفاطمة فروعها والحسن والحسين ثمارها . ثم أورد حديثا ثالثا قال فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادفه يوما بأحد جبال مكة رجل يهودي ، فقال لها : ألم تؤمن بي ؟ قال اليهودي : لا أو من بك ، فقال له : ادع تلك الشجرة ، فقال لها : إن محمدا يدعوك فجاءت إليه تضلله بأغصانها وتجر جذورها ، فقال لها : من أنا قالت : إنك محمد رسول الله ، فنطق اليهودي بالشهادتين بعد ذلك ثم صعدت الشجرة إلى السموات وطافت حول العرش والكرسي واللوح والقلم ، وطلبت من الله الإذن لها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : أيها اليهودي : قبل كفي وقدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ساق قصة أخرى فقال : إن عثمان بن عفان رضي الله عنه وجد رجلا يطوف بالكعبة فقال له إنك زان ، فقال له : كيف عرفت ذلك ؟ قال : عرفته في عينيك ، فقال الرجل : أنا لم أزن ولكني نظرت إلى يهودية ، فقال الرجل لعثمان رضي الله عنه : وهل عرفت ذلك بالوحي ؟ قال لا ، ولكنها فراسة المؤمن ، ولما طولب بالأدلة كاد أنصاره أن يفتكوا بنا نرجو معرفة رأي الشرع في ذلك ؟
هذه الأخبار التي ذكرها هذا الواعظ كلها باطلة ومكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل لها ، فلم يفعل عزاء عند موت خديجة رضي الله عنها .
ولم يذبح ناقة ولم يدع الناس إلى عزاء ، كما يفعل بعض الناس اليوم . وكان عليه الصلاة والسلام يدعو لخديجة رضي الله عنها كثيرا ، وفي بعض الأحيان يذبح الشاة ويوزعها على خليلاتها وصديقاتها من باب الهدية والإحسان ، ويدعو لها ويحسن إليها بالدعاء .
وهكذا ما قاله عن الشجرة كل هذا باطل ولا أصل له ، وكذلك ما قال عن اليهودي ، كل هذا كذب من كذب المفترين المجرمين . وكذلك ما روي عن عثمان رضي الله عنه مع الرجل ، وقتادة ليس بصحابي بل هو تابعي .
فالمقصود أن هذه الأخبار الأربعة كلها باطلة ولا صحة لها ، لكن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنه دعا بعض الشجر فانقاد له وذلك من علامات النبوة ، والقصة ثابتة في صحيح مسلم وذلك أنه في بعض أسفاره أراد أن يقضي حاجته فدعا شجرتين فالتأمتا وجلس بينهما حتى قضى حاجته ، ثم رجعت كل شجرة إلى مقرها ، وذلك من آيات الله سبحانه ومن دلائل قدرته العظيمة وأنه جل وعلا يقول للشيء كن فيكون ، وذلك أيضا من دلائل صدق رسول الله وأنه رسول الله حقا وهذا غير الخبر الذي ذكره هذا المفتري . فينبغي التحذير من هؤلاء الكذابين ، وينبغي للواعظ أن يتقي الله سبحانه إذا وعظ الناس ، وأن يذكرهم بما ينفعهم في دينهم من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة النبوية وفيها الكفاية والشفاء ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) رواه مسلم في صحيحه ، وقال عليه الصلاة والسلام : (من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار) متفق على صحته . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ( 6 / 450 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الزكاة
1 - صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز ، يعذب به صاحبه ))([1]) ( 14 / 31 )
2 - ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت عليه وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب فقال " أتعطين زكاة هذا " ؟ قالت لا فقال " أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار" ؟ قال الراوي وهو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت هما لله ولرسوله رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح ( 4 / 125 ) ( 6 / 442 ) ( 14 / 83 ))
3 - خرج أبو داود بإسناد جيد عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تلبس أوضاحاً من ذهب فقالت : يا رسول الله أكنز هو ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (( ما بلغ أن تؤدَّى زكاته فزكي فليس بكنز )) ([2]) . ( 14 / 86 ))
([1] ) رواه الإمام مالك في الموطأ ( كتاب الزكاة ) باب ما جاء في الكنز برقم 595
([2] )رواه أبو داود في ( الزكاة ) باب الكنز ما هو وزكاة الحلي برقم 1564
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الزكاة
4 - أخرج أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها بسند صحيح قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدي فتخات من ورق فقال " ما هذا يا عائشة " ؟ فقلت صنعتهن أتزين لك يا رسول الله قال " أتؤدين زكاتهن " ؟ قلت لا أو ما شاء الله قال (( هو حسبك من النار ))([1]) . وقد صححه الحاكم كما ذكر ذلك الحافظ حجر في بلوغ المرام ( 4 / 125 ) ( 14 / 87 - 91 )
5- يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ليس في الحلي زكاة )) ([2]) فهو حديث ضعيف لا يصلح للاحتجاج ولا يقوى على معارضة أو تخصيص هذه النصوص المتقدم ذكرها ، بل قال الحافظ البيهقي : ( إنه حديث باطل لا أصل له ) نقل عنه ذلك الحافظ الزيلعي في نصب الراية ، والحافظ ابن حجر في التلخيص . ( 14 / 87 - 102 - 105)
6 - روى أحمد وأبو داود بإسناد حسن ، واللفظ لأبي داود ، عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كانت لك مائتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً ، فإذا كان لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار فما زاد فبحساب ذلك وليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول ))([3]) ( 14 / 89 )
([1] )رواه أبو داود في ( الزكاة ) باب الكنز ما هو وزكاة الحلي برقم 1565
([2] )رواه الدار قطني في باب ( زكاة الحلي ) برقم 1926 ، وقال : أبو حمزة هذا ميمون ضعيف الحديث .
([3] )رواه أبو داود في الزكاة ( باب زكاة السائمة ) برقم 1572
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الزكاة
7 - روى أبو داود بإسناد حسن ، عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : (( أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نخرج الصدقة مما نعده للبيع ))([1]) . ( 14 / 123 - 183 )
8 - ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات )) ([2]) . ( 14 / 200 )
9 - السر - في الصدقة - أفضل ، للحديث الذي رواه الجماعة بإسناد حسن عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) ( 5 / 393 )
([1] ) رواه أبو داود في ( الزكاة ) ، باب ( العروض إذا كانت للتجارة ) برقم : 1562 .
([2] )رواه أبو داود في ( الزكاة ) باب زكاة الفطر برقم (1609 )، وابن ماجة في ( الزكاة ) باب صدقة الفطر برقم 1827
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
1 - ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بالصيام " ([1]) وله شاهد حسن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما . ( 15 / 61 ،64، 91 )
2 - ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أعرابياً شهد عنده بأنه رأى الهلال ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أتشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله " قال : نعم ، فأمر بالصيام ([2]) . ( 15 / 61 )
3 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا " ([3]) ( 15 / 61 )
([1] ) رواه أبو داود في ( الصوم ) باب شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان برقم 2342
([2] ) رواه الترمذي في ( الصوم ) باب ما جاء في الصوم بالشهادة برقم 691
([3] )رواه أحمد في ( مسند الكوفيين ) حديث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم 18416 ، والنسائي في ( الصيام ) باب قبول شهادة الرجل الواحد على شهر رمضان برقم 2116
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
4 - ثبت عن الحا رث بن حاطب رضي الله عنه أنه قال : " عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك للرؤية فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما " ([1]) . ( 15 / 61 - 92 )
5 - أما قوله صلى الله عليه وسلم : " فإن غم عليكم فاقدروا له "فمعناه على أصح القولين فعدوا له ثلاثين ، كما جاء ذلك مصرحاً به في رواية مسلم في صحيحه بلفظ : " فاقدروا له ثلاثين " ([2]) وفي لفظ للبخاري : " فأكملوا العدة ثلاثين " . والأحاديث يفسر بعضها بعضاً ، وفي رواية للبخاري من حديث أبي هريرة : " فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً " . وأما قول من قال : " فاقدروا له " أي ضيقوا عليه واجعلوه تسعاً وعشرين " فهو قول غير صحيح والأحاديث الصحيحة تبطله ، والله اعلم . ( 15 / 80 )
6 - صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الفطر يوم يفطر الناس ، والضحى يوم يضحي الناس " أخرجه الترمذي عن عائشة بإسناد حسن . وخرج الترمذي أيضاً بإسناد جيد عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون ". ( 15 / 86 ، 89)
([1] )رواه أبو داود في ( الصوم ) باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال برقم 2338
([2] )رواه مسلم في ( الصيام ) باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1796
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
7 - أخرج أحمد والنسائي بإسناد حسن عن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب رضي الله عنهما عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وانسكوا لها فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا " ( 15 / 147 )
8 - هناك قول يتردد على ألسنة بعض الناس وهو (يوم صومكم يوم نحركم) وبعضهم يقول إنه أثر فهل هذا صحيح يا سماحة الوالد نرجو الإفادة وفقكم الله وأطال عمركم على طاعته؟
لا أعلم له أصل شرعي، ولا أعلم أنه ورد في ذلك حديث يعتمد عليه ( 26 / 369 )
9 - روى أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع " ([1]) رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد حسن ( 15 / 223 ، 224 )
([1] )رواه الإمام أحمد في ( مسند البصريين ) من حديث أنس بن مالك برقم 19814 ، والنسائي في ( الصيام ) باب وضع الصيام عن الحبلى برقم 2315
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
10 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ، ومن استقاء فعليه القضاء " ([1]) . خرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ( 15 / 265 )
11 - روى الإمام أحمد رحمه الله بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمي ماتت وعليها صوم رمضان أفأصوم عنها ؟ قال : " أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء " ( 15 / 372 - 374 )
12 - حديث : " من مات وعليه صوم صام عنه وليه " الشيء الذي أعرف أنه محمول على صوم النذر ، لكن أحد العلماء ذكر في البرنامج أنه صوم رمضان ، فهل هذا صحيح أم الصحيح ما أعرفه؟
الصواب أنه عام وليس خاصاً بالنذر ، وقد روي عن بعض الأئمة كأحمد وجماعة أنهم قالوا : إنه خاص بالنذر ، ولكنه قول مرجوح ولا دليل عليه ، والصواب أنه عام ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من مات وعليه صيام صام عنه وليه " متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها . ولم يقل صوم النذر ولا يجوز تخصيص كلام النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالدليل ؛ لأن حديث النبي عليه الصلاة والسلام عام يعم صوم النذر وصوم رمضان ، إذا تأخر المسلم في قضائه تكاسلاً مع القدرة ، أو صوم الكفارات ، فمن ترك ذلك صام عنه وليه ، والولي هو القريب من أقاربه . وإن صام غيره أجزأ ذلك ، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ، سأله رجل قال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفاصوم عنها ؟ قال : " أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيه ؟ اقضوا الله فإن الله أحق بالوفاء " ([2])
وسألته امرأة عن ذلك قالت: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصوم عنها قال : " أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله أحق بالوفاء ([3]) . وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة قالت : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم رمضان أفأصوم عنها ؟ قال : " صومي عن أمك " ، فأوضحت أنه رمضان فأمرها بالصيام ، والأحاديث كثيرة دالة على قضاء رمضان وغيره ، وأنه لا وجه لتخصيص النذر ، بل هو قول مرجوح ضعيف ، والصواب العموم هكذا جاءت الأدلة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام .
ولكن إذا كان المفطر في رمضان لم يفرط بل أفطر من أجل المرض أو من أجل الرضاع أو الحمل ، ثم مات المريض ، أو ماتت الحامل ، أو ماتت المرضعة ولم تستطع القضاء ، فلا شيء عليها ولا على الورثة لا قضاء ولا إطعام ؛ للعذر الشرعي وهو المرض ونحوه . أما إن شفي من مرضه وأمكنه الصوم فتساهل فيقضى عنه ، والمرضعة والحامل إن استطاعتا أن تقضيا بعد ذلك فتساهلتا فهما يقضى عنهما ( 15 / 373 ) ( 25 / 209 )
([1] )رواه ابن ماجة في ( الصيام ) باب ما جاء في الصائم يقيئ برقم 1676
([2] )رواه بنحوه مسلم في ( الصيام ) باب قضاء الصيام عن الميت برقم 1148 ، النسائي في السنن الكبرى ( كتاب الصوم ) باب صوم الحي عن الميت برقم 2909
([3] )رواه الإمام أحمد في ( مسند المكثرين من الصحابة ) مسند عبد الله بن عباس برقم 2014
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
13 - لقد قرأت في صحيح الجامع الحديث رقم (397) تحقيق الألباني وتخريج السيوطي (398) صحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان)). ويوجد حديث آخر خرجه السيوطي برقم (8757) صحيح، وحققه الألباني في صحيح الجامع برقم (4638) عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: كانت أحب الشهور إليه – - صلى الله عليه وسلم- أن يصومه ، شعبان ثم يصله برمضان)) فكيف نوفق بين الحديثين ؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلاً ، كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة . أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف ، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة ( 15 / 385 ) ( 25 / 219 )
14 - ما رأي سماحتكم فيمن يقول أن صوم الست من شوال بدعة وأن هذا رأي الأمام مالك ، فإن احتج عليه بحديث أبي أيوب " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " قال : في إسناده رجل متكلم فيه ؟
هذا القول باطل ، وحديث أبي أيوب صحيح ، وله شواهد تقوية وتدل على معناه . ( 15 / 389 )
15 - جميع الأحاديث الواردة في الاغتسال يوم عاشوراء والكحل والخضاب وغير ذلك مما يفعله أهل السنة يوم عاشوراء ضد الشيعة فهو موضوع ما عدا الصيام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ج4 ص513 ما نصه: (وقوم من المتسننة رووا ورويت لهم أحاديث موضوعة بنوا عليها ما جعلوه شعاراً في هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - يعارضون به شعار ذلك القوم -يعني الرافضة- فقابلوا باطلاً بباطل وردوا بدعة ببدعة، وإن كانت إحداهما -يعني بدعة الرافضة- أعظم في الفساد وأعون لأهل الإلحاد مثل: الحديث الطويل الذي روي فيه: ((من اغتسل عاشوراء لم يمرض ذلك العام، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام)) وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء والمصافحة فيه ونحو ذلك، فإن هذا الحديث ونحوه كذب مختلق باتفاق من يعرف علم الحديث، وإن كان قد ذكره بعض أهل الحديث، وقال: إنه صحيح وإسناده على شرط الصحيح، فهذا من الغلط الذي لا ريب فيه كما هو مبين في غير هذا الموضع، ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الاغتسال يوم عاشوراء ولا الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، ولا فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي رضي الله عنهم، ولا ذكر مثل هذا الحديث في شيء من الدواوين التي صنفها علماء الحديث لا في المسندات كمسند أحمد وإسحاق وأحمد بن منيع الحميدي والدالاني[1] وأبي يعلى الموصلي وأمثالها، ولا في المصنفات على الأبواب كالصحاح والسنن، ولا في الكتب المصنفة الجامعة للمسند والآثار مثل موطأ مالك ووكيع وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأمثالها)
انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه (لطائف المعارف) عند الكلام على صوم عاشوراء ما نصه: وكل ما روي في فضل الاكتحال في يوم عاشوراء والاختضاب والاغتسال فيه فموضوع لا يصح، وأما الصدقة فيه فقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((من صام عاشوراء فكأنما صام السنة ومن تصدق فيه كان كصدقة السنة)) أخرجه أبو موسى المديني.
وأما التوسعة فيه على العيال، فقال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء ((من وسَّع على أهله يوم عاشوراء)) فلم يره شيئاً. وقال ابن منصور: قلت لأحمد: هل سمعت في الحديث ((من وسَّع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة))، فقال: نعم. رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، وكان من أفضل أهل زمانه أنه بلغه أنه ((من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته))، قال ابن عيينة جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خيراً، وقول حرب: إن أحمد لم يره شيئاً إنما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يصح إسناده.وقد روي من وجوهٍ متعددة لا يصح منها شيء، وممن روى ذلك محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وقال العقيلي: هو غير محفوظ، وقد روي عن عمر من قوله وفي إسناده مجهول لا يعرف، وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين رضي الله عنه فيه، فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن دونهم... أ هـ. كلامه رحمه الله.وبما ذكرنا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب رحمهما الله يعلم أن الأحاديث الواردة في تخصيص يوم عاشوراء بالاكتحال أو الاغتسال أو الاختضاب موضوعة، وهكذا أحاديث التوسعة على العيال كلها غير صحيحة، وأما ما نقله إبراهيم بن محمد المنتشر وهو من صغار التابعين عن غيره ولم يسمه وهكذا عمل سفيان بن عينية الإمام المشهور فلا يجوز الاحتجاج بذلك على شرعية التوسعة على العيال؛ لأن الحجة في الكتاب والسنة لا في عمل التابعين ومن بعدهم؛ وبذلك يعتبر أمر التوسعة على العيال يوم عاشوراء بدعة غير مشروعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2]، خرجه مسلم في صحيحه وعلقه البخاري جازماً به؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[3] متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. وأما الصدقة فيه: ففيها حديث عبد الله بن عمرو المذكور آنفاً في كلام الحافظ ابن رجب وهو موقوف عليه رواه عنه أبو موسى المديني، ولم يتكلم الحافظ ابن رجب رحمه الله على سنده والغالب على أبي موسى المديني الضعف وعدم الصحة فلا يشرع الأخذ به إلا بعد صحة سنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ومتى صح عنه وهو في حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال من جهة الرأي، وأما اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً فهو من البدع المنكرة التي أحدثها الرافضة، وخالفوا بها أهل السنة والجماعة، وما درج عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز التشبه بهم في ذلك والله المستعان.( 26 / 249 )
[1] كذا في الأصل ولعله الدولابي.
[2] أخرجه مسلم في كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور برقم 1718.
[3] أخرجه البخاري في كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود برقم 2697، ومسلم في الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور برقم 1817.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
16 - روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله ويوماً بعده " ([1]) وفي رواية أخرى : " صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده " ([2]) . ( 15 / 397 - 399 )
17 - نود أن نستفسر يا سماحة الشيخ عن صحة حديث عمار بن ياسر : " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم " ؟
حديث صحيح ، وهو في حكم المرفوع يقول رضي الله عنه : " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " ([3]) رواه أحمد وأهل السنن ، وإسناده صحيح ، وهو مؤيد لما ذكرنا سابقاً ، وهو ما قاله المحققون من العلماء أنه لا يصام يوم الشك . والله ولي التوفيق . ( 15 / 410 )
18 - هل حديث النهي عن صوم يوم السبت إلا فيما افترض علينا صحيح ؟
الحديث المذكور غير صحيح ؛ لاضطرابه كما نبه على ذلك الكثير من الحفاظ ؛ لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده " ([4]) متفق على صحته . واليوم الذي بعده هو يوم السبت .
والحديث المذكور صريح في جواز صومه نافلة مع الجمعة . وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم السبت ويوم الأحد ، ويقول : " إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم " ([5]) رواه النسائي وصححه ابن خزيمة ( 15 / 410 ) ( 15 / 413 ) ( 25 / 213 )
([1] )رواه أحمد في ( مسند بني هاشم ) بداية مسند عبد الله بن العباس برقم 2155 ، ورواه البيهقي في ( السنن الكبرى ) باب صوم قبل يوم عاشوراء برقم 4315
([2] )رواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) باب الصوم قبل يوم عاشوراء برقم 4315
([3] )رواه النسائي في ( الصيام ) باب صيام يوم الشك برقم 2188
([4] )رواه الإمام أحمد في ( باقي مسند المكثرين ) في باقي مسند أبي هريرة برقم 10052 ، وابن خزيمة في ( صحيحه) باب ذكر الخبر برقم 2154
([5] )رواه الإمام احمد في ( باقي مسند الأنصار ) حديث أم سلمة برقم 26210
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصيام
19 - روى النسائي في سننه عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول اله صلى الله عليه وسلم كان لا يدع ثلاثاً : صيام العشر ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتين قبل الغداة . وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قولها : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط . وفي رواية : لم يصم العشر قط .
وقد ذكر الشوكاني في الجزء الرابع ص 324 من نيل الأوطار قول بعض العلماء في الجمع بين الحديثين ، حديث حفصة ، وحديث عائشة ، إلا أن الجمع غير مقنع ، فلعل لدى سماحتكم جمعاً مقنعاً بين الحديثين ؟
قد تأملت الحديثين واتضح لي أن حديث حفصة فيه اضطراب ، وحديث عائشة أصح منه . والجمع الذي ذكره الشوكاني فيه نظر ، ويبعد جداً أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر ويخفي ذلك على عائشة ، مع كونه يدور عليها في ليلتين ويومين من كل تسعة أيام ؛ لأن سودة وهبت يومها لعائشة ، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فكان لعائشة يومان وليلتان من كل تسع . ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر لا يدل على عدم أفضلية صيامها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور تشغله عن الصوم .
وقد دلَّ على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري ، وصومها من العمل الصالح . فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس ، وما جاء في معناه . وهذا يتأيد بحديث حفصة وإن كان فيه بعض الاضطراب ، ويكون الجمع بينهما على تقدير صحة حديث حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر في بعض الأحيان ، فاطلعت حفصة على ذلك وحفظته ، ولم تطلع عليه عائشة، أو اطلعت عليه ونسيته . والله ولي التوفيق . ( 15 / 417 ) ( 25 / 215 )
20– ( صوم رمضان في مكة يعدل صيام ألف شهر فيما سواه) هل هذا حديث صحيح؟
ليس بصحيح فقد ورد حديث ضعيف لا يصح، إنما الثابت في الصلاة فقط الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، وفي مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- خير من ألف صلاة فيما سواه وأما الصوم فلم يثبت فيه شيء سوى حدث ضعيف أنه خير من مائة ألف صلاة فيما سواه، لكنه ضعيف لكن الأعمال الصالحة لها فضل في مكة، الصوم والصدقة والأذكار وغير هذا من الأعمال الصالحة لها فضل، لكن ليس هنالك دليل على بيان المضاعة لكميتها ما عدا الصلاة ( 25 / 211 )
21 - الحديث الذي فيه : (من صام في مكة كتب الله له مائة ألف رمضان) حديث ضعيف عند أهل العلم ( 3 / 389 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
1- قال صلى الله عليه وسلم في جوابه لجبرائيل لما سأله عن الإسلام: قال صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ، وتحج البيت وتعتمر، وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان" ([1]) أخرجه ابن خزيمة ، والدارقطني ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال الدارقطني : هذا إسناد ثابت صحيح. ( 16 / 31 )
2- حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله ، هل على النساء من جهاد؟ قال: "عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة" ([2]) أخرجه أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح ( 16 / 31 )
3- ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى ، وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه حجة أخرى " ([3]) أخرجه ابن أبي شيبة ، والبيهقي بإسناد حسن . ( 17 / 50 )
([1] )رواه ابن خزيمة في (المناسك) باب ذكر البيان أن العمرة فرض وأنها من الإسلام برقم 3044، والدارقطني في (الحج) باب المواقيت برقم 2664
([2] )رواه ابن ماجة في (المناسك) باب الحج جهاد النساء برقم 2901
([3] )رواه البيهقي في السنن الكبرى في الحج في جماع أبواب دخول مكة باب حج الصبي يبلغ والمملوك يعتق والذمي يسلم برقم 9865
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
4 - روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير " ([1]) . ( 16 / 69 )
5 - لا يكفي المتمتع سعي واحد في أصح أقوال العلماء ؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكرت الحديث ، وفيه فقال : " ومن كان معه هدي فليهلَّ بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعاً ..." إلى أن قالت : " فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم " ([2]) رواه البخاري ومسلم .
وقولها رضي الله عنها – عن الذين أهلوا بالعمرة - : " ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم " تعني به الطواف بين الصفا والمروة ، على أصح الأقوال في تفسير هذا الحديث . وأما قول من قال أرادت بذلك طواف الإفاضة ، فليس بصحيح ؛ لأن طواف الإفاضة ركن في حق الجميع وقد فعلوه ، وإنما المراد بذلك ما يخص المتمتع ، وهو الطواف بين الصفا والمروة مرة ثانية بعد الرجوع من منى لتكميل حجه ، وذلك واضح بحمد الله ، وهو قول أكثر أهل العلم . ( 16 / 79 )
6 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عمن سعى قبل أن يطوف ، فقال : " لا حرج " ([3]) أخرجه أبو داود ، من حديث أسامة بن شريك بإسناد صحيح ، فاتضح بذلك دخوله في العموم من غير شك .( 16 / 82 ) ( 17 / 175 ) ( 17 / 338 )
([1] )رواه الترمذي في ( الدعوات ) باب في دعاء يوم عرفة برقم 3585
([2] )رواه البخاري في ( الحج ) باب طواف القارن برقم 1638 ، ومسلم في ( الحج ) باب بيان وجوه الإحرام برقم 1211
([3] )رواه أبو داود في ( المناسك ) باب فيمن قدم شيئاً قبل شيء في حجه برقم 2015
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
7 - أرجو الإفادة عن صحة الأحاديث الآتية :
الأول : "من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني "
الثاني : "من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي "
الثالث : "من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً شهيداً يوم القيامة"
لأنها وردت في بعض الكتب وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيين : أحدهما يؤيد هذه الأحاديث والثاني لا يؤيدها .
أما الحديث الأول : فقد رواه ابن عدي والدارقطني من طريق عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : "من حج ولم يزرني فقد جفاني" وهو حديث ضعيف ، بل قيل عنه : إنه موضوع أي مكذوب ؛ ذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جداً . وقال الدارقطني : الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان ، وروى هذا الحديث البزار أيضاً وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف ، ورواه البيهقي عن عمر وقال : إسناده مجهول .
أما الحديث الثاني : فقد أخرجه الدارقطني عن رجل من آل حاطب عن حاطب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ وفي إسناده الرجل المجهول ، ورواه أبو يعلى في مسنده وابن عدي في كامله وفي إسناده حفص بن داود وهو ضعيف الحديث .
أما الحديث الثالث : فقد رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث ، ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي إسناده مجهول .
وقد بسط الكلام على هذه الأحاديث وما جاء في معناها العلامة الشيخ محمد بن عبد الهادي رحمه الله في كتابه : الصارم المنكي في الرد على السبكي وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على الأخنائي . فأوصي بمراجعة الكتابين المذكورين للمزيد من العلم .هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت . أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فكلها ضعيفة كما تقدم بل قيل إنها موضوعة ، فمن رغب في زيارة القبور أو زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عن صاحبيه من دون أن يشد الرحال لها وينشئ سفراً لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر . ( 16 / 113 ) ( 17 / 416 ) ( 26 / 310 - 372 )
8 - ثبت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : "العمرة في كل شهر" . وهذا كله في حق من يقدم إلى مكة من خارجها ، أما من كان في مكة فالأفضل له الاشتغال بالطواف والصلاة وسائر القربات ، وعدم الخروج إلى خارج الحرم لأداء العمرة إذا كان قد أدى عمرة الإسلام ، وقد يقال باستحباب خروجه إلى خارج الحرم لأداء العمرة في الأوقات الفاضلة كرمضان ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "عمرة في رمضان تعدل حجة " ([1])( 16 / 362 )
9 - حديث جابر أنه قال : "عندما حججنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، لبينا عن الصبيان ورمينا عنهم " هل يصح هذا الحديث ؟
في سنده مقال لكن الرمي عن الصبيان وعن العاجزين لا بأس به ؛ لأن الصحابة رموا عن الصبيان ومثلهم المرأة العاجزة والرجل العاجز فإنهم يوكلون من يرمي عنهم . وهذه قاعدة شرعية في مثل هذا الأمر الذي تدخله النيابة ( 16 / 378 ) ( 17 / 73 )
([1] )رواه الإمام أحمد في (مسند بني هاشم) بداية مسند عبد الله بن العباس برقم 2804 ، وابن ماجة في (المناسك) باب العمرة في رمضان برقم 2994
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
10 - حديث أنس رضي الله عنه في الزاد والراحلة قال : قيل يا رسول الله ما السبيل؟ قال : "الزاد والراحلة" رواه الدارقطني وصححه الحاكم والراجح إرساله وأخرجه الترمذي من حديث ابن عمر وفي إسناده ضعف فما صحته ؟
كلها ضعيفة لكن يشهد بعضها لبعض فهي من باب الحسن لغيره وأجمع العلماء على المعنى . والأصل في ذلك قوله تعالى : "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً " ([1]) فمن استطاع السبيل إلى البيت لزمه الحج ومن لم يستطع فلا حرج عليه وكل إنسان أعلم بنفسه . ( 16 / 386 ) ( 25 / 225 )
11 - ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين " ([2]) . وجاء عنه في خطبته في حجة الوداع في عرفات أنه أمر من لم يجد نعلين أن يلبس الخفين ولم يأمر بقطعهما ، فاختلف العلماء في ذلك فقال بعضهم : إن الأمر الأول منسوخ فله أن يلبس من دون قطع . وقال آخرون ليس بمنسوخ ولكنه للندب لا للوجوب ، بدليل سكوته عنه في عرفات . والأرجح إن شاء الله أن القطع منسوخ ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في عرفات وقد حضر خطبته الجمع الغفير من الناس من الحاضرة والبادية ممن لم يحضر خطبته في المدينة التي أمر فيها بالقطع . فلو كان القطع واجباً أو مشروعاً لبينه للأمة ، فلما سكت عن ذلك في عرفات دل على أنه منسوخ ، وأن الله جل وعلا عفا وسامح العباد عن القطع؛ لما فيه من إفساد الخف . ( 17 / 120 )
12 - ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "كنا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات إذا دنا منا الرجال سدلت إحدانا جلبابها على وجهها فإذا بعدوا منا كشفنا " ([3]) ( 17 / 121 )
([1] )سورة آل عمران ، الآية 97
([2] )رواه البخاري في (الحج) باب ما لا يلبس المحرم من الثياب برقم 1542 ، ومسلم في (الحج ) باب ما يباح للمحرم بحج وعمرة وما لا يباح برقم 1177
([3] )رواه الإمام أحمد في (مسند الأنصار) حديث السيدة عائشة برقم 23501 ، وأبو داود في (المناسك) باب المحرمة تغطي وجهها برقم 1833
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
13 - حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وحشياً وهو بالأبواء أوبودان فرده عليه وقال : "إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم" ([1]) متفق عليه . هل هو ناسخ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه في قصة صيده الحمار الوحشي وهو غير محرم قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وكانوا محرمين : "هل منكم أحد أعانه أو أشار إليه بشيء ؟ "قالوا : لا . قال : "فكلوا ما بقي من لحمه " متفق عليه . لأن حديث أبي قتادة في الحديبية وحديث الصعب في الصلح ؟
لا تعارض بينهما ؛ لأن أبا قتادة لم يصده للمحرمين ولم يعينوه عليه . وأما الصعب فقد أهداه للنبي صلى الله عليه وسلم حياً والمحرم ممنوع من الصيد الحي كما أنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله ولو كان صاحبه قد ذبحه ، هذا هو الجمع بين الحديثين ويدل على ذلك أيضاً حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يُصَدْ لكم " ([2]) . والله ولي التوفيق
& هل ورد في بعض الروايات أنه حي ؟
في بعض الروايات أنه حي ، وفي بعضها انه أهدي عجز حمار أو رجل حمار ، ورواية رجل حمار أو عجز حمار محمولة على أنه صاده من أجل النبي عليه الصلاة والسلام .
& أبو قتادة هل صاده لأجلهم أم أنه أهداه لهم ؟
لم يصده لأجلهم وإنما أهداه لهم كما تقدم . ( 17 / 204 )
14- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حديث جابر - رضي الله عنه -: ((صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصد لكم))([3]) هل هو صحيح ؟
لا بأس به وإسناده حسن([4]) ويشهد له حديث أبي قتادة الأنصاري، وحديث الصعب بن جثامة الليثي وغيرهما. ( 25 / 271 )
15 - قال صلى الله عليه وسلم : "الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام" ([5]) ، جاء هذا مرفوعاً وموقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما ، والموقوف أصح إسناداً ، ولكنه لا يقال من جهة الرأي فهو في حكم المرفوع ؛ لأن الصحابي إذا قال ما لا يمكن قوله من جهة الرأي فهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ممن لا ينقل عن بني إسرائيل ، وهذا القول لا تعلق له بأخبار بني إسرائيل ولا دخل للرأي فيه ، فهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( 17 / 213 )
([1] )رواه البخاري في (الحج) باب إذا أهدي للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل برقم 1852 ، ومسلم في (الحج) باب تحريم الصيد للمحرم برقم 1193
([2] )رواه أبو داود في (المناسك) باب لحم الصيد للمحرم برقم 1851
[3]- أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، برقم 1577، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في أكل الصيد للمحرم برقم 775.
([5])رواه بنحوه الإمام أحمد في (مسند المكيين) حديث رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم برقم 14997 ، والنسائي في (مناسك الحج ) باب إباحة الكلام في الطواف برقم 2922
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
16 - روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه التزم الملتزم بين الركن والباب ، ولكنها رواية ضعيفة ، وإنما فعل ذلك بعض الصحابة رضوان الله عليهم . فمن فعله فلا حرج ، والملتزم لا بأس به ( 17 / 221 )
17 - روي عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يقول يوم عرفة لملائكته : "انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غبراً يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم " ([1]) ( 17 / 242 )
18 - روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذا اليوم : "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " ([2]) . ( 17 / 274 )
([1])رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم 7049
([2])رواه الترمذي في (الدعوات) باب في دعاء يوم عرفة برقم 3585
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
19 - روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس " ولكن في سنده ضعف ، والصواب أن رمي الجمرة بعد نصف الليل من ليلة النحر يجزئ عن الجميع من أجل المشقة العظيمة على الجميع ، ولكن تأخير ذلك إلى بعد طلوع الشمس في حق الأقوياء أفضل وأحوط ؛ جمعاً بين الأدلة ، ومن كان معه نساء أو ضعفة فهو مثلهم ( 17 / 294 ) ( 25 / 231 )
20 - حديث عائشة – وإن كان في إسناده نظر – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب وكل شيء إلا النساء " ( 17 / 354 )
21 - ورد في عن عائشة وابن عباس أنه إذا رمى حل له كل شيء من الطيب والثياب إلا النساء. وقال آخرون من أهل العلم: إنه إذا رمى لا بد أن يضيف له شيئاً ثانياً وهو الحلق أو التقصير أو الطواف فإذا فعل اثنين من ثلاثة حل، وهذا هو الأحوط والأولى، وإن حل بعد الرمي ولبس ثيابه فلا شيء عليه؛ لأن حُجة من قال بأنه يتحلل بالرمي قوية، لكن الأحوط للمؤمن أن لا يتحلل ولا يلبس ثيابه ولا يتطيب إلا بعد أن يضيف أمراً ثانياً وهو الحلق أو التقصير؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- إنما تطيب بعدما حلق، كما قالت عائشة - رضي الله عنها-: ((طيبته بعدما فرغ من رميه وحلقه قبل أن يطوف بالبيت)) فالأفضل للمؤمن أن يصبر حتى يحلق أو يقصر؛ ولأن في بعض الروايات عن عائشة: إذا رميتم وحلقتم، وإن كان فيها ضعف لكن ضم هذا الحديث الذي فيه ضعف؛ لفعله - صلى الله عليه وسلم- يعين على البعد عن المشتبه والأخذ بالحيطة. ( 25 / 233 - 238 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
22 - الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم مضاعفة . أما ما شاع بين الناس من أن الزائر يقيم ثمانية أيام حتى يصلي أربعين صلاة فهذا وإن كان قد روي في بعض الأحاديث : "إن من صلى فيه أربعين صلاة كتب الله له براءة من النار ، وبراءة من النفاق " ([1]) إلا أنه حديث ضعيف عند أهل التحقيق لا تقوم به الحجة ؛ لأنه قد انفرد به إنسان لا يعرف بالحديث والرواية ، ووثقه من لا يعتمد على توثيقه إذا انفرد . فالحاصل أن الحديث الذي فيه فضل أربعين صلاة في المسجد النبوي حديث ضعيف لا يعتمد عليه . والزيارة ليس لها حد محدود ، وإذا زارها ساعة أو ساعتين ، أو يوماً أو يومين ، أو أكثر من ذلك فلا بأس ( 17 / 405 )
23 - حديث ابن عباس أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- لبى بعدما صلى ركعتين، ثم لبى بعد ذلك، ثم لبى لما ركب، ثم لبى لما كان بالبيداء، قلتم ضعيف. فلما علة ضعفه؟
لأن فيه خصيفاً الذي ذكر ((أنه أحرم بعدما صلّى)) رواه بعض أهل السنن لكنه ضعيف؛ لأن خصيفاً ضعيف سيء الحفظ. والمحفوظ أنه - صلى الله عليه وسلم- إنما لبى بعدما ركب الراحلة. ( 25 / 226 )
24 - ما صحة هذا الحديث الوارد عن ابن عباس - رضي الله عنهما-: ((من أفرد ولم يصحب معه الهدي وسعى تحلّل وإن لم يتحلل رغم الأنف)) وإن صح هذا الحديث فكيف يكون الإفراد بدون فسخ؟
هذا مشهور عن ابن عباس - رضي الله عنهما-، من طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ولم يكن معه هدي فقد حل، فهذا رأي له - رضي الله عنه وأرضاه، والصواب أنه لا يتحلل إلا بالتحلل المعروف، فإن رأى التحلل حلق أو قصر وإلا فلا يحل ويبقى على إحرامه. ( 25 / 227 )
([1])رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) مسند أنس بن مالك برقم 12173
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
25 - وجدت في مناسك الحج من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ما معناه: أن المتمتع ما عليه إلا سعي واحد كالمفرد والقارن، واستدل بحديث جابر من رواية مسلم، هل هذا القول ثابت عنه أفيدونا أثابكم الله؟([1])
نعم هذا موجود في منسكه - رحمه الله – ولكنه قول ضعيف، والصواب أن على المتمتع سعيين؛ لأنه قد ثبت من حديث عائشة وابن عباس. فحديث عائشة وابن عباس أعلى من حديث جابر، وحديث جابر محمول على أن مراده الذين ساقوا الهدي هم الذين سعوا سعياً واحداً. فالرسول - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هم الذين ساقوا الهدي. وعلى من تمتعوا فقد أخبرت عائشة أنم طافوا طوافاً آخر لحجهم، وأخبر ابن عباس أنهم سعوا سعياً ثانياً لحجهم، كما في صحيح البخاري، وحديث عائشة كما في الصحيحين، هما مقدمان على عموم حديث جابر.وشيخ الإسلام - رحمه الله – أخذ بحديث جابر، فكل يؤخذ من قوله ويترك كما قال مالك: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم-.) فالواجب أن عليه سعياً ثانياً كما قاله جمهور أهل العلم: الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في مسنده، كلهم يقولون لا بد من سعيين، على حديث ابن عباس وعائشة، وهذه العمرة انتهت بسعيها، وجاء بعدها الحج بعمله المستقل ( 25 / 228 )
26- أما ما يتعلق بعودِه محرماً كما كان إذا لم يطف يوم العيد . فهذا القول ضعيف وهو خلاف ما عليه أهل العلم وبعضهم حكى إجماع أهل العلم أنه إذا حلَّ حَلَّ حِلاً كاملاً لا يعود حراماً بعدما حلَّ إذا لم يطف يوم العيد إذا أمسى ولم يطف. فهذا القول قول شاذ ومخالف لما عليه أهل العلم والحديث ضعيف ولا يُحتج به، ولو فرضنا أن له شاهداً صحيحاً فهو قول شاذ مخالف لما عليه أهل العلم ولما دلت عليه السنة..( 25 / 234 ، 239 )
27 - حديث الحارث بن عبد الله بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت))[2] ضعيف.
أخرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد ضعيف؛ لأن في إسناده عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف، كما في التقريب.
وقال العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي ج2 ص118 ما نصه: وليست هذه الزيادة بمحفوظة يعني قوله أو اعتمر وهو كما قال وإنما المحفوظ قوله صلى الله عليه وسلم للحجاج: ((لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت))، وكانوا يتفرقون في كل وجه، خرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وأخرجه الشيخان عنه بلفظ : ((أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض))[3]، ومن تأمل الأحاديث الواردة في هذا الباب اتضح له أن العمرة لا يجب لها وداع؛ لأنها مشروعة في جميع العام، ولأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر المتمتعين بالعمرة بالوداع، إذا أرادوا الخروج من مكة لم يأمر المتمتعين بالعمرة بالوداع، إذا أرادوا الخروج من مكة لما حلقوا صبيحة الرابعة من ذي الحجة في حجة الوداع، وقياس العمرة على الحج ليس بوجيه؛ لعدم مساواة الفرع للأصل.أما الحديث المذكور فضعيف؛ لأنه من طريق عبد الرحمن بن البيلماني، وهو ضعيف كما سبق عند التقريب.وقال الحافظ في تهذيب التهذيب: قال أبو حاتم: لين، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدار قطني: ضعيف لا تقوم به حجة. وقال الأزدي منكر الحديث يروي عن ابن عمر بواطيل. وقال صالح جزرة: حديثه منكر وبهذا يعلم أن حديثه لا يعول عليه، ولا يحتج به؛ لتضعيف الأئمة المذكورين له.أما توثيق ابن حبان له فلا يعول عليه؛ كما عرف من تساهله رحمه الله؛ ولأن الجرح مقدم على التعديل إذا صدر مبيناً من إمام عارف بأسبابه، وإذا كان الجارحون أكثر كما هنا صار الضعف أشد، والله ولي التوفيق.( 26 / 283 )
[1]- من أسئلة حج عام 1407هـ، الشريط رقم 4.
[2] أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض برقم 1327.
[3] أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب طواف الوداع برقم 1755، ومسلم في كتاب الحج، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض برقم 1328.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الحج
28 - جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا) رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح ( 3 / 388 ) ( 16 / 235 )
29 - بسم الله والحمد لله.. هذا الحديث ضعيف وقد جاء فيه: ((من صلّى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته تكبيرة الأولى كتب له براءة من النار وبراءة من العذاب وبراءة من النفاق))، وهو حديث ليس بصحيح وإن صححه بعضهم فهو حديث ضعيف، لكن الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيها خير عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام))[1]. فالصلاة في المسجد النبوي مضاعفة، لكن هذا اللفظ الذي فيه براءة من النار والعذاب والنفاق ليس بصحيح.( 26 / 285 )
[1] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة برقم 1190، ومسلم في كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة برقم 1395.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب المعاملات
1- عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال : [ قلت يا رسول الله : يأتيني الرجل يريد السلعة ليست عندي ، أفأبيعها عليه ثم أذهب فأشتريها ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : " لا تبع ما ليس عندك " ] ([1]) . أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح( 19 / 16 ، 100 )
2- في سنن أبي داود والدار قطني والمستدرك وصحيح ابن حبان قال ابن عمر : [ ابتعت زيتاً في السوق ، فلما استوجبته لقيني رجل فأعطاني به ربحاً حسناً ، فأردت أن أضرب على يده ، فأخذ رجل من خلفي بذراعي ، فالتفت فإذا هو زيد بن ثابت ، فقال : لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك ؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم ] ([2]) .
والحديث في إسناده محمد بن إسحاق ، قال ابن القيم بعد أن ذكر الحديث ؛ مستدلاً به على تعميم الحكم في الطعام وغيره : [ وإن كان فيه محمد بن إسحاق فهو الثقة الصدوق] . انتهى. وقال عنه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب : [ أحد الأئمة الأعلام حديثه حسن] ، وقال الحافظ في الفتح : [ ما ينفرد به محمد بن إسحاق ، وإن لم يبلغ درجة الصحيح ، فهو في درجة الحسن إذا صرح بالتحديث ، وإنما يصحح له من لا يفرق بين الصحيح والحسن ، ويجعل كل ما يصلح للحجة صحيحاً ، وهذه طريقة ابن حبان ومن ذكره معه] . انتهى .وقال شمس الحق العظيم أبادي في تعليقه على سنن الدار قطني : الحديث أخرجه أبو داود بإسناد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك وصححه، وقال في التنقيح : سنده جيد ، فإن ابن إسحاق صرح بالتحديث ، انتهى .قلت : قول الشيخ شمس الحق : أن ابن إسحاق صرح في رواية أبي داود بالسماع ، فيه نظر ، فقد راجعت السنن فلم أجده صرح بالسماع ، فلعل ذلك وقع في نسخة الشيخ شمس الحق ، ولكن رواه الإمام أحمد في المسند من طريق ابن إسحاق مختصراً ، وصرح بالسماع . فالحديث جيد وصريح في الموضوع . ( 19 / 17 ، 113)
3 - قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : " لا يحل سلف وبيع ، ولا بيع ما ليس عندك ". رواه الخمسة بإسناد صحيح . .( 19 / 18 ، 21 ، 64 )
([1] ) رواه الإمام أحمد في ( مسند المكيين ) ، ( مسند حكيم بن حزام ) ، برقم : 14887 ، والترمذي في (البيوع) ، باب ( ما جاء في كراهية بيع ما ليس عندك ) ، برقم : 1232 ، وابن ماجة في ( التجارات ) ، باب (النهي عن بيع ما ليس عندك ) ، برقم : 2187 .
([2] ) رواه أبو داود في ( البيوع ) ، باب ( في بيع الطعام قبل أن يستوفى ) ، برقم : 3499 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب المعاملات
4 - خرج الحاكم والبيهقي بإسناد جيد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يجهز جيشاً فنفدت الإبل ، فأمره أن يشتري البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة " ([1])( 19 / 39 ، 98 )
5 - بيع الكالئ بالكالئ هو : بيع الدين بالدين ، والحديث في ذلك ضعيف ، كما أوضح ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في بلوغ المرام ، ولكن معناه صحيح ، كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه ( إعلام الموقعين ) ، وكما ذكر ذلك غيره من أهل العلم . وصفة ذلك : أن يكون للشخص دين - عند زيد مثلاً - فيبيعه على شخص آخر بالدين ، أو يبيعه على من هو عليه بالدين ؛ لما في ذلك من الغرر ، وعدم التقابض . لكن إذا كان المبيع والثمن من أموال الربا ، جاز أخذ أحد العوضين عن الآخر ، بشرط التقابض في المجلس ، مع التماثل إذا كانا من جنس واحد .
أما إذا كانا من جنسين ، جاز التفاضل ، بشرط التقابض في المجلس ؛ لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سأله بعض الصحابة ، فقال : يا رسول الله : إننا نبيع بالدراهم ونأخذ عنها الدنانير ، ونبيع بالدنانير ونأخذ عنها الدراهم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تفترقا وبينكما شيء " ([2]) . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة وأبو داود والنسائي ، بإسناد صحيح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - وصححه الحاكم ، ولأدلة أخرى في الموضوع . ( 19 / 42 )
6 - كل حيلة يستحل بها الربا فهي باطلة ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود ؛ فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل " ([3]) . أخرجه أبو عبد الله بن بطة بإسناد حسن ،وفي معناه ما ثبت في الصحيحين عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم الشحوم ؛ جملوها ثم باعوها فأكلوا ثمنها " ([4]) ( 19 / 125 )
([1] ) رواه الإمام أحمد في ( مسند المكثرين من الصحابة ) ، ( مسند عبد الله بن عمرو بن العاص ) ، برقم : 6557 ، وأبو داود في ( البيوع ) ، باب ( في الرخصة في ذلك ) ، برقم : 3357 .
([2] ) رواه الإمام أحمد في ( مسند المكثرين من الصحابة ) ، باقي ( مسند عبد الله بن عمر ) ، برقم : 6203 ، والنسائي في ( البيوع ) ، باب ( بيع الفضة بالذهب وبيع الذهب بالفضة ) ، برقم : 4582 .
([3] ) ذكره الحافظ ابن قيم الجوزية في حاشيته على سنن أبي داود ، عند التعليق على الحديث رقم : 3462 في (كتاب البيوع ) ، باب ( النهي عن العينة ) .
([4] ) رواه البخاري في ( تفسير القرآن ) ، باب ( قوله - تعالى - : {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } برقم : 4633 ، ومسلم في ( المساقاة ) ، باب ( تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ) ، برقم : 1582 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب المعاملات
7 - صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " من أنظر معسراً أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ([1]) ( 19 / 201)
8 - حديث : " كل قرض جر منفعة فهو رباً " ، ضعيف ، ولكن ورد عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - ما يدل على معناه ، إذا كان ذلك النفع مشترطاً أو في حكم المشترط . فمعناه عند أهل العلم صحيح إذا كان القرض مشروطاً فيه نفع للمقرض، أما إذا كان قرضاً مجرداً ليس فيه اشتراط نفع للمقرض فهو مستحب وفيه فضل كبير؛ لما فيه من التعاون على الخير، والتفريج لكرب المكروبين. ( 19 / 294 ) ( 25 / 256 )
9 - ما درجة الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في قلع نخلة الشخص الذي أبى أن يقبل المعاوضة ؛ لما كان فيها من ضرر على أخيه صاحب البستان ؟
حديث صاحب النخلة ، خرجه أبو داود ، من حديث محمد بن علي بن الحسين، عن سمرة بن جندب ، وفي إسناده نظر ؛ لأن محمد بن علي لا يعلم سماعه من سمرة ، بل الظاهر أنه لم يسمع منه - كما نبه على ذلك الحافظ المنذري في (مختصر السنن) - لكن ذكر الحافظ ابن رجب في (شرح الأربعين) - في الكلام على الحديث الثاني والثلاثين - شواهد لهذا الحديث .
وهي كلها مع الحديث الذي ذكرنا في الوجه الأول ؛ تدل على ترجيح القول الذي ذكرنا ، وهو إلزام المالك بإزالة ما حصل به الضرر من عروق أو أغصان ، فإن لم يزل الضرر إلا بقلع الشجرة ، قلعت جبراً عليه ؛ حسماً لمادة الضرر والنزاع ، ورعاية لحق الجوار ( 19 / 317 )
([1] ) رواه الإمام أحمد في ( مسند المكيين ) ، ( حديث أبي اليسر الأنصاري كعب بن عمرو - رضي الله عنه - )، برقم : 15095 ، ومسلم في ( الزهد والرقائق ) ، باب ( حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر ) ، برقم : 3014
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب المعاملات
10 - صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه " لعن الخمر ، وشاربها ، وساقيها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومشتريها ، وآكل ثمنها"([1]) ، وصح عنه أيضاً - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : " إن على الله عهداً لمن مات وهو يشرب الخمر ، أن يسقيه من طينة الخبال " ، قيل : يا رسول الله : وما طينة الخبال ؟ قال : " عصارة أهل النار ( أو قال ) : عرق أهل النار " ([2]) ( 19 / 349 )
11 - ما صحة حديث : ((الربا بضع وسبعون حوباً))؟
لا بأس به، حديث جيد وتمامه: (( وإن أربى الربا استطالة المسلم في عرض أخيه المسلم))([3]) وهذا الحديث جاء من طرق متعددة، فالواجب على المؤمن أن يحذر أنواع الربا ويحذر المعاصي كلها ( 25 / 255 )
12 - أخرج أحمد وابن ماجة والترمذي عن أبي هريرة - رضى الله عنه – عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه )) ([4]) ، وهذا محمول على من ترك مالاً يقضى به عنه ، أما من مات عاجزاً ، فيرجى ألا يتناوله هذا الحديث ؛ لقوله - سبحانه وتعالى : { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }([5]) ، وقوله - سبحانه - : { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ }([6]) . كما لا يتناول من بيت النية الحسنة بالأداء عند الاستدانة ، ومات ولم يتمكن من الأداء ؛ لما روى البخاري – رحمه الله – عن أبي هريرة - رضى الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله )) ([7]) ( 20 / 228 )
([1] ) رواه الإمام أحمد في ( مسند المكثرين من الصحابة ) ، باقي ( مسند عبد الله بن عمر) ، برقم : 5683 ، وأبو داود في ( الأشربة ) ، باب ( العنب يعصر للخمر ) ، برقم : 3674 ، وابن ماجة في ( الأشربة ) ، باب ( لعنت الخمر على عشرة أوجه ) ، برقم : 3380 .
([2] ) رواه بنحوه مسلم في ( الأشربة ) ، باب ( بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام ) ، برقم : 2002 .
[3]- أخرجه الإمام أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - رضي الله عنه -، برقم 1564.
([4] ) رواه الإمام أحمد في ( باقي مسند المكثرين من الصحابة ) ، باقي مسند أبي هريرة ، برقم : 10221 ، والترمذي في ( الجنائز ) ، باب ( ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه " ) ، برقم : 1078 .
([5] ) سورة البقرة ، الآية 286 .
([6] ) سورة البقرة ، الآية 280 .
([7] ) رواه البخاري في ( الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس ) ، باب ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها ) ، برقم : 2387 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب المعاملات
13 - روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( الصلح جائز بين المسلمين ، إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً )) ([1]) ( 20 / 248 )
14 - ما صحة حديث: ((ما رفع مسلم منزله فوق سبعة أذرع إلا قيل له: إلى أين يا فاسق))؟
هذا ليس بحديث ولعله من قول بعض السلف، ولكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر التطاول في البنيان من أشراط الساعة، ولكن ليس فيه النهي عن ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها، والمراد بذلك التسري حتى تلد الأمة ربتها يعني سيدتها، وفي لفظ آخر: ربها سمي بذلك؛ لأن ولدها سيدها سيدٌ لها في المعنى، ومعلوم أن التسري جائز ولو كانت كثرته من أشراط الساعة، ولا يمنع ذلك كونه من أشراط الساعة، وقد تسرى النبي صلى الله عليه وسلم جاريته مارية، فولدت له ابنه إبراهيم، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم تسروا، وهكذا من بعدهم من السلف الصالح، والله ولي التوفيق.( 26 / 378 )
15 - حديث: ((لا ربا بين المسلم والحربي)) ذكره العيني في البناية على الهداية، وقال غريب ليس له أصل مسند، ونقل عنه المبسوط أنه مروي عن مكحول مرسلاً ( 26 / 379 )
([1] ) رواه الترمذي في ( الأحكام ) ، باب ( ما ذكر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الصلح ) ، برقم : 1352 ، وابن ماجة في ( الأحكام ) ، باب ( الصلح ) ، برقم : 2353 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
1 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) خرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن ( 3 / 101 )
2 - ما يورده كثير من الناس على أنه حديث ( تزوجوا فقراء يغنكم الله ) لا أصل له ولم أره بإسناد قوي ولا ضعيف إلى الآن وفي القرآن غنية عنه وكذا هذه الأحاديث التي أوردناها . ( 3 / 329 )
3 - حديث سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تزوج أحدكم فكان ليلة البناء فليصل ركعتين، وليأمرها فلتصل خلفه فإن الله جاعل في البيت خيراً)).ذكره الحافظ الذهبي في الميزان ص464 ج1 في ترجمة حجاج بن فروخ الواسطي وقال ما نصه: هذا حديث منكر جداً. وذكر أن ابن معين والنسائي ضعفاً حجاجاً المذكور انتهى كلام الذهبي..وقال الحافظ في اللسان ما نصه: قال العقيلي ص177 ج1 رواه عبد الرزاق عن ابن جريح قال حُدِّثت أن سلمان قال: فذكر نحوه، انتهى المقصود.قال الحافظ في اللسان أيضاً في ترجمة حجاج المذكور عبد كلام العقيلي المذكور آنفاً قال أبو حاتم شيخ مجهول وذكره ابن حبان في الثقات وذكره الساجي في الضعفاء. وقال ابن الجاورد في الضعفاء: ليس بشيء .
وبهذا يعلم ضعف حديث سلمان المذكور؛ لضعف الحجاج، ولجهالة في رواية عبد الرزاق؛ لأن ابن جريح لم يذكر من حدثه، أما توثيق ابن حبان فلا يعول عليه؛ لكونه معروفاً بالتساهل في ذلك. ( 26 / 272 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
4 - ثبت في المسند وسنن أبي داود بسند صحيح ، عن معاوية - رضي الله عنه - أنه رفع إليه أمير المدينة : أن شخصين تزوجا شغاراً ، وقد سميا مهراً ، فكتب معاوية - رضي الله عنه – إلى أمير المدينة أن يفرق بينهما ، وقال : هذا هو الشغار الذي نهى عنه النبي - عليه الصلاة والسلام - مع أنهما قد سميا مهراً – فدل ذلك ، على أن الشغار هو ما فيه مشارطة - سواء سمي فيه المهر أم لم يسم فيه المهر - والحكمة في ذلك – والله أعلم – أنه وسيلة لظلم النساء ، وإجبارهن على أزواج لا ترضاهم النساء ، وسبب - أيضاً - لعدم المبالاة بمهورهن ، وسبب - أيضاً - للنزاع المتواصل والخصومات الكثيرة( 20 / 279 )
5 - في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن المرأة التي لا يفرض لها ، قال : (( لها مهر نسائها ؛ لا وكس ، ولا شطط )) ([1]) .( 20 / 284 ) 6- في صحيح مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر ، وإذنها سكوتها )) ([2]) ،وخرجه أبو داود والنسائي بإسناد جيد بلفظ : (( ليس للولي مع الثيب أمر ، واليتيمة تستأمر ، وصمتها إقرارها)) ( 20 / 411 )
([1] ) صحيح ابن حبان ، رقم : ( 4099) 9/ 409 .
([2] ) رواه مسلم في ( النكاح ) ، باب ( استئذان الثيب في النكاح بالنطق ) ، برقم : 1421 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
7 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ويقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) [1] رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم . ( 21 / 237 ، 242)
8 - ذهب ابن عباس رضي الله عنه في رواية صحيحة عنه ، وجماعة من السلف والخلف إلى أنه لا يقع من الطلقات الثلاث التي أوقعها الزوج ، بكلمة واحدة إلا طلقة واحدة ؛ عملا بحديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم رحمه الله ، وبحديثه الثاني المخرج في مسند الإمام أحمد بسند جيد ، في قصة أبي ركانة أن أبا ركانة طلق امرأته ثلاثا فحزن عليها فردها عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (( إنها واحدة )) ( 21 / 262 - 274 )
9 - ما صحة حديث: ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق))([2])؟
الحديث صحيح رواه النسائي وجماعة بإسناد صحيح، وهو يدل على أن ترك الطلاق أفضل إذا لم تدع الحاجة إليه. ( 25 / 253 )
[1] رواه أبو داود في ( كتاب النكاح ) باب في القسم بين النساء ، حديث رقم ( 1822 ).
[2]- أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الطلاق، باب حدثنا سويد بن سعيد برقم 2008، وأبو داود في سننه، كتاب الطلاق، باب كراهية الطلاق برقم 1863.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
10 - أخرج الإمام أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجاباً من النار يوم القيامة)) وهذا يدل على فضل الإحسان إلى البنات والقيام بشئونهن؛ رغبةً فيما عند الله - عز وجل – فإن ذلك من أسباب دخول الجنة والسلامة من النار.( 25 / 364 )
11 - ((النساء شقائق الرجال)) هل هذا الحديث صحيح، وما معنى شقائق الرجال؟
نعم هذا حديث صحيح، والمعنى والله أعلم أنهن مثيلات الرجال إلا ما استثناه الشارع؛ كالإرث والشهادة وغيرهما مما جاءت به الأدلة. ( 25 / 372 )
12 - حديث: ((أخروهن من حيث أخرهن الله)) يعني النساء.ذكر صاحب كشف الخفاء عن المقاصد، وعن الزركشي، أنه موقوف على ابن مسعود.. أخرجه عبد الرزاق والطبراني من طريقه، وليس بمرفوع... انظر تمامه في الكشف. وله شاهد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها))[1]( 26 / 211 )
[1] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول، فالأول برقم 440.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
13 - حديث (الرخصة للمرأة في كشف وجهها وكفيها لغير محارمها) ضعيف جداً لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما رواه أبو داود في سننه: حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني، قالا: حدثنا الوليد عن سعيد عن بشير عن قتادة عن خالد بن دريك، عن عائشة رضي الله عنها، أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: ((يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا)) وأشار إلى وجهه وكفيه. قال أبو داود: هو مرسل وكذا قال أبو حاتم الرازي.
قلت هذا الحديث ضعيف جداً، ولا تقوم به حجة للعلة المذكورة، وهي الانقطاع بين خالد وعائشة، وهو مراد أبي داود وأبي حاتم بقولهما مرسل، ولضعف سعيد بن بشير، وتدليس قتادة وقد عنعن.
وبذلك يتضح أن هذا الحديث بهذا الإسناد في غاية الضعف والسقوط؛ لهذه العلل الثلاث، ولو صحّ لكان محمولاً
على ما كانت عليه الحال، قبل نزول آية الحجاب، وهناك علة خامسة وهي نكارة متنه فإنه لا يظن بأسماء رضي الله عنها مع تقواها وإيمانها أن تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم في ثياب رقاق ولا تستر عورتها، والله ولي التوفيق. (( 5 / 46 ) ( 26 / 226 )
14 - ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما" رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه . ( 4 / 257 ) ( 5 / 239 )
15 - روى أبو داود بسند حسن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( لما نزلت هذه الآية – قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ - خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من الأكسية وعليهن أكسية سود يلبسنها ) ( 4 / 243 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
16 - حديث الاحتجاب عن الأعمى ضعيف شاذ.. وهو ما روى أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أبي سلمة، حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احتجبن منه)) فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟))، ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت في تحسين الترمذي وتصحيحه لهذا الحديث نظر؛ لأن نبهان ليس مشهوراً بالحفظ والعدالة، وإن وثَّقه ابن حبان، كما في تهذيب التهذيب.
والصواب أنه ضعيف شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة الدالة على عدم وجوب الحجاب عن الأعمى كحديث فاطمة بنت قيس المخرج في صحيح مسلم، وحديث إنما جعل الاستئذان من أجل النظر المخرج في الصحيحين، والله أعلم.( 26 / 227 )
17 - أنا شاب أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً تقريباً أفعل العادة السرية وأنا ليس عندي قدرة على الزواج، وكلما عزمت على التوبة عن هذه الفعلة رجعت إليها مرة ثانية ونحن قد وقعنا فريسة لهذه الفعلة الخبيثة، من فضلكم أوضحوا لنا هذا الأمر؟ وهل هي محرمة أم ماذا، وهل الحديث الذي يقول: ((سبعة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم... إلخ)) الحديث، ومنهم الناكح ليده فهل هذا صحيح نرجو التوضيح جزاكم الله خيراً؟
العادة السرية منكر، لا تجوز، والواجب على المسلم تركها والتوبة إلى الله منها؛ لأنها خلاف قوله جل وعلا: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}[1]، ولما ذكر أهل العلم والأطباء عنها من مضار كثيرة يجب توقيها، والله حرم على المؤمن ما يضره في دينه ودنياه. أما الحديث الذي فيه السبعة الذين منهم ناكح يده فهو ضعيف غير صحيح عند أهل العلم.( 26 / 299 )
18 - قد جاء تفسير لهو الحديث بالغناء مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي مسند الإمام أحمد ، ومسند عبدالله ابن الزبير الحميدي ، وجامع الترمذي من حديث أبي أمامة ، والسياق للترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ، ولا تعلموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام وفي مثل هذا نزلت هذه الآية { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[2] ))[3]. وهذا الحديث وإن كان مداره على عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم ، فعبيدالله بن زحر ثقة ، والقاسم ثقة ، وعلي ضعيف ، إلا أن للحديث شواهد ومتابعات ( 21 / 122 )
[1] سورة المؤمنون الآيات 5-7.
[2] - سورة لقمان ، الآية 6.
[3] - رواه الترمذي في ( البيوع ) باب ما جاء في كراهية بيع المغنيات برقم (1282).
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
19 - صح عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء :سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ }، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء[1] ، يرددها ثلاث مرات ، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً أنه الغناء ، قال الحاكم أبو عبدالله في التفسير من كتاب المستدرك : ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين : حديث مسند ، وقال في موضع آخر من كتابه : هو عندنا في حكم المرفوع ، وهذا وإن كان فيه نظر ، فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم ( 21 / 123 )
20 - روى علي بن الجعد وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ) ، وقد روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً ، والمحفوظ أنه من كلام ابن مسعود رضي الله عنه ( 3 / 412 )
21 - خرج أحمد في مسنده بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الني صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر) والكوبة هي : الطبل ، قاله سفيان أحد رواة الحديث ( 3 / 430 )
[1] - ذكره القرطبي في تفسيره (14/52) والطبري في تفسيره (21/61) وابن كثير في تفسيره ( 3 / 443 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب النكاح
22 - روى أحمد وأبو داود والنسائي بسند جيد عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال (إن هذين حرام على ذكور أمتي) زاد ابن ماجة في روايته : " وحل لإناثهم " . ( 6 / 440 )
23 - روى أحمد والنسائي والترمذي وصححه وأخرجه أبو داود والحاكم وصححه وأخرجه الطبراني وصححه ابن حزم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي وحرم على ذكورها) وقد أعل بالانقطاع بين سعيد بن أبي هند وأبي موسى ، ولا دليل على ذلك يطمئن إليه ، وقد ذكرنا آنفا من صححه ، وعلى فرض صحة العلة المذكورة فهو منجبر بالأحاديث الأخرى الصحيحة كما هي القاعدة المعروفة عند أئمة الحديث ( 6 / 441 ) ( 14 / 90 )
24 - جاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم حلية من عند النجاشي أهداها له فيها خاتم من ذهب به فص حبشي قالت فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معرضا عنه أو ببعض أصابعه ثم دعا أمامة ابنة أبي العاص ابنة ابنته زينب فقال " تحلي بهذه يا بنية " ) ، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم أمامة خاتما ، وهو حلقة من الذهب ، وقال : تحلي بها ، فدل على حل الذهب المحلق نصاً ( 6 / 443 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأطعمة والعقيقة والذكاة والنذر والأيمان
1 - حديث" نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع " لا ندري ما صحته ؟
هذا يروى عن بعض الوفود وفي سنده ضعف ، يروى أنهم قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ) يعنون أنهم مقتصدون . هذا المعنى صحيح لكن السند فيه ضعيف ( 4 / 122 ) ( 25 / 273 )
2 - حديث: ((أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم))، ضعيف أو موضوع ( 26 / 211 )
3 - النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إنها صيد)) ([1]) ، فالضبع صيدٌ بنص الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم ( 23 / 34 )
([1] ) أخرجه الترمذي برقم : 1713 ( كتاب الأطعمة ) ، باب ( ما جاء في أكل الضبع ) ، وأبو داود برقم : 1860 ( كتاب المناسك ) ، باب ( ما جاء في جزاء الضبع ) ، والنسائي برقم : 4249 ( كتاب الصيد والذبائح) ، باب (الضبع) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأطعمة والعقيقة والذكاة والنذر والأيمان
4 - سئل ابن عمر - رضي الله عنهما – عن القنفذ ، فقرأ قوله - تعالى - : {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِير} ٍ([1]). الآية ، فقال شيخ عنده : إن أبا هريرة روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( إنه خبيث من الخبائث)) ، فقال ابن عمر : إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك ، فهو كما قاله ([2]) . فاتضح من كلامه - رضي الله عنه – أنه لا يعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال في شأن القنفذ شيئاً ، كما اتضح من كلامه - أيضاً - عدم تصديقه الشيخ المذكور ، والحديث المذكور ضعفه البيهقي وغيره من أهل العلم ؛ بجهالة الشيخ المذكور . فعلم مما ذكرنا صحة القول بحله ، وضعف القول بتحريمه ( 23 / 35 )
5 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر )) ([3]) . خرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد حسن
6 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن قتل أربع من الدواب النحلة والنملة والهدهد والصرد) رواه أبو داود بإسناد صحيح . ( 4 / 298 ) ( 23 / 68 )
([1] ) سورة الأنعام ، الآية 145 .
([2] ) أخرجه أحمد برقم : 8597 ( باقي مسند المكثرين ) .
([3] ) أخرجه الترمذي برقم : 2725 ( كتاب الأدب ) ، باب ( ما جاء في دخول الحمام ) ، وأحمد برقم : 120 ( مسند العشرة المبشرين بالجنة ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأطعمة والعقيقة والذكاة والنذر والأيمان
7 - ثبت في مسند الإمام أحمد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : (( أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم )) ([1]) ، وما ثبت في معجمي الطبراني الكبير والأوسط ، ورجاله رجال الصحيح ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته ، وهي تلحظ إليه ببصرها ، قال : (( أفلا قبل هذا ؟ أتريد أن تميتها موتتين )) ([2]) . ( 4 / 301 ) ( 23 / 74 )
8 - حديث: ((تعشوا ولو بكف من حشف، فإن ترك العشاء مهرمة)) خرجه الترمذي في جامعه رحمه الله حيث قال: حدثنا يحيى بن موسى حدثنا محمد بن يعلى الكوفي، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن عبد الملك بن علاق عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره. ثم قال رحمه الله هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعنبسة يضعف في هذا الحديث. وعبد الملك بن علاق مجهول... انتهى كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ في التقريب: محمد بن يعلى السلمي أبو ليلى الكوفي لقبه زنبور، ضعيف من التاسعة..وقال الحافظ أيضاً في عنبسة عن عبد الرحمن المذكور: متروك رماه أبو حاتم بالوضع من الثامنة، وقال الحافظ أيضاً في عبد الملك بن علاق المذكور: مجهول من الخامسة.وبهذا يتضح أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً، ويحتمل أنه موضوع والحمل فيه على عنبسة. أما شيخ الإمام الترمذي، وهو يحيى بن موسى فثقةٍ معروف، روى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي كما في التقريب. وقال العجلوني في كشف الخفاء، بعد ما عزاه للترمذي، وذكر أن فيه ضعيفاً ومجهولاً ما نصه. ورواه أبو نعيم عن أنس بلفظ: ((لا تدعوا عشاء الليل، ولو بكف من حشف فإن تركه مهرمة)) ورواه ابن ماجه عن جابر مرفوعاً بلفظ: ((لا تدعوا العشاء ولو بكفٍ من تمر، فإن تركه مهرمة)) ورواه في اللآلئ معزواً لابن ماجه عن جابر بلفظ: ((لا تتركوا العشاء ولو على كف تمر، فإن تركه يهرم)).قال: وفي سنده إبراهيم بن عبد السلام ضعيف يسرق الحديث .( 26 / 239 )
9 - روى أبو داود قال: حدثنا مسدد قال أخبرنا حماد يعني ابن زيد، وحدثنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا حماد يعني ابن سلمة عن علي بن زيد عن عمر بن حرملة عن ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه خالد بن الوليد فجاءوا بضبين مشويين على ثمامتين فَتَبَزَّقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خالد: إخالك تقذره يا رسول الله، قال: أجل، ثم أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن فشرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكل أحدكم طعاماً فَلْيقُلْ: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه، وإذا سُقي لبناً فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن)) قال أبو داود هذا لفظ مسدد.
وهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل علي بن زيد ابن جدعان؛ لأنه ضعيف عند جمهور أهل العلم. قال الحافظ في التقريب: ضعيف من الرابعة. وقال في تهذيب التهذيب عن ابن سعد: فيه ضعف ولا يحتج به. وعن صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ليس بالقوي. ونقل عن آخرين غير هؤلاء تضعيفه، ونقل عن جماعة قليلة توثيقه والصواب أنه ضعيف كما قال الأكثر؛ لأن الجرح مقدم على التعديل عند أهل الحديث. فإذا كان الجرح من الأكثر تأكد ذلك وتعين، ولم يلتفت إلى التوثيق. ومن تأمل رواياته عرف ضعفه وسوء حفظه. وفي سند الحديث علة أخرى وهي أنه من رواية علي المذكور عن عمر بن حرملة، وعمر هذا مجهول كما في التقريب. وقال الحافظ في تهذيب التهذيب قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، يعني حديث الضب وهو الحديث المذكور هنا. ونقل الحافظ عن ابن حبان توثيقه.
وجزم الحافظ رحمه الله في التقريب بأنه مجهول يدل على عدم التفاته لتوثيق ابن حيان، والله ولي التوفيق.( 26 / 261 )
([1] ) أخرجه أحمد برقم : 5598 ( مسند المكثرين من الصحابة ) ، وابن ماجة برقم : 3163 ( كتاب الذبائح )، باب ( إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ) .
([2] ) انظر : ( مجمع الزوائد ) ، باب ( إحداد الشفرة ) ، ج4 /33 .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأطعمة والعقيقة والذكاة والنذر والأيمان
10 - ثبت في المسند بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي رحمهم الله بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) وهذا يحتمل أن يكون شكاً من الراوي، ويحتمل أن أو بمعنى الواو، والمعنى: فقد كفر وأشرك.( 1 / 45 ) ( 7 / 51 ) ( 23 / 96 )
11 - جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق الذي سأله عن شرائع الإسلام: (أفلح وأبيه إن صدق). والجواب: أن هذه رواية شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة لا يجوز أن يتعلق بها وهذا حكم الشاذ عند أهل العلم وهو ما خالف فيه الفرد جماعة الثقات ويحتمل أن هذا اللفظ تصحيف كما قال ابن عبد البر رحمه الله وأن الأصل (أفلح والله) فصحفه بعض الكتاب أو الرواة ، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل النهي عن الحلف بغير الله ، وبكل حال فهي رواية فردة شاذة لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتشبث بها ويخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الحلف بغير الله ، وأنه من المحرمات الشركية ( 3 / 143 ) ( 23 / 97 - 109 ))
12 - خرج النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه حلف باللات والعزى فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وانفث عن يسارك ثلاثاً وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد) ( 3 / 143 ) ( 23 / 97 )
13 - صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( من حلف بالأمانة فليس منا )) ( 23 / 102 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب القضاء
1 - ما صحة ما ورد من أن من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين ؟
هذا حديث لا بأس به جيد ومعروف رواه أحمد ([1]) وأهل السنن ([2]) ، لكن ما يمنع من القضاء ، وإنما هو تحذير للعناية بالقضاء والحرص على السلامة من توابعه وأخطاره ، فالذبح بغير سكين شيء يؤذي الحيوان ويؤخر في موته ، فالقاضي قد يتأذى بالقضاء ويتعب فيه ، ولكن مع الصبر والجد يزول هذا ، وإنما يتعب ويكون كالمذبوح بغير سكين إذا ضل علمه أو تنكر الطريق السوي أو غفل عن الاستعانة بالله . ( 23 / 209 )
2 - كيف نوفق بين الحديثين التاليين : قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار ، فأما الذي في الجنة : فرجل عرف الحق فقضى به ، ورجل عرف الحق فجار : فهو في النار ، ورجل قضى للناس على جهل : فهو في النار )) ([3]) رواه أبو داود . وحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعناه المجتهد إذا أصاب فله أجران ، وإذا أخطأ فله أجر واحد . وفقوا بين الحديثين ؟
ليس بينهما - بحمد الله - تعارض ، بل المعنى واضح ، فالحديث الأول فيمن قضى للناس على جهل ليس عنده علم لشرع الله يقضي به بين الناس فهو متوعد بالنار ؛ لقوله على الله بغير علم ، وهكذا الذي يعلم الحق ولكن يجور من أجل الهوى لمحبته لشخص أو لرشوة أو ما أشبه ذلك فيجور في الحكم فهذان في النار ، لأن الأول ليس عنده علم يقضي به فهو جاهل فليس له القضاء ، أما الثاني : فقد تعمد الجور والظلم فهو في النار . أما الأول : فقد عرف الحق وقضى به فهو في الجنة. أما حديث الاجتهاد الذي رواه عمرو بن العاص - رضى الله عنه – وما جاء في معناه وهو في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر )) فهذا في العالم الذي يعرف الأحكام الشرعية وليس بجاهل ولكن قد تخفى عليه بعض الأمور وتشتبه عليه بعض الأشياء فيجتهد ويتحرى الحق وينظر في الأدلة الشرعية من القرآن والسنة ويتحرى الحكم الشرعي لكنه لم يصبه ، فهذا له أجر الاجتهاد ويفوته أجر الصواب وخطئه مغفور ، لأنه عالم عارف بالقضاء ، ولكن في بعض المسائل قد يغلط بعد الاجتهاد والتحري والنية الصالحة فهذا يعطى أجر الاجتهاد ويفوته أجر الصواب .
الثاني : اجتهد : طلب الحق واعتنى بالأدلة الشرعية وليس له قصد سيء بل هو مجتهد طالب للحق فوفق له واهتدى إليه وحكم بالحق فهذا له أجران أجر الإصابة وأجر الاجتهاد . وبهذا يُعلم انه ليس بين الحديثين تعارض – والحمد لله - . ( 23 / 212 )
3 - هل يرى سماحتكم صحة حديث: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات))([4]) ؟
الحديث له طرق فيها ضعف لكن مجموعها يشد بعضه بعضاً، ويكون من باب الحسن لغيره؛ ولهذا احتج بها العلماء على درء الحدود بالشبهات. أما حديث: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))([5]) فهو صحيح، وهكذا قوله - صلى الله عليه وسلم-: ((من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه))([6]). ( 25 / 263 - 265 ) )
4 - قوله صلى الله عليه وسلم: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)) حديث جيد رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها، ونصه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود))[7]. ( 26 / 212 )
([1] )أخرجه أحمد برقم 8422 ، باقي مسند المكثرين .
([2] )أخرجه الترمذي برقم 1247 ، ( كتاب الأحكام ) ، باب ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القاضي ، وأبو داود برقم 3100 ( كتاب الأقضية ) ، باب في طلب القضاء ، وابن ماجة برقم 2299 ( كتاب الأحكام ) ، باب ذكر القضاة .
([3] )أخرجه أبو داود برقم 3102 ( كتاب الأقضية ) ، باب في القاضي يخطئ .
[4]- أخرجه الهندي في كنز العمال برقم 12957، 12972، وفي كشف الخفاء برقم 166.
[5]- أخرجه النسائي في سننه في كتاب الأشربة، باب الحث على ترك الشبهات، برقم 5615، والترمذي في سننه في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه برقم 2488.
[6]- أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، برقم 2996، وابن ماجه في سننه كتاب الوقوف عند الشبهات، باب الفتن، برقم 3974.
[7] أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار، باب المسند السابق برقم 24946، وأبو داود في كتاب الحدود، باب في الحسد يشفع فيه برقم 4375.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
2 - ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((ما من مسلمين يتلاقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات عن الشجرة ورقها)) ( 11 / 79 )
3 - قال أنس رضي الله عنه: ((كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا))[1]. رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح ( 11 / 172 )
[1] أخرجه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) ( 8 / 36 ) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ، وأخرجه البيهقي في ( سننه ) ( 7 / 100 ) ، وفي ( سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ) حديث ( 160 ) .
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
4 - أخرج أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن عائشة رضي الله عنها : " كانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها ، وإذا دخلت عليه قام إليها النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه " ( 2 / 92 ) ( 24 / 52 )
5 - خرج الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن أنس - رضي الله عنه – قال : " لم يكن شخص أحب إليهم – يعني الصحابة - رضي الله عنهم – من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانوا لا يقومون له إذا دخل عليهم ؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك" ( 24 / 50 )
6 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد ( 6 / 492 ) ( 7 / 75 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
7 - قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل ( وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في والمتجالسين في والمتباذلين في) أخرجه الإمام مالك رحمه الله بإسناد صحيح ( 4 / 378 )
8 - ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله هل بقي لوالدي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((نعم ، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما )) ( 25 / 370 )
9 - صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة بإسناد جيد . ( 6 / 254 ) ( 24 / 242 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
10 - صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما عرج به مر على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم ، فقال : (يا جبريل من هؤلاء)؟ فقال (هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه ، وقال العلامة ابن مفلح إسناده صحيح ، قال : وخرج أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعا : (أن من الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق)( 5 / 401 )
11 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)) رواه أبو داود ، والنسائي ، بإسناد صحيح ( 1 / 441 ) (6 / 367- 426 ) ( 14 / 260 ) ( 26 / 138 )
12 - حديث معاوية رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال : " من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي بإسناد جيد وقد حسنه الترمذي ( 2 / 91 ) ( 24 / 49 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
13 - أخرج أبو داود بإسناد فيه ضعف عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا فقمنا إليه فقال : " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا " وأخرجه أيضا أحمد وابن ماجه ( 2 / 91 )) ( 24 / 51 )
14 - حديث ((إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء. تتناثر ذنوبك)) رواه أبو بكر الخطيب البغدادي عن إسحاق بن محمد التمار، وقال: كان لا بأس به. قال: حدثنا هبة الله بهذا، قال الذهبي رحمه الله في الميزان ج4 ص293: وهبة الله هو ابن موسى المزني الموصلي. عرف بابن قتيل لا يعرف. أ هـ.
قلت: وبذلك يكون هذا الحديث ضعيفاً بهذا الإسناد؛ ولكن يعلم فضل سقي الماء من أدلةٍ أخرى؛ لكون ذلك من أعمال البر والخير ( 26 / 217 )
15 - حديث ((حبك الشيء يعمي ويصم)) لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}[1]، قال الإمام أحمد: حدثنا عصام بن خالد، حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حبك الشيء يعمي ويصم)) رواه أبو داود عن حيوة بن شريح، عن بقية عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم به. انتهى قلت: هذا الحديث المذكور ضعيف؛ لأن في إسناده أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف لا يحتج به. ولكن معناه صحيح نسأل الله العافية. ( 26 / 217 )
[1] سورة البقرة الآية 93.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
16 - حديث عن علي رضي الله عنه قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يبكي بكاء شديداً، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا علي ليلة أسري بي إلى السماء، رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن، لما رأيت شدة عذابهن، رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثديها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها، والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة قد شدت رجلاها إلى يديها، وقد سلط عليها الحيات والعقارب. ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها، فتقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمتها ومؤخرتها بمقارض من نار، ورأيت امرأة تحرق وجهها ويديها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت امرأةً رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار، وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار. فقالت فاطمة رضي الله عنها: حبيبي وقرة عيني، أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يا ابنتي: أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأما التي كانت تأكل جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، وأما التي شدت يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظف، وكانت تستهين بالصلاة. وأما العمياء الصماء الخرساء، فإنها كانت تلد من الزنا، فتعلقه في عنق زوجها، وأما التي كانت يقرض لحمها بالمقارض، فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها، وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قواده، وأما التي كان رأسها رأس خنزير، وبدنها بدن الحمار، فإنها كانت نمامة كذابة، وأما التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها، وتخرج من فيها. فإنها كانت قينة - مغنية - نوّاحة حاسرة. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها)). انتهى..
هذا خبر مكذوب، ومتنه منكر، وبعد البحث التام لم نجد إلا أن بعض الناس عزاه إلى كتاب: بحار الأنوار.. وبمراجعة إيضاح المكنون، ذيل كتاب كشف الظنون وجدنا في حرف الباء، أن الكتاب المذكور من مؤلفات بعض الشيعة، وهو محمد بن باقر بن محمد تقي الشهير بالمجلسي الشيعي المتوفى عام 1111هـ.
كذا في الكتاب المذكور، وقد ذكر في البطاقة الموجهة إليّ المتضمنة السؤال عن هذا الحديث، أن صاحب البحار ذكره في الجزء 18 ص351، وقد حدثني من لا أتهم عن بعض من له عناية بكتب الشيعة، أن هذا الكتاب أعني: بحار الأنوار، مملوء من الأحاديث المكذوبة الموضوعة، والله ولي التوفيق. أ.هـ. ( 8 / 305 ) ( 26 / 223 )
17 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم تسلط بعضهم على بعض))[1] رواه الطبراني وإسناده حسن.. وفي رواية: ((إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمها أبناء فارس والروم سلط شرارها على خيارها))[2] حديث حسن .( 26 / 232 )
18 - سمعت كلاماً لا أدري أهو حديث أم ماذا ((الغناء زاد الراكب)) بينوا لنا جزاكم الله خيراً؟
ليس بحديث بل هو كلام باطل، والغناء هو رقية الشيطان، وهو في الحقيقة من لهو الحديث الذي نهى الله عنه وحذر منه وذم أهله في قوله سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}[3]، وهو مما يصد عن سبيل الله ومما يشغل القلوب عن التلذذ بقراءة كلام الله وسماعه.أما الشعر باللغة العربية واللحون العربية فلا بأس به إذا كان يشتمل على ما يرضي الله وينفع عباده، وهكذا كل شعر في الدعوة إلى الله وفي الترغيب إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والترهيب من مساوئ الأخلاق وسيئ الأعمال باللحون العربية والشعر العربي لا بلحون الغناء، فهذا لا بأس به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن من الشعر حكمة))[4]، وقد سمع شعر كعب بن زهير وشعر عبد الله بن رواحة وشعر كعب ابن مالك وحسان بن ثابت رضي الله عنهم.( 26 / 375 )
[1] أخرجه الطبراني في الأوسط، ج1 ص48، برقم 132.
[2] أخرجه الترمذي في كتاب الفتن، باب ما جاء في النهي عن سب الريح برقم 2261.
[3] سورة لقمان الآية 6.
[4] أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب الشعر برقم 2844.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
19 - الحديث الذي أخرجه أبو داود برقم (638) ج1 ص172 ورقم (4086) ج4 ص57 عن موسى بن إسماعيل عن أبان عن يحيى عن أبي جعفر عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبلاً إزاره إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اذهب فتوضأ)) فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال له: ((اذهب فتوضأ)) فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال له رجل: يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟!.. فقال: ((إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره)).
قال النووي في رياض الصالحين: رواه أبو داود على شرط مسلم.
قلت: هذا وهم من النووي رحمه الله فليس إسناده على شرط مسلم، بل هو ضعيف لعلتين:
إحداهما: أنه من رواية أبي جعفر غير منسوب وهو مجهول.
والعلة الثانية: أنه من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر المذكور بالعنعنة، ويحيى مدلّس، والمدلس إذا لم يصرح بالسماع لم يحتج به، إلا ما كان في الصحيحين.
ولو صح فمعناه التغليظ والتشديد؛ ليحذر العود إلى الإسبال.. أما صلاته فصحيحة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره بإعادتها، وإنما أمره بإعادة الوضوء، ونفي القبول في الصلاة لا يلزم منه بطلان الصلاة في جميع موارده؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))[1] رواه مسلم في صحيحه. وقد حكى النووي الإجماع أنه لا يؤمر بالإعادة، وإنما فاته الثواب للزجر والتحذير، وله نظائر في أحاديث أخرى. ويدل على أن نفي القبول في حديث المسبل، لا يلزم منه بطلان الصلاة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره بالإعادة. وهكذا في حديث ابن مسعود لم يأمره بالإعادة، فدل ذلك على أن مراده صلى الله عليه وسلم بأمره بإعادة الوضوء هو الزجر والتحذير.. ولعل وضوءه يخفف عنه الإثم.وهذا كله على تقدير صحة الحديث المذكور، وقد يستدل بنفي القبول على عدم الصحة؛ لعدم وجود ما يقتضي خلاف ذلك، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ))[2] متفق عليه.
وحديث ابن مسعود المشار إليه آنفاً خرجه أبو داود برقم (637) ج1 ص172 بإسناد صحيح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام)).ثم ذكر أبو داود رحمه الله أنه رواه جماعة موقوفاً على ابن مسعود، انتهى.وهذا الموقوف له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من جهة الرأي، كما يعلم ذلك من كلام أهل العلم في أصول الفقه. ومصطلح الحديث، وبالله التوفيق.. ( 26 / 235 )
20 - حديث: ((إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش، ورب قتيلٍ بين الصفين الله أعلم بنيته)) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في المسند مجلد واحد ص367 من طريق عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف لاختلاطه، فيكون هذا الحديث ضعيفاً بهذا السند. وفي السند أيضاً أبو محمد الراوي؛ للحديث المذكور عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصرح بسماعه منه عليه الصلاة والسلام، فيحتمل أن يكون مرسلاً، والمرسل لا يحتج به، إلا أن يكون له شواهد تدل على صحته أو حسنه، إن لم يثبت سماع أبي محمد المذكور من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر في السند أنه من أصحاب ابن مسعود، والله ولي التوفيق.( 26 / 238 )
21 - روى الترمذي: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا سعيد بن محمد الورَّاق، عن يحيى بن سعيد عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل)).
قلت: ذكر الحافظ في التقريب ضعف سعيد المذكور، ونقل في تهذيب التهذيب من أئمة الحديث تضعيف سعيد المذكور، وعن الدار قطني أنه متروك وشذ ابن حبان فذكره في الثقات، وهو متساهل فلا يعول على توثيقه.( 26 / 246 )
[1] أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان برقم 2230.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب لا يقبل صلاة بغير طهور برقم 6954، ومسلم في كتاب الطهارة للصلاة برقم 225.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
22 - حديث ((الصبحة تمنع الرزق))، ضعيف خرجه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند عثمان رقم (530) بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله وهذا سنده: قال عبد الله بن أحمد حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف، عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصّبحة تمنع الرزق)). ثم رواه عبد الله بسند آخر برقم (533) وهذا نصه: قال عبد الله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان يعني الحربي أبو زكريا،
حدثنا إسماعيل بن عياش عن رجلٍ قد سماه عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصّبحة تمنع الرزق)).
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تحت السند الأول: إسناده ضعيف جداً، ابن أبي فروة هو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال البخاري في التاريخ الكبير 1/1/396 (مديني تركوه) ثم قال: نهى ابن حنبل عن حديثه، وفي التهذيب عن أحمد لا تحل عندي الرواية عنه، ورماه بعضهم بالكذب، واتهمه أهل المدينة في دينه، وقال ابن معين: بنو أبي فروة ثقات إلا إسحاق.
إلى أن قال: والصّبحة بفتح الصاد، وضمها نوم الغداة، وفي اللسان: وفي الحديث أنه نهي عن الصبحة، وهي النوم أول النهار؛ لأنه وقت الذكر، ثم وقت طلب الكسب. وقال الشيخ أحمد شاكر أيضاً: والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير رقم (5129) ونسبه أيضاً لابن عدي في الكامل، والبيهقي في الشعب أيضاً من حديث أنس ورمز له بالصحة وهو خطأ؛ لأن أسانيده تدور على ابن أبي فروة؛ وبذلك تعقبه المناوي في الشرح الكبير ج4 ص232، وقد استدركه قاضي الملك المدراسي في ذيل القول المسدد (65/67) وأطال القول فيه وتكلف في بعض ما قال، حتى لقد قال في ابن أبي فروة تكلموا فيه لكن لم يتهم بالكذب، وهذا غير جيد، فإن إسحاق اتهم بالكذب، كما نقلناه آنفاً. ثم قال الشيخ أحمد تحت السند الثاني (533) إسناده ضعيف جداً وهو مكرر (530) وقد سبق الكلام عليه مفصلاً، وقد زاده ضعفاً إبهام الرجل الذي روى عنه إسماعيل بن عياش وهو إسحاق بن أبي فروة وهو علة الحديث.. أ هـ.
المقصود من كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، والأمر كما قال فالحديث المذكور ضعيف جداً، من الطريقتين جميعاً وقد جزم الحافظ في التقريب بأن إسحاق المذكور متروك الحديث، وذلك يدل على اقتناعه رحمه الله بأنه متهم بالكذب، ويزيده ضعفاً أنه من رواية إسماعيل بن عياش عن إسحاق المذكور وهو مدني، ورواية إسماعيل المذكور عن غير الشاميين ضعيفة لا يحتج بها، كما يعلم ذلك من التهذيب والتقريب وغيرهما.( 26 / 255 )
23 - يقول السائل: سمعت من بعض الناس أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول الله إن القرآن ليتفلت مني، فأوصاه عليه السلام بقراءة بعض السور القرآنية كل سورة لعدة مرات، ففعل فلم يتفلّت منه القرآن فهل هذا صحيح؟ ما هي هذه السور إذا كان الأمر كذلك؛ لأنني أعاني من هذه المشكلة وهي تفلت القرآن مني عندما أنتقل بالحفظ من سورة إلى أخرى وجهوني جزاكم الله خيراً؟
ليس ذلك بصحيح ولا بمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، ولكن يستحب للمؤمن أن يجتهد في تلاوة القرآن وتكراره حتى يستقر، ويسأل ربه أن يعينه على ذلك، فيقول اللهم أعني على حفظ كتابك، اللهم يسر لي حفظ كتابك، يرجع إلى الله ويسأله العون ويجتهد في الإكثار من التلاوة في الأوقات المناسبة التي فيها راحته، في أول النهار أو في الليل أو في غير ذلك من الأوقات التي يرى أنه مستريح فيها؛ وبذلك يعينه الله ( 26 / 297 )
24 - ما رأيكم في الحديث المنسوب عن خالد بن الوليد، ويشتمل على بضع وعشرين سؤالاً ويوزع على الناس لترقيق القلوب وهذا نصه:
عن خالد بن الوليد قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما بدا لك، قال: ((أريد أن أكون أعلم الناس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اتق الله تكن أعلم الناس. قال: أريد أن أكون أغنى الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: كن قانعاً تكن أغنى الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله. قال: أحب أن يكمل إيماني؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك. قال: أحب أن أكون من المحسنين؟ قال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: أحب أن أكون من المطيعين؟ قال صلى الله عليه وسلم: أدّ فرائض الله تكن من المطيعين. قال: أحب أن ألقى الله نقياً من الذنوب؟ قال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله نقياً من الذنوب. قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم نفسك ولا تظلم الناس تحشر يوم القيامة في النور. قال: حب أن يرحمني ربي يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم خلق الله، يرحمك ربك يوم القيامة. قال: أحب أن تقل ذنوبي؟ قال صلى الله عليه وسلم: أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا تشك في أمرك شيئاً تكن من أكرم الناس. قال: أحب أن أكون أقوى الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: توكل على الله تكن أقوى الناس. قال: أحب أن يوسع الله عليَّ في الرزق؟ قال صلى الله عليه وسلم: أدم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله؟ قال صلى الله عليه وسلم: أحبب أمة الله ورسوله تكن من أحبابهما. قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال أحب أن تستجاب دعوتي؟ قال صلى الله عليه وسلم: اجتنب أكل الحرام تستجب دعوتك. قال: أحب أن لا يفضحني ربي يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: احفظ فرجك من الزنا كيلا يفضحك ربك بين الناس. قال: أحب أن يسترني ربي يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة. قال: ما الذي ينجيني من الذنوب أو قال من الخطايا؟ قال صلى الله عليه وسلم: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصدقة الخفية وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب)). قال الإمام المستغفري: ما رأيت حديثاً أجمع وأشمل لمحاسن الدين أنفع من هذا الحديث جمع فأوعى، رواه الإمام أحمد بن حنبل ؟
هذا الحديث جاء في (كنز العمال) باختلاف عما جاء هنا ونصه: كما جاء في الجزء 16 من كتاب (كنز العمال) تحت الرقم 44154 قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال:
((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس قال: اتق الله تكن أعلم الناس. فقال: أحب أن أكون أغنى الناس قال: كن قنعاً تكن أغنى الناس. قال: أحب أن أكون خير الناس فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعاً لهم. فقال: أحب أن أكون أعدل الناس قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى. قال: أحب أن أكون من المحسنين قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: أحب أن يكمل إيماني قال: حسن خلقك يكمل إيمانك. فقال: أحب أن أكون من المطيعين، قال: أد فرائض الله تكن مطيعاً. فقال: أحب أن ألقى الله نقياً من الذنوب، قال اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله يوم القيامة وما عليك ذنب. قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور قال: لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله. قال: أحب أن تقل ذنوبي قال: استغفر الله تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس. فقال: أحب أن يوسَّع علي في الرزق، قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباء الله ورسوله، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله. قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله، قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه. قال: أحب أن تستجاب دعوتي، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك. قال: أحب لا يفضحني الله على رؤوس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رؤوس الأشهاد. قال: أحب أن يستر الله على عيوبي قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك. قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم؟ قال: الصوم)). كتاب كنز العمال ص127-129.
والحديث المذكور موضوع ورواته مجاهيل وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ومن بعض كلام أهل العلم وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية. ولا ريب أن العمدة فيما ذكره في هذا الحديث هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، أما هذا المتن فلا يعتمد عليه ولا يحتج به؛ لأنه ليس له إسناد صحيح، والله ولي التوفيق. ( 26 / 321 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
25 - عن الحسن مرسلاً قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله الناظر والمنظور إليه)) رواه البيهقي في شعب الإيمان، قلت مرسلات الحسن ضعيفة، ولا نعلم لهذا المتن أصلاً يعضده، ثم رأيت في كشف الخفاء للعجلوني رحمه الله ص408 نسبة هذا الحديث إلى وضع إسحاق الملطي عامله الله بما يستحق. ( 26 / 382 )
26 - حديث: إن قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[1]، نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه تصدق بخاتمه وهو راكع . ليس بصحيح، ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير، وحكم عليه بالضعف؛ لضعف رجال أسانيده، وجهالة بعضهم.. وذكر أنه لم يقل أحد من أهل العلم فيما يعلم بفضل الصدقة حال الركوع.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج المجلد الأول ص165 الطبعة التي حققها الدكتور محمد رشاد سالم: أن الحديث المذكور موضوع.. وبهذا يعلم أن قوله تعالى: {وَهُمْ رَاكِعُونَ}، معناها وهم خاضعون، ذليلون لله تعالى؛ لأن الركوع والسجود يمثلان غاية الذل لله والاستكانة، فالمؤمن يتصدق وهو خاضع لله، لا متكبر ولا مدل بعمله ولا مراء ولا مسمع.. والله ولي التوفيق. ( 26 / 218 )
27 - حديث ابن مسعود المشهور المخرج في جامع الترمذي بإسناد حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها) ( 5 / 183 ) ( 8 / 363 ) ( 24 / 65 ،356 ) ( 26 / 12 )
[1] سورة المائدة الآية 55.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدب
28 - حديث (من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم) هو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي ، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه ( 6 / 374 )
29 - هل حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله خاص بالذكور ؟ أم من عَمِلَ عَمَلَ هؤلاء من النساء يحصل على الأجر المذكور في الحديث ؟
ليس هذا الفضل المذكور في هذا الحديث خاصا بالرجال بل يعم الرجال والنساء ، فالشابة التي نشأت في عبادة الله داخلة في ذلك ، وهكذا المتحابات في الله من النساء داخلات في ذلك ، وهكذا كل امرأة دعاها ذو منصب وجمال إلى الفاحشة فقالت : (إني أخاف الله) داخلة في ذلك ، وهكذا من تصدقت بصدقة من كسب طيب لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها داخلة في ذلك ، وهكذا من ذكر الله خاليا من النساء داخل في ذلك كالرجال ، أما الإمامة فهي من خصائص الرجال وهكذا صلاة الجماعة في المساجد تختص بالرجال ، وصلاة المرأة في بيتها أفضل لها كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 6 / 439 )
30 - قال صلى الله عليه وسلم : ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)) أخرجه الترمذي وصححه الحاكم وإسناده جيد . ( 9 / 356 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
1 - عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدعاء هو العبادة))[1] أخرجه أصحاب السنن الأربعة بإسناد صحيح.( 26 / 18 )
2 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلمٍ يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا يا رسول الله إذاً نكثر؟ قال: ((الله أكثر))[2]. ( 26 / 122 )
3 - أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تصلي على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم).
هكذا رواه الترمذي رحمه الله موقوفاً، ورواه الإسماعيلي بلفظ ( ذكر لنا أن الدعاء يكون بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم) وهو موقوف ذكر ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه: (جلاء الأفهام) ص135 الطبعة المنبرية الصادرة عام 1357هـ.
قلت: وفي السندين جميعاً أبو قرة الأسدي وهو من رجال البادية مجهول كما في التقريب، وهو الراوي له عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه...؛ وبذلك يعتبر هذا الأثر ضعيفاً من أجل جهالة أبي قرة... والله أعلم.( 26 / 289 )
[1] أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة البقرة برقم 2969 وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء برقم 1479، وابن ماجه كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء برقم 3828.
[2] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه برقم 10749.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
4 - ما حكم استدلال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه (الجواب الكافي) يقول( من قال إن من صلّى لله أربع
ركعات ثم دعا الله فإنه يستجاب له سواء كان مكروباً أو غير مكروب ) أخذاً من قصة الصحابي الأنصاري التاجر الذي هجم عليه اللص؟
ما وقفت على هذا الكلام الذي فيه أربع ركعات، وأما خبر اللص فخبر فيه ضعف. ولكن دعاء الله والتضرع إليه من أسباب الإجابة بنص القرآن، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[1]، وقال سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[2]، فنص القرآن وعد الله الدائم بالاستجابة، فعلى المؤمن أن يدعو الله ويجتهد في الدعاء، وأن يقبل على الله بقلبه سواء كان بعد صلاة أو في غير صلاة، متى أقبل على الله واجتهد في الدعاء وتجنب أسباب الحرمان من أكل الحرام والمعاصي فهو حريّ بالإجابة ( 26 / 296 )
5 - قال عليه الصلاة والسلام: ((ما عمل ابن آدم عملاً أنجا له من عذاب الله، من ذكر الله))[3] أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني بإسناد حسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. ( 26 / 14 )
6 - قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم. قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله))[4] رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح.( 26 / 15 )
[1] سورة البقرة الآية 186.
[2] سورة غافر الآية 60.
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج2 ص166.
[4] أخرجه الترمذي كتاب الدعوات، باب منه برقم 3377 وابن ماجه في كتاب الأدب، باب فضل الذكر برقم 3780 والإمام أحمد في مسند الأنصار، حديث معاذ بن جبل برقم 21065.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
7- خرج الترمذي وغيره بإسناد حسن عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما قعد قوم مقعداً لم يذكروا الله فيه عز وجل ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم))[1].( 26 / 17 )
8 - عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: ((قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل: فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل: {قل هو الله أحد} والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء))[2] رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بإسناد حسن.( 26 / 26 )
9 - الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد[3]:
فقد اطلعت على نشرة مصدرة بما نصه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا علي لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله، والتصدق بأربعة آلاف درهم، وزيارة الكعبة، وحفظ مكانك في الجنة، وإرضاء الخصوم، قال علي: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تعلم أنك: إذا قرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله، وإذا قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم، وإذا قلت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات فقد زُرت الكعبة، وإذا قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة، وإذا قلت: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم))، ولكون ما تضمنته هذه النشرة لم يرد في كتاب من كتب الحديث المعتمدة، بل هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم وقد نص بعض أهل العلم رحمهم الله تعالى على أن الوصايا المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بها علياً، وكلّ ما صدّر بياء النداء من الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي كلها موضوعة، ما عدا قوله عليه الصلاة والسلام: ((يا عليّ أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي))[4]، وممن نص على ذلك الشيخ ملا علي القاري في كتاب: (الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة) المعروف بالموضوعات الكبرى، والشيخ إسماعيل العجلوني في كتابه: (كشف الخفاء ومزيل الألباس). ولذلك فإني أحذر إخواني المسلمين من الاغترار بهذا الحديث وأمثاله من الأخبار الموضوعة أو العمل على طبعها أو نشرها بين المسلمين؛ لما في ذلك من تضليل العامة والتلبيس عليهم والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وعد المتعمد له بالوعيد العظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن كذباً عليّ ليس ككذب علي غيري، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار))، وقال: ((من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)).
وفي الأخبار الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم المدونة في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والسنن والمسانيد غنية لمن وفقه الله إلى الخير عن اللجوء إلى أخبار الكذابين والوضاعين، أسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح ويجنب الجميع طرق الضلال والانحراف إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ( 26 / 328 ، 351 )
[1] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في القوم يجلسون ولا يذكرون الله، برقم 3308 وأبو داود في كتاب الأدب، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله برقم 4215.
[2] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب في انتظار الفرج وغير ذلك برقم 3575 وأبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5082
[3] أجاب عنها سماحته بتاريخ 25/1/1414هـ.
[4] أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة تبوك برقم 4416.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
رحمة الله على شيخنا الحبيب عبد العزيز بن باز رحمة الله تعالى عليه ..
والله إن عزيمته وهمته ونشاطه لحجةٌ علينا ..
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
10 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه يقول: ((إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير))[1] رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وإسناده عند أبي داود وابن ماجة صحيح.( 26 / 27 )
11 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل: ((اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءً أو أجره إلى مسلم، قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك))[2] رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي والبخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح، وهذا لفظ أحمد والبخاري. ( 26 / 27 )
12 - عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء))[3] رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن صحيح وهو كما قال رحمه الله.( 26 / 28 )
[1] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5068، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى برقم 3391.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5067، والترمذي في كتاب الدعوات، باب منه برقم 3529 وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه برقم 82.
[3] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى برقم 3388، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى برقم 3869.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
13 - عن ثوبان خادم النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة))[1] رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة بإسناد حسن، وهذا لفظ أحمد، ولكنه لم يسم ثوبان وسماه الترمذي في روايته، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة بلفظ أحمد ( 26 / 28 )
14 - عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار))[2] رواه أبو داود بإسناد حسن، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة بسند حسن، ولفظه: ((من قال حين يصبح: اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار، فإن قالها أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار))[3].( 26 / 29 )
15 - عن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته))[4] رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسنادٍ حسن، وهذا لفظه لكنه لم يذكر ((حين يمسي)) وأخرجه ابن حبان بلفظ النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.( 26 / 30 )
[1] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى برقم 3389 وأبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5072.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5069.
[3] أخرجه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة، ج1/ 138.
[4] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5073.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
16 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح كتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك))[1] رواه الإمام أحمد في مسنده بإسنادٍ حسن.( 26 / 31 )
17 - وعنه رضي الله عنه أيضاً قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا أمسى ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حـمة تلك الليلة))[2] رواه الإمام أحمد والترمذي بإسنادٍ حسن. والحمة: سم ذوات السموم كالعقرب والحية ونحوهما.( 26 / 32 )
18 - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى: ((أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين))[3] خرجه الإمام أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيح.( 26 / 32 )
[1] أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، حديث أبي هريرة برقم 8502.
[2] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب الاستعاذة برقم 3966، والإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، مسند أبي هريرة برقم 7838.
[3] أخرجه أحمد في مسند المكيين، حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي برقم 14935.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
19 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت) تعيدها ثلاثاً حين تصبح وثلاثاً حين تمسي، وتقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت، تعيدها حين تصبح ثلاثاً وحين تمسي ثلاثاً قال: نعم يا بني إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأحب أن أستن بسنته)[1] رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي بإسناد حسن. ( 26 / 33 )
20 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله))[2] خرجه أبو داود بإسناد حسن.( 26 / 35 )
21 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: كفيت ووقيت وهديت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي))[3] رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن. ( 26 / 36 )
[1] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح برقم 5090، وأحمد في أول مسند البصريين، حديث أبي بكرة برقم 19917.
[2] رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول الرجل إذا دخل بيته برقم 5096.
[3] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا خرج من بيته برقم 3429، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته برقم 3886.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
22 - قالت أم سلمة رضي الله عنها: ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء وقال: ((اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل، أو أَزِل أو أُزَل، أو أَظلِم أو أُظلَم، أو أَجهل أو يُجهَل عليَّ))[1] رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة، وهذا لفظ أبي داود وإسناده صحيح. ( 26 / 36 )
23 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: ((أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم))[2] خرجه أبو داود بإسناد حسن.( 26 / 37 )
24 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم))[3] أخرجه ابن ماجة بإسناد صحيح.( 26 / 38 )
[1] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته برقم 5094، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته برقم 3884، والإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم برقم 26076.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب فيما يقول الرجل عند دخوله المسجد برقم 466.
[3] أخرجه ابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات، باب الدعاء عند دخول المسجد برقم 773.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
25 - عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول: ((اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك))[1]، ثلاث مرات. رواه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد حسن.( 26 / 41 )
26 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه))[2] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بإسناد حسن.( 26 / 45 )
27 - عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: ((اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها))[3] رواه النسائي بإسناد حسن. ( 26 / 46 )
[1] أخرجه أحمد في مسند المكثرين، مسند عبد الله بن مسعود برقم 3786، وأبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم برقم 5045.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس برقم 4023، والترمذي في كتاب الدعوات، ما يقول إذا فرغ من الطعام برقم 3258، وابن ماجه في كتاب الأطعمة، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام برقم 3258.
[3] أخرجه النسائي في السنن الكبرى ج5 ص256 برقم 8827.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
28 - هذا الحديث صحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين يلتمسون مجالس الذكر، فإذا وجدوها تنادوا هلمُّوا إلى حاجتكم فيحيطون بهم إلى عنان السماء، ويسمعون منهم أذكارهم وأعمالهم الطيبة، ثم إذا عرجوا سألهم الله عما وجدوا، وهو أعلم سبحانه وتعالى، فيخبرونه بما شاهدوا))[1] ( 26 / 57 )
29 - سماحة الشيخ قرأت أن هناك حديثاً قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أراد أن يتقابل مع الله ويناجيه فعليه بتلاوة القرآن)) ما مدى صحة هذا الحديث؟
لا أعلم لهذا الحديث أصلاً، والله ولي التوفيق.. ( 26 / 60 )
30 - أرجو أن تتفضلوا بشرح الجمل التالية: رب قارئٍ للقرآن والقرآن يعلنه، كيف يعلن القرآن قارئه ولماذا؟
لا أعلم صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حاجة إلى تفسيره. ولو صح لكان المعنى أن في القرآن ما يقتضي ذمه ولعنه؛ لكونه يقرأ القرآن وهو يخالف أوامره أو يرتكب نواهيه، فهو يقرأ كتاب الله وفي كتاب الله ما يقتضي سب وسب أمثاله؛ لأنهم خالفوا الأوامر وارتكبوا النواهي هذا هو الأقرب في معناه إذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولكني لا أعلم صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم.( 26 / 61 )
[1] أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، مسند أبي هريرة، برقم 7376.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
31 - قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قال حين يصبح وحين يمسي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمـور الدنيا والآخـرة)) هـل هـذا الحـديث صحـيح أم لا ؟
هذا الحديث جاء موقوفا على أبي الدرداء رضي الله عنه من رواية أبي داود في سننه بإسناد جيد ، ولفظه : ((من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه)) [1] انتهى ، وليست فيه الزيادة المذكورة وهي : ( من أمر الدنيا والآخرة ) . وهو حديث موقوف على أبي الدرداء وليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه في حكم المرفوع لأن مثله ما يقال من جهة الرأي ، والله ولي التوفيق . ( 9 / 294 ) ( 26 / 65 ))
32 - قوله في الحديث : ((سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، والله أكبر مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك))[2] رواه أبو داود لكن في إسناده رجل غير معروف، فيكون ضعيفاً من أجل هذه العلة. ( 26 / 76 )
33 - قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل ( قل لأمتك يقـولوا : لا حـول ولا قـوة إلا بالله عشرا عند الصباح وعشرا عند المساء ، وعشرا عند النـوم يدفع عنهم عند النـوم بلوى الدنيا وعند المساء مكايد الشيطان ، وعند الصباح أسوأ غضبه ) ما مـدى صحـة هـذا الحـديث؟
لا أعرف لهذا الحديث أصلا ولا أذكره في شيء من الكتب المعتمدة ولكن كلمة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) كلمة عظيمة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله)) فينبغي الإكثار منها كل وقت في الصباح والمساء وغيرهما .( 9 / 294 )
[1] - رواه أبو داود في كتاب الأدب برقم 4418 .
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب التسبيح بالحصى برقم 1282.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
34- هل يسن أن نقول دعاء الركوب عندما نركب في المصعد الموجود في المباني والذي يصعد بالناس من طابق إلى طابق وهل هناك حصر للحالات التي يقال فيها هذا الدعاء؟ .
دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة أو السيارة أو الطائرة أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر . أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد فلا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر . ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية ، لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح ، والله ولي التوفيق .( 9 / 306 )
35 - روى عبد الله ابن الإمام أحمد أنه وجد بخط أبيه، وأبو داود وابن ماجه والنسائي في عمل اليوم والليلة، عن الوليد ابن مسلم قال: أخبرني الحكم بن مصعب المخزومي أنه سمع محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب)).
وأخرجه الحاكم من طريق الوليد المذكور عن الحكم بن مصعب المذكور قال أبو حاتم الرازي: الحكم مجهول وتناقض ابن حبان رحمه الله فذكره في الثقات والضعفاء، وجزم الحافظ في المخزومي الدمشقي مجهول من السابعة ورمز له بعلامة أبي داود والنسائي وابن ماجه أما الحاكم فصححه، واعترض عليه الذهبي بقوله: الحكم فيه جهالة، وذكره البخاري في التاريخ الكبير، وذكر أنه روى عن محمد بن علي، وروى عنه الوليد بن مسلم، وسكت فلم يوثقه ولم يجرحه، وجزم الشيخ العلامة أحمد شاكر في حاشيته على المسند بأنه صحيح بناءً على سكوت البخاري عنه، وهو دليل عند الشيخ أحمد على ثقته عند البخاري، وهذا فيه نظر إلا يثبت بالنص أو الاستقراء ما يدل على أن البخاري أراد ذلك، ومن تأمل حاشية العلامة أحمد شاكر اتضح له منها تساهله في التصحيح لكثيرٍ من الأسانيد التي فيها بعض الضعفاء كابن لهيعة وعلي بن زيد بن جدعان وأمثالهما، والله يغفر له ويشكر له سعيه ويتجاوز له عما زل به قلمه أو أخطأ فيه اجتهاده إنه سميع قريب.
وعلى كل حال فالحديث المذكور يصلح ذكره في الترغيب والترهيب؛ لكثرة شواهده الدالة على فضل الاستغفار؛ ولأن أكثر أئمة الحديث قد سهلوا في رواية الضعيف في باب الترغيب والترهيب لكن يروى بصيغة التمريض كيروى، ويذكر، ونحوهما لا بصيغة الجزم، قال الحافظ العراقي في ألفيته، رحمه الله:
وإن ترد نقلاً لواهٍ أو لمـــا يشك فيه لا بإسـنادهمـا
فأت بتمريض كيروى واجزم بنقـل ما صح كقال فاعلم
وسهلوا في غير موضوع رووا من غير تبيين لضعـف ورأوا
بيانـه في الحكـم والعقائد عن ابن مهدي وغير واحـد
تكميل: وقع في بعض روايات هذا الحديث: ((من لزم الاستغفار))، وفي بعضها ((من أكثر الاستغفار)) والمعنى المتقارب.( 26 / 96، 258 )
36 - حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الذي فيه أنه قال: (يا رسول الله، كم أجعل لك من صلاتي؟..) إلى آخره، فهو حديث في إسناده ضعف، وعلى فرض صحته فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، أن المراد بذلك: الدعاء؛ لأن الدعاء يسمى: صلاة، قالوا: كان أُبي قد خصص وقتاً للدعاء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: (كم يجعل له من ذلك؟...) إلى أن قال: (أجعل لك صلاتي كلها)، المعنى: أجعل دعائي كله صلاةً عليك، يعني: في ذلك الوقت الذي خصصه للدعاء، والله سبحانه وتعالى أعلم.وما دام الحديث ليس صحيح الإسناد فينبغي: أن لا يتكلف في تفسيره، ويكفينا أن نعلم أن الله سبحانه شرع لنا الصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[1].وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دالةً على مشروعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام، وأن من صلّى عليه واحدةً صلّى الله عليه بها عشراً، فهذا كله يكفي في بيان شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه في سائر الأوقات من الليل والنهار خصوصاً أمام الدعاء، وبعد الأذان، وفي آخر الصلاة قبل السلام، وكلما مر ذكره صلى الله عليه وسلم. ( 8 / 312 ) ( 26 / 101 )
[1] سورة الأحزاب، الآية 56.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
40 - حديث ((فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا: يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء))[1] رواه الخمسة إلا الترمذي أفليس هذا يتعارض مع الآية الكريمة التي يقول الله فيها: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}[2]، وقوله سبحانه: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}[3]، وأنه لما دخل عليه العباس عمه حين مات، ومكث ثلاثة أيام قبل أن يدفن وكان واضعاً يديه إلى أنفه، وقال له: ((عجلوا بدفن صاحبكم والله إنه ليأسن كما يأسن سائر البشر))، وهذا الحديث الذي سمعته موجود في كتاب (نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار) والحديث أيضاً أخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وذكره ابن أبي حاتم في العلل، وحُكي عن أبيه بأنه حديث منكر؛ لأن في إسناده عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو منكر الحديث، وقال ابن العربي إن الحديث لم يثبت. وأسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه ؟
الحديث المذكور معروف عند أهل العلم ولا بأس به عند أهل العلم ولا نكارة في ذلك، فإن الله جل وعلا له أن يخص من يشاء من عباده بما يشاء سبحانه وتعالى فإذا خص الأنبياء بتحريم أجسادهم على الأرض فلا غرابة في ذلك لما لهم لديه من الكرامة.والصلاة والسلام عليه مشروعة مطلقاً، ولو فرضنا أن الجسد قد أكلته الأرض كما تأكل أجساد الناس الآخرين فإن هذا لا يمنع من الصلاة والسلام عليه، ولا يمنع أيضاً من تخصيص الجمعة بالمزيد من ذلك؛ لما جاء في الحديث فإن الصلاة والسلام عليه مشروعان دائماً عليه الصلاة والسلام في حياته وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام؛ لقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، اللهم صلّ وسلم عليه صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين.
وقال عليه الصلاة والسلام كما رواه مسلم في الصحيح: ((من صلّى علي واحدة صلّى الله عليه بها عشراً)).وبذلك يُعلم أن الصلاة والسلام مشروعان في حياته وبعد وفاته، أما كون جسده يبقى فقد جاء في هذا الحديث وسنده لا بأس به عند أهل العلم، أما قول العباس فلا أعلم إلى يومي هذا صحته ولم أتتبع أسانيده، ولو فرضنا صحة قول العباس فإنه لا ينافي ما جاء به هذا الحديث من تحريم أجساد الأنبياء على الأرض؛ لأنه قد يعتري الجسد ما يعتريه من التغيير وهو باقٍ لم تأكله الأرض، فإن الله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، فإذا وضع في القبر أمكن أن تزول هذه الرائحة على فرض صحة أثر العباس ويبقى الجسد سليماً طرياً، وليس في الشرع ولا في العقل ما يمنع ذلك.والمقصود أن الصلاة والسلام عليه مشروعان مطلقاً سواء بقي الجسد أم لم يبق الجسد وكونه تعرض عليه صلاة أمته لا تعلق له بالجسد، وإنما ذلك على الروح وهي في الرفيق الأعلى، فإنّ روحه باقية، وهكذا الأرواح باقية عند أهل السنة والجماعة، أرواح المؤمنين في الجنة، وأرواح الكفار في النار، روحه صلى الله عليه وسلم في أعلى عليّين عليه الصلاة والسلام، وأرواح المؤمنين في صفة طيور تعلق في شجر الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم ترجع إلى قناديل معلقة تحت العرش كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله ولي التوفيق. ( 26 / 105 )
41 - خرج الترمذي في جامعه ج9 ص386 في الطبعة المصرية طبعة المكتبة السلفية في المدينة رقم الحديث (3488، 3489) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحي عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة))[4]، وقال: هذا حديث غريب.
وقد روى عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه ثم ساقه مسنده مثل الأول، لكن قال فيه بدل ((ورفع له ألف ألف درجة)) ما نصه: ((وبني له بيتاً في الجنة))، وهذا الحديث ضعيف من الطريقين جميعاً؛ أما الطريق الأول ففيه أزهر بن سنان وهو ضعيف، كما في التقريب، ورمز له بعلامة الترمذي.وقال في تهذيب التهذيب عن ابن معين: ليس بشيء، ونقل عن أبي غالب الأزدي عن علي ابن المديني أنه ضعفه جداً بسبب حديثه هذا، ونقل عن الساجي أن فيه ضعفاً، وعن ابن شاهين أنه ذكره في الضعفاء، ونقل عن المروذي عن أحمد أنه ليَّنه، وذكره أنه روى حديثاً منكراً في الطلاق، أما ابن عدي فنقل عنه الحافظ في تهذيب التهذيب ما نصه: أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جداً وأرجو أن لا يكون به بأس. أ هـ.
وبما ذكرنا يعلم أن غالب الأئمة ضَّعفوه، والقاعدة أن الجرح مقدم على التعديل، وفي هذا السند على أخرى، وهي أن أزهر رواه عن محمد بن واسع، وفي سماعه منه نظر، كما يعلم ذلك من تذهيب التهذيب، أما السند الثاني ففيه عمرو بن دينار البصري قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف جداً وهو أضعف من أزهر المذكور، وقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب ما يدل على إجماع أئمة الحديث على ضعفه، وقد جزم في التقريب بضعفه، ورمز عله بعلامة الترمذي وابن ماجه؛ وبذلك يعلم ضعف هذا الحديث من الطريقين جميعاً، ومما يقوِّي ضعفه غرابة متنه ونكارته؛ لأن من قواعد أئمة الحديث أن الثواب العظيم على العمل اليسير يدل على ضعف الحديث، ولا شك أن ما ذكر في المتن غريب جداً من حيث الكمية فيما يعطى من الحسنات ويمحى من السيئات ويرفع من الدرجات، ولكن هذا التضعيف والنكارة في المتن لا يمنع من شرعية الذكر في الأسواق؛ لأنها محل غفلة فالذكر فيها له فضل عظيم، وفيه تنبيه للغافلين ليتأسُّوا بالذاكر فيذكروا الله. والله ولي التوفيق.. ( 26 / 247 )
42 - حديث: ((إذا طنت أذن أحدكم...))[5].قال ابن علان في الفتوحات الربانية شرح الأذكار النواوية ج6 ص198: قال السخاوي في القول البديع: رواه الطبراني وابن عدي وابن السني في اليوم والليلة، والخرائطي في المكارم، وأبو موسى المديني وابن بشكوال، وسنده ضعيف.
وفي رواية بعضهم: ((إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل عليّ وليقل ذكر الله من ذكرني بخير)).قلت: وهي رواية ابن السني. قال السخاوي: وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، ومن طريقه أبو اليمن بن عساكر وذلك عجيب؛ لأن إسناده غريب كما صرح به أبو اليمن وغيره. وفي ثبوته نظر. وقال أبو جعفر العقيلي: إنه ليس له أصل... أ.هـ.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً، كما نقله القسطلاني في مسالك الخفاء: قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنظور. الحديث أخرجه جميع بسند ضعيف. وإخراج ابن خزيمة له في صحيحه متعجب منه فإن إسناده غريب، بل قال العقيلي: ليس له أصل. ( 26 / 273 )
[1] أخرجه النسائي في كتاب الجمعة، باب إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 1374، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب فضل الجمعة وليلة الجمعة، برقم 1047، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب فضل الجمعة، برقم 1085، وأحمد في أول مسند المكثرين، حديث أوس بن أبي أوس الثقفي، برقم 15729.
[2] سورة الكهف، الآية 110، سورة فصلت، الآية 6.
[3] سورة الكهف، الآية 8.
[4] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا دخل السوق برقم 3428.
[5] أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلّى فيه المكتوبة برقم 1006.
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
43 - حديث: ((من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنا الله له بيتاً في الجنة)) ضعيف، وقد رواه الإمام أحمد وهذا سنده ج3 ص437.
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة قال، وحدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثنا زبَّان بن فائد الحبراني عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه معاذ ابن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أحد حتى يختمها عشر مرات بنا الله له قصراً في الجنة، فقال عمر بن الخطاب: إذاً أستكثر يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكثر وأطيب))، وهذا الإسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة ورشدين بن سعد وزبان بن فائد.
وقال في مجمع الزوائد ما لفظه ج7 ص145 عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات بنا الله بيتاً في الجنة، فقال عمر بن الخطاب: إذاً نستكثر
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكثر وأطيب)) رواه الطبراني وأحمد وقال: عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن أبيه والظاهر أنها سقطت، وفي إسناده رشدين بن سعد وزبَّان كلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين. انتهى.
قلت: والحديث مداره على زبّان بن فائد وقد سبق أنه ضعيف كما في التقريب، وقال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة زبان المذكور: قال أحمد أحاديثه مناكير، وقال ابن معين شيخ ضعيف وقال ابن حبان منكر الحديث جداً يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة عنده مناكير، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال: عنده مناكر، انتهى ملخصاً.
وبذلك يعلم أن هذا الحديث ضعيف جداً لتضعيف الأئمة المذكورين لزبان، وينبغي أن يعلم أن هذه السورة عظيمة وفضلها كبير وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنها تعدل ثلث القرآن)) وصح في فضلها أحاديث كثيرة.( 26 / 281 )
44 - قال الترمذي رضي الله عنه: حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا أبو معاوية عن الوصافي عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا)).ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي. انتهى من جامع الترمذي بشرح حديث رقم 3406 ج9.
قلت: هذا الحديث ضعيف؛ لأن في إسناده عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف، كما في التقريب؛ ولأن في إسناده أيضاً عطية بن سعد العوفي وهو صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً، كما في التقريب ثم متنه منكر، ولو صح لكان ذلك في حق من أتى بهذا الاستغفار تائباً توبة نصوحاً؛ لأن التوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب كلها. والله ولي التوفيق .
45 - خرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن خنبش التميمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ فيقول : "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن" ( 4 / 318 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
46 - في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (ما أصاب عبدا هم ولا حزن ثم قال : اللهم إني عبدك وابن عبدك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك) إلخ ، هل المرأة تقول : عبدك أو أمتك ، وفي بعض الأدعية المشابهة لهذا؟
الأمر في هذا واسع إن شاء الله ، والأحسن أن تقول اللهم إني أمتك وابنة عبدك وابنة أمتك . . . إلخ ، وهذا يكون أنسب وألصق بها ، ولو دعت باللفظ الذي جاء في الحديث لم يضر إن شاء الله لأنها وإن كانت أمة فهي عبد أيضا من عباد الله . ( 5 / 403 )
47 - حديث ((لقد صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً)) ما صحة هذا الحديث؟
لا أعرف عن صحته شيئاً. ( 25 / 243 )
48 - ما صحة هذا الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتب عند الله بارا)) ؟
لا أعرف حال هذا الحديث ، ولا أدري عن صحته ولكن المعنى صحيح ، فإن الدعاء للوالدين والاستغفار لهما والصدقة عنهما من جملة البر . بعد الموت ، ولعل الله يخفف عنه بذلك ما سبق منه من عقوق مع التوبة الصادقة ، وعليه أن يتوب إلى الله ويندم على ما فعل ويكثر من الاستغفار والدعاء لهما بالرحمة والعفو والمغفرة مع الإكثار من الصدقة عنهما ، فإن هذا كله مما شرعه الله تعالى في حق الولد لوالديه ( 9 / 368 )
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية
-
رد: الدرر البازية على الأحاديث النبوية