اعتذر للاخوة الكرام عن التوقف مؤقتاً.
نظراً لظروف الإجازة الصيفية.
وفق الله الجميع
عرض للطباعة
اعتذر للاخوة الكرام عن التوقف مؤقتاً.
نظراً لظروف الإجازة الصيفية.
وفق الله الجميع
و بعد أن عرفنا آراء الفريقين وأنها اختلفت في اسباب اتصال الأمير بالماسونية العالمية ،فالذي أذهب إليه و ذهبتُ إليه من قبل أن الأمير حين كان في الأسر و رأى ما حلَّ بعائلته إذ توفي 25 فرداً من عائلته الأمير بسبب البرد والمرض خلال فترة الأسر ، اضطر الى مجاراة الفرنسيس بالانتساب الى الماسونية .
حيثُ قلتُ في مقال سابق ـ بل قديم ـ و هو"الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801")":
(و من اشهر المنتمين للماسونية من الرموز الكبرى أمثال الأمير عبد القادر الجزائري, جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والشيخ محمد أبو زهرة وغيرهم و ربما كان هؤلاء من المخدوعين في الشعارات التي رفعتها المحافل الماسونية حول الحرية والإخاء والمساواة، و بعضهم كان يحاول الاستفادة من عضويته الماسونية لخدمة قضايا الوطن، ولما تبين لها أن الشعارات ليست إلا خدعة كبرى كان الانسحاب هو الحل.
على أن هذا الاحتمال لا ينطبق على السياسيين ورجال الأحزاب في مصر أمثال سعد زغلول والنحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين فقد كان هؤلاء مستفيدين على الدوام من عضويتهم الماسونية وحققوا أهدافهم من حيث السلطة والنفوذ والصعود على النخبة بكل مغرياتها)
و المقال على هذا الرابط :
www.majles.alukah.net/showthread.php?t=5365 -
ـ و لا شك أن كون الأمير محمد سعيد الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري رئيساً لمحفلي سوريا و لبنان ـ على لسان حفيده الاستاذ فاتح ـ حيث يقول:
لهو مؤشر واضح للعلاقة التي نشأت اضطرارا بين الامير و الماسونية الفرنسية ، و لكنها زادت اتصالاً في عهدة الأمير محمد سعيد الجزائري.
ولكن للأسف فإن "مؤسسة الأمير عبد القادر" لا ترى هذا الرأي بل قامت المؤسسة بالمشاركة في تدشين إقامة " جمعية ماسونية في الجزائر باسم الأمير عبد القادر" في حفل خاص حضره عتاة الماسونيين .
حيثُ تحدث ـ بتلك المناسبة ـ رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر: الأستاذ محمد بوطالب عن الأمير عبد القادر، و أشار إلى:_
" أن الأمير عبد القادر كان في ''الروتاري'' وهو اليوم يعود إليه" ، و الخبر على هذا الرابط في منتديات "الجلفة": www.amirdz.org/news.php?action=view&id=5 -
بالنسبة لأحداث عام 1860م فالاتهام ينصبُّ على السياسات الاستعمارية في المنطقة آنذاك لا على الأمير عبدالقادر .
و قد أطال المؤرخون في وصف الأحداث التي جرت ذلك العام بين الحلفاء التاريخيين " النصارى و الدروز " و لكن لم يعمد أيٌّ منهم الى ذكر السبب الذي أدَّى الى تلك الأحداث و اكتقفوا بوصفها بالفتنة الكبيرة بين الفريقين والتي طالت المسلمين بسبب مدافعتهم للدروز المعتدين .
و بين يدينا وثيقة تاريخية في شكل كتاب بالغ الأهمية هو كتاب " تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " تأليف توفيق يوسف بولاد ، و قد قام بتعريبه الياس بولاد ، و أسرة بولاد من الأسر المسيحية المشهورة التي استهدفت في تلك الأحداث ، و أهل البيت أدرى بما فيه .
يقول الياس بولاد في التعريف بهذا المؤلَّف ـ الذي قام بترجمته ـ :
فتنة دينية أم مؤامرة سـياسية غربيــة ؟!!
لا زال هذا السؤال يشغل بالي منذ سنوات ولقد دعوت في تقديم الكتاب الذي ترجمته إلى اللغة العربية عام 2003م بعنوان: "تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " تأليف توفيق يوسف بولاد المختص بالتاريخ إلى دراسة هذه الحوادث بتعمق ، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية .
لأن معظم الكتب التي تناولتها قامت بعرض الأحداث والمذابح بتفاصيلها اليومية والواقعية من الناحية الدينية فقط، حيث لم يتعرض أحد حتى الآن لأسبابها الخارجية والحقيقية، وأبعادها الدولية والاقتصادية وإن أشار بعضهم إلى وقوف قوى خارجية وراء الأطراف المتنازعة، بصورة عابرة تفتقد إلى البحث العلمي والتاريخي .
إن الظروف الدولية والمحلية التي تعيشها دول المنطقة اليوم وبالأخص العراق، لبنان، سوريا .... تدفع أكثر لإعادة السؤال الذي أشرت إليه في الفقرة السابقة راغباً في عرض وجهة نظري بقليل من التفصيل راجياً أن تكون كورقة بحث، يغنيها المتخصصون بالتاريخ والمهتمون بأحوال وتاريخ وحاضر ومستقبل هذه المنطقة، من أبنائها أولاً، ومن الباحثين الأجانب ثانياً .
أرى أن حوادث 1860م في لبنان ودمشق ، تعتبر مفصلاً تاريخياً أساسياً، ساهم في صياغة السياسة الخارجية الغربية حتى اليوم، وربما لقرون أخرى !! . فقد تكرر ظهور هذه السياسة وجرى التذرع بموجبها لتبرير العديد من التدخلات الأجنبية إلى يومنا هذا.
يمكننا إيجاز الغاية والهدف والوسيلة من وراء إثارة الفتن والحروب الدينية والطائفية بثلاثة بنود .
1- القضاء بأسرع ما يمكن، وبأي ثمن على أية خطوة تقوم بها شعوب هذه المنطقة للمضي قدماً نحو تحقيق نهضة اقتصادية حضارية صناعية، مثال ذلك محاولة محمد علي في مصر واعتماده على السوريين في مشروع نهضته التي تبعتها حوادث العام 1860م في لبنان ودمشق . ففي البداية كان القضاء عليه عسكرياً، أما في المرحلة اللاحقة فقد تم ذلك من خلال مؤامرة دُفِعَ أبناء الشعب الواحد لتنفيذها إلى التقاتل فيما بينهم. وقد تم الإعداد لها بسرية تامة بحيث يظهر الجلاد فيها بمظهر المنقذ .
2- احتكار الغرب للمادة الأولية التي هي الأساس المادي لقيام النهضة الصناعية في القرن التاسع عشر، "الحرير" سابقاً و"النفط" حالياً .
3- وكانت الوسيلة دائماً هي نشر وتشجيع وتمويل الحروب الدينية والعرقية والطائفية، وقد توصل اليوم الكثير من الباحثين والسياسيين إلى هذه القناعة، عندما رأوا نتائجها أمام أعينهم، ولكن بعد خراب البصرة كما يقول المثل ! .
إن أبحاث هؤلاء لم تتعمق بعد في الأسباب الحقيقية لتلك الحروب وكان دائماً تصديهم لنتائجها ناقصاً ومتأخراً، وهذا مما جعلنا نسير من فشل إلى فشل أكبر .
نعود لسؤالنا الكبير عن حوادث 1860م في لبنان ودمشق .
- جاء في قاموس الجغرافيا القديمة والحديثة المطبوع في باريس عام 1854م تأليف (ميساس وميشلو) إصدار مكتبة هاشيت ، في الصفحة /269/ حول مدينة دمشق: « إنها المدينة الأكثر أهمية والتي تأتي في المرتبة الأولى في الصناعة في الشرق كله، فقد أعطت اسمها للمنسوجات الحريرية والتي يأتي الغرب للبحث عنها وشرائها. كما أنها تتاجر بالأسلحة الفولاذية ذات النصال القاطعة، وتتاجر أيضاً بالأصداف وأنواع متعددة من الحرير، وماء الزهر، كما تمر بها القوافل إلى حلب وبغداد وتتجمع فيها قوافل الحجاج » .
- في كتاب "تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية" يقول المؤلف في الفصل السابع صفحة 105 بأن صيدا التي تبعد 40 كم من دمشق كانت مرفأ دمشق التجاري وأنها المدينة الرئيسة الأولى بمكانتها الاقتصادية في بلاد المشرق وأن كافة منتجات دمشق الجميلة والثمينة من الأقطان والأقمشة الحريرية والأجواخ التي ينتجها ويصنعها الدمشقيون بكميات كبيرة، تُصدَّر عن طريق مرفئها . وفي الصفحة 70 من نفس المصدر ونقلاً عن (ألفريد مارتينو) في كتابة التجارة الفرنسية في الشرق 1902 نقرأ : "بأن فرنسا كانت تستورد كامل الكمية الفائضة من الحرير عن إنتاج الورشات المحلية بدمشق" .
- في كتاب (فرانسوا بيرنو) "طرق الحرير" إصدار أرتيميس " صفحة 185-186 نقرأ : "أُصيبت صناعة الحرير في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر بكارثة كبيرة، فقد أصاب مرض خطير دودة الحرير فيها، وكذلك أصاب المرض نفسه دودة الحرير في الصين في وقت كانت فرنسا تستورد نصف حاجتها من الحرير الصيني. ويقول المؤلف بأن فترة الأزمة امتدت من عام 1845م حتى عام 1869م . ومما أثر على أسعار الحرير المستورد أيضاً افتتاح قناة السويس عام 1869م بحيث انتقل هذا الارتفاع في الأسعار إلى أسواق أوروبا كلها كما زاد الطلب على هذه المادة في الحرب العالمية الأولى في الأسواق الخارجية" .
نستنتج مما سبق بعض الاستنتاجات التالية:
1- فقبيل عام 1860م كانت دمشق تشكل مركزاً صناعياً كبيراً ومهماً وبالأخص في صناعة الحرير والأقمشة والمنسوجات وهذه النهضة الصناعية كانت تتطور وتواكب آخر التطورات التقنية الصناعية العالمية في ذلك الوقت، أي نظام الجاكار الميكانيكي الذي كان أول من أدخله إلى دمشق في خمسينات القرن التاسع عشر "آل بولاد" المشهورون بصناعة "حرير البولاديّة" وذلك بغية زيادة الإنتاج كماً ونوعاً . هذه النهضة الصناعية واكبها ازدهار تجاري واقتصادي كبير وتوسيع للأسواق ( تصدير الأقمشة الحريرية الدمشقية إلى القدس ومصر ودول مثل تركيا وإيران وحتى إلى أوروبا نفسها ) . وكانت مادة الحرير متوفرة وبأسعار زهيدة، وكان لقربها من المعامل والورشات أهمية اقتصادية بالغة، حيث كان ينعكس على رخص وجودة الإنتاج الدمشقي الذي اكتسب شهرة عالمية وزيادة في الطلب عليه، كما أن وجود مرفأ صيدا التجاري وقربه من دمشق أيضاً، كل هذا ساعد كثيراً على عملية الازدهار الاقتصادي لأبناء هذه المنطقة وعلى التوسع الصناعي والتجاري لدمشق .
ولابد من الإشارة هنا، وهذا ما يتم التعتيم عليه دائماً مع الأسف، إلى أن هذه الصناعة وهذه النهضة الاقتصادية كانت بمعظمها بأيدٍ مسيحية دمشقية (راجع كتاب "تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية" وأيضاً قاموس الصناعات الشامية للشيخ ظافر القاسمي وغيرهم ... )، ذلك أن نهضة العديد من الصناعات والفنون توارثتها عبر قرون العائلات المسيحية الدمشقية أباً عن جد، وكانت خبرتهم تنعكس إيجابياً على جودة ونوعية هذه المنسوجات مما جعل القاموس الفرنسي يتحدث عن دمشق كأول مدينة صناعية في الشرق بمنسوجاتها الحريرية التي كان الغرب دائم الطلب عليها. كذلك لابد من الإشارة إلى أن هذه الصناعة وخصوصاً الحريرية، كانت متمركزة في الحي المسيحي في مدينة دمشق وهو الحي الذي استهدفته حوادث 1860م بالذات .
2- في الطرف المقابل، أي في الغرب شكَّل المرض الذي أصاب دودة الحرير في فرنسا والصين أعوام الأربعينات من القرن التاسع عشر أزمة كادت أن تؤدي إلى كارثة اقتصادية حقيقية في هذا القطاع، إذا لم يتم تأمين الحرير كمادة أولية لمعاملها. ومن المعلوم أن المكان الوحيد الذي توفرت فيه هذه المادة في ذلك الوقت هو لبنان وسورية .
إن دمشق بورشاتها الكثيرة، ومعاملها التي بدأت بتطبيق نظام الجاكار الميكانيكي كانت تكفي لاستيعاب كامل الإنتاج من الحرير المستخرج في لبنان وسورية وحيث بات إنتاجها ذا نوعية ممتازة وأسعار معتدلة، مما جعله مطلوباً عالمياً، ومن الممكن مراجعة كافة كتب الرحالة الذين زاروا لبنان وسورية في القرن التاسع عشر والثامن عشر؛ منهم على سبيل المثال الشاعر "لامارتين" وغيره كثيرون ممن عبَّروا عن دهشتهم لتنوع ورخص المنسوجات الحريرية وجودتها خصوصاً في أسواق دمشق .
وباتت هذه المنطقة أي سوريا، منافسة قوية للغرب بأهم صناعة في القرن التاسع عشر، وهي صناعة المنسوجات الحريرية، وأصبحت تشكل خطراً حقيقياً على صناعتها واقتصادها، حيث أن المادة الأولية لهذه الصناعة موجودة فيها فقط في ذلك الوقت بحيث أنه إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه، وأدركت سوريا مركزها القوي، وإذا استغلَّت جيداً الضعف والحاجة الغربية لمادة الحرير فإنها كانت ستصبح الأقوى وتسيطر حتى على الأسواق الأوروبية لسنوات طويلة، وبخاصة عندما يتم تطوير تصنيعها كماً ونوعاً .
إذا راجعنا كتب التاريخ التي تتحدث عن منطقتنا ، فإنها تؤكد دائماً على أننا متخلفون حضارياً كما تتحدث عن الصراعات الدينية والطائفية والحزبية ، وهذا ما كان يسجّله دائماً الرحّالة عند زيارتهم للشرق، ولكنهم كانوا يتحدثون في الوقت نفسه وبعد تصوير حالة التخلف، عن الصناعات الحريرية الفاخرة وعن الغنى والتنوع الصناعي، وغيرها من الصناعات الموجودة في أسواق دمشق وحلب !!! ... وكذلك عن رخص هذه المنتجات .
من هذا الواقع التاريخي الخطير جاء التخطيط الغربي لحوادث 1860 في لبنان ودمشق وعلى أعلى المستويات السياسية والاقتصادية، حيث رُصدت له الميزانيات الضخمة وجرى إعداد سيناريو المذابح والأماكن المقصود تدميرها والجهات المنفذة لها ( من الغوغاء ، وضعاف النفوس والمتآمرين ) وعن طريق بث الإشاعات الدينية. ولكن المسلمين المتنوّرين وعَوا تلك المؤامرة ، وحموا إخوانهم المسيحيين ( راجع كتاب " تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " وثيقة شاهد عيان آخر الكتاب ) .
والمؤسف، أن معظم المؤرخين، غربيين وشرقيين، لم يدركوا أن الهدف من وراء تلك الحوادث كان تأمين الحصول على الحرير، واستهداف الصناعة السورية، وتقويض النهوض الحضاري لها والقضاء عليه، وفي تقديري أنه لو تم تلافي وقوع تلك الحوادث لكنا اليوم، بكل تأكيد، كما في الماضي دولة صناعية كبرى في مجال المنسوجات، وفي مجالات صناعية أخرى، وكنا دولةً لا تقل أهمية عن أية دولة أوروبية !! ولكن حدوثها جعلنا دولاً استهلاكية تعتمد على الاقتصاد الغربي الذي كنا على قدم المساواة معه حضارياً آنذاك !! .
إن هجرة وتهجير الطبقة البرجوازية الصناعية جعل من الصعب علينا أن نتمكن من تأسيس نهضة حضارية صناعية حقيقية علماً بأن الأمر قد تكرر بعد ذلك ولكن بأسلوب آخر، في فترة ما بعد الاستقلال (1945- 1958)!!!
وبالعودة إلى تلك الفترة /1840 -1870م/ فلقد ارتفعت أسعار الحرير كثيراً نتيجة الطلب الخارجي عليه، وقد تم فرض ضرائب إضافية من قبل الحكومة العثمانية مما انعكس سلباً على الصناعيين الدمشقيين وخلق بلبلة وتفاوتاً بأسعار البضائع، وقد دفع ذلك ولأسباب أخرى غير خافية على أحد، منها أن كثيراً من الفرنسيين والغربيين قد استوطنوا لبنان ودمشق وأسسوا مراكز لزراعة الحرير وصناعته وذلك لتأمين هذه المادة لمصانعهم في بلدانهم دون اللجوء إلى التجار السوريين واللبنانيين! ويذكر لنا بهذا الصدد (فرانسوا لونورمان) كشاهد عيان في كتابه« الحوادث الأخيرة في سورية 1860م » العديد من تلك المراكز التي أُنشئت في جبل لبنان ودير القمر وغيرها من المدن والقرى اللبنانية .
لقد طلبت الحملة العسكرية الفرنسية التي أتت إلى بيروت في عام 1860م من البطريرك الماروني ومن البطل يوسف بيك كرم، الذي كان يدافع عن حقوق الفلاحين الذين يزرعون دود القز لإنتاج الحرير أن تنقل بعض الفلاحين على متن بوارجها للإقامة في بلاد الجزائر حيث تؤمن لهم الأراضي الزراعية الخصبة هناك ليمارسوا زراعتها تحت حكم الفرنسـيين!!.
فجاء الرفض قاطعاً. من الواضح أن الغاية تمثلت في جعل الحرير أقرب وأرخص لهم من سواحل لبنان وجباله!! . بعد 115 سنة على هذه الحادثة تكرر الأمر وهذه المرة من الأمريكان ولنفس الغاية متمثلة بنقل المسيحيين اللبنانيين على متن البوارج الأمريكية إلى أمريكا وكندا واستراليا...
نعود لنسأل هنا: هل كان الهدف من تلك الحوادث هو الحرير فقط ؟ لا شك أن هناك أهداف أخرى . منها :
1- استهداف وضرب القاعدة والبنية الصناعية في دمشق التي كان المسيحيون الدمشقيون يحتفظون بها في أحيائهم حيث رأى الغربيون أنها المنافسة الحقيقية لصناعتهم لأنها تستخدم مادة الحرير التي يريدونها رخيصة ولمعاملهم فقط !! .
2- القضاء على أمهر الصناعيين والحرفيين وعلى ورشات عملهم ومنازلهم ، حيث كان معظمهم من المسيحيين الدمشقيين وكان التركيز في هذه الحوادث على ورشات آل بولاد التي كانت تسخدم النظام المتطور للجاكار الميكانيكي لزيادة الإنتاج كماً ونوعاً ( راجع كتاب تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية عموماً والصفحة 173 خصوصاً ) .
3- تهجير من تبقى من المسيحيين ممن أحرقت أحيائهم وبيوتهم وورشات عملهم والذين تجمعوا في قلعة دمشق، حيث رُتِّبت القوافل لنقلهم إلى بيروت ثم مصر ، وقد كانت كل قافلة تتألف من حوالي ثلاثة آلاف شخص ( راجع نفس المصدر صفحة 267-276 ) بحيث لا يستطيعون العودة إلى مدينتهم التي عاشوا فيها آلاف السنين، لما يحملون من ذكريات أليمة، لا يعرفون من كان من ورائها، ولصعوبة البدء من جديد بأعمالهم وخوفهم من تكرار تلك الحوادث، ولذلك فإن أول منـزل شُيّد من جديد في الحي المسيحي كان بعد مرور أربع سنوات على هذه الأحداث أي في عام 1864م .
4- نتيجة تلك الحوادث تم القضاء على المنافس الحقيقي للاقتصاد الغربي كما تم الاستحواذ على المادة الأولية ( الحرير ) بكل سهولة وفُتحت الأسواق السورية على مصراعيها أمام البضائع الأجنبية. وكان لا بد أمام تدفق البضائع الأجنبية من إحداث مصارف خاصة تسهل القروض للمزارعين واستيفاء الديون ، وتحويل ثمن المنتجات الغربية إلى أصحابها في الغرب . لقد تضاعف الاستهلاك وارتبط الاقتصاد السوري على المدى البعيد بالاقتصاد الغربي وقامت بعض المصارف مثل " بنك سيوفي وصباغ وبنك أصفر وبنك زلخا ... " بتسهيل ذلك وهكذا تحوَّل عمل بعض من تبقَّى من المسيحيين من الأعمال الصناعية إلى أعمال السمسرة والتجارة
المالية ....!! .
إن الارتباط الاقتصادي الناتج عن تلك الحوادث قد مهّد في المستقبل القريب إلى احتلال سياسي وعسكري لسورية ولبنان وغيرهما من البلدان العربية تحت عناوين مثل "الانتداب" أو "الحماية" بحجة أن هذه البلاد غير مهيئة لمواكبة التمدُّن والتقدُّم الحضاري والصناعي !!! .
- ولضرب أي أمل بعودة الترابط الاقتصادي والصناعي بين لبنان ودمشق وبلاد حوض البحر الأبيض المتوسط من بلاد عربية وأجنبية قام الانتداب الفرنسي بخلق " لبنان الكبير " وضم ميناءي صيدا وطرابلس لهذا البلد وقام بإيجاد حدود مُصطنعة بين البلدين لا زالت قائمة إلى اليوم .
- ولتكتمل هذه المؤامرة أُسِّست في سورية ولبنان المحافل الماسونية التابعة إلى محفل الشرق الكبير ومقره باريس بالإضافة إلى محافل إنكليزية أخرى ! وقد ضمّت هذه المحافل خيرة أبناء هذه البلاد من أصحاب المناصب السياسية العالية ومدراء المصارف والأدباء وغيرهم ! ..
- وبالعودة إلى كتاب فرانسوا لونورمان الآنف الذكر ، عن تلك الحوادث في سوريا في صفحة 28-29 يروي : كيف أنه زار القرى اللبنانية التي أتت عليها الحوادث ، حيث زار قرية حمّانا اللبنانية ولاحظ بأنها قد دُمِّرت بكاملها ما عدا مبنَيين لاستخراج خيوط الحرير ، وعندما سأل الحرس الموجود على مدخلهما : لماذا لم يلحق بهما أذى ، في حين أن جميع المباني الأخرى قد أُحرقت ، جاءه الجواب بأن ملكيتهما تعود لرجل فرنسي يدعى السيد "بيرتران" وقد جاءتنا الأوامر بأن لا نتعرض لهما !!؟؟...ومن جملة الحوادث التي ذكرها الكتاب يشير إلى تعرض كبار تجار الحرير للقتل مثل " بشارة صوصه " من لبنان و "آل المسابكي" من دمشق ! وقد جاء أيضاً في الصفحة 137 أن مراقبين لتلك الحوادث وممن عايشوها ومنهم السيد " روبسون " أن الوالي الذي كان تحت إمرته أكثر من /600/ عنصر من الجيش العثماني كان بإمكانه وقف تلك الحوادث لو أمر /50/ عنصراً فقط بإغلاق مدخل الأحياء المسيحية بدمشق لكنه لم يفعل ! وفي الصفحة 140 يقدّر صاحب الكتاب عدد الضحايا من المسيحيين ما بين عشرة آلاف إلى أحد عشر ألف قتيل ، بينما هناك إحصائيات أخرى تقدر عدد سكان دمشق في تلك الفترة قبل الحوادث بمائة ألف نسمة منهم عشرون ألف نسمة من المسيحيين . بعد أعوام لا تتعدى الأربعة من هذه الحوادث قام أحد المصورين ويدعى (بيدفور) بتصوير الحي المسيحي الذي كان لا يزال آنذاك في حالة خراب شامل ( لقد تم نشر هذه الصور في كتاب ظهر عام 2000م بعنوان مصورون في دمشق 1840-1918م لبدر الحاج في الصفحة /30-33-34/ .
- نتساءل مرة أخرى ؟! لماذا تم استهداف الحي المسيحي " القيمرية " ولقبها (الهند الصغرى) الذي يقع داخل السور ولم يتم استهداف الحي المسيحي في نفس المدينة في حي الميدان ؟! إننا نرى أن السبب يعود إلى أن المسيحيين في حي الميدان كانوا يتعاطون تجارة الحبوب !! أما في حي القيمرية فكان المسيحيون يتعاطون تجارة الحرير !! وكانت تُقيم فيه الطبقة البرجوازية الصناعية التجارية !! ، كما نتساءل أيضاً : إذا كانت تلك الحوادث بسبب الفتنة الدينية فلماذا لم تنتقل إلى مدنٍ أخرى كحلب وحمص وحماه ... ؟؟ لم يحصل ذلك لأن الهدف كان تدمير المركز الصناعي في دمشق فقط !! ...
- جاء في كتاب بلاد الشام في القرن التاسع عشر للدكتور (سهيل زكّار) وفي فصل منتخبات من مذكرات محمد أبو السعود الحسيبي الدمشقي صفحة 283 أنه قد أُعدم مباشرة بعد هذه الحوادث " وبلا محاكمة " ؟؟!!! أكثر من مائتي شيخ حارة أو زعيم حارة كما تم إبعاد الكثير من المشاركين في هذه الحوادث إلى تركيا وإلى مدن بعيدة لمدة سنوات .
من المُلفت للنظر أيضاً أن الرأس المنفذ للمؤامرة وهو والي دمشق العثماني : (أحمد باشا) قد أُعدم مباشرةً أيضاً " وبلا محاكمة " ؟؟!!! وهو الذي قيل بأن تعيينه والياً على دمشق قد جاء إثر مساعٍ لإحدى السفارات الأجنبية في استانبول ؟؟!!! لم تُجرِ له أية محاكمة في حين أن الذين قتلوا البادري توما الكبوشي عام 1840م وعددهم على الأكثر عشرة أشخاص قد أعدت لهم محاكمة دامت شهوراً وتدخلت دول غربية عديدة لإبطال تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم ومنها " فرنسا وإنكلترا والنمسا ...؟!! "
لماذا لم تجرِ محاكمة عادلة وعلنية لمنفذي فتنة 1860م ؟؟؟!!!! الجواب بعد هذا العرض الذي قدمناه لا يحتاج إلى عناء التفكير والبحث !! إننا نقول بكل ثقة : لقد تم ذلك حتى يبقى السر مكتوماً حول تلك المؤامرة الدولية الكبرى ويبقى التعتيم عليها إلى اليوم وربما لقرون أخرى !؟ ...
إلياس بولاد
دمشـق
صندوق بريد 686 – دمشق سورية
E.mail:e.boulad@mail.sy
المراجــع :
1- تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية تأليف يوسف توفيق بولاد ترجمة وإعداد إلياس بولاد دمشق – مطابع ألف باء – الأديب – 2003م .
2- بلاد الشام في القرن التاسع عشر – دراسة وتحقيق الدكتور سهيل زكّار نشر وتوزيع دار حسان للطباعة والنشر دمشق – 1982م – طبعة أولى .
3- استشهاد البادري توما الكبوشي وخادمه إبراهيم أمارة – دمشق 1840م مطبعة القديس بولس – حريصا – لبنان .
المراجع الأجنبية :
1- LES DERNIERS EVENEMENTS DE SYRIE 1860
PAR FRANCOIS LENORMANT PARIS CH DOUNIOL EDITEUR.
2- DICTIONNAIRE DE GEOGRAPHIE . ANCIENNE ET MODERNE PAR MM. MEISSAS ET MICHELOT ET CIE PARIS LIBRAIRIE HACHETTE 1854 .
3- LES ROUTES DE LA SOIE - PAR FRANCOIS PERNOT ARTEMIS .
و ماذكره الياس بولاد يدور في فَلَك ما سُقتُه قبل ذلك من اعتراف الماسونية اللبنانية أنها لم تغِبْ عن أحداث عام 1860 ـ مع أنَّ الاعتراف الماسوني اللبناني بالتداخلات الماسونية في تلك الأحداث لا يخدم المصلحة الماسونية العالمية العليا ، كما يؤول الى مزيدٍ من الجُهمة و الكَلَف للوجه الماسوني اللبناني الوطني ـ ، و ذلك على لسان الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد .
.
و أعيد ـ للتذكيرـ ما سبق إيراده عبر سرد مقطع من مقال يستند على الكتاب الشهير " الماسونية ديانة ام بدعة " ـ من صفحة 125 -129 ـ للمؤلف : اسكندر شاهين ، كما يحتوي هذا المقطع على رسالة من الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد بهذا الصدد.
و هذا هو المقال :
الماسونيةاللبنا نية تعلن ان : الدروز وراء فتنة 1860 باوامر من الانجليز ! ودور الماسوني عبد القادر الجزائري في انهائها !
حصلت احداث الفتنة الطائفية الكبرى الاولى في حبل لبنان عام 1860 وراح ضحيتها عدد كبير من المسيحيين الموارنة والدروز الحاليين اضافة الى عدد كبير ايضا من المسلمين ونجم عنها عمليات تهجير واسعة الى مختلف مناطق العالم الى مدن الشام الداخلية حلب و حمص و دمشق ... او مصر و الامريكتين ... وتكررت بصورة جديدة في اول السبعينات ايضا لاسباب مختلفة اهمها (تحول لبنان الى نقطة انطلاق مادية حقيقة لتحرير فلسطين ) وربما تلاحظون الان شرارات وبوادر حرب اهلية جديدة فيه بانباء واخبار تحريضية ...يبثها ( عملاء فرنسا الحاقدون ) من موارنة لبنان خصوصا من جديد في كل وسائل الاعلام التي يديرونها باوامر خارجية (اسرائيلية مباشرة) او ( اوربية / امريكية ) عن (سلاح حزب الله والمخيمات ) !!! وبشكل فاقع واضح التبعية والخيانة بدءا من البطريق : صفير .... الى اصغر سياسي واعلامي ماروني ... ولهم بالطبع اعوان ومشاركين من بقية الطوائف التي تدور في فلك الخيانة للامة سواء كانوا دروزا او مسلمين (سنة و شيعة ). ربما تفيد من يتابع التطورات الجارية على قدم وساق في اشعال نار الحرب الاهلية الجديدة فيه و يهمه الربط بين مقتل الحريري (الذي نفذته اجهزة خبيرة ماسونية عليا باوامر صهيونية خالصة ) الذي يمكن ان يتطور لغايات استعمارية واضحة ويتحول سببا وخلفية لاحداث فتنة طائفية جديدة في لبنان تشبه في اثارها ومحتواها وابعادها تماما احداث فتنة 1860 وانما تصب في مصلحة بني يهوذا هذه المرة مباشرة وتمكنهم من التجذّر فترة ايام معدودة اطول في لعبة البقاء التي يعرفون نهايتها جيدا ) ....
و في هذا المقطع البسيط هنا من كتاب : الماسونية ديانة ام بدعة : لا اسكندر شاهين .. صورة لم يعتني بها مؤلفها اصلا وانما وضعت بالاصل عرضا في الرد على حفيدة الماسوني الجزائري ولاثبات (شرف )ماسونية الجزائري اصلا نقلا مصادر معروفة موجودة ...كما يتناول فيه الباحث الماسوني اسكندر شاهين بالحرف والصورة تاريخ الماسونية في الشرق واهم الركائز والشخصيات التي قامت وتقوم عليها اضافة لملحق غني بصور قديمة وحديثة لقادة الماسونية والاحياء منهم اليوم 1999 في لبنان وعدد من الوثائق الهامة المزدحمة فيه ومنها صور ووثائق عن انتساب الخائن حسين بن طلال وكبار اعضاء حكوماته و الترخيص الحكومي اللبناني لانشاء المحفل الماسوني تحت اسم : المجلس السامي اللبناني الموحد (سلطة ماسونية عليا ) من قبل وزير الداخلية اللبناني عبد الله الراسي 13 تموز عام 1988 مثلا اضافة لصور عدد كبير من الاعضاء والشخصيات الهامة التي لاتزال تدير دفة الحكم في لبنان حاليا ومنهم رشيد الصلح , كريم بقرادوني , ضاهر ديب , انطوان صعب (الاستاذ الاعظم للمحفل الاكبر اللبناني حاليا ) , عبد اللطيف سنو ولقبه القطب الاعظم للشرق الافريقي الوطني ) , انطوان عاصي (صاحب النص , باحث ماسوني ) فريد شهاب , جان صفير , فؤاد السعد , ريمون باتايان , بيار عماد , فريد شهاب , ......وغيرهم .
بين ايدكم فقرة فقط من الكتاب يرد فيه انطوان عاصي على ( بديعة الحسني الجزائري) حفيدة الماسوني عبد القادر الجزائري حين نشرت تكذيب في الصحافة حاولت تبرئة جدها من الانتساب للماسونية ولا ندري لم وحفيده سعيد الجزائري كان رئيس المحافل كلها في الشرق ؟ وهو الذي استلم حكم دمشق ليلة ونهار فقط بانتظار وصول الماسوني فيصل واللنبي من الجنوب اليها عام 1918 !!!!!!!
ما يهم هنا ليس ماسونية الجزائري فهي واضحة كالشمس... لكن ما اورد انطوان عاصي ( احد الاقطاب الماسونية ) في رسالته لها والتي نشرها هنا مؤلف الكتاب اسكندر شاهين ...
وما يجدر الاشارة اليه هنا في الرسالة هو اقرار : (انطوان عاصي نقلا عن الموسوعة الفرنسية ) لاحداث 1860 في الشام وذكره بالاسم لمن اثاروا فتنة 1860 بين المسيحيين والدروز في جبل لبنان عام 1860 وهم برايه : اسماعيل الاطرش , حسين تلحوق , وحمود نكد ! وانهم افتعلوا هذه الفتن باوامر من الانجليز . !!!
وهنا نص لجزء الاخير من الرسالة الموجهة من القطب الماسوني اللبناني انطوان عاصي الى بديعة الحسني حفيدة الجزائري بدمشق
______________________________ _
احداث 1860
حضرة الاميرة الموقرة:
نحن الماسونييون العريقون , نعلم بذلك من الخوارج المتطفلين , بل اننا نسمح بان ندل هؤلاء على الحجة الدامغة في هذا الشان, وهي حجة التوراة في عدة صفحات , ورد فيها ما لايمكن المكابرة معه , عند المقابلة بين نصها والنص المماثل , في التعالم الماسونية.
إلا ان التوراة ههنا , سند هام , من الوجهة التاريخية , وهو يدلنا على قدم هذه الجمعية
ولكن ندرك انحسار خطر اليهودية , بالنسبة للماسونية , في هذه النقطة فحسب , ينبغي ان نذكر : ان الحضارة في شتى مناحيها , ان هي الا سلسلة متتابعة متعاقبة منذ اقدم العصور ,. تالفت من المجهودات العامة , بين الشعوب و الامم , وعلى مر الدهر و ليس العبرة فيها , من حيث قدمها وعراقتها , وانما العبرة كل العبرة بتطورها والجدة التي رافقتها .
حضرة الاميرة الفاضلة :
لن اذكر ما استلهمته الماسونية من الصوفية الاسلامية من (ابن خلدون ) وعمر بن الفارض و( ابو العلاء المعري )وانما ساكتفي عما ورد في دراسة عن الغزالي واوجزها بالتالي :
ورد في دراسة للاستاذ الاعظم للمحفل الاكبر الروماني
Gerad Serbansco, HIstoire de la France_Maconnerie Universelle:
في موسوعته التي طبعت عام 1969 _باريس _ عن حملة نابليون الثالث على سورية مع ترجمته .
في ذلك العام 1860 ونظرا للاحداث الطائفية والمذهبية التي حصلت في لبنان وسوريا والتي كان وراءها الامبراطورية الانجليزية بالاتفاق بين وريث العهد المصري والامبراطورية العثمانية والتي اراد بموجبها خضوع سوريا الى الحكم العثماني , قررت فرنسا ومعها بروسيا وايطاليا ارسال بعثة عسكرية مؤلفة من 12 الف عسكري فرنسي لانقاذ الدروز و الموارنة من المجازر التي ارتكبها ( الطورانيون الاتراك ) بقيادة فؤاد باشا , كان قائد الحملةالجنرال : Beauford D`Haut Poul
خاطبهم نابليون الثالث بقوله : ( قد يكون عددكم قليلا إنما انتم تمثلون العلم الفرنسي وتمثلون مبادى الحرية والمساواة والاخاء) .
وللتاريخ نذكر أن من قاة الفتنة السياسية باوامر من الانجليز كانوا اسماعيل الاطرش , حسين تلحوق , وحمود نكد .
نحن نذكر هذه الاسماء كما ورت في المرجع المذكور وعلى ذمة التاريخ ,وكانت المجازر بين الدروز والموارنة وبين الدروز وبقية الفرق الاسلامية , ووفاء للحفاظ على الاقليات في الشرق , كلف الامبراطور نابليون الثالث الامير ( عبد القادر الجزائري) بوقف المجازر ويقول المرجع في 16 اب 1860 وصل الى بيروت 12 الف عسكري فرنسي معهم بضعة الاف من النمساويين والبروسيين والانجليز , استطاع الامير عبد القادر الجزائري ان ينقذ حياة 13 الف شخص ولكي يظهر فؤاد باشا العثماني حسن نيته فقد اعدم سبعة وخمسين مسلما ومئةو عشرة من العسكر التركي وحكم على اربعمائة شخص بالاشغال الشاقة وقلد نابليون الثالث الامير عبد القادر الجزائري رتبة ( مرتبة الشرف ) .
واصبحت كلمة البناء وليس اشارة الى العملة الفرنسية على شفاه كل الذين بقوا على قيد الحياة .
أما عن انتساب الامير : عبد القادر الجزائري (واسمه الكامل عبد القادر محي الدين الحسني الجزائري 1808_1883 ) للماسونية وانخراطه في عملها نورد النص بالفرنسية , كما ورد في المرجع.
-Dictionnaire Universel de la France-Maconnerie Hommes Illutsters
. Pays-Rits-Symboles Sous La De Daniel LiGOU Concption et realisation
DNIEL BERESENIAK ET MARIAN PSACHIN
C-COPYRIGGT 1974 BY EDITIONS DE NAVARRE ET EDITIONS DU PRISME- PRINTED IN FRANCE:
TOUS DROITS REPRODUCTION , DE TRADUCTION ,D, ADAPTATION ET, D;EXECUTION RESERVES PUUR TOUS PAYS.
اشترك في وضع مقالات هذه الموسوعة أكثر من مئة وثلاثين باحثا ماسونيا مشهود لهم بدراساتهم التجريدية وهي موسوعة ليست نادرة أو نافذة .
ورد في هذه الموسوعة مايلي باللغة الفرنسية ونذكرها للامانة وهذه ترجمتها :
محفل هنري الرابع
ولد الامير عبد القادر الجزائري في مدينة مسكرة في الجزاير 1808 وتوفي في الشام عام 1883 بين الاعوام 1823 _1847 كان المناضل الاكثر شراسة للاحتلال الفرنسي للجزائر وادى هذا النضال بالحاكم الفرنسي الى عزله
وهذا ما سبب له عداء نابليون الثاني وحجزه في فرنسا الى غاية 1852 عندما توجه الى تركيا ومن ثم الى الشام حيث ان تكليفه بماهم عام 1860 كان باية انتمائه الى الماسونية .
في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات انقاذية ووضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لواءه .
هذه البادرة قدرها نابيلون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة .
وفي 16 تشرين الاول 1860 اعترفت الماسونية في عة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذا ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا ).
وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: ( لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي ) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية :
_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله ؟
_ ماهي واجباته تجاه الانسانية ؟
_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية ؟
كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ...كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية .
عام 1865 وفي خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينةAmboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه ( هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية )
و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي .
حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل . بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم . لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ,نحن لسنا نسخة عن هذا العالم . وفي التكريس من استلم النور اي تكرس في نظام ما . ومن اعطي له النور فهو الذي تكرس في الاسرار والاسرارية الماسونية . اعطه النور ماذا يعني ؟ الماسونية هي التفتيش عن الحقيقة ....
التجلي القدسي في المكرس واسطورة التكريس (لاتعني كلمة قدسي هنا المعنى الديني بل معنى المحترم , يعني من اصبح محترما يمنع على الاخرين استباحة اعراضه وحياته لانه اصبح محميا من ابناء العشيرة ). وبينهما الرمز ولايتم ذلك بحالة الصفاء المشع
_ان فعل التكريس هو فعل دعوة عبور من المستوى المادي الى المستوى الما وراء المادي . نحن نعرف وبواسطة الزاوية والبركار ثلاث مستويات هي الطول والعرض والارتفاع . نحن نفتش وايضا بواسطة الزاوية والبركار عن مستوى البعد الرابع ونحن في المستوى المادي نشعر ان الزمان منفصل عن المكان لمجرد الارتباط المحدود بين هذه الابعاد الثلاثة وبقدرة حواسنا الخمس المادية . اما في التكريس علينا ان نصل الى العالم الما وراء المادي وهو مكون من ابعاد اربعة هي الطول والعرض والارتفاع والزمن وهنا نصل الى (حالة ) وتعني وحدة وجود وليست وحدة زمنية . انها حضرة أي هيولية فكرية واعني بها ما وراء العقل الى الوحي اي النيرفانا الهندية وهي الحالة الاخيرة قبل بلوغ قمة التركيز وتدعى اليوغا .
رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد
الدكتور انطوان عاصي
____________
المصدر :
كتاب الماسونية ديانة ام بدعة من صفحة 125 -129
المؤلف : اسكندر شاهين
الكتاب طبع دار بيسان . بيروت . عام 1999
الرابط : http://www.hdrmut.net/vb/t192095.html
اللهم احفظ الشيخ الدكتور المجاهد أبا إدريس خلدون بن مكي الجزائري الحسني
و أهله من كل سوء و مكروه ، و ردَّه الى داره غانماً سالماً