-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
كتب د. منير الشواف:
سـعادة الدكتور خلف الجراد المحترم
رئيس التحرير ـ صحيفة تشرين
طالب التفسير عارف ـ الأفغاني وعبده
طالعنا الدكتور الأستاذ عبد الكريم الأشتر بمقال رائع عنوانه: (في طلب التفسير) على صفحة مدارات في جريدة تشرين الغراء في العدد 9642 تاريخ 19/8/2006, استجابة مع رغبته أعلق بما يلي:
ـ إن الدكتور الأشتر ليس أستاذاً في علوم اللغة العربية وآدابها فحسب , بل هو مثقف مطلع على التاريخ المعاصر لما سمي بعصر النهضة , ولا يخفى عليه من هما جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده , ولكنه يحب أن يلقي بحصة في مياه راكدة حتى ينبثق من حولها دوائر تتسع فتشمل ما ذكره من أسماء أولم يذكر , بل يريد أن يكشف حقائق تاريخية مغمورة ساعد على طمسها الثقافة المضللة التي عششت في أدمغة المتعلمين والمثقفين , حيث لا يمكن أن يستوعبوا ما يعرفه الأستاذ الأشتر لأنه يخشى من صدمه مغايرة لكل الدراسات الرسمية الإقليمية والدولية التي أعطت هالة كبيرة للأفغاني وعبده وهما لا يستحقانها , لما عرف عن الدكتور الأشتر من الأدب الجم وكراهيته للمهاترات , وخاصة عندما تكون ثقافة النخبة على خلاف ما اكتشف وعرف من أكاذيب مضللة في التاريخ المعاصر .
ـ إن الدكتور الاشتر يريد من غيره أن يفسر علاقة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في الماسونية والاستخبارات البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين , وهل أفضل منه يستطيع أن يفسر ذلك . ولكني تماشياً مع رغبته في أن أكون البادئ بالتفسير المطلوب الذي هو أستاذ فيه , معتمداً على المراجع التاريخية التي يعرفها الدكتور حق المعرفة وهي : كتب الأساتذة د. محمد محمد حسين وخاصة كتابه (الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) وكتب الدكتور محمود شاكر, والدكتور عمر فروخ ، والأستاذ أنور الجندي ، والأستاذ النقاش , والدكتور حسين حمادة ، هذه الكتب التي فضحت بالوثائق علاقة , هذا الرجل المغمور المسمى جمال الدين الأفغاني بالماسونية العالمية , ويكفي أن تقرأ كتاب مذكرات جمال الدين الأفغاني , لتطلع على صورة طلب انتسابه والموقع بيده ، إلى أن ترقى في الماسونية ليكون رئيساً للمحفل الاسكتلندي البريطاني , بعد أن فشل في أن يكون ذا كعب عال في رئاسة المحفل الماسوني الفرنسي , ويكفيه فخراً أن الدكتور ( برنت ) البريطاني كان مرافقاً له بحجة أنه طبيبه الخاص , ولكنه في الحقيقة كان الملهم له فكرياً والموجه له عقائدياً وتكتيكياً .؟
ـ أما من الناحية الفكرية , فلم يأتي جمال الدين الأفغاني بأي فكر بنّاء على الإطلاق بل كان يعتقد ويروج إلى نظرية الحلول ووحدة الوجود والطبيعة , التـي سبقه إليهـا الحلاج وابن عربي ، حيث أقدما على السطو على
الفكر الفلسفي الإغريقي واقتنصا منه أفكاراً كثيرة كما فعل هيجل وماركس في تفسير الوجود , والمصيبة الكبرى أن هذا الفكر المنحرف انطلى على كثير ممن أسموهم الناس علماء مسلمين . وكانت دعوته أينما حل ضد وحدة المسلمين وتخدم السياسة البريطانية , توطئة لمعاهدة ( سايكس ـ بيكو ) ولمرحلة العميل البريطاني لورنس . والمعروف عن جمال الدين الأفغاني أينما حل من أقصى الشرق إلى الغرب تلتقطه الدوائر الثقافية الغربية وتروج له ولعلمه ولأفكاره علماً أنه لم ينقل ولم يعرف عنه كتاب في الإسلام من حيث التشريع .
ـ استطاع جمال الدين الأفغاني أن يؤثر على محمد عبده وأن ينسبه إلى الماسونية عن طريق مجلس زوجة ملك مصر أحمد فؤاد الأول الأميرة ( نازلة ) والمعرف أن مجلسها كان بإشراف المندوب السامي البريطاني في مصر ( اللورد كرومر ) وجميع مرتادوا هذا المجلس ممن أسموهم علماء أو مفكرين كانوا مربوطين بسوء أو حسن نية إلى المحفل الماسوني البريطاني , وكان هذا المجلس بطريقة غير مباشرة , يدعوا الناس إلى ترك الجهاد والقتال ضد الانجليز في مصر والشرق الأوسط , عن طريق ما أسموه بالدعوات الإصلاحية الاجتماعية التي قادها محمد عبده وسعد زغلول وأمثالهم , وتتلمذ عليها الماسوني الكبير طه حسين الذي أسموه عميد الأدب العربي .عندما ترأس تحرير مجلة الكاتب لأصحابها اليهود آل صروف وأبو نظارة ومن يستطيع أن يعود إلى بعض أعدادها يجد أنها كلها تحض على العطف على اليهود ومنظرهم البائس عندما كانوا ينزلون من البواخر مهاجرين , من أوروبا إلى أرض فلسطين , ولا غرابة ذلك على طه حسين فهو تربى في مدرسة المستشرق الهولندي (مرجليوث) وعمل مبشراً للثقافة الغربية والحضارة الفرعونية الحاقدة على العرب والمسلمين , وعاش ومات خادماً للحضارة والثقافة الغربية , وكان صنيعة لها .
وعلى كل لا أرغب أن أخوض كثيراً في قائمة طويلة من أدباء ومفكرين اجتمع أكثرهم في مصر تحت الولاية البريطانية بعد أن غادروا بلاد الشام وأسسوا الصحف والمجلات المرتبطة جميعها بالدوائر الغربية البريطانية والفرنسية وأسموها ثقافة الإصلاح حيث أسس آل زيدان وآل تقلا وآل البستاني الصحف المشهورة في مصر الأهرام والهلال والأخبار وصحف كثيرة أخرى .
الموضوع يطول يا دكتور أشتر وأنت تعرف أكثر مما أنا كتبت لأن معرفتي التاريخية المتواضعة لاتصل إلى غبار علمك . ولكني ساهمت قليلاً بأن أفتح شهيتك الخجولة لتخرج كنوز المعلومات التي تعرفها حق المعرفة حتى تزيل الهالة المضللة التي أحاطت بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده , وغيرهم من أقرانهم اللذين مارسوا دوراً تخريبياً على هذه الأمة الكريمة , فالعلم يا دكتور أمانة وتبليغه بالشكل المبين واجب ومسؤولية في الدنيا والآخرة , ومن يكتمها فإنه آثم قلبه .
آملاً أن لا تكتم العلم الذي تعرفه
د. منير الشواف
دمشق: 27/8/2006
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
ربما فتح أخونا محمد المبارك جبهة أخرى بتعرضه لموضوع الأفغاني وانتسابه للماسونية وما إليها، مع أن الموضوع هنا لا يحتمل ذلك، فالنقاش كان منصبا حول مقال الفاضل خزانة الأدب، فيما وصفه بـ"كلام أبلغ من كل كلام"، وجاء فيه نسبة الأفغاني إلى الإلحاد على لسان عبد الرحمن بدوي.
لكن يبدو أن الخرق اتسع على كل راقع، عندما حشر الأخ محمد الشيخ (محمد عبده) في الموضوع، فـ[حيث لا يمكن أن يستوعبوا ما يعرفه الأستاذ الأشتر لأنه يخشى من صدمه مغايرة لكل الدراسات الرسمية الإقليمية والدولية التي أعطت هالة كبيرة للأفغاني وعبده وهما لا يستحقانها]، و[عن طريق ما أسموه بالدعوات الإصلاحية الاجتماعية التي قادها محمد عبده وسعد زغلول وأمثالهم , وتتلمذ عليها الماسوني الكبير طه حسين الذي أسموه عميد الأدب العربي]، و[أفتح شهيتك الخجولة لتخرج كنوز المعلومات التي تعرفها حق المعرفة حتى تزيل الهالة المضللة التي أحاطت بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده].
أسأل الأفاضل نقلة الموضوع سؤالا واحدا: (هل تعتبرون كل ما يُكتب حول شخصية معيّنة (= تنتقدونها سلفا) حقيقة مطلقة تؤكد أحكامكم المسبقة؟ أم أنه نفس منهج أبي حامد الغزالي (المنتقَد بدوره، وسبحان الله! فمن يسلم من النقد) في [تهافت التهافت] الذي استنجد في رده على الفلاسفة بآراء جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام، وإن كانت هذه الآراء خاطئة أو مُضلِّلة ومضلَّلة، وهو يقول لتسويغ ذلك: "وعند المحن تزول الأحقاد"؟!). في انتظار جواب الأفاضل.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
قال الشيخ رشيد رضا في مجلته المنار (المجلد الثامن، عدد غرة جمادى الآخر 1323هـ الموافق 2 أغسطس 1905م) في ترجمته للأستاذ الإمام محمد عبده رحمهما الله:
إن الأستاذ الإمام - رحمه الله تعالى- ترك الماسونية من زمن طويل ، وقد أكثر أبناؤها من دعوته إلى محافلها بعد رجوعه من النفي إلى مصر فلم يجب ، وأهدوا إليه وسامًا فلم يقبله . وقد سألته عن حقيقتها مرة فقال بأن عملها في البلاد التي وجدت فيها للعمل قد انتهى وهو مقاومة سلطة الملوك والباباوات الذين كانوا يحاربون العلم والحرية وهو عمل عظيم كان ركنًا من أركان ارتقاء أوربا ، وإنما يحافظون عليها الآن كما يحافظون على الآثار القديمة ، ويرونها جمعية أدبية تفيد التعارف بين الناس .
وأخبرني بأن دخوله مع السيد فيها كان لغرض سياسي اجتماعي ، وأنه قد تركها من سنين ولن يعود إليها ، وأنها ابتذلت في مصر ابتذالاً لم يكن من قبل .
وأخبرني أنه أرشد مرة أحد ولاة بيروت إلى إبطال محفل ماسوني علم أنه يكيد للدولة العلية بإيعاز بعض الدول الأوربية فهاب ذلك الوالي وظن أنه فوق قدرته ، ولكن الفقيد -رحمه الله تعالى- هداه السبيل إلى ذلك وشد من عزيمته ففعل ، بل كان مبدأ انسحابه مع السيد جمال الدين من الماسونية عندما جاء إلى مصر رئيس الشرق الأعظم الإنكليزي ، وهو يومئذ ولي العهد للدولة الإنكليزية فاجتمعت المحافل الماسونية حفاوة به ، وذكر أحد رؤسائها ولي العهد بهذا اللقب فاعترض السيد جمال الدين ، وقال : إنه لا يسمح بأن يحتفل بأحد على أنه ولي العهد لدولة من الدول لا سيما الدولة الإنكليزية التي من وصفها كيت وكيت ، وليس لها فضل على الجمعية ... إلخ ما قاله . ولا أذكر منه إلا مثل هذا الإجمال فرد عليه بعض رؤساء المحافل ، وبعد مناقشة انسحب من الماسونية هو وخواص مريديه ولما رأى بعض علماء الأزهر بعد ذلك ترقي الأستاذ الإمام ونفوذه في الحكومة توهموا أن ذلك بمساعدة الجمعية له ، فدخل كثيرون منهم فيها ومنهم من دخل بدعوة بعض أصحابه من أهلها ، ولم يدخل أحد منهم لأجل عمل يفيد الأمة والبلاد إلا جماعة السيد جمال الدين .
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
لابد من دراسة مذكرات الدكتور عبد الرحمن بدوي دراسة دقيقة وبصرف النظر عن كلامه هنا عن الافغاني ونزعة الحاد كانت او لاحظها في فكره فان بدوي رحمه الله وغفر له له مواقف شخصية سطرها في مذكراته تلك كموقفه علي مااذكر من طه حسين وكيف انه احبه لاسباب ذكرها هو في المذكرات وموقفه من بعض المثقفين او الكتاب او الاحزاب يدور غالبا في نطاق الاحتكاكات الشخصية المواقف الاعتراضية او التبجيلية
ومن هنا قد نتفهم موقفه النفسي الخاص خصوصا وانه وقتها لم يكن علي الاسلام وانما كان علي الوجودية!
الانسان يتفهم ميل الشخص المعين الي من يمدحه او يساعده في امر من الامور كما بين بدوي نفسه عن موقف طه حسين منه والعلاقات التي قامت بينهما
لكن ان يقام عداء معين انطلاقان من علاقة كهذه فهذا امر يحتاج لتحليل للشخصية
امر اخر قلته في موضع اخر وهو ان بدوي كتب بعض فصول مذكراته هذه قديما وهذا امر يجب ان يؤخذ بالاعتبار ويتمعن فيه
اما موقفه من الافغاني فينبغي معرفة مصدره
ومصدره لن يكون بالطبع هو موقف الاستاذ محمد عبده منه-اي من الافغاني- فقد يكون موقف احد الناس من الافغاني لويس عوض مثلا وهذا يحتاج لبحث
وقد يمتد البحث لا الي ماسونية الافغاني التي نفاها اقرب الناس اليه ولكن اثار تواجده داخل هذه المحافل علي الدعوة الاسلامية وقتها والتلبيس الذي حصل من خلالها
وان كان الاستاذ رشيد رضا قد صحح كثير من المفاهيم الشائكة وقتها وبقي علي غيرها تاثرا بمنهج استاذيه
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
وغفر لنا وله ولكم جميعا
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
لا داعي لإقحام سيرة الدكتور عبد الرحمن بدوي بالموضوع!
كلّ ما قاله: أن صورة جمال الدين المصلح الديني صورة مزيَّفة، وقد اتضح منذ عشرات السنين أن هذه حقيقة تاريخية لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر.
ولم يتعرَّض بدوي لصورة المصلح السياسي ولا إلى أي جانب آخر من جوانب سيرة جمال الدين.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
لا داعي لإقحام سيرة الدكتور عبد الرحمن بدوي بالموضوع!
كلّ ما قاله: أن صورة جمال الدين المصلح الديني صورة مزيَّفة، وقد اتضح منذ عشرات السنين أن هذه حقيقة تاريخية لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر.
ولم يتعرَّض بدوي لصورة المصلح السياسي ولا إلى أي جانب آخر من جوانب سيرة جمال الدين.
رجاء أخي خزانة الأدب تحمل بطء استيعابي للحظات: هل تقصد أن جمال الدين الأفغاني ليس مصلحا دينيا أولا، وأن هذا التقرير "حقيقة تاريخية لا يُنكرها إلا جاهل أو مُكابر" ثانيا؟
هل هذا ماقصدته أخي الكريم؟
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أقصد أن جمال الدين، إن كان مصلحاً، فهو مصلح دنيوي لا ديني، على عكس المشايخ محمد بن عبدالوهاب وابن باديس والنورسي والغزالي والشعراوي؛ فهولاء رسالتهم كانت دينية دعوية، بصرف النظر عن الوافقة والمخالفة، وأما جمال الدين فكان همّه حال المسلمين، فهور رجل سياسة قبل كل شيء، مثل مدحت باشا وأحمد عرابي ومصطفى كامل.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
أقصد أن جمال الدين، إن كان مصلحاً، فهو مصلح دنيوي لا ديني، على عكس المشايخ محمد بن عبدالوهاب وابن باديس والنورسي والغزالي والشعراوي؛ فهولاء رسالتهم كانت دينية دعوية، بصرف النظر عن الموافقة والمخالفة، وأما جمال الدين فكان همّه حال المسلمين، فهور رجل سياسة قبل كل شيء، مثل مدحت باشا وأحمد عرابي ومصطفى كامل.
اصبر عليّ مرة أخرى، أكرمك الله، هل من تصفه أنت بأنه "كان همه حال المسلمين" تعتبره "رجل سياسة قبل كل شيء"؟ وهل هناك فرق، رعاك الله، بين السياسة والشريعة، أم أنها كوامن العلمانية الخفية "في أعماق اللاشعور" التي تنسرب في نفوسنا؟ أم أنه "عند المحن تزول الأحقاد"، ويصير كل شيء صالحا للاستدلال والتدليل؟ ثم ألم يؤسس الشيخ محمد بن عبد الوهاب دولة، فهل هو رجل دولة أو رجل دين ـ حسب تقسيمكم؟
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
لا داعي للخوض في التنظير والأسئلة التقريرية أيها الأخ الفاضل، ومعنى كذا "عندكم" و"في تقسيمكم"، ولا للتلويح بكوامن العلمانية الخفية "في أعماق اللاشعور" التي تنسرب في نفوسنا [أي عندي بالعربي الفصيح!]
أخبرتك - بناء على سؤالك - بأن الرجل عندي هو من نوع فلان وفلان وليس من نوع فلان وفلان، فانظر في جوابي - بارك الله فيك - وطبِّق نظريتك على أولئك الأشخاص، قبل أن تطرح أسئلة جديدة!
فإما أن تقرِّر: أن الجميع مصلحون دينيون، أو أن هناك فريقاً من الناس يحملون همَّ الدين وفريقاً يحملون همَّ الدنيا.
أما عندي فلا بدَّ من التفريق العملي بين الفئتين، ولا علاقة لذلك بالنظرية العلمانية، وإلا لاعتبرنا من يدعو إلى إصلاح بورصة الأسهم - مثلاً - مصلحاً دينياً.
وأما الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فهو من الفريق الأول (عندي على الأقل)، وهو لم يؤسس دولة لنفسه وأولاده، ولم يزاحم الملوك والأمراء على ولاياتهم، بل كان يدعو أمراء الإمارات القائمة فعلاً إلى التوحيد، واستجاب له أحدهم فبايعه وجاهد تحت لوائه.
إيضاح: ميشيل عفلق كان يحمل همَّ الأمة ويريد النهوض بها، ولكن على طريقته!
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
لا داعي للخوض في التنظير والأسئلة التقريرية أيها الأخ الفاضل، ومعنى كذا "عندكم" و"في تقسيمكم"، ولا للتلويح بكوامن العلمانية الخفية "في أعماق اللاشعور" التي تنسرب في نفوسنا [أي عندي بالعربي الفصيح!]
أبدا، أيها الفاضل، لم أقصدك أنت، وإنما قصدتنا جميعا، وفقنا الله وإياك
أخبرتك - بناء على سؤالك - بأن الرجل عندي هو من نوع فلان وفلان وليس من نوع فلان وفلان، فانظر في جوابي - بارك الله فيك - وطبِّق نظريتك على أولئك الأشخاص، قبل أن تطرح أسئلة جديدة!
فإما أن تقرِّر: أن الجميع مصلحون دينيون، أو أن هناك فريقاً من الناس يحملون همَّ الدين وفريقاً يحملون همَّ الدنيا.
أما عندي فلا بدَّ من التفريق العملي بين الفئتين، ولا علاقة لذلك بالنظرية العلمانية، وإلا لاعتبرنا من يدعو إلى إصلاح بورصة الأسهم - مثلاً - مصلحاً دينياً.
وفّقك الله، الحديث هنا عن [جمال الدين الأفغاني] الذي تخرج على يديه نخبة من العلماء وكان أحد أقطاب النهضة والعالم الإسلامي يرزح تحت وطأة التخلف والاستعمار، وليس عن أدام سميث أو خبراء الداو جونز لنجعل منهم مصلحين دينيين.
ثم إن الكلام الذي طلبت منك إيضاحه هو قولك إن جمال الدين الأفغاني ليس مصلحا دينيا، واعتبرت هذا التقرير "حقيقة تاريخية لا يُنكرها إلا مُعاند أو مُكابر" أو كما قلت.
وأما الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فهو من الفريق الأول (عندي على الأقل)، وهو لم يؤسس دولة لنفسه وأولاده، ولم يزاحم الملوك والأمراء على ولاياتهم، بل كان يدعو أمراء الإمارات القائمة فعلاً إلى التوحيد، واستجاب له أحدهم فبايعه وجاهد تحت لوائه.
هذه ليس محل نقاشها هنا، وقد كنت كفيتنا بقولك: [عندي على الأقل]، بارك الله فيك.
إيضاح: ميشيل عفلق كان يحمل همَّ الأمة ويريد النهوض بها، ولكن على طريقته!
إن كان ميشيل عفلق يحمل هم الأمة [الإسلامية] ويضع لطلابه حاشية على شرح الدواني على العقائد العضدية، ويكتب "الرد على الدهريين" في أوج أزمة الإلحاد الأوروبي، ويتخرج على يديه رواد النهضة العلمية الشرعية، ويكتب ويستحث همم الأمة على النهضة والاستقلال والتحرر عن طريق القلم فيمنعها الاحتلال الإنجليزي ويصادرها ويُغرّم من وجدت عنده، فالرجل لا ريب مصلح ديني، وإن اختلفنا معه في عقيدته أو منهجه أو تصوره للأمور
وفقني الله وإياك أخي الكريم..
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أخي الفاضل:
يبدو أننا ننظر للدنيا بمنظارين مختلفين!
وأنا أرى أن صفة (المصلح الديني) تتناقض مليون بالمائة مع صفة (رئيس المحفل الماسوني)، ولو شرح العقائد العضدية!
مع تحياتي لك
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
أخي الفاضل:
يبدو أننا ننظر للدنيا بمنظارين مختلفين!
وأنا أرى أن صفة (المصلح الديني) تتناقض مليون بالمائة مع صفة (رئيس المحفل الماسوني)، ولو شرح العقائد العضدية!
مع تحياتي لك
صدقت أخي الكريم، ربما ننظر للدنيا بمنظارين مختلفين.
مع ذلك، لم تُجب على سؤالي الأساسي: هل لا تزال تعتقد أن من يقول إن جمال الدين الأفغاني مصلح ديني "جاهل أو مُكابر"؟
أما شرح العضد، فلم نقصد به شد العضد.
بانتظار إجابتك أخي الكريم.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسين العاصمي
هل لا تزال تعتقد أن من يقول إن جمال الدين الأفغاني مصلح ديني "جاهل أو مُكابر"؟
الجواب: نعم!
وارجو أن تجيب على سؤالي هذا:
هل يكون المصلح الديني رئيساً أو عضواً بارزاً في المحفل الماسوني الأسكتلندي، ثم ينشقّ عليهم فيؤسس المحفل الماسوني الوطني فرعاً للمحفل الماسوني الفرنسي؟ ويصير رئيساً عليه، ويمر بجميع طقوس التكريس الماسوني؟
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
شكرا على الجواب، وبحسبك، فأكثر تلاميذه من العلماء والمصلحين، ومن أرخ له من المؤرخين المسلمين، ومن درس حياته وآثاره من المفكرين الإسلاميين: يتراوحون بين الجهل والمكابرة؟ [لم أجد علامة التعجب*فاستعضت عنها بعلامة الاستفهام].
وجوابا عن سؤالك، أقول إن على الباحث المنصف أن ينظر فيما يلي:
1- هل انتسابه إلى المحافل الماسونية أمر ثابت تاريخيا أم لا؟
2- وإذا انتسب إليها، هل ترقى فيها عبر طقوس التكريس؟
3- [وهذا سؤال عرضي عام] وهل كانت طقوس التكريس هذه في المحافل الماسونية واقعا أم أن كثيرا منها أو بعضها من نتاج الخيال، لطبيعة ما يلف الجمعيات السرية من الغموض وما تستدعيه من التخيلات الجامحة؟
4- وكيف كانت النظرة إلى جمعيات الماسون في زمن السيد جمال الدين، وهل كانت مجرّمة بمثل تجريم الناس لها اليوم أم أنها كانت مجرد تنظيمات نقابية وجمعيات تتخذ الثقافة والسياسية شعارات لها، بعيدا عن أهدافها الحقيقية؟
5- وهل يذكر لنا الفاضل "خزانة الأدب" ـ للاستفادة ـ نصوص العلماء الذين عاصروا نشاط جمعيات الماسون وعاصروا الحقبة الاستعمارية وكانوا في ظروف رواد النهضة الأوائل وأفتوا بحرمة الانضمام إليها أو حذّروا منها مما أدى إلى تشكيل وعي جماعي بخطورتها على الأمة؟
6- وهل الانضمام إلى الجمعيات الماسونية بهدف الإصلاح من شأن الأمة ـ حسب ما نقل بعض من تناول سيرة من انضم إليها ـ [بعيدا عن صواب الفعل أو خطئه] يجعل صاحبه مارقا خائنا؟
7- وهو الأهم ـ في نظري أنا ـ هل ثبت من فعل السيد جمال الدين على أرض الواقع [أفعالا وكتابات وشهادات صحيحة] ما يجعله خائنا كائدا للإسلام وأهله، مواليا للغرب وأعداء الأمة، حتى يصير مجرد انضمامه إلى محفل ماسوني دليلا على عمالته وخيانته؟
8- وكيف نتعامل مع تراثه الفكري ورسائله العلمية وآثاره التي تستنهض همة الأمة وتدعوها إلى الأخذ بأسباب المدنية، مع المحافظة على قيمها الإسلامية؟ وهل هي مجرد "تُقية" يمارسها شيعي [لأنك تصر على وصفه بذلك]؟
9- لماذا نهرب من التطرف لنقع في تطرف ـ وعلى رأي المثل الجزائري "هرب من الحبس طاح في بابه" ـ فردًّا على المتعصبين للأفغاني ننكر كل جهوده الإصلاحية، وقل لي: "أليس من الظلم أن ننسف جهود الرجل؟ ثم أليس من العيب أن نجعل كل ـ لاحظ "كل" التي أطلقتها أنت ـ كل من يعتبره حلقة من حلقات الإصلاح والنهضة الإسلامية هو شخص إما "جاهل" أو "مُكابر"؟
ثم لم هذا التلذذ بتحطيم كل شيء في تاريخنا؟
لا أريد استفزازك أخي الكريم، لكن أعرف قناعتك المسبقة ورأيك المسبق في هذا الرجل، وفي مريديه ـ وجعلت محمد عبده أحدهم ـ وهذا التطرف في الحكم، كاف وحده للدلالة على خطئك..
تقبل خالص تحياتي..
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أحسن طريقة للهروب من الجواب طرح عشرين سؤال على السائل!
وتمييع المسائل:
هل ثبت كذا؟
هل كذا يعتبر كذا أم يعتبر كذا!
واتهام السائل في مقاصده ونواياه:
تلذّذ بتحطيم كل شيء في تاريخنا!
قناعة مسبقة!
رأي مسبق!
تطرّف في الحكم!
اسمع أيها الأخ الفاضل:
أنا منذ نعومة أظفاري أسعى وراء الحقائق والوثائق، ولا أرضى بأن بضحك عليَّ أحد، لا في مسألة جمال الدين ولا غيرها، وقد اعتقدت رأيي في هذا الرجل بناء على دراسة متعمِّقة، أمتلك أدواتها بحمد الله. وقد حرصت أينما حللت أن أزور مقرَّات الفِرَق والأديان وأتفرَّج على طقوسهم ومناسباتهم واطَّلع بنفسي على ما يُنسب إلى كتبهم، لئلا يكون الكلام الذي يكتبه قومي عنهم غير دقيق!
وعلى أي حال لستُ بالذي يجادل الناس في حقيقة جمال الدين وهو لم يقرِّر بعد إن كان ماسونياً أم لا!
يا أخي
اللائق بأدب المناظرة أن تجيب على سؤالي باختصار ووضوح كم أجبت على سؤالك باختصار ووضوح:
هل يكون المصلح الديني مؤسساً ورئيساً لمحفل ماسوني؟
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أخي الكريم، وفقك الله وسدد خطاك..
1- لا يخفي عليك أن طرح الأسئلة التسع ـ التي جعلتها عشرين (ابتسامة) ـ جاء ليوضّح العقبات المنهجية التي تعترض سؤالك نفسه، فالمسألة ليست: "أجب بـنعم أو لا.."، وإنما لبيان أن سؤالك هذا يستدعي قبله أسئلة أخرى يكون الجواب عليها مقدما على جواب سؤالك.. وهذا "ليس هروبا من الجواب" ولا "تمييعا للمسائل".
2- وتأسيسا على هذا، افترضت عندما وجهت سؤالي الأول إليك أننا في مذاكرة، وليس في مناظرة، ولا أفهم إلى حد الساعة سبب حدتك و"زعلك"، وأنا لا أعتقد أني أسأت معك أدبا أو غمزتك أو لمزتك بشيء، فرجاء حافظ على هدوئك أخي الكريم.
3- يتجلى ذلك في طريقة مخاطبتك: "اسمع أيها الأخ الكريم".. ثم تلقي عليّ خطابا تذكر فيه تحقيقك وتحريك، ولعمري أخي الكريم ما شككت أنا في شيء من ذلك حتى تستعرض به عليّ.
4- ثم جاءت ثالثة الأثافي عندما قلت بأنك لستَ "بالذي يجادل الناس في حقيقة جمال الدين وهو لم يقرِّر بعد إن كان ماسونياً أم لا!"، ولا يسعني إلا أن أقول: غفر الله لي ولك.. وإذا كانت المذاكرة العلمية بهذه الطريقة، فعلينا السلام جميعا.
5- أما اتهام النوايا والمقاصد، فلو قرأت كلامي بـ"موضوعية" لما وجدت إلى ذلك سبيلا، فأنا عندما قلت "حكم مسبق" فإنني تتبعت ما نُشر هنا ورأيت أن كل ما ذُكر لم يُفلح في نقلك من دائرة اليقين إلى دائرة دونها، رغم أن بعض ما كُتب جدير بأن يقف عنده من يتحرى الحق وينشد الإنصاف والتحقيق.
6- ثم دعني أقل لك أيها الحبيب: لم يكن النقاش في هذا الموضوع يدور حول ماسونية الأفغاني من عدمها، وإنما حول ما وصفته أنت بأنه "كلام أبلغ من كل كلام"، فلما قرأناه وتتبعناه وجدناه "كلاما كأي كلام"، وليس أبلغ من كل كلام، فكان النقاش يدور حول هذا، قبل أن يتفرع إلى الأفغاني وأصله وفصله.
7- ثم سألتك ـ مندهشا ـ إن كنت تقصد ما كتبته من أن كل ـ وأؤكد على "الكل" [ولا أدري أتقصد به الكل أم الكلية] ـ من يعتبر جمال الدين الأفغاني مصلحا دينيا "جاهل" أو "مكابر"، فأجبت أن نعم.. أفترضى بتسفيه عقول الأعلام الذين زكوه، ومع ذلك تأنف عندما يسألك أخ لك: لم نتلذذ بتحطيم كل شيء في تاريخنا؟ فأيهما أعظم في ميزان العلم، وفي ميزان الشرع؟ رعاك الله.
8 - أؤكد لك مرة ثانية أننا لسنا في "مناظرة"، وظننت أنها "مذاكرة" بين أخوين، أو بين إخوة لا غير، فلا داعي للتشنج مرة أخرى، ولو اعتبرت الأمر مناظرة لأجلبت عليك بالنقول والنصوص والهوامش، ولنقضت ما ذكرته حجة حجة.. ولكن الأمر مذاكرة وتساؤلات من أخ لأخيه، والعكس صحيح، إلا إن نفيته..
(ملاحظة لتلطيف الجو): لن أقبل حدتك إلا إذا كنت كأبي محمد، مصابا بالطحال، فنتج عنه حدة في الطبع (ابتسامة).. طبعا: عافاك الله من كل مكروه ووقاك كل سوء.. ولا عدمنا فوائدك..
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أخي الفاضل:
أنت - بدلاً من أن تجيب على سؤال مباشر واضح - جعلتني أنا القضية!
تقول (تلذُّذ - أحكام مسبقة)
فلما أخبرتك أنني آخذ هذه الأمور بالجدّ، تقول (ولعمري أخي الكريم ما شككت أنا في شيء من ذلك حتى تستعرض به عليّ)
بلى لقد شككت، حينما جعلتني أتلذّذ بالطعن في جمال الدين، ولا أبالي بالتحقُّق مما أقول، بل أرمي الأحكام المسبقة على عواهنها. وحينما زعمت أن الإخوة قدَّموا الأدلة الكافية ولم يفلحوا في نقلي (من دائرة اليقين إلى دائرة دونها، رغم أن بعض ما كُتب جدير بأن يقف عنده من يتحرى الحق وينشد الإنصاف والتحقيق)!
فمن أجل تشخصيك للنقاش، قلت لك (اسمع ...)
وإن كنت تقصد أدلة الأخ الواحدي حفظه الله، فقد نظرت فيها ولم أجد فيها إلا السراب، مع الأسف! لأنها تكرار لكلام آية الله خسروشاهي وسمير أبو حمدان، وكلاهما لم يأت بأي دليل على اتهام المترجم بتزوير المقالة، ولا على ما يزعمانه من استنكار جمال الدين لها، خلافاً للواقع التاريخي الذي يدل على رضاه بها، واضطراب أتباعه حتى اليوم في التعامل معها.
وعلى أي حال فهذا كان موضوع الحوار بيني وبين الواحدي! فمن العجيب أن تقول:
لم يكن النقاش في هذا الموضوع يدور حول ماسونية الأفغاني من عدمها، وإنما حول ما وصفته أنت بأنه "كلام أبلغ من كل كلام"، فلما قرأناه وتتبعناه وجدناه "كلاما كأي كلام"، وليس أبلغ من كل كلام، فكان النقاش يدور حول هذا، قبل أن يتفرع إلى الأفغاني وأصله وفصله
أقول: يستطيع القراء الكرام أن يرجعوا إلى بداية النقاش بيننا (رقم #81) أعلاه، وسيجدون قولك:
هل تقصد أن جمال الدين الأفغاني ليس مصلحا دينيا أولا، وأن هذا التقرير "حقيقة تاريخية لا يُنكرها إلا جاهل أو مُكابر" ثانيا؟
وسيجدون سؤالي (رقم #88 ورقم #90):
هل يكون المصلح الديني مؤسساً ورئيساً لمحفل ماسوني؟
ولا يزال سؤالي هذا بلا جواب! بدعوى أن هناك عقبات منهجية تعترض هذا السؤال، وأسئلةً كثيرة يجب عليَّ أنا الإجابة عليها قبل أن يحقّ لي توجيه هذا السؤال إليك!
وأما كون ذلك تمميعاً وتهرّباً فالقراء لهم عقول ومدارك. وهم يدركون أيضاً إن كان الانتماء للماسونية هو في صميم النقاش الذي حدَّدت موضوعه أنت (صفة الإصلاح الديني)، أم أنه خارج الموضوع!
مع تحياتي لشخصك الكريم.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أخي الكريم، وفقه الله..
الحديث، رعاك الله، عن النقاش في هذا الموضوع منذ بدايته، وليس ابتداء من المشاركة (81) التي تساءلتُ فيها عن عبارة استغربتُ صدورها منك، وهي رميك لكل من يعتقد أن الأفغاني مصلح ديني "بالجهل" أو "المكابرة"، لكنك أكدتها لي بعد ذلك. ولهذا اعتبرتُ أن الحديث عن ماسونية الأفغاني في هذا الموضع خارج السياق، وإن جرنا الحديث إليها جرا.
أما جوابي على سؤالك، ما دمت تريد الأجوبة بمنطق "نعم" أو "لا"، فسأقول لك ـ ولا أفيدك بجديد ـ إجمالا إن الأفغاني ـ حسب شهادات المؤرخين والباحثين وحسب شهادات بعض من عاشره وعاصره ـ انضم إلى "المحفل الماسوني الغربي" التابع لبريطانيا ثم انشق عنه وأسس محفلا وطنيا شرقيا يمتد بعلاقاته إلى المحفل الفرنسي. وقد قيل في تعليل ذلك الانشقاق الكثير، ولكن: سأقلب عليك السؤال: فما الذي يجعل من الانضمام أو تأسيس محافل ماسونية "مانعا" لصفة الإصلاح الديني عن صاحبه؟
هنا يأتي سؤالي المعاكس (وليس المشاكس): هل كان العلماء والمشايخ والسياسيون ينظرون إلى المحافل الماسونية ومكايدها الخفية في عام1850 مثلا مثل نظرة الناس إليها في عام 2009؟ ومن من المصلحين والعلماء فضح الماسونيين حينها وأشهر النكير عليهم والتحذير منهم؟
هذه واحدة..
ثم ما الذي فعله جمال الدين ـ صوابا كان أو خطأ ـ مما كان مندرجا تحت مشروع الماسونية لنشر الإلحاد وتهديم المجتمعات الإسلامية؟
ولو أردنا أن نخطو خطوة في طريق الإنصاف، لنقلنا عباراته هو وموقفه من المحفل الغربي البريطاني الذي انشق عنه، وما سبب ذلك، وكذا شهادات أو (تخريج) معاصريه لهذا الانضمام والانشقاق.. وليس من العدل أن نحكم بقولهم في انضمامه، ثم نتجاهل تعليلهم لهذا الانضمام ولا تخريجهم له.
وبالجملة، فجمال الدين ـ بالنسبة لي ـ وبالنسبة لكثير من العلماء الأجلاء: بدءا بمن تسميه "مريده محمد عبده" وانتهاء بمن تُقر بكونهم من العلماء المصلحين الدينيين مثل الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي، وهما من هما في العلم والوعي، دون سرد قائمة العلماء والمفكرين الذين أثنوا عليه وكانوا قد عرفوا سيرته وشهدوا آثارها في واقعهم، عالم مصلح ديني وسياسي، وكان من أبرز من أرسوا دعائم النهضة الإسلامية التي خطت بالأمة خطوة إلى الأمام، لتهيئة ظهور الشيخ محمد رشيد رضا وأقرانه، في حلقة ممتدة إلى زماننا هذا.. والذين تصفهم ـ طبعا دون أن تقصد ـ بأنهم إما "جهلة" أو "مكابرون"، أو في أحسن أحوالهم "دراويش" انطلت عليهم خدعة هذا الرجل الذي أطلقوا ألسنتهم بالدعاء له واللهج بذكره والثناء عليه، وحث الناس على الاقتداء بمسيرته.
هنا يتوقف القلم ـ أو الكيبورد ـ وقد طال بنا سلّم المشاركات التي قد تُرهق قرّاء الموضوع.. وأستنتج أخي الكريم ما يلي:
- قولك إن كلام عبد الرحمن بدوي "أبلغ من كل كلام" ـ وهو أساس الموضوع ـ غير دقيق، بل غير صحيح، وهو منقوض ـ على فرضية صحة المقالة المنسوبة إلى الأفغاني ـ بكل مؤلفاته ومقالاته ومسيرته التي كانت ترفض الإلحاد والانسلاخ من الدين.
- قولك إن من يعتقد أن الأفغاني "مصلح ديني" هو "إما مُكابر أو جاهل" من الشطط والعدوان والظلم، ليس للأفغاني وحده، ولكن لكواكب العلماء والمصلحين والمفكرين الذين تأثروا به وأثنوا عليه وزكوه في كتاباتهم وتأثروا به في واقعهم.
_ وعلينا ألا ننسى أن الفرق بيننا وبين أولئك الأعلام أنهم تحدثوا عما شاهدوه وعايشوه، وليس ما قرأوه فقط، بينما نتحدث نحن عن شيء قرأناه في صحف حوت الغث والسمين، ولم نشهد أثر النهضة التي كان أحد أقطابها.
وتقبل أزكى تحياتي وأعطرها.
(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم)
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أخي الفاضل:
بعد معاناة شديدة، أجبتَ على سؤال نفسك رقم 1:
هل انتسابه إلى المحافل الماسونية أمر ثابت تاريخيا أم لا؟
وإذن فلماذا طرحتَ هذا السؤال أصلاً؟ وجعلته إحدى العقبات المنهجية؟
والسؤال ينطبق على بقية أسئلتك، فالظاهر أن لها جواباً عندك، وأنك لستَ بالجهل الذي تُظهره عندما تطرح هذه الأسئلة!
فلماذا هذا الأسلوب بارك الله فيك؟
هذه واحدة!
والأخرى: أنك - على طول ردودك - لم تُجب على سؤالي!
فأنا لم أسألك عن ثبوت الانتساب إلى الانتساب، بل أنت الذي طرحت هذا السؤال، أما سؤالي فأكرِّره للمرة الثالثة أو الرابعة:
هل يكون المصلح الديني مؤسساً ورئيساً لمحفل ماسوني؟
ولا بد أن تكون لديك إجابة على هذا السؤال، فأرجو إعفائي من المقدمات والعقبات المنهجية والأسئلة المشاكسة والمعاكسة، والتفضُّل بالإجابة عليه.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
قلتَ:
أخي الفاضل:
بعد معاناة شديدة، أجبتَ على سؤال نفسك رقم 1:
هل انتسابه إلى المحافل الماسونية أمر ثابت تاريخيا أم لا؟
وإذن فلماذا طرحتَ هذا السؤال أصلاً؟ وجعلته إحدى العقبات المنهجية؟
والجواب: لنبين للناس أن أصل الحكم على شخص مثل جمال الدين، ينبغي أن يمر قبل الإدانة بالمراحل المذكورة.
قلتَ: والسؤال ينطبق على بقية أسئلتك، فالظاهر أن لها جواباً عندك، وأنك لستَ بالجهل الذي تُظهره عندما تطرح هذه الأسئلة!
وهذه التي قطعت حبل "المذاكرة" بيني وبينك. فغفر الله لي ولك.
فدمت مسددا بتوفيق الله، والسلام عليك.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
أما إذا لم تجد جواباً على سؤالي، وتعسَّر عليك الإقرار بأن إمامة المحافل الماسونية تتعارض مع إمامة المسلمين، فإنني اتَّفق معك على عدم جدوى هذا الحوار!
وأنا ما عندي مشكلة في الإقرار لجمال الدين بالإصلاح الديني على الطريقة الماسونية!
وبقيت نقطة لا بدَّ من بيانها، لكثرة ما ردَّدتَ كلمة (الجهل)، وجعلتها سبب انقطاع الحوار!
فالجهل بمسألة تاريخية، أو بتفاصيلها، ليس معناها أن الجاهل بها جاهل بغيرها! ويستوي في ذلك أنت والأعلام الذين وردت أسماؤهم في مشاركاتي.
وفقني الله وإياك إلى سواء السبيل، وجمع بيننا في جنات النعيم
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
استدراك:
أدركتُ الآن أنك سخطت قولي:
لستَ بالجهل الذي تُظهره عندما تطرح هذه الأسئلة!
فأنا أعتذر إليك لسوء العبارة، وبالله ما خطر لي أنك جاهل، وقد شرحتُ معنى الجهل في كلامي أعلاه.
والذي قصدتُه - وأرجو أن يصدِّقه تأمُّل جملة كلامي - أنك تطرح أسئلة تعرف الجواب عليها، أي أنك (تتجاهل) لأسباب تكتيكية! كما قال الشاعر العربي:
ليس الغبيّ بسيّد في قومه * لكنّ سيّد قومه المتغابي
هذا ما أردتُه، مع تكرار الاعتذار عن سوء العبارة.
حفظك الله ورعاك
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
كتاب : دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية و أثرها على الحركات الإصلاحية المعاصرة
- قال الدكتور محمد محمد حسني عن دعوة جمال الدين و أهدافه في كتابه الإسلام و الحضارة الغربية (ص74) دار الإرشاد ط الأولى 1388 "يحيط سيرته و أهدافه كثير من الغموض الذي لم تكشف الأيام حقيقته بعد"
و قال علي الوردي: "و قد إعتاد الأفغاني أن يغير لقبه كلما إنتقل من بلد إلى آخر فقد رأيناه في مصر و تركيا يلقب نفسه بالأفغاني و بينما هو في إيران يلقب نفسه ب"الحسيني"
قال مصطفى فوزي غزال في كتابة دعوة جمال الدين الأفغاني (ص 63) عن سبب التلون و التغير: " فهذا يدل على أنه له مهمة خفية يسعى لتنفيذها و أنه يوجد وراءه من يخطط له و يطلب منه التلون بهذه الألوان و التسمي بتلك الأسماء.
أما حقيقته فهاكها من ابن خالته جمال الدين المرزا لطف الله خان : قال إن جمال الدين إيراني شيعي يختفي في ثياب الأفغاني و يتخذ المذهب السني شارًا له يحتمي به"
أما إنتماؤه : فقد إنضم إلى المحفل الماسوني البريطاني ثم بعدها إلى المحفل الماسوني الفرنسي و بعد ثلاث سنوات إصبح من أهم رجال المحفل الماسوني و تم إختياره رئيسا له لعام 1878م بمصر.
أما نشاطاته : ركز الأفغاني نشاطاته في السياسة . فأنشأ منظمات سرية للإطاحة بالحكام، و من هذه الجمعيات
الحزب الوطني الحر بمصر و كانت له صلة بالإنكليز.
جمعية مصر الفتاة و كان أغلب أعضائها من شبان اليهود و النصارى.
جمعية العروة الوثقى و كان طابع هذه الجمعيات سياسيا و سريا للغاية.
و بعد هذه الحقيقة التي ذكتها أقول :
إن الإصلاح الحقيقي هو المبني على الحق و رد الباضل و لا يكون ذلك إلى بالكتاب و السنة الصحيحة.
فالرجل المصلح هو الذي يرد النفوس إلى معرفة باريها المعرفة الحقة التي تثمر خشية و تقوى بها يكون صلاح المجتمع فالحق أحق أن يتبع و الباطل مردود على أهله و إن كانوا أبرب الأقربين.
و أرجو من كل من قرأ هذا المقال أن يقرأه بإنصاف و أن يجرد نفسه من العاطفة و الهوى و من أراد الرد فليكن بعلم و أدلة.
و الحق عندنا فوق الكل و السلام.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
مناقشة علمية ممتعة وأكثر من رائعة ، ونحن نفتقد مثل هذه المناقشات في حياتنا العلمية التي قامت على التلقي والترديد
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الرضواني
مناقشة علمية ممتعة وأكثر من رائعة ، ونحن نفتقد مثل هذه المناقشات في حياتنا العلمية التي قامت على التلقي والترديد
صدق أخونا الحبيب الأستاذ الدكتور محمود: هذا المستوى من النقاش العلمي الممتع الراقي نفتقده ..والمحافظة على أدواته وآدابه لا تقل أهمية، فلا ينبغي التمسك بالانتصار لما ننحاز إليه، بل الحقيقة-لا الذات- هي ما يستحب أن يكون شاغلنا
وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى..والشكر لأخوينا: خزانة الأدب (صاحب الموضوع) وطارح القضية، والواحدي الذي أثبت أن المنهج وأخلاقيات استخدامه وجهان لشيء واحد
وأشكر كل أحبائنا الذين ساهموا في الموضوع الذي أسعدت واستمتعت به كثيرا، بعيدا عن وجهة نظر ما أريد الانتصار لها أو أخرى أريد لها العكس؛ فلا ينبغي للاختلاف -مع صدق التوجه- أن يفسد الود
دمتم بحفظ الله وونعمته وتوفيقه
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
(( بنى مصطفى كامل وفريد ومن قبلهما جمال الدين ومحمد عبده نهضة مصرولو سارت في طريقها هذا ولم تنحرف عنه لوصلت الى بغيتها ...))
النبهاني المبتدع الضال يحذر من محمد عبده وشيخــه والبنا يمدحــــه!!!.
-
رد: كلام أبلغ من كل كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين ومُريده الشيخ محمد عبد
لأول مرة أقرا هذا الحوار الماتع رغم تقادم عهده، وقد دلني عليه الشيخ google وما هي دوماً من عادته
لله درك أيها الواحدي فلكأنك والله محمود شاكر في "أباطيل وأسمار" حين يتصدى للقضية فيشبعها بحثاً لا تبغي عليه مزيدا
-
جمال الدين الأفغاني سياسي أكثر منه فقيه، لذلك فأحكامه سياسية أكثر منها أحكام فقهية
وهو فيلسوف أكثر منه عالما شرعيا، وسلوكه يظهر هذا