رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي
{الحديث السابع عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر رواية لا يتابع رواتها في متنها ولا في إسنادها:
75- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معدي بن سليمان أبو سليمان -صاحب الطعام- قال: سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن أبي هريرة قال: من أتى جنازة فانصرف عليها إلى أهلها كان له قيراط فإذا شيعها كان له قيراط فإذا صلى عليها كان له قيراط فإذا جلس حتى يقضى قضاؤها كان له قيراط، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والقيراط مثل جبل أحد أو أعظم من جبل أحد(([1].
([1]) أخرجه أبو يعلى (6453).
وأخرجه البزار في مسنده مثل أبي يعلى عن محمد بن المثنى إلا أنه حول الإسناد لرواية من ذكر ثلاثة قراريط.
فأخرجه في مسنده (٨٣٨٧)، فقال: وحَدَّثنا عَبد الله بن مُحَمد بن الحجاج الصواف، قَال: حَدَّثنا معدي بن سُلَيْمان، عَن ابن عَجْلان، عَن أَبِيه، عَن أَبِي هُرَيرة، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: مَنْ أَتَى جنازة في أهلها فله قيراط فإن تبعها فله قيراط فإن صلى عليها فله قيراط فإن انتظر حتى تدفن فله قيراط. اهـ.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلَاّ معدي، عَن ابن عَجْلان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيرة. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في المختصر: جَعَلَ فِيهِ ثَلَاثَةَ قَرَارِيط، فَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَقَد ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. اهـ.
قلتُ: توبع ابن المثنى، فيما أخرج ابن حبان في المجروحين، من طريق عبيد الله بن يوسف الجبيري عن معدي، بمثل رواية ابن المثنى.
قال ابن حبان: كان (يعني معدي بن سليمان) ممن يروي المقلوبات عن الثقات، والملزقات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. اهـ.
ورويت له متابعة فيما أخرج ابن الجوزي في المسلسلات (45)، من طريق هناد بن إبراهيم، بإسناد مجهول إلى أبي الوليد الطيالسي، قال: سمعت عبد العزيز بن مسلم القسملي، يقول سمعت محمد بن عجلان، يقول سمعت أبي، يقول سمعت أبا هريرة، يقول سمعت رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من سمع بميت، فأتى أهله فعزاهم كان له قيراط، ومن شيعه كان له قيراط، ومن صلى عليه كان له قيراط، ومن شهد دفنه كان له قيراط، القيراط أفضل من أحد. اهـ.
وهذا إسناد ظاهره الصحة، لكن هناد بن إبراهيم "راوية للموضوعات والبلايا وقد تكلم فيه"، كذا قال الذهبي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي
([4] ) أخرجه البزار 15/158 (8497) قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: من صلى على جنازة فله قيراط، ومن اتبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان.
قلتُ: رواه البزار بعدها مرة أخرى بسلسلة السماع إلى أبي هريرة، وبسياق أتم في مسنده (٨٥٠٥)، فقال: حَدَّثنا عَمْرو، قَال: حَدَّثنا أَبُو عَاصِم، قَال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَجْلان، قَال: حَدَّثني سَعِيد، عَن أبي هُرَيرة، قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: من أتى جنازة في أهلها فصلى عليها كان له قيراط، وَمَنْ اتبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان. اهـ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي
فهذه الرواية المتقنون من أهل الحفظ على خلافها وأنهم لم يذكروا في الحديث إلا قيراطين: قيراط لمن صلى عليها ثم يرجع، ولمن انتظر دفنها قيراطان.
كذلك روى أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلتُ: وكذلك روى أصحاب سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فيما أخرج ابن المنذر في الأوسط [3018]، من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ بن إسحاق العامري، ..
والطحاوي في مشكل الآثار من طريق عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَعِيَاض بْن عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيّ، وَابْن أَبِي ذِئْبٍ، ..
والطبراني في الأوسط [4308]، من طريق عُمَارَةَ بن غزية، ..
وأبو الفضل الزهري في جزء له [304]، من طريق عُبَيْد اللَّهِ العمري، ..
ستتهم (عبد الرحمن، وعبد الله، وعياض، وابن أبي ذئب، وعمارة، وعبيد الله)، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعا.
قلتُ: ورواية ابن أبي ذئب مدرجة وهي بزيادة والد سعيد المقبري، فيما أخرج البغوي في الجعديات [2845]، فقال:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا.
قلتُ: يحمل ذلك على أن سعيد المقبري سمع أباه وهو يسأل أبا هريرة رضي الله عنه.
بين ذلك البخاري في صحيحه [1325]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وروي موقوفا من هذا الوجه فيما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (11738)، فقال: حدَّثَنَا وَكِيعٌ،
عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ سَالِمٍ الْبَرَّادِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
وَعَنْ هِشَامٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَعَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالُوا : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى يُقْضَى قَضَاؤُهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ , الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ. اهـ.
وهشام هو ابن سعد المخزومي، ولعل هذا الوقف للإدراج.
والله أعلم.
رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.
رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.
{الحديث الثامن عشر}
ذكر الأخبار التي في متنها غلط من بعض ناقليها:
77- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر بـ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) (([1].
وإبراهيم النخعي عن مجاهد عن ابن عمر بهذا. (([2]
وهذا الخبر وهم عن ابن عمر.
والدليل على ذلك: الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذَكَرَ ما حَفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته بالليل والنهار فذكر عشر ركعات ثم قال: "وركعتي الفجر أخبرتني حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها". فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيهما وهو يخبر أنه حفظ الركعتين من حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟!.
وسنذكر إن شاء الله ما ثبت عن ابن عمر في الرواية في ذلك:
يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل الظهر ركعتين.. وساقه. (([3]
وأيوب عن نافع. (([4]
ومالك عن نافع. (([5]
والزهري عن سالم عن أبيه. (([6]
فقد ثبت بما ذكرنا من رواية سالم ونافع عن ابن عمر أن حفصة أخبرته "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر" أن رواية أبي إسحاق وغيره(([7] لما ذكر عن ابن عمر أنه حفظ قراءة النبي (([8] صلى الله عليه وسلم.. وهم غير محفوظ. (([9].
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (6336).
([2]) أي وعن أبي إسحاق عن إبراهيم عن مجاهد عن ابن عمر، فزاد إبراهيم أخرجه النسائي (992) قال: أخبرنا *الفضل بن سهل، قال: حدثني *أبو الجواب، قال: حدثنا *عمار بن رزيق، عن *أبي إسحاق، عن *إبراهيم بن مهاجر، عن *مجاهد، عن *ابن عمر به.
وقال الدارقطني في العلل (2994): وإبراهيم لم ينسب، فقال بعضهم: هو النخعي، وقال بعضهم: هو ابن مهاجر.
([3]) أخرجه البخاري (1172) ومسلم 1/504 (729) قال: وحدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا يحيى -وهو ابن سعيد -عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر.
( ([4]أخرجه البخاري (1180) قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: حفظت من النبي ﷺ عشر ركعات؛ ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح، كانت ساعة لا يدخل على النبي ﷺ فيها. حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن، وطلع الفجر، صلى ركعتين.
([5] ) أخرجه البخاري (937) ومسلم 3/117 (882).
([6] ) أخرجه البخاري (1165) ومسلم 3/117 (882).
([7] ) كالليث بن أبي سليم فيما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده (5720): حدثنا محمد بن المنهال أخو الحجاج، حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد، عن ليث قال، حدثني أبو محمد قال: رمقت ابن عمر بنحوه، وما رواه محمد بن نصر في قيام الليل: باب ما يستحب أن يقرأ به في الركعتين بعد المغرب: قال: حدثنا محمود بن آدم ثنا أسباط عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة أو خمسا وعشرين ليلة أو شهرا .. الحديث. قال محمد بن نصر رحمه الله: وهذا غير محفوظ عندي؛ لأن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنه أنه روى عن حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعتين قبل الفجر، وقال: تلك ساعة لم أكن أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
([8] ) في ركعتي الفجر.
([9] ) التلخيص: روى أبو إسحاق السبيعي الكوفي عن مجاهد بن جبر المكي عن ابن عمر أنه سمع النبي (ص) يقرأ أكثر من عشرين مرة في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر بـ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد)، مع أنه روى سالم ونافع عن ابن عمر أن حفصة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر ولم يطلع على صلاة النبي بنفسه فدلّ على أن الروايات في هذا المعنى وهم.