تم بحمد الله كتاب الطهارة.
عرض للطباعة
تم بحمد الله كتاب الطهارة.
أبواب الصلاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم٨٢ - حدثنا هناد, حدثنا محمد بن فضيل, عن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للصلاة أولا وآخرا…الحديث([1]).
باب ما جاء في مواقيت الصلاة
٨٣ - حدثنا هناد, حدثنا أبو أسامة, عن الفزاري, عن الأعمش قال: قال مجاهد: كان يقال: إن للصلاة أولا وآخرا.. فذكر نحوه. ([2])
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: وهِمَ محمد بن فضيل في حديثه, والصحيح هو حديث الأعمش, عن مجاهد ([3]).
٨٤ - قال محمد: أصح الأحاديث عندي في المواقيت حديث جابر بن عبد الله([4]).
٨٥ - وحديث أبي موسى [حسن]([5]). ([6])
٨٦ - قال: وحديث سفيان الثوري, عن علقمة بن مرثد, عن ابن بريدة, عن أبيه, في المواقيت هو حديث حسن([7]), ولم يعرفه إلا من حديث سفيان([8]).
٨٧-وحديث محمد بن عمرو, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة, في المواقيت هو حديث حسن([9]).([10])
([1]) أخرجه الترمذي (151) وقال: سمعت محمدا يقول: حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت أصح من حديث محمد بن فضيل عن الأعمش، وحديث محمد بن فضيل خطأ؛ أخطأ فيه محمد بن فضيل.
([2]) أخرجه الترمذي (151مكرر).
([3]) حديث المواقيت رواه الأعمش واختلف عليه: فرواه محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أبو إسحاق الفزاري وغيره عن الأعمش عن مجاهد. وحديث الأعمش عن مجاهد هو الصحيح وقد وهم في إسناده محمد بن فضيل وهو صدوق لكن لا يقوى على مخالفة أصحاب الأعمش مثل أبي إسحاق الفزاري وهو ثقة حافظ.
([4]) أخرجه البخاري (560-565) ومسلم 1/447 (646) عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي قال: قدم الحجاج فسألنا جابر بن عبد الله، فقال: كان النبي ﷺ يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية.. الحديث.
([5]) سقط من المطبوع وهو موجود في أصل مخطوط.
([6]) أخرجه مسلم 1/430 (614) عن بدر بن عثمان عن أبي بكر بن أبي موسى سمعه منه عن أبيه؛ أن سائلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فسأله عن مواقيت الصلاة.. الحديث.
([7]) أخرجه مسلم 1/428 (613) عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن رجلا سأله عن وقت الصلاة؟ فقال له
صل معنا هذين (يعني اليومين) فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن.. الحديث.
([8]) أي لم يسمع البخاري حديث علقمة بن مرثد إلا عن سفيان الثوري، واستدرك الترمذي عليه في الجامع (152) فقال: وقد رواه شعبة، عن علقمة بن مرثد أيضا، وهذه المتابعة في مسلم 1/429 (613) قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي. حدثنا حرمي بن عمارة. حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه؛ أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فسأله عن مواقيت الصلاة.. الحديث.
([9]) أخرجه النسائي (502) عنأبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل عليه السلام جاءكم
يعلمكم دينكم، فصلى الصبح حين طلع الفجر.. الحديث.
([10]) التلخيص: ذكر هنا خمسة أحاديث: حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا والصحيح فيه أنه عن الأعمش عن مجاهد.
والثاني حديث جابر وهو أصح شيء في الباب، والثالث حديث أبي موسى، والرابع حديث بريدة بن الحصيب، وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة وهذه الثلاثة حسنة عند البخاري.
في التعجيل بالظهر٨٨ - سألت محمدا عن حديث حكيم بن جبير, عن إبراهيم, عن الأسود, عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشد تعجيلا للظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا من أبي بكر ولا من عمر([1]). فقال: يروى هذا أيضا عن حكيم, عن سعيد بن جبير, عن عائشة([2]), وهو حديث فيه اضطراب([3]).
٨٩ - حدثنا أبو كريب, حدثنا معاوية بن هشام, عن سفيان, عن زيد بن جبير, عن خشف بن مالك, عن أبيه, عن عبد الله قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا([4]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح هو عن عبد الله بن مسعود موقوف([5]).([6])
([1]) أخرجه الترمذي (155) قال: حدثنا *هناد قال حدثنا وكيع عن سفيان عن*حكيم بن جبير عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
([2]) أخرج أحمد في العلل (5349) قال: وحدثناه الأزرق عن سفيان عن حكيم عن سعيد بن جبير عن عائشة. وأخطأ لنا فيه.
([3]) بيان الاضطراب فيه باختصار: الحديث رواه سفيان الثوري واختلف عليه فرواه وكيع بن الجراح وجماعة عن سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق مرة- كما في علل أحمد- عن سفيان عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن عائشة. ورواه إسحاق الأزرق مرة أخرى- كما في العلل (5349)- عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.
([4]) أخرجه ابن ماجه (676).
([5]) أخرجه ابن أبي شيبة (3277): قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، قال: صلى بنا عبد الله، وإن الجنادب لتنفر من شدة الرمضاء.
([6]) التلخيص: حديث خِشْف بن مالك رواه سفيان الثوري واختلف عليه فرواه معاوية بن هشام عن الثوري عن زيد بن جبير عن خشف بن مالك عن عبد الله مرفوعا، ورواه وكيع عن الثوري عن زيد بن جبير عن خشف بن مالك عن عبد الله موقوفا، وهو الصواب وقد وهم فيه معاوية فرفعه.
تنبيه: ورد الحديث في صحيح مسلم من حديث خباب 1/433 (619) عن خباب عن خباب؛ قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه حر الرمضاء فلم يشكنا.
ما جاء أن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن٩٠ - حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي, حدثنا موسى بن داود, حدثنا زهير, عن أبي إسحاق, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن([1]).
٩١ - حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال: سمعت الأعمش يقول: حدثت عن أبي صالح, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه([2]).
٩٢ - حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا المقري, حدثنا حيوة قال: أخبرني نافع بن سليمان, أن محمد بن أبي صالح, حدثه عن أبيه, أنه سمع عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن, فأرشد الله.. الحديث([3]).
ومحمد بن أبي صالح أخو سهيل بن أبي صالح.
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح من حديث أبي هريرة في هذا الباب.
وسألت أبا زرعة فقال: حديث أبي هريرة أصح عندي من حديث عائشة.
وذكر عن علي بن المديني قال: لا يصح حديث عائشة ولا حديث أبي هريرة, وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا([4]).([5])
([1]) أخرجه أحمد (10666).
([2]) أخرجه أحمد (8970) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح- ولا أراني إلا قد سمعته- عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم، أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين.
([3]) أخرجه أحمد (24363).
([4]) أخرجه الشافعي في مسنده ص 33 قال: أخبرنا عبد الوهاب، عن يونس، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤذنون أمناء الناس على صلاتهم. اهـ
([5]) التلخيص: حديث الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن ورد من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، وحديث أبي صالح عن عائشة، وحديث الحسن البصري المرسل، وحديث أبي هريرة أصح عند أبي زرعة من حديث عائشة، وحديث عائشة أصح من حديث أبي هريرة عند البخاري، وأما علي بن المديني فلا يصح عنده حديث أبي هريرة ولا عائشة، وكأنه رأى أن حديث الحسن المرسل أصح شيء في هذا الباب.
ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلي فيه مرة٩٣ - سألت محمدا عن حديث سليمان الأسود, عن أبي المتوكل, عن أبي سعيد قال: دخل رجل المسجد فقام يصلي وحده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه([1]).
فقال: سليمان الأسود هو سليمان الناجي, وقد روى عن أبي المتوكل غير هذا الحديث([2]).
([1]) أخرجه الترمذي (220) وقال: حديث أبي سعيد حديث حسن.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (28576) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن سليمان الناجي، عن أبي المتوكل: أن أبا هريرة، أتي بسارق وهو يومئذ أمير، فقال: أسرقت؟ أسرقت؟ قل: لا قل: لا مرتين أو ثلاثا. اهـ
ما جاء ليلني منكم أولو الأحلام والنهى٩٤ - حدثنا نصر بن علي, حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثني خالد, عن أبي معشر, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم, وإياكم وهيشات الأسواق([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظا([2]).
([1]) أخرجه مسلم (432/ 123) وهيشات الأسواق أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
([2]) التلخيص: حديث هيشات أو هوشات الأسواق قال البزار 4/374 (1544): وهذا الحديث بهذا اللفظ لا أعلم رواه عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا أبو معشر، ولا عن أبي معشر إلا خالد الحذاء. وقال الدارقطني في الأفراد (3758 أطرافه): تفرد به خالد بن مهران الحذاء عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عنه. ورجا البخاري أن يكون محفوظا.
والحديث ثابت في مسلم (432/ 122) من طريق آخر عن الأعمش، عن عمارة بن عمير التيمي، عن أبي معمر، عن أبي مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم. ليلني منكم أولو الأحلام والنهى. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم.
في الصلاة خلف الصف وحده٩٥ - قال أبو عيسى: اختلف أصحاب الحديث في حديث حصين بن عبد الرحمن([1]), وعمرو بن مرة([2]) , عن هلال بن يساف.
فرأى بعض أهل الحديث أن رواية عمرو بن مرة, عن هلال بن يساف, عن عمرو بن راشد, عن وابصة بن معبد أصح من حديث حصين.
ومنهم من قال :حديث حصين, عن هلال بن يساف, عن زياد بن أبي الجعد, عن وابصة أصح. وحديث حصين أصح عندي من حديث عمرو بن مرة وأشبه؛ لأنه روي من غير طريقهما عن: زيادة بن أبي الجعد, عن وابصة([3]).([4])
([1]) أخرجه الترمذي (230) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا *أبو الأحوص، عن حصين، عن هلال بن يساف، قال: أخذ *زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة، فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أن رجلا صلى خلف الصف وحده - والشيخ يسمع - فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.
([2]) أخرجه الترمذي (231) قال: حدثنا محمدبن بشار قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن *عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد أن رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.
([3]) أخرجه أحمد (18003) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عمه عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد: أن رجلا صلى خلف الصفوف وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد.
([4]) التلخيص: حديث وابصة في الصلاة منفردا خلف الصف رواه هلال بن يساف واختلف عليه فراوه حصين عن هلال عن زياد عن وابصة.
ورواه عمرو بن مرة عن هلال عن عمرو بن راشد عن وابصة.
فبعض أهل الحديث رجح حديث حصين. وفي سياقه ما يدل على أن هلالا قد أدرك وابصة.
وبعضهم رجّح حديث عمرو بن مرة.
واختار الترمذي ترجيح حديث حصين؛ لأنه جاء من غير حديث هلال بن يساف، فرواه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، فدل على أنه حديث زياد بن أبي الجعد كما رواه حصين.
في الرجل يصلي ومعه الرجال والنساء
٩٦ - حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثني أبي, حدثنا يحيى بن سعيد وهو الأنصاري, عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, عن أنس بن مالك قال: سألت أمي أم سليم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيها في منزلها فيصلي فيه فتتخذه مصلى ففعل فأتاها فعمدت إلى حصير لهم فنضحته بالماء, فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلوا معه([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري, عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, عن أنس([2]).
([1]) أخرجه النسائي (737).
([2]) التلخيص: لم يعرف البخاري هذا الحديث من حديث الإمام يحيى بن سعيد الأنصاري، فهو مستغرب عن يحيى وكأنه لا يراه ثابتا عنه، وإن كان معروفا من حديث مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أخرجه البخاري (380) ومسلم (658). وكذا سفيان بن عيينة عن إسحاق عن أنس أخرجه البخاري (727).
في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين
٩٧ - حدثنا عبد الله بن أبي زياد , حدثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب, عن عمار بن رزيق, عن الأعمش, عن شعبة, عن ثابت, عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم, وأبي بكر وعمر فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين([1]).
قال أبو عيسى: هذا وهم والأصح شعبة, عن قتادة, عن أنس([2]). ([3])
([1]) أخرجه أحمد (13784).
([2]) أخرجه البخاري (743) قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة به.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه شعبة واختلف عليه: فرواه حفص بن عمر وغيره عن شعبة عن قتادة عن أنس.
ورواه عمار بن رزيق عن الأعمش عن ثابت عن أنس. وهذا وهم. والصحيح الأول.
قال أبو حاتم في العلل (229): هذا خطأ، أخطأ فيه الأعمش؛ إنما هو: شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وقال البزار في مسنده (6854): ولا نعلم روى الأعمش، عن شعبة غير هذا الحديث، ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلا عمار بن رزيق.
والأعمش شيخ شعبة، لكن هنا وقعت رواية الأكابر عن الأصاغر، فلم يضبط حديث شعبة.
ما جاء في التأمين٩٨ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا يحيى, وعبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن حجر بن عنبس, عن وائل بن حجر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال: آمين مد بها صوته([1]).
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث سفيان الثوري, عن سلمة بن كهيل في هذا الباب أصح من حديث شعبة([2])، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع:
قال: عن سلمة بن كهيل, عن حجر أبي العنبس, وإنما هو حجر بن عنبس وكنيته أبو السكن.
وزاد فيه عن علقمة بن وائل, وإنما هو حجر بن عنبس, عن وائل بن حجر, ليس فيه علقمة.
قال :وخفض بها صوته، والصحيح أنه جهر بها.
وسألت أبا زرعة فقال: حديث سفيان أصح من حديث شعبة, وقد رواه العلاء بن صالح([3]). ([4])
([1]) أخرجه الترمذي (248) وقال: حديث وائل بن حجر حديث حسن.
([2]) أخرجه أحمد (18854) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، قال: سمعت علقمة يحدث، عن وائل، أو سمعه حجر، من وائل قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ: غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: " آمين " وأخفى بها صوتَه.. الحديث.
([3]) يعني مثل رواية سفيان ورواية العلاء أخرجها الترمذي (249) قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل، عنحجر بن عنبس، عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث سفيان، عن سلمة بن كهيل.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه سلمة بن كهيل واختلف عليه: فرواه الثوري وتابعه العلاء بن صالح, عن سلمة بن كهيل, عن حجر بن عنبس, عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال آمين مد بها صوته.
ورواه شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال: آمين وأخفى بها صوتَه.
قال أبو زرعة إنّ حديث سفيان أصح من حديث شعبة، وبيّن البخاري أن شعبة أخطأ في متنه وإسناده، ففي المتن: قال: خفض بها صوته، والصحيح أنه مد بها صوته.
وفي الإسناد قال: عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل.
فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن.
وزاد فيه: عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو حجر بن عنبس عن وائل بن حجر ليس فيه علقمة.
في رفع اليدين عند الركوع99- حدثنا محمد بن بشار, حدثنا عبد الوهاب الثقفي, عن حميد, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث قال: حدثنا به محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي, حدثنا عبد الوهاب الثقفي, عن حميد, عن أنس, عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا([2]).
قال محمد: وعبد الوهاب الثقفي صدوق صاحب كتاب.
وقال غير واحد من أصحاب حميد: عن حميد, عن أنس فعله([3]). ([4])
([1]) أخرجه ابن ماجه (866).
([2]) أخرجه البخاري في قرة العينين برفع اليدين (8).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (2433) قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن حميد، عن أنس، أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه حميد واختلف عليه: فرواه عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه معاذ بن معاذ وغير واحد من أصحاب حميد عن حميد عن أنس موقوفا من فعله.
قال الدارقطني في سننه (1119): لم يروه عن حميد مرفوعا غير عبد الوهاب, والصواب من فعل أنس.
في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود١٠٠ - حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي, حدثنا يزيد بن هارون, عن شريك, عن عاصم بن كليب, عن أبيه, عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع ركبتيه يعني: إذا سجد قبل يديه... الحديث([1]).
قال يزيد: لم يرو شريك, عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث الواحد.
قال أبو عيسى: وروى همام بن يحيى عن شقيق, عن عاصم بن كليب شيئا من هذا مرسلا لم يذكر فيه عن وائل بن حجر([2]) وشريك بن عبد الله كثير الغلط والوهم([3]).
([1]) أخرجه الترمذي (268) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، وأحمد بن إبراهيم الدروقي، والحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن نمير وغير واجد قالوا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك، عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
وزاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يرو شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث. هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحدا رواه غير شريك.. وروى همام، عن عاصم هذا مرسلا، ولم يذكر فيه وائل بن حجر. اهـ.
([2]) أخرجه أبو داود في سننه (839) وفي المراسيل (42) قال: حدثنا يزيد بن خالد، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن شقيق أبي ليث، حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه.. الحديث.
([3]) التلخيص: حديث وضع الركبتين قبل اليدين رواه عاصم بن كليب واختلف عليه: فرواه همام عن شقيق أبي ليث عن عاصم عن أبيه كليب بن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو المحفوظ.
ورواه يزيد بن هارون عن شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم. متصلا.
وشريك كثير الوهم والغلط إضافة إلى أنه لا اعتناء له بحديث عاصم إذ لم يرو عنه إلا هذا.
أخرجه من هذا الوجه ابن خزيمة في صحيحه [1485]، مقرونا ببِشْر بْن مُعَاذٍ الْعَقَدِيّ، ..
والبزار في مسنده (1455)، .. والبحيري في السابع من فوائده (156)، من طريق محمد بن سليمان المالكي، ..
وابن حبان في صحيحه (2180)، عن محمد بن زهير الأبلي، .. وأبو محمد البغوي في شرح السنة من طريق أبي طاهر المري، ..
خمستهم (ابن خزيمة، والبزار، وابن سليمان، وابن زهير، وأبو طاهر)، كلهم عن نصر، عن يزيد، عن خالد، عن أبي معشر، عن علقمة، عن عبد الله، به مرفوعا.
إلا أن في رواية البزار، قال: "هوشات"، والباقون قالوا: "هيشات". ولم يذكر البزار ولا ابن سليمان: "ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
وحكى البزار النهي عن الهوشات، بدلا من ذكر اللفظ.
قال ابن حبان رحمه الله: "أَبُو مَعْشَرٍ هَذَا زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، وَلَيْسَ هَذَا بِأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ، فَإِنَّهُ مِنْ ضُعَفَاءِ الْبَغْدَادِيِّ ينَ". اهـ.
ويؤيده ما أخرجه الطبري في تهذيب الآثار [442]، من طريق جَرِير، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ.
قلتُ: ولا أعلم رواه عن خالد الحذاء إلا يزيد بن زريع، وقد كان الشافعي قال في هذا الإسناد: " وَهَذَا لَيْسَ بِثَابِتٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ". اهـ.
ينظر: معرفة السنن والآثار (4869).
ليس هذا الرجاء بمتحقق، فقد خولف أبو معشر، بين ذلك ابن صاعد أن الأصل أنه مقطوع من قول علقمة وتفرد خالد بوصله.
فأخرج في الثاني من أحاديث ابن مسعود [50]، (60)، فقال:
ثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي غُنْدَرًا، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:
أَنَّ ابْنَ زِيَادٍ لَمَّا قَطَعَ ابْنَ معكبرٍ، قَالَ عَلْقَمَةُ: كَانَ يُنْهَى عَنْ هَيْشَةِ اللَّيْلِ، وَهَيْشَةِ السُّوقِ. اهـ، وذكر حديثا ءاخر.
ثم قال ابن صاعد: "وَأَمَّا حَدِيثُ هَوَشَاتِ السُّوقِ فَرَفَعَهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ". اهـ، ثم أسنده.
وتوبع شعبة فيما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه [18231]، فقال:
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
أَخَذَ زِيَادٌ دِهْقَانًا يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْمِسْكِينِ فَمَثَّلَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ عَلْقَمَةُ: (كَانَ يُقَالُ:" لَيْسَ أَحَدٌ أَحْسَنَ قِتْلَةً مِنَ الْمُسْلِمِ"،
"كُنَّا نُنْهَى عَنْ هَوَشَاتِ السُّوقِ وَهَوَشَاتِ اللَّيْلِ"، يَعْنِي هَوَشَاتٍ إِذَا كَانَ قِتَالٌ، أَوْ جَمَاعَاتٌ فِي قِتَالٍ). اهـ.
وقد تفرد خالد الحذاء أيضا بحديث عن أبي معشر بحديثين ءاخرين، وفيهما نظر، ولا يتابع.
وقد أشار أبو داود في سننه (674) أن حديث خالد متفرد بزيادة عن حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه.
والله أعلم.
فتح الله عليك.
في السجود على الجبهة والأنف١٠١ - حدثنا هناد, حدثنا عبدة, عن عاصم الأحول, عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجزئ صلاة إلا بمس الأنف من الأرض ما يمسّ الجبين([1]).
١٠٢ -حدثنا حميد بن مسعدة, حدثنا حرب بن ميمون, حدثنا خالد الحذاء, عن عكرمة, عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يسجد على جبهته ولا يضع أنفه على الأرض قال: ضع أنفك يسجد معك([2]).
قال أبو عيسى: وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح([3]).
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى (2654) وقال: وكذلك رواه سفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن عكرمة مرسلا.
([2]) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار من مسند ابن عباس 1/187 بنفس سند الترمذي.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عكرمة واختلف عليه: فرواه عاصم الأحول عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهذا أصح.
ورواه حرب بن ميمون عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحرب بن ميمون اثنان: الأنصاري وهو الأكبر، والعبدي وهو الأصغر صاحب الأغمية، فالأول ثقة والثاني ضعيف، ومنهم من لم يفرق بينهما. انظر تهذيب الكمال (1160) وقال الحافظ في التقريب في الأصغر (1169): متروك الحديث مع عبادته.
وهو الأصغر هنا إذ قد وقع التصريح بأنه صاحب الأغمية في سند الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/102.
ما جاء في التشهد١٠٣ -حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا يحيى بن سعيد, عن سفيان, عن زيد العمّي, عن أبي الصديق الناجي, عن ابن عمر قال: كان أبو بكر يعلم الناس التشهد وهو على المنبر كما يعلم المعلم الغلمان في الكتاب([1]).
١٠٤- حدثنا أبو عمرو نصر بن علي الجهضمي قال: أخبرني أبي, حدثنا شعبة, عن أبي بشر قال: سمعت مجاهدا, يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله .قال ابن عمر: زدتُ فيها وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله. قال ابن عمر: زدتُ فيها وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله([2]).
وأوقفه ابن أبي عدي([3]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى شعبة عن أبي بشر, عن مجاهد, عن ابن عمر.
وروى سيف, عن مجاهد, عن أبي معمر, عن عبد الله بن مسعود([4]).
قال محمد: وهو المحفوظ عندي.
قلت: فإنه يروى عن ابن عمر, عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويروى عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق([5]).
قال: يحتمل هذا وهذا.
قال محمد: وعبد الرحمن بن إسحاق الذي روى عن محارب بن دِثار, عن ابن عمر, في التشهد([6]) هو عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف الحديث. ([7])
١٠٥ - حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري, حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أيمن بن نابل قال: حدثني أبو الزبير, عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: بسم الله وبالله التحيات لله.. وذكر التشهد([8]).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو غير محفوظ، هكذا يقول أيمن بن نابل, عن أبي الزبير, عن جابر وهو خطأ([9]).
١٠٦ - والصحيح ما رواه الليث بن سعد, عن أبي الزبير, عن سعيد بن جبير, وطاوس, عن ابن عباس([10]).
وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي, عن أبي الزبير([11]), مثل رواية الليث بن سعد. ([12])
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (2990).
([2]) أخرجه أبو داود (971).
([3]) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (343) قال: حدثنا أبو بشر قال: ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يأخذ بيدي ونحن نطوف بالبيت فيعلمني التشهد :التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.. الحديث.
([4]) أخرجه البخاري (6265) قال: حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول: علمني رسول الله ﷺ وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن.. الحديث.
([5]) سبق تخرجه في الحديث 103.
([6]) أخرجه ابن أبي شيبة (2999) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد في الصلاة، كما يعلم المُكْتِبُ الولدان.
([7]) يريد أن يقول البخاري إن حديث مجاهد قد اختلف عليه: فرواه أبو بشر عن مجاهد عن ابن عمر. ورواه سيف بن سليمان عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود وهو المحفوظ.
وقد اختلف أيضا على الرواي عن أبي بشر وهو شعبة: فرواه علي بن نصر الجهضمي عن شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.
ورواه ابن أبي عدي عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا.
([8]) أخرجه ابن ماجه (902).
([9]) حديث أبي الزبير في التشهد اختلف عليه فيه فرواه أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر، ورواه الليث بن سعد وعبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس وسعيد بن جبير عن ابن عباس. وإسناد أيمن خطأ فهو من مسند ابن عباس.
([10]) أخرجه مسلم 1/302 (403) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. أخبرنا الليث عن أبي الزبير، عن سعيد ابن جبير وعن طاوس، عن ابن عباس؛ أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.. الحديث.
([11]) أخرجه مسلم 1/303 (403) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يحيى بن آدم. حدثنا عبد الرحمن بن حميد. حدثني أبو الزبير عن طاوس، عن ابن عباس؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.
([12]) التلخيص: ذكر في هذا الباب: حديث ابن عمر، وحديث ابن عباس.
فأما حديث ابن عمر: فرواه زيد العمّي, عن أبي الصديق الناجي, عن ابن عمر قال: كان أبو بكر يعلم الناس التشهد. وفي زيد كلام.
ومن طريق أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر، وهو غير محفوظ والمحفوظ هو حديث سيف عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود.
ويروى عنه من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار وعبد الرحمن ضعيف الحديث.
وقد احتمل البخاري أن يكون حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون عن ابن عمر عن أبي بكر.
وأما حديث ابن عباس فقد رواه الليث وعبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس، وعن سعيد بن جبير- في رواية الليث- عن ابن عباس.
ورواه أيمن بن نابل فأخطأ فيه فقال عن أبي الزبير عن جابر.
ما جاء في التسليم في الصلاة١٠٧ - حدثنا فضالة بن الفضل الكوفي, حدثنا أبو بكر بن عياش, عن أبي إسحاق, عن صلة بن زفر، عن عمار بن ياسر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عن يمينه يرى بياض خده الأيمن, فإذا سلم عن يساره يرى بياض خده الأيسر, وكان تسليمه السلام عليكم ورحمة الله([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن أبي إسحاق, عن حارثة بن مضرب, عن عمار فعله([2]).
قلت له: فحديث أبي بكر بن عياش هذا؟
قال: كان ذلك البائس يحيى الحماني([3]) يروي هذا عن أبي بكر بن عياش([4]). ([5])
([1]) أخرجه البزار 4/232 (1395) بنفس هذا السند وقال: وهذا الحديث رواه شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن عمار موقوفا، ولا نعلم أحدا قال عن صلة، عن عمار إلا أبو بكر بن عياش.
وأخرجه ابن ماجه (916) عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش به.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (3049) قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: صليت خلف عمار، فسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1625) قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: كان عمار أميرا علينا سنة, لا يصلي صلاة إلا سلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله, السلام عليكم ورحمة الله.
([3]) قال البخاري في التاريخ الكبير (3037): يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو زكريا الحماني عن شريك وقيس بن الربيع ويزيد بن عطاء وخالد بن عبد الله يتكلمون فيه، رماه أحمد وابن نمير. اهـ أي بالكذب.
([4]) لم أقف على رواية الحماني عن أبي بكر بن عياش، وكأن الترمذي سأله فما حال رواية أبي بكر؟ فقال إنما يرويها عنه يحيى البائس، فتكون الراوية بائسة مثله، وقد جاء بها الترمذي من رواية فضالة بن فضالة فيكون الحمل على أبي بكر نفسه.
([5]) التلخيص: روى أبو إسحاق حديث التسليم واختلف عليه: فرواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن عمار بن ياسر مرفوعا، ورواه شعبة وأبو الأحوص وغيرهما عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمار بن ياسر موقوفا من فعله، وهو الصحيح وقد أخطأ أبو بكر بن عياش في رفعه، وأنه عن أبي إسحاق عن مضرب لا عن صلة.
ما جاء في القراءة في المغرب١٠٨ - سألت محمدا عن حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن أبي أيوب, وزيد بن ثابت قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من المغرب بالأعراف([1]).
فقال: الصحيح عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن أبي أيوب أو زيد بن ثابت. هشام بن عروة يشك في هذا الحديث([2]).
وصحّحَ([3])هذا الحديث عن زيد بن ثابت، رواه ابن أبي مليكة, عن عروة, عن مروان بن الحكم, عن زيد بن ثابت([4]). ([5])
([1]) لم أقف عليه من حديث الطفاوي.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (3712) قال: حدثنا أبو خالد قال: حدثنا عبدة، ووكيع، عن هشام، عن أبيه، عن أبي أيوب، أو زيد بن ثابت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في ركعتين.
([3]) أي البخاري.
([4]) أخرجه البخاري (764) قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار، وقد سمعت النبي ﷺ يقرأ بطول الطوليين.
([5]) التلخيص: هذا الحديث رواه بواو الجمع محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن أبي أيوب, وزيد بن ثابت، وخالفه جمع منهم عبدة فرووه بالشك عن أبي أيوب أو زيد بن ثابت وهو الصحيح من طريق هشام.
ثم الصحيح أنه من رواية زيد بن ثابت كما يدل عليه رواية ابن أبي مليكة عن عروة, عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت.
في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر بالقراءة١٠٩ - حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان, حدثنا أبو أحمد الزبيري, حدثنا يونس بن أبي إسحاق, عن أبي إسحاق, عن أبي الأحوص, عن عبد الله قال: كانوا يقرؤون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: خلطتم عليّ القرآن([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه إلا من هذا الوجه من حديث يونس بن أبي إسحاق([2]).
١١٠ - حدثنا محمد بن يحيى, ويعقوب بن سفيان الفارسي قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أبي, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه وأبي السائب مولى هشام بن زهرة, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج.. الحديث([3]
وروى ابن جريج, ومالك, وغير واحد, عن العلاء, عن أبيه([4]).
وسمعت أبا زرعة يقول: كلاهما صحيح, واحتج بحديث إسماعيل بن أبي أويس(([5].
([1]) أخرجه أحمد (3409).
([2]) حديث خلطتم عليّ القرآن لا يعرفه البخاري عن النبي × إلا من هذا الوجه: يونس بن أبي إسحاق, عن أبي إسحاق, عن أبي الأحوص, عن عبد الله، قال البزار في مسنده (2079): وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله إلا يونس بن أبي إسحاق.
ورواية يونس عن أبيه أبي إسحاق السبيعي فيها ضعف.
([3]) أخرجه الترمذي (2953 مكرر 1) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به قال: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: كلا الحديثين صحيح، واحتج بحديث ابن أبي أويس، عن أبيه عن العلاء.
وأخرجه مسلم (395) عن النضر عن أبي أويس به.
([4]) العبارة هنا مشكلة وذلك أن رواية سفيان بن عيينة- ومن تابعه- هي: عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، أما رواية ابن جريج ومالك بن أنس-ومن تابعهما- فهي: عن العلاء عن السائب عن أبي هريرة، كما في صحيح مسلم 1/396-397 ( 395).
قال الترمذي (395): وقد روى شعبة وإسماعيل بن جعفر وغير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث.
وروى ابن جريج، ومالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
وروى ابن أبي أويس، عن أبيه، عن العلاء بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي، وأبو السائب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
وقال البيهقي في الكبرى 2/57: هكذا رواه سفيان بن عيينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وتابعه على إسناده شعبة بن الحجاج وروح بن القاسم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، ومحمد بن يزيد البصري، وجهضم بن عبد الله، فرووه عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وخالفهم مالك بن أنس فرواه- وذكر رواية مالك ثم قال- وكذلك رواه ابن جريج، ومحمد بن إسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، عن العلاء، عن أبي السائب، عن أبي هريرة. اهـ فتبين أن في العبارة تحريفا ولعل صوابها هكذا: وروى ابن عيينة وشعبة وغير واحد عن العلاء عن أبيه، وروى ابن جريج ومالك وغير واحد عن العلاء عن أبي السائب.
([5]) التلخيص: هذا الحديث صحيح بكلا الوجهين: عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، وعن العلاء عن أبي السائب عن أبي هريرة، ويكون العلاء قد سمع منهما جميعا.
قال البيهقي في الكبرى 2/58: وكأنه سمعه منهما جميعا والذي يدل عليه رواية أبي أويس المدني، عن العلاء عنهما، عن أبي هريرة. وساق الرواية وهي في صحيح مسلم (395).
باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين111 - حدثنا الحسن بن قزعة, حدثنا عبيدة بن حميد, عن سهيل بن أبي صالح, عن عامر بن عبد الله بن الزبير, عن عمرو بن سليم, عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين(([1].
١١٢ - قال أبو عيسى: وحديث مالك وغيره فيه عن أبي قتادة, أصح(([2].
قال علي بن المديني: حديث سهيل خطأ. (([3]
([1]) أخرجه أبو يعلى (2117) عن سهيل بن أبي صالح به.
([2]) أخرجه البخاري (444) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله ﷺ قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عامر بن عبد الله بن الزبير، واختلف عليه: فرواه سهيل بن أبي صالح، عن عامر، عن عمرو بن سليم، عن جابر.
ورواه مالك وغيره عن عامر عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة السلمي. وهو الصحيح والأول خطأ من سهيل.
قال الخطيب في تاريخ بغداد 4/76: وهو وهم، خالف سهيل الناس في روايته، وقد رواه مالك بن أنس، وزياد بن سعد، وربيعة بن عثمان، وعثمان بن أبي سليمان، وعمر بن عبد الله بن عروة، عن: عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ، وهو الصواب.
ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام١١٣ - حدثنا ابن أبي عمر وأبو عمار الحسين قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد, عن عمرو بن يحيى, عن أبيه, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام(([1].
تابعه حماد بن سلمة(([2].
قال أبو عيسى: كان الدراوردي أحيانا يذكر فيه عن أبي سعيد، وربما لم يذكر فيه(([3].
والصحيح رواية الثوري(([4] وغيره, عن عمرو بن يحيى, عن أبيه مرسلا. (([5]
([1]) أخرجه الترمذي (317) وقال: حديث أبي سعيد قد روي عن عبد العزيز بن محمد روايتين: منهم من ذكره عن أبي سعيد، ومنهم من لم يذكره.
وهذا حديث فيه اضطراب: روى سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
ورواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن إسحاق، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه. قال: وكان عامة روايته عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه عن أبي سعيد.
وكأن رواية الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت وأصح. اهـ قوله: (ورواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى عن أبيه) أي لم يذكر فيه عن أبي سعيد. قوله: )وكان عامة روايته (أي رواية عمرو بن يحيى عن أبي سعيد وهذا بيان لمنشأ غلط من رفعه وأدخل فيه أبا سعيد. اهـ. الكوكب الدري على جامع الترمذي 1/313.
([2]) أي تابع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومتابعته أخرجها أبو داود (492).
([3]) لم أقف عليه من هذا الوجه المرسل.
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (7574).
([5]) التلخيص: هذا الحديث رواه عمرو بن يحيى واختلف عليه: فرواه الدراوردي وحماد عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه الثوري وغيره عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وهو الصحيح. وقد كان الدراوردي أحيانا يسنده وأحيانا يرسله.
في أي المساجد أفضل١١٤ - حدثنا أبو كريب, حدثنا مصعب بن المقدام, عن إسرائيل, عن إبراهيم بن مهاجر, عن جابر العلاف, عن ابن الزبير, عن عائشة قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف جابرا العلاف إلا بهذا الحديث.
وروى ابن جريج هذا الحديث عن عطاء, عن ابن الزبير, عن عمر موقوفا (([2].
قال أبو عيسى: رفعه حبيب المعلم وقال: عن ابن الزبير, عن النبي صلى الله عليه وسلم:
١١٥ - حدثنا صالح بن عبد الله, حدثنا حماد بن زيد, عن حبيب المعلم, عن عطاء بن أبي رباح, عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام, وصلاة في المسجد الحرام خير من مئة صلاة في مسجدي هذا (([3]. (([4]
([1]) أخرجه أبو يعلى (4691) بنفس هذا الإسناد.
([2]) أخرجه عبد الرزاق (9133) عن ابن جريج قال: أخبرنا عطاء أنه سمع ابن الزبير على المنبر: صلاة في المسجد الحرام ... الحديث من دون ذكر عمر، وفي مسند الحميدي (970) قال: حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان، قال: ثنا زياد بن سعد، قال: أخبرني سليمان بن عتيق، قال: سمعت ابن الزبير على المنبر يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة... الحديث.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (4707): وقال إسحاق بن نصر: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، سمع عطاء، وسليمان بن عتيق، سمعا ابن الزبير، قوله.
([3]) أخرجه أحمد (16117).
([4]) التلخيص: حديث ابن الزبير، رواه عطاء واختلف عليه فرواه ابن جريج عن عطاء عن ابن الزبير عن عمر موقوفا. وهو الأصح.
ورواه حبيب المعلم عن عطاء عن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وجاء من طريق آخر وهو جابر العلاف عن ابن الزبير عن عائشة مرفوعا، ولكن جابر العلاف لا يعرف.
الصلاة في الثوب الواحد١١٦ - حدثنا القاسم بن دينار الكوفي, حدثنا محمد بن بشر, عن عبيد الله بن عمر, عن الزهري, عن عمرو بن أبي الأسد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه(([1].
وقال أبو أسامة، عن عبيد الله، عن الزهري, عن ابن المسيب, عن عمر بن أبي سلمة(([2].
ولم يذكر سعيدا (([3].
قال أبو عيسى: وحديث محمد بن بشر, عن عبيد الله بن عمر خطأ أخطأ فيه وقال عمرو بن أبي الأسد: وإنما هو عمر بن أبي سلمة, وأبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد.
وحديث عبدة عن عبيد الله أصح(([4].
وحديث عبيد الله عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عمر بن أبي سلمة هو حديث صحيح أيضا (.([5] (([6]
([1]) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5128).
([2]) أخرجه الطبراني (8290).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (812) قال: نا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن أبي سلمة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد.
وقد يحتمل أن يكون في العبارة سقطا عند قوله "ولم يذكر سعيدا".
([4]) لم أقف عليه من طريق عبدة بن سليمان عن عبيد الله، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/378 عن أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن ابن شهاب عن عمر بن أبي سلمة.
وقال ابن أبي حاتم في العلل (547): سألت أبي عن حديث اختلف على عبيدالله بن عمر: فروى أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن أبي سلمة؛ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيته في ثوب واحد متوشحا به، يخالف بين طرفيه.
وروى سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيدالله بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن أبي سلمة، عن النبي × ولم يذكر سعيد بن المسيب؟
فسمعت أبي يقول: هذا عندي أشبه .
([5]) حديث عبيد الله بن عمر عن هشام بن عروة أخرجه الطبراني (8283) قال: حدثنا موسى بن هارون، وعبدان بن أحمد، قالا : نا خلاد بن أسلم، ثنا أبو همام محمد بن الزبرقان، ثنا عبيد الله بن عمر به. وهو في البخاري (354) عن عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة.
([6]) التلخيص: حديث الصلاة في الثوب الواحد رواه عبيد الله بن عمر من مسند عمر بن أبي سلمة واختلف عليه:
فرواه محمد بن بشر, عن عبيد الله بن عمر, عن الزهري, عن عمرو بن أبي الأسد، وقد وهم ابن بشر في تسمية الصحابي وإنما هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
ورواه أبو أسامة في وجه, عن عبيد الله بن عمر, عن الزهري, عن سعيد بن المسيب عن عمر بن سلمة، وفي وجه آخر بدون ذكر سعيد بن المسيب وهو الأصح.
ورواه أبو همام عن عبيد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة وهو صحيح أيضا.
فيكون الصحيح عن عبيد الله عن الزهري وهشام -عن أبيه- عن عمر بن أبي سلمة. والله أعلم.
في كراهية ما يصلى إليه وفيه١١٧ -حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا حفص بن غياث, عن الأشعث, عن الحسن, عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور(([1].
١١٨ -حدثنا ابن المثنى, حدثنا يحيى بن سعيد, عن أشعث بن عبد الملك, عن الحسن, أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور(([2].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث الحسن عن أنس خطأ.
وروى ابن عون, عن الحسن عن أنس قال: رآني عمر وأنا أصلي إلى قبر(([3].
هذا ( ([4]الحديث جعل في هذا الباب لقول أبي عيسى فيه وفي الباب عن أبي مرثد وأنس(([5].
وحديث أبي مرثد يأتي في كتاب الجنائز حيث جعله أبو عيسى في الجامع(([6]. (([7]
([1]) أخرجه البزار (6660) بهذا الإسناد، وقال: وهذا الحديث قد رواه غير حفص عن أشعث عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أنسا إلا حفص وتفرد أنس بهذا الحديث.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (36377) و (7584).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة وابن منيع كما في المطالب العالية (339) عن منصور عن الحسن عن أنس عن عمر.
([4]) هذا من كلام المرتب أبي طالب.
([5]) ذكره الترمذي عند الحديث (347).
([6]) جامع الترمذي (1050).
([7]) التلخيص: هذا الحديث رواه الأشعث بن عبد الملك واختلف عليه: فرواه حفص بن غياث عن الأشعث عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه يحيى بن سعيد القطان عن الأشعث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو الصواب والأول خطأ.
وإنما كان أصل الحديث عن الحسن عن أنس موصولا هو في نهي عمر لأنس عن الصلاة أمام قبر موقوفا.
في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل١١٩ -حدثنا أبو كريب, حدثنا يحيى بن آدم, عن أبي بكر بن عياش, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث قبله: صلوا في مرابض الغنم, ولا تصلوا في أعطان الإبل(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: رواه إسرائيل, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة موقوفا(([2].
ولم يعرف محمد حديث أبي بكر بن عياش, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة مرفوعا. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (349) وقال: وحديث أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث غريب.
ورواه إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا ولم يرفعه. واسم أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي
([2]) لم أقف عليه.
([3]) التلخيص اختلف في هذا الحديث على أبي حصين -وهو عثمان بن عاصم الأسدي- فرواه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
ورواه إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا، وهو الصحيح.
قلتُ: هناك قول ثالث احتمله الترمذي قد نقله ابن عساكر في تاريخه [62 : 334] من طريق مشايخ عدة عن عبد الجبار بن محمد، قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي، قَالَ:
وروى حديث حصين، عن هلال بن يساف، غير واحد مثل رواية أبي الأحوص، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالا قد أدرك وابصة، واختلف أهل العلم في هذا، فقَالَ بعضهم: حديث عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة أصح، وقَالَ بعضهم: حديث حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد أصح، وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة ؛ لأنه قد روي عن عمرو وجه حديث هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، ويحتمل أن يكون هلال سمعه من وابصة أيضا؛ لأنه قد رآه أو عد سكوته إقرارا به، فحدث به تارة عنه. اهـ.
وقد استوعب ابن عساكر بعض طرقه.
وحديث هلال بن يساف عن وابصة بن معبد بلا واسطة أسنده البخاري في التاريخ الكبير (10/80).
ورواه جماعة عن هلال بن يساف هكذا أيضا؛ فكأن هذا ترجيح البخاري.
وهو قول أحمد بن حنبل، قال الدارمي في سننه (1285) :
"كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يُثْبِتُ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ". اهـ.
وهذا قول الدارمي كما مر سابقا ذكره، وذكر السبب، كأن الترمذي نقل عنه.
ونقل الشافعي هذين القولين، ونقل توهينه لاضطرابه، فقال في اختلاف الحديث (3/130)، بعدما أخرج رواية حصين:
"وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ بَعْضَ الْمُحَدِّثِينَ يُدْخِلُ بَيْنَ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، وَوَابِصَةَ فِيهِ رَجُلا.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ عَنْ هِلالٍ، عَنْ وَابِصَةَ، سَمِعَهُ مِنْهُ.
وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ كَأَنَّهُ يُوهِنُهُ بِمَا وَصَفْتُ". اهـ، واستدل عليه بما يخالفه حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
وكان إسحاق بن راهويه وأحمد والدارمي يأخذون بحديث وابصة، وذهب أحمد إلى أن حديث أبي بكرة يقويه.
ورجح ابن حبان الطريقين جميعا، فقال في صحيحه (2200) :
"سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ هِلالُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وَسَمِعَهُ مِنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ وَابِصَةَ، وَالطَّرِيقَانِ جَمِيعًا مَحْفُوظَانِ". اهـ.
والله أعلم.
فتح الله عليك.
في الإشارة في الصلاة120- حدثنا قتيبة, حدثنا الليث بن سعد, عن بكير, عن نابل صاحب العباء, عن ابن عمر, عن صهيب قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فرد عليّ إشارة (([1].
١٢١ -وقال وكيع: حدثنا هشام بن سعد, عن نافع, عن ابن عمر قال: قلت لبلال: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده(([2].
قال أبو عيسى: وكلا الحديثين صحيح.
ورواه زيد بن أسلم, عن ابن عمر, عن بلال(([3]. (([4]
([1]) أخرجه الترمذي (367).
([2]) أخرجه الترمذي (368).
([3]) أخرجه البزار 4/194(1355). وجاء من وجه آخر عن زيد بن أسلم, عن ابن عمر, عن صهيب أخرجه ابن ماجه (1017) وهو المشهور عن زيد بن أسلم.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه ابن عمر واختلف عليه: فرواه هشام بن سعد, عن نافع, عن ابن عمر عن بلال وكذا رواه زيد بن أسلم عن نافع عن ابن عمر بنحو حديث هشام بن سعد.
ورواه الليث عن بكير, عن نابل صاحب العباء, عن ابن عمر, عن صهيب.
وقد ذهب الترمذي إلى صحة المخرجين لاختلاف القصة فقال (368): كلا الحديثين عندي صحيح؛ لأن قصة حديث صهيب غير قصة حديث بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما، فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعا.
ما جاء أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء١٢٢ - حدثنا الحسن بن الصباح, حدثنا شبابة, عن المغيرة بن مسلم, عن محمد بن عمرو, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة قال: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأقام بلال الصلاة فتقدم أبو بكر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الصلاة فأرادوا أن يؤذنوه وصفقوا, فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فلما انفتل قال: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرف هذا الحديث وجعل يستحسنه(([2].
قال: والمشهور عن أبي حازم, عن سهل(([3]. (([4]
([1]) أخرجه السرّاج في مسنده (704).
([2]) أي لغرابته.
([3]) أخرجه البخاري (1201) ومسلم 1/316 (421).
([4]) التلخيص: هذا الحديث غريب بهذا الإسناد محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، والمشهور بهذه القصة هو: من رواية أبي حازم عن سهل بن سعد.
كما أن سياقه يخالف المعروف، قال ابن رجب في فتح الباري 6/129: وهذا يخالف ما في حديث سهل، من أن أبا بكر تأخر وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس. والصحيح حديث سهل. والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.
ما جاء أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم١٢٣ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا ابن مهدي, حدثنا سفيان, عن إبراهيم بن مهاجر, عن مجاهد, عن قائد السائب, عن السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم(([1].
١٢٤ - وقال قيس بن الربيع: عن الأعمش, عن مجاهد, عن عبد الله بن عمرو, نحوه(([2]. ولم يرفعه.
قال أبو عيسى: وحديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم. هو حديث صحيح يروى من غير وجه عن عبد الله بن عمرو(([3].
وحديث السائب لا يعرف إلا من هذا الوجه(([4].
([1]) أخرجه أحمد (15501).
([2]) لم أقف عليه من طريق قيس بن الربيع، وقد أخرجه موقوفا النسائي في الكبرى (1372) عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: صلاة القاعد نصف صلاة القائم. هكذا موقوفا.
([3]) أخرجه مسلم 1/507 (735) قال: وحدثني زهير بن حرب. حدثنا جرير عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.
([4]) التلخيص: أما حديث السائب فهو غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه: إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب.
وأما حديث عبد الله بن عمرو: فرواه قيس بن الربيع: عن الأعمش, عن مجاهد, عن عبد الله بن عمرو موقوفا.
ورواه جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. وهو حديث صحيح ويروى من غير وجه عن عبد الله بن عمرو.
١٢٥ -حدثنا محمد بن بشار, حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان, عن مخول بن راشد, عن المقبري, عن أبي رافع, عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل وهو معقوص (([1].في كراهية كف الشعر في الصلاة
١٢٦ -وقال أسود بن عامر عن زهير, عن مخول عن شرحبيل المدني: أن أبا رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث(([2].
وقال شعبة: عن مخول عن أبي سعيد, عن أبي رافع, عن النبي صلى الله عليه وسلم (([3].
١٢٧ -حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج, عن عمران بن موسى, عن سعيد بن أبي سعيد, عن أبيه, عن أبي رافع أنه مر بالحسن بن علي وقد عقص ضفرته في قفاه فحلها فالتفت إليه الحسن مغضبا فقال: أقبل على صلاتك ولا تغضب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كفل الشيطان (([4].
قال أبو عيسى :وهذا الحديث هو الصحيح, وحديث مخول فيه اضطراب.
ورواية شعبة عن مخول أشبه وأصح من حديث المؤمل عن سفيان عن مخول؛ لأن شعبة قال: عن مخول، عن أبي سعيد, عن أبي رافع. وأبو سعيد هو عندي سعيد المقبري. (([5]
([1]) أخرجه الطبراني 23/ 252 (512).
([2]) لم أقف عليه. وأخرجه ابن ماجه (1042) عن شعبة عن مخول عن أبي سعد -رجل من أهل المدينة- عن أبي رافع. وأبو سعد هذا هو شرحبيل بن سعد. على ما قاله المزي التحفة 9/204.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (8257).
([4]) أخرجه الترمذي (384) وقال: حديث أبي رافع حديث حسن.
([5]) التلخيص: حديث أبي رافع في النهي عن العقص في الصلاة جاء من طريق مخول بن راشد، وعمران بن موسى.
فأما حديث مخول بن راشد ففيه اضطراب: فرواه مؤمل عن سفيان الثوري عن مخول عن سعيد المقبري عن أبي رافع عن أم سلمة.
ورواه زهير عن مخول عن شرحبيل المدني عن أبي رافع.
ورواه شعبة عن مخول عن أبي سعيد عن أبي رافع.
ورواية شعبة أصح من رواية المؤمل فقد جعله المؤمل من مسند أم سلمة وهو وهم من مؤمل، وجعله شعبة عن أبي سعيد عن أبي رافع فصارت رواية شعبة هي أقرب لرواية عمران بن موسى.
واسم "أبي سعيد" في رواية شعبة؛ هو سعيد المقبري.
وأما حديث عمران بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد, عن أبيه, عن أبي رافع فهو الصحيح.
ما جاء في التخشع في الصلاة١٢٨ -حدثنا محمود بن غيلان قال: أخبرنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرنا عبد ربه بن سعيد قال: سمعت أنس بن أبي أنس, يحدث عن عبد الله بن نافع بن العمياء, عن عبد الله بن الحارث, عن المطلب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين وتباؤس وتمسكن وتقنع وتقول: اللهم اللهم , فمن لم يفعل ذلك فهي خداج(([1].
١٢٩ - وقال: الليث, أخبرنا عبد ربه بن سعيد, عن عمران بن أبي أنس, عن عبد الله بن نافع بن العمياء, عن ربيعة بن الحارث, عن الفضل بن عباس(([2].
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: رواية الليث بن سعد أصح من حديث شعبة، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع فقال: عن أنس بن أبي أنس, وإنما هو عن عمران بن أبي أنس.
وقال: عن عبد الله بن الحارث, وإنما هو عن عبد الله بن نافع, عن ربيعة بن الحارث.
وربيعة بن الحارث هو ابن عبد المطلب فقال: هو عن المطلب. ولم يذكر فيه: عن الفضل بن عباس(([3].
([1]) أخرجه أبو داود (1296).
([2]) أخرجه الترمذي (385) وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد، فأخطأ في مواضع فقال: عن أنس بن أبي أنس، وهو عمران بن أبي أنس، وقال: عن عبد الله بن الحارث، وإنما هو عبد الله بن نافع بن العمياء، عن ربيعة بن الحارث، وقال شعبة: عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.قال محمد: وحديث الليث بن سعد أصح من حديث شعبة.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عبد ربه بن سعيد واختلف عليه: فرواه شعبة عن عبد ربه عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه الليث عن عبد ربه عن عن عمران بن أبي أنس, عن عبد الله بن نافع بن العمياء, عن ربيعة بن الحارث, عن الفضل بن عباس.
ورواية الليث أصح من رواية شعبة، فشعبة أخطأ في إسناده في ثلاثة مواضع: قال: سمعت أنس بن أبي أنس، وإنما هو عمران بن أنس. وقال: عن عبد الله بن الحارث، وإنما هو ربيعة بن الحارث. وقال: عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ما جاء إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة١٣٠ - حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدثنا سفيان بن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن عطاء بن يسار, عن أبي هريرة قال: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة(([1].
قال أبو عيسى: وهكذا روى حماد بن زيد, عن عمرو بن دينار, عن عطاء بن يسار, عن أبي هريرة(([2]. ولم يرفعه.
وقال: أيوب السختياني(([3].
وزياد بن سعد(([4].
وزكريا بن إسحاق(([5].
ومحمد بن جحادة(([6].
وورقاء بن عمر(([7].
وإسماعيل بن مسلم(([8]: رووا عن عمرو بن دينار, عن عطاء بن يسار, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عبد الله بن عياش بن عباس القتباني, عن أبيه, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([9]. ومرفوع أصح(([10].
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (4919).
([2])أخرجه مسلم 1/493 (710).
([3])أخرجه مسلم 1/493 (710).
([4]) أخرجه أبو عوانة (1356).
([5]) أخرجه مسلم 1/493 (710) والترمذي (421) وقال: حديث أبي هريرة حديث حسن. وهكذا روى أيوب وورقاء بن عمر، وزياد بن سعد وإسماعيل بن مسلم ومحمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى حماد بن زيد وسفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ولم يرفعاه، والحديث المرفوع أصح عندنا.
وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه؛ رواه عياش بن عباس القتباني المصري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
([6]) أخرجه أبو عوانة (1359).
([7]) أخرجه مسلم 1/493 (710).
([8]) أخرجه ابو عوانة (1356).
([9]) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2186).
([10]) التلخيص: هذا الحديث رواه عمرو بن دينارو اختلف عليه:
فرواه سفيان بن عيينة وحماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة موقوفا.
ورواه أيوب السختياني، وزياد بن سعد، وزكريا بن إسحاق، ومحمد بن جحادة، وورقاء بن عمر، وإسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء أكثر عددا.
كما أنه روي هذا الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الوجه رواه عبد الله بن عياش بن عباس القتباني, عن أبيه, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة عن النبي ×. ولذا رجح الترمذي الرفع.
ما جاء في نزول الرب تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة١٣١ - حدثنا أبو هشام, حدثنا حفص بن غياث, عن الأعمش, عن أبي إسحاق, وحبيب بن أبي ثابت, عن الأغر, عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى شطر الليل أو ثلث الليل- شك حفص- أمر مناديا فنادى: هل من سائل يعطى سؤله؟ هل من تائب يتاب عليه, هل من مستغفر فيغفر له؟(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث حبيب عن الأغر, عن أبي هريرة(([2].
([1]) أخرجه البزار (8267).
([2]) التلخيص: هذا الحديث لا يعرف من رواية حبيب عن الأغر، وإنما هو معروف عن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد. أخرجه مسلم، 1/523 (758).
وقد أخرجه أبو يعلى (5936): قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا حفص، حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر، عن أبي هريرة، وأبي سعيد.
فلم يذكر حبيبا. وكذلك أخرجه الطبراني في الدعاء (146).
وسيأتي تضعيف البخاري لأبي هشام الرفاعي عند الحديث (301).
ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت١٣٢ -حدثنا هناد, ومحمد بن المثنى قالا :أخبرنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن جابر قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قضى أحدكم صلاته في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته, فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا(([1].
١٣٣ - وقال سفيان الثوري: عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن جابر, عن أبي سعيد, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([2].
قال أبو عيسى: وهذا أصح، ولم يحفظ أبو معاوية: أبا سعيد. (([3]
([1]) أخرجه مسلم 1/539 (778).
([2]) أخرجه ابن ماجه (1376) قال: حدثنا: محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى أحدكم صلاته، فليجعل لبيته منها نصيبا، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه الأعمش واختلف عليه: فرواه الثوري-وغيره- عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي سعيد.
ورواه أبو معاوية-وغيره- عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. من دون ذكر أبي سعيد الخدري.
وصوّب الترمذي رواية الثوري وأن أبا معاوية لم يحفظ أبا سعيد في إسناده.
هذا وإن أبا معاوية من أحفظ الناس لحديث الأعمش وأعلمهم بحديثه وقد توبع فقد قال ابن خزيمة (1206): روى هذا الخبر أبو خالد الأحمر، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، وغيرهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، لم يذكروا أبا سعيد، حد ثناه أبو كريب، نا أبو خالد، عن الأعمش، ح وثنا أحمد بن منيع، نا أبو معاوية، ح وثنا زياد بن أيوب، نا أبو معاوية، وعبدة بن سليمان قالا: ثنا الأعمش.
ما جاء في الرجل ينام عن الوتر أو ينساه١٣٤ - حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا وكيع, حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم, عن أبيه, عن عطاء بن يسار, عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر وإذا استيقظ (([1].
١٣٥ - حدثنا قتيبة, حدثنا عبد الله بن زيد, عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نام عن وتره فليصل إذا أصبح(([2].
قال أبو عيسى: وهذا أصح, وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث سمعت محمدا يقول: قال علي بن المديني: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث, وعبد الله بن زيد بن أسلم ثقة. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (465).
([2]) أخرجه الترمذي (466) وقال: وهذا أصح من الحديث الأول.سمعت أبا داود السجزي- يعني سليمان بن الأشعث- يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: أخوه عبد الله: لا بأس به. وسمعت محمدا يذكر عن علي بن عبد الله: أنه ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة. اهـ. وقال في التاريخ الكبير (6923): ضعفه علي جدا. وقال: (6280): ولا يصح حديث عبد الرحمن.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه زيد بن أسلم واختلف عليه ولداه: فرواه عبد الرحمن عنه عن عطاء عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عبد الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا المرسل أصحّ؛ لأن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف لا يصح حديثه.
مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى١٣٦ - حدثنا أبو كريب, حدثنا يونس بن بكير, عن محمد بن إسحاق قال: حدثني موسى بن فلان بن أنس بن مالك, عن عمه ثمامة بن أنس, عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة(([1].
سألت محمدا فقال: هذا حديث يونس بن بكير, ولم يعرفه من حديث غيره(([2].
([1]) أخرجه الترمذي (473).
([2]) التلخيص: قال الترمذي: حديث أنس حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اهـ وهو من غرائب يونس بن بكير. وموسى بن فلان مجهول.
ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة١٣٧ - حدثنا قتيبة, حدثنا الليث, عن ابن شهاب, عن عبد الله بن عبد الله بن عمر, عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى الجمعة فليغتسل(([1].
١٣٨ - وقال ابن عيينة: عن الزهري, عن سالم, عن أبيه, سمع النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر.. (([2].
سألت محمدا عن هذا الحديث: أي الروايتين أصح؟ فقال: كلاهما صحيح.
١٣٩ - روى ابن جريج, عن الزهري, عن سالم, وعبد الله, ابني عبد الله بن عمر, عن ابن عمر(([3]. وروى يونس, عن الزهري, عن عبد الله بن عبد الله بن عمر, عن ابن عمر(([4]. (([5]
١٤٠ - حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثني أبي, عن يحيى بن سعيد, عن عروة, عن عائشة قالت: كان الناس عمال أنفسهم, وكانت ثيابهم الضأن، قالت: فكانوا يروحون بهيئتهم كما هم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو اغتسلتم(([6].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ والصحيح حديث عمرة, عن عائشة(([7]. (([8]
([1]) أخرجه مسلم 2/579 (844).
([2]) أخرجه الترمذي (492) وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
([3]) أخرجه مسلم 2/579 (844).
([4]) أخرجه مسلم 2/580 (844).
([5]) التلخيص: هذا الحديث رواه الزهري واختلف عليه أصحابه: فرواه الليث ويونس عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه.
ورواه ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه.
وكلاهما صحيح ويدل على ذلك ما رواه ابن جريج عن الزهري عن سالم, وعبد الله ابني عبد الله بن عمر, عن ابن عمر. فدل على أنه سمع منهما عن أبيهما.
([6]) أخرجه ابن عبد البر 24/ 34 و35 عن يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى بن سعيد الأنصاري ولكن عن عمرة عن عائشة.
([7]) أخرجه مسلم 2/581 (847) قال: حدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان الناس أهل عمل. ولم يكن لهم كفاة. فكانوا يكون لهم تفل. فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة.اهـ والتفل الرائحة.
([8]) التلخيص: هذا الحديث رواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عليه، فرواه الليث وجماعة عن يحيى عن عمرة عن عائشة. وخالفهم يحيى بن سعيد الأموي فرواه عن يحيى عن عروة عن عائشة وزاد في متنه. وهو خطأ. والصحيح ما رواه الجماعة.
في الوضوء يوم الجمعة١٤١ - حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري, حدثنا شعبة, عن قتادة, عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى همام عن قتادة, عن الحسن, عن سمرة بن جندب, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([2].
وروى سعيد بن أبي عروبة(([3] وأبان بن يزيد(([4], عن قتادة, عن الحسن, عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكرا عن سمرة. (([5]
([1]) أخرجه الترمذي (497) وقال: حديث سمرة حديث حسن.
([2]) أخرجه أحمد (20177).
([3]) أخرجه البيهقي في الكبرى (1424).
([4]) ذكر روايته البيهقي في الكبرى عقب الحديث (1424) ولم أجدها موصولة.
([5]) التلخيص: حديث الوضوء يوم الجمعة رواه قتادة، واختلف عليه:
فرواه شعبة وهمام عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه سعيد بن أبي عروبة وأبان بن يزيد عن قتادة عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
قال أبو حاتم وقد سئل عن هذا الحديث (575): جميعا صحيحان؛ همام ثقة وصله، وأبان لم يوصله. اهـ.
في قصر الخطبة١٤٢ -قال أبو عيسى: قال محمد: حديث عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أقصروا الخطب(([1].
هو حديث صحيح. (([2]
([1]) حديث عمار أخرجه مسلم 1/594 (869) قال: حدثني سريج بن يونس، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل بن حيان قال، قال أبو وائل: خطبنا عمار. فأوجز وأبلغ. فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان! لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست! فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه. فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة. وإن من البيان سحرا.
وأخرج الطبراني 9/298 (9493و 9494) عن الثوري وزائدة بن قدامة عن الأعمش عن شقيق أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال: طول صلاة الرجل وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل.اهـ
([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه أبو وائل واختلف عليه: فرواه الأعمش، عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله موقوفا.
ورواه واصل بن حيان عن أبي وائل عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الدارقطني في العلل (835): والقولان عن أبي وائل محفوظان: قول الأعمش، وقول واصل جميعا.
وصحّح البخاري حديث عمار.
في القراءة على المنبر١٤٣ - حدثنا قتيبة, حدثنا سفيان, عن عمرو بن دينار, عن عطاء, عن صفوان بن يعلى, عن أبيه, سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن, وهو حديث ابن عيينة الذي ينفرد به. (([2]
([1]) أخرجه البخاري (3230)، ومسلم (871) والترمذي (508) وقال: حديث يعلى بن أمية حديث حسن صحيح غريب وهو حديث ابن عيينة.
([2]) التلخيص: هذا حديث صحيح انفرد به ابن عيينة وهو ثقة مكثر إمام حافظ يحتمل التفرد من مثله.
في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر١٤٤ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا أبو داود الطيالسي, حدثنا جرير بن حازم, عن ثابت, عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكلم بالحاجة إذا نزل عن المنبر(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث خطأ أخطأ فيه جرير بن حازم.
١٤٥ - والصحيح عن ثابت, عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة يتكلم مع الرجل حتى ينعس بعض القوم(([2]. (([3]
١٤٦ -حدثنا عبد الله بن أبي زياد, حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي, عن ثابت, عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني(([4].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث خطأ أخطأ فيه جرير بن حازم، ذكروا ( ([5]أن الحجاج الصواف كان عند ثابت البناني, وجرير بن حازم في المجلس فحدث الحجاج عن يحيى بن أبي كثير, عن عبد الله بن أبي قتادة, عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني(([6]. فوهم فيه جرير بن حازم فظن أن ثابتا حدثه عن أنس بهذا.
والصحيح هو عن ثابت عن أنس :كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة يتكلم مع الرجل حتى نعس بعض القوم(([7]. (([8]
([1]) أخرجه الترمذي (517) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم. سمعت محمدا يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما روي عن ثابت، عن أنس قال: أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي صلى الله عليه وسلم فما زال يكلمه حتى نعس بعض القوم، والحديث هو هذا. وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء، وهو صدوق.
([2]) أخرجه البخاري (643) قال حدثنا عياش بن الوليد قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا حميد قال سألت ثابتا البناني، عن الرجل يتكلم بعدما تقام الصلاة، فحدثني عن أنس بن مالك قال: أقيمت الصلاة فعرض للنبي ﷺ رجل، فحبسه بعدما أقيمت الصلاة.
ومسلم 1/284 (367) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي. حدثنا حبان. حدثنا حماد عن ثابت، عن أنس؛ أنه قال: أقيمت صلاة العشاء. فقال رجل لي حاجة. فقام النبي صلى الله عليه وسلم يناجيه. حتى نام القوم، أو بعض القوم ثم صلوا.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه ثابت عن أنس، واختلف عليه: فرواه عنه حماد بن سلمة، وحميد بن أبي حميد الطويل بألفاظ متقاربة في كلام النبي ﷺ بعد إقامة الصلاة، وليس فيه نزوله عن المنبر، ورواه عنه جرير بن حازم بذلك اللفظ. وجرير ثقة وربما يهم في الشيء وهذا من أوهامه.
([4]) أخرجه عبد حميد كما في المنتخب (1259) قال: حدثني وهب بن جرير، ثنا أبي قال: سمعت ثابتا البناني، يحدث، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى تروني.
([5]) قال أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1625): حدثنا إسحاق بن عيسى قال حدثت حماد بن زيد بحديث جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني. فأنكره وقال إنما سمعه من حجاج الصواف عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه في مجلس ثابت فظن أنه سمعه يعني من ثابت.
([6]) أخرجه مسلم 1/422 (604).
([7]) تقدم تخريجه في الحديث 145.
([8]) التلخيص: هذا الحديث – إذا أقيمت الصلاة- ثابت من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
وقد رواه جرير عن ثابت عن أنس. وهو بهذا الإسناد وهم من جرير فقد كان في مجلس فيه ثابت البناني والحجاج، فحدث الحجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه حديث إذا أقيمت الصلاة، فظن أن ثابتا حدثه بهذا الحديث عن أنس فرواه عنه.
وحديث ثابت عن أنس في هذا الباب هو حديث كان إذا إذا أقيمت الصلاة يتكلم مع الرجل.
فتحصل أن جريرا أخطأ في متن حديث ثابت عن أنس، وأخطأ في إسناد حديث يحيى بن أبي كثير.
ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة١٤٧ -حدثنا محمد بن حميد الرازي, حدثنا أبو تميلة قال: حدثنا الحسين بن واقد, عن عاصم بن بهدلة, عن أبي وائل, عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في الفجر بـ الم تنزيل السجدة , وهل أتى على الإنسان (([1].
١٤٨ -وقال الحارث بن نبهان: حدثني عاصم بن بهدلة, عن مصعب بن سعد, عن أبيه, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([2].
فسألت محمدا فقال: حديث الحسين بن واقد, عن عاصم, عن أبي وائل, عن عبد الله أصح.
قال محمد: والحارث بن نبهان منكر الحديث ضعيف(([3].
١٤٩-حدثنا محمد بن عبد الأعلى, حدثنا عمران بن عيينة, حدثنا أبو فروة الجهني, عن أبي الأحوص, عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة بـ الم السجدة، وهل أتى على الإنسان(([4].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال:
روى عمرو بن أبي قيس, عن أبي فروة, عن أبي الأحوص, عن عبد الله(([5].
وروى سفيان الثوري, عن أبي فروة, عن أبي الأحوص, عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (([6]. فكأن هذا أشبه.
قلت له: فإن زائدة روى عن أبي فروة, عن أبي الأحوص, عن عبد الله(([7].
فلم يعرف حديث زائدة, ولا حديث عمران بن عيينة.(([8]
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى(5795).
([2]) أخرجه ابن ماجه (822).
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عاصم بن بهدلة واختلف عليه: فرواه الحسين بن واقد عن عاصم عن أبي وائل.
ورواه الحارث بن نبهان عن عاصم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص. والأول أصح والحارث منكر الحديث قاله في التاريخ الكبير (2467).
([4]) أخرجه البزار (2066).
([5]) أخرجه ابن ماجه (824).
([6]) لم أجده عن الثوري وإنما عن ابن عيينة عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه عبد الرزاق (2731).
([7]) لم أقف عليه.
([8]) التلخيص: هذا الحديث رواه أبو فروة واختلف عليه: فرواه عمران بن عيينة وعمرو بن أبي قيس وزائدة عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه الثوري وابن عيينة وغيرهما عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
والأشبه بالصواب هو الإرسال، ولم يعرف البخاري حديث عمران ولا حديث زائدة.
قال ابن أبي حاتم (586): وسألت أبي عن حديث رواه عمرو بن أبي قيس وأبو مالك النخعي فقالا: عن أبي فروة الهمداني عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة من يوم الجمعة: الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين.
قال أبي: وهِما في الحديث، رواه الخلق فكلهم قالوا: عن أبي فروة، عن أبي الأحوص؛ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم .. مرسلا.
في الصلاة قبل الجمعة وبعدها١٥٠ - حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن الزهري, عن سالم عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين(([1].
قال أبو عيسى: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه لا أعلم أحدا رواه عن الزهري إلا عمرو بن دينار (([2].
وروى ابن جريج وغيره عن عمرو بن دينار, عن الزهري, عن ابن عمر(([3] ولم يذكر عن سالم. (([4]
([1]) أخرجه مسلم 2/501 (882) والترمذي (521) وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
([2]) يقول البخاري هنا: لا اعلم أحدا رواه عن الزهري إلا عمرو بن دينار، ولكن في صحيح البخاري (1165) قال: حدثنا ابن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم، عن عبد الله بن عمر قال: صليت مع رسول الله ﷺ ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة.. الحديث. فرواه عن عقيل بن خالد عن الزهري فكيف لا يعلمه عن الزهري إلا من حديث عمرو بن دينار؟! وقد أخرجه عبد الرزاق (5527) عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. وقد يكون في عبارة العلل هنا شيء. والله أعلم.
([3]) حديث ابن جريج أخرجه عبد الرزاق (4808).
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه عمرو بن دينار واختلف عليه: فرواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.
ورواه ابن جريج وغيره عن عمرو بن دينار عن الزهري عن ابن عمر. مرسلا؛ فإن الزهري لم يسمع من ابن عمر. وكأن البخاري يعل الأول بالمرسل.
ثم الحديث ثابت من غير طريق عمرو بن دينار.
في السواك والطيب يوم الجمعة١٥١ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن هذا الحديث يعني: حديث هشيم, وإسماعيل التيمي عن يزيد بن أبي زياد, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حق على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة, وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب(([1].
فقال: الصحيح عن ابن أبي ليلى, عن البراء موقوف(([2].
وإسماعيل بن إبراهيم التيمي ذاهب الحديث, كان ابن نمير يضعفه جدا.
ولم يعرف حديث هشيم, عن يزيد بن أبي زياد.
وحديث هشيم أصح وأحسن من حديث إسماعيل. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي من حديث هشيم (529) ومن حديث إسماعيل بن إبراهيم التيمي (528) وقال: حديث البراء حديث حسن. ورواية هشيم أحسن من رواية إسماعيل بن إبراهيم التيمي، وإسماعيل بن إبراهيم التيمي يضعف في الحديث.
([2]) لم أقف عليه.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عبد الرحمن بن ليلى واختلف عليه: فرواه هشيم وإسماعيل التيمي- وهو ذاهب الحديث- عن زياد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن ليلى عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يعرف البخاري حديث هشيم.
ورواه بعضهم عن عبد الرحمن بن ليلى عن البراء موقوفا وهو الصحيح.
ما جاء في القراءة في العيدين١٥٢ - حدثنا قتيبة, حدثنا أبو عوانة, عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر, عن أبيه, عن حبيب بن سالم, عن النعمان بن بشير, أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين والجمعة بسبح اسم ربك الأعلى, وهل أتاك حديث الغاشية وربما اجتمعا في يوم فيقرأ بهما (([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال :هو حديث صحيح وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر فيضطرب في روايته: قال مرة: حبيب بن سالم, عن أبيه, عن النعمان بن بشير(([2]. وهو وهم.
والصحيح حبيب بن سالم, عن النعمان بن بشير(([3]. (([4]
([1]) أخرجه مسلم 2/598 (878).
([2]) أخرجه أحمد (18383) قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم يعني ابن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير.
([3]) أخرجه ابن ماجه (1281) قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه إبراهيم بن محمد بن المنتشر, عن أبيه, عن حبيب بن سالم, عن النعمان بن بشير وهو حديث صحيح.
وقد اضطرب فيه ابن عيينة فرواه مرة: عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير، وهو وهم وليس لحبيب رواية عن أبيه.
ورواه مرة على الصواب فوافق الجماعة كأبي عوانة.
في التكبير في العيدين١٥٣ - سألت محمدا عن هذا الحديث يعني: حديث عبد الله بن نافع, عن كثير بن عبد الله, عن أبيه, عن جده, أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة وفي الآخرة خمسا قبل القراءة(([1].
فقال: ليس في الباب شيء أصح من هذا, وبه أقول.
١٥٤ - وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي, عن عمرو بن شعيب, عن أبيه, عن جده(([2], في هذا الباب هو صحيح أيضا.
وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي مقارب الحديث(([3].
١٥٥ - وسألته عن حديث ابن لهيعة, عن عقيل, عن ابن شهاب, عن عروة, عن عائشة, أن النبي, صلى الله عليه وسلم كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات, وفي الثانية خمس تكبيرات(([4].
ورواه بعضهم عن ابن لهيعة, عن خالد بن يزيد, عن الزهري عن عروة، عن عائشة(([5].
فضعف هذا الحديث. قلت له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أعلمه.
١٥٦ - وحديث الفرج بن فضالة, عن عبد الله, عن نافع, عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم(([6] بهذا خطأ.
قال البخاري: الفرج بن فضالة ذاهب الحديث, والصحيح ما روى مالك(([7]، وعبيد (([8] الله(([9], والليث(([10] وغير واحد من الحفاظ(([11] عن نافع, عن أبي هريرة فعله. (([12]
([1]) أخرجه الترمذي (536) وقال: حديث جد كثير حديث حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم واسمه: عمرو بن عوف المزني.
([2]) أخرجه أبو داود (1151).
([3]) قد مضى أن معناه أن حديثه يقرب من حديث الثقات فهو حسن الحديث لا بأس به هكذا.
([4]) أخرجه أبو داود (1149).
([5]) أخرجه أبو داود (1150).
([6]) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (7268) عن الفرج بن فضالة عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن نافع عن ابن عمر.
([7]) أخرجه مالك في الموطأ (619) عن *نافع، مولى عبد الله بن عمر؛ أنه قال: شهدت الأضحى والفطر مع *أبي هريرة فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة.
([8]) في الأصل عبد الله والتصحيح من مصادر الحديث.
([9]) أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (107).
([10]) أخرجه ابن أبي شيبة (5826).
([11]) أخرجه عبد الرزاق (5681) عن أيوب عن نافع عن أبي هريرة، و (5682) عن موسى بن عقبة عن نافع عن أبي هريرة.
([12]) التلخيص: سئل البخاري عن أربعة أحاديث في تكبيرات العيدين: الأول: حديث جد كثير وهو أصح شيء في هذا الباب، والثاني حديث الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وهو صحيح أيضا، والطائفي مقارب الحديث، والثالث: حديث ابن لهيعة وقد جاء عنه من وجهين: ابن لهيعة, عن عقيل, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة، و ابن لهيعة, عن خالد بن يزيد, عن الزهري عن عروة، عن عائشة، وهو حديث ضعيف لا يعلمه الإمام يروى عن غير ابن لهيعة، والرابع حديث الفرج بن فضالة عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث خطأ وهم فيه ابن فضالة وهو ذاهب الحديث، والصحيح ما روى الحفاظ مالك وغيره عن نافع عن أبي هريرة من فعله.
ما جاء لا صلاة قبل العيد ولا بعدها١٥٧ - قال محمد: حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم :لا صلاة قبل العيدين. هو صحيح(([1], وأبان بن عبد الله صدوق الحديث.
([1]) أخرجه الترمذي (528) قال: حدثنا *أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا *وكيع، عن *أبان بن عبد الله البجلي، عن *أبي بكر بن حفص وهو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن *ابن عمر أنه خرج يوم عيد فلم يصل قبلها ولا بعدها، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله. هذا حديث حسن صحيح.
ما جاء في تقصير الصلاة١٥٨ - حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا معمر, عن يحيى بن أبي كثير, عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بتبوك عشرين ليلة يقصر الصلاة (([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: يروى عن ابن ثوبان, عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا(([2]. (([3]
([1]) أخرجه أبو داود (1235)
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة (8427) قال: حدثنا وكيع قال ثنا ابن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين ليلة يصلي صلاة المسافر ركعتين.
([3]) التلخيص: حديث تبوك في القصر رواه يحي بن أبي كثير واختلف عليه: فرواه معمر عن يحيى عن ابن ثوبان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. متصلا.
ورواه علي بن المبارك -وغيره- عن يحيى عن ابن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو الصواب.
في التطوع في السفر١٥٩ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن هذا الحديث يعني: حديث يحيى بن سليم, عن عبيد الله بن عمر, عن نافع, عن ابن عمر قال: سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم, وأبي بكر, وعمر, وعثمان, فكانوا يصلون الظهر ركعتين لا يصلون قبلها ولا بعدها (([1].
فقال: هذا حديث خطأ, وإنما هو عبيد الله بن عمر, عن رجل من آل سراقة, عن ابن عمر (([2].
١٦٠ - وسمعت محمدا, يقول لا أعرف لابن أبي ليلى حديثا هو أعجب إلي من هذا, وهو حديثه عن عطية ونافع, عن ابن عمر صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر الظهر أربعا وبعدها ركعتين... الحديث(([3].
قال محمد: ولا أروي عن ابن أبي ليلى شيئا(([4].
([1]) أخرجه الترمذي (544).
([2]) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2255) عن أبي أسامة عن عبيد الله عن رجل من آل سراقة عن ابن عمر رضى الله عنهما. وقال يحيى بن سليم عن عبيد الله: عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح فيه نافع.
([3]) أخرجه الترمذي (552) قال: حدثنا *محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا *علي بن هاشم، عن *ابن أبي ليلى، عن *عطية *ونافع، عن *ابن عمر قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر؛ فصليت معه في الحضر الظهر أربعا وبعدها ركعتين، وصليت معه في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، والعصر ركعتين ولم يصل بعدها شيئا، والمغرب في الحضر والسفر سواء ثلاث ركعات لا ينقص في حضر ولا سفر وهي وتر النهار وبعدها ركعتين.
([4]) التلخيص: سئل البخاري عن حديثين في التطوع في السفر؛ فالحديث الأول هو حديث عبيد الله بن عمر واختلف عليه: فرواه يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. متصلا، ورواه أبو أسامة عن عبيد الله عن رجل عن ابن عمر. وهو الصحيح أما حديث يحيى فخطأ.
وأما الحديث الثاني فهو حديث ابن أبي ليلى عن عطية العوفي ونافع عن ابن عمر. وفيه ابن أبي ليلى وهو سيء الحفظ وهذا الخبر مما أنكر حتى أن البخاري عده من أعجب ما روى.
في الجمع بين الصلاتين١٦١ -حدثنا أبو السائب, [عن أبي أسامة] (([1] عن الجريري, عن أبي عثمان, عن أسامة بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جدّ به السير جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء(([2].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح هو موقوف عن أسامة بن زيد(([3].(([4]
([1]) سقط من الأصل والتصحيح من مصادر الحديث.
([2]) أخرجه البزار 7/55 (2603و 2604) قال: حدثنا سلم بن جنادة بن سلم، قال: أخبرنا أبو أسامة، قال :أخبرنا الجريري، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وأخبرناه الجراح بن مخلد، قال: أخبرنا سالم بن نوح، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا عجل به السير جمع بين الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الجريري، عن أبي عثمان، عن أسامة موقوفا، وأسنده أبو أسامة، وسالم بن نوح، ورواه التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد موقوفا.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (8461) قال: حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي عثمان قال: كان أسامة بن زيد إذا عجّل به السير جمع بين الصلاتين.
([4]) التلخيص: هذا الحديث اختلف فيه على الجريري: فرواه سالم بن نوح عن الجريري عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه أبو اسامة حماد بن أسامة واختلف عليه: فرواه أبو السائب سلم بن جنادة عن أبي أسامة عن الجريري عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي ×.
ورواه ابن أبي شيبة عن أبي أسامة عن الجريري عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد موقوفا. وهو الأصح عن أبي أسامة.
وكذا رواه غير واحد عن الجريري عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد موقوفا كما قال البزار.
وقد توبع هذا الوجه الموقوف عن الجريري فرواه سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (8456).
فظهر أن الصواب هو الوقف على أسامة.
ما جاء في صلاة الاستسقاء١٦٢ - حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا يعقوب بن محمد الزهري, حدثنا محمد بن فليح, عن عبد الله بن حسين بن عطاء, عن شريك بن أبي نمر, عن أنس بن مالك, أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في الاستسقاء واحدة(([1].
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ, وعبد الله بن حسين بن عطاء منكر الحديث.
روى مالك بن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى.. بقصته(([2], وليس فيه هذا. (([3]
([1]) أخرجه تمام في فوائده (721) وأبو عوانة (2492) عن أنس قال: استسقى رسول الله، فخطب واستقبل القبلة، وحول رداءه، وصلى ركعتين لم يزد في كل واحدة منهما على تكبيرة.
([2]) أخرجه البخاري (1019) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وتقطعت السبل، فادع الله. فدعا الله، فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، فجاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، وهلكت المواشي. فقال رسول الله ﷺ: اللهم على ظهور الجبال والآكام، وبطون الأودية ومنابت الشجر. فانجابت عن المدينة انجياب الثوب.
([3]) التلخيص: حديث الاستسقاء وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر يوم الجمعة فجاء رجل يشتكي المطر بقصة الاستسقاء المعروفة رواه مالك عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك.
ورواه عبد الله بن حسين عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك بسياق آخر.
وحديث مالك ليس فيه هذا وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب للاستسقاء ثم نزل وصلى، هذا خطأ من عبد الله بن حسين وهو منكر الحديث.
قال ابن رجب في فتح الباري 9/ 208: يشير البخاري إلى حديث الاستسقاء في الجمعة، وهذا المتن غير ذلك المتن، فإن هذا فيه ذكر صلاة الاستسقاء، والخطبة لها، وقلب الرداء في الدعاء، لكنه غير محفوظ عن شريك، عن أنس. اهـ.
باب في صلاة الكسوفقال أبو عيسى: قال محمد: أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات(([1].
١٦٣ - وحديث أبي قلابة, عن قبيصة الهلالي في صلاة الكسوف(([2].
يقولون فيه أيضا: أبو قلابة, عن رجل, عن قبيصة(([3].
١٦٤ - وحديث [كثير بن عباس] (([4] في صلاة الكسوف(([5]. أصح من حديث سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر القراءة فيها(([6]. (([7]
([1]) أخرجه البخاري (1052) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس قال: انخسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فصلى رسول الله ﷺ، فقام قياما طويلا، نحوا من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف، وقد تجلت الشمس.. الحديث.
([2]) أخرجه أبو داود (1185) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي، قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فخرج فزعا يجر ثوبه وأنا معه يومئذ بالمدينة، فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام، ثم انصرف وانجلت، فقال: إنما هذه الآيات يخوف الله عز وجل بها، فإذا رأيتموها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة.
([3]) أخرجه أبو داود (1186) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ريحان بن سعيد، حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر أن قبيصة الهلالي حدثه أن الشمس كسفت..الحديث.
قال البيهقي في الكبرى (6409): وهذا أيضا لم يسمعه أبو قلابة عن قبيصة إنما رواه عن رجل عن قبيصة. وساق رواية هلال بن عامر.
([4]) في الخلافيات للبيهقي 4/159 [عائشة].
([5]) أخرجه البخاري (1046) ومسلم 2/520 (902) عن كثير بن عباس عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه صلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات، وفي البخاري (1065): عن ابن نمر عن الزهري عن عروة، عن عائشة: جهر النبي ﷺ في صلاة الخسوف بقراءته.. الحديث.
([6]) أخرجه الترمذي (562) عن سمرة بن جندب قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم في كسوف لا نسمع له صوتا. وقال: هذا حديث حسن صحيح وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا وهو قول الشافعي. اهـ.
([7]) التلخيص: أصح رواية عند البخاري في صفة صلاة رسول الله ﷺ عند الكسوف هو ركعتان في كل ركعة ركوعان وسجودان.
وأما حديث أبي قلابة فاختلف عليه: فرواه وهيب بن خالد وغيره عن أبي أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي.
ورواه عباد بن منصور وغيره عن أبي أيوب عن أبي قلابة عن رجل وهو هلال بن عامر عن قبيصة الهلالي. فهذه علة يعل بها الرواية الأولى، وأبو قلابة معروف بكثرة الإسال.
وهلال بن عامر أو ابن عمرو مجهول قال الذهبي في الميزان 4/315: هلال بن عامر أو ابن عمرو عن قبيصة بن مخارق الهلالي في الكسوف: لا يعرف. اهـ وفي خبره ما ينكر وهو قوله: " فإذا رأيتموها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة" وقد صلوا قبل الكسوف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح إذ قد وقع الكسوف وقت الضحى، فهذا يقتضي أن تصلي كصلاة الفجر بركوع واحد في كل ركعة وهو مخالف للأحاديث الصحيحة.
وحديث الجهر بالقراءة في الكسوف أصح من حديث سمرة في الإسرار بالقراءة فيها.
ما جاء في صلاة الخوف١٦٥ -قال أبو عيسى: سألت محمدا قلت: أي الروايات في صلاة الخوف أصح؟
فقال: كل الروايات عندي صحيح, وكل يستعمل، وإنما هو على قدر الخوف إلا حديث مجاهد, عن أبي عياش الزرقي(([1]. فإني أراه مرسلا (([2].
١٦٦ -وحديث سهل بن أبي حثمة هو حديث حسن, وهو مرفوع رفعه شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم. (([3]
١٦٧ -وحديث عبد الله بن شقيق, عن أبي هريرة(([4], حسن.
١٦٨ -وحديث عروة بن الزبير, عن أبي هريرة(([5], حسن. (([6]
([1]) أخرجه أبو داود (1236) قال: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر.. الحديث.
([2]) لعدم ثبوت سماع مجاهد من أبي عياش، قال الترمذي: لا يعرف سماع مجاهد من من أبي عياش الزرقي. جامع التحصيل للعلائي ص 273.
([3]) أخرجه البخاري (1231) قال: حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة يقوم الإمام مستقبل القبلة، وطائفة منهم معه، وطائفة من قبل العدو، وجوههم إلى العدو، فيصلي بالذين معه ركعة، ثم يقومون فيركعون لأنفسهم ركعة، ويسجدون سجدتين في مكانهم، ثم يذهب هؤلاء إلى مقام أولئك، فيركع بهم ركعة، فله ثنتان، ثم يركعون ويسجدون سجدتين. حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، عن النبي ﷺ.
وأخرجه الترمذي (565 و 566) وقال: وهذا حديث حسن صحيح لم يرفعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد، وهكذا روى أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاري موقوفا ورفعه شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد. اهـ
([4]) أخرجه الترمذي (3035) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة.
([5]) أخرجه أبو داود (1241).
([6]) التلخيص: يقول البخاري: كل الروايات في صلاة الخوف صحيحة وكلها تستعمل وإنما هو بقدر الخوف وحال الحرب إلا حديث مجاهد عن أبي عياش فهو مرسل لعدم ثبوت سماع مجاهد من أبي عياش.
وحسّن حديث سهل بن أبي حثمة وقد رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم عن صالح عن سهل موقوفا، ورواه شعبة عن عبد الرحمن القاسم عن القاسم عن صالح عن سهل مرفوعا. والرفع هنا زيادة من ثقة حافظ فتكون مقبولة.
وحسّن حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة، وحديث عروة عن أبي هريرة.
قال الترمذي في الجامع (564): وقد ذهب مالك بن أنس في صلاة الخوف إلى حديث سهل بن أبي حثمة، وهو قول الشافعي، وقال أحمد: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف على أوجه، وما أعلم في هذا الباب إلا حديثا صحيحا وأختار حديث سهل بن أبي حثمة، وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم، قال: ثبتت الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، ورأى أن كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف فهو جائز، وهذا على قدر الخوف، قال إسحاق: ولسنا نختار حديث سهل بن أبي حثمة على غيره من الروايات. اهـ
باب ما ذكر من الالتفات في الصلاة١٦٩ - حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا الفضل بن موسى, حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند, عن ثور بن زيد, عن عكرمة, عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره(([1].
قال أبو عيسى: ولا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مسندا مثل ما رواه الفضل بن موسى(([2].
([1]) أخرجه الترمذي (587) قال: هذا حديث غريب وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته (588) حدثنا *محمود بن غيلان، قال: حدثنا *وكيع، عن *عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن *بعض أصحاب عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة. فذكر نحوه.
([2]) التلخيص: حديث اللحظ في الصلاة رواه عبد الله بن سعيد بن أبي هند واختلف عليه:
فرواه الفضل بن موسى وحده عن عبد الله بن سعيد عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه وكيع عن عبد الله بن سعيد عن بعض أصحاب عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا أصح.
فصل١٧٠ - حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا الفضل بن موسى, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحدث أحدكم في الصلاة فليأخذ بأنفه ولينصرف(([1].
قال أبو عيسى: هشام بن عروة, عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم(([2].. أصح من حديث الفضل بن موسى. هذا الحديث لم يذكره أبو عيسى في الجامع(([3]. (([4]
([1]) أخرجه الدارقطني (589) عن الفضل بن موسى.
([2]) أخرجه عبد الرزاق (532) عن الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا أحدث أحدكم في الصلاة فليمسك على أنفه، ثم لينصرف.
([3]) لم يخرج الترمذي في جامعه حديث هشام ولذا لم يبوبه أبو طالب.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه هشام بن عروة واختلف عليه:
فرواه الفضل بن موسى وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه الثوري وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهو الصحيح.
انتهينا بحمد الله من كتاب الصلاة.
أبواب الزكاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم١٧١ - حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا محمد بن بكر, أخبرنا ابن جريج, عن عمران بن أبي أنس, عن مالك بن أوس بن الحدثان, عن أبي ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في الإبل صدقتها, وفي البر(([1] صدقته(([2].
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم تسليما
ما جاء في زكاة الإبل
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: ابن جريج لم يسمع من عمران بن أبي أنس يقول: حدثت عن عمران بن أبي أنس(([3].
١٧٢ -حدثنا سويد بن نصر قال: حدثنا ابن المبارك, عن مجالد, عن قيس بن أبي حازم، عن الصنابح قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة ناقة مسنة فغضب فقال ما هذه. فقال: يا رسول الله ارتجعتها ببعيرين من حاشية الصدقة. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم(([4].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد, عن قيس بن أبي حازم, أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في إبل الصدقة(([5] مرسلا.
قال محمد: أنا لا أكتب حديث مجالد(([6], ولا موسى بن عبيدة. (([7]
([1]) قال النووي في المجموع ٦/٤٧: هو بفتح الباء والزاي، هكذا رواه جميع الرواة، وصرح بالزاي الدارقطني والبيهقي. وقال في تهذيب الأسماء واللغات ٣/٢٧: هو بفتح الباء وبالزاي، وهذا وإن كان ظاهرا لا يحتاج إلى تقييد فإنما قيدته، لأنني بلغني أن بعض الكتاب صحفه بالبر بضم الباء وبالراء.
([2]) أخرجه أحمد (21577) قال: حدثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، عن عمران بن أبي أنس، بلغه عنه، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، عن أبي ذر.
([3]) التلخيص هذا الحديث لا يصح للانقطاع فإن ابن جريج مدلس وقد صرح بأنه لم يسمعه من عمران. وقد يكون سمعه من موسى بن عبيدة الربذي وهو معروف بالتدليس عنه فقد أخرجه البزار (3896) عن موسى عن عمران عن مالك بن أوس عن أبي ذر. وموسى بن عبيدة الربذي قال البخاري عنه: منكر الحديث قاله أحمد بن حنبل. التاريخ الكبير 9/24.
([4]) أخرجه أحمد (19066).
([5])أخرجه البيهقي في الكبرى (7375).
([6]) قال البخاري في التاريخ الكبير 9/325 : كان يحيى القطان يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه.
([7]) التلخيص: هذا الحديث لا يصح متصلا بذكر الصنابح الأعسر بل هو مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث (1).
ما جاء في زكاة البقر١٧٣ -حدثنا محمد بن عبيد المحاربي وأبو سعيد الأشج قالا: حدثنا عبد السلام بن حرب, عن خصيف, عن أبي عبيدة, عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في ثلاثين من البقر تبيع, وفي أربعين مسنة(([1].
سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: رواه شريك, عن خصيف عن أبي عبيدة, عن أمه عن عبد الله(([2].
قال: قلت له: أبو عبيدة ما اسمه؟
فلم يعرف اسمه.
وقال: هو كثير الغلط. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (622) وقال: هكذا رواه عبد السلام بن حرب عن خصيف، وعبد السلام ثقة حافظ. وروى شريك هذا الحديث عن خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه عن عبد الله، وأبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه.
([2]) لم أقف عليه.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه خصيف عن أبي عبيدة واختلف عليه:
فرواه عبد السلام بن حرب عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود.
ورواه شريك عن خصيف عن أبي عبيدة عن أمه عن عبد الله بن مسعود. والأول أصح.
ولم يعرف البخاري اسم أبي عبيدة. ويقال: اسمه عامر.
فعبد السلام رواه منقطعا فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
ووصله شريك بذكر أم عبيدة، وشريك كثير الغلط وعبد السلام بن حرب ثقة حافظ وقد وتابعه مسعود بن سعد-ثقة- عند أحمد (3905).
انفرد الترمذي عن المحاربي، وقد روى من طريقه ابن شاهين في السنة [96]، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ.
ثم أورد الترمذي شاهدا، فقال: وَفِي الْبَاب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
ثم لما أسنده الترمذي عنه أعله بالإرسال، فقال:
وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ وَهَذَا أَصَحُّ .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: هَلْ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا". اهـ.
وقد أثبت البخاري سماعه فيما أخرجه التاريخ الكبير 447: أَبُو عُبَيْدة بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الهُذلي
قَالَ عثمان بْن محمد: حدثنا جرير عَنِ الأعمش عَنْ تميم بْن سلمة: "كَانَ أبو عبيدة أشبه صلاة بعبد الله فرأيته يصلي وما يحرك شيئا وما يطرف".
قَالَ مُسْلِم: نا أبان عَنْ قتادة عَنْ أَبِي عُبَيْدة أَنَّهُ فِيما سأل أباه عَنْ بيض الحمام فقَالَ: "صوم يوم". اهـ.
وفي ذلك يقول الذهبي جمعا بين الأقوال: "رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ شَيْئاً، وَأَرْسَلَ عَنْهُ أَشْيَاءَ". اهـ.
قلتُ: ولم ينفرد به، توبع فيما أخرجه أحمد في مسنده [3895]، فقال:
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدَقَةِ الْبَقَرِ: فذكر نحوه، وزاد: "فَإِذَا كَثُرَتْ الْبَقَرُ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مِنَ الْبَقَرِ، بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ ". اهـ.
قلتُ: لم يعرف له اسما إنكارا كما فهم من ترجمته له، وإنما اسمه كنيته كما ذكر الرازيان.
قلتُ: وقد يحتمل عودة الضمير على خصيف الجزري، فهو أيضا موصوف بكثرة الغلط والأوهام وتغير بأخرة.
والله أعلم.
فتح الله عليك.
في صدقة الزرع والتمر والحبوب
١٧٤ -قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث معمر عن سهيل بن أبي صالح, عن أبيه, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس فيما دون خمس أواق صدقة.. الحديث(([1].
فقال: كان علي بن المديني يتقي هذا الحديث من حديث سهيل بن أبي صالح إلا من حديث معمر(([2].
([1]) أخرجه أحمد (9221) من حديث أبي صالح عن أبي هريرة. وهو في البخاري (1405) ومسلم (979) عن أبي سعيد الخدري.
([2]) التلخيص: هذا الحديث كان علي بن المديني يتقيه ويجتبه من حديث سهيل بن أبي صالح إلا من حديث معمر. والحديث رواه البخاري (1405) ومسلم (979) عن يحيى بن عُمارة عن أبي سعيد الخدري.
في زكاة العسل175 - حدثنا محمد يحيى النيسابوري, حدثنا عمرو بن أبي سلمة, عن صدقة بن عبد الله, عن موسى بن يسار, عن نافع, عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في كل عشرة أزقٍ زق(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو عن نافع, عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل(([2].
وليس في زكاة العسل شيء يصح.
١٧٦ - وسألته عن حديث سعيد بن عبد العزيز, عن سليمان بن موسى, عن أبي سيارة قلت يا رسول الله: إنّ لي نحلا فقال: أد منه العشر(([3]. فقال: هو حديث مرسل, سليمان لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو طالب القاضي: هكذا رأيته في كتاب العلل: إن لي نخلا. ولعله إن لي نحلا. بالحاء المبهمة فإنّ أبا عيسى عد أبا سيارة فيمن روى زكاة العسل عن النبي عليه السلام, فلذلك كتب هذا الحديث في هذا الباب. (([4]
([1]) أخرجه الترمذي (629) وقال: وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سيارة المتعي وعبد الله بن عمرو، حديث ابن عمر في إسناده مقال، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء.
([2]) لم أقف عليه.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (10324).
([4]) التلخيص: ليس في زكاة العسل شيء يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر حديث ابن عمر وحديث أبي سيارة.
فأما حديث ابن عمر ففيه صدقة، قال الترمذي (629): وصدقة بن عبد الله ليس بحافظ، وقد خولف صدقة بن عبد الله في رواية هذا الحديث عن نافع. اهـ. فقد أخرج الترمذي (630) عن عبد الوهاب الثقفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال: قال: سألني عمر بن عبد العزيز عن صدقة العسل، قال: قلت: ما عندنا عسل نتصدق منه، ولكن أخبرنا *المغيرة بن حكيم أنه قال: ليس في العسل صدقة، فقال عمر :عدل مرضي، فكتب إلى الناس أن توضع يعني عنهم. اهـ. فلو كان عند نافع خبر عن ابن عمر في ذلك لذكره.
وقال البخاري: إنما روي عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وأما حديث أبي سيارة فهو منقطع فإن سليمان بن موسى لم يدرك أحدا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب ليس على المسلم جزية١٧٧ - سألت محمدا عن حديث عطاء بن السائب, عن حرب بن عبيد الله الثقفي, عن جده أبي أمه عن النبي: ليس على المسلمين عشور(([1].
فقال: هذا حديث فيه اضطراب ولا يصح هذا الحديث(([2].
قال محمد: عطاء بن السائب كنيته أبو زيد.
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (10880) قال: حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن جده أبي أمه.
([2]) التلخيص: هذا الحديث مضطرب لا يصح وقد اختلف فيه على عطاء بن السائب على وجوه:
فرواه وكيع عن سفيان الثوري عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن خاله. مصنف ابن أبي شيبة (10881).
ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله. أبو داود (3048).
ورواه مسدد عن أبي الاحوص عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن جده أبي أمه عن أبيه. أبو داود (3046).
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن جده أبي أمه عن النبي (ص). مصنف ابن أبي شيبة (10880).
ورواه نصير بن أبي الأشعث عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن أبي جده. سنن البيهقي الكبرى (18741).
ورواه جرير بن عبد الحميد عن عطاء عن حرب بن هلال الثقفي عن أبي أمية رجل من بني تغلب عن النبي (ص). مسند أحمد (15897).
في الصدقة فيما يسقى بالأنهار وغيرها١٧٨ - حدثنا إسحاق بن موسى, حدثنا عاصم بن عبد العزيز, حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب, عن سليمان بن يسار, وبسر بن سعيد, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء والعيون العشر... الحديث(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح مرسل: بسر بن سعيد وسليمان بن يسار, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([2].
١٧٩ - حدثنا رجاء بن محمد العذري البصري, حدثنا سعيد بن عامر قال: حدثنا همام, عن قتادة, عن أنس, أن النبي صلى الله عليه وسلم سنّ فيما سقت السماء وسقى السيح, وسقى العيون العشر.. الحديث(([3]. فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو عندي مرسل, قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم(([4].وسعيد بن عامر كثير الغلط. (([5]
([1]) أخرجه الترمذي (639) وقال: وقد روي هذا الحديث عن بكير بن عبد الله بن الأشج، وعن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وكأن هذا أصح.
([2]) أخرجه مالك (724).
([3]) أخرجه البزار (7213).
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (10358) قال: حدثنا ابن علية عن ابن أبي عروبة عن قتادة سنّ رسول الله فيما سقت السماء.. الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة (10356) قال: حدثنا وكيع عن قتادة عن صالح أبي الخليل قال: سنّ رسول الله فيما سقت السماء.. الحديث. وهو مرسل.
([5]) التلخيص: سئل البخاري عن حديثين في هذا الباب، فالأول حديث أبي هريرة، رواه الحارث بن عبد الرحمن عن سليمان وبسر عن أبي هريرة. والصحيح أنه عن سليمان وبسر عن النبي (ص) مرسلا.
والثاني حديث أنس رواه سعيد بن عامر عن همام عن قتادة عن أنس، وقال غيره عن قتادة عن النبي (ص) مرسلا. وهو الصحيح، وسعيد بن عامر كثير الغلط. وقال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل 4/49: حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن سعيد بن عامر أحب إليك أو القاسم بن يزيد الموصلي؟ فقال سعيد بن عامر أحب إلي وكان سعيد رجلا صالحا وكان في حديثة بعض الغلط.
ما جاء في الخرص١٨٠ - حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا ابن جريج, عن ابن شهاب, عن عروة, عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث ابن رواحة إلى اليهود فيخرص النخل... الحديث(([1].
١٨١ -حدثنا مسلم بن عمرو الحذاء المديني قال: حدثني عبد الله بن نافع, عن محمد بن صالح التمار, عن ابن شهاب, عن سعيد بن المسيب, عن عتاب بن أسيد, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص كرومهم وثمارهم(([2].
فسألت محمدا فقال: حديث ابن جريج غلط, وحديث عتاب بن أسيد أصح. (([3]
([1]) أخرجه ابن خزيمة (2315) ، وأخرجه أحمد (25305) قال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرت عن ابن شهاب، عن عروة عن عائشة.
([2]) أخرجه الترمذي (644) وقال: هذا حديث حسن غريب. وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة. وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث ابن جريج غير محفوظ، وحديث ابن المسيب عن عتاب بن أسيد أثبت وأصح.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه الزهري واختلف عليه: فرواه ابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة.
ورواه محمد بن صالح التمار عن الزهري عن ابن المسيب عن عتاب بن أسيد.
وحديث ابن جريج غلط، وقد صرح في رواية أحمد قول ابن جريج: أخبرت عن ابن شهاب؛ فهو لم يسمعه منه وهو معروف بالتدليس.
وأما حديث عتاب بن أسيد فهو أصحّ.
ثم إن سعيد بن المسيب لم يدرك عتاب بن أسيد. قال أبو داود في سننه (1604): وسعيد لم يسمع من عتاب شيئا.
في المعتدي في الصدقة١٨٢-حدثنا قتيبة, حدثنا الليث, عن يزيد بن أبي حبيب, عن سعد بن سنان, عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المعتدي في الصدقة كمانعها(([1].
سألت محمدا عن سعد بن سنان فقال: الصحيح عندي سنان بن سعد. وهو صالح مقارب الحديث وسعد بن سنان خطأ إنما قاله الليث. (([2]
([1]) أخرجه الترمذي (646).
([2]) التلخيص: اختلف في اسم راوي هذا الحديث فقيل: سعد بن سنان، وقيل سنان بن سعد. قال الترمذي (646): وهكذا يقول الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك.
ويقول عمرو بن الحارث وابن لهيعة:عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس.
وسمعت محمدا يقول: والصحيح سنان بن سعد. اهـ. وسنان بن سعد صالح مقارب الحديث.
في رضا المصدق١٨٣ - حدثنا محمد بن طريف, حدثنا ابن فضيل, عن عاصم, عن أبي عثمان, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم المصدق فأعطه صدقتك, فإن اعتدى فوله ظهرك ولا تلعنه وقل: اللهم إني أحتسب عندك ما أخذ مني(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما يروى هذا عن أبي عثمان, عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا(([2]. (([3]
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى (7457) عن مطين عن محمد بن طريف عن حفص بن غياث عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي هريرة.
([2]) لم أقف عليه مرسلا. وإنما موقوفا في مصنف ابن أبي شيبة (10099) قال: حدثنا علي بن مسهر عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال: إذا جاءك المصدق فقال أخرج صدقتك فأخرجها فإن قبل فبها ونعمت فإن أبى فول ظهرك وقل اللهم إني أحسب عندك ما يأخذ مني ولا تلعنه.
([3]) التلخيص: قال الدارقطني في العلل (2335): يرويه عاصم الأحول، واختلف عنه:
فرواه محمد بن طريف، عن حفص بن غياث، وقيل: عن محمد بن طريف، عن ابن فضيل: عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة.
والصواب عن أبي عثمان النهدي مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
ما جاء في فضل الصدقة
١٨٤ -حدثنا أبو كريب, حدثنا وكيع, حدثنا عباد بن منصور, حدثنا القاسم بن محمد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه... الحديث(([1].
١٨٥ -وقال حماد بن سلمة: حدثنا ثابت, عن القاسم, عن عائشة, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([2].
فسألت محمدا فقال: حديث القاسم بن محمد, عن أبي هريرة أصح.
وقال أيوب: حدثت عن القاسم بن محمد, عن أبي هريرة(([3].(([4]
([1]) أخرجه الترمذي (622) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
([2]) أخرجه أحمد (26135) قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا حماد به.
([3]) أخرجه أحمد (7634) قال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة مرفوعا. ولم أجده بلفظ "حدثت".
([4]) التلخيص: هذا الحديث اختلف فيه على القاسم: فرواه حماد بن سلمة عن ثابت عن القاسم عن عائشة.
ورواه عباد بن منصور عن القاسم عن أبي هريرة. وهو الأصح.
وكذا رواه أيوب من مسند أبي هريرة.
ما جاء في صدقة الفطر١٨٦ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث ابن جريج, عن عمرو بن شعيب, عن أبيه, عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مناديا: ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم(([1].
فقال: ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب.
قال محمد :رأيت أحمد بن حنبل, وعلي بن عبد الله, والحميدي, وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب, وشعيب قد سمع من جده(([2].
١٨٧ - سألت محمدا عن حديث الحسن: خطبنا ابن عباس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر(([3].
فقال: روى غير يزيد بن هارون, عن حميد عن الحسن قال: خطب ابن عباس(([4].
وكأنه رأى هذا أصح.
وإنما قال محمد هذا؛ لأن ابن عباس كان بالبصرة في أيام علي, والحسن البصري في أيام عثمان وعلي كان بالمدينة. (([5]
([1]) أخرجه الترمذي (674) وقال حسن غريب.
([2]) وهو عبد الله بن عمرو بن العاص.
([3]) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (908) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يزيد بن هارون، أنبا حميد، يعني: الطويل، عن الحسن، قال: خطبنا ابن عباس بالبصرة، وقال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الصغير والكبير، والحر والعبد صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، أو نصف صاع من بر، من أتى بدقيق قبل منه، ومن أتى بسويق قبل منه .
قلت: أخرجته لذكر الدقيق والسويق، وباقيه عند أبي داود والنسائي.
قال البزار: لا نعلم روى الحسن عن ابن عباس غير هذا، وقوله: "خطبنا ابن عباس" وإنما خطب أهل البصرة، وكان وقت خطبة ابن عباس بالبصرة، ولم يكن شاهدا، ولا دخل البصرة بعد؛ لأن ابن عباس خطب يوم الجمل، ودخل الحسن أيام صفين، ولم يسمع الحسن من ابن عباس.
قلت: قوله: وكان وقت خطبة ابن عباس بالبصرة ينافي قوله: "ما دخلها إلا بعد خطبته" اهـ.
([4]) أخرجه أبو داود (1622) قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا سهل بن يوسف، قال: حميد أخبرنا عن الحسن، قال: خطب ابن عباس في آخر رمضان على منبر البصرة.. الحديث.
([5]) التلخيص: سئل البخاري عن حديثين في هذا الباب: فأما حديث ابن جريج عن عمرو بن شعيب، ففيه انقطاع فإن ابن جريج لم يسمع من عمرو.
وأما حديث يزيد بن هارون عن حميد عن الحسن البصري قال خطبنا ابن عباس.. فيوهم أن الحسن كان حاضرا في خطبته، والأصح ما رواه غير يزيد عن حميد عن الحسن البصري قال خطب ابن عباس، وذلك لأن ابن عباس خطب خطبته تلك بالبصرة أيام علي، والحسن البصري كان آنذاك بالمدينة، ولم يسمع الحسن من ابن عباس.
وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل, وعلي بن عبد الله, والحميدي, وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب, وشعيب قد سمع من جده.
فصل١٨٨ - حدثنا محمد بن عبد الأعلى, حدثنا محمد بن عثمان بن خلف, حدثنا هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خالطت الصدقة مالا إلا أهلكته(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هكذا حدثونا عن محمد بن عثمان بن خلف مرفوعا. وهذا حديثه، ولا أعلمُ أحدًا رفعَ هذا الحديث غيره. ((
18٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك, حدثنا محمد بن كثير مولى بني هاشم, حدثنا إسماعيل بن أبي خالد, عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفقة الرجل على أهله صدقة(([3].
سألت عبد الله بن عبد الرحمن, ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فأنكراه ولم يعداه شيئا.
هذا الحديث ذكره أبو عيسى هكذا في موضعين من كتاب العلل, وسيأتي ذكره إن شاء الله في كتاب البر والصلة, ولم يذكر أبو عيسى هذا الحديث ولا الذي قبله في كتاب الجامع. (([4]
([1]) أخرجه الحميدي (239)، والبخاري في التاريخ الكبير (549) قال: حدثني إبراهيم بن حمزة عن محمد بن عثمان به.
ومحمد هو ابن عثمان بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي.
([2]) أخرجه الطبراني في الأوسط (3911) وقال: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا محمد بن كثير.
([3]) التلخيص: حديث "ما خالطت الصدقة مالا إلا أهلكته" تفرد به عن هشام محمد بن عثمان الجمحي وهو ضعيف الحديث.
وأما حديث محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أوفى فمنكر تفرد به محمد بن كثير،قال البخاري في التاريخ (ت683) منكر الحديث.
تنبيه: وقع إنكار حديث محمد بن كثير من جهة إسناده، أما متن الحديث فثابت في البخاري (4006) من حديث أبي مسعود البدري.
انتهينا بحمد الله من كتاب الزكاة.
قلتُ: لا يعني قول البخاري أن رواية عباد أصح أنها محفوظة، إنما عني بأن عباد بن منصور هو الذي عليه مدار هذا الطريق.
فطريق حماد بن سلمة، قال فيه الدارقطني في العلل (257) :
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ.
وَلا يَصِحُّ، إِنَّمَا أَخَذَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِم ِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ". اهـ.
وذلك أن عبد الصمد خولف فيما ذكره الدارقطني في موضع ءاخر (2184)، فقال:
وَاخْتُلِفَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ:
فَرَوَاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وخالفه سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، فَرَوَاهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ مُرْسَلًا". اهـ.
وقال العقيلي في الضعفاء (3/884) :
"وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ". اهـ.
قلتُ: حكى الدارقطني أنه أخذه من عباد بن منصور فقال:
وَقِيلَ: عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ الْقَاسِمِ. اهـ.
وصنيع ثابت بإعضاله دال على ضعف الحديث كما يصنع مالك وشعبة وغيرهما.
وقد رواه حماد بن سلمة عن عباد بن منصور حكاه الدارقطني.
وخرجه قاضي المارستان في مشيخته (٤) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، قال:
حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال:
حدثنا عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه به، مرفوعا.
وأما حديث أيوب السختياني، وما أشار إليه البخاري حكاه البزار في مسنده (14/395)، فقال:
"وهذا الحديث قد رواه بعض أصحاب عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن رجل عن القاسم، عن أبي هريرة؛
فيرون أن أيوب سمعه من عباد بن منصور". اهـ.
قلتُ: ومعمر لا يعرف له عن أيوب عن القاسم مسند غير هذا وحديث آخر غريب.
وقد خرجه عبد الرزاق موقوفا في تفسيره [1124]، فقال:
مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به موقوفا.
رواه عنه هكذا أجل تلامذته وأوثقهم فيه أحمد بن حنبل كما في المستدرك (2/333) للحاكم بإسناده إليه.
وعليه توبع فيما خرجه الطبري في تفسيره [11 : 666]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، بمثله موقوفا.
قال الدارقطني: "وَالصَّحِيحُ عَنْ أَيُّوبَ قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ، وَمُتَابَعَةُ ابْنِ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ". اهـ.
وتوبع معمر على وقفه فيما أخرجه العقيلي، فقال:
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَيُّوبَ، جَمِيعًا يُحَدِّثُ عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، مَوْقُوفًا أَيْضًا.
ثم قال العقيلي: "وَرَوَاهُ الثَّقَفِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا أَيْضًا، وَلا يَثْبُتُ سَمَاعُهُمَا فِيهِ، وَلَعَلَّهُمَا أَخَذَاهُ جَمِيعًا عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ". اهـ.
وذلك أن الثقفي خولف فيما حكاه الدارقطني، فقال:
وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، فَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَرْفُوعًا.
وَخَالَفَهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، فَرَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، قِيلَ إِنَّهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفًا.
وَخَالَفَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى، فَرَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَهِمَ فِيهِ.
وَالصَّحِيحُ عَنْ هِشَامٍ قَوْلُ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ". اهـ.
وتوبع أيوب من الثوري على الشك فيما أخرجه الطبري في تفسيره (5/46)، فقال: حدثني ابن الأقطع الرقي، قال:
ثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة، ولا أراه إلا قد رفعه، قال: فذكره مختصرا.
وقال العقيلي: "وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا يُخْتَلَفُ عَنْهُ فِيهِ". اهـ.
وتابعه شعبة كذلك موقوفا فيما أخرجه الخطيب في التلخيص (1/538) من طريق الحجاج بن المنهال، قال:
أخبرني شعبة، قال: أخبرني عباد، قال: سمعت القاسم بن محمد، عن أبي هريرة، قال:
«إن الله تعالى يقبل الصدقة، ويقبلها بيمينه، ولا يقبل إلا الطيب ثم يربيها كما يربي أحدكم مهره وفصيله حتى تصير اللقمة مثل أحد». اهـ.
وروي مرفوعا فيما أخرجه العقيلي في الضعفاء 3 : 884] من طريق الحجاجين، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
قال العقيلي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ شُعْبَةُ: قَبْلَ أَنْ يُنْكَرَ. اهـ.
يعني حدث شعبة بهذا الحديث قبل أن يتبين له نكارة حديثه؛ لذلك يعرف قصور ابن عدي في قوله في استناده إلى رواية الثوري وغيره.
قلتُ: أحد الحجاجين هو الحجاج بن نصير وهو ضعيف، والصواب وقفه كما أخرج أحمد في الزهد ١٨٠٠، فقال:
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال عباد بن منصور، أخبرني قال: سمعت القاسم بن محمد، عن أبي هريرة قال: فذكره موقوفا.
قال: وسألت عن ذلك عبد الرحمن بن القاسم فقال: ما كان للقاسم بهذا علم. اهـ.
رواه العقيلي في الضعفاء، فقال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَفَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الْقَاسِمِ. اهـ.
وهناك طرق أخرى نكتفي بما أورده المصنف ها هنا، وقد لفت قول الدارقطني وهو يحكي علل الحديث قال:
وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، وَهُوَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْهُ.
قلتُ: في تعيينه أنه عباد بن منصور فيه نظر، ولا يعلم من روى عنه من اسمه يونس غير يونس بن بكير.
وإنما صاحب يونس بن عبيد هنا هو عبد الواحد بن صبرة كذا عينه البخاري وأبو حاتم في ترجمته.
وأبهمه يونس لضعفه، ولعلهما استنبطا ذلك من مطابقة متنه لما رواه المبارك بن فضالة عن عبد الواحد هذا.
فأما رواية يونس ففيما أخرجه الطبري في تفسيره، فقال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال:
سمعت يونس، عن صاحب له، عن القاسم بن محمد، قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ:
"إن الله يقبل الصدقة بيمينه، ولا يقبل منها إلا ما كان طيبا، والله يربى لأحدكم لقمته،
كما يربى أحدكم مهره وفصيله، حتى يوافى بها يوم القيامة - وهي أعظم من أحد". اهـ.
وأما رواية المبارك ففيما أخرجها البزار في مسنده ٨٠٦٢، فقال: حدثنا به أحمد بن منصور، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال:
حدثنا مبارك بن فضالة عن عبد الواحد بن صبرة عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله تبارك وتعالى يقبل الصدقة، ولا يقبل منها أحسبه قال - إلا الطيب يقبلها بيمينه تبارك وتعالى فيربيها لعبده كما يربي أحدكم مهره،
أو فصيله حتى يوافيه يوم القيامة مثل أحد". اهـ.
رواه أحمد في مسنده [8992]، فقال: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صِبْرَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، أنهما سمعا القاسم بن محمد، به.
وقد روي عن عمرو بن عبيد، فيما أخرجه أبو أحمد الفرضي في فوائده ٢٧، من طريق ابن أخت أبي عامر الأنصاري، قال:
حدثنا عمر بن أبي عثمان، عن عمرو، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة، به مرفوعا.
فما يتابع عباد بن منصور إلا من دونه ويزيدونه وهنا على وهن.
والله أعلم.
فتح الله عليك.
أبواب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم١٩٠ - قال أبو عيسى: سألت محمدا قلت: حدثنا أبو كريب, حدثنا أبو بكر بن عياش, عن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن...الحديث(([1].
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم تسليما
ما جاء في فضل شهر رمضان
فقال: غلط أبو بكر بن عياش في هذا الحديث.
١٩١ - قال محمد: حدثنا الحسن بن الربيع, حدثنا أبو الأحوص, عن الأعمش, عن مجاهد قال: إذا كان رمضان صفدت الشياطين(([2].
قال: وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (682) والبزار (9225) وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا أبو بكر بن عياش.
([2]) لم أقف عليه.
([3]) التلخيص: حديث تصفيد الشياطين رواه الأعمش واختلف عليه: فرواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي (ص). ورواه أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله. وهذا أصح والأول غلط فيه أبو بكر بن عياش.
والخبر صحيح من طريق آخر في البخاري (1899) ومسلم (1079) عن ابن شهاب، عن ابن أبي أنس؛ أن أباه حدثه؛ أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين.