-
سبحان الله !
لماذا هذا التحريف والتكذيب ألم تقرأ كلام الأصبهانى وكله فى هدم مذهبك الضال .
ألم تر قوله عن المبتدعة : "وقالوا : إِنما قلنا هذا لأن العقل والمشاهدة ينكران أن يتسمى أحد بأنه فاعل أو يتحلى بالفعل إِذَا خلا عَنِ الفعل فِي الحال وإِذَا صح هذا صح أن اللَّه تعالى لا يتصف بالخالق ، والرازق ، ما لم يخلق ويرزق فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون : إِن الخالق ، والرازق وأشباههما من صفات اللَّه تعالى ، صفات للفعل لا صفات للذات. وإِذَا كَانَ الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل ، وهذا إِنما يصح فِي فعل المخلوق ، لا فِي فعل الخالق ، وفعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق"
أليس هذا عين قولك الذى قلته من قليل .
فلماذا هذا التجاهل والتحريف والتهرب .
هذا الكلام ليس فى الأسماء بل الصفات ومعنى كلام الإمام أن الصفات لا يجب أن يفعل الله آحادها فى الأزل حتى تثبت له ولا يكون معطلا عنها واستدل على ذلك بأن من صفته بعث العباد وأنه يرث الخلق وأنه مستو على عرشه وهذه الصفات لم يفعلها فى الأزل وهذا سألتكم عنه ولما أجبتمونى أجبتمونى بسؤالى فقلتم لم يفعلها لأنها متعلقة بوجود مخلوقين وهو ما قلته فى مشاركتك هذه عن النزول إلى السماء . وكأنى سألت هل فعلها فى الأزل أم لا إنما سألت : لماذا تجعلون القول بأن للخلق بداية تعطيلا لله لأنه بزعمكم لا يمكن أن يتصف بصفة لا تظهر آثارها فكيف تجمعون بين ذلك وبين كونه لم يستو على العرش فى الأزل فهذا يلزم منه على قولكم أنه كان معطلا عنه فى الأزل لأنه لم يفعله .
فكفى جدالا بالباطل وتكذيبا للنقول وادعاء بغير بينة .
إلى الآن لم تأتوا بقول إمام قبل ابن تيمية يقول بهذه المقالة وجئناكم بنقول كثيرة فتجاهلتموها .
ألم تقل لى إن كان معى حديث عن رسول الله فيه التصريح بأن للخلق بداية فعجل به فأتيتك بحديث عمر فتجاهلته وكأنك لم تره .
-
هذا قول خير الأنام وكفى به دليلا على بطلان قولكم بتسلسل الحوادث فى الأزل
عن عمر (رضى الله عنه) قال : "قام فينا النبي مقاماً، فأخبرنا عن بَدءِ الخَلقِ حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه"
واللام في قوله - رضى الله عنه - : "الخلق" جنسية لا عهدية فالمعني أنه أخبرهم عن بدء الخلق كله لا عن هذا العالم المشهود فقط لأنه لم يتعرض لذكره لا من قريب ولا بعيد . أما القول بأن المقصود بالخلق هو هذا العالم فإن هذا صرف للنص عن ظاهره وتأويل بلا دليل ولا قرينة تدل على ذلك وهذا عند أهل الحديث نوع من التكذيب
السلف الذين عنيتهم هم سلفنا وسلف ابن تيمية وأبي العز ، وهذا كلامهم الذى نقل فى المشاركات وهو لا يجتمع أبدا مع القول بتسلسل الحوادث في الأزل فإما أن تقول إن هؤلاء أخطأوا وأصاب أبو العز وابن تيمية وإما أن تقول إنهم أصابوا وأخطأ أبو العز وابن تيمية ومن قال بتسلسل الحوادث . وليس هذا تنقصا وطعنا ولكنه الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله عند الاختلاف ولا يكون ذلك إلا بفهم الصحابة والسلف الصالح .
أقوال الإمام أحمد :
قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - فى رسالة ( الرد على الجهمية ) : " وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال، لا بد له من واحد منها: إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه، وإن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم، كان هذا كفرًا أيضًا؛ حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء، وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم لم يدخل فيهم، رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة"
فصرح بأن الله كان ولا شيء معه فيعني هذا أن الخلق له بداية وأن المخلوقات ليس متسلسلة في الأزل وإلا لكان الإمام يقول بنقص الله – سبحانه – ويحتج بذلك علي الجهمية . وهذا لا ينافي قوله : إن الله لم يزل فاعلا متكلما " لأنه لو كان مخالفا له لمَا قاله الإمام أحمد . وفي كلامه أيضا حجة على من قال بأن السلف لم يتكلموا في هذه المسألة لأن المبتدعين لم يكونوا تكلموا بها في زمانهم فإن الجهمية قالوا بأن للخق بداية ولم يرد عليهم السلف بإثبات تسلسل للحوادث بلا أول .
قال الخلال : أخبرني عبيد اللَّه بن حنبل، حدثني أبي -حنبل بن إسحاق- قال: قال عمي : "نحن نؤمن بأن الله تعالى على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد فصفات الله له ومنه وهو كما وصف نفسه لاتدركه الأبصار بحد ولا غاية وهو يدرك الأبصار وهو عالم الغيب والشهادة علام الغيوب ولا يدركه وصف واصف وهو كما وصف نفسه ليس من الله تعالى شيء محدود ولا يبلغ علم قدرته أحد غلب الأشياء كلها بعلمه وقدرته وسلطانه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }[الشورى 11] وكان الله تعالى قبل أن يكون شيء والله تعالى الأول وهو الآخر ولا يبلغ أحد حد صفاته والتسليم لأمر الله والرضا بقضائه نسأل الله التوفيق والسداد إنه على كل شيء قدير "
وقوله : "وكان الله تعالى قبل أن يكون شيء" يعني أنه كان موجودا قبل وجود شيء لأن "كان" هنا تامة بمعنى وجد والمصدر المؤول منها مع "أن" بمعنى "كون" أي : "وجود" فكلامه – رحمه الله – فيه نفي لتسلسل الحوادث لأن صرح بأن لكونها أي "وجودها" بداية وقد كان الله في الأزل قبلها ، وهذا ليس بمعني "كان قبل كل شيء" فإن هذا معناه أنه قبل كل مخلوق وليس فيه تصريح ببداية المخلوقات فالفرق بين واضح .
الإمام الدارمي
قال الإمام أبو سعيد الدارمي : " لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت، لم يزل ولا يزال وكذلك أسماؤه لم تزل ولا تزال"
فجعل لحدوث الخلق وقتا وحدا ، والقائلون بالتسلسل يقولون ليس للخلق بداية . فهم على قولهم ينسبون إلى الدارمي تنقص الله وتعطيله عن صفاته وموافقته للجهمية الذين ألف كتابين في الرد عليهم .
الإمام عبد العزيز الكناني
قال الإمام عبد العزيز الكناني : " فقلت لبشر: "تقول إن الله كان ولا شيء، وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا". قال: "بلى". فقلت له: "بأي شيء حدثت الأشياء بعد إذ لم تكن شيئا أهي أحدثت أنفسها أم الله أحدثها"؟ قال: "الله أحدثها". فقلت له: "فبأي شيء أحدثها"؟ قال: "أحدثها بقدرته التي لم تزل". قلت له: "صدقت أحدثها بقدرته أفليس تقول إنه لم يزل قادرا"؟ قال: "بلى. قلت له: فتقول إنه لم يزل يفعل"؟ قال: "لا أقول هذا. قلت له: فلابد من أن يلزمك أن تقول إنه خلق بالفعل الذي كان عن القدرة وليس الفعل هو القدرة لأن القدرة صفة الله ولا يقال لصفة هي الله ولا هي غير الله".
قال بشر: "ويلزمك أيضا أن تقول إن الله أيزل يفعل ويخلق وإذا قلت ذلك فقد أثبت أن المخلوق أيزل مع الله سبحانه وتعالى".
قال عبد العزيز فقلت له: "ليس لك أن تحكم علي وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إذ لم أقل إنه لم يزل فاعلا يفعل فيلزمني مثل ما قلت وإنما قلت إنه أيزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله عز وجل يقدر علي ولا يمنعه منه مانع".
فأخبر أن الله كان وليس معه شيء وكان ولما يخلق شيء وفسر كونه سبحانه لم يزل فاعلا خالقا بأنه فاعل سيفعل وخالق سيخلق والفعل والخلق صفتان له – سبحانه – متصف بهما في الأزل . بينما قال المثبتون للتسلسل إن الله لم يزل خالقا يخلق في الأزل . فهم يقولون بتعطيل عبد العزيز لله عن صفاته في الأزل .
الإمام اللالكائي :
قال الإمام اللالكائي في شرح أصول اهل السنة:
" حدثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا عبد الواحد بن سليم ، عن عطاء قال : حدثني الوليد بن عبادة وسألته : كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال : دعاني فقال : يا بني ، اتق الله ، واعلم أنك لا تتقي الله حتى تؤمن بالله ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، فإن مت على غير هذا دخلت النار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )) أول ما خلق الله القلم قال : اكتب ، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد ((
قلت : فأخبر أن أول الخلق القلم ، والكلام قبل القلم ، وإنما جرى القلم بكلام الله الذي قبل الخلق إذا كان القلم أول الخلق . "
فالإمام – رحمه الله – يري أن القلم أول الخلق وقد اختلف أهل السنة في أول المخلوقات أهو العرش أم القلم ، والشاهد أنه استدل بهذا علي أن كلام الله ليس مخلوق ولو كان يقول بتسلسل الحوادث لما صح هذا الاستدلال لأنه لن يكون للحوادث أول .
الإمام الطبري :
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في مقدمة تاريخه :
"فإذا كان معلوما أن خالق الأشياء وبارئها كان ولا شيء غيره وأنه أحدث الأشياء فدبرها . وانه قد خلق صنوفا من خلقه قبل خلق الأزمنة والأوقات . وقبل خلق الشمس والقمر الذين يجريهما في افلاكهما . وبهما عرفت الساعات والأوقات.وأرخت التاريخات .وفصل بين الليل والنهار.فلنقل فيم ذلك الخلق خلق قبل ذلك وما كان اوله "
صرح الإمام بأن الله كان ولا شيء غيره فهذا دليل علي عدم قوله بتسلسل الحوادث وإلا لما قال ذلك لأن قوله معناه أن الحوادث لم تكن موجودة في وقت ثم وجدت ، ولا ينافي هذا ما ذكره الإمام بعدها فإنه – رحمه الله – لم يعن أن هذه المخلوقات كانت متسلسلة في الأزل وإلا لما قال : إن الله كان ولا شيء معه .
الإمام الآجري :
قال محمد بن الحسين الآجري في كتاب الشريعة:
" لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء . من قال غير هذا فهو كافر "
فقوله : "قبل خلق" معناه أن للخلق بداية وأن الله موجود قبلها .
قول عمرو بن عثمان المكي
قال في كتابه (التعرف بأحوال العباد والمتعبدين) : " خلصت له الأسماء السَّنِيَّة فكانت واقعة في قديم الأزل بصدق الحقائق، لم يستحدث تعالى صفة كان منها خليًا، أو اسمًا كان منه بريًا تبارك وتعالى، فكان هاديًا سيهدي، وخالقًا سيخلق، ورازقًا سيرزق، وغافرًا سيغفر، وفاعلًا سيفعل، لم يحدث له الاستواء إلا وقد كان في صفة أنه سيكون ذلك الفعل فهو يسمى به في جملة فعله كذلك، قال الله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} بمعنى أنه سيجي، فلم يستحدث الاسم بالمجيء، وتخلف الفعل لوقت المجيء، فهو جاء سيجيء، ويكون المجيء منه موجودًا بصفة لا تلحقه الكيفية ولا التشبيه، لأن ذلك فعل الربوبية، فتحسر العقول وتنقطع النفس عن إرادة الدخول في تحصيل كيفية المعبود، فلا تذهب في أحد الجانبين لا معطلاً، ولا مشبهًا، وارضَ لله بما رضي به لنفسه، وقف عند خبره لنفسه مسلمًا، مستسلمًا، مصدقًا؛ بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير "
فظاهر أنه يقول بأن للخلق بداية وأن قول السلف : "لم يزل خالقا متكلما سميعا بصيرا فاعلا" ليس معناه أن الحوادث متسلسلة في الأزل ولكنه لم يزل متصفا بهذه الصفات ويفعلها متي شاء مثل اسوائه على العرش ومجيئه يوم القيامة . لذا تري الذين قالوا : "لم يزل فاعلا سميعا بصيرا" يقولون بأن الله كان ولا شيء معه فكيف يجتمع القولان إذا كان قولهم الأول معناه تسلسل الحوادث لا إلى أول .
الإمام إسماعيل التيمى الأصبهانى
قال الإمام إسماعيل التيمي الأصبهاني
في كتابه ( الحجة في بيان المحجة ) :
"قَالَ بعض العلماء فِي البيان عن تشبيه المعتزلة والجهمية ومن يذهب مذهبهم وأن أصحاب الحديث ليسوا بمشبهة قالوا : إِن اللَّه تعالى لا يشاء المعاصي لعباده ثُمَّ يعاقبهم عليها ؛ لأَنَّ الحكيم العاقل من المخلوقين لا يجوز هذا ، ولأن هذا داخل فِي باب الظلم ، وكل مخلوق أتى مثل هذا سمي ظالما ، فيقيسون أمر اللَّه تعالى عَلَى أمر المخلوق ، ويشبهون اللَّه بالمخلوق ،
وكذلك قول من قَالَ : إِن اللَّه تعالى أمر المخلوق ، ويشبهون اللَّه بالمخلوق ، وكذلك قول من قَالَ : إِن الخالق لا يسمى خالقا ، والرازق لا يسمى رازقا ، حتى يخلق ويرزق ويحصل منه الخلق والرزق ، وقالوا : إِنما قلنا هذا لأن العقل والمشاهدة ينكران أن يتسمى أحد بأنه فاعل أو يتحلى بالفعل إِذَا خلا عَنِ الفعل فِي الحال وإِذَا صح هذا صح أن اللَّه تعالى لا يتصف بالخالق ، والرازق ، ما لم يخلق ويرزق فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون : إِن الخالق ، والرازق وأشباههما من صفات اللَّه تعالى ، صفات للفعل لا صفات للذات. وإِذَا كَانَ الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل ، وهذا إِنما يصح فِي فعل المخلوق ، لا فِي فعل الخالق ، وفعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق. وَقَالَ أهل اللغة : الفعل لا يوصف لا يقال فعل قائم ، ولا يفعل مقبل ، ولكن يقال : زيد ضارب ، وعَمْرو ذاهب ، فقولهم الخالق والرازق : صفة للفعل خطأ ، وَإِنَّمَا ذلك صفة للذات "
فانظر كيف أنكر على من قال بأن الله لا يكون خالقا حتي يخلق ورازقا حتي يرزق ويحصل الخلق والرزق ، وقال إن هذا يصح في فعل المخلوق لا في فعل الخالق لأن فعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق فلا يمكنك القول بأنه لا يمكن أن يكون خالقا ولم يخلق شيئا في زمن .
ثم قال - رحمه الله - : " فصل : ومن الدليل على أن الصفات الصادرة عن فعل الله تعالى كالخالق، والرازق، والعادل، والمحسن، والمنعم، والمحيي، والمميت، والمثيب، والمعاقب، هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق والرزق، والإحسان، والإثابة، والعقاب، لكن وجود معانيها منه. قال أحمد بن حنبل - رحمه الله - في رواية حنبل عنه: " لم يزل الله متكلما، عالما، غفورا " فوصفه بالغفران فيما لم يزل، كما وصفه بالكلام والعلم خلافا لمن قال هي صفات محدثة لا يكون موصوفا بها في القدم. ومن الدليل على صحة ما قلناه: أن تحقق الفعل من جهته يوجب كونه صفة لازمة له قديمة بدليل وصفه في القدم أنه معيد، وباعث، ووارث، وإن لم يعد، ولم يبعث، ولم يرث، ويوصف بأنه رب قبل أن يخلق المربوب، وأنه إله قبل أن يخلق المألوه، ومن نفى هذه الصفات عنه قبل وجود معانيها فقد خالف المسلمين. وبين صحة هذا القول أهل اللغة: سيف قطوع وخبز مشبع وماء مرو وإن لم يوجد منه القطع والشبع والري لتحقق الفعل منه. وفي هذا جواب عن قولهم: إن معاني هذه الأشياء محدثة غير قديمة، فلا تكون صفات لازمة، ولأنه لا يمكن أن يقال هذا مجاز لأن المجاز ما صح نفيه، ومعلوم أنه لا يصح أن ينفي عن السيف الذي يقطع أنه قطوع، ولأنه قد يثبت كونه الآن خالقا، والخالق ذاته تعالى، وذاته كانت في الأزل، فلو لم يكن خالقا وصار خالقا لزمه التغير، ولأن الخالق صفة مدح، وذلك من صفات الذات كالعالم والقادر. وهو سبحانه في الأزل مستحق الأوصاف المدح، فلو لم يكن خالقا كان ناقصا."
فقوله : "ومن الدليل على أن الصفات الصادرة عن فعل الله تعالى كالخالق، والرازق، والعادل، والمحسن، والمنعم، والمحيي، والمميت، والمثيب، والمعاقب، هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق والرزق، والإحسان، والإثابة، والعقاب، لكن وجود معانيها منه" معناه أن هذه الصفات قديمة بقدم الله تعالي لا لقدم معانيها أي آحادها ، وهو ما يشنع به المخالف ويتهمنا بأننا كالأشعرية المعطلة لأنه يري أن الصفات لا تكون قديمة إذا قلنا بأن للخلق بداية وأنه لا بد أن تظل آثار الصفة تظهر في الأزل والأبد ثم هو ينقض كلامه عندما قال : إن الله لم يستو علي العرش في الأزل ولم ينزل إلى السماء الدنيا في الأزل لأنها صفات متعلقة بوجود مخلوقات مع أنى لم أسأل عن سبب عدم فعله – سبحانه – لهذه الصفات في الأزل بل سألته : إذا كانت صفة له فهي كمال وأنت تقول أنه لا بد من ظهور آثار الصفة وإلا كان معطلا عنها فكيف تجمع بين هذا وبين ما تقوله من وجوب تسلسل الحوادث في الأزل حتى لا يكون الله ولا شيء معه في زمن أبدا لأنك تدعي أن هذا تعطيل لله فلزمك القول بأنه كان معطلا عن صفاته المتعلقة بوجود مخلوقات لأنه لم يفعلها ولم تظهر آثارها في الأزل .
وقوله : " بدليل وصفه في القدم أنه معيد، وباعث، ووارث، وإن لم يعد، ولم يبعث، ولم يرث، ويوصف بأنه رب قبل أن يخلق المربوب، وأنه إله قبل أن يخلق المألوه، ومن نفى هذه الصفات عنه قبل وجود معانيها فقد خالف المسلمين. وبين صحة هذا القول أهل اللغة: سيف قطوع وخبز مشبع وماء مرو وإن لم يوجد منه القطع والشبع والري لتحقق الفعل منه."
استدل بأنه – جل وعلا – سمى نفسه معيدا ووارثا وباعثا على أنه لا يلزم من وجود الصفة وجود آثارها لأنه من المجمع عليه أن الله لما يبعث الخلق ولما يعدهم في الآخرة ولما يرث هذه المخلوقات جميعا ولكنه - سبحانه – سيفعل ذلك عندما يريد ذلك ، فأين ما يدعيه المخالف من أنه لا بد أن تظهر آثار الصفة حتى لا يكون معطلا . وانظر كيف صرح الإمام بأن الله رب قبل أن يخلق المربوب ، فأين ما زعمته من أن كلامه لا ينفى التسلسل في الأزل وهو قد قال كما قال الطحاوي الذي أقررت بأنه خالف قولك في تسلسل الحوادث . واستدل الإمام كذلك على صحة ما يقوله بأن أهل اللغة قد يسمون السيف قطوعا والخبز مشبعا وإن لم يوجد القطع والشبع .
فأين ما تدعونه من أنه لا بد من أن يفعل الله آحاد الصفة كي لا يكون معطلا عنها . وما قادكم إلى القول بهذا إلا عقولكم إذ جعلتم صفات الله وأفعاله كصفات المحلوقين وأفعالهم فظننتم أنه لا يمكن أن يتصف بصفة ولا يفعل آحادها فى وقت وظننتم ذلك تعطيلا واتهمتونا بأننا أشاعرة وهذا تكفير لنا لأن الأشاعرة ملاحدة زنادقة يقولون ليس في السماء إله ويقولون ليس على العرش إله ويقولون القرآن الذى فى المصاحف مخلوق ويقولون كان الله معطلا غير قادر على خلق عوالم قبل هذا العالم . أما نحن فنقول إن للخلق بداية لأن رسول الله أخبرنا بذلك ولأن هذا ما نقل إلينا عن سلفنا ولم ينقل إلينا غيره ونقول بأن الله قادر على أن يخلق عوالم قبل هذا العالم ولكن هذا ممكن ولا يصير واجبا إلا بنص وقد دلت النصوص والنقول على أن الله كان ولا شيء معه .
وقد تحدث هذا الإمام عن سبب قولكم فقال : "وقالوا : إِنما قلنا هذا لأن العقل والمشاهدة ينكران أن يتسمى أحد بأنه فاعل أو يتحلى بالفعل إِذَا خلا عَنِ الفعل فِي الحال وإِذَا صح هذا صح أن اللَّه تعالى لا يتصف بالخالق ، والرازق ، ما لم يخلق ويرزق فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون : إِن الخالق ، والرازق وأشباههما من صفات اللَّه تعالى ، صفات للفعل لا صفات للذات. وإِذَا كَانَ الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل ، وهذا إِنما يصح فِي فعل المخلوق ، لا فِي فعل الخالق ، وفعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق"
أليس هذا عين قولكم ! ألستم تقولون لا يمكن أن يكون الله متصفا بصفة ولم يفعل آحادها فى وقت لأن هذا أكمل ! ألم يقل الإمام عن قولكم : " فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون : إِن الخالق ، والرازق وأشباههما من صفات اللَّه تعالى ، صفات للفعل لا صفات للذات. وإِذَا كَانَ الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل"
ولكنم تحرفون وتحملون أقوال الأئمة ما لا تحتمله وتؤولونها بكل سبيل وتتجاهلون قولهم : كان الله ولا شىء معه . لأن هذا ينسف قولكم ويدحض زعمكم .
الإمام ابن بطة العكبرى
قال الإمام ابن بطة فى كتابه الإبانة : "فمن زعم أن القرآن مخلوق، فقد زعم أن الله كان ولا علم، ومن زعم أن أسماء الله وصفاته مخلوقة، فقد زعم أن الله مخلوق محدث، وأنه لم يكن ثم كان، تعالى الله عما تقوله الجهمية الملحدة علوا كبيرا، وكلما تقوله وتنتحله فقد أكذبهم الله عز وجل في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي أقوال الصحابة، وإجماع المسلمين في السابقين والغابرين؛ لأن الله لم يزل عليما سميعا بصيرا متكلما، تاما بصفاته العليا وأسمائه الحسنى، قبل كون الكون، وقبل خلق الأشياء، لا يدفع ذلك ولا ينكره إلا الضال الجحود الجهمي المكذب بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وسنذكر من كتاب الله وسنة نبيه وإجماع المسلمين ما دل على كفر الجهمي الخبيث وكذبه، ما إذا سمعه المؤمن العاقل العالم ازداد به بصيرة وقوة وهداية، وإن سمعه من قد داخله بعض الزيغ والريب، وكان لله فيه حاجة وأحب خلاصه وهدايته نجاه ووقاه، وإن كان ممن قد كتب عليه الشقوة زاده ذلك عتوا وكفرا وطغيانا.
ونستوقف الله لصواب القول وصالح العمل."
صرح الإمام - رحمه الله - بأن الله كان تاما بأسمائه الحسنى وصفاته العليا قبل كون الكون وخلق الأشياء . فصرح بأن لخلق الأشياء بداية وقال إن الله كان تاما بأسمائه وصفاته قبلها . فكيف يدعى مدع أن الله لا يمكن أن يتصف بصفة ولا يفعل آحادها فى الأزل . وقد جعل ابن بطة المكذب لهذا جهمى خبيث فكيف تدعون أن هذا القول قول الجهمية وتنسبوننا إليهم مع أنهم كفار أعيانا عند الله ورسوله وعباده المؤمنين .
إجماع الفقهاء فى الاعتقاد القادرى بأن الله كان ولا شىء معه
قال أبو الحسين ابن الفراء: أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر بالله في سنة نيف وثلاثين و أربعمائة {الاعتقاد القادري} الذي ذكره القادر, فقرىء في الديوان, وحضر الزهاد و العلماء, وممن حضر: الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني, فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء, وكتب الفقهاء خطوطهم فيه: أن هذا اعتقاد المسلمين, ومن خالفه فقد فسق وكفر .
وهذا نصه : " يحب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل وحده لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، وهو أول لم يزل وآخر لايزال، قادر على كل شيء، غير عاجز عن شيء، إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، غني غير محتاج إلى شيء، لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، يُطْعِم ولا يُطْعَم، لا يستوحش من وحدة، ولا يأنس بشيء، وهو الغني عن كل شيء، لا تخلفه الدهور والأزمان وكيف تغيره الدهور والأزمان وهو خالق الدهور والأزمان، والليل والنهار والضوء والظلمة، والسموات والأرض، وما فيها من أنواع الخلق، والبر والبحر وما فيهما، وكل شيء حيّ أو موات أو جماد، كان ربنا واحد لا شيء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجته إليه، فاستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استقرار ، راحة كما يستريح الخلق، وهو مدبِّر السموات والأرضين ومدبِّر ما فيهما، ومن في البر والبحر، ولا مدبِّر غيره، ولا حافظ سواه، يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم، ويميتهم ويحييهم، والخلق كلهم عاجزون، الملائكة والنبيون والمرسلون والخلق كلهم أجمعون، وهو القادر بقدرة، والعالم بعلم أزلي غير مستفاد، وهو السميع بسمع، والبصير ببصر، يعرف صفتهما من نفسه. لا يبلغ كنههما أحد من خلقه، متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين، لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية، ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق، تكلّم به تكليماً، وأنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه، فتلا جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتلاه محمد على أصحابه، وتلاه أصحابه على الأمة، ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقاً؛ لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به فهو غير مخلوق بكل حال، متلواً ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه، ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق به، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو ذو أجزاء وشعب، فأرفع أجزائه لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، والإنسان لا يدري كيف هو مكتوب عندالله، ولا بماذا يختم له، فلذلك يقول: مؤمن إن شاء الله، وأرجو أن أكون مؤمناً، ولا يضره الاستثاء والرجاء، ولا يكون بهما شاكاً ولا مرتاباً، لأنه يريد بذلك ما هو مغيّب عنه عن أمر آخرته وخاتمته، وكل شيء يتقرب به إلى الله تعالى ويعمل لخالص وجهه من أنواع الطاعات فرائضه وسننه، وفضائله فهو كله من الإيمان منسوب إليه، ولا يكون للإيمان نهاية أبداً؛ لأنه لا نهاية للفضائل ولا للمتبوع في الفرائض أبداً، ويجب أن يحبّ الصحابة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم، ونعلم أنهم خير الخلق بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن خيرهم كلهم وأفضلهم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ويشهد للعشرة بالجنة ويترحم على أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن سبّ عائشة فلا حظ له في الإسلام، ولا يقول في معاوية إلا خيراً، ولا يدخل في شيء شجر بينهم، ويترحم على جماعتهم، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (الحشر، آية 10) ، وقال فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } الأعراف، آية 43) ، ولا يكفّر بترك شيء من الفرائض غير الصلاة المكتوبة وحدها، فإنه من تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يجحدها؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر"، ولايزال كافراً حتى يندم ويعيدها فإن مات قبل أن يندم ويعيد، أو يضمر أن يعيد لم يصل عليه، وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف، وسائر الأعمال لا يكفّر بتركها، وإن كان يفسّق حتى يجحدها، ثم قال: هذا قول أهل السنة والجماعة الذي من تمسك به كان على الحق المبين، وعلى منهاج الدين والطريق الواضح، ورجي به النجاة من النار ودخول الجنة، وإن شاء الله، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلم "الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم" وقال عليه السلام: "أيما عبد جاءته موعظة من الله تعالى في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه فإن قبلها يشكر، وإلا كانت حجة عليه والله ليزداد بها إثما، ويزاد بها من الله سخطاً جعلنا الله لآلائه من الشاكرين، ولنعمائه ذاكرين وبالسنة معتصمين وغفر لنا ولجميع المسلمين "
فكلامهم واضح صريح فى تقرير أن الله كان ولا شىء معه وهذا الاعتقاد قد كتب عليه الفقهاء خطوطهم وقرئ فى المساجد وعلى المنابر ولم يعترض أحد على مافيه ولم يقل أنهم تنقصوا الله وجعلوه معطلا عن صفاته .
ونحن ولله الحمد نعتقد ما أخبرنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أخبرنا فاروق الأمة عمر أنه أخبرهم ببدء الخلق ، ونعتقد ما قاله الإمام أحمد بن حنبل من أن الله كان ولا شىء معه وأنه لم يكن معطلا عن صفاته ونعتقد ما قاله الدارمى من أن لحدوث الخلق وقتا وحدا ونعتقد ما قاله عبد العزيز الكنانى من أن الله كان ولما يخلق الخلق ونعتقد ما قاله الطبرى من أن بارئ الأشياء كان ولا شىء معه ثم برأها ونعتقد ما قال الآجرى من أن الله كان بصفاته قبل خلق الأشياء ونعتقد ما قاله الإمام إسماعيل التيمى الأصبهانى من أن الله كان خالقا قبل أن يخلق وربا قبل خلق المربوب ووارثا قبل أن يرث الخلق ومحييا للموتى قبل أن يحييهم وأن القول بأنه لا يمكن أن يتصف بصفة ولا يفعل آحادها فى زمن هو قول أهل الضلالة الذين جعلوا صفات الله وأفعاله كصفات المخلوق وأفعاله وقدموا العقل على النقل فحرفوا النصوص ليجعلوها موافقة لعقولهم ، ونعتقد ما قاله ابن بطة من أن الله كان تاما بأسمائه الحسنى وصفاته العليا قبل كون الكون وقبل خلق الأشياء ونعتقد ما جاء فى الاعتقاد القادرى الذى أجمع عليه فقهاء أهل السنة وأُرسِل إلى محمود سبكتكين فأمر بعن المبتدعة كالأشعرية والجهمية وفيه أن الله كان ولا شىء معه ، فلو كان هذا باطلا ومن قول الأشاعرة لما كتب عليه الفقهاء خطوطهم ولما كان سببا فى لعن الجهمية والأشاعرة .
أما المخالفون فنقول لهم :
زعمتم أن تسلسل الحوادث لم ينفه رسول الله وزعمتم أنه لم يخبرنا أن للخلق بدءا فما تفعلون بحديث عمر (رضى الله عنه)
زعمتم أنكم متبعون للسلف وأن السلف قالوا بمقالتكم فأين ما تدعونه من قول السلف فهذه أقوال السلف نقلناها لكم من كتبهم وقد صرحوا فيها بأن الله كان ولا شىء معه . فإن قلتم معنا أثر ابن عباس قلنا لكم أنتم تحرفونه وتؤولونه بعقولكم لظنكم أن الله لا يتصف بصفة لم يفعل آحادها فى الأزل أما نحن فنفسره كما فسره عبد العزيز الكنانى وأبو سعيد الدارمى و إسماعيل الأصبهانى فمن قبل هؤلاء فسره بمثل تفسيركم .
زعمتم أن الله لا يتصف بصفة ولا يفعلها فى وقت وقلتم بأن هذا تعطيل لله عن صفاته لأنكم جعلتم صفاته كصفات المخلوقين فلزمكم القول بأن الله كان معطلا عن الاستواء والنزول إلى السماء الدنيا والبعث والمجىء يوم القيامة
قلتم بأن الله لا يمكن أن يكون ولا شىء معه لأن هذا يلزم منه التعطيل بزعمكم فماذا تفعلون بمقالات السلف التى فيها التصريح بأن الله كان ولا شىء معه فهل تقولون كما قالوا فتنقضوا قولكم أم تصرون على بطلان قول السلف وأن الله لا يمكن أن يكون ولا شىء معه .
أين سلفكم فى التصريح بتسلسل الحوادث فإن مثل هذه العقيدة العظيمة لا يمكن إهمالها . ألم تروا أن القرآن صرح بأن الجنة والنار باقيتين فى الأبد وأنهما لا تفنيان وأن أهلهما خالدين فيهما أبدا ولم يأت تصريح فيه بتسلسل الحوادث ، وكذلك أخبر رسول الله بخلود أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار ولم يرد عنه أنه قال بتسلسل الحوادث بل أخبرنا عمر أنه أخبرهم ببدء الخلق ، والسلف أكفروا الجهمية وردوا عليهم بأصرح الردود وأوضحها فى أن الجنة والنار باقيتين أبدا وأن أهلهما خالدين فيهما أبدا ولم يصرحوا بتسلسل الحوادث فى الأزل فكيف يهملون هذه العقيدة العظيمة وكيف يقولون : كان الله ولا شىء معه . وكيف يقولون أنه لا يجب أن تظهر آثار الصفة ليكون الله متصفا بها . فهل نسى السلف هذه العقيدة وتذكرتموها .
وفى الخاتمة : هل تقولون بأن الله كان ولا شىء معه أم لا ؟؟؟؟ وإن قلتم لا نقول بها فماذا تقولون فيمن قال بها .
والله الموفق إلى ما يحبه ويرضاه وصلى الله على النبى محمد والحمد لله رب العالمين .
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
صديقي ليس الخطاب اليك . و لا احب ان اناقشك في مثل هذه المسائل
و شكرا
بارك الله فيك
الحمد لله أن نجاني من هذا
اعرف مذهبك في النقاش القديم الذي دار هنا وبان فيه مذهب المبتدعة الأشاعرة
http://majles.alukah.net/t156703/
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
- 1-
( أزمنة طويلة كان الله معطلا عن الفعل ) كذب علينا فاننا لا نقول ان لافعال الله بداية و انما ننازع في بداية الخلق لا الفعل .
. فإذا لم يشأ الخلق لحكمة يعلمها فالأمر له و هو العليم الحكيم .
-5 - ( فتسمية التراخي بالامكان ) و بماذا تسميه إن لم يشأ الخلق في الزمن المعين ؟
( عدم الفعل ) كذب علينا فاننا لا نقول ذلك بل نقول بعدم الخلق لا الفعل
-10- ( ثم ابتدأ الخلق بهذا العالم المشهود لانكم تقولون ان هذا العالم هو بداية المخلوقات ) هذا الكذب لا يفيدك شيئا يا عزيزي . فتكلم فيما تقصد بصدق ينفعك . من قال ان هذا العالم المشهود هو بداية المخلوقات !!
( اما الماتريدية والأشاعرة فيؤمنون برب لم يزل معطلا عن الفعل الى ان ابتدأ المخلوقات بهذا العالم المشهود )
ما لنا ولهم ؟ فالقول عندنا بان الله كان معطلا عن الفعل ضلال و خسران . ...................
قولك
اقتباس:
فالقول عندنا بان الله كان معطلا عن الفعل ضلال و خسران
و انظر قول صاحبك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب
واللام في قوله - رضى الله عنه - : "الخلق" جنسية لا عهدية فالمعني أنه أخبرهم عن بدء الخلق كله لا عن هذا العالم المشهود فقط لأنه لم يتعرض لذكره لا من قريب ولا بعيد . أما القول بأن المقصود بالخلق هو هذا العالم فإن هذا صرف للنص عن ظاهره وتأويل بلا دليل ولا قرينة تدل على ذلك وهذا عند أهل الحديث نوع من التكذيب
هل الخلق فعل ام ليس بفعل واقول الخلق وليس المخلوق[ما معنى نفى جنس الفعل إن لم يكن العطيل فما هو]- أعلمت يا طيبونى انكم تنفون الفعل على الاطلاق ولكنكم تراوغون- هل علمت الآن يا طيبونى أى المذاهب تتبع- وقولك ياطيبونى
اقتباس:
( فنحن نؤمن برب لم يزل يفعل ) و نحن نؤمن برب لم يزل يفعل ما يشاء متى شاء
هذه مغالطة كبيرة لاننا نقول لم يزل يفعل ومعناه لم يزل الفعل واقعا بمشيئته-اما انتم فتقولون لم يزل سيفعل بمشيئته - نحن علقنا الفعل الواقع بالمشيئة -اما انتم فعلقتم الفعل المستقبل الذى لم يقع قبل ذلك على الاطلاق الى حين ابتدأ خلق هذا العالم بالمشيئة- والفرق بين القولين فرق واضح والجامع بين القولين مخطئ ضال لم يهتدى للصواب فتبين ان قولكم كما قلت انت - وأنا اكتفيت بالردود السابقة خشية التكرار الذى يسأم منه الجميع وقد وَضَحَتْ الحجة وبانت المحجة -ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حىَّ عن بينة وأسأل الله لى ولكم أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه والسلام على من إتبع الهدى
-
قال أبو عبد الله بن حامد في كتابه في أصول الدين
( ولا خلاف عن أبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل أن الله لم يزل متكلما قبل أن يخلق الخلق وقبل كل الكائنات وأن الله كان فيما لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء إذا شاء أنزل كلامه وإذا شاء لم ينزله )
شرح العقيدة الأصفهانية لشيخ الإسلام ابن تيمية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
وقد وَضَحَتْ الحجة وبانت المحجة -ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حىَّ عن بينة
اكيد . و الحمد لله رب العالمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
ق
وأسأل الله لى ولكم أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
امين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
والسلام على من إتبع الهدى
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
-
وهل كلمة الخلق فى الحديث هى الفعل أم الخلوقات .
وطالما لا تأتون بنص من قرآن أو سنة ولا تأتون بآثار عن السلف بل تتجاهلونها فلا جدوى من الكلام .
والسلام على من اتبع الهدى
-
يحسن قبل قراءة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أن تنظر في ترجمة يزيد بن هارون رحمه الله
هنا http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=60&flag=1
قال شيخ الإسلام رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية
( حديث أبي رزين رواه أحمد والترمذي وغيره قال الترمذي في كتاب التفسير في تفسير سورة هود لأجل قوله تعالى هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ثنا أحمد بن منيع قال ثنا يزيد بن هرون أنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هو وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء
قال أحمد بن منيع قال يزيد بن هارون العماء أي ليس معه شيء فهذا الحديث فيه بيان أنه خلق العرش المخلوق قبل السموات والأرض وأما قوله في عماء فعلى ما ذكره يزيد بن هارون ورواه عنه أحمد بن منيع وقرره الترمذي في أن معناه ليس معه شيء فيكون فيه دلالة على أن الله تعالى كان وليس معه شيء )
تنبيه / الذي يهمني بنقل هذا ان يزيد بن هارون ذكر للحديث معنى قرره عليه الترمذي .
هذا المعنى هو باطل و تعطيل للخالق عند من يقول بتسلسل الخلق في الازل و ان نوع الخلق لم يزل مع الله عز وجل
فلا يعترض علينا معترض ان الحديث فيه كلام في سنده و اختلاف في معنى لفظه
فالقصد ان يزيد بن هارون تكلم بالباطل و التعطيل و قرره على ذلك الترمذي على قول من يرى
وجوب تسلسل الخلق في الازل !
والعجيب أن الذين تداولوا قوله و تناقلوه من بعده من الأئمة الأعلام . لم يرد أحد منهم قوله بحجة أن هذا تعطيل للخالق
او هو كلام أهل البدع و الضلال . و انما رده من رده بامور اخرى . فليتأمل ذلك ؟
-
قال الذهبي رحمه الله في كتابه ( الأربعين في صفات رب العالمين )
( اعلم أن الله تعالى لا مثل له بوجه من الوجه، فمن شبه الله بخلقه فقد كفر وخاب وخسر.ولا يلزم من ذلك أن ينفي عنه صفاته المقدسة، فهو الإله العظيم المنعوت بما وصف به نفسه على ألسنة رسله عليهم السلام، قال تعالى لموسى وأخيه: {إنني معكما أسمع وأرى} وقال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} وقال تعالى: {وكان الله سميعا بصيرا} ،
وكان الله سميعا عليما {وكان الله غفورا رحيما} وغير ذلك من الآيات. . .
السمع والبصر والمغفرة في الأزل قبل إيجاد الأشياء بمحضر المشبه إذ لا مسموع و. . وإذ لا معفو ومغفور له، وهو كما هو اليوم بل كما كان في الأزل، مالك يوم الدين ولما يوجد بعد يوم الدين، فهو تعالى منعوت بهذه الأمور ومتسم بها في الأزل والآباد، فله الصفات العلى والأسماء الحسنى على الدوام حقيقة لا مجازا.
ولذلك ما زال خالقا ورزاقا ولا خلق بعد ولا رزق ثم بعد توحده وتفرده في أزليته، أبد ما شاء من الكائنات، واختار وأراد أن يوجد الخلق ليعبدوه ويسبحوه، قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} فجميع الموجودات من الحيوانات والجمادات والأعراض والمعاني والعلاقات توحد باريها، وتسبحه وتنقاد لأمره
{ولكن لا تفقهون تسبيحهم} إنما هذا باب سبيله الإيمان والتصديق بالنصوص، كما أن الرحم خلقها الله تعالى، وإنما هي أمر معنوي رابط بين الأقارب فاستعاذت بالله من القطيعة، فقال لها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ .
وقال تعالى: {سبح لله ما في السماوات والأرض} وقال: {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن} والنصوص في الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، فاخشع لربك وصدق بكتابك، وآمن برسلك، {فلا تضربوا لله الأمثال} ولا تسرع في رد الحق بالتأويل المحال كما يفعل أرباب الاعتزال )
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
( اعلم أن الله تعالى لا مثل له بوجه من الوجه، فمن شبه الله بخلقه فقد كفر وخاب وخسر.ولا يلزم من ذلك أن ينفي عنه صفاته المقدسة،
السمع والبصر والمغفرة في الأزل قبل إيجاد الأشياء بمحضر المشبه إذ لا مسموع و. . وإذ لا معفو ومغفور له، وهو كما هو اليوم بل كما كان في الأزل، مالك يوم الدين ولما يوجد بعد يوم الدين، فهو تعالى منعوت بهذه الأمور ومتسم بها في الأزل والآباد، فله الصفات العلى والأسماء الحسنى على الدوام حقيقة لا مجازا.
ولذلك ما زال خالقا ورزاقا ولا خلق بعد ولا رزق ثم بعد توحده وتفرده في أزليته، أبد ما شاء من الكائنات، واختار وأراد أن يوجد الخلق ليعبدوه ويسبحوه، قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} فجميع الموجودات من الحيوانات والجمادات والأعراض والمعاني والعلاقات توحد باريها،
أخى الكريم الطيبونى هذا الكلام رد على المعتزلة الذين يقولون ان الله تسمى واتصف بالصفات بعد خلق الخلق اما نحن وانتم فنقول ان الله لم يزل ولا يزال له الاسماء الحسنى والصفات العلى - فالله سبحانه له الاسماء والصفات قبل الخلق وبعد الخلق فالله سبحانه وتعالى مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ، وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا.
لَيْسَ مُنْذُ خَلَقَ الْخَلْقَ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِه الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي".
لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلَا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ وَلَا مَخْلُوقَ.
فالله جل وعلا لم يزل بصفاته؛ متصفا بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات (لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ) يعني أنّ الرب جل وعلا ما ازداد شيئا لما عليه سبحانه قبل أن يخلقهم؛ بل هو سبحانه بصفاته قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خلق الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يعطَّل الرب من صفاته؛ لأن تعطيل الرب من صفاته نقص، والله سبحانه متنزِّه عن النقص بأنواعه.------------------هذا معنى كلام الذهبى فى الاربعين ردا على المعتزلة فى قولهم ان الله سبحانه لم يتسمى بالاسماء والصفات الا بعد وجود المخلوقات وهذا لاصل عندهم وهو ان اسماء الله وصفاته مخلوقة وهذا باطل لان الله لم يزل ولا يزال بصفاته قديما قبل خلق الخلق
و أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية؛ بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا-------فلا اشكال بيننا وبينكم فى الاسماء والصفات ونحن لم نرميكم بالاعتزال-- ولكن مذهبكم هو مذهب الماتريدية والاشاعرة معطلة الصفات الفعلية واثرها قبل خلق هذا العالم الموجود------------------------ وقد غالطت اخى الكريم فى المشاركة قبل الاخيرة وقد رددت عليك ولكنك مررت ذلك-- وسأعيده هنا لانه محل الخلاف -فقولك
اقتباس:
( انتم تقولون فنحن نؤمن برب لم يزل يفعل )-- و نحن نؤمن برب لم يزل يفعل ما يشاء متى شاء
18 - ( اما الماتريدية والأشاعرة فيؤمنون برب لم يزل معطلا عن الفعل الى ان ابتدأ المخلوقات بهذا العالم المشهود )
نحن اخى الكريم الطيبونى نؤمن برب لم يزل يفعل ما يشاء - يعنى عندنالم يزل الفعل واقعا شيئا بعد شيئ بمشيئته واختياره وحكمته فنحن نثبت الفعل على الدوام قبل هذا العالم وبعد هذا العالم------ اما قولك اخى الكريم الطيبونى نحن نؤمن برب لم يزل يفعل ما يشاء متى شاء- معنى هذا كما ققرته انت فى اول الموضوع وليس كذبا عليك كما تدعى- معناه ان الله لم يزل سيفعل بمشيئته--- والفارق بين لم يزل يفعل بمشيئته وبين سيفعل بمشيئته واضح جدا فى علم اللغة العربية----فلما سويت بين لم يزل يفعل بمشيئته- وبين لم يزل سيفعل بمشيئته-- لما تتنصل من مذهبك- ولذلك عبد العزيز الكنانى عندما قال لم يزل يفعل وتبين له من هذا القول انه يلزم منه دوام وقوع الفعل وأن المعتزلة ستلزمه بذلك فأول معنى لم يزل يفعل- الى لم يزل سيفعل وهذا نفس خطأك اخى الكريم الطيبونى فلكل قوم وارث- اذا اردت ان تؤمن بان الله لم يزل يفعل فلتؤمن فلا مكره لك ولا معيب أيعيبك ان تؤمن بالحق يا طيبونى-انما العيب كل العيب بالتزام الاقوال بالباطل التى مضمونها ان الله قبل خلق هذا العالم المنظور لم يكن يفعل شيئا الى ان ابتدأ خلق هذا العالم اليس هذا عين التعطيل الذى تفر منه اخى الكريم الطيبونى بحجة التنزيه - من لم يتوق النفى والتعطيل يا طيبونى زل ولم يصب التنزيه-- اذا كنت تؤمن يا طيبونى ان الله لم يزل يفعل بمشيئته فلا تقول ان الله لم يزل سيفعل- بل قلها صريحة للانام ان الله لم يزل يفعل بمشيئته -فهو اعذر لك عند الله من قولك الذى يلزم منه التعطيل فالاخ مسلم الغريب لا يستحى من التصريح اما انت اخى الكريم تقول كما يقول مسلم الغريب ولكن على استحياء -توارب الباب عند قولها-لانى اعلم يقينا انك على علم بلوازم قولك ان الله لم يكن يفعل شيئا الى حين ابتدأ خلق هذا العالم المشهود --اين اذا ايمانك بدوام فعله هل ذهب مع الرياح-- لا مانع اخى الكريم الطيبونى ان تثبت عوالم اخرى خلقها الله متسلسة فى الماضى الى ما لا نهاية والله سبحانه قبلها وهوكان قبل كل شيئ كان الله فى الازل قبل جميع المخلوقات باسماءه وصفاته وافعاله لم يزل ولا يزال فصفات الرب جل وعلا وافعاله أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل--وبراهين القول بان الله لم يزل يفعل اوضح من الشمس-- لا تعارض باقوال من نقلت---هل يعقل ان تطفأ الشمس بنفخ افواه بعض الناس- لا يمكن ذلك -كذلك لا يمكن دفع ان الله لم يزل يفعل ببعض الاقوال التى تنقلها اخى الكريم الطيبونى--------------- لا مفاصلة اما الاثبات واما التعطيل
-
لو جردت كلامك و ردك علي من الظلم و العدوان و الاستطالة بغير حق . لكان ذلك أليق بحالك و بما أعلمه منك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
ما زال خالقا ورزاقا ولا خلق بعد ولا رزق ثم بعد توحده وتفرده في أزليته، أبد ما شاء من الكائنات،
طيب انت تقول انه يرد بهذا الكلام على المعتزلة ؟
فهل توافقه انت على هذا ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
اما قولك أخي الكريم الطيبونى نحن نؤمن برب لم يزل يفعل ما يشاء متى شاء -
معنى هذا كما ققرته انت فى اول الموضوع وليس كذبا عليك كما تدعى-معناه ان الله لم يزل سيفعل بمشيئته
انت تفهم علي غلط . و سأبين لك ذلك بسؤال
هل أفعال الله عز وجل الاختيارية متعلقة بالمشيئة ام لا ؟
-
اقتباس:
هل أفعال الله عز وجل الاختيارية متعلقة بالمشيئة ام لا ؟
هذا لا شك فيه , وهو لا ينافي دوام فاعليته التي لم ينكرها الا الأشاعرة ومن وافقهم
وأفعاله واقواله كلها متعلقة بالمشيئة و لكن السؤال الذي يتعين لمنكري دوام الفاعلية في الأزل الاجابة عليه
هل المشيئة التي تعلقتم بها لنفي أزلية الأفعال لها ابتداء أم هي ضاربة في الأزل بلا انتهاء ؟
أما حديث أبي رزين فهو حجة على من احتج به على نفي تسلسل أفعال الله تعالى في الأزل كما سيأتي بيانه باذن الله تعالى
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
لو جردت كلامك و ردك علي من الظلم و العدوان و الاستطالة بغير حق . لكان ذلك أليق بحالك و بما أعلمه منك
طيب انت تقول انه يرد بهذا الكلام على المعتزلة ؟
فهل توافقه انت على هذا ؟
انت تفهم علي غلط . و سأبين لك ذلك بسؤال
هل أفعال الله عز وجل الاختيارية متعلقة بالمشيئة ام لا ؟
اقتباس:
فهل توافقه انت على هذا ؟
اوافقه فى رده على المعتزلة اوافقه من هذه الجهه اوافقه بهذا الاعتبار فقط- حتى الطحاوى نرد به كلام المعتزلة--- ولكن نخالفه فيما وافق فيه الماتريدية والاشاعرة من ان الله لم يكن يفعل على الاطلاق الى حين ابتدأ الفعل فاذا كان كلام الذهبى او غيره من كل من تستدل به يوافق قول الماتريدية والاشاعرة فنحن نرد القول وان قال به من قال من السلف- لان كلامنا حق موافق لصريح المعقول وصريح الكتاب والسنة من دوام فعل الله وانه لم يزل يفعل -اذا كنت تقر بذلك اخى الكريم الطيبونى فقد زال الاشكال وان كنت لا تقر بان الله لم يزل يفعل او تقر ولكن تأول هذا الكلام كما اوله عبد العزيز الكنانى هروبا من الزامات المعتزلة وتقول لم يزل يفعل أى لم يزل سيفعل -فالخلاف والاشكال قائم الى قيام الساعة- وانت قلت اخى الكريم الطيبونى فى اول الموضوع ان العقل يجيز هذا فلما ترد ما هو موافق للمعقول واذا قلت فاين دليل السمع قلنا لك ان دوام الفعل من صفات الكمال التى دل عليها الكتاب والسنه فاذا قلت فما هو تأويلكم لحديث اول ما خلق الله القلم قلنا ليس فى الحديث ما يدل على ان القلم اول المخلوقات ---وليس كلام عبد العزيز الكنانى فى نفى دوام فعل الله بأسوأ من نفيه الصفات بقوله فى الحيدة عليم بلا علم بصير بلا بصر سميع بلا سمع فعبد العزير الكنانى كما يوافق الماتريدية والاشاعرة فى نفى دوام الفعل -فهو كذلك يوافقهم او يوافق المعتزلة فى نفى الصفات
-
قد قلت لك سابقا اني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
لا احب ان اناقشك في مثل هذه المسائل
لماذا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
تنبيه / الذي يهمني بنقل هذا ان يزيد بن هارون ذكر للحديث معنى قرره عليه الترمذي .
هذا المعنى هو باطل و تعطيل للخالق عند من يقول بتسلسل الخلق في الازل و ان نوع الخلق لم يزل مع الله عز وجل
فلا يعترض علينا معترض ان الحديث فيه كلام في سنده و اختلاف في معنى لفظه
فالقصد ان يزيد بن هارون تكلم بالباطل و التعطيل و قرره على ذلك الترمذي على قول من يرى
وجوب تسلسل الخلق في الازل !
والعجيب أن الذين تداولوا قوله و تناقلوه من بعده من الأئمة الأعلام . لم يرد أحد منهم قوله بحجة أن هذا تعطيل للخالق
او هو كلام أهل البدع و الضلال . و انما رده من رده بامور اخرى . فليتأمل ذلك ؟
انا لم احتج بالحديث . بل نقلت كلام يزيد بن هارون ( ان الله كان و لا شيء معه )
و هذا الكلام عندكم باطل من القول و تعطيل للرب .
و يزيد بن هارون امام جليل من ائمة السلف لا يفسر الحديث بالمعنى الباطل الذي يلزم منه تعطيل الرب ؟
و أنتم تزعمون إجماع السلف على تسلسل الخلق في الازل وان نوع الخلق لم يزل مع الله . وان القول بان الله عز وجل كان وحده و لا شيء معه من الخلق تعطيل للرب عن فعله و كماله .
فكون يزيد بن هارون يتكلم بهذا الكلام و يقره عليه الترمذي . و يتناقل من بعده قوله بلا اعتراض لمعناه الذي لا يفهم منه الا التعطيل عندكم لأمر عجيب عند من رزقه الله معرفة بسيرة هؤلاء .
المهم . قد عرفت موطن الاحتجاج من الكلام
فانظر بعد ذلك لقولك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
أما حديث أبي رزين فهو حجة على من احتج به على نفي تسلسل أفعال الله تعالى في الأزل كما سيأتي بيانه باذن الله تعالى
فبان من هذا انك لا تخلوا من حالين
فاما ان تكون لا تفهم الكلام . او تفهم و تتعمد تحريف استدلال منازعك لتدخله في متاهات الجدال و الخصام في غير المراد و المهم في هذا المقام .
فدع تحقيقاتك لحديث ابي رزين لنفسك فما في كتب أئمة هذا الشأن غنية لي عن ذلك
ومن ركب البحر استقل السواقيا
-
اقتباس:
فبان من هذا انك لا تخلوا من حالين
فاما ان تكون لا تفهم الكلام . او تفهم و تتعمد تحريف استدلال منازعك لتدخله في متاهات الجدال و الخصام في غير المراد و المهم في هذا المقام .
فدع تحقيقاتك لحديث ابي رزين لنفسك فما في كتب أئمة هذا الشأن غنية لي عن ذلك
ومن ركب البحر استقل السواقيا
أياك أن تركب بحرا يغرقك موجه , وأراك قد فتحت بابا اعياك غلقه
لم أقصد ابدا الذي رحل اليه بالك كعادتك , فالحديث حسن وصححه ابن حبان وان ضعفه الألباني
وقلت لك الحديث حجة على كل اشعري جلد , وانظر كيف فسره أئمة اللغة تعرف بعدها في اي حفرة وقعت وعلى اي جنب سقطت
والعماء الذي فهته في الحديث لم يفهمه ائمة السلف ممن لم يعم الله أبصارهم
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
و أنتم تزعمون إجماع السلف على تسلسل الخلق في الازل وان نوع الخلق لم يزل مع الله . وان القول بان الله عز وجل كان وحده و لا شيء معه من الخلق تعطيل للرب عن فعله و كماله
سارد عليك بقولك السابق
اقتباس:
لو جردت كلامك و ردك علي من الظلم و العدوان و الاستطالة بغير حق . لكان ذلك أليق بحالك و بما أعلمه منك
لقد ذهب حديثنا يا طيبونى منذ ازمان فى تقرير ان الله قبل كل شيئ الله متقدم تقدما اوليا على جميع المخلوقات ليس شيئ مقارننا لله فى اوليته- الا اذا كنت تعتبر ان افعال الله غيره يعنى صفة الفعل- الاسم والصفة وصفة الفعل منه تعالى وليست غيره فالله جل وعلا بصفاته وليس كما تقول المعتزلة وصفاته ويجعلون صفات الله غير الله لانها مخلوقة عندهم---هل تعتقد اخى الكريم الطيبونى ان المفعول يكون مقارنا لفاعله هل يمكن لاحد ان يتصور هذا الا القائلين بقدم العالم كالفلاسفة--- وقول الفلاسفة من ابطل الباطل عند العقلاء لانه من المعلوم بضرورة العقل ان المفعول يكون بعد فعل الفاعل-- ولكى اريحك اخى الكريم --أرد بكلام الطحاوى على المعتزلة بان الله له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق-وكذلك هو الاول قبل جميع المخلوقات المتسلسل ليس شيئ من المخلوقات مقارنا للفاعل ولا معه بل الله سبحانه وتعالى متقدم عليها تقدما اوليا ولا شك ان جميع المخلوقات لها بداية وبدايتها فعل الله لها وفعل الله ازلى ابدى لم يزل ولا يزال يفعل--- اما قولكم - هو ان بداية فعل الله هذا العالم المشهود كان قبل هذا العالم لا يفعل شيئ الى حين ابتدأ خلق هذا العالم المنظور الموجود------نقول ليس شيئ مع الله او مقارن له لان الله هو مكون هذه الاشياء وهو الفاعل لها فكيف تكون معه وهو مكونها وخالقها وفاعلها----------اخى الكريم الطيبونى انت لا تمنع تسلسل الحوادث فى المستقبل [ وهذا معناه قدم جنس الحوادث فى المستقبل والقدم هنا معناه التعاقب الى ما لا نهاية] ومع ذلك تقول ان الله بعدها -وبنفس اجابتك هذه على تسلسل الحوادث فى المستقبل نجيبك على تسلسل الحوادث فى الماضى[ بمعنى قدم جنس الحوادث فى الماضى] لا يمنع مع تسلسلها فى الماضى ان يكون الله قبلها فالله جل وعلا قبل كل شيئ وبعد كل شيئ وخالق كل شيئ ولم يزل يخلق شيئا بعد شيئ بمشيئته وحكمته -افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
1 )نرد القول وان قال به من قال من السلف
2) لان كلامنا حق موافق لصريح المعقول وصريح الكتاب والسنة من دوام فعل الله وان لم يزل يفعل
3) اذا كنت تقر بذلك اخى الكريم الطيبونى فقد زال الاشكال وان كنت لا تقر بان الله لم يزل يفعل
4) او تقر ولكن تأول هذا الكلام كما اوله عبد العزيز الكنانى هروبا من الزامات المعتزلة وتقول لم يزل يفعل أى لم يزل سيفعل 5 ) وانت قلت اخى الكريم الطيبونى فى اول الموضوع ان العقل يجيز هذا فلما ترد ما هو موافق للمعقول
6 ) واذا قلت فاين دليل السمع قلنا لك ان دوام الفعل من صفات الكمال التى دل عليها الكتاب والسنه
7 ) فاذا قلت فما هو تأويلكم لحديث اول ما خلق الله القلم قلنا ليس فى الحديث ما يدل على ان القلم اول المخلوقات
8) وليس كلام عبد العزيز الكنانى فى نفى دوام فعل الله بأسوأ من نفيه الصفات بقوله فى الحيدة عليم بلا علم بصير بلا بصر سميع بلا سمع
9 ) فعبد العزير الكنانى كما يوافق الماتريدية والاشاعرة فى نفى دوام الفعل -فهو كذلك يوافقهم او يوافق المعتزلة فى نفى الصفات
1 - المشكلة بعد هذا في حكاية الإجماع مع الإقرار بوجود المخالف من هؤلاء . و انا زعمت من الاول اني لم اقف على عبارت صريحة للسلف في تسلسل الخلق . بل العكس من ذلك .
2- انا لا انازعك في الفعل ليس عندي مشكلة في ذلك . اما الخلق فصريح العقل يدل على الجواز والإمكان . و ليس هذا صريح في النقل . و قد مر على كلام لشيخ الإسلام في التلبيس ان هذا ليس بظاهر في الشرع .
بل أزعم ان غالب عبارات السلف في هذه المسألة تدل على أن الخلق له بداية و انما الخلاف بينهم في تعيين أول مخلوق
3-
4- كتاب الحيدة لست على يقين من صحة نسبته لعبد العزيز . و اثبات وقوع المناظرة أمر آخر . اما ظاهر العبارة
( فان كان ) يقصد بها ما ذكرت انت فلا شك في بطلان ذلك
5- نعم قلت ان العقل يجيزه . ولم اقل انه يوجب ذلك . بل القول بالوجوب ( عندي ) يتناقض مع القول بامكانية احاد الخلق المتعلق وجوده بالمشيئة . لماذا ؟
لنتصور المسألة
وجود الممكن في الزمن المعين متعلق بإرادة الله ومشيئته و هذا عام و لازم لكل ممكن على الانفراد
و يلزم من القول بوجوب النوع ان يكون احد افراد الجملة واجب الوقوع و الحدوث في هذا الزمن
يعني يلزم و يجب و قوع بعض الأفراد و ان كنتم لا تعينونها بالذات
يعني هذا أن بعض هذه الأفراد يجب أن يخلق و يوجد فيتغير حكمها من الامكان الى الوجوب و هذا تناقض
فتوجبون على الله إيجاد بعض الممكنات في الزمن المعين ؟
فهذا هو معنى كون النوع واجب . يعني بعض الأفراد الممكنة تصير واجبة الوقوع و لا بد ؟
و عندي ان هذا يتعارض من جهة ان الافراد ممكنة . و من جهة انها متعلقة بالمشيئة .
و التعليل بالكمال في هذا الموطن لا يليق . لان الله غني بذاته عن خلقه .
لان الكمال في خلقه عز وجل يدرك بوقوع المخلوق . فليس معنى ذلك أنه كان قبل ذلك فاقدا للكمال
كما أنه ليس بعد اعدامه و افنائه قد فقد الكمال .
و قد يلزمكم معطل على قولكم بوجوب ظهور الكمال في الخلق . بان كل مازاد عدد الخلق . زاد ظهور الكمال فيها و لا بد
فكلما زاد الخلق زاد ظهور الكمال و هذا أكمل في الكمال و ظهور ذلك ؟
فلما أوجد الله عز وجل الخلق بمقدار قدره . و لم يزد على ذلك ؟
فما يكون لكم على هذا جواب الا ان تقولوا
ان الكمال في هذا لا يدرك الا بوجود المخلوق . و عدم و جود المخلوق لا يلزم منه فقد الكمال
فالكمال هنا لا يدرك و لا يثبت الا بالوقوع في زمانه
فبالوقوع ندرك الكمال . و لا نستطيع ان نثبت الخلق بالكمال . لان ادراك الكمال كان بعد وقوع المخلوق لا قبله
6) اتفقنا على هذا
7) طبعا لا يدل الحديث على ذلك
8- 9 ) جلالة عبد العزيز الكناني تقتضي منا ان نفهم كلامه في سياق حديثه لهؤلاء . و لا اظن منه ان ثبت عنه ذلك الا انه يقصد افعال مخصوصة متعلق بالخلق و الله اعلم
- اما عن سميع بلاسمع . .... فهو كان في مناظرة معروض فيها على السيف . يستدل عليهم بما يراه لازم لكل من ينتحل الاسلام . و قد وجه المحقق كلامه بمثل هذا فلينظر .
و الله اعلم
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
1 -
2- انا لا انازعك في الفعل ليس عندي مشكلة في ذلك . اما الخلق فصريح العقل يدل على الجواز والإمكان . و ليس هذا صريح في النقل . و قد مر على كلام لشيخ الإسلام في التلبيس ان هذا ليس بظاهر في الشرع .
و الله اعلم
سأبدأ اخى الكريم بالاجابة على هذا السؤال-
اقتباس:
و التعليل بالكمال في هذا الموطن لا يليق . لان الله غني بذاته عن خلقه .
يقول بن القيم رحمه الله-الإحداث إما أن يكون صفة كمال وإما أن لا يكون فإن كان صفة كمال فقد كان فاقدا لها قبل ذلك وإن لم يكن صفة كمال فقد اتصف بالنقص فإن قلت نحن نقول بأنه ليس صفة كمال ولا نقص قيل فهلا قلتم ذلك في التعليل وأيضا فهذا محال في حق الرب تعالى فإن كل ما يفعله يستحق عليه الحمد وكل ما يقوم من صفاته فهو صفة كمال وضده نقص وقد ينازع النظار في الفاعلية هل هي صفة كمال أم لا وجمهور المسلمين من جميع الفرق يقولون هي صفة كمال وقالت طائفة ليست صفة كمال ولا نقص وهو قول أكثر الأشعرية فإذا التزم له هذا القول قيل له الجواب من وجهين أحدهما أن من المعلوم تصريح العقل أن من يخلق أكمل ممن لا يخلق كما قال تعالى:
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} وهذا استفهام إنكار يتضمن الإنكار على من سوى بين الأمرين يعلم أن أحدهما أكمل من الآخر قطعا ولا ريب أن تفضيل من يخلق على من لا يخلق في الفطر والعقول كتفضيل من يعلم على من لا يعلم ومن يقدر على من لا يقدر ومن يسمع ويبصر على من لا يسمع ولا يبصر ولما كان هذا مستقرا في فطر بني آدم جعله الله تعالى من أدلة توحيده وحججه على عباده قال تعالى: {ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ الله مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون} وقال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ} وقال تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ} فمن سوى بين صفة الخالقية وعدمها فلم يجعل وجودها كمالا ولا عدمها نقصا فقد أبطل حجج الله وأدلة توحيده وسوى بين ما جعل بينهما أعظم التفاوت ----------------------- يقول الشيخ عبد الرحمن البراك ----إن مِنَ المعلوم بالضرورة عقلًا وشرعًا أن الله لم يزل موجودًا وموصوفًا بجميع صفات الكمال؛ من الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والإرادة، والكلام، والعزة، والحكمة، والرحمة، والخلق، والرَّزْق، والعفو، والمغفرة، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلًا وأبدًا، فلم يزل ولا يزال -سبحانه- حيًا قيومًا، عليمًا حكيمًا، غفورًا رحيمًا، خالقًا رازقًا، سميعًا بصيرًا، عفوًا قديرًا، فعالًا لما يريد.
فصفاته الذاتية -سبحانه- لازمةٌ لذاته ولا تتعلقُ بها المشيئة.
وأما صفاتُهُ الذاتية الفعلية، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له، لا تتوقف على المشيئة، مثل: العفُوُّ، والغفور، والخالق، والرازق، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقًا لهذه الأسماء وما تتضمنه من الصفات، ولكنَّ أثرَها ومتعلَّقَها تابعٌ للمشيئة، فتقول: إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء، ويرزق مَنْ يشاء ويغفر لمن يشاء.
وما كان تابعًا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته، ومِنْ هذا النوع: صفة الفعل وصفة الكلام، فإنه تعالى لم يزل متكلمًا بما شاء إذا شاء، ولم يزل فعالًا لما يريد، وآحادُ كلامه، وآحادُ فعله ليس من لوازم ذاته، فمن آحاد كلامه: نداؤه الأبوين، وقولُه للملائكة: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا} [الحجر: 28]، وقوله لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، وكلامه - سبحانه- لا نفاد له، كما قال: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109].
وآحاد أفعاله - سبحانه - التي تدلُّ عليها أسماؤه، وأنواعُ أفعاله التي ليس له منها اسم = هي التي تُعرف عند أهل العلم بـ(الصفات الفعلية): كاستوائه على العرش، ونزوله إلى السماء الدنيا، وخلقه للسماوات والأرض، وحبِّه وبُغضه لمن شاء، وأنه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء، ويَقْدِرُه على مَنْ يشاء، ويؤتي الملك من يشاء وينْزِعه ممن يشاء، ويُعِزُّ من يشاء ويذل من يشاء...إلى غير ذلك من أفعاله التي تكون بقدرته ومشيئته وحكمته.
فلا يقال في شيء من هذه الأفعال إنه قديم، ولهذا لا يقال: إنه تعالى لم يزل مستويًا على العرش ، ولم يزل نازلًا إلى السماء الدنيا، ولم يزل قائلا: يا موسى، أو قائلا للملائكة: إني خالق بشرًا ، أو لم يزل غاضبًا، أو محبًا، أو مبغضًا، أو فرحًا، أو ضاحكًا؛ لتوقف هذه الأفعال على أسبابها ومتعلَّقاتها، وهذه الأسبابُ والمتعلَّقات متوقفةٌ على مشيئته سبحانه، فتدخل هذه الأفعالُ كلُّها في أنه فعّال لما يريد، فهذا وصفٌ لازم له سبحانه.
فلم يزل ولا يزال فعّالاً لما يريد، ولا يلزم في الأزل أن يريد كلَّ فعل؛ لأنه لا يلزم في الأزل أن يريد أسبابَها ومتعلقاتِها، بل ذلك في حُكم الإمكان، لكمال قدرته وأنه لم يزل عل كل شيء قديرا، وأما- وقوع هذه الأفعال ومتعلقاتِها وأسبابها فيتوقف نفيه وإثباته على الدليل .
ولهذا؛ فإنَّ تسلسلَ المخلوقاتِ ودوامَها في الماضي، الذي ينكره أكثرُ أهل الكلام، ويقولون: إنه ممتنع= لا ريب أنه ممكن؛ لأن ذلك لازمُ قدرةِ الرَّبِّ سبحانه.
وشبهة القائلين بامتناعِ حوادثَ لا أول لها (ويعبر عنه بتسلسل الحوادث، ودوام الحوادث) = هي اعتقادهم أنه يلزم من ذلك قِدَمُ العالم مع الله، وهو الذي تقول به الفلاسفة، فَرَدُّوا الباطلَ بباطلٍ حين قالوا بامتناع دوام الحوادث، فإنه يستلزم أن الله كان غيرَ قادر ثم صار قادرًا.
والحق أنه لا يلزمُ مِن دوامِ المخلوقات في الماضي (الذي معناه: ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق، إلى ما لا نهاية) لا يلزم منه قدم شيء من المخلوقات مع الله، بحيث يكونُ مقارنًا لوجوده في الأزل؛ لأنَّ المخلوقَ متأخرٌ عن الخالق ضرورة، وعلى هذا؛ فكل مخلوق يُفْرَضُ فإنَّهُ مسبوقٌ بعدَمِ نفسه؛ لأنه حادثٌ بعد أَنْ لم يكن، فالقِدَمُ المطلقُ -الذي لا بداية له- لله وحده.[ هذه مهمة جدا اخى الكريم الطيبونى فانها تزيل كثير من الاشكالات فانتبه لها]
فعُلِم مما تقدم أنَّ كلَّ ما تقتضيه أسماؤه - سبحانه- وصفاتُهُ مِنْ أفعاله ومفعولاته فإنما يكون بمشيئته، والجزْمُ بوقوعه أو عدَمِ وقوعه يتوقَفُ على الدليل، فإن النَّافي في مثل هذا عليه الدليل كما على المثبت.
وظاهر كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن تسلسل المخلوقاتِ في الماضي واقعٌ، ويَبْني ذلك على أنَّ الله لم يزل على كل شيءٍ قديرًا وفعالًا لما يريد، ولكنَّه لا يُعَيِّنُ جنسًا ولا نوعًا من المخلوقات، ولا نوعًا من الأفعال.
ومَنْ قال من أهل السنة: إنَّ أولَ مخلوقٍ مطلقًا هو القلمُ (ومعناه أنَّ الله لم يخلق شيئًا قبله)؛ فشبهته حديثُ عُبَادة رضي الله عنه عند أبي داود والترمذي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوَّلُ ما خلَقَ اللهُ القَلَمُ)) على رواية رفع (أول) و(القلم)، والحديث جاء بألفاظ هذا أحدها.
ورجَّح ابنُ القيم في كتابه التبيان روايةَ ((أوَّلَ ما خلق اللهُ القلَمَ)) بنصب الكلمتين، وأنَّ العرشَ مخلوقٌ قبلَهُ، فلا يدلُّ الحديثُ على أنَّ القلمَ هو أولُ المخلوقاتِ مطلقًا.--------------------------------------حح- اجيب على سؤال للاخ مسلم الغريب فى هذا المقام استطرادا لتعم الفائدة وهو اذا كان الفعل وجوده فى وقته هو الكمال يقول شيخ الاسلام--------"إذا عرض على العقل الصريح ذات يمكنها أن تتكلم بقدرتها, وتفعل ما تشاء بنفسها،وذات لا يمكنها أن تتكلم بمشيئتها, ولا تتصرف بنفسها البتة، بل هي بمنزلة الزَّمِنِ الذي لا يمكنه فعل يقوم به باختياره، قضى العقل الصريح أن هذه الذات أكمل، وحينئذ فأنتم الذين وصفتم الرب بصفة النقص، والكمال في اتصافه بهذه الصفات، لا في نفي اتصافه بها".
3- أن يقال: "الأفعال التي حدثت بعد أن لم تكن،لم يكن وجودها قبل وجودها كمالاً، ولا عدمها نقصاً، فإن النقص إنما يكون إذا عدم ما يصلح وجوده، وما به يحصل الكمال، وينبغي وجوده، ونحو ذلك، والرب تعالى حكيم في أفعاله، وهو المقدم والمؤخر، فما قدمه كان الكمال في تقديمه، وما أخره كان الكمال في تأخيره،كما أن ما خصصه بما خصصه به من الصفات فقد فعله على وجه الحكمة, وإن لم نعلم نحن تفاصيل ذلك، واعتبر ذلك بما يحدثه من المحدثات". ومثال ذلك تكليم الله لموسى عليه السلام ونداؤه له: "فنداؤه حين ناداه صفة كمال, ولو ناداه قبل أن يجيء لكان ذلك نقصاً، فكل منها كمال حين وجوده, ليس بكمال قبل وجوده.
اقتباس:
عبارات السلف في هذه المسألة تدل على أن الخلق له بداية و انما الخلاف بينهم في تعيين أول مخلوق
المخلوقَ متأخرٌ عن الخالق ضرورة، وعلى هذا؛ فكل مخلوق يُفْرَضُ فإنَّهُ مسبوقٌ بعدَمِ نفسه؛ لأنه حادثٌ بعد أَنْ لم يكن، فالقِدَمُ المطلقُ -الذي لا بداية له- لله وحده... سأجيبك اخى الكريم الطيبونى على بقية الفقرات بالتتابع ان شاء الله ويمكنك النقاش فى كل فقرة حتى تتم الفائدة
-
لم هذا التجاهل لكلام السلف .
أريد أن أعرف ما تقولون فى هذه العبارة : كان الله ولا شىء معه . هل تقولونها أم لا وإن كانت عندكم تعطيلا فكيف تحملون قول من الإمام أحمد والدارمى والطبرى واللالكائى والآجرى وإسماعيل الأصبهانى وعمرو المكى وماذا تقولون فى الاعتقاد القادري الذي أجمع عليه الفقهاء وقتها . هل كل هؤلاء عطلوا الله وتناقل بعضهم عن بعض تعطيل الله وبدعوا المثبت لصفاته وكماله . هل تقولون هذا أم لا ؟
وما قلته من أن عدم استوائه على العرش ليس بكمال فأقول الله تعالى متصف بجميع صفاته فى الأزل وقد كان متصفا بأنه سيستوى على العرش لأن جميع صفاته كمال وفقد الكمال نقص وعندما أراد أن يستوى عليه فعل ما أراد وكان ذلك الفعل حين أراده كمالا وهكذا فى البعث والنزول إلى السماء وكذلك فى الخلق . ثم أراك تحمل كثيرا على عبد العزيز الكنانى والطحاوى وتترك من قال بنفس قولهم بأن الله كان ولا شىء معه . وكذلك تدعى أن قولك قول السلف وما زلت لم تأت بأثر عن السلف صرحوا فيه بتسلسل الحوادث في الأزل . وأقول إن الله لم يكن ممتنعا عليه أن يخلق فى الأزل بل هذا ممكن له وهو قادر على كل شىء ولكن جاءتنا الآثار عن السلف بأن الله كان ولا شيء معه من الخلق فقلنا كما قالوا . وتأمل حقيقة قولك وأنك تجعل الله محتاجا إلى خلقه ليظهر كماله فكيف يكون غنيا عن خلقه وهو سيكون معطلا عند عدم وجودهم وأن قولك مخالف تماما لقول من قال إنه كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وهذا ليس قول الطحاوى الذى خطأته وحده بل هو كذلك قول الدارمى والأصبهانى وعمرو بن عثمان المكى فلماذا خطأت الطحاوى ولم تخطئهم .
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
الإحداث إما أن يكون صفة كمال وإما أن لا يكون فإن كان صفة كمال فقد كان فاقدا لها قبل ذلك وإن لم يكن صفة كمال فقد اتصف بالنقص
هذا هو مربط الفرس و موطن الخلاف بيننا و بينكم من جهة العقل
الاحداث و الخلق - ان قصد به صفة الخلق . و ان الله عز وجل لم يزل قادرا على ذلك في كل وقت وزمان . فهذا كمال واجب للرب عز وجل
و ان قصد بالاحداث و الخلق - خلق آحاد الخلق . فهذا لا يكون كمالا الا في زمانه الذي يخلقه الله عز وجل فيه .
و عدم ربط هذا الكمال بزمانه يلزم منه .
- ان الرب كان معطلا عن الكمال قبل خلقه لكل فرد معين . و يكون معطلا عن الكمال بعد انعدامه
- يلزم من ذلك ان يخلق الرب و يحدث كل شيء ممكن الى ما لا نهاية . لان الكمال في الخلق على قولكم !!
- يلزم أن يخلق كل الممكنات ازلا لان ذلك كمال و عدمه نقص !!
فاما ان تتفقوا معنا أن الكمال في ( كل ) ممكن متعلق بزمانه الذي يخلق فيه . فتفرقوا بين القدرة على الخلق في كل زمان و أوان . باعتبار ذلك في جميع الممكنات . و ليس لكم في النوع شيء زائد على هذا
و تفرقوا بين الكمال في آحاد الخلق و انه متعلق بزمن وجوده . و لا يدرك هذا الكمال الا بخلق و وجود هذا المعين في الزمن المعين
و اما ان تلتزموا بهذه اللوازم ؟
و هذه الشبهة هي التي أوجبت الالتباس فيما نقول . فإنكم تحتجون علينا بالصفة من حيث هي صفة باعتبار نوعها
ثم تستدلون بذلك على افراد الممكنات .
و الكمال في صفة الخلق ينظر اليه باعتبار الوصف و يكون ذلك لازما للرب لا يتعلق بزمان و لا مشيئة و إرادة
و ينظر فيه باعتبار احاده و افراده المتعلقة بالزمان
و لا يصح بهذا ان يستدل بالاول على الثاني . لما قد علمت من الفرق . و ان الكمال في آحاد الخلق ليس ذلك مطلقا بل هو متعلق بزمن معين يشاؤه الرب عز وجل
و القول بوجوب النوع قول بوجوب بعض أفراده بالضرورة . و عدم تعيين الافراد لا يلزم منه عدم وجوب بعضها
فهذا البعض الغير معين كان في حكم الإمكان ثم انقلب فصار واجبا على قولكم
و الله اعلم
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
1
لنتصور المسألة
وجود الممكن في الزمن المعين متعلق بإرادة الله ومشيئته و هذا عام و لازم لكل ممكن على الانفراد
و يلزم من القول بوجوب النوع ان يكون احد افراد الجملة واجب الوقوع و الحدوث في هذا الزمن
يعني يلزم و يجب و قوع بعض الأفراد و ان كنتم لا تعينونها بالذات
يعني هذا أن بعض هذه الأفراد يجب أن يخلق و يوجد فيتغير حكمها من الامكان الى الوجوب و هذا تناقض
فتوجبون على الله إيجاد بعض الممكنات في الزمن المعين ؟
فهذا هو معنى كون النوع واجب . يعني بعض الأفراد الممكنة تصير واجبة الوقوع و لا بد ؟
و عندي ان هذا يتعارض من جهة ان الافراد ممكنة . و من جهة انها متعلقة بالمشيئة .
و التعليل بالكمال في هذا الموطن لا يليق . لان الله غني بذاته عن خلقه .
لان الكمال في خلقه عز وجل يدرك بوقوع المخلوق . فليس معنى ذلك أنه كان قبل ذلك فاقدا للكمال
كما أنه ليس بعد اعدامه و افنائه قد فقد الكمال .
و قد يلزمكم معطل على قولكم بوجوب ظهور الكمال في الخلق . بان كل مازاد عدد الخلق . زاد ظهور الكمال فيها و لا بد
فكلما زاد الخلق زاد ظهور الكمال و هذا أكمل في الكمال و ظهور ذلك ؟
فلما أوجد الله عز وجل الخلق بمقدار قدره . و لم يزد على ذلك ؟
فما يكون لكم على هذا جواب الا ان تقولوا
ان الكمال في هذا لا يدرك الا بوجود المخلوق . و عدم و جود المخلوق لا يلزم منه فقد الكمال
فالكمال هنا لا يدرك و لا يثبت الا بالوقوع في زمانه
فبالوقوع ندرك الكمال . و لا نستطيع ان نثبت الخلق بالكمال . لان ادراك الكمال كان بعد وقوع المخلوق لا قبله
6) اتفقنا على هذا
7) طبعا لا يدل الحديث على ذلك
8- 9 ) جلالة عبد العزيز الكناني تقتضي منا ان نفهم كلامه في سياق حديثه لهؤلاء . و لا اظن منه ان ثبت عنه ذلك الا انه يقصد افعال مخصوصة متعلق بالخلق و الله اعلم
- اما عن سميع بلاسمع . .... فهو كان في مناظرة معروض فيها على السيف . يستدل عليهم بما يراه لازم لكل من ينتحل الاسلام . و قد وجه المحقق كلامه بمثل هذا فلينظر .
و الله اعلم
اقتباس:
لنتصور المسألة
وجود الممكن في الزمن المعين متعلق بإرادة الله ومشيئته و هذا عام و لازم لكل ممكن على الانفراد
و يلزم من القول بوجوب النوع ان يكون احد افراد الجملة واجب الوقوع و الحدوث في هذا الزمن
يعني يلزم و يجب و قوع بعض الأفراد و ان كنتم لا تعينونها بالذات
يعني هذا أن بعض هذه الأفراد يجب أن يخلق و يوجد فيتغير حكمها من الامكان الى الوجوب و هذا تناقض
لا يلزم هذا اخى الكريم الطيبونى لاننا اذا قلنا بوجوب القدم فى شيئ معين معنى ذلك انه غير مسبوق بالعدم-- وجميع المخلوقات مسبوقة بالعدم فكيف تكون واجبة الوجود و هى مخلوقه مربوبه مفعولة كائنة بعد ان لم تكن كل مخلوق يُفْرَضُ فإنَّهُ مسبوقٌ بعدَمِ نفسه؛ لأنه حادثٌ بعد أَنْ لم يكن---فتصور الوجوب غير وارد اخى الكريم الطيبونى
اقتباس:
يعني يلزم و يجب و قوع بعض الأفراد و ان كنتم لا تعينونها بالذات
يعني هذا أن بعض هذه الأفراد يجب أن يخلق و يوجد فيتغير حكمها من الامكان الى الوجوب و هذا تناقض
فتوجبون على الله إيجاد بعض الممكنات في الزمن المعين ؟
فهذا هو معنى كون النوع واجب . يعني بعض الأفراد الممكنة تصير واجبة الوقوع و لا بد ؟
الجواب- القدم في كلام شيخ الإسلام له معنيان :
أحدهما : القدم الذي لم يسبقه عدم كذات الله وصفاته اللازمة له عينا كالحياة مثلا كما ذكره في الصفدية (2/146) .
الثاني : القدم بمعنى الشيء المتعاقب شيئا بعد شيء أي أنه مسبوق بالعدم من حيث عين الفعل والمفعول لكنه متعاقب ومستمر فيطلق على الفعل المتعاقب والمفعول المتعاقب انه قديم أيضا لكن من حيث النوع المتوالي وعدم سبق العدم عليه واضح من كون لازم ذلك أن يكون الرب معطلا ثم خلق كما سيأتي في كلام شيخ الإسلام عن أهل الكلام ولهذا قال في الصفدية (2/47) في بيان المعنيين السابقين :
ولفظ القديم والأزلي فيه إجمال . فقد يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجودا ليس لوجوده أول ، ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئا بعد شيء ، فنوعه المتوالي قديم ، وليس شيء منه بعينه قديما ولا مجموعه قديم ، ولكن هو في نفسه قديم بهذا الاعتبار ، فالتأثير الدائم الذي يكون شيئا بعد شيء ، وهو من لوازم ذاته ، هو قديم النوع ، وليس شيء من أعيانه قديما ، فليس شيء من أعيان الآثار قديما ، لا الفلك ولا غيره ، ولا ما يسمى عقولا ولا نفوسا ولا غير ذلك ، فليس هو في وقت معين من الأوقات مؤثرا في حادث بعد حادث ، ولكنه دائما مؤثر في حادث بعد حادث ، كما أنه ليس هو في وقت بعينه مؤثرا في مجموع الحوادث ، بل هو مؤثر شيئا بعد شيء ، وهو مؤثر في حادث بعد حادث وقتا بعد وقت ، فإذا كان المفعول مستلزما للحوادث لم يفعل إلا والحوادث مفعوله معه ، وهي وإن كانت مفعولة فيه شيئا بعد شيء ، فالمحدث لها شيئا بعد شيء إن أحدث مقارنها في وقت بعينه ، لزم أن يكون محدثا من جملتها ، وهو المطلوب .
وإن قيل : هو مقارن له قديم معه بحيث يوجد معه كل وقت .
قيل :فهذا لا يمكن إلا إذا كان علة موجبة له لا محدثا له .
وقال أيضا (2/87) :
وقد يقال في الشيء : إنه قديم ، بمعنى أنه لم يزل شيئا بعد شيء ، وقد يقال : قديم بمعنى انه موجود بعينه في الأزل .
وقال أيضا 2/144) :
ولكن النوع أزلي ، بمعنى وجوده شيئا فشيئا ، فيكون الفعل المشروط به موجودا شيئا فشيئا ، لامتناع وجود المشروط بدون الشرط ، وإذا كان ذلك الفعل يوجد شيئا فشيئا كان المفعول كذلك بطريق الأولى ، لامتناع تقدم المفعول على فعله ، فلا يكون فعل دائم معين ، فلا يكون مفعول معين دائم .
وقال أيضا في (1/37) :
غايته أنه يلزم قيام الأفعال المتعاقبة بالواجب نفسه وهذا قول أئمة أهل الحديث وجمهورهم وطوائف من أهل الكلام والفلسفة ا0هـ .
وقال في (1/77) :
قيل : النوع لا يوجد إلا متعاقبا ، فيكون تمامها متعاقبا لا أزليا ، وذلك إنما يكون بما يقوم بها شيئا بعد شيء ، فأما أن يكون تمامها لمفعولها من غير فعل يقوم بها فهو ممتنع .
وقال في (1/13) :
إن قيل : لا يكون الحادث حتى يكون قبله حادث ، فهذا التسلسل في الأثار ، وفيه الأقوال الثلاثة للمسلمين ، وليس الخلاف في ذلك بين أهل الملل وغيرهم ، كما يظنه كثير من الناس ، بل نفس أهل الملل ، بل أئمة أهل الملل : أهل السنة والحديث ، يجوزون هذا النزاع في كلمات الله وأفعاله ، فيقولون : أن الرب لم يزل متكلما إذا شاء ، وكلمات الله دائمة قديمة النوع عندهم لم تزل ولا تزال أزلا وأبدا ا0هـ.
وبهذا نعلم أن القدم النوعي في كلام شيخ الإسلام معناه التعاقب والاستمرار سواء في فعل الله أو في مفعوله فكان من هذا الاعتبار فعله قديما ككلامه سبحانه ، وكان مفعوله قديما أيضا من هذه الحيثية ، اما عين الفعل فهو مسبوق بالعدم أي كل فعل من أفعاله مسبوق بالعدم كما ان كل مفعول مسبوق بالعدم وأما نوعه من حيث التعاقب فقديم وهذا لا محذور فيه كما نقول ذلك في الكلام ولهذا قال في الصفدية (2/175) :
وإذا قيل : إنه موجب للمعين دائما .
قيل له : إيجاب الفاعل للمفعول المعين بمعنى مقارنته له في الزمان ممتنع كما بين في موضعه .
وإيجاب الحوادث شيئا بعد شيء بدون قيام أمور متجددة به ممتنع أيضا ، كما قد بسط في موضعه ، وإيجاب المعين بدون هذا الحادث وهذا الحادث محال ، وإيجاب هذا الحادث دائما وهذا الحادث دائما محال .
وأما إيجاب الحوادث شيئا بعد شيء فيستلزم أن لا يكون موجبا للحادث إلا عند حدوثه ، وحينئذ يستكمل شرائط الإيجاب ، فيلزم من ذلك تجدد الإيجاب بشيء بعد شيء ، فحينئذ لم يكن موجبا لمعين إلا بإيجاب معين ، وما استلزم الحوادث لا يكون له إيجاب معين ، وأما الإيجاب الذي يتجدد شيئا بعد شيء فيمتنع أن يكون به شيء بعينه قديما ، لأن القديم لا يكون إلا بإيجاب قديم بعينه لا يتجدد شيئا بعد شيء .
وصار أصل التنازع في فعل الله : هل هو قديم ، أو مخلوق أو حادث ؟من جنس أصل التنازع في كلام الله تعالى ، وكثير من المتنازعين في كلامه وفعله ليس عندهم إلا قديم بعينه لم يزل أو حادث النوع له ابتداء ، [ فالأول ]قول الفلاسفة القائلين بقدمه ، والثاني : قول المتكلمين من الجهمية والمعتزلة .
والذي لا يدقق في كلام شيخ الإسلام فهم أنه يقول بالقدم بالمعنى الأول الذي هو عدم سبق العدم نوعا وفردا و هذا هو قول الفلاسفة الذي أنكره شيخ الإسلام حيث بين أن الفعل الدائم مع الله من غير تعاقب هو الذي أوقع الفلاسفة في قدم العالم ولهذا قال في (2/146) :
وإذا لم يمكن فعله إلا مع فعل هذا وهذا ،لا يكون شيء منه قديما ، فالآخر كذلك ، لا يمكن قدم شيء من العالم إلا بقدم فعل له معين ، ولزوم ذلك الفعل / لذات الرب كما تلزم الصفة للموصوف .
ومن المعلوم بصريح المعقول الفرق بين صفة الموصوف وبين فعل الفاعل . أما الصفة فيعقل كونها لازمة للموصوف : إما عينا كالحياة ، وإما نوعا كالكلام والإرادة ، ويعقل كونها عارضة ، لكن ذلك إنما يكون في المخلوق .
وأما الفعل فلا يعقل إلا حادثا شيئا بعد شيء ، وإلا فمن لم يحدث شيئا لا يعقل أنه فعل ولا أبدع ، سواء فعل بالإرادة أو قدر إنه فعل بلا إرادة . ولو كان الفعل لا يحدث لم يعقل الفرق بينه وبين الصفة اللازمة ، إذ كلاهما معنى قائم بالذات لازم لها بعينه ،وما كان كذلك لم يكن فعلا لذلك الموصوف ، ولا يعقل كون الموصوف فعله .
وقال في (2/167) :
فمن قال : إن الرب لم يزل متكلما إذا شاء وكيف شاء وبما شاء ، كان الكلام عنده صفة ذات ، قائم بذات الله ، وهو يتكلم بفعله ، وفعله بمشيئته وقدرته ، فمقدار ذلك – إذا قيل بقدمه – كان وفاء بموجب الحجة المقتضية لقدم نوع ذلك ، من غير أن يكون شيء من العالم قديم مع الله تعالى .
وقال أيضا : في (2/149) :
وهذا الموضع من أحكمه انكشف له حجاب هذا الباب ، فإن نفس كون الفاعل فاعلا يقتضى حدوث الفعل : إما نوعا وإما عينا . وأما فعل ليس بحادث لا نوعه ولا عينه ، بل هو لازم لذات الفاعل ، فليس هو فعل أصلا .
ولهذا كان نفس علم الخلق بأن الشيء مخلوق يوجب علمهم بأنه مسبوق بالعدم ، إذ لا يعقل مخلوق مقارن لخالقه لازم له لم يزل معه .
ولهذا كان كلام الله الذي بعث به رسله موافقا لما فطر الله عليه الخلائق .
وقال أيضا في (2/150) :
فإذا قيل : هذا مفعول لهذا ، وهو معه لم يزل مقارنا له – كان هذا عند العقل جمعا بين النقيضين وكأنه قيل : هو مفعول له ليس مفعولا له . بل يقول العاقل : إذا كان الأمر كذلك لم يكن جعل أحدهما فاعلا والآخر مفعولا بأولى من العكس .
وقال أيضا : (2/160) :
وأما كون هذا المعين مفعولا مخلوقا مربوبا مفتقرا إلى بارئه ، وأنه لازم لفاعله للزوم الفعل الذي به فعله فاعله كلزوم حياته ، أو بدون فعل قائم به ، فهذا مما لا يعقله الخلق بفطرتهم التي فطروا عليها .
وقال في (1/63) :
وعلى هذا التقدير إذا قيل : لم يزل الله موصوفا بصفات الكمال ، حيا متكلما
إذا شاء ، فعالا أفعالا تقوم به أو مفعولات محدثة شيئا بعد شيء أعطى هذا الدليل موجبه ، ولم يلزم من دوام النوع دوام كل واحد من أعيانه وأشخاصه ، ولا دوام شيء منها كما تقوله أنت في حركات الفلك والحوادث الأرضية ، فإنك تقول : نوع الحوادث دائم باق لا أول له ، فليس فيها شيء بعينه قديم ، فهي كلها محدثة ، وإن كانت الأحداث لم تزل وإذا قلت مثل هذا في فعل الواجب كنت قد وفيت بموجب هذا الدليل ،ولم تخالف شيئا من أدلة العقل ولا الشرع .
وإن قلت : بل اللازم دوام مطلق التأثير فيقال : ليس في هذا ما يقتضي قدم شيء من العالم ، بل كونه فاعلا للشيء يقتضي كون المفعول له مسبوقا بالعدم ودوام كونه فاعلا لا يناقض ذلك .
وحينئذ ، فليس مع الفلسفي ما يوجب قدم شيء من العالموأما قول المتكلم : " لما وجب في الفعل أن يكون مسبوقا بالعدم لزم أن يقال : أنه أوجد بعد أن لم يكن موجدا "
فيقال له : أوجب في كل مفعول معين وكل فعل معين أن يكون مسبوقا بالعدم ، أمأوجب في نوع الفعل ؟
فإن قلت بالأول فلا منافاة بين أن يكون كل من الأفعال والمفعولات مسبوقة بالعدم مع دوان نوع المؤثرية والأثر ، وإذن ما دل عليه دليل العقل لا يناقض ما دل عليه ذلك الدليل الآخر العقلي .ومن اهتدى في هذا الباب إلى الفرق بين النوع والعين تبين له فصل الخطأ من الصواب ، في مسألة الأفعال ومسألة الكلام والخطاب .
واعلم أن أولى الألباب هم سلف الأمة وأئمتها المتبعون لما جاء به الكتاب بخلاف المختلفين في الكتاب ، المخالفين للكتاب ، الذين قيل فيهم : { وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد } [ سورة البقرة : 176] .
وحينئذ فالرب تعالى أوجد كل حادث بعد أن لم يكن موجدا له ، وكل ما سواه فهو حادث بعد أن لم يكن حادث : ولا يلزم من ذلك أن يكون نفس كماله الذي يستحقه متجددا بل لم يزل عالما قادرا مالكا غفورا متكلما كما شاء ، كما نطق بهذه الألفاظ ونحوها الامام أحمد وغيره من أئمة السلف .
فإن قال : ان نوع الفعل يجب أن يكون مسبوقا بالعدم .
قيل له : من أين لك هذا ، وليس في الكتاب والسنة ما يدل عليه ، ولا في المعقول ما يرشد إليه ؟ وهذا يستلزم أن يصير الرب قادرا على نوع الفعل بعد أن لم يكن قادرا عليه ، فإنه ان لم يزل قادرا أمكن وجود المقدور ، فإن كان المقدور ممتنعا ثم صار ممكنا صار الرب قادرا بعد أن لم يكن ،وانتقل الفعل من الامتناع إلى الامكان من غير حدوث شيء ولا تجدده ،فإن الأزل ليس هو شيئا معينا ، بل هو عبارة عن عدم الأولية ، كما أن الأبد عبارة من عدم الآخرية ،فما من وقت يقدر إلا والأزل قبله لا إلى غاية ا0هـ.
وبهذا كله نعلم ان فصل الخطاب في المسألة هو الفرق بين العين والنوع ،
-
وقال في (2/146) : ولا يمكن قدم شيء من العالم إلا بقدم فعل له معين ، ولزوم ذلك الفعل لذات الرب كما تلزم الصفة وللموصوف .
وقال (2/96) :
( وهؤلاء القائلون بقدم العالم اشتبه عليهم نوع التأثير بعين التأثير ، فلما رأوا أن الذات تستلزم كونه مؤثرا لامتناع حدوث ذلك ، لم يميزوا بين النوع والعين ، فظنوا أن هذا يقتضى قدم الأفلاك او غيرها من أعيان العالم وهذا خطأ قطعا ، فإن الذات تستلزم نوع التأثير لا عينه ،فإذا قدر أنها لم تزل فاعلة لشيء بعد شيء ، لم يكن شيء من مفعولاتها قديمة بل كل ما سواها حادث كائن بعد أن لم يكن وإن كان فعلها من لوازم ذاتها .
والذين قابلوا هؤلاء لما أرادوا أن يثبتوا حدوث كل ما سوى الله ، ظنوا أن هذا يتضمن أنه كان معطلا غير قادر على الفعل ، وأن كونه محدثا لا يصح إلا على هذا الوجه ، فهؤلاء أثبتوا التعطيل عن نوع الفعل ، وأولئك أثبتوا قدم عين الفعل ، وليس لهم حجة تدل على ذلك قط ، وإنما يدل على ما يذكرونه من الحجج على ثبوت النوع لا على ثبوت عين الفعل ولا عين المفعول ، ولو كان يقتضي دليلهم الصحيح قدم عين الفعل والمفعول لامتنع حدوث شيء من الحوادث ، وهو مخالف للمشهود .
وحينئذ فالذي هو من لوازم ذاته نوع الفعل لا فعل معين ولا مفعول معين ، فلا يكون في العالم شيء قديم وحينئذ لا يكون في الأزل مؤثرا تاما في شيء من العالم ، ولكن لم يزل مؤثرا تاما في شيء بعد شيء ، وكل أثر يوجد عند حصول كمال التأثير فيه ، والمقتضى لكمال التأثير فيه هو الذات عند حصول الشروط وارتفاع الموانع .
وهذا إنما يكون في الذات التي تقوم بها الأمور الاختيارية ، وتفعل بالقدرة والمشيئة ، بل وتتصف بما أخبرت به الرسل من أن الله يحب ويبغض ، ةيرضى ويسخط ويكره ويفرح وغير ذلك مما نطق به الكتاب والسنة ، فأما إذا لم يكن إلا حال واحدة أزلا وأبدا ، وقدر أن لها معلولا ، لزم أن يكون على حال واحدة أزلا وأبدا .
وقال في (1/37) :
وذلك أنه إذا كان المؤثر التام أزليا لزم من دوامه دوام أثاره فيلزم أن لا يحدث
شيء ، وهو خلاف الحس .
وقال في (1/281) :
وإذا قيل : ذاته تحدث شيئا بعد شيء ، فإنه لا يمكن احداث المحدثات جميعا .
قيل : فهذا ينقض قولكم لأن من أحدث شيئا بعد شيء لم يكن موجبا بذاته في الأزل لشيء ، بل يكون كلما صدر عنه حادث وإن كانت أفعاله دائمة شيئا بعد شيء فليس فيها واحد قديم ، وكذلك مفعولاته بطريق الأولى ) ، فإن المفعول تابع للفعل ، فلا يكون في أفعاله ولا مفعولاته شيء قديم وإن كانت دائمة لم تزل ، فإن دوام النوع وقدمه ليس مستلزما قدم شيء من الأعيان ، بل ذلك مناقض لقدم شيء منها ، إذ لو كان فيها واحد قديم لكان ذلك الفعل المعين هو القديم ، ولم تكن الأفعال المتوالية هي القديمة والشيء الذي من شأنه أن يكون متواليا متعاقبا كالحركة والصوت يمتنع قدم شيء من أجزائه ودوام شيء من أجزائه وبقاء شيء من أجزائه ، وإن قيل أنه دائم قديم باق أي نوعه هو الموصوف بذلك .
وقال في (1/78) :
قيل : الحركات الدائمة الأزلية لا يتعين فيها شيء دون شيء ، بل لم تزل ولا تزال أفرادها متعاقبة ، فيمتنع أن يكون علة تامة لواحد منها دون الآخر في الأزل ، مع أنه ليس فيها شيء أزلى بعينه ، ويمتنع أن يكون علة تامة لجميعها في الأزل لامتناع وجودها في الأزل ا0هـ .
وقال في (2/49) :
والفرق ثابت بين فعل الحوادث في الأزل وبين كونه لا يزال يفعل الحوادث ، فإن الأول يقتضي أن فعلا قديما معه فعل به الحوادث من غير تجدد شيء والثاني يقتضي أنه لم يزل يفعلها شيئا بعد شيء ، فهذا يقتضى قدم نوع لفعل ودوامه ، وذاك يقتضي قدم فعل معين ، وقد تبين أنه يمتنع قدم فعل معين للحوادث.
وقال في (2/50) :
فقد تبين أن مع القول بجواز حوادث لا أول لها ، بل مع القول بوجوب ذلك ، يمتنع قدم العالم أو شيء من العالم ، وظهر الفرق بين دوام الواجب بنفسه القديم الذي لا يحتاج إلى شيء ، وبين دوام فعله أو مفعوله وقدم ذلك فإن الأول سبحانه هو قديم بنفسه ، واجب غنى ، وأما فعله فهو شيء بعد شيء .
فإذا قيل : هو قديم النوع وأعيانها حادثة . لزم حدوث كل ما سواه وامتناع قدم شيء معه ، وأنه يمتنع أن يكون شيء من مفعولاته قديما ، إذ كل مفعول فهو مستلزم للحوادث ، والإلزام حدوث الحوادث بلا سبب ، وترجيح أحد المتماثلين بلا مرجح ، لأنه لا يكون قديما إلا بفعل قديم العين لا قديم النوع ، وفعل قديم العين للحادث ممتنع ولملازم الحادث ممتنع ، وفعلان قديمان مقترنان أحدهما للحادث والآخر لملازم الحادث ممتنع ، فتبين امتناع قدم فعل شيء من العالم على كل تقدير ، لأن وجود المفعول بدون الفعل المشروط فيه ممتنع "
وقد عرف أيضا أن وجود العالم منفكا عن الحوادث ثم إحداث الحوادث فيه أيضا ممتنع ، فثبت امتناع قدمه على كل تقدير .
ويمكن تقدير حدوث كل العالم بالنظر إلى نفس الفاعل المؤثر فيه ، مع قطع النظر عن العالم – خلاف ما يزعمه ابن الخطيب وطائفة – أن القائلين بالقدم
نظروا إلى المؤثر ، والقائلين بالحدوث نظروا إلى الأثر .
وذلك أن يقال : قد ثبت أنه موصوف بصفات الكمال ، وان الكمال الممكن الوجود لازم له واجب له ، وأنه مستلزم لذلك .
وحينئذ فيقال : الفاعل الذي يمكنه أن يفعل شيئا بعد شيء ويحدث الحوادث أكمل ممن لا يمكنه الإحداث ، بل لا يكون مفعوله إلا مقارنا له ، بل يقال هذا في الحقيقة ليس مفعولا له ، إذ ما كان لازما للشيء لا يتجدد فهو من باب صفاته اللازمة له ، لا من باب أفعاله ، فإن ما لزم الشيء ولم يحدث ويتجدد لم يكن حاصلا بقدرته واختياره ، بل كان من لوازم ذاته ، وما كان من لوازم ذاته لا يتجدد ولا يحدث كان داخلا في مسمى ذاته كصفاته اللازمة له ، فلم يكن ذلك من أفعاله ولا من مفعولاته.
وإذا كان كذلك فتقدير واجب بنفسه أو قديم أو قيوم أو غني لا يفعل شيئا ولا يحدثه ولا يقدر على ذلك تقدير مسلوب لصفات الكمال ، وكون الفعل ممكنا شيئا بعد شيء أمر ممكن في الوجود ، كما هو موجود للمخلوقات ، فثبت أنه كمال ممكن ولا نقص فيه، لاسيما وهم يسلمون أن الجود صفة كمال ، فواجب لا يفعل ولا يجود ولا يحدث شيئا أنقص ممن يفعل ويجود ويحدث شيئا بعد شيء ، وإذا كان كمالا لا نقص فيه وهو ممكن الوجود ، لزم أن يكون ثابتا لواجب الوجود وأن يكون ثابتا للقديم ، وان يكون ثابتا للغنى عما سواه ، وأن يكون ثابتا للقيوم .
وإذا كان كذلك فمن كانت هذه صفته امتنع وجود المفعول معه ، لأنه لو
وجد معه للزم سلب الكمال ، وهو الإحداث شيئا بعد شيء ، والفعل الدائم للمفعولات شيئا بعد شيء ، وإذا كان نفس الكمال الذي يستحقه لذاته يوجبأن يفعل شيئا بعد شيء ، ويمتنع أن يقارنه شيء من المفعولات فيكون لازما له ثبت حدوث كل ما سواه وهو المطلوب ا 0هـ .
وقال في (2/23) :
ولهذا كان المانعون من هذا إنما منعوا منه لاعتقادهم امتناع الفعل في الأزل ، إما لامتناع حوادث لا أول لها عندهم ، أو لأن الفعل ينافي الأزلية ، أو لغير ذلك . وعلى كل تقدير فإنه يمتنع قدم شيء بعينه من العالم . وكذلك إذا قدر أن الفعل دائم ، فإنه دائم باختياره وقدرته ، فلا يكون الفعل الثاني إلا بعد الأول ، وليس هو موجبا بذاته في الأزل لشيء من الأفعال ، ولا من الأفعال ما هو قديم أزلي .
والأفعال نوعان : لازمة ومتعدية فالفعل اللازم لا يقتضي مفعولا ، والفعل المتعدي يقتضي مفعولا ، فإن لم يكن الدائم إلا الأفعال اللازمة ، وأما المتعدية فكانت بعد أن لم تكن ، لم يلزم وجوب ثبوت شيء من المفعولات في الأزل . وإن قدر أن الدائم هو الفعل المتعدي أيضا والمستلزم لمفعول ،فإذا كان الفعل يحدث شيئا بعد شيء ، فالمفعول المشروط به أولا بالحدوث شيئا بعد شيء ، لأن وجود المشروط بدون الشرط محال ، فثبت أنه على كل تقدير لا يلزم أن يقارنه في الأزل لا فعل معين ولا مفعول معين ، فلا يكون في العالم شيء يقارنه في الأزل ، وإن قدر أنه لم يزل فاعلا سبحانه وتعالى ، فهذه الطريقة قرر فيها ثبوت القديم المحدث للحوادث ، وحدوث كل ما سواه ، من غير احتياج إلى طريقة الوجوب والإمكان ، ولا إلى طريقة الجواهر والأعراض ا0هـ.
وبعد كل هذا البيان نخلص أن القدم النوعي للعالم هو جواز استمرار المخلوقات من غير انقطاع لأن هذا نتيجة لديمومة فعل الله سبحانهولهذا قال في (1/281):
وإن كان أفعاله دائمة شيئا بعد شيء ليس فيها واحد قديم وكذلك مفعولاته بطريق الأولى ، فإن المفعول تابع للفعل فلا يكون في أفعاله ولا في مفعولاته شيء قديم وإن كانت دائمة لم تزل فإن دوام النوع وقدمه ليس مستلزما قدم شيء من الأعيان ا 0هـ .
وقال في (2/144) :
وإذا كان ذلك الفعل يوجد شيئا فشيئا كان المفعول كذلك بطريق الأولى ، لامتناع تقدم المفعول على فعله ، فلا يكون فعل دائم معين ، فلا يكون مفعول معين دائم ا0هـ .
والمفعول هو المخلوق كما قال في (2/88) :
والثاني : ما يكون مخلوقا بائنا عن الله فهذه هي المفعولات ا0هـ .
وعلى هذا لم يخرج شيخ الإسلام عن معنى القدم الاصطلاحي في نوع الفعل ونوع المفعول لأن النوع إذا كان مستمرا فالنوع لم يسبق بعدم كما سبق أن وضحنا .
وهنا أمر مهم ينبغي أن يضاف وهو ان الأزل ليس شيئا محدودا فقال في (2/46) : وليس في الأزل شيئا محدودا كان فيه فاعلا للجميع ا0هـ
وقال في (1/283) : وليس الأزل وقتا محدودا بل هو عبارة عن الدوام الماضي الذي لا ابتداء له الذي لم يسبق بعدم الذي ما زال ا0هـ .
وبقي أن نذكر أن ما قاله شيخ الإسلام في القدم النوعي للعالم قد قاله كثيرون غيره ، كالفخر الرازي والسراج الأرموي وقبلهما ابو الثناء الأبهري – شيخ الأصفهاني – والدواني وبخيت المطيعي ومحمد عبده ومحمد الأمين الشنقيطي وكثير من المتكلمين – من قبل ومن بعد .
قال الشنقيطي في كتابه رحلة الحج إلى بيت الله الحرام ص51 :
وهذا الكلام كله في استحالة تسلسل تأثير بعض أفراد الهيولي في بعض اما بالنظر إلى وجود حوادث لا أول لها يايجاد الله ، فذلك لا محال فيه ولا يلزمه محذور لأنها موجودة بقدرة وإرادة من لا أول له جل وعلا . وهو في كل لحظة من وجوده يحدث ما يشاء كيف يشاء فالحكم عليه بأن احداثه للحوادث له مبدأ يوهم أنه كان قبل ذلك المبدأ عاجزا عن الايجاد سبحانه وتعالى عن ذلك . وإيضاح المقام انك لو فرضت تحليل زمن وجود الله في الماضي إلى الأزل إلى أفراد زمانية أقل من لحظات العين أن تفرض ان ابتداء ايجاد الحوادث مقترن بلحظة من تلك اللحظات فإنك ان قلت هو مقترن باللحظة الأولى قلنا ليس هناك أولى البتة ، وإن فرضت اقترانه بلحظة أخرى فإن الله موجود قبل تلك اللحظة بجميع صفات الكمال والجلال بما لا يتناهى من اللحظات وهو في كل لحظة يحدث ما شاء كيف شاء فالحكم عليه بأن لفعله مبدأ ، لم يكن فعل قبله شيئا يتوهم أن له مانعا من الفعل قبل ابتداء الفعل ، فالحاصل أن وجوده جل وعلا لا أول له وهو في كل لحظة من وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء فجميع ما سوى الله كله مخلوق حادث بعد عدم ، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع الفعل سبحانه وتعالى عن ذلك . فظهر أن وجود حوادث لا أول لها إن كانت بإيجاد من لا أول له لا محال فيه وكل فرد منها كائنا ما كان فهو حادث مسبوق بعدم لكن محدثه لا أول له وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه وتعالى [ انتهى جواب ما حير عقل الطيبونى] إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد -الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
لا يلزم هذا اخى الكريم الطيبونى لاننا اذا قلنا بوجوب القدم فى شيئ معين معنى ذلك انه غير مسبوق بالعدم-- وجميع المخلوقات مسبوقة بالعدم فكيف تكون واجبة الوجود و هى مخلوقه مربوبه مفعولة كائنة بعد ان لم تكن كل مخلوق يُفْرَضُ فإنَّهُ مسبوقٌ بعدَمِ نفسه؛ لأنه حادثٌ بعد أَنْ لم يكن---فتصور الوجوب غير وارد اخى الكريم الطيبونىالجواب-
قد قيدت الوجوب في الزمن المعين . يعني لا بد أن تخلق بعض الممكنات . و المعلوم في الممكن انه يرجع وجوده و خلقه لله عز وجل . و ليس بالضرورة انه يخلق و يوجد . فلو اوجبت النوع في الزمن المعين لاوجبت بعض الأفراد ضرورة . الا انك لا تعينها . و عدم تعينها لا يعني عدم وجوبها في الزمن المقدر . و الله اعلم
فالحمد لله على كل حال
و لتعلم يا اخي ان المسلم ليس ملزم إلا بقبول ما يراه حقا . و لا يدخله ذم و لا قدح إلا فيما تبين له دليله من الاقوال
و قد رايت من تقرير القول الذي تذهبون اليه . ان حتى على القول بالجواز و الامكان فلا يخرج المرء من التعطيل و اثبات الكمال . حتى يقول بقولكم
و هذا هو الدافع للنظر في المسألة بجد . و قد رجعت لكلام السلف قبل شيخ الاسلام رحمه الله . فظهر لي من عباراتهم غير ما ذهب اليه رحمه الله .
فهذا الذي بان لي و الله اعلم .
و انما اردت ابراز بعض عبارات القوم ليقف عليها من اراد ان ينظر او يتكلم في هذا
و قد جعل الله لكل سمع و بصر و فؤاد يكون غدا عنه مسؤولا
و بارك الله فيك اخي الكريم
-
لم أفتح الموضوع الذى سألت فيه عن كلام للإمام أحمد للجدال والكلام عن ذمه لأبى ثور بل كنت أريد أن أتحقق من نسبة أثر إليه ولكنكم تطرقتم إلى هذا وخرجتم عن الموضوع وليس معنى أن كلام الإمام أحمد فى أبى ثور فيه ذم له أنه غير ثابت عنه ولكنه صحيح السند والإمام ربما أخطأ فى قوله فنعتذر عنه ونذكر أن هذا الخطأ مغمور فى بحر حسناته ولكن لا يمكننا تكذيب الآثار المنقولة بسند صحيح ونقلها غير واحد من أهل العلم ولم يطعن فى صحتها فصحة نسبتها إلى الإمام شىء وإصابة الإمام فى قوله شىء آخر ثم إن الإمام أحمد له كذلك كلام فى الثناء على أبى ثور وشهد له بالفقه فربما رجع عن قوله فيه والله أعلم .
-
قال الهروي في تفسيره:
وجاء عن ليث عن مجاهد فى قوله عز و جل {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} قال: يجلسه العرش، اعلم أن أصحاب الحديث الذين هم نقلة الأخبار وخزنة الآثار اتفّقوا على أن هذا التأويل صحيح، وأن اللَّه عز وجل كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته ثم خلق الاشياء من غير حاجة له إليها بل إظهارا لقدرته وحكمته ليعرف وجوده وتوحيده وكمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة المحكمة، وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء و هو الآن مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه وإن لم يكن قبل ذلك مستويا عليه وليس إقعاده محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش موجبا له صفة الربّوبيةّ أو مخرجا إيّاه عن صفة العبوديةّ بل هو رفع لمحله وإظهار لشرفه و تفضيل له على غيره من خلقه.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
قد قيدت الوجوب في الزمن المعين . يعني لا بد أن تخلق بعض الممكنات . و المعلوم في الممكن انه يرجع وجوده و خلقه لله عز وجل . و ليس بالضرورة انه يخلق و يوجد . فلو اوجبت النوع في الزمن المعين لاوجبت بعض الأفراد ضرورة . الا انك لا تعينها . و عدم تعينها لا يعني عدم وجوبها في الزمن المقدر . و الله اعلم
فالحمد لله على كل حال
و لتعلم يا اخي ان المسلم ليس ملزم إلا بقبول ما يراه حقا . و لا يدخله ذم و لا قدح إلا فيما تبين له دليله من الاقوال
و قد رايت من تقرير القول الذي تذهبون اليه . ان حتى على القول بالجواز و الامكان فلا يخرج المرء من التعطيل و اثبات الكمال . حتى يقول بقولكم
و هذا هو الدافع للنظر في المسألة بجد . و قد رجعت لكلام السلف قبل شيخ الاسلام رحمه الله . فظهر لي من عباراتهم غير ما ذهب اليه رحمه الله .
فهذا الذي بان لي و الله اعلم .
و انما اردت ابراز بعض عبارات القوم ليقف عليها من اراد ان ينظر او يتكلم في هذا
و قد جعل الله لكل سمع و بصر و فؤاد يكون غدا عنه مسؤولا
و بارك الله فيك اخي الكريم
--
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
. . فلو اوجبت النوع في الزمن المعين لاوجبت بعض الأفراد ضرورة . الا انك لا تعينها . و عدم تعينها لا يعني عدم وجوبها في الزمن المقدر . و الله اعلم
يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجودا ليس لوجوده أول ، ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئا بعد شيء ، فنوعه المتوالي قديم ، وليس شيء منه بعينه قديما ولا مجموعه قديم ، ولكن هو في نفسه قديم بهذا الاعتبار ، فالتأثير الدائم الذي يكون شيئا بعد شيء ، وهو من لوازم ذاته ، هو قديم النوع ، وليس شيء من أعيانه قديما --وإن قيل : هو مقارن له قديم معه بحيث يوجد معه كل وقت .
قيل :فهذا لا يمكن إلا إذا كان علة موجبة له لا محدثا له --وقد يقال في الشيء : إنه قديم ، بمعنى أنه لم يزل شيئا بعد شيء ، وقد يقال : قديم بمعنى انه موجود بعينه في الأزل-ولكن النوع أزلي ، بمعنى وجوده شيئا فشيئا ، فيكون الفعل المشروط به موجودا شيئا فشيئا ، لامتناع وجود المشروط بدون الشرط ، وإذا كان ذلك الفعل يوجد شيئا فشيئا كان المفعول كذلك بطريق الأولى ، لامتناع تقدم المفعول على فعله ، فلا يكون فعل دائم معين ، فلا يكون مفعول معين دائم غايته أنه يلزم قيام الأفعال المتعاقبة بالواجب نفسه وهذا قول أئمة أهل الحديث وجمهورهم قيل : النوع لا يوجد إلا متعاقبا ، فيكون تمامها متعاقبا لا أزليا ، وذلك إنما يكون بما يقوم بها شيئا بعد شيء ، فأما أن يكون تمامها لمفعولها من غير فعل يقوم بها فهو ممتنع قيل : النوع لا يوجد إلا متعاقبا ، فيكون تمامها متعاقبا لا أزليا ، وذلك إنما يكون بما يقوم بها شيئا بعد شيء ، فأما أن يكون تمامها لمفعولها من غير فعل يقوم بها فهو ممتنع وإيجاب الحوادث شيئا بعد شيء بدون قيام أمور متجددة به ممتنع أيضا ، كما قد بسط في موضعه ، وإيجاب المعين بدون هذا الحادث وهذا الحادث محال ، وإيجاب هذا الحادث دائما وهذا الحادث دائما محال .
وأما إيجاب الحوادث شيئا بعد شيء فيستلزم أن لا يكون موجبا للحادث إلا عند حدوثه ، وحينئذ يستكمل شرائط الإيجاب ، فيلزم من ذلك تجدد الإيجاب بشيء بعد شيء ، فحينئذ لم يكن موجبا لمعين إلا بإيجاب معين ، وما استلزم الحوادث لا يكون له إيجاب معين ، وأما الإيجاب الذي يتجدد شيئا بعد شيء فيمتنع أن يكون به شيء بعينه قديما ، لأن القديم لا يكون إلا بإيجاب قديم بعينه لا يتجدد شيئا بعد شيء .
وصار أصل التنازع في فعل الله : هل هو قديم ، أو مخلوق أو حادث ؟من جنس أصل التنازع في كلام الله تعالى ، وكثير من المتنازعين في كلامه وفعله ليس عندهم إلا قديم بعينه لم يزل أو حادث النوع له ابتداء ، [ فالأول ]قول الفلاسفة القائلين بقدمه ، والثاني : قول المتكلمين من الجهمية والمعتزلة وهذا الموضع من أحكمه انكشف له حجاب هذا الباب ، فإن نفس كون الفاعل فاعلا يقتضى حدوث الفعل : إما نوعا وإما عينا . وأما فعل ليس بحادث لا نوعه ولا عينه ، بل هو لازم لذات الفاعل ، فليس هو فعل أصلا .
ولهذا كان نفس علم الخلق بأن الشيء مخلوق يوجب علمهم بأنه مسبوق بالعدم ، إذ لا يعقل مخلوق مقارن لخالقه لازم له لم يزل معه .
ولهذا كان كلام الله الذي بعث به رسله موافقا لما فطر الله عليه الخلائق والأفعال نوعان : لازمة ومتعدية فالفعل اللازم لا يقتضي مفعولا ، والفعل المتعدي يقتضي مفعولا ، فإن لم يكن الدائم إلا الأفعال اللازمة ، وأما المتعدية فكانت بعد أن لم تكن ، لم يلزم وجوب ثبوت شيء من المفعولات في الأزل . وإن قدر أن الدائم هو الفعل المتعدي أيضا والمستلزم لمفعول ،فإذا كان الفعل يحدث شيئا بعد شيء ، فالمفعول المشروط به أولا بالحدوث شيئا بعد شيء ، لأن وجود المشروط بدون الشرط محال ، فثبت أنه على كل تقدير لا يلزم أن يقارنه في الأزل لا فعل معين ولا مفعول معين ، فلا يكون في العالم شيء يقارنه في الأزل ، وإن قدر أنه لم يزل فاعلا سبحانه وتعالى ، فهذه الطريقة قرر فيها ثبوت القديم المحدث للحوادث ، وحدوث كل ما سواه ، من غير احتياج إلى طريقة الوجوب والإمكان ، ولا إلى طريقة الجواهر والأعراض ا0هـ.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب
قال الهروي في تفسيره:
وجاء عن ليث عن مجاهد فى قوله عز و جل {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} قال: يجلسه العرش، اعلم أن أصحاب الحديث الذين هم نقلة الأخبار وخزنة الآثار اتفّقوا على أن هذا التأويل صحيح، وأن اللَّه عز وجل كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته ثم خلق الاشياء من غير حاجة له إليها بل إظهارا لقدرته وحكمته ليعرف وجوده وتوحيده وكمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة المحكمة، وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء و هو الآن مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه وإن لم يكن قبل ذلك مستويا عليه وليس إقعاده محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش موجبا له صفة الربّوبيةّ أو مخرجا إيّاه عن صفة العبوديةّ بل هو رفع لمحله وإظهار لشرفه و تفضيل له على غيره من خلقه.
اقتباس:
قال في ["مجموع الفتاوى" (4/374)]: إذا تبيّن هذا، فقد حدَّث العُلماء المرضيّون، وأولياؤه المقبولون: أنّ محمدًا رسول الله يُجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد فى تفسير: ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) ، أو ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة، وغير مرفوعة.
قال ابن جرير: وهذا ليس مُناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشَّفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعي،ه لا يقول إن إجلاسه على العرش مُنكرًا، وإنّما أنكره بعض الجهمية، ولا ذِكره في تفسير الآية مُنكر. اهـ
اقتباس:
قال الهروي في تفسيره:
وجاء عن ليث عن مجاهد فى قوله عز و جل {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} قال: يجلسه العرش
هذه لا اشكال فيها-قال شيخ الاسلام في ["مجموع الفتاوى" (4/374)]: إذا تبيّن هذا، فقد حدَّث العُلماء المرضيّون، وأولياؤه المقبولون: أنّ محمدًا رسول الله يُجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد فى تفسير: ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) ، أو ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة، وغير مرفوعة.
قال ابن جرير: وهذا ليس مُناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشَّفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعي،ه لا يقول إن إجلاسه على العرش مُنكرًا، وإنّما أنكره بعض الجهمية، ولا ذِكره في تفسير الآية مُنكر. اهـ--
قال ابن القيم في النونية:
واذكر كلام مجاهد في قوله*** أقم الصلاة وتلك في سبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد*** ما قيل ذا بالرأي والحسبان
ان كان تجسيما فان مجاهدا*** هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وقد أتى ذكر الجلوس به وفي*** أثر رواه جعفر الرباني
أعني ابن عم نبينا وبغيره*** أيضا والحق ذو التبيان
والدارقطني الامام يثبت الآثار في ذا الباب غير جبان
وله قصيد ضمنت هذا وفيها لست للمروي ذا نكران
وجرت لذلك فتنة في وقته*** من فرقة التعطيل والعدوان
والله ناصر دينه وكتابه*** ورسوله في سائر الأزمان
لكن بمحنة حزبه من حربه*** ذا حكمة مذ كانت الفئتان
اقتباس:
وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء و هو الآن مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه وإن لم يكن قبل ذلك مستويا عليه
-آحاد أفعاله - سبحانه - التي تدلُّ عليها أسماؤه، وأنواعُ أفعاله التي ليس له منها اسم = هي التي تُعرف عند أهل العلم بـ(الصفات الفعلية): كاستوائه على العرش، ونزوله إلى السماء الدنيا، وخلقه للسماوات والأرض، وحبِّه وبُغضه لمن شاء، وأنه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء، ويَقْدِرُه على مَنْ يشاء، ويؤتي الملك من يشاء وينْزِعه ممن يشاء، ويُعِزُّ من يشاء ويذل من يشاء...إلى غير ذلك من أفعاله التي تكون بقدرته ومشيئته وحكمته.
فلا يقال في شيء من هذه الأفعال إنه قديم، ولهذا لا يقال: إنه تعالى لم يزل مستويًا على العرش ، ولم يزل نازلًا إلى السماء الدنيا، ولم يزل قائلا: يا موسى، أو قائلا للملائكة: إني خالق بشرًا ، أو لم يزل غاضبًا، أو محبًا، أو مبغضًا، أو فرحًا، أو ضاحكًا؛ لتوقف هذه الأفعال على أسبابها ومتعلَّقاتها، وهذه الأسبابُ والمتعلَّقات متوقفةٌ على مشيئته سبحانه، فتدخل هذه الأفعالُ كلُّها في أنه فعّال لما يريد، فهذا وصفٌ لازم له سبحانه.
فلم يزل ولا يزال فعّالاً لما يريد، ولا يلزم في الأزل أن يريد كلَّ فعل؛ لأنه لا يلزم في الأزل أن يريد أسبابَها ومتعلقاتِها، بل ذلك في حُكم الإمكان، لكمال قدرته وأنه لم يزل عل كل شيء قديرا،
اقتباس:
وأن اللَّه عز وجل كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته ثم خلق الاشياء من غير حاجة له إليها بل إظهارا لقدرته وحكمته ليعرف وجوده وتوحيده وكمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة المحكمة
نحن نقول ان الله قبل جميع المخلوقات وليس فى كلام الهروى ما يدل على تعطيلكم هذا ما يفهمه عقل المعطل يحسبون كل صيحة لهم-- هل ما زلت لاتدرك ان الله متقدم على جميع المخلوقات وقبلها وكيف لا يكون قبلها وهو خالقها وبارئها -يبدو انك لا زلت لاتدرك ما عليه مدار الحوار بينى وبين اخى الكريم الطيبونى- مع مدى الخلاف بينى وبينه لا يقف على ما تقف عليه وتكرره-- يقول شيخ الاسلام-صار أصل التنازع في فعل الله : هل هو قديم ، أو مخلوق أو حادث ؟من جنس أصل التنازع في كلام الله تعالى ، وكثير من المتنازعين في كلامه وفعله ليس عندهم إلا قديم بعينه لم يزل أو حادث النوع له ابتداء ، [ فالأول ]قول الفلاسفة القائلين بقدمه ، والثاني : قول المتكلمين من الجهمية والمعتزلة [وايضا هو قولك اخى الكريم مسلم الغريب]---- الفعل الدائم مع الله من غير تعاقب هو الذي أوقع الفلاسفة في قدم العالم ولهذا قال في (2/146) :
وإذا لم يمكن فعله إلا مع فعل هذا وهذا ،لا يكون شيء منه قديما ، فالآخر كذلك ، لا يمكن قدم شيء من العالم إلا بقدم فعل له معين ، ولزوم ذلك الفعل / لذات الرب كما تلزم الصفة للموصوف .
ومن المعلوم بصريح المعقول الفرق بين صفة الموصوف وبين فعل الفاعل . أما الصفة فيعقل كونها لازمة للموصوف : إما عينا كالحياة ، وإما نوعا كالكلام والإرادة ، ويعقل كونها عارضة ، لكن ذلك إنما يكون في المخلوق .
وأما الفعل فلا يعقل إلا حادثا شيئا بعد شيء ، وإلا فمن لم يحدث شيئا لا يعقل أنه فعل ولا أبدع ، سواء فعل بالإرادة أو قدر إنه فعل بلا إرادة . ولو كان الفعل لا يحدث لم يعقل الفرق بينه وبين الصفة اللازمة ، إذ كلاهما معنى قائم بالذات لازم لها بعينه ،وما كان كذلك لم يكن فعلا لذلك الموصوف ، ولا يعقل كون الموصوف فعله .
وقال في (2/167) :
فمن قال : إن الرب لم يزل متكلما إذا شاء وكيف شاء وبما شاء ، كان الكلام عنده صفة ذات ، قائم بذات الله ، وهو يتكلم بفعله ، وفعله بمشيئته وقدرته ، فمقدار ذلك – إذا قيل بقدمه – كان وفاء بموجب الحجة المقتضية لقدم نوع ذلك ، من غير أن يكون شيء من العالم قديم مع الله تعالى .
وقال أيضا : في (2/149) :
وهذا الموضع من أحكمه انكشف له حجاب هذا الباب ، فإن نفس كون الفاعل فاعلا يقتضى حدوث الفعل : إما نوعا وإما عينا . وأما فعل ليس بحادث لا نوعه ولا عينه ، بل هو لازم لذات الفاعل ، فليس هو فعل أصلا .
ولهذا كان نفس علم الخلق بأن الشيء مخلوق يوجب علمهم بأنه مسبوق بالعدم ، إذ لا يعقل مخلوق مقارن لخالقه لازم له لم يزل معه .
ولهذا كان كلام الله الذي بعث به رسله موافقا لما فطر الله عليه الخلائق .
وقال أيضا في (2/150) :
فإذا قيل : هذا مفعول لهذا ، وهو معه لم يزل مقارنا له – كان هذا عند العقل جمعا بين النقيضين وكأنه قيل : هو مفعول له ليس مفعولا له . بل يقول العاقل : إذا كان الأمر كذلك لم يكن جعل أحدهما فاعلا والآخر مفعولا بأولى من العكس .
وقال أيضا : (2/160) :
وأما كون هذا المعين مفعولا مخلوقا مربوبا مفتقرا إلى بارئه ، وأنه لازم لفاعله للزوم الفعل الذي به فعله فاعله كلزوم حياته ، أو بدون فعل قائم به ، فهذا مما لا يعقله الخلق بفطرتهم التي فطروا عليها .
وقال في (1/63) :
وعلى هذا التقدير إذا قيل : لم يزل الله موصوفا بصفات الكمال ، حيا متكلما
إذا شاء ، فعالا أفعالا تقوم به أو مفعولات محدثة شيئا بعد شيء أعطى هذا الدليل موجبه ، ولم يلزم من دوام النوع دوام كل واحد من أعيانه وأشخاصه ، ولا دوام شيء منها كما تقوله أنت في حركات الفلك والحوادث الأرضية ، فإنك تقول : نوع الحوادث دائم باق لا أول له ، فليس فيها شيء بعينه قديم ، فهي كلها محدثة ، وإن كانت الأحداث لم تزل وإذا قلت مثل هذا في فعل الواجب كنت قد وفيت بموجب هذا الدليل ،ولم تخالف شيئا من أدلة العقل ولا الشرع .
وإن قلت : بل اللازم دوام مطلق التأثير فيقال : ليس في هذا ما يقتضي قدم شيء من العالم ، بل كونه فاعلا للشيء يقتضي كون المفعول له مسبوقا بالعدم ودوام كونه فاعلا لا يناقض ذلك .
وحينئذ ، فليس مع الفلسفي ما يوجب قدم شيء من العالموأما قول المتكلم : " لما وجب في الفعل أن يكون مسبوقا بالعدم لزم أن يقال : أنه أوجد بعد أن لم يكن موجدا "
فيقال له : أوجب في كل مفعول معين وكل فعل معين أن يكون مسبوقا بالعدم ، أمأوجب في نوع الفعل ؟
فإن قلت بالأول فلا منافاة بين أن يكون كل من الأفعال والمفعولات مسبوقة بالعدم مع دوان نوع المؤثرية والأثر ، وإذن ما دل عليه دليل العقل لا يناقض ما دل عليه ذلك الدليل الآخر العقلي .ومن اهتدى في هذا الباب إلى الفرق بين النوع والعين تبين له فصل الخطأ من الصواب ، في مسألة الأفعال ومسألة الكلام والخطاب .
واعلم أن أولى الألباب هم سلف الأمة وأئمتها المتبعون لما جاء به الكتاب بخلاف المختلفين في الكتاب ، المخالفين للكتاب ، الذين قيل فيهم : { وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد } [ سورة البقرة : 176] .
وحينئذ فالرب تعالى أوجد كل حادث بعد أن لم يكن موجدا له ، وكل ما سواه فهو حادث بعد أن لم يكن حادث : ولا يلزم من ذلك أن يكون نفس كماله الذي يستحقه متجددا بل لم يزل عالما قادرا مالكا غفورا متكلما كما شاء ، كما نطق بهذه الألفاظ ونحوها الامام أحمد وغيره من أئمة السلف .
فإن قال : ان نوع الفعل يجب أن يكون مسبوقا بالعدم .
قيل له : من أين لك هذا ، وليس في الكتاب والسنة ما يدل عليه ، ولا في المعقول ما يرشد إليه ؟ وهذا يستلزم أن يصير الرب قادرا على نوع الفعل بعد أن لم يكن قادرا عليه ، فإنه ان لم يزل قادرا أمكن وجود المقدور ، فإن كان المقدور ممتنعا ثم صار ممكنا صار الرب قادرا بعد أن لم يكن ،وانتقل الفعل من الامتناع إلى الامكان من غير حدوث شيء ولا تجدده ،فإن الأزل ليس هو شيئا معينا ، بل هو عبارة عن عدم الأولية ، كما أن الأبد عبارة من عدم الآخرية ،فما من وقت يقدر إلا والأزل قبله لا إلى غاية ا0هـ.------- وسأنقل لك اخى الكريم خلاصة جوابنا --فيما يحار فيه عقلك من المنع والتعطيل الذى هو مذهب الماتريدية والاشاعرة وإن أبى من أبى---
فالحكم عى الرب جل وعلا بأن لفعله مبدأ ، لم يكن فعل قبله شيئا يتوهم أن له مانعا من الفعل قبل ابتداء الفعل ، فالحاصل أن وجوده جل وعلا لا أول له وهو في كل لحظة من وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء فجميع ما سوى الله كله مخلوق حادث بعد عدم ، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع الفعل سبحانه وتعالى عن ذلك . فظهر أن وجود حوادث لا أول لها إن كانت بإيجاد من لا أول له لا محال فيه وكل فرد منها كائنا ما كان فهو حادث مسبوق بعدم لكن محدثه لا أول له وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه وتعالى --------------------- واذا قيل يا محمد عبد اللطيف الى اين انتهت اقدامكم نقول انتهت بأن الله فعال لما يريد-لم يزل ولا يزال كذلك- من خالفنا بالتعطيل -فهو بحسب تعطيله اما جهمى معتزلى معطل للاسماء والصفات والافعال- واما ماتريدى معطل يقول نوع الافعال يجب أن يكون مسبوقا بالعدم وان الله ابتدأ الفعل ولم يكن قبل ذلك يفعل على الاطلاق الى حين ابتدأ الفعل.
قيل له : من أين لك هذا ، وليس في الكتاب والسنة ما يدل عليه ، ولا في المعقول ما يرشد إليه ؟ وهذا يستلزم أن يصير الرب قادرا على نوع الفعل بعد أن لم يكن قادرا عليه --انتهى الجواب الذى حار فيه اولى الالباب
-
مذهب اهل السنة والجماعة ان الله خالق قبل ان يخلق الخلق ولم يزيدوا فى صفته شىء ولا ينقصون بعدهم شىء ,قالله عزوجل له الاسماء الحسنى والصفات العلى .
أقول :
نعم شيخ الاسلام يقرر ويوافق ,لأن الله فى اعتقاد اهل السنة والجماعة (فعال لما يريد) ووزن فعال لا تكون الا لمن تكرر منه الفعل ,وأما المبتدعة فيقولون لو ان الله كما تقولون لزم من ذلك ان تتعلق به الحوادث ,وما تعلق به الحوادث قهو مخلوق .
-
لم أفهم الكلام بعقل المعطل كما تقول ولكنك تحرف الكلام بتأويلات باطلة سمجة شبيهة بتأويلات الأشاعرة ولا أقول إن الخلاف فى كون الله قبل كل شىء وإلا لما كان هناك خلاف أصلا فإن القائل بهذا دهرى ملحد يقول بقدم المخلوقات وينفى أزلية الله .
ولكن لو لم تؤول كلام الهروى ليوافق قولك لما قلت ذلك ، قال الهروى : وأن اللَّه عز وجل كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته . وبعدها قال : ثم خلق الأشياء من غير حاجة له إليها . فثم تدل على أن الأشياء خلقت بعد أن لم تكن مخلوقة وهذا نتفق عليه وكذلك تدل على وجود زمن بين عدم وجودها ووجودها وهذا ضد مذهبك فإنك تدعى أن هذا تعطيل لله فجعلت المقصود بالأشياء هنا هذا العالم المعهود مع أن سياق الكلام يأبى ذلك إذ لم يرد له ذكر لا من قريب ولا من بعيد حتى تعود ال عليه وحتى يقصد بالأشياء هذا العالم المشهود فقط ، فقوله : "الأشياء" يدخل فيه كل المخلوقات لأن هذا هو حقيقة الكلام وظاهره ولا قرينة تدل على خلاف ذلك ، وتأمل قوله : "لغير حاجة إليها" فإن لازم قولك أن الله محتاج إلى أن يخلق مخلوقاته ليظهر كماله وأن هذه المخلوقات إن عدمت فى وقت فإنه بذلك يصير معطلا غير قادر على أن يظهر كماله .
والعجب أنك تأولت كلام الهروى ولم تتأول كلام الطحاوى بل سارعت إلى تخطئته واتهامه بتعطيل الله عن صفاته ورميه بأنه أشعرى ملحد معطل لأن الأشعرى ملحد يحرف كلام الله ورسوله ، وأعجب من ذلك أنك إلى الآن لم تخطئ الدارمى مع أن قوله هو نفس قول الطحاوى والموضوع أصلا كان للسؤال عن الاختلاف بين قول الدارمى وقول ابن تيمية – رحمهما الله –
فهذا قول الطحاوى : " ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئًا لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديًا.ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري .له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق. وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم،كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم. ذلك بأنه على كل شيء قدير، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، لا يحتاج إلى شىء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
وهذا قول الدارمى رحمه الله : " الله تبارك وتعالى اسمه كأسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة. قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وقال الله تعالى: {الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش}؛ فقال مرة {الرحمن على العرش استوى} وقال مرةً: الله على العرش استوى، لأنهما بمعنى واحد.
ولو كان كما ادعى المعارض وإمامه المريسي لكان الخالق والمخلوق استويا جميعا على العرش إذ كانت أسماؤه مخلوقة عندهم إذ كان الله في دعواهم في حد المجهول أكثر منه في حد المعروف، لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت، لم يزل ولا يزال وكذلك أسماؤه لم تزل ولا تزال "
تأمل قوله : " لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، قبل الخلق" فمعناه أن الخلق كان بعد أن لم يكن" فهل تحصر الخلق كذلك فى مخلوقات معينة بتأويل باطل ؟!!
وقوله : " كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين" فهل تقول إن المخلوقين هنا ليس المقصود بها كل المخلوقات ؟!!!
وقوله : " وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة" فكيف تأول هذا الكلام ؟ معنى كلامه أنه فى زمن لم تكن أصوات المخلوقين موجودة ولا أعيانهم موجودة وأن الله سميع قبل أن يسمع أصواتهم وبصير قبل أن يرى أعيانهم .
وقوله : "لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا" وأنت تقول أنه لا يمكن أن يوجد وقت ولا مخلوقات فيه .
ولكن ما ألجأك إلى هذه التأويلات الباطلة إلا أنك لم تجد كلاما للسلف يصرح بما تقول مع أن الجهمية المعطلة كانوا موجودين على عهدهم وكانوا يقولون بأن للمخلوقات بداية على عهدهم فأين غلظتهم وتصريحهم فى الرد عليهم فى هذه المقولة كما ردوا على تعطيلهم وادعائهم أن الله كان معطلا قبل الخلق وأنه ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا صفة مما وصف به نفسه .
وما زلت إلى الآن لم تبين موقفك من مقولة : كان الله ولا شىء معه .
ولم تبين موقفك من ما ورد فى الاعتقاد القادرى : كان ربنا ولا شىء معه ولا مكان يحويه .
ولم تأت بحديث عن رسول الله ولا أثر عن السلف يصرح بما تقول ولم تأت لك بإمام من السلف فى مسألتك وكلامك كله عقلى لا نقل فيه مع ادعاءك أن قولك قول السلف وأهل السنة والجماعة ، وبعد كل ذلك ترمى من خالفك بالأشعرية والتعطيل .
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب
لم أفهم الكلام بعقل المعطل كما تقول .
سأناقشك بهدوء التعطيل درجات اعلاها تعطيل الجهمية ثم تعطيل المعتزله وادناها تعطيلكم لله عن الفعل بقولكم ان بداية المخلوقات هو هذا العالم والدليل على ذلك استشهادك بحديث اول ما خلق الله القلم-- ومعنى ذلك عندكم ان الله كان معطل عن الفعل قبل هذه البداية التى تثبتونها--
اقتباس:
ولكنك تحرف الكلام بتأويلات باطلة سمجة شبيهة بتأويلات الأشاعرة
رمتنى بدائها وانسلت--- من يثبت لله دوام الفعل وان الله لم يزل ولا يزال يفعل تكون تأويلاته باطلة وشبيهه بتأويلات الاشاعرة-- والمعطل الذى قوله هو عين قول الماتريدية وليس شبيه بقولهم أهذا؟ تأويله صحيح !-ما لكم كيف تحكمون---
اقتباس:
ولا أقول إن الخلاف فى كون الله قبل كل شىء وإلا لما كان هناك خلاف أصلا فإن القائل بهذا دهرى ملحد يقول بقدم المخلوقات وينفى أزلية الله .
نعم الخلاف ليس فى كون الله قبل كل شيئ-فهذا محل اتفاق بيننا-- ولكن الخلاف فى تعطيلكم الله عن الفعل قبل خلق هذا العالم
اقتباس:
ولكن لو لم تؤول كلام الهروى ليوافق قولك لما قلت ذلك ، قال الهروى
ان لا أُأَول كلام الهروى ولا غيره-- لان كلام كل من ذكرتهم له مقامين -المقام الاول-الرد على المعتزلة فى قولهم ان الله استفاد اسماءه وصفاته بعد خلق الخلق وان الله لم يكن له اسماء ولا صفات الا بعد ان خلقهم--فكلام الطحاوى والهروى والدارمى وغيرهم ممن ذكرتهم من اقوى الردود فى الرد على هؤلاء بقولهم ان الله استفاد
اسم الخالق بعد خلقهم واستفاد اسم الرازق بعد رزقهم---فرد الائمة المذكورين مثل الطحاوى والهروى وغيره على هؤلاء-بان الله لم يزل ولا يزال متصف بالصفات ازلا وابدا- قبل خلق الخلق وبعد خلق الخلق----فلذلك قال الطحاوى ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئًا لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديًا.ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري .له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق. وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم،كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.---وقول الدارمى رحمه الله : " الله تبارك وتعالى اسمه كأسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين--كل هذه الاقوال فى اثبات ان الله متصف وله الاسماء والصفات ازلا وابد- ولم يستفد هذه الاسماء والصفات بعد خلق الخلق ولكن الله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العلا قبل خلق المخلوقات لان الاسماء الحسنى والصفات العلا من الصفات الذاتية التى لم يزل ولا يزال متصف بها قبل خلق الخلق فله اسم الخالق وصفة الخلق قبل ان يخلق وبعد ان يخلق--------المقام الثانى--- الذى اخطأ فيه الطحاوى وغيره وخالق فيه مذهب اهل الحديث والاثر وهو ان الله كان قبل خلق هذا العالم المشهودلم يكن يفعل اى شيئ على الاطلاق ثم ابتدأ الخلق بخلق هذا العالم المشهود--فبداية المخلوقات بهذا العالم وكان الله معطلا ازمنة طويلة ودهورا مديدة--
اقتباس:
فثم تدل على أن الأشياء خلقت بعد أن لم تكن مخلوقة وهذا نتفق عليه
نعم
اقتباس:
وكذلك تدل على وجود زمن بين عدم وجودها ووجودها وهذا ضد مذهبك فإنك تدعى أن هذا تعطيل لله
انتم تقولون بتراخى الفعل ازمنة طويلة كان الله معطل عن الفعل-- ونحن نقول ان التراخى هذه الدهور الطويلة تعطيل
اقتباس:
فجعلت المقصود بالأشياء هنا هذا العالم المعهود مع أن سياق الكلام يأبى ذلك إذ لم يرد له ذكر لا من قريب ولا من بعيد حتى تعود ال عليه وحتى يقصد بالأشياء هذا العالم المشهود فقط
انت نسيت قولك-"قام فينا النبي مقاماً، فأخبرنا عن بَدءِ الخَلقِ حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه"
واللام في قوله - رضى الله عنه - : "الخلق" جنسية لا عهدية فالمعني أنه أخبرهم عن بدء الخلق كله لا عن هذا العالم المشهود فقط-وقولك-فالإمام – رحمه الله – يري أن القلم أول الخلق وقد اختلف أهل السنة في أول المخلوقات أهو العرش أم القلم ، والشاهد أنه استدل بهذا علي أن كلام الله ليس مخلوق ولو كان يقول بتسلسل الحوادث لما صح هذا الاستدلال لأنه لن يكون للحوادث أول .----هذا دليل قاطع على انك تقول ان الله قبل خلق العرش والقلم كان لا يخلق شيئا -لانك تثبت هنا اول المخلوقات على الاطلاق--- اما الحديث فليس فيه اول المخلوقات على الاطلاق--يقول شيخ الاسلام وَلِهَذَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا يَرْوِيهِ بِلَفْظِ الْقَبْلِ، كَالْحُمَيْدِيّ ِ وَالْبَغَوِيِّ وَابْنِ الْأَثِيرِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا اللَّفْظِ تَعَرُّضٌ لِابْتِدَاءِ الْحَوَادِثِ، وَلَا لِأَوَّلِ مَخْلُوقٍ. وَأَيْضًا فَإِنَّهُ يُقَالُ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ أَوْ مَعَهُ أَوْ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ". فَأَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ بِالْوَاوِ، وَ"خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" رُوِيَ بِالْوَاوِ وَبِثُمَّ، فَظَهَرَ أَنَّ مَقْصُودَهُ إِخْبَارُهُ إِيَّاهُمْ بِبَدْءِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ الَّتِي خُلِقَتْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، لَا ابْتِدَاءِ خَلْقِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى خَلْقِهِمَا، وَذَكَرَ مَا قَبْلَهُمَا بِمَا يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ وَوُجُودِهِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِابْتِدَاءِ خَلْقِهِ لَهُ, وَأَيْضًا فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ قَدْ وَرَدَ بِهَذَا وَهَذَا، فَلَا يُجْزَمُ بِأَحَدِهِمَا إِلَّا بِدَلِيلٍ، فَإِذَا رَجَحَ أَحَدُهُمَا فَمَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الرَّسُولَ أَرَادَ الْمَعْنَى الْآخَرَ فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا، وَلَمْ يَأْتِ فِي الْكِتَابِ وَلَا فِي السُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الْآخَرِ، فَلَا يَجُوزُ إِثْبَاتُهُ بِمَا يُظَنُّ أَنَّهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَرِدْ كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ مُجَرَّدًا- ويقول شارح الطحاوية --وقَوْلَ أهل اليمن "جِئْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ"، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى حَاضِرٍ مَشْهُودٍ مَوْجُودٍ، وَالْأَمْرُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَأْمُورِ، أَيِ الَّذِي كَوَّنَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ, وَقَدْ أَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَدْءِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ، لَا عَنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَالَ كَوْنِ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ، وَلَمْ يُخْبِرْهُمْ عَنْ خَلْقِ الْعَرْشِ، وَهُوَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ"، وَقَدْ رُوِيَ مَعَهُ، وَرُوِيَ غَيْرُهُ، وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا، فَعُلِمَ أَنَّهُ قَالَ أَحَدَ الألفاظ والآخران رؤيا بِالْمَعْنَى، وَلَفْظُ "الْقَبْلِ" ثَبَتَ عَنْهُ فِي غَيْرِ هذا الحديث, ففي حديث مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ" فالاولية المطلقة قبل كل شيئ ثابتة لله اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ" - الفارق بيننا وبينكم اننا نثبت دوام فعل الله وانه لم يزل ولا يزال يفعل اما انتم فتقولون ان الله لم يزيل سيفعل فالفارق بين القولين فرق واضح فنفيكم لتسلسل الحوادث فى القدم هو عين التعطيل لافعال الله- وباقى الاجابات موجوده سابقا فلا تكرار
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
الذى اخطأ فيه الطحاوى وغيره وخالق فيه مذهب اهل الحديث والاثر وهو ان الله كان قبل خلق هذا العالم المشهودلم يكن يفعل اى شيئ على الاطلاق ثم ابتدأ الخلق بخلق هذا العالم المشهود--فبداية المخلوقات بهذا العالم وكان الله معطلا ازمنة طويلة ودهورا مديدة -
ارجوا توثيق هذا الكلام من كلامه هو رحمه الله
1- لم يكن يفعل اي شيء على الاطلاق
2- و كان الله معطلا ازمنة طويلة
ملاحظة / بالنسبة لي الموضوع قد انتهى . اللهم إلا ان يظهر استدلال جديد للمسألة لم نقف عليه ؟
و قد عزمت ان لا اعلق مرة أخرى على الكلام . و كتبت الآن طلبا لمستند كلامك فقط
و شكرا بارك الله فيك
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
ارجوا توثيق هذا الكلام من كلامه هو رحمه الله
بارك الله فيك اخى الكريم الطيبونى---يقول شارح الطحاوية-ابى العز الحنفى ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري-ظاهر كلام الشيخ رحمه الله أنه يمنع تسلسل الحوادث فى الماضى[شرح الطحاوية لابى العز الحنفى ص131]---------------------يقول الشيخ صالح ال الشيخ على كلام الطحاوى-لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِ الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي") وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة
-
بل قل خالف ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحم الله الجميع.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي بن سفر
بل قل خالف ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحم الله الجميع.
يبدو انك موافق للماتريدية والاشاعرة- تمنع تسلسل الحوادث فى الماضى- تمنع دوام فعله جل وعلا فى الماضى - واليك التعريف بمن تلمز به---يقول الشيخ سليمان بن سحمان فى كتابه تبرئة الامامين الجليلين- شيخ الاسلام رحمه الله من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وكان إليه المنتهى في ذلك . قال الامام الذهبي في معجم شيوخه : هو شيخنا وشيخ الاسلام وفريد العصر علما ومعرفة وشجاعة وذكاء وتنويراً إليهاً ، وكرماً ونصحاً للأمة ، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته وخرج ونظر في الرجال والطبقات وحصل ما لم يحصله غيره وبرع في تفسير القرآن وغاص في دقائق معانيه بطبع سيال وخاطر وقاد إلى مواضع الاشكال ميال واستنبط شيئاً لم يسبق إليها وبرع في الحديث وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث مع شدة استحضاره له وقت الدليل وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين واتقن العربية أصولاً وفروعاً ونظر في العقليات وعرف أقوال المتكلمين ورد عليهم ونبه على خطئهم وحذر منه ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين وأوذي في الله تعالى من المخالفين وأخيف في نصره السنة المحفوظة حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب اهل التقوى على محبته والدعاء له وكبت أعدائه وهدى به رجالا كثيراً من أهل الملل والنحل وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته وأحيى به الشام بل الاسلام بعد أن كان ينثلم خصوصاً في كائنة التتار وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي فلو حلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى هو مثل نفسه لما حنثت انتهى . وقال ابن الوردي في تاريخه وقد عاصره ورآه : وكانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفته بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذي انفرد به وهو عجباً في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهي في عزوه إلى الكتب الستة والمسند حيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولكن الاحاطة لله تعالى غير أنه يغترف فيه من بحر وغيره من الائمة يغترفون من السواقي وأما التفسير فسلم له ( قال ) وله الباع الطويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين قل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الاربعة ، وقد خالف الاربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب والسنة وبقي سنين يفتى بما قام الدليل ( عليه ) عنده ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية .
وكان دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يديمها ، لا يداهن ولا يحابي ، محبوباً عند العلماء والصلحاء والامراء والتجار والكبراء انتهى ملخصاً [تبرئة الامامين الجليلين]
-
ربما تركى بن سفر يقصد ان ابن تيمية رحمه الله يقول بتعدد الحوادث (المخلوقة) فى الازل .
ان كان هذا ما تقول فهو كما قال الشاعر
وكم من عائب قولا صحيحا ,,وافته من الفهم السقيم
فشيخ الاسلام يفرق بين قدم النوع وحدوث الاحاد .
فالله متكلم ولا يزال متكلم متى شاء وكيف شاء ولم بكن متكلم فى الازل ساكت الان .
بل صفة الكلام قديمة النوع حادثة الاحاد .
-
بعد أن تنتهي من اتهاماتك الجوفاء وتصنيف الناس على المذاهب الكلامية هل من جواب على إيراد محاورَيك غير النقول الطويلة المتكررة وما فتح الموضوع ـ فيما أحسب ـ إلا إثباتا للمغايرة بين مذهب السلف ومذهب شيخ الإسلام في هذه المسألة وليس صحتها من خطأها والله أعلم.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي بن سفر
إلا إثباتا للمغايرة بين مذهب السلف ومذهب شيخ الإسلام في هذه المسألة وليس صحتها من خطأها والله أعلم.
ما معنى وليس صحتها من خطئها- أيمكن اثبات المغايرة مع كون كلام شيخ الاسلام صحيحا-اذا اثبتنا صحة المسألة فى دوام فعله جل وعلا وكمال اسمائه وصفاته وافعاله وانه لم يزل يفعل لانه الفعال لما يريد صار كلام شيخ الاسلام هو قول السلف-ويكون مغايرا لمن منع تسلسل الحوادث فى الماضى- ومَنْع تسلسل الحوادث منسوب الى الماتريدية
-
إذا كان كلام الأئمة أحمد والدارمي والطبري والطحاوي وغيرهم الكثير إذا كان كلامهم غير موافق لما ذهب إليه شيخ الإسلام فهذه مغايرة واضحة لاتستحق نقاشا.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
الخلاصة:
- أن الرب قديم أزلي، وأفعاله حادثة شيئا بعد شيء، وكذلك كلامه، لم يزل متكلما بمشيئته شيئا بعد شيء.
- من أقرّ بدوام الفعل لزمه أن يقرّ بدوام الخلق؛ لأن الخلق نوع من الفعل، ودوام التخليق أو الخلق يستلزم دوام جنس المخلوقات.
- وما دلّ من الأدلة العقلية والسمعية على قدم نوع الفعل والخلق لا يدل على قدم شيء معيّن من العالم لا فلكٍ ولا غيره.
- ولا ريب أن الفعل من لوازم الحياة، والرب لم يزل فاعلا بمشيئته وقدرته، والفعل والخلق والكلام صفات كمال، والرب قابل للاتصاف بها، وإذا كان قابلا لها لزم وجودها لأن ذاته هي الموجبة لما كان قابلا له، فكان كل مقبول واجب الوجود للرب سبحانه. وهذا ليس من الإيجاب عليه في شيء.
- ومن لم يوافق على هذه المسائل لزمه:
1- أن الله لم يكن قادرا على الفعل ثم صار قادرا.
2- أن الله لم يكن قادرا على الخلق ثم صار قادرا.
3- أن الله لم يكن قادرا على الكلام ثم صار قادرا على الكلام بمشيئته.
التزم بهذه اللوازم الكرامية فقالوا: (صار قادرا على الكلام بمشيئته بعد أن لم يكن).
أما الكلابية والأشعرية والسالمية فإنهم قالوا: لم يصر قادرا على الكلام ولا يمكنه الكلام بمشيئته قط.
أصل خطأ أهل الكلام في المسألة القول بامتناع دوام الفعل لاستلزامه بوجود حوادث لا ابتداء لها وهو ممتنع عندهم.
والحقيقة التي اتفق عليها الإخوة المشاركون هي:
1- أنه يمتنع أن يكون مع الله شيء قديم بعينه، مع أنه لم يزل فاعلا لما يشاء، وأنه يحدث ما يقوم بذاته من الأفعال والإرادات، وأن كون الرب فاعلا لما يشاء بلا ابتداء من لوازم ذاته، وأنه يمتنع أن يكون فاعلا بعد أن لم يكن، وأنه ليس كل حادث مخلوقا لكن كل مخلوق حادث.
2- لم يستوعب بعض الإخوة العلة الموجبة لقدم نوع الفعل والإرادة والكلام والمانعة في نفس الوقت من القول بقدم آحاد الحوادث وهو: أن عدم قدم نوع الفعل والكلام والإرادة يستلزم النقص والعيب في الله، وقدم الأفراد يوجب الكفر والشرك والعياذ بالله.
بيانه: أن ما يقوم بالله من نوع الكلام والفعل والإرادة فـ[إما أن يكون صفة كمال أو صفة نقص؛ فإن كان كمالا؛ فلم يزل ناقصا حتى تجدّد له ذلك الكمال، وإن كان نقصا فقد نقص بعد الكمال.
وهذه الحجة لا تُبطل قيام نوع الإرادة والكلام شيئا بعد شيء؛ فإن ذلك إنما يتضمّن حدوث أفراد الإرادة والكلام لا حدوث النوع، والنوع ما زال قديما، وما زال متصفا بالكلام والإرادة، وذلك صفة كمال، فلم يزل متصفا بالكمال ولا يزال، بخلاف ما إذا قيل: صار مريدا متكلما بعد أن لم يكن.
وإذا قيل في ذلك الفرد من أفراد الإرادة والكلام والفعل: هل هو كمال أو نقص؟
قيل: هو كمال وقت وجوده، ونقص قبل وجوده، مثل مناداته لموسى، كانت كمالا لما جاء موسى، ولو ناداه قبل ذلك لكان نقصا، والله منزه عنه.
ولأنّ أفراد الحوادث يمتنع قدمها، وما امتنع قدمه لم يكن عدمه في القدم نقصا، بل النقص المنفي لا بد أن يكون: عدم ما يمكن وجوده، بل: عدم ما يمكن وجوده، ويكون وجوده خيرا من عدمه.
فلا يكون عدم الشيء نقصا إلا بهذين الشرطين: بأن يكون عدمه ممكنا، ويكون وجوده خيرا من عدمه.
فإذا كان عدمه ممتنعا كعدم الشريك والولد فهذا مدح وصفة كمال.
وإذا كان عدمه ممكنا، والأولى عدمه، كالأشياء التي لم يخلقها؛ فإنه كان أن لا يخلقها أكمل من أن يخلقها، كما أن ما خلقه كان أن يخلقه أكمل من أن لا يخلقه.
وحينئذ: فما وجد من الحوادث في ذاته أو بائنا عنه كان وجوده وقت وجوده هو الكمال، وعدمه وقت عدمه هو الكمال، وكان عدمه وقت وجوده، أو وجوده وقت عدمه نقصا ينزّه الله عنه سبحانه وتعالى.
فقد تبين الفرق بين نوع الحوادث وأعيانها، وأن النوع لو كان حادثا بذاته بعد أن لم يكن= لزم كماله بعد نقصه، أو نقصه بعد كماله.
وأيضا: فالحادث لا بد له من سبب، والأفراد يمكن حدوثها؛ لأن قبلها أموراً أخرى تصلح أن تكون سببا.
أما إذا قدّر عدم النوع كله ثم حدث لزم أن يحدث النوع بلا سبب يقتضي حدوثه وهو ممتنع.
وأيضا: فهذا النوع إما أن يقال: كان قادرا عليه فيما لم يزل، أو صار قادرا بعد أن لم يكن: فإن كان قادرا عليه: أمكن وجوده؛ فلا يمتنع وجوده، فلا يجوز الجزم بعدمه.
وإن لم يكن قادرا: لزم حدوث القدرة بلا سبب، وانتقال القدرة من الامتناع إلى الإمكان بلا سبب.
وهذا بخلاف الأفراد؛ فإن ذلك كان ممتنعا حتى يحصل ما يصير به ممكنا، أو كان ممكنا، ولكن الحكمة اقتضت وجوده بعد تلك الأمور...
وأيضا: فذلك النوع ممكن له لوجوده، وهو لا يتوقف على شيء غيره لا منه ولا من غيره، وما كان ممكنا لم يتوقف إلا على ذاته= لزم وجوده بوجود ذاته كحياته وعلمه وقدرته وغير ذلك من صفاته؛ فدل ذلك على وجوب قِدم نوع هذه الصفات، ولزوم النوع لذاته، وإن قيل بحدوث الأفراد.
وعلى هذا فيقال: لا تقوم بذاته الصفات الحادثة، أي: لا يقوم به نوع من أنواع الصفات الحادثة، بمعنى أن الكلام صفة والإرادة صفة، ولا تحدث له هذه الصفات ولا نوع من أنواع هذه الصفات، بل لم يزل متكلما مريدا، وإن حدث أفراد كلّ صفةٍ، أي: إرادة هذا الحادث المعيّن، وهذا الشخص المعيّن، فنفس الصفة لم تزل موجودةً].
انتهى الاقتباس من كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
الخلاصة:
- أن الرب قديم أزلي، وأفعاله حادثة شيئا بعد شيء، وكذلك كلامه، لم يزل متكلما بمشيئته شيئا بعد شيء.
- من أقرّ بدوام الفعل لزمه أن يقرّ بدوام الخلق؛ لأن الخلق نوع من الفعل، ودوام التخليق أو الخلق يستلزم دوام جنس المخلوقات.
* الخلاف الحادث في المسالة انما هو في شيء اخص من هذا . فلا يلزم من دوام الفعل دوام الخلق . لان افعال الله عز وجل منها اللازم و المتعدي . و الاخير تابع للمشيئة و الحكمة . فبذلك يعلل عدم الوقوع فلا يستدل بالاعم على الاخص . و كون الله عز وجل متصف بصفة الخلق لا يلزم منه انه لم يزل يخلق شيئا بعد شيء لان ذلك تابع للمشيئة المرتبطة بالحكمة . و يفتقر اثبات دوام وقوع الافراد الى المرجح الشرعي . لان غاية ما يمكن ان يدرك بالعقل . ان الله عز وجل لم يزل قادر على كل شيء و ان الخلق تابع للمشيئة و الحكمة . فيستدل على الكمال في الافراد بالوقوع لما هو مشاهد و معلوم . اما من جهة الازل فيحتاج ذلك الى دليل الشرع لان الامر غيب بالنسبة الينا .
- مع الرجوع الى كلام السلف في المسالة يدرك المرء ان الخلاف في المسالة حادث . و ان الخلاف بينهم هو في اول مخلوق . و هذا يتضمن الاقرار بان المخلوقات لها اول فيكون هذا امر مجمع عليه بينهم . و محاولة حمل الخلاف بينهم في ان ذلك انما هو في هذا العالم المشهود لا يتمشى الا مع نوع تكلف و تاويل كلامهم و حمله على غير مقصودهم .
- وما دلّ من الأدلة العقلية والسمعية على قدم نوع الفعل والخلق لا يدل على قدم شيء معيّن من العالم لا فلكٍ ولا غيره.
* تكلمنا سابقا عن منتهى ادارك العقل في هذه المسالة . اما السمع فلعلكم تذكرون دليلا واحدا يكفي في رفع الخلاف ؟
- ولا ريب أن الفعل من لوازم الحياة، والرب لم يزل فاعلا بمشيئته وقدرته، والفعل والخلق والكلام صفات كمال، والرب قابل للاتصاف بها، وإذا كان قابلا لها لزم وجودها لأن ذاته هي الموجبة لما كان قابلا له، فكان كل مقبول واجب الوجود للرب سبحانه. وهذا ليس من الإيجاب عليه في شيء.
* عند الكلام على افراد الخلق لا يحسن ان يستدل على الكمال بالوجود . لان ذلك ايجاب لوقوع كل ممكن في اول ما يتصور من زمن مع استمرار ذلك الى الابد و هذا لا يقوله عاقل . فالكمال بالنسبة للافراد يدرك مع الوجود و العدم . و جملة النوع هي مجموعة الافراد . و مع الاقرار بان افراد الجملة ممكنة الوقوع ليست بواجبة يدرك ان جنس المخلوقات و تسلسلها في الازل امر ممكن ليس بواجب . لان الجملة ليست امر زائد عن مجموعة الافراد . و لان في ايجاب التسلسل في الازل ايجاب لوقوع بعض الافراد شيئا بعد شيء مع عدم التعيين . و هذا يتناقض مع قولنا في حكم الافراد و ان وقوعها واجب و ليس بممكن .
- ومن لم يوافق على هذه المسائل لزمه:
1- أن الله لم يكن قادرا على الفعل ثم صار قادرا.
2- أن الله لم يكن قادرا على الخلق ثم صار قادرا.
3- أن الله لم يكن قادرا على الكلام ثم صار قادرا على الكلام بمشيئته.
* هذا يلزم اهل البدع و الكلام . اما اهل السنة فيقولون ان الله لم يزل قادرا على الخلق . و ان ذلك راجع لحكمته و مشيئته . و ان عدم و جود الخلق في الزمن المعين راجع لعدم المشيئة لا للعجز و عدم القدرة .
التزم بهذه اللوازم الكرامية فقالوا: (صار قادرا على الكلام بمشيئته بعد أن لم يكن).
أما الكلابية والأشعرية والسالمية فإنهم قالوا: لم يصر قادرا على الكلام ولا يمكنه الكلام بمشيئته قط.
أصل خطأ أهل الكلام في المسألة القول بامتناع دوام الفعل لاستلزامه بوجود حوادث لا ابتداء لها وهو ممتنع عندهم.
والحقيقة التي اتفق عليها الإخوة المشاركون هي:
1- أنه يمتنع أن يكون مع الله شيء قديم بعينه، مع أنه لم يزل فاعلا لما يشاء، وأنه يحدث ما يقوم بذاته من الأفعال والإرادات، وأن كون الرب فاعلا لما يشاء بلا ابتداء من لوازم ذاته، وأنه يمتنع أن يكون فاعلا بعد أن لم يكن، وأنه ليس كل حادث مخلوقا لكن كل مخلوق حادث.
2- لم يستوعب بعض الإخوة العلة الموجبة لقدم نوع الفعل والإرادة والكلام والمانعة في نفس الوقت من القول بقدم آحاد الحوادث وهو: أن عدم قدم نوع الفعل والكلام والإرادة يستلزم النقص والعيب في الله، وقدم الأفراد يوجب الكفر والشرك والعياذ بالله.
بيانه: أن ما يقوم بالله من نوع الكلام والفعل والإرادة فـ[إما أن يكون صفة كمال أو صفة نقص؛ فإن كان كمالا؛ فلم يزل ناقصا حتى تجدّد له ذلك الكمال، وإن كان نقصا فقد نقص بعد الكمال.
وهذه الحجة لا تُبطل قيام نوع الإرادة والكلام شيئا بعد شيء؛ فإن ذلك إنما يتضمّن حدوث أفراد الإرادة والكلام لا حدوث النوع، والنوع ما زال قديما، وما زال متصفا بالكلام والإرادة، وذلك صفة كمال، فلم يزل متصفا بالكمال ولا يزال، بخلاف ما إذا قيل: صار مريدا متكلما بعد أن لم يكن.
وإذا قيل في ذلك الفرد من أفراد الإرادة والكلام والفعل: هل هو كمال أو نقص؟
قيل: هو كمال وقت وجوده، ونقص قبل وجوده، مثل مناداته لموسى، كانت كمالا لما جاء موسى، ولو ناداه قبل ذلك لكان نقصا، والله منزه عنه.
ولأنّ أفراد الحوادث يمتنع قدمها، وما امتنع قدمه لم يكن عدمه في القدم نقصا، بل النقص المنفي لا بد أن يكون: عدم ما يمكن وجوده، بل: عدم ما يمكن وجوده، ويكون وجوده خيرا من عدمه.
فلا يكون عدم الشيء نقصا إلا بهذين الشرطين: بأن يكون عدمه ممكنا، ويكون وجوده خيرا من عدمه.
فإذا كان عدمه ممتنعا كعدم الشريك والولد فهذا مدح وصفة كمال.
وإذا كان عدمه ممكنا، والأولى عدمه، كالأشياء التي لم يخلقها؛ فإنه كان أن لا يخلقها أكمل من أن يخلقها، كما أن ما خلقه كان أن يخلقه أكمل من أن لا يخلقه.
وحينئذ: فما وجد من الحوادث في ذاته أو بائنا عنه كان وجوده وقت وجوده هو الكمال، وعدمه وقت عدمه هو الكمال، وكان عدمه وقت وجوده، أو وجوده وقت عدمه نقصا ينزّه الله عنه سبحانه وتعالى.
فقد تبين الفرق بين نوع الحوادث وأعيانها، وأن النوع لو كان حادثا بذاته بعد أن لم يكن= لزم كماله بعد نقصه، أو نقصه بعد كماله.
وأيضا: فالحادث لا بد له من سبب، والأفراد يمكن حدوثها؛ لأن قبلها أموراً أخرى تصلح أن تكون سببا.
أما إذا قدّر عدم النوع كله ثم حدث لزم أن يحدث النوع بلا سبب يقتضي حدوثه وهو ممتنع.
* لعلكم تبينون ما تقصدون بالنوع في موطن الخلاف . و هل يلزم من القول بامكانيته او وجوبه من وجود بعض الافراد شيئا فشيء . فنوع الخلق ان كان يقصد به مجموعة الافراد الممكنة فهي ممكنة طبعا لان الله عز وجل قادر على ان يخلقها متى شاء . لكن ذلك متوقف على الحكمة من خلقها . فلو قدرنا عدم خلقها جملة في زمن ما ؟ او قلنا ان الله شاء او اراد ان يكون ابتداء افرادها في زمن معين لا يلزم ان النوع كان ممتنع لعجز و عدم القدرة عليه ثم انقلب ذلك الى الامكان .
بل نقول ان حكمة الله و مشيئته اقتضت ان يكون للخلق اول لحكمة يعلمها عز وجل . و لا ريب ان كل هذا الكلام يحتاج الى دليل شرعي سواء في الاثبات او النفي . و مع النظر الى كلام السلف و خلافهم في اول الخلق نكاد نجزم ان جنس المخلوقات لها اول .
وأيضا: فهذا النوع إما أن يقال: كان قادرا عليه فيما لم يزل، أو صار قادرا بعد أن لم يكن: فإن كان قادرا عليه: أمكن وجوده؛ فلا يمتنع وجوده، فلا يجوز الجزم بعدمه.
* نعم لا يجوز الجزم لمن لم يقف على كلام السلف في المسالة . لان منتهى ما يصل اليه قبل ذلك ان الله عز وجل قادر على الخلق و ان ذلك راجع الى مشيئته
وإن لم يكن قادرا: لزم حدوث القدرة بلا سبب، وانتقال القدرة من الامتناع إلى الإمكان بلا سبب.
وهذا بخلاف الأفراد؛ فإن ذلك كان ممتنعا حتى يحصل ما يصير به ممكنا، أو كان ممكنا، ولكن الحكمة اقتضت وجوده بعد تلك الأمور...
وأيضا: فذلك النوع ممكن له لوجوده، وهو لا يتوقف على شيء غيره لا منه ولا من غيره، وما كان ممكنا لم يتوقف إلا على ذاته= لزم وجوده بوجود ذاته كحياته وعلمه وقدرته وغير ذلك من صفاته؛ فدل ذلك على وجوب قِدم نوع هذه الصفات، ولزوم النوع لذاته، وإن قيل بحدوث الأفراد.
وعلى هذا فيقال: لا تقوم بذاته الصفات الحادثة، أي: لا يقوم به نوع من أنواع الصفات الحادثة، بمعنى أن الكلام صفة والإرادة صفة، ولا تحدث له هذه الصفات ولا نوع من أنواع هذه الصفات، بل لم يزل متكلما مريدا، وإن حدث أفراد كلّ صفةٍ، أي: إرادة هذا الحادث المعيّن، وهذا الشخص المعيّن، فنفس الصفة لم تزل موجودةً].
انتهى الاقتباس من كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
بارك الله فيك اخي الكريم
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فلا يلزم من دوام الفعل دوام الخلق . لان افعال الله عز وجل منها اللازم و المتعدي . و الاخير تابع للمشيئة و الحكمة . فبذلك يعلل عدم الوقوع فلا يستدل بالاعم على الاخص . و كون الله عز وجل متصف بصفة الخلق لا يلزم منه انه لم يزل يخلق شيئا بعد شيء لان ذلك تابع للمشيئة المرتبطة بالحكمة . و يفتقر اثبات دوام وقوع الافراد الى المرجح الشرعي ..........عند الكلام على افراد الخلق لا يحسن ان يستدل على الكمال بالوجود . ...... فالكمال بالنسبة للافراد يدرك مع الوجود و العدم . و جملة النوع هي مجموعة الافراد . و مع الاقرار بان افراد الجملة ممكنة الوقوع ليست بواجبة يدرك ان جنس المخلوقات و تسلسلها في الازل امر ممكن ليس بواجب . لان الجملة ليست امر زائد عن مجموعة الافراد . و لان في ايجاب التسلسل في الازل ايجاب لوقوع بعض الافراد شيئا بعد شيء مع عدم التعيين . و هذا يتناقض مع قولنا في حكم الافراد و ان وقوعها واجب و ليس بممكن بارك الله فيك اخي الكريم
هذا عين كلام خصوم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وسأنقل كلام الخصوم فى الفقرة القادمة وهو عين الموجود فى الاقتباس ولكن سأبين اولا معنى التسلسل الذى نتكلم عليه : وهو دوام أفعال الرب أزلاً – الأزل : هو القِدَم الذي لا بداية له - وأبداً - الأبد : هو المستقبل الذي لا نهاية له - : فذلك معنى صحيح دل عليه العقل والشرع ،
فإثباته واجب ،
ونفيه ممتنع ، قال الله تعالى : ( فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) هود/ 107 .
والفعَّال هو من يفعل على الدوام ،
ولو خلا من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً ؛
فوجب دوام الفعل أزلاً وأبداً .
ثم إن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به ،
ولو خلا الرب منه لخلا من كمال يجب له ، وهذا ممتنع .
ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حي فهو فعال ، والله تعالى حيٌّ فهو فعال ، وحياته لا تنفك عنه أبداً وأزلاً .
ولأن الفرق بين الحيِّ والميتِ الفعلُ ، والله حيٌّ فلا بد أن يكون فاعلاً ، وخُلُوُّه من الفعل في أحد الزمانين الماضي والمستقبل : ممتنع ، فوجب دوام فعله أزلاً وأبداً .
فخلاصة هذه المسألة : أنه إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب : فذلك معنى صحيح ، واجب في حق الله ، ونفيه ممتنع .
ولا يجوز أن يكون تعالى معطَّلاً عن الفعل ثم فعل ، أو أنه اتصف بصفة من الصفات بعد أن لم يكن متصفاً بها ، أو أنه حصل له الكمال بعد أن لم يكن : فذلك معنى باطل لا يجوز .
فالله عز وجل لم يزل متَّصفاً بصفات الكمال : صفات الذات ، وصفات الفعل ، ولا يجوز أن يُعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفاً بها
مثال ذلك : صفة الكلام ؛ فالله عز وجل لم يزل متكلماً إذا شاء ، ولم تحدث له صفة الكلام في وقت ، ولم يكن معطَّلاً عنها في وقت ، بل هو متصف بها أزلاً وأبداً .
وكذلك صفة الخلق ، فلم تحدث له هذه الصفة بعد أن كان معطَّلاً عنها .
وإذا أريد بالتسلسل : أن شيئاً من المخلوقات المعينة قديم قدم الله تعالى ، فهذا باطل ، فكل سوى الله تعالى مخلوق ، مسبوق بالخالق ، بل مسبوق بعدم نفسه أيضاً.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ولكن الذي نطقت به الكتب والرسل أن الله خالق كل شيء فما سوى الله من الأفلاك والملائكة وغير ذلك مخلوق ومحدث كائن بعد أن لم يكن مسبوق بعدم نفسه وليس مع الله شيء قديم بقدمه في العالم لا أفلاك ولا ملائكة سواء سميت عقولاً ونفوساً أو لم تسم " انتهى من " الصفدية " (1/14).
وقال رحمه الله : " ولكن يمتنع عند أهل الملل أن يكون موجود قديم مع الله فإن الله خالق كل شيء وكل مخلوق مسبوق بعدم نفسه وإن قيل مع ذلك بدوام كونه خالقا فخلقه شيئاً بعد شيء دائماً لا ينافى أن يكون كل ما سواه مخلوقاً محدثاً كائناً بعد أن لم يكن ليس من الممكنات قديم بقدم الله تعالى مساوياً له بل هذا ممتنع بصرائح العقول مخالف لما أخبرت به الرسل عن الله كما قد بسط في موضعه " انتهى من " منهاج أهل السنة النبوية
التسلسل في مفعولات الله عز وجل ، وأنه ما زال ولا يزال يخلق خلْقاً بعد خلق ، إلى ما لا نهاية ، فذلك معنى صحيح ، وتسلسل ممكن ، وهو جائز في الشرع والعقل .
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
خصوم شيخ الاسلام فى المسألة
-الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم 133 حيث قال :
( وفيه رد أيضا على من يقول بحوادث لا أول لها ، وأنه ما من مخلوق ، إلا ومسبوق بمخلوق قبله ، وهكذا إلى ما لا بداية له ، بحيث لا يمكن أن يقال : هذا أول مخلوق ، فالحديث يبطل هذا القول ويعين أن القلم هو أول مخلوق ،
فليس قبله قطعا أي مخلوق . ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها ، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول ، ولا تقبله أكثر القلوب ، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها ، مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له . كما يقول
هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية ، فذلك القول منه غير مقبول ، بل هو مرفوض بهذا الحديث ، وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج ، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه ، ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال : " ما منا من أحد إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم - "
محمد خليل هراس :
يقول في كتابه ابن تيمية السلفي ص122 :
ولكننا نتعجل فنقول إن ابن تيمية قد بني على هذه القاعدة ( قدم الجنس وحدوث الأفراد ) كثيرا من العقائد وجعلها مفتاحا لحل مشاكل كثيرة في علم الكلام وهي قاعدة لا يطمئن إليها العقل كثيرا فإن الجملة ليست شيئا أكثر من الأفراد مجتمعة فإذا فرض أن كل فرد منها حادث لزم من ذلك حدوث الجملة قطعا .
وقد رأيت سعد الدين التفتازاني في رده على الفلاسفة القائلين بقدم الحركة بالنوع مع حدوث أشخاصها يقول بأن ماهية الحركة لو كانت قديمة أي موجودة في الأزل لزم أن يكون شيء من جزئياتها أزليا ، إذ لا تحقق للكلي إلا في ضمن جزئياته . ويذكر أيضا عند بيان امتناع تعاقب الحوادث لا إلى بداية أنه لما كان كل حادث مسبوقا بالعدم كان الكل كذلك فإذا كان كل زنجي أسود كان الكل أسود ضرورة .
وقد تعقبه الجلال الدواني في شرحه للعقائد العضدية وعد ذلك سخافة منه وبين أن مراد الفلاسفة بقدم الحركة هو قدم نوعها بمعنى أن لا يزال فرد من أفراد ذلك النوع موجودا بحيث لا ينقطع بالكلية ثم قال ومن البين أن حدوث كل فرد لا ينافي ذلك أصلا وضرب لذلك مثلا بالورد الذي لا يبقى منه فرد أكثر من يوم أو يومين مع أن الورد باق أكثر من شهر أو شهرين .
ونحن نقول له هذا قياس باطل فإن الكلام ليس فيما لا نهاية له من الحوادث في جانب المستقبل كما يقول به كثير من المتكلمين في نعيم أهل الجنة ونحو ذلك حتى يعترض ببقاء الورد مع فناء كل فرد من أفراده وإنما كلامنا فيما لا بداية له من الحوادث في جانب الماضي بمعنى انه ما من حادث إلا وهو مسبوق بحادث لا إلى أول بحيث يكون جنس هذه الحوادث قديما ، وكل فرد منها حادثا هل هو معقول أم لا ، الحق أنه يحتاج في تصوره إلى جهد كبير ا هـ
سليم الهلالي :
قال في كتابه عن ابن تيمية ص 83 : ان ابن تيمية لم يثبت حوادث لا أول لها وإنما أجاز هذا الاحتمال العقلي لابقاء حجج الخصمين .ا هـ .
وصواب العبارة أن يقول : وابن تيمية لم يقطع أو لم يجزم بحوادث لا أول لها ، هذا إن كان يقصد بالحوادث هنا المفعولات أما ان قصد أفعال الرب فلا شك انه يجزم بأنه لا أول لها .
وقال ص 86 : يجب التفريق بين الاحتمال والإثبات وابن تيمية أجاز ذلك عقلا ولم يثبته شرعا ا هـ ، وقال مثله : ص88
ويقال فيه ما قيل في سابقه.
وقال في ص93 :
إن مما يشرح الصدر إلى ما قدمناه من تبرئه ساحة ابن تيمية من القول بالقدم النوعي للعالم وإثبات حوادث لا أول لها أن هذه الأمور لم ترد في شيء مما صنفه مبينا عقيدته كالعقيدة الواسطية والحموية والرسالة التدمرية وعقيدة الفرقة الناجية وغيرها بل لاحظنا ذلك كله في أثناء مناقشة الخصمين وإيراد حجج
الفريقين .
وقد علمت أن لا زم المذهب ليس بمذهب ، إذن فالقدم النوعي والقول به ليس مذهبا لابن تيمية رحمه الله ، وإنما مذهبه التصريح بأن هذا العالم حادث مخلوق وأول ما خلق الله خلق القلم ، قال رحمه الله : " فأول ما خلق خلق الله القلم ……." ا هـ .
قال في شرحه على شرح الطحاوية (1) :
ان أهل السنة قالوا ان تسلسل الحوادث من حيث الوقوع والوجود ممتنع عقلا وشرعا ، وأما من حيث الإمكان فغير ممتنع ا هـ .
الجواب لكاملة الكوارى -لا شك ان كلام الشيخ محمد أمان غير صحيح لأنه إن قصد بالحوادث أفعال الرب فكلامه خطأ ، وان قصد المخلوقات فكلامه خطأ أيضا لأن امتناعه مع القول بدوام الفاعلية تناقض ، والظاهر ان الشيخ قد فهم ان القول بدوام الفاعلية وتسلسل المخلوقات يلزم منه قدم العالم ولهذا قال بعد ذلك : ودوام الحوادث في الماضي بحيث يكون المفعول مقارنا لفاعله محال وممتنع عقلا وشرعا ا هـ
والصحيح ان يقول بوجوب تسلسل الأفعال وجواز تسلسل المخلوقات أما ما قاله رحمه الله فغير صحيح .
.. في الشريط العاشر من شرحه .
المصدر - تسلسل الحوادث بين ابن تيمية والفلاسفة
المؤلف: كاملة الكواري.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
قال شيخ لإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الأزل
ليس شيئاً محدوداً يقف عنده العقل
، بل ما من غاية ينتهي إليها تقدير الفعل إلا والأزل قبل ذلك بلا غاية محدودة،
حتى لو فرض وجود مدائن أضعاف مدائن الأرض في كل مدينة من الخردل ما يملؤها، وقدر أنه كلما مضت ألف ألف سنة فنيت خردلة - فني الخردل كله والأزل لم ينته،
ولو قدر أضعاف ذلك أضعافاً لا ينتهي.
فما من وقت يُقدَّر إلا والأزل قبل ذلك.
وما من وقت صدر فيه الفعل إلا وقد كان قبل ذلك ممكناً.
وإذا كان ممكناً فما الموجب لتخصيص حال الفعل بالخلق دون ما قبل ذلك فيما لا يتناهى؟
وأيضاً فالأزل معناه عدم الأولية، ليس الأزل شيئاً محدوداً،
فقولنا: لم يزل قادراً،
بمنزلة قولنا: هو قادر دائماً،
وكونه قادراً وصف دائم لا ابتداء له،
فكذلك إذا قيل لم يزل متكلماً إذا شاء، ولم يزل يفعل ما شاء،
يقتضي دوام كونه متكلماً وفاعلاً بمشيئته وقدرته اهـ.
يقول شيخ الاسلام بن تيمية فى كتابه منهاج السنة النبوية الجزء الاول ص 172
فإن كان الرب
هو
الأول المتقدم على كل ما سواه
كان كل شيء متأخرا عنه
وإن قدر أنه لم يزل فاعلا فكل فعل معين ومفعول معين هو متأخر عنه
وإذا قيل الزمان مقدار الحركة
فليس هو مقدار حركة معينة كحركة الشمس أو الفلك
بل الزمان المطلق مقدار الحركة المطلقة
وقد كان قبل أن يخلق الله السماوات والأرض والشمس والقمر حركات وأزمنة
وبعد أن يقيم الله القيامه فتذهب الشمس والقمر تكون في الجنة حركات وأزمنة كما قال تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} سورة مريم وجاء في الآثار أنهم يعرفون الليل والنهار بأنوار تظهر من جهة العرش وكذلك لهم في الآخرة يوم المزيد يوم الجمعة يعرف بما يظهر فيه من الأنوار الجديدة القوية وإن كانت الجنة كلها نورا يزهر ونهرا يطرد لكن يظهر بعض الأوقات نور آخر يتميز به النهار عن الليل
فالرب تعالى إذا كان لم يزل متكلما بمشيئته فعالا بمشيئته
كان مقدار كلامه وفعاله الذي لم يزل
هو الوقت الذي يحدث فيه ما يحدث من مفعولاته وهو سبحانه متقدم على كل ما سواه التقدم الحقيقي المعقول-
قال المأربى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
والصواب: أن الإمكان نوعان:
إمكان ذهني، وهو تجويز الشيء، أو عدم العلم بامتناعه، محلّه الذهن.
والثاني: الإمكان الخارجي وهو المتعلق بالفاعل، أو المحلّ، مثل أن تقول: يمكن القادر أن يفعل،
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
يقول الشيخ صالح ال الشيخأَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ،
وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ
)
) فأما الأول والآخر فهما اسمان لأزلية الرب جل وعلا وأبديته ،
فالأول متناه في الزمان من جهة الأولية
والآخر متناه في الزمان من جهة الآخرية
فهو جل وعلا بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله أول ليس قبله شيء لم يسبق ذاته جل وعلا ذات ولم يسبق صفاته جل وعلا صفات ولم يسبق أسماءه جل وعلا أسماء ولم يسبق أفعاله جل وعلا أفعال لأحد بل هو جل وعلا الأول الذي ليس قبله شيء ،
كذلك جل وعلا هو الآخر الذي ليس بعده شيء وهذا تفسير لمعنى الآخر في آية الحديد ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ? ففسرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقوله " أَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ "
فمعنى آخرية الله جل وعلا معنى كونه جل وعلا الآخر أنه جل وعلا الأبدي يعني الذي هو آخر أبدي بذاته وصفاته وأفعاله جل وعلا فليس بعده شيء جل وعلا
وهذا يدل على أن جميع المخلوقات من جهة الزمان أن الله جل وعلا محيط بها
فهو جل وعلا قبلها وبعدها كذلك الصفات والأسماء هو جل وعلا قبلها وبعدها كذلك الأفعال هو جل وعلا قبلها وبعدها سبحانه وتعالى
وفي هذا دليل على بطلان قول من قال إن أسماء الله محدثة أحدثها الخلق ،
وفيها دليل على بطلان قول من قال إن صفات الله جل وعلا اتصف بها بعد خلقه للخلق ،
وفيها دليل على بطلان قول من قال إن هذا العالم المنظور قديم أو أزلي كقول الفلاسفة ،
وفيها إثبات أن جنس المخلوقات قديم وأن الله جل وعلا يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه إذ إنه جل وعلا بصفاته أول
،
والصفات لا بد وأن تظهر آثارها في الخلق وأهل السنة يأخذون بالفرق بين هذين المقامين العظيمين
فيقولون إن هذا الاسم من أسماء الله الأول يدل على أنه جل وعلا أول بأسمائه وصفاته وأفعاله ولا بد لأسمائه من أن تظهر آثارها في خلقه ولا بد لصفاته أن تظهر آثارها ولا بد لأفعاله أن تظهر آثارها ،
فجنس ما تظهر فيه آثار أسماء الرب وصفاته وأفعاله قديم
وأما قول أهل الباطل فإنهم يقولون إن هذا العالم الذي نراه السماوت والأرض والأفلاك والنجوم أن هذا قديم هذا باطل
،
لأن الله جل وعلا أخبر أنه خلق هذه خلق السماوات والأرص ووصف لنا ذلك وأنه قدّر مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وهذا يدل على أنها معروفة الأول
وأما جنس المخلوقات فلا تُحَد
وهذا يوضح الفرق بين قول أهل السنة وقول الفلاسفة وقول المعتزلة وقول الأشاعرة والماتريدية
[شرح الواسطية]
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
بارك الله فيك اخي الكريم
وإياكم، وفقكم الله للخير وسدّد خطاكم
هاهنا مسائل للتلخيص إيضاح النظرية:
المسألة الأولى: لا يكون في أفعال الله ومفعولاته شيء قديم بعينه.
المسألة الثانية: لم يزل الله خلّاقا وخالفا وفعالا لما يريد، موصوفا بصفة الخلق والفعل، لم يصر خلّاقا وفاعلا بعد أن لم يكن.
المسألة الثالثة: لا فرق في دوام الفاعلية والخالقية والعطاء بين الأفعال اللازمة والمتعدية.
المسألة الرابعة: الإمكان هنا هو الإمكان الخارجي المتعلق بالفاعل، ومعلوم أن الكمال الممكن واجب لله على ما سبق بيانه؛ فإن نفس كون الفاعل فاعلا وخلّاقا وخالقا يوجب حدوث الفعل والخلق في الأزل وفيما لا يزال على سبيل التعاقب، فلا أول لعطائه {بل يداه مبسوطتان} وفعله {فعال لما يريد} وخلقه{إن ربك هو الخلاق العليم}؛
فمادام الله حيا فهو فعّال لما يريد، خلّاق لما يشاء؛ ومن لا يكون له فعل فهو ميت كما قال السلف.
المسألة الخامسة: حذّر الناصحون من أخذ مذاهب العلماء من الإطلاقات من غير مراجعة لأصولهم ومن غير جمع لنصوصهم التي يفسّر بعضها بعضا؛ لأن هذا الأخذ يؤدي إلى أقوال شنيعة؛ ولأن قواعد العلماء وأصولهم مقيدة لإطلاقهم، ومبينة لمرادهم في بعض الإطلاقات.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (أخذ مذاهب الفقهاء من الإطلاقات من غير مراجعة لما فسّروا به كلامَهم، وما تقتضيه أصولهم يجرّ إلى مذاهب قبيحة). اهـ من الصارم المسلول.
وقال ابن الوزير ما معناه: (قواعد العلماء هي المخصصة لعموم كلامهم).
وسبيل النجاة من هذا المسلك الخطير هو ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله:[إنه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض، ويؤخذ كلامه هاهنا وهاهنا، وتعرف ما عادته يعنيه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلم به، وتعرف المعاني التي عرف أنه أرادها في موضع آخر، فإذا عرف عرفه وعادته في معانيه وألفاظه، كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده.
وأما إذا استعمل لفظه في معنى لم تجرِ عادته باستعماله فيه، وترك استعماله في المعنى الذي جرت عادته باستعماله فيه، وحمل كلامه على خلاف المعنى الذي قد عرف أنه يريده بذلك اللفظ بجعل كلامه متناقضا، وترك حمله على ما يناسب سائر كلامه، كان ذلك تحريفا لكلامه عن موضعه، وتبديلا لمقاصده وكذبا عليه]. اهـ من الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
وقال الإمام ابن القيم: [...، فكثيرا ما يحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له، وكثير من المسائل يخرجها بعض الأتباع على قاعدة متبوعه مع أن ذلك الإمام لو رأى أنها تفضي إلى ذلك لما التزمها].
المسألة السادسة: اختلاف الأثرية في أوّل المخلوقات إنما في العالم المشاهد، وفي الأعيان الغيبية في حقنا المذكورة في النصوص كالعرش والماء، لا في دوام الفاعلية والخالقية وتسلسل الآثار في الماضي
وما أوهَمَ عدم تسلسل الآثار من كلام بعض العلماء كلفظ (بدء الخلق) و (قبل أن يخلق شيئا) فإننا نحمله على أصول صاحب المقالة، ونفسّره بنصوصه الأخرى بلا تكلّف ولا تعسّف؛ لأن قواعد العلماء وتحريراتهم في غير الموضع المتشابه يفسّر مرادهم ومقصودهم في هذه الألفاظ التي توهم الأولية والابتداء المطلق.
مثال ذلك:
1- قال ابن عباس رضي الله عنه: [إن الله كان على عرشه، قبل أن يخلق شيئا، فكان أول ما خلق الله القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة]
أخرجه الدرامي في النقض والرد وابن جرير في التفسير والتاريخ والآجري في الشريعة.
فهل يقول أحدنا: ابن عباس يقول بالأولية والابتداء وينفي التسلسل في الآثار في الماضي لقوله: (قبل أن يخلق شيئا)؟
أو يقول: إنه يرى عدم مخلوقية العرش؟
وقد صح عنه ابن عباس أنه سئل: على أي شيء كان العرش؟
فقال: على الماء،
فقيل له: على أي شيء كان الماء؟
فقال: على متن الريح، وكانت الريح على الهواء. أو كما قال.
2- قال التابعي مجاهد بن جبر رحمه الله في قول الله: ﴿وكان عرشه على الماء﴾: [كان عرشه على الماء، قبل أن يخلق شيئا) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم.
فهل يقول عاقل: مجاهد: يقول بأن العرش والماء ليسا من المخلوقات، لقوله: (قبل أن يخلق شيئا)؟
كلا، بل المراد ضرورة: قبل أن يخلق شيئا من العالم المشاهد كما بدأ به ابن جرير الطبري في تفسير الآية:
(وقوله: ﴿وكان عرشه على الماء﴾ يقول: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض وما فيهن).
3- قال ضمرة التابعي رحمه الله: [إن الله كان عرشه على الماء، وخلق السموات والأرض بالحق، وخلق القلم، فكتب به ما هو خالق، وما هو كائن من خلقه، ثم إن ذلك الكتاب سبّح الله ومجّده ألف عام، قبل أن يخلق شيئا من الخلق].
أخرجه الطبري في التفسير والتاريخ وأبو الشيخ في العظمة.
وقد وري مرفوعا عن ضمرة عن جبير بن نفير مرفوعا.
فهل يقال إن ضمرة يقول بالأولية وانقطاع الأفعال والمفعولات في قوله: (قبل أن يخلق شيئا)؟
وأنه يقول بعدم مخلوقية العرش والماء والقلم والكتاب مع التصريح بالمخلوقية فيلزم الاضطراب والتناقض؟
أو يقال: يعني: قبل أن يخلق شيئا من العالم المشاهد؟
الخلاصة: قال رب العزة جلّ في علاه:
﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾،
وقال جل ذكره:﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾،
وقال:﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل﴾،
﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار﴾،
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾،
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾،
﴿كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾،
﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾،
﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾،
﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُون﴾،
﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾،
﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾
فاسم الخالق والخلاق، والخلق والفعل، مما تمدّح به الرب، ووصف به نفسه فأثبت لنفسه ما يستحقه من الكمال، فكما لا أوّل لوجوده عزّ شأنه فلا أوّل لعطائه وأفعاله وخلقه، بل هو في كل لحظة يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويخلق ما يشاء وهو الخلاق العليم.
فمن قال: لم يزل خالقا وخلاقا لما يشاء في الأزل من غير أزلية فعل معيّن أو مفعول معين فالخلاف معه ليس جوهريا إن شاء الله.
ومن قال بخلاف هذا فقد جازف ولم يقدّر الله حق قدره.
والخلاف الحادث في المسألة إنما هو في أوّل الأعيان من عالم الشهادة، أو في المخلوقات الغيبية المذكورة في القرآن والسنة كالماء والعرش والقلم والريح ونحوها.
وربك أعلم.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
ردم الفجوة وتقليل المسافة:
1- الأخ الفاضل الطيبوني خلاصة نظريته كالتالي:
الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل ويحدث ويخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم شيء معين من أفعاله ومفعولاته = لكن لا أجزم بالوقوع ولا بعدم الوقوع؛ لأن ذلك من أخبار الغيب فيحتاج إلى دليل سمعي.
هذه خلاصة النظرية وأرجو أني فهمت عنه كما أراد؛ فعادت نظريته إلى: عدم العلم بالامتناع، والشك في الوقوع (وكلاهما عدم علم).
2- خلاصة نظريّتنا كالآتي:
إن الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل، أو أن يخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم للأفعال والمفعولات = لكننا نجزم بالوقوع لأمور ثلاثة:
الأول: الفعل الكمالي إما أن يكون ممتنعا أو واجبا.
فإن لم يكن ممتنعا فهو واجب، وإقحام الحكمة والمشيئة في هذه النقطة حشو؛ لأن فعل الشيء لا يكون إلا مع لوازمه وانتفاء أضداده.
الثاني: لو خلا الرب من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً؛ فوجب دوام الفعل أزلاً؛ لأن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به، ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حيّ فهو فعّال، والله تعالى حيٌّ فهو فعّال، فلا أوّل لفعله المتعدي واللازم؛ فكما لا تنفك عنه حياته سبحانه لا تنفك عنه الفاعلية والخالقية والعطاء.
الثالث: إطلاق النصوص الشرعية وعمومها وانتفاء الدليل المقيّد بزمن معيّن أو وقت محدّد: {إن ربك هو الخلاق العليم} {وهو الخلاق العليم}{بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} {فعّال لما يريد} {يفعل ما يريد}، مع تقرير السلف بأنه لم يزل كذلك ولا يزال.
هذه الأمور مجتمعة دلّت على الوقوع بالفعل لا بالقوّة فقط فجزمناه.
وربك أعلم.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
ردم الفجوة وتقليل المسافة:
1- الأخ الفاضل الطيبوني خلاصة نظريته كالتالي:
الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل ويحدث ويخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم شيء معين من أفعاله ومفعولاته = لكن لا أجزم بالوقوع ولا بعدم الوقوع؛ لأن ذلك من أخبار الغيب فيحتاج إلى دليل سمعي.
هذه خلاصة النظرية وأرجو أني فهمت عنه كما أراد؛ فعادت نظريته إلى: عدم العلم بالامتناع، والشك في الوقوع (وكلاهما عدم علم).
* نعم هو كما فهمت . و لا زلت ازعم ان الخلاف في المسالة حادث و ان للمخلوقات اول . و خلاف السلف في اول مخلوق على الاطلاق لا كما تذهبون اليه و تقيدونه بهذا العالم المشهود . و قد ذكرت من صريح عباراتهم في ذلك الكثير من اول الموضوع الى اخر صفحة فان نشطت اقتبست المهم من ذلك .
و ما تكلمت عليه سابقا من حمل كلام العلماء على اصولهم و قواعدهم لا يستقيم لكم الا ان يكون ما قررتموه و فهمتموه من تقرير الاصل موافق لما ذهبوا اليه . فقد وجدنا من كلام السلف و اعلام العلماء من يقرر ان الله عز وجل لم يزل يفعل و ان الله كان و لا شيء غيره ثم خلق الخلق . و وجدنا في كلامهم من يقول بان للمخلوقات اول .
فالذي يفهم من كلامهم ان الخلق له بداية . وان هذا خاص بالافعال المتعدية .
و مع ذلك لم نجد في كلامهم من يقول ان الخلق ليس له بداية و ان ما من مخلوق الا وقبله مخلوق الى ما لا نهاية . فمع جلالة المسالة و عدم وجود ذلك من صريح عباراتهم بعد التتبع لذلك حسب القدرة . و مع وجود المقتضى لذلك في ردودهم على الجهمية و من يمنع دوام الفعل من الجهتين نكاد نجزم انهم على وفاق في ان للمخلوقات اول .
2- خلاصة نظريّتنا كالآتي:
إن الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل، أو أن يخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم للأفعال والمفعولات = لكننا نجزم بالوقوع لأمور ثلاثة:
الأول: الفعل الكمالي إما أن يكون ممتنعا أو واجبا.
فإن لم يكن ممتنعا فهو واجب، وإقحام الحكمة والمشيئة في هذه النقطة حشو؛ لأن فعل الشيء لا يكون إلا مع لوازمه وانتفاء أضداده.
* لعلك توضح مقصودك بالفعل الكمالي ؟ و هل الكمال هو في الخلق المجرد . ام الكمال المضاف الى الله عز وجل في هذه الجهة هو في الخلق المرتبط بالحكمة و المشيئة ؟
الثاني: لو خلا الرب من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً؛ فوجب دوام الفعل أزلاً؛ لأن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به، ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حيّ فهو فعّال، والله تعالى حيٌّ فهو فعّال، فلا أوّل لفعله المتعدي واللازم؛ فكما لا تنفك عنه حياته سبحانه لا تنفك عنه الفاعلية والخالقية والعطاء.
القول بان المخلوقات لها اول لا يمنع ان يكون الله عز وجل حي فعال . و الخلق و ما يتبع ذلك من امداد راجع الى حكمته و مشيئته . و ما يشاهد و يعلم من خلق الاشياء في ازمانها المقدرة يدل على ان الكمال كما قلت سابقا قد يكون في عدم الخلق . فلا يستدل بالوصف على وجوب التسلسل و ان الكمال في الوقوع . لانه يلزم من ذلك ان يوجد كل ممكن في اول زمن يقدر . فان رد ذلك بان كل حادث مخلوق كماله ان يوجد في زمنه المقدر . لزم ذلك كل المخلوقات . وان تاخيرها جملة الى زمن يكون فيه اول الخلق يعقبه ازمنة اخرى تتعاقب فيه المخلوقات شيئا بعد شيء لا اشكال فيه . و الله اعلم
الثالث: إطلاق النصوص الشرعية وعمومها وانتفاء الدليل المقيّد بزمن معيّن أو وقت محدّد: {إن ربك هو الخلاق العليم} {وهو الخلاق العليم}{بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} {فعّال لما يريد} {يفعل ما يريد}، مع تقرير السلف بأنه لم يزل كذلك ولا يزال.
هذه الأمور مجتمعة دلّت على الوقوع بالفعل لا بالقوّة فقط فجزمناه.
وربك أعلم.
النصوص الشرعية كذلك دلت على ان الخلق مرتبط بالمشيئة . فلا يفهم منها الجزم بان الله عز وجل لم يزل يخلق . بل الذي يفهم من مجموع النصوص ما قرره اهل السنة . ان الله عز وجل يخلق ما يشاء ( متى شاء ) .
و ما فهمتموه من هذه النصوص من تسلسل الخلق في جهة الازل ليس لكم فيه امام . فدونك كتب الائمة و المفسرين
هات عبارة واحدة لامام قبل شيخ الاسلام رحمه الله يذهب الى ما ذهب اليه ؟
و الله اعلم
......
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
المسألة الأولى: لا يكون في أفعال الله ومفعولاته شيء قديم بعينه.
المسألة الثانية: لم يزل الله خلّاقا وخالفا وفعالا لما يريد، موصوفا بصفة الخلق والفعل، لم يصر خلّاقا وفاعلا بعد أن لم يكن.
المسألة الثالثة: لا فرق في دوام الفاعلية والخالقية والعطاء بين الأفعال اللازمة والمتعدية.
المسألة الرابعة: الإمكان هنا هو الإمكان الخارجي المتعلق بالفاعل، ومعلوم أن الكمال الممكن واجب لله على ما سبق بيانه؛ فإن نفس كون الفاعل فاعلا وخلّاقا وخالقا يوجب حدوث الفعل والخلق في الأزل وفيما لا يزال على سبيل التعاقب، فلا أول لعطائه {بل يداه مبسوطتان} وفعله {فعال لما يريد} وخلقه{إن ربك هو الخلاق العليم}؛
فمادام الله حيا فهو فعّال لما يريد، خلّاق لما يشاء؛ ومن لا يكون له فعل فهو ميت كما قال السلف.
المسألة السادسة: اختلاف الأثرية في أوّل المخلوقات إنما في العالم المشاهد، وفي الأعيان الغيبية في حقنا المذكورة في النصوص كالعرش والماء، لا في دوام الفاعلية والخالقية وتسلسل الآثار في الماضي
وما أوهَمَ عدم تسلسل الآثار من كلام بعض العلماء كلفظ (بدء الخلق) و (قبل أن يخلق شيئا) فإننا نحمله على أصول صاحب المقالة، ونفسّره بنصوصه الأخرى بلا تكلّف ولا تعسّف؛ لأن قواعد العلماء وتحريراتهم في غير الموضع المتشابه يفسّر مرادهم ومقصودهم في هذه الألفاظ التي توهم الأولية والابتداء المطلق.
مثال ذلك:
1- قال ابن عباس رضي الله عنه: [إن الله كان على عرشه، قبل أن يخلق شيئا، فكان أول ما خلق الله القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة]
أخرجه الدرامي في النقض والرد وابن جرير في التفسير والتاريخ والآجري في الشريعة.
فهل يقول أحدنا: ابن عباس يقول بالأولية والابتداء وينفي التسلسل في الآثار في الماضي لقوله: (قبل أن يخلق شيئا)؟
أو يقول: إنه يرى عدم مخلوقية العرش؟
وقد صح عنه ابن عباس أنه سئل: على أي شيء كان العرش؟
فقال: على الماء،
فقيل له: على أي شيء كان الماء؟
فقال: على متن الريح، وكانت الريح على الهواء. أو كما قال.
2- قال التابعي مجاهد بن جبر رحمه الله في قول الله: ﴿وكان عرشه على الماء﴾: [كان عرشه على الماء، قبل أن يخلق شيئا) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم.
فهل يقول عاقل: مجاهد: يقول بأن العرش والماء ليسا من المخلوقات، لقوله: (قبل أن يخلق شيئا)؟
كلا، بل المراد ضرورة: قبل أن يخلق شيئا من العالم المشاهد كما بدأ به ابن جرير الطبري في تفسير الآية:
(وقوله: ﴿وكان عرشه على الماء﴾ يقول: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض وما فيهن).
3- قال ضمرة التابعي رحمه الله: [إن الله كان عرشه على الماء، وخلق السموات والأرض بالحق، وخلق القلم، فكتب به ما هو خالق، وما هو كائن من خلقه، ثم إن ذلك الكتاب سبّح الله ومجّده ألف عام، قبل أن يخلق شيئا من الخلق].
أخرجه الطبري في التفسير والتاريخ وأبو الشيخ في العظمة.
وقد وري مرفوعا عن ضمرة عن جبير بن نفير مرفوعا.
فهل يقال إن ضمرة يقول بالأولية وانقطاع الأفعال والمفعولات في قوله: (قبل أن يخلق شيئا)؟
وأنه يقول بعدم مخلوقية العرش والماء والقلم والكتاب مع التصريح بالمخلوقية فيلزم الاضطراب والتناقض؟
أو يقال: يعني: قبل أن يخلق شيئا من العالم المشاهد؟
الخلاصة: قال رب العزة جلّ في علاه:
﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾،
وقال جل ذكره:﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾،
وقال:﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل﴾،
﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار﴾،
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾،
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾،
﴿كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾،
﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾،
﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾،
﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُون﴾،
﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾،
﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾
فاسم الخالق والخلاق، والخلق والفعل، مما تمدّح به الرب، ووصف به نفسه فأثبت لنفسه ما يستحقه من الكمال، فكما لا أوّل لوجوده عزّ شأنه فلا أوّل لعطائه وأفعاله وخلقه، بل هو في كل لحظة يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويخلق ما يشاء وهو الخلاق العليم.
فمن قال: لم يزل خالقا وخلاقا لما يشاء في الأزل من غير أزلية فعل معيّن أو مفعول معين فالخلاف معه ليس جوهريا إن شاء الله.
ومن قال بخلاف هذا فقد جازف ولم يقدّر الله حق قدره.
والخلاف الحادث في المسألة إنما هو في أوّل الأعيان من عالم الشهادة، أو في المخلوقات الغيبية المذكورة في القرآن والسنة كالماء والعرش والقلم والريح ونحوها.
وربك أعلم.
نعم بارك الله فيك أتفق معك تماما
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
ردم الفجوة وتقليل المسافة:
1- الأخ الفاضل الطيبوني خلاصة نظريته كالتالي:
الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل ويحدث ويخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم شيء معين من أفعاله ومفعولاته = لكن لا أجزم بالوقوع ولا بعدم الوقوع؛ لأن ذلك من أخبار الغيب فيحتاج إلى دليل سمعي.
هذه خلاصة النظرية وأرجو أني فهمت عنه كما أراد؛ فعادت نظريته إلى: عدم العلم بالامتناع، والشك في الوقوع (وكلاهما عدم علم).
2- خلاصة نظريّتنا كالآتي:
إن الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل، أو أن يخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم للأفعال والمفعولات = لكننا نجزم بالوقوع لأمور ثلاثة:
الأول: الفعل الكمالي إما أن يكون ممتنعا أو واجبا.
فإن لم يكن ممتنعا فهو واجب، وإقحام الحكمة والمشيئة في هذه النقطة حشو؛ لأن فعل الشيء لا يكون إلا مع لوازمه وانتفاء أضداده.
الثاني: لو خلا الرب من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً؛ فوجب دوام الفعل أزلاً؛ لأن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به، ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حيّ فهو فعّال، والله تعالى حيٌّ فهو فعّال، فلا أوّل لفعله المتعدي واللازم؛ فكما لا تنفك عنه حياته سبحانه لا تنفك عنه الفاعلية والخالقية والعطاء.
الثالث: إطلاق النصوص الشرعية وعمومها وانتفاء الدليل المقيّد بزمن معيّن أو وقت محدّد: {إن ربك هو الخلاق العليم} {وهو الخلاق العليم}{بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} {فعّال لما يريد} {يفعل ما يريد}، مع تقرير السلف بأنه لم يزل كذلك ولا يزال.
هذه الأمور مجتمعة دلّت على الوقوع بالفعل لا بالقوّة فقط فجزمناه.
وربك أعلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
ردم الفجوة وتقليل المسافة:
الفجوة فى هذه المسألة اخى الفاضل أبو محمد المأربي ردمت وقلت المسافة بتقريرك وبيانك الاخير اما الفجوة عند اخى الفاضل الطيبونى فلم تردم بعد
اقتباس:
لكن لا أجزم بالوقوع ولا بعدم الوقوع
لماذا لا يجزم بالوقوع والجواب دائما من اخى الفاضل الطيبونى ان الامر متعلق بالمشيئة والجواب هل كان الرب جل وعلا دائما دهورا متعاقبة لا يفعل لمحض المشيئة- نعم افعال الله تابعة للحكمة والمشيئة- ولكن هل الحكمة والمشيئة تقتضى عدم الجزم بالفعل على الاطلاق- وقد ضربت مثال لأخى الطيبونى فى مواضيع سابقة بصفة الكلام وان الرب تعالى لم يزل متكلما بمشيئته- هل تعلق الكلام بالمشيئة يدل على عدم الجزم بالكلام - ام يدل على الوقوع ولكن متى شاء
اقتباس:
هذه خلاصة النظرية وأرجو أني فهمت عنه كما أراد؛ فعادت نظريته إلى: عدم العلم بالامتناع، والشك في الوقوع (وكلاهما عدم علم).
هل يشك فى الوقوع فى الماضى ام الماضى والمستقبل والرد عليه كما لا يمنع تسلسل الحوادث فى المستقبل فلما يمنعها فى الماضى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
ردم الفجوة وتقليل المسافة:
1- الأخ الفاضل الطيبوني خلاصة نظريته كالتالي:
الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل ويحدث ويخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم شيء معين من أفعاله ومفعولاته = لكن لا أجزم بالوقوع ولا بعدم الوقوع؛ لأن ذلك من أخبار الغيب فيحتاج إلى دليل سمعي.
هذه خلاصة النظرية وأرجو أني فهمت عنه كما أراد؛ فعادت نظريته إلى: عدم العلم بالامتناع، والشك في الوقوع (وكلاهما عدم علم).
2- خلاصة نظريّتنا كالآتي:
إن الله قادر على الفعل اللازم والمتعدي بلا نهاية، وممكن - الإمكان الذهني والخارجي- أن يفعل، أو أن يخلق شيئا بعد شيء، من غير قدم للأفعال والمفعولات = لكننا نجزم بالوقوع لأمور ثلاثة:
الأول: الفعل الكمالي إما أن يكون ممتنعا أو واجبا.
فإن لم يكن ممتنعا فهو واجب، وإقحام الحكمة والمشيئة في هذه النقطة حشو؛ لأن فعل الشيء لا يكون إلا مع لوازمه وانتفاء أضداده.
الثاني: لو خلا الرب من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً؛ فوجب دوام الفعل أزلاً؛ لأن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به، ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حيّ فهو فعّال، والله تعالى حيٌّ فهو فعّال، فلا أوّل لفعله المتعدي واللازم؛ فكما لا تنفك عنه حياته سبحانه لا تنفك عنه الفاعلية والخالقية والعطاء.
الثالث: إطلاق النصوص الشرعية وعمومها وانتفاء الدليل المقيّد بزمن معيّن أو وقت محدّد: {إن ربك هو الخلاق العليم} {وهو الخلاق العليم}{بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} {فعّال لما يريد} {يفعل ما يريد}، مع تقرير السلف بأنه لم يزل كذلك ولا يزال.
هذه الأمور مجتمعة دلّت على الوقوع بالفعل لا بالقوّة فقط فجزمناه.
وربك أعلم.
نعم اتفق معك تماما
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
........
يقول سبحانه :{ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ . وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }
.......
فلماذا نتعدى فهمنا وقدر عقولنا .. ونبحث فى أمور غيبية .. أمرنا الله باليقين والإيمان بها دون بحث أو شك أو ريبة ..
......
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
نعم بارك الله فيك أتفق معك تماما
وإياكم وفقكم الله ونفع بكم المسلمين
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
........
يقول سبحانه :{ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ . وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }
.......
فلماذا نتعدى فهمنا وقدر عقولنا .. ونبحث فى أمور غيبية .. أمرنا الله باليقين والإيمان بها دون بحث أو شك أو ريبة ..
......
أليس من الايمان اخى السعيد شويل ان نؤمن بمعانى أسماء الله الحسنى وصفاته العلَى ودلالة الاسماء والصفات أم انها اسماء وصفات مجردة ليس لها معانى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فأسماؤه كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته؛ ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر، فالعزيز يدل على نفسه سبحانه مع عزته، الخالق يدل على نفسه سبحانه مع خلقه، الرحيم يدل على نفسه مع رحمته" انتهى.
اقتباس:
أمرنا الله باليقين والإيمان بها دون بحث أو شك أو ريبة
إذا سألتك اخى السعيد عن كيفية الايمان بالاسماء والصفات فبماذا تجيب؟؟؟؟؟؟
وجوابى قبل ان تجيب
يجب الإيمان بما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك، من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل.
ويدخل في ذلك الإيمان بأنه السميع البصير العليم الحكيم، وأن من صفاته السمع والبصر والعلم والحكمة، والاستواء والمجيء والفرح والضحك والغضب والرضا، وأن له وجها ويدين، كما أخبر عن نفسه، وأخبر عنه نبيه المعصوم صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من الأسماء والصفات.
والإيمان بذلك داخل في الإيمان بالله تعالى ، الذي هو أس الإيمان وركنه الأعظم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ؛ لأنه سبحانه: لا سمي له، ولا كفء له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى.
فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون مصدقون؛ بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. ولهذا قال: ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه من النقص والعيب.
وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات.
فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون؛ فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين" .
انتهى من "الواسطية مع شرحها" للشيخ خليل هراس،
الإيمان بالأسماء والصفات يقوي اليقين بالله، وهو سبب لمعرفة الله، والعلم به، بل إن العلم بالله ومعرفة الله - جل وعلا - تكون بمعرفة أسمائه وصفاته، وبمعرفة آثار الأسماء والصفات في ملكوت الله جل وعلا
اقتباس:
أمرنا الله باليقين والإيمان بها
ما وضحته لك هو معنى الايمان بأسماء الله وصفاته واليقين بها
اقتباس:
ونبحث فى أمور غيبية
الإيمان بالغيب يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والقدر، وما ذكر في القرآن قال -تعالى-: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
والإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
أربعة أمور لا بد منها لتحقيق الإيمان بالله
الايمان بالله يتضمن أربعة أمور، فمن آمن بها فهو المؤمن حقاًّ.
اقتباس:
فلماذا نتعدى فهمنا وقدر عقولنا .. ونبحث فى أمور غيبية
أسألك سؤلا اخى السعيد شويل أليس الايمان باليوم الاخر من الغيب ومع ذلك نعلم تفاصيل ذلك اليوم الى ان يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار والسؤال من الذى اخبرنا عن هذا الغيب وتفاصيله والجواب ورد ذلك فى الكتاب والسنة وأمرنا الله بالايمان بما اخبر به فكذلك الامر بالنسبة الى الايمان بالله ومنه الايمان بالاسماء والصفات
اقتباس:
ونبحث فى أمور غيبية
الغيب هنا : كل ما غاب عنا وأُخبرْنا عنه، وكان الخبر يقينيا، خبر الله في القرآن، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم
لا شك أن الأخبار الغيبية أنها أخبار عن أمر ما شاهدناه ولا رأيناه، فما هي طريقتنا في ذلك؟ وماذا نفعل؟ علينا أن نؤمن ونصدق به، إذا كان الخبر من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك : اخبرنا الله أنه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه هذا من الإيمان بالغيب، فعلينا ان نصدق به، وهكذا
****************
فى الحديث أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) رواه أحمد وهو صحيح
( أو استأثرت به في علم الغيب عندك )ومعلوم أن ما استأثر الله بعلمه لا تمكن الإحاطة به وهو مجهول بعينه لأن الله استأثر به
أما ما انزله الله فى كتابه فنحن نؤمن به لفظا ومعنى نؤمن بما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
قال الامام ابن باز
إثباتها لله على الوجه اللائق بالله.. على الوجه اللائق بجلاله ، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، الصحابة وأتباعهم بإحسان هم أهل السنة والجماعة، قاعدتهم الإيمان بأسماء الله وصفاته، وإثباتها لله، وأنها حق، وأنها ثابتة على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف لها لا بالزيادة، ولا بالنقص، ولا تعطيل لها كما تفعل الجهمية، ولا تمثيل كما تفعل المشبهة، بل يؤمنون بأنها حق، وأن الله جل وعلا مسمى بها، وموصوف بمعانيها، إثباتًا بلا تمثيل، وتنزيهًا بلا تعطيل؛ خلافًا للجهمية والمعتزلة، ومن شرع في ركابهم.
الجهمية نفوا أسماء الله وصفاته، والمعتزلة نفوا الصفات، قالوا: سميع بلا سمع .. عليم بلا علم، وهذا غاية في التعطيل نعوذ بالله، وهذا ضلال وكفر، فأهل السنة والجماعة يقولون: عليم بعلم، سميع بسمع، رحيم برحمة، يثبتون أسماءه وصفاته جل وعلا، هذا قول أهل السنة والجماعة، يثبتون أسماء الله، ويثبتون الصفات التي دلت عليها الأسماء، وأنها تليق بالله لا يشابهه فيها خلقه كما قال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:3-4] لا أحد يكافئه؛ لأنه كامل في كل شيء .
وله المثل الأعلى، له الوصف الأعلى في كل شيء وقال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11] لكماله في ذاته وصفاته لا يماثله شيء، كل المخلوقات ناقصة، وله الكمال المطلق ، علم المخلوق ناقص، رحمته ناقصة، سمعه ناقص إلى غير ذلك، أما صفات الله فهي كاملة لا يعتريها نقص، وثابتة لله لا يشابه فيها خلقه. سميع يسمع أقوال عباده، يسمع دعاءهم وإن كانوا في جوف البحر، وإن كانوا في الطبقات السفلى، يسمع دعاءهم، ويسمع حركاتهم، ويعلم أحوالهم، لا يخفى عليه خافية إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[المجادلة:7]، ويقول سبحانه: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
****************
فما ورد إثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب أو السنة وجب إثباته، وما ورد نفيه فيهما وجب نفيه، مع إثبات كمال ضده، وما لم يرد إثباته ولا نفيه فيهما وجب التوقف في لفظه فلا يثبت ولا ينفى لعدم ورود الإثبات والنفي فيه وأما معناه فيفصل فيه، فإن أريد به حق يليق بالله تعالى فهو مقبول وإن أريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده.
فمما ورد إثباته لله تعالى: كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله تعالى دلالة مطابقة، أو تضمن، أو التزام ومنه كل صفة دل عليها فعل من أفعاله كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة، ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها فضلاً عن أفرادها وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27] ومنه: الوجه، والعينان، واليدان ونحوها ومنه الكلام، والمشيئة، والإرادة بقسميها: الكوني، والشرعي فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة ومنه الرضا، والمحبة، والغضب، والكراهة ونحوها ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده: الموت، والنوم، والسنة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك
فطلب الهدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الإثبات والتنزيه
إذ لا أحد أعلم بالله من الله ولا أحد أعلم به من خلقه من رسوله صلى الله عليه وسلم.
والأسماء والصفات من أعظم المسائل التي يجب فيها الاتباع، وقد قال الله تعالى: اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء [الأعراف: 3]، وأمر الله تعالى برد التنازع إلى كتابه وإلى رسوله فقال: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى: 10] وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء: 59]، وأقسم سبحانه على عدم إيمان من لم يحكم رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يذعن ويسلم له فقال:
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء: 65].
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
........
يقول سبحانه :{ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ . وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }
.......
فلماذا نتعدى فهمنا وقدر عقولنا .. ونبحث فى أمور غيبية ..
......
انت اخى الكريم السعيد تكلمت عن النشأه الاولى للانسان فى موضوع علم الاجنة والسؤال من اين لك هذا وهو من الامور الغيبية أشهدت خلق الانسان وجوابك بلا شك باخبار الله لنا والكلام على اسماء الله وصفاته من نفس الباب
انظر كلامك على النشأه الاولى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
النشأة الأولى للإنسان كانت من التراب والطين .. ..................
الى آخر كلامك المفصل فى بيان مراحل خلق الانسان من اين لك هذا التفصيل الرائع الجميل...هل شهدت خلق الانسان الجواب اخبرنا الله به وكذلك خلق السموات والارض اخبرنا الله به
قال الامام ابن باز رحمه الله
خلق السماوات والأرض كلها في ستة أيام وما بينهما أيضًا، فبدأ بخلق الأرض في يومين، ثم استوى إلى السماء وخلق السماء في يومين، ثم دحا الأرض في أربعة أيام: وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات:30-31]، فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت:10] فالأرض خلقها في يومين ودحوها في أربعة أيام، دحها بعد الخلق، دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا [النازعات:30-32] فهذه ستة أيام، السماوات والأرض في ستة أيام، أصل السماء في يومين والأرض في يومين ودحو الأرض في أربعة أيام، ، فالله جل وعلا دحاها يعني: أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات:31] فخلقها ودحوها في أربعة أيام والسماء في يومين الجميع ستة أيام.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
........
يقول سبحانه :{ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ . وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }
.......
فلماذا نتعدى فهمنا وقدر عقولنا .. ونبحث فى أمور غيبية .. أمرنا الله باليقين والإيمان بها دون بحث أو شك أو ريبة ..
......
ليس الأمر كما توهم عبارتك أخانا الفاضل!
(1) هذان الاسمان (الخالق، الخلّاق) من أسماء الله تعالى بإجماع المسلمين.
(2) وكل اسم من أسماء الله يتضمن صفة من صفات الله تعالى، فالخلق صفة لله تعالى من صفات الكمال إلا عند أهل البدع من الأشعرية وغيرهم.
(3) كثير من أهل البدع لا يثبتون هذه الصفة أصلا أو ينفون كمالها
(4) والخلق صفة ذاتية لله تعالى من حيث الأصل، وصفة فعلية من حيث النوع والآحاد، والله لم يزل خلّاقا خلقا بعد خلق ولا يزال كذلك.
قال الإمام أبو عبد الله الحليمي (403هـ) رحمه الله في شرح أسماء الله من كتاب المنهاج: [ومنها: الخالق: قال الله عز وجل: {هل من خالق غير الله} ومعناه الذي صنف المبدعات وجعل لكل صنف منها قدرا، فوجد فيها الصغير والكبير والطويل والقصير والإنسان والبهيم والدابة والطائر والحيوان والموات، ولا شك أن الاعتراف بالإبداع يقتضي الاعتراف بالخلف إذ كان الخلق هيئة الإبداع فلا يغني أحدهما عن الآخر.
ومنها: الخلّاق: قال الله عز وجل: {بلى وهو الخلاق العليم} ومعناه: الخالق خلقا من بعد خلق].
فمن نفى الخلّاقية في الماضي أو شكّ فيها، مع إثبات الخلاقية في المستقبل فقد اختلّ الميزان في يده؛ لأن المهيع واحد، والتفريق باطل.
(5) المذاهب في التسلسل ثلاثة:
نفي التسلسل في الماضي والمستقبل وهو مذهب أهل الباطل.
الثاني: نفي التسلسل في الماضي وإثباته في المستقبل وهو أيضا مذهب أهل الباطل وبعض المتسننة المتأخرين.
الثالث: إثباتهما معا، وهو مذهب جماهير أهل السنة وأئمتهم على ما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
(6) مذهب السلف لا يثبت بالاستدلال، وإنما يثبت بالنقل من غير اختلاف، وإن اختلفوا يحكى القولان معا عنهم كنقل المذاهب الفقهية.
(7) إذا حكى عالم عدل مطلع الإجماع أو الاتفاق وليس له أصل فاسد في حكاية الإجماع كابن جرير الطبري يجب قبول روايته وحكايته للاتفاق أو الإجماع، ولا يعارض إلا بنقل العلماء الخلافَ تصريحا لا استدلالا وبشرط أن يكونوا من عصره أو ممن قبله.
وشيخ الإسلام عالم عدل أمين مطلع وليس له أصل فاسد في حكاية مذاهب العلماء من السلف وغيرهم إجماعا واختلافا فيجب قبول حكايته - كيف هو الخبير بمذاهب السلف في الدقيق والجليل-؟
ولهذا لا نقبل حكاية الخلاف بالاستدلال وحسب الفهم حتى يأتي المخالف بعالم سني يحكي الخلاف في المسألة تصريحا وهو قبل ابن تيمية أو من عصره.
الخلاصة: من قال: الرب لا يزال خلاقا بالمشيئة والحكمة! قلنا له: كذلك لم يزل خلاقا بالمشيئة والحكمة، والتفريق تحكّم، وعدم تقدير لله حقّ قدره ولو إلزاما.
وربك أعلم.
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
الخلاصة: من قال: الرب لا يزال خلاقا بالمشيئة والحكمة! قلنا له: كذلك لم يزل خلاقا بالمشيئة والحكمة، والتفريق تحكّم، وعدم تقدير لله حقّ قدره ولو إلزاما.
وربك أعلم.
نعم بارك الله فيك
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
أخى الكريم .. محمد عبد اللطيف
ليس هناك أى مسلم مؤمن يجهل بأن الله هو الخالق ..
وليس هناك أى مسلم مؤمن يجهل أن الله هو الرازق ..
وليس هناك أى مسلم مؤمن لايؤمن بأسماء الله وصفاته وبما أنزله الله فى كتابه ..
........
أخى محمد :
النشأة الأولى للإنسان ليست من الأمور الغيبية .. لأن الله أخبرنا عنها وبينها لنا فى كتابه العزيز .. أما كيفية الخلق ذاته فهو من الأمور الغيبية ..
الغيب يا أخى هو ما استأثره الله فى علمه ولم يخبرنا الله به .. ولهذا لا يجوز البحث عنه .. لأن العقول " مهما علت أو ارتقت " لها حد معين فى الفكر لن تصل إلى المقصود بشأنه ..
وإن وصلت وصادفته فالمصادفة هنا تكون غير محمودة ..
..........
الأخوة الكرام .. الأمور الغيبية .. ليست للجدل أو للنقاش أو السفسطة .. وإلا ما استأثرها الله فى علمه وأمرنا أن نؤمن بها دون بحث .. فلا تتجاوزوا قدر عقولكم وفكركم ولا تتعدوا حد فهمكم وعلمكم ..
أنتم تجعلون من أنفسكم مشرفين وأوصياء .. وتتساءلون عن الخالق فيما خلق .. بل وتجعلون من أنفسكم قضاة لأفعال الله .. كيف .. ؟
..........
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
وليس هناك أى مسلم مؤمن لايؤمن بأسماء الله وصفاته وبما أنزله الله فى كتابه ..
..........
السؤال هنا كيف تؤمن بالاسماء والصفات والجواب أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات فهي نعوت الكمال القائمة بالذات كالعلم والحكمة والسمع والبصر، فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم، ويجب الإيمان بكل ما ثبت منهما عن الله تعالى، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بالله سبحانه مع الإيمان بأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، كما أنه سبحانه لا يشبههم في ذاته، لقوله تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ـ وقوله سبحانه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اهـ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل
النشأة الأولى للإنسان ليست من الأمور الغيبية .. لأن الله أخبرنا عنها وبينها لنا فى كتابه العزيز ..
النشأة الاولى من الامور الغيبية ومصدر العلم بها الكتاب والسنة والواجب علينا الايمان بما اخبر الله به من الغيب
اقتباس:
أما كيفية الخلق ذاته فهو من الأمور الغيبية ..
لم يسأل احد كيف خلق ولكن الوجب علينا الايمان بما اخبر الله به من الغيب هذا هو الوجب فى الايمان بالغيب تصديق الخبر
وهذا الباب تماما فى كل ما اخبرنا الله به من الايمان بالملائكة والجنة والنار وكذلك الاسماء والصفات كل ذلك يجب الايمان به اما العلم بالكيفية
فلا علم لنا بكيفية صفات ربنا؛ لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها، فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم، وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به
اقتباس:
الأمور الغيبية .. ليست للجدل أو للنقاش أو السفسطة .. وإلا ما استأثرها الله فى علمه وأمرنا أن نؤمن بها دون بحث
الامور الغيبية منها ما خبرنا الله به ومنها ما استأثر الله به فى علم الغيب عنده وقد تقدم
أن الأخبار الغيبية أنها أخبار عن أمر ما شاهدناه ولا رأيناه، فما هي طريقتنا في ذلك؟ وماذا نفعل؟ علينا أن نؤمن ونصدق به، إذا كان الخبر من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك : اخبرنا الله أنه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه هذا من الإيمان بالغيب، فعلينا ان نصدق به، وهكذا
****************
فى الحديث أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) رواه أحمد وهو صحيح
( أو استأثرت به في علم الغيب عندك )ومعلوم أن ما استأثر الله بعلمه لا تمكن الإحاطة به وهو مجهول بعينه لأن الله استأثر به
أما ما انزله الله فى كتابه فنحن نؤمن به لفظا ومعنى نؤمن بما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
أنتم تجعلون من أنفسكم مشرفين وأوصياء
نحن لسنا مشرفين ولا اوصياء وانما نحن نبين منهج اهل السنة فى الايمان بأسماء الله وصفاته وتسميتك لذلك بأنها إشراف او وصاية من تسمية الامور بغير اسمها
وهذه فائدة قيمة جدا من صفحة أخونا الفاضل ابو البراء محمد علاوة على الفيس بوك انقلها هنا مع الرابط فإنها من الاهمية بمكان
قال الاخ الفاضل ابو البراء محمد علاوة
من الأساليب التي استعملها أهل البدع والضلال في القديم والحديث لجذب الناس إليهم، وتحبيبهم لما هم عليه من البدع، وصرفهم وتنفيرهم عن معتقد أهل السنة والجماعة، هو تشنيعهم على أهل السنة بأشياء ينفر عنها كثير من الناس، ومن ذلك تسميتهم للأشياء بغير اسمها؛ لاسيما في باب توحيد الأسماء والصفات، فسموا إثبات صفات الكمال لله تشبيهًا وتجسيمًا وتمثيلًا، وسموا إثبات الوجه واليدين له تركيبًا، وسموا إثبات استوائه على عرشه وعلوه على خلقه فوق سمواته تحيزًا وتجسيمًا، وسموا العرش حيزًا وجهه، وسموا الصفات أعراضًا، والأفعال حوادث، والوجه واليدين أبعاضًا، والحكم والغايات التي تفعل لأجلها أغراضًا، فلما وضعوا لهذه المعاني الصحيحة الثابتة تلك الألفاظ المستنكرة الشنيعة، تم لهم من نفيها وتعطيلها ما أرادوه، فقالوا للجهلة وضعفاء العقول: اعلموا أن ربكم منزه عن الأعراض والأغراض والأبعاض، والجهات والتركيب، والتجسيم والتشبيه، فصدقهم كل من كان في قلبه وقارٌ وعظمةٌ لله تعالى من أولئك الجهلة والمغفلين، وذلك تنزيهًا لربه -عز وجل. ولما أراد أهل التأويل والتعطيل أن يتموا غرضهم من التنفير عن الحق، والمعتقد السليم الذي كان عليه السلف الصالح، اخترعوا أسماءً وألقابًا قبيحةً لأهل السنة والجماعة، وذلك زورًا وبهتانًا من عند أنفسهم.
يقول الإمام أحمد: "وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة، يسمون بها أهل السنة، يريدون بذلك الطعن عليهم، والإزراء بهم عند السفهاء والجهال".
فكل فرقة أو طائفة مخالفة لأهل السنة والجماعة، تذكرهم بلقب أو أكثر، وربما اتفقت طائفتان أو أكثر على نبز أهل السنة ببعض الألقاب، حتى أصبح من أبرز علامات أهل البدع، وأظهر ما يميزهم هو الوقيعة في أهل السنة، قال ابن أبي حاتم -رحمه الله-: "وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر".
فالجهمية تسمى أهل السنة: مشبهة، ونقصانية، ومخالفة، وشكاك.والمعتزلة تسميهم: مشبهة، وحشوية، ونابته أو نوابت ومجبرة.
والقدرية تسميهم: مجبرة.
والرافضة تسميهم: ناصبة أو نواصب، وعامة، وجمهور، ومشبهة، وحشوية.
والخوارج تسميهم: حشوية، ونابتة أو نوابت.والأشاعرة والماتريدية وعامة المتكلمين يسمونهم: مشبهة، ومجسمة، وحشوية، ونوابت، وغثاء، وغثراء.
يقول ابن القيم -رحمه الله- في نونيته:
ومن العجائب أنهم قالوا لمن *** قد دان بالآثار والقرآن
أنتم بذا مثل الخوارج إنهم *** أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان
فانظر إلى ذل البهت هذا وصفهم *** نسبوا إليه شيعة الإيمان
سلوا على سنن الرسول وحزبه *** سيفين سيف يد وسيف لسان
وقال في موضع آخر:
ومن العجائب قولهم لمن اقتدى *** بالوحي من أثر ومن قرآن
حشوية يعنون حشوًا في الوجود *** وفضله في أمة الإنسانكم ذا
مشبهة مجسمة نوابته *** مسبة جاهل فنان
أسماء سميتم بها أهل الحديث *** وناصري القرآن والإيمان
سميتموهم أنتم وشيوخكم *** بهتا بها من غير ما سلطان
وجعلتموها سبة لتنفروا *** عنهم كفعل الساحر الشيطان
ثم رد على هؤلاء المبتدعة بقوله:
هذا وثم لطيفة أخرى بها *** سلوان من قد سب بالبهتان
تجد المعطل لاعنًا لمجسم *** ومشبه الله بالإنسان
والله يصرف ذاك عن أهل الهدى *** كمحمد ومذمم اسمان
هم يشتمون مذممً ومحمد *** عن شتمهم في معزل وصيان
صان الإله محمدًا عن شتمهم *** في اللفظ والمعنى هما صنوان
كصيانة الأتباع عن شتم المعطل *** للمشبه هكذا الإرثان
والسب مرجعه عليهم إذ هم *** أهل لكل مذمة وهوان
وكذا المعطل يلعن اسم مشبه *** واسم الموحد في حمى الرحمن
والمخالفون لأهل السنة والجماعة يخترعون لهم في كل عصر اسمًا أو لقبًا أو نبزًا أو نسبة. ومن ذلك نسبتهم إياهم إلى الرجال من الأئمة والمصلحين والمجددين. وذلك من باب التنقص والإزراء عليهم وتنفير الناس عنهم وعن دعوتهم وعقيدتهم ومنهجهم.ومن ذلك نسبتهم إياهم إلى الإمام أحمد بن حنبل في العصور المتقدمة، ونسبتهم إياهم إلى المجدد والمصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العصور المتأخرة.وهذا لا يضير أهل السنة والجماعة؛ لأنهم لا يدعونه لأنفسهم ولا يضرونه، ولأن ذلك لا يغير من حقيقة نسبتهم الربانية شيئًا.وقد عد العلماء وقوع هذا الأمر وهو نبز أهل الأهواء والبدع لأهل السنة والجماعة بالألقاب الشنيعة، من علامات الإرث الصحيح، والمتابعة التامة، فإن مشركي مكة الذين كذبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعرضوا عن الهدى والنور الذي جاء به، كانوا يسمون النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسماء قبيحة.
فتارة كانوا يسمونه مجنونًا، وتارة ساحرًا، وتارة شاعرًا، وتارة كاهنًا، وتارة مفتريًا، وهو بأبي وأمي -صلى الله عليه وسلم- كان بريئًا من هذه الأسماء والألقاب، ولكنها -رحمه الله تعالى- حيث صرف مسبتهم له ودعاءهم عليه، وذلك أنهم كانوا يسبون مذممًا، ويدعون عليه، واسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمد فحمى الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- من أن يناله شيء من أذاهم وشرهم.
وفي الحقيقة لقد كانوا هم أولى الناس بهذه الأوصاف والأسماء والألقاب.ولم يسلمه أتباعه -صلى الله عليه وسلم- من بعده من هذه المسبة والافتراء والبهتان، فكل من سار على هديه واستن بسنته نال نصيبا من الرمي بالباطل، والاتهام بشتى التهم والألقاب الشنيعة، من اتباع أهل الباطل والأهواء، ويصرف الله الأذى عن اتباع نبيه -صلى الله عليه وسلم- ويحميهم من كل تهمة باطلة، وافتراء جائر، ولقب قبيح.
فأهل السنة ليس لهم إلا اسم واحد، وهذه الأوصاف لا تنطبق عليهم، لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هي أوصاف مخالفيهم من أهل الفرقة والأهواء، وقديما قيل: "رمتني بدائها وانسلت".
فكل من نبز أهل السنة باسم أو لقب باطل، فهو أحق به وأولى".وقد قام الكثير من علماء أهل السنة ببيان بطلان ما نسب إليهم من الافتراء والكذب، والألقاب والأوصاف التي لا تليق بهم.
وصنف في ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا سماه: "تنزيه أئمة الشريعة عن الألقاب الشنيعة"، ذكر فيه كلام السلف وغيرهم في معاني هذا الباب.
ولقد غلا بعض المبتدعة في هذا الباب، ومن ذلك أن غالب المعتزلة يطلقون لقب "المشبهة" على عامة أئمة أهل السنة، مثل مالك "ت179ه" وأصحابه، وأحمد "ت241هـ" وأصحابه، والشافعي "ت204هـ" وأصحابه، والثوري "ت161هـ" وأصحابه، والأوزاعي "ت157" وأصحابه، وإسحاق بن راهويه "ت238هـ" وأصحابه، وأبي عبيد "ت224هـ" وغيرهم.ومن ذلك أن الجهمية المعطلة، شبهوا أهل السنة والجماعة باليهود والنصارى، لإثبات أهل السنة الأسماء والصفات، ولقولهم بأن القرآن غير مخلوق.
بل إن بعض أهل البدع تجرأ على الأنبياء، عليهم -صلوات الله وسلامه- ورماهم بالتشبيه، كثمامة بن الأشرس الجهمي، حيث قال: "ثلاثة من الأنبياء مشبهة، موسى حيث قال: "{إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ}. سورة الأعراف، الآية: 155. وعيسى، حيث قال: "ينزل ربنا".
ثم نجد كذلك من المعتزلة من نبز الصحابة -رضوان الله عليهم- بالألقاب الشنيعة التي نبز بها عامة أهل السنة، كما فعل عمرو بن عبيد حيث قال: كان عبد الله بن عمر حشويًّا، فإذا تطاول أهل البدع والفرقة والضلال على الأنبياء، -عليهم السلام- وعلى صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنبزوهم بالألقاب والأسماء الشنيعة، فأتباع الأنبياء أهل السنة والجماعة من باب أولى أن ينالهم من ذلك الأذى والسباب والطعن من مخالفيهم من أهل البدع، ولهم في من سبق قدوة في الرد على من اتهمهم بالباطل فقالوا {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
والسبب الرئيس لطعن أهل الأهواء والبدع في أهل السنة والجماعة هو محض الجهل والهوى. فإن جهلهم بعقائد أهل السنة والجماعة، وعدم فهمهم لها فهمًا صحيحًا، نتيجة الاختلاف في مصدر التلقي ومنهجه، مع وجود الهوى والتعصب، كان دافعًا وباعثًا لهم لشتم أهل السنة والجماعة، ونبزهم بالألقاب الشنيعة، بل وصل الأمر إلى أن كفروهم.وقد ذكر ابن القيم بأن الله سيحمي أتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما حماه هو من إيذاء المشركين، فكانوا يسبون مذممًا -واسم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وهكذا هؤلاء القوم يشتمون أتباعه، وينسبون إليهم التشبيه والتجسيم وغير ذلك، ويسبون المجسم والمشبه، والسلف ليسوا مجسمة، ولا مشبهة، فسبهم وشتمهم راجع عليهم.وهذا الموقف بخلاف موقف أهل السنة والجماعة من مخالفيهم.
https://www.facebook.com/1847252918853139/posts/2154135348164893/
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
.................
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله . وبعد
قد كان الغرض من الموضوع إبراز بعض نصوص السلف التي هي في غاية الوضوح و البيان في دلالتها لمخالفة ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله في دعواه أن تسلسل المخلوقات في جهة الأزل مسالة مجمع عليها بين السلف و أهل السنة. و انه لم يخالف في ذلك إلا أهل البدع من المعطلة و أهل الكلام ؟
و بناء على هذا ذهب من ينتصر لشيخ الإسلام في هذه المسالة . إلى أن من لم يثبت هذا التسلسل المزعوم معطل لكمال الله عز وجل. فأصبحت المسالة من الأصول التي تدور على الكفر و الضلال ؟
فما دام أنها وصلت إلى هذا الحد. فقد وجب على المخالف أن يعطيها حقها ليسلم له دينه و يثبت له إيمانه. فكل معرض للزيغ و الضلال و المعصوم من عصمه الله .
و يعلم الله أنني لا أحب الخلاف و الشقاق خاصة إذا كان مع اعز الإخوة و الأصدقاء. لما يورث ذلك عادة و طبعا من شحناء و بغضاء . لكن حبا للخير و الفهم في العلم . و ان اوافق من هو عزيزا على النفس يوجب علي الصدع بما اراه حقا و أن لا اداري في ذلك أحدا. خاصة إن كان المرء صادقا يقول بلسانه و يكتب ببنانه ما هو منقوش على صفحات قلبه. فمع جلالة الغاية في طلب الحق و الصواب في العلم يهون على المرء ما يتبع ذلك عادة في مواطن الخلاف. و لا تمنعه مرارة الحق و ثقله من الرجوع إليه بقلبه قبل جوارحه فان ذلك من شيم الرجال .
و قبل أن أتكلم على ما قصدت إليه في هذه المشاركة أحببت أن انوه إلى أن مسائل العلم مترابطة يضم بعضها إلى بعض. فقد يدرك المرء و يحقق بعض المسائل فتكون عنده قضايا صادقة لا غبار عليها و يصعب و يشكل عليه أن يجمع بينها و بين غيرها مما يكون عنده في حيز الظنون و الشكوك . فيطلب الحجة بعد تصور المسالة لترتقي عنده إلى حيز القبول ليعيد الكرة فيسهل عليه الجمع.
و بالنسبة لمسالة الخلاف الذي نحن فيه فالذي لا اشك فيه أن كثير من أئمة السلف لهم عبارات منثورة في كتب العقيدة و السنة تقرر أن الله كان و لا شيء معه. فهذه مسالة متيقنة عندي .
و مسالة أخرى لا أكاد اشك فيها أن من علماء السلف و المفسرين و أهل الأخبار و التواريخ و كل من تكلم في أول الخلق أو تعرض لهذه المسالة ذكر الخلاف في ذلك بعد إقرار الكل أن للمخلوقات أول. فما فائدة الخلاف في أول مخلوق و الإقرار بوجود الخلاف في ذلك إن كان كل مخلوق قبله مخلوق ؟
فهاتان المسالتان الذي اعتقده فيهما أنهما من مسائل الإجماع . و يستحيل الجمع بينها و بين ما ذهب إليه شيخ الإسلام . لذا حاول رحمه الله رد الأولى بزعمه أنها ليست من كلام السلف و من يعتد بقوله . و الأخرى بزعمه أن خلاف السلف في أول مخلوق إنما هو في هذا العالم المشهود ؟ ليبقى عالم آخر لم يتعرض له من تكلم في الخلاف يمكن أن يجرى فيه ما ذهب إليه من تسلسل الخلق ؟
فمع إقرار صاحب الكلام بتعذر الجمع بين هذه المسائل . يصح لي الطعن فيما فهمه هو من كلام السلف فحكى عليه الإجماع. إذ لم يكن ذلك بنقل كلامهم أو على الأقل بنقل كلام بعضهم .
بل أكاد اجزم مرة أخرى أن مسالة شيخ الإسلام حادثة و لم يسبق إليها . فكيف ينقل عليها إجماع السلف ؟
ومن كبر عليه هذا فليأتني بكلام إمام معتبر قبل زمنه . يعتد بقوله يذهب صراحة إلى ما ذهب إليه .
فان أعياه ذلك بقي علي أن انقض ما ادعاه بنقل كلام الأئمة قبله على أن الله عز وجل كان و لا شيء معه . و كلامهم و خلافهم في أول مخلوق و أن ذلك كان عاما و ليس في العالم المشهود ؟ فببعض من يعتد بقوله في مواطن الخلاف ينقض ما ادعاه شيخ الإسلام من إجماع على اقل تقدير.
و سأتعرض بإذن الله لكلام الإخوة الكرام . فننظر هل فيه حجج ملزمة لقبول كلامه رحمه الله . أم شبهات فاسدة ظنوها براهين شرعية أو عقلية قاطعة لكلام الخصوم ؟
* استحالة الجمع بين المسائل الثلاث /
- كان الله و لم كن معه شيء .
- ان المخلوقات لها بداية .
- تسلسل الخلق في جهة الازل .
بعد التصور التام لدلالة معاني المسائل الثلاث يدرك المرء استحالة الجمع و يتعذر ذلك عليه. فمضمون العبارة الأولى ( كان الله و لا شيء معه ) يلزم منه أن المخلوقات له أول . فتتوافق المسالتان الاولى و الثانية في الدلالة على أن الله كان موجود و لا شيء معه و أن المخلوقات لها أول . و هذا يتعارض مع ما ذهب إليه شيخ الإسلام فقد حاول رحمه الله الطعن في المسالة الأولى . و تقيد الخلاف في المسالة الثانية لعلمه بما في المسالتان من نقض لدعواه في تسلسل الخلق . و العجيب في الأمر انه لم ينقل من أدلة الشرع ما يصدق به دعواه إلا ما ادعاه من دلالة بعض النصوص على ذلك . وعندما تحقق الأمر تجده قد حمل النصوص ما لا تحتمله و أتى فيها بما لم يسبق إليه .
و الأعجب من ذلك دعواه أن العبارة الأولى ( كان الله و لا شيء معه ) لا تعرف في كلام الصحابة و التابعين و أئمة المسلمين ؟ لماذا – لان وجود ذلك على الأقل ينقض ما ادعاه من إجماع .
قال رحمه الله في نقده لمراتب الإجماع بعد أن أورد الإجماع الذي نقله ابن حزم
( اتفقوا أن الله وحده لا شريك له خالق كل شيء غيره. و انه تعالى لم يزل وحده و لا شيء غيره معه. ثم خلق الأشياء كلها كما شاء ) هذا كلام ابن حزم الذي وجه شيخ الإسلام نقده إليه . و ظاهر عبارة ابن حزم و مقصوده في ذلك سليم .
فأراد شيخ الإسلام نقض ذلك بإيراده حديث عمران بن حصين و الكلام عليه و على طرقه . لكن ليس ذلك هو معتمد من صوب صحة العبارة. بل بأمور أخرى ستأتي في مواطنها بإذن الله . لكن الغريب أن شيخ الإسلام قال بعد ذلك –
( و لا نعرف في هذه العبارة عن الصحابة و التابعين و أئمة المسلمين )
* و جود العبارة بعينها في كلام ائمة السلف و اهل السنة /
- الإمام يزيد بن هارون /
قد ارتضى من بعده و تناقلوا تفسيره للعماء في حديث أبي رزين الذي قال فيه ( العماء أي ليس معه شيء ) يعني أن الله عز وجل كان قبل الخلق في عماء اي ليس معه شيء .
- الإمام احمد رحمه الله /
جاء في كتاب الرد على الجهمية في مناظرته لهم أنهم أرادوا أن يلزموه على مذهبهم في أن إثبات الصفات إثبات لقدماء مع الله عز وجل . و أن التوحيد يقتضي أن يثبت وجود الله في الأزل بلا معية و لا غيرية . فماذا كان جوابه رحمه الله
قال ( نحن نقول كان الله و لا شيء. و لكن إذا قلنا آن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته )
فالذي يفهم من هذا إقراره لهم بوجود الله وحده في الأزل و لا شيء معه. و حقق ذلك بقوله نحن نقول ذلك. و معلوم انه يقصد بذلك أهل السنة و الحديث و أن ذلك قول و معتقد لهم. ونفى الباطل من كلامهم بان إثبات هذه الوحدة هو إثبات لإله موصوف بجميع صفاته. و أن نفي الغيرية إنما يكون لما هو مخلوق بائن و منفصل عنه .
و سياتي المزيد من كلامه رحمه الله بما يقطع الشك ان هذا هو معتقده رحمه الله و ان المنازع يذهب الى خلاف ما يذهب اليه .
- الإمام أبو سعيد الدرامي / الذي كان شيخ الاسلام يوصي بكتابيه في الرد على الجهمية و يعظمهما .
قال في نقضه على المريسي العنيد ( لم تحدث له صفة و لا اسم كان قبل الخلق . كان خالقا قبل المخلوقين و رازقا قبل المرزوقين و عالما قبل المعلومين و سميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين. و بصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة )
ثم قال ( لان لحدوث الخلق حدا ووقتا و ليس لأزلية الله حد و وقت )
الذي يفهم من كلام الدارمي أن الله عز وجل كان بأسمائه و صفاته قبل الخلق . اي كان وحده و لا شيء معه . و أن المخلوقات لها أول لان لحدوث ذلك حدا و وقتا . و لا يصح أن يحمل كلامه على آحاد الخلق و انه يقصد بقوله قبل الخلق الفرد لا النوع.
لماذا ؟ لأنه اثبت الوصف ( الخلق و الرزق و العلم و السمع قبل وجود المخلوق ) و قصد بكلامه أن ذلك موجود قبل الخلق أي انه لا يلزم من الوصف وجود المخلوق . فلو انه قصد البعض دون البعض لكان يكفيه في إثبات الوصف تعلقه بالبعض المخلوق . و كان ذلك كافيا في تحقق الوصف بدون حاجة لذكر أن الوصف كان قبل وجود الخلق.
فهؤلاء الثلاثة من علماء السلف . و من اخبرهم بمذهب المعطلة و أهل الكلام . يذهبون إلى ما هو صريح في مناقضة ما ذهب إليه شيخ الإسلام. و سياتي المزيد من كلام الائمة الصريح في مناقضة ما ذهب اليه . و ان كان قد مر في اول الموضوع الكثير من ذلك فلا ادري لما أهمل كل ذلك . فقد كان الواجب لمن يخالفني فيما ذهبت إليه أن يعطي عبرة لكلامهم و يحاول بصدق أن يفهم مرادهم و يقر بشجاعة لما يلزمه في هذا المقام .
و لما كانت المسالة لمن تدبر كلام هؤلاء و غيرهم في غاية الوضوح و البيان أحببت أن لا أعود إلى الموضوع أصلا . لكن و بعد رفعه و إثارة ما أراه من شبهات حول ما خالفت فيه غيري وجب علي أن أعيد الكرة و الرجعة للكلام على ما أبداه مخالفي فاني أظن فيهم أنهم من أهل الفهم و العلم . و كفى بذلك شرفا . و كفاني شرفا أن انفق بعض وقتي فيما يعود علي بفهم و علم يرفع به المرء جهالة عن نفسه .
فأقول مستعينا بالله عز وجل
1 - قلتم أن من قال أن الله عز وجل لا يزال خلاقا بالحكمة و المشيئة. طالبتموه بالتفريق بين الماضي و المستقبل . و أن التفريق بين ذلك تحكم ؟
جوابه ) أننا نقول أصلا أن الخلق ممكن لله عز وجل أزلا و أبدا يخلق ما يشاء متى شاء و كيفما شاء . و كل ذلك بمقدار تابع لعلمه وحكمته . و فرقنا بين الجهتين لان جهة الأبد قد ورد فيها من النصوص الشرعية ما فيه الكفاية من إثبات الدوام و الاستمرار بل قد كفر السلف من قال بفاء الدارين أو قال بانقطاع النعيم . أما جهة الأزل فلم يثبت فيه من الدليل الملزم إلا ما حملتم عليه بعض النصوص و ادعيتم فيها ما لم تسبقوا إليه و ليس لكم فيه إمام متبع . و قد وجدنا من كلام السلف ما فيه كفاية في إثبات وحدانية الله عز وجل و انه كان في الأزل و لا شيء معه و أن المخلوقات لها بداية .
و يحسن أن ننقل في هذا المقام ما ارتضاه سيد المحدثين بنقله في كتابه المبارك لعلك تعيد النظر فيما نقلناه من نصوص ؟
قال أبوعبيدة معمر بن المثنى - أما قوله ( وخلق كل شيء ) فهو كما قال و قال في آية أخرى ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول كن فيكون ) فاخبر أن أول خلق خلقه بقوله و أول خلق من الشيء الذي يقال (وخلق كل شيء ) فاخبر أن كلامه قبل الخلق . أورده البخاري في كتابه خلق أفعال العباد .
بأدنى تأمل يدرك الناظر أن قوله تعالى ( خلق كل شيء ) يدخل فيه كل ممكن مخلوق. و أبا عبيدة يرى ان قوله تعالى ( خلق كل شيء ) فيها أول الخلق . و يحتج على أن كلام الله عز وجل غير مخلوق لأنه كان قبل أول الخلق الذي دخل في كل شيء. فالكلام قبل الخلق و هو مغاير للخلق.
و من يرتضي هذا الكلام ؟ محمد بن إسماعيل البخاري فيدونه في كتابه . و يتناقله أهل السنة بينهم لإقامة الحجة على المعطلة بان كلام الله غير مخلوق لأنه كان قبل الخلق .
و نفس هذه الحجة قد ذكرها عبد العزيز الكناني في مناظرته لبشر المريسي . فكسر بها قوله و دحض بها حجته . و فيها بين ان كلام الله عز وجل كان قبل اول خلق خلقه . فبان انه غير مخلوق لانه كان قبل اول خلق خلق .
قال رحمه الله (( يا أمير المؤمنين قد اقر بشر أن الله كان و لا شيء و انه احدث الأشياء بعد أن لم تكن شيئا بقدرته و قلت إنما أحدثها بأمره و قوله عن قدرته فلا يخلو يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها و أي ذلك كان فقد ثبت أن هنا إرادة و مريدا و مرادا و قولا و قائلا و مقولا له و قدرة و قادرا و مقدورا عليه و ذلك كله متقدم قبل الخلق . و ما كان قبل الخلق متقدما فليس هو من الخلق في شيء . كسرت و الله يا امير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه . كسرت قوله بالقران و السنة و اللغة العربية و النظر و المعقول ...)
تأمل قوله يا رعاك الله أن هذه الحجة قامت و أخذت من القران و السنة و اللغة و النظر و المعقول . فماذا بقي لكم بعد هذا ؟
بالله عليكم ؟ اعجز السلف أن يذكروا هذا التسلسل في مصنفاتهم كعقيدة لهم يضلل فيها المخالف . أم عجزوا أن يردوا على أهل التعطيل في ذلك و ينصحوا للأمة فيبينوا الكفر في كلام الجهمية في أوله كما بينوه في آخره . و أن ما يظهر من كلام الأئمة و أقوالهم مما يدل أن الله كان و لا شيء معه . أو أن المخلوقات لها أول يلزم منه تعطيل الرب عن كماله ؟
2- إلزامك لنا بقبول حكاية شيخ الإسلام للإجماع بحجة أنه عدل خبير بمذاهب السلف .
جوابه) أن شيخ الإسلام رحمه الله ليس له في ذلك حجة إلا ما فهمه من كلام الأئمة في قولهم بداوم الفاعلية . و لما مشى ذلك على ما ذهب إليه في المسالة حكى الإجماع على التسلسل في الآثار المخلوقة. فان كبر عليك هذا . طالبتك في مستنده للإجماع .
اهو مما فهم من كلامهم و ادعى انه يدل على ذلك . أم مستنده نفس عباراتهم من صريح قولهم في تسلسل الخلق .
و لا يغيب على ذهنك أن هذه المسالة من اجل المسائل المنتقدة عليه. و قد تعرض و تكلم عليها و هو يدافع عن مذهبه في عديد من المواطن من كتبه. فإذا كان الحال كما ذكرت فمما يعزز قوله و يصوب رأيه أن يذكر صريح عبارات السلف و من ادعى انه حكى الإجماع عنهم أو البعض منهم على الأقل . و الناظر في مثل هذه المسائل في كتب شيخ الإسلام يدرك منهج شيخ الإسلام و انه دائما يعزز قوله بذكر ما نقل عن السلف فيكثر من النقل في الاستشهاد بقول الأئمة فيما يريد تقريره . بل أحيانا ينقل كلام خصومه ومن يكون مخالفا له في بعض الاعتقاد.
لكن هذا المنهج قد اختل في هذه المسالة . فلم يذكر رحمه الله و لا عبارة لمن تقدمه من السلف. و غاية ما يمكن أن يحكيه عمن سلف من الأئمة قبله القول بدوام الفاعلية أزلا و أبدا. و لا يشك من له أدنى اطلاع بمنهجه و أسلوبه في عرض المسائل و تقريرها أن الشيخ لو كانت عنده عبارة واحدة للسلف في بيان تسلسل الخلق في الأزل لذكرها و لم يهمل ذلك .
فبان بهذا أن ما حكاه من إجماع للسلف في تسلسل الخلق في الأزل إنما هو مما فهمه من كلامهم و ليس من صريح عباراتهم. و المرء أحيانا يعتقد شيئا فيحمل ما يأتيه من كلام و يوجهه على معتقده و ينتصر لذلك. وقد يكون مقصود المتكلم على غير ما حمل عليه الكلام و وجه إليه .
و ما يهمنا من ذلك في هذا المقام أن شيخ الإسلام يعلم أن ما ذهب إليه يناقض القول بان الله كان وحده في الأزل و أن المخلوقات لها أول . فمع دعواه الإجماع على التسلسل و انه لا توجد عبارة للسلف تدل على خلاف ما يذهب إليه . و مع وجود عبارات صريحة للسلف في إثبات أولية للخلق و إثبات أن الله كان وحده و لا شيء معه . و مع استحالة الجمع يدخل الشك في إحدى الجهتين .
و رد الإجماع المستند إلى فهم الناظر الواحد الفرد الذي يفتقر إلى ذكر و لو بعض عبارات الأئمة في إثبات أن هذا كان معتقد لهم . أولى من رد عبارات السلف الكثيرة و المتنوعة التي مضمونها ودلالتها واحدة تنقض دعوى الإجماع المزعوم .
3- دوام الفاعلية لا يستلزم تسلسل الخلق /
تعرض شيخ الإسلام في كتابه درء التعارض للمسالة فذكر مناظرة عبد العزيز الكناني لبشر المريسي . و فيها أن الجهمي أراد إلزام الكناني بأن يقول أن الله لم يزل يفعل و يخلق . و أن المخلوق لم يزل مع الله. فكان جواب الكناني بانه لم يقل ذلك و انه قال
( لم يزل الفاعل سيفعل و لم يزل الخالق سيخلق ) فلم يلتزم الكناني للجهمي بتسلسل الخلق في جهة الأزل و لم يقر له بان الخلق لم يزل مع الله . مع أن هذا من مسائل الإجماع عند شيخ الإسلام ؟ و قد تنصل منه الكناني و اخبره انه لم يقل ذلك ؟
و المريسي عليه لعائن الله أراد أن يلزمه و يعيره بذلك فنفى الكناني أن يكون ذلك من قوله . فلو كان هذا معروفا في كلام السلف و الأئمة لم يتنصل منه الكناني . و ما بال الجهمية يغفلون عن هذا و قد عيروا السلف بكل ما هو شين و قبيح ؟ و قد كان يكفي المريسي مع ضيق المناظرة عليه ان يقول له – بل انتم تقولون ذلك و هذا معروف في كلامكم و معتقدكم .
و الإشكال في المناظرة هو قول الكناني ( لم يزل الفاعل سيفعل ) فقد يفهم منه من لا يعرف جلالة الإمام الكناني انه لا يقول بدوام الفاعلية ؟ و ليس الأمر كذلك فإنما هو يقصد الأفعال المتعدية و ما نحن فيه من خلاف . و دليل ذلك
- عبارته بعد ذلك ( لم يزل الخالق سيخلق ) فهي بيان لقوله السابق .
- ان قوله هذا إنما كان لدفع ما ألزم به من تسلسل الخلق . و أن الخلق لم يزل مع الله . فناسب أن يحمل جوابه على الأفعال المتعدية التي يلزم من دوامها أن يكون الخلق لم يزل مع الله .
و قد جعل شيخ الإسلام هذا من التقديرات التي يمكن أن يحمل عليها قول الكناني . و يهمنا من ذلك ما قاله في معرض كلامه
( الفعل لا يستلزم وجود المخلوق بل يكون الفعل قائما بنفسه بعد فعل قائم بنفسه و هلم جرا من غير وجود مخلوق منفصل عنه )
و قال بعد ذلك
( التقدير الثالث – أن الفعل الذي كان عن قدرته كان قبله فعل آخر كان عن قدرته و هلم جرا و لم يكن شيء من المفعولات و المخلوقات موجودا معه في الأزل فان الفعل ينقسم إلى متعد و لازم فإذا قدر دوام الأفعال اللازمة لم يجب دوام الأفعال المتعدية و على هذا التقدير فإذا قال ( كان الله و لما يخلق شيئا و لما يفعل شيئا ) لم يلزم أن لا يكون هناك فعل قائم بنفسه بدون مخلوق مفعول و لا يجب أن يكون المخلوق لم يزل مع الله تعالى . انتهى المقصود
و نقلنا في موضوع سابق عنه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
.............................. .............................. ................
يقول شيخ الاسلام رحمه الله في الصفدية في معرض رده على الفلاسفة في قولهم بقدم العالم -
كل حادث مسبوق بحادث وهذا لا يدل على قدم هذا العالم بل على أن الرب لم يزل فاعلا إما أفعالا تقوم بنفسه وإما مفعولات منفصلة تحدث شيئا بعد شيء وليس في واحد من هذين ما يقتضي صحة قولكم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
يزيد هذا بيانا و وضوحا قوله رحمه الله في نفس المصدر ( الصفدية ) /
إذا قدر أن الفعل دائم فإنه دائم باختياره وقدرته فلا يكون الفعل الثاني إلا بعد الأول وليس هو موجبا بذاته في الأزل لشيء من الأفعال ولا من الأفعال ما هو قديم أزلي.
والأفعال نوعان لازمة ومتعدية فالفعل اللازم لا يقتضي مفعولا والفعل المتعدي يقتضي مفعولا فإن لم يكن الدائم إلا الأفعال اللازمة وأما المتعدية فكانت بعد أن لم تكن لم يلزم وجود ثبوت شيء من المفعولات في الأزل وإن قدر أن الدائم هو الفعل المتعدي أيضا والمستلزم لمفعول فإذا كان الفعل يحدث شيئا بعد شيء فالمفعول المشروط به أولا بالحدوث شيئا بعد شيء لأن وجود المشروط بدون الشرط محال فثبت أنه على كل تقدير لا يلزم أن يقارنه في الأزل لا فعل معين ولا مفعول معين فلا يكون في العالم شيء يقارنه في الأزل وإن قدر أنه لم يزل فاعلا سبحانه وتعالى فهذه الطريقة قرر فيها ثبوت القديم المحدث للحوادث وحدوث كل ما سواه من غير احتياج إلى طريقة الوجوب والإمكان ولا إلى طريقة الجواهر والأعراض . انتهى المقصود
هذا كلام من ؟ كلام شيخ الإسلام أليس كذلك ؟
فهل يصح لكم بعد هذا أن تلزمونا بمذهب شيخ الإسلام في تسلسل الخلق لقول السلف بدوام الفاعلية ؟
- كلام الإمام عبد العزيز الكناني ظاهر بين في إبطال قول شيخ الإسلام . وهو يعرف ذلك و يعلم أن عبارة الإمام لها وزنها فهو الفقيه المناظر تلميذ الشافعي . فلما كانت عبارته بهذا الوزن يا ترى ماذا قال عنها ؟
( هذه الزيادة لم تتقدم في كلام عبد العزيز فإما أن تكون ملحقة من بعض الناس في بعض النسخ أو يكون معنى الكلام. إنما قولي هذا و إنما قلت أني إنما اعتقدت و التزمت هذا أو يكون المعنى إنما أقول و اعتقد هذا. و الأشبه أن هذه الزيادة ليست من كلام عبد العزيز لأنها لا تناسب ما ذكره من مناظرته المستقيمة و لم يتقدم من عبد العزيز ذكر هذا الكلام و لا ما يدل عليه )
– سماها زيادة ؟ و هي عبارة في أصل المناظرة و لها سياق و سباق يختل ذلك بحذفها أو تغييرها.
- لم تتقدم في كلام عبد العزيز ؟ و هل يكفي في نقدها أنها لم تتكرر في المناظرة ؟
النتيجة التي خرج بها =
- إما أن تكون ملحقة في بعض النسخ من بعض الناس
- أو تؤول و توجه توجيه لا يخالف ما ذهبت إليه في تسلسل الخلق . هذا ما يريد شيخ الإسلام
و في الأخير رجح أنها ليست من كلام عبد العزيز لان المناظرة كلها مستقيمة و لم يتقدم ذكر لهذه العبارة في الكلام و لا ما يدل عليها ؟
و سياق كلام عبد العزيز الكناني و كلامه بعد هذه العبارة يدل على خلاف ما ذهب إليه شيخ الإسلام لأنه قال بعد ذلك
( يا أمير المؤمنين قد اقر بشر أن الله كان و لا شيء و انه احدث الأشياء بعد أن لم تكن شيئا بقدرته و قلت إنما أحدثها بأمره و قوله عن قدرته فلا يخلو يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها و أي ذلك كان فقد ثبت أن هنا إرادة و مريدا و مرادا و قولا و قائلا و مقولا له و قدرة و قادرا و مقدورا عليه و ذلك كله متقدم قبل الخلق . و ما كان قبل الخلق متقدما فليس هو من الخلق في شيء . كسرت و الله يا امير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته باقراره بلسانه . كسرت قوله بالقران و السنة و اللغة العربية و النظر و المعقول ...)
فهل نؤول هذا أيضا . أو نرده بحجة انه ليس بمستقيم لمخالفة ما ذهب إليه شيخ الإسلام ؟
فنفس عبد العزيز في هذا و أسلوبه في المناظرة ظاهر فيه . فهل نقول أن هذا أيضا مدسوس عليه ؟
فيمكن ان نقول بعد هذا ان خلاصة نقد شيخ الإسلام عبارة عبد العزيز الكناني أنها تدل بظاهرها على منع التسلسل في الأزل و تثبت أولية للخلق و أن الله كان ولا شيء معه . و هذا يبطل ما ذهب إليه و ادعى فيه الإجماع . فإما أن ترد أصلا أو تؤول تأويلا يناسب ما ذهب إليه .
و الحقيقة أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يذكر الاحتمال الصحيح . بل ليس احتمالا و إنما هو ظاهر الكلام كالشمس في رائعة النهار في أن عبد العزيز الكناني يقول كغيره من السلف و ممن مر ذكر ( بعض ) قولهم من أن الله عز وجل كان وحده و لم يكن معه شيء . و ان المخلوقات لها أول و لا يذهبون إلى ما ذهب إليه شيخ الإسلام في قوله بتسلسل الخلق في الأزل .
4- قلتم حفظكم الله منهج السلف لا يثبت بالاستدلال و إنما يثبت بالنقل من غير خلاف .
جوابه) و هل التزمتم انتم بذلك ؟ و هلا نقلتم كلام السلف في تسلسل الخلق في الأزل و أن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق. ما لكم كيف تحكمون ؟
أليس ما طولتم به الموضوع إنما هو استدلال فقط و ليس لكم من النقل إلا ما حكاه شيخ الإسلام من إجماع مستنده مجهول لا معلوم ؟
ابن تيمية رحمه الله إمام متأخر . و كتب السلف في العقيدة و السنة مدونة و مشهورة تناقلها أهل السنة عبر العصور. وقد حفظ منها ما يبقى به الحق ظاهرا إلى أن يشاء الله . و لو قدر أن شيخ الإسلام وقف على ما لم يقف عليه غيره في هذه الكتب فما كان له و ما يليق بحاله أن يخوض و يتكلم في مسالة بهذه الجلالة و العظمة و لا يسند القول إلى أئمة متبوعين يوافقونه فيما ذهب إليه .
فلعلنا نوسع ذلك و نوجه نداء لطلبة العلم خاصة فنقول – بالله عليكم هل وقف منكم احد على قول لإمام من أئمة السنة قبل شيخ الإسلام ابن تيمية يقول أن المخلوقات ليس لها بداية و ما من مخلوق إلا و قبله مخلوق ؟
نعم يثبت منهج السلف بالنقل فلا نتعجل . ننتظر فلا نتعجل لعلنا نجد ذلك ؟
نعم هذا الذي يلزمكم ان توردوا من كلام السلف ما يؤيد ما ذهبتم اليه . فلا ادري لما وجه ذلك إلينا و الموضوع طافح بكلام الأئمة من أوله إلى آخره . بل قد فتح أصلا لأجل ذلك . اللهم إلا المناقضة الظاهرة التي قد اقر شيخ الإسلام أنها لا تتمشى مع ما ذهب إليه . فأشبعنا الموضوع بنقل كلام السلف الذي يدل دلالة مكشوفة في مناقضة كلام شيخ الإسلام لمن قبله من الأئمة .
و قد وفينا النقل عن السلف في هذه المسالة كما طلبتم. فخلص لنا من كلامهم ما يدل بظاهر و صريح عباراتهم ما يخالف ما ذهب إليه شيخ الإسلام و ليس ذلك بالاستدلال كما زعمت . لأنهم يقولون كان الله و لا شيء معه و شيخ الإسلام يقول لم يزل الخلق مع الله . فان زعمت أن هذا استدلال لا يقبل في هذا المقام . فأقول لك أني علمت ذلك كما يعلم الرجل انه في ليل أو نهار . و ما بعد ذلك إلا أن أكون مجنونا او مصابا بالهذيان ؟
5- نقلت عن الحليمي من كتاب المنهاج قوله أن ( الخلاق معناه هو الخالق خلقا بعد خلق )
جوابه ) من باب الأمانة العلمية أن يحمل كلام الرجل على مراده لا على ما يحتمله الكلام . و تبين للطلاب منزلته بين اهل السنة
فالرجل اشعري متكلم . و العبارة هذه ذكرها أيضا البيهقي في كتابه الجامع . فكان بوسعك أن تعزز ذلك بنقل عبارة البيهقي ؟
فالكثير من الطلاب يعرف عقيدة البيهقي فيسهل عليه معرفة مراده و يخفى عليه امر الحليمي .
لكن مما يستغرب في هذا أن تستسيغ نقل كلام إمام اشعري لتنصر به قول شيخ الإسلام في تسلسل الحوادث ؟ و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإفلاس و اليأس من وجود نصوص للسلف ينصر بها قول شيخ الإسلام .
فما الذي دهاك يا أخي و الرجل يقول في نفس الكتاب
( الباري عز وجل كان غير فاعل ففعل. و افعل في غيره لا في نفسه )
فهو على منهجه و عقيدته ينفي دوام الفاعلية. و ينفي قيام الأفعال الاختيارية بالرب عز وجل . بل و يجعل الفعل عين المفعول . فكيف يقول بدوام الخلق في الازل ؟
6- قلت أن الخلق صفة كمال من صفات الله عز وجل ألا عند أهل البدع من أشعرية و غيرهم .
جوابه) جنبنا الله و إياكم الأهواء الردية و الشبهات الخلفية .
اما أن الخلق صفة كمال فلا يدفع ذلك إلا ضال تائه في ضلالته. و المسلم بفطرته و إيمانه يدرك جلالة هذه الصفة لدلالتها على قدرة الرب و إرادته و مشيئته و علمه وحكمته و ما يتبع ذلك مما يدركه من نور الله عز وجل قلبه . فالله عز وجل لا يخلق عبثا و إنما يخلق عن علم وحكمة. فالخلق الذي هو كمال هو الخلق الذي أثبته الله لنفسه . فبهذا تنكشف الشبهة و تظهر الحجة .
- ليس معنى قولنا الخلق صفة كمال . أن خلق كل ممكن يقدر كمال فهذا مكمن الغلط. ذلك أن المنازع يقر بعظمة لسانه أن المخلوق كماله أن يوجد في زمنه الذي يقدره الرب عز وجل. و قبل زمنه و بعده خلقه يكون نقصا ينزه الرب عنه . فهو بهذا يقر أن من الخلق ما ينزه الرب عنه فهل نحاجه بدليله فنقول ( الخلق صفة كمال ) ؟
- لو كان قولكم الخلق صفة كمال يلزم منه وجود المخلوق. لو كان هذا دليلا صحيحا للزم على قولكم أن يخلق كل ممكن في كل زمن يقدر . لان الخلق صفة كمال . و أي شيء تحتجون به لدفع هذا اللازم . يلزمكم في نقض دعواكم .
- المنازع يقر أن عدم خلق المعين في غير زمنه المراد هو كمال و ضده نقص . كما أن خلق المعين في زمنه المراد كمال و ضده نقص. فهو يقر أن عدم الخلق يكون كمالا يليق بالرب عز وجل إذا لم يكن في زمنه المراد . فمادام أن الخلق من هذه الحيثية نقص فالواجب اثبات الكمال في الضد عدم الخلق . فالنفي لا يكون وحده كمال حتى يثبت كمال الضد .
- الرب عز وجل له كل كمال يليق به ليس فيه نقص. و قلنا سابقا أن عدم الخلق في الزمن المقدر كمال كما أن الخلق في الزمن المقدر كمال . و الزمن الذي يليق فيه الخلق من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل . ففي قولكم بالتسلسل و وجوب وجود جنس الخلق في كل الأزمان من التالي على الله و القول عليه بغير علم .
- قلتم أن المخلوقات وجودها ممكن . و هذا الحكم يشمل كل مخلوق . و القول بالتسلسل يوجب إيجاد بعض الخلق . و هذا تناقض . لأنكم تقولون بأنها ممكنة و واجبة في نفس الوقت . و حقيقة قولكم أن بعض الممكنات وجودها واجب ؟
- المغفرة صفة كمال كما أن الخلق صفة كمال . و من كلام الإمام احمد رحمه الله . أن الله لم يزل غفورا رحيما. أو عبارة قريبة من هذا لا تحضرني ألان .و تستدلون بهذا على دوام وجود الأثر في الأزل و الأبد . و المغفرة تكون للذنب . فيلزم على كلامكم القول بدوام تسلسل المذنبين ؟
- أردتم التفريق بين النوع و الآحاد في القدم و الحدوث . فقلتم أن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن . و الكمال هو في وقوعه في زمنه الذي يقدره الرب . و قبل ذلك وبعده عبث و نقص ينزه الله عنه . و هذا الحكم يعم جميع الأفراد. فماذا بقي من الجملة و النوع القديم عندكم ؟ اليس الجملة هي مجموع الأفراد ؟
- لو تصورتم المسالة حق التصور لما ذهبتم لما ذهبتم إليه. فليجلس أحدكم و هو مخاطب لنفسه و يمعن النظر في مقتضى هذا . فيمر ما استطاع من الأفراد على قلبه و هو يقول عنه الكمال هو أن يخلق في زمنه الذي يقدره الرب . و يرى أن هذا يلزم جميع الأفراد . فهل يستحيل بعد هذا و يمتنع أن يؤخرها الرب جميعا إلى زمن يخلقها فيه خلقا بعد خلق ؟
- قولكم من التالي على الله عز وجل لان المخلوق تحت مشيئته الرب و قدرته و علمه يتصرف فيه كيفما يشاء إيجادا و إعداما . فما بالكم توجبون التسلسل و لازمه القول بوجوب الخلق عليه و هو عني عن العالمين ؟
7- الفرق بين صفة الكلام و صفة الخلق /
أراد بعض الإخوة أن يلزمنا بصفة الكلام و أننا نقول فيه لم يزل متكلما. فيلزمنا أن نقول لم يزل خالقا فنثبت تسلسل الخلق في الأزل و دوام ذلك كما أثبتنا دوام الكلام ؟
جوابه ) أننا نقول أن إيراد مثل هذا الكلام كحجة لازمة لنا يدل على أن المتكلم ما زال و لما يحكم المسالة. لماذا ؟ لأنه و لحد ألان لم يتضح و يظهر له الفرق بين الأفعال اللازمة و المتعدية. و لم يحسن تطبيق ذلك في هذه المسالة . فالخلق يدخل بكليته في الأفعال المتعدية . عكس الكلام فمنه اللازم الذي يقوم بالخالق سبحانه و تعالى و لا يلزم منه ان يكون المخلوق موجود . و منه المتعدي الذي يلزم منه أن يكون المخلوق موجود كالتكليم و الأمر و النهي . و ما إلى ذلك و قد مر عليك سابقا أن القول بدوام الفعل لا يلزم منه القول بدوام وجود الخلق و أنها لم تزل في تسلسل . و أوردنا عليك كلام من تنصر فذهبه في هذه المسالة .
فهل يصح بعد هذا أن يكون ما ألزمتنا به صحيحا و حجة علينا ؟
قال أبو بكر عبد العزيز في الجزء الأول من كتاب السنة في المقنع – لما سألوه انك ماذا قلتم لم يزل متكلما كان ذلك عبثا . فقال لأصحابنا قولان . احدهما – لم يزل متكلما كالعلم لان ضد الكلام الخرس كما أن ضد العلم الجهل . قال – و من أصحابنا من قال قد اثبت لنفسه انه خالق و لم يجز أن يكون خالقا في كل حال بل قلنا انه خالق في وقت إرادته أن يخلق و إن لم يكن خالقا في كل حال و لم يبطل أن يكون خالقا كذلك و إن لم يكن متكلما في كل حال لم يبطل أن يكون متكلما . بل هو متكلم خالق و إن لم يكن خالقا في كل حال و لا متكلما في كل حال .
قال القاضي أبو يعلى في كتاب – إيضاح البيان في مسالة القران – لما أورد عليه هذا السؤال فقال – نقول انه لم يزل متكلما و ليس بمكلم و لا مخاطب و لا أمر و لا ناه . نص عليه احمد في رواية حنبل و ساق الكلام إلى أن ذكر عن أبي بكر ما حكاه في المقنع ثم قال – لعل هذا القائل من أصحابنا يذهب إلى قول احمد بن حنبل في رواية عبد الله ( لم يزل متكلما إذا شاء ) .قال – و القائل بهذا قائل بحدوث القران و قد تأولنا كلام احمد يتكلم إذا شاء في أول المسالة و لا يشبه هذا وصفه بالخلق و الرزق . لان تلك الصفات يجب أن تقدر فيها ذلك . وذلك إذا قدرنا وجود الفعل فيما لم يزل أفضى إلى قدم العالم فأما الكلام فهو كالعلم .
ذكر هذا شيخ الاسلام في الفتاوى ثم نقل قول أبو عبد الله بن حامد في أصوله –
و لا خلاف عن أبي عبد الله ( احمد بن حنبل ) أن الله كان متكلما بالقران قبل أن يخلق الخلق و قبل كل الكائنات موجودا و أن الله فيما لم يزل متكلما كيفها شاء و كما شاء .
قلت - قد مر عليك قول أبي يعلى - ان الله لم يزل متكلما و ليس بمكلم و لا مخاطب و لا أمر و لا ناه نص عليه احمد كما في رواية حنبل –فجزم الإمام احمد رحمه الله بنفي التكليم و الخطاب و الأمر و النهي في الأزل و اثبت الكلام .
لماذا ؟ لان المنفي من الفعل المتعدي الذي لا يكون إلا مع وجود المخلوق. و المثبت من اللازم الذي لا يلزم من وجوده وجود المخلوق. و هذا يدل كغيره مما نقلناه من كلامه و مما لم ننقله على أن الله كان وحده و لا شيء معه ثم خلق الخلق. فلو انه كان يقول بتسلسل الخلق كما يذهب إليه شيخ الإسلام. لما تجاسر على نفي ذلك إذ قد يكون في الخلق إلى الأزل من يصح أن يكلم أو يؤمر أو ينهى أو يخاطب. فنفي ذلك مع إثبات التسلسل من القول على الله بغير علم .
8- قولكم أن الخلق فعل كمال و هو ليس بممتنع عن الله عز وجل فوجب أن يكون واجب /
جوابه) ظاهر العبارة سليم لكن عند التفصيل يظهر اللبس و المقصود بهذا الكلام . الخلق فعل كمال باعتبار الوصف و باعتبار ما يخلقه الله عز وجل من محدثات. أما باعتبار خلق الممكنات وإيجادها. فالكمال متعلق بالزمن المقدر للمخلوق . و وجود الممكن في غير ذلك الزمن نقص ينزه الرب عنه . فلا يصح ان يطلق القول بان خلق كل ممكن هو كمال يستحقه الرب عز وجل . و لا يصح أن يستدل على هذا بقولنا الخلق صفة كمال . فبهذا التفصيل تظهر الشبهة و اللبس في هذه العبارة . فمن الخلق ما يكون كمالا يضاف للرب عز وجل. و منه ما يكون نقصا ينزه الرب عنه . و ليس للمنازع حجة يستدل بها باعتبار الكمال في الوصف . بل قد انحصر النزاع معه فيما يمكن أن يقع من محدثات.
و مع إقراراه أن آحاد المخلوقات إنما الكمال فيها أن توجد في أزمانها التي يقدرها الله عز وجل . لم يبقى له مما يستدل به من العبارة إلا أن يقول أن الأزمنة المتعاقبة في جهة الأزل الكمال أن يخلق فيها خلقا بعد خلق. و هذا من القول على الله بغير علم لان ليس كل زمن يقدر للممكن يكون كمالا أن يخلق فيه المخلوق . و ليس واجبا على الله أن يخلق في كل زمن يقدر . بل تعيين الزمن اللائق بالخلق يرجع للرب عز وجل و ذلك راجع لعلمه وحكمته . فمن هذه الحيثية قلنا أن خلق المخلوقات خلقا بعد خلق في جهة الأزل ممكن للرب عز وجل فممكن ان يقع و ممكن أن لا يقع هذا . و ليس بواجب على الله على أن يخلق خلقا بعد خلق الا أن تكونوا انتم قد علمتم أن هذه الأزمنة لائقة لان يخلق الله فيها. و ليس ذلك إليكم بل لعلام الغيوب الذي يخلق ما يشاء و يختار .
فنقول اذا الخلق صفة كمال باعتبار الوصف أما باعتبار الآحاد فالخلق الذي يكون كمالا هو في الزمن الذي يقدره الرب عز وجل . و العلم بالزمن اللائق للخلق هو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الرب عز وجل و هذا يعم كل المحدثات . و القول بان الأزمنة في جهة الماضي كانت لائقة لخلق المخلوق فيها من الرجم بالغيب و القول على الله بغير علم .
9- استدللتم على دوام الخلق بداوم الفعل . فقلتم أن الله عز وجل حي فعال فلا أول لفعله اللازم و المتعدي .
جوابه ) و هذا من الاستدلال فبالشيء الأعم على الأخص . و قد مر عليكم من كلام شيخ الإسلام ما يبين أن هذا الاستدلال ليس بلازم. لأنه لا يلزم من كون الله حي فعال أن يكون لم يزل يخلق .
10- استدللتم على ما ذهبتم إليه بمقتضى عموم النصوص الشرعية و ذكرتم من النصوص ما يبين أن الخلق متعلق بالإرادة و المشيئة.
جوابه) و هذا ينقض ما ذهبتم إليه لان مقتضى هذا الكلام يدل على أن الخلق يرجع إلى مشيئة الله و إرادته. فهو غني بذاته و صفاته عن العالمين . و الراجع إلى مشيئته و إرادته ممكن لا يجب وقوعه حتى نقول بوجوب تسلسل الخلق .
11- استدللتم بقوله تعالى ( وهو الخلاق العليم ) على وجوب التسلسل ؟
جوابه) مقتضى هذا الاستدلال ان الكثرة فاسمه الخلاق توجب تسلسل الخلق في جهة الأزل فلو قطعتم التسلسل بوجود أولية للخلق لما كان في ذلك كثرة و اسمه الخلاق يدل على ذلك ؟
و جواب هذا الإيراد - أن الله عز وجل منزه عن العبث . فهو يخلق بعلم و بمقدار . و لا يلزم من اسمه الخلاق أن يوجب ذلك التسلسل . لان كثرة الخلق كما تكون بطول الزمن و ما يقدر من خلق المخلوقات فيه . تكون في الزمن الواحد المعين لان الرب عز وجل قادر على خلق كل الممكنات في الزمن الواحد. فما دام أن الخلق في الزمن الواحد خلق بمقدار و كان يمكن على القول بالكثرة من استدلالكم باسمه الخلاق أن يكون الخلق فوق ذلك المقدار. وذاك نقص ينزه الله عنه فلا يصح أن يستدل بكثرة الخلق أن يلزم من ذلك تسلسل الخلق في الأزل. كما لم يصح الاستدلال بذلك على أن الواجب أن يكون الخلق فوق المقدار الذي يقدره الرب في الزمن المعين . فبان بذلك أن وصف الله عز وجل بالخلاق لا يلزم منه ما ذهبتم إليه .
- نقض ذلك بقوله تعالى ( العزيز الغفار )
و قول الإمام احمد رحمه الله ( لم يزل متكلما عالما غفورا )
فعلى قول المنازع أن هذا يدل على الكثرة و الاستمرار. بمعنى أن الله عز وجل لم يزل في الأزل يغفر الذنب و هذا يقتضي وجود المذنبين إلى ما لا بداية له في جهة الأزل ؟ و أظن أن حكاية هذا اللازم الذي لا محيد عنه كافية في رده .
و مع هذا فقد اشتهر عند أهل الإسلام أن أول ذنب عصي الله به كان من إبليس عليه لعائن الله . فان صح هذا رد ما جاء من اسرائليات في أن الجن كانوا سكانا للأرض قبل ادم عليه السلام فسفكوا الدماء وقتلوا و افسدوا في الأرض .
- قال الإمام قوام السنة أبو القاسم الاصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة – الخالق و الرزاق و العادل و المحسن و المنعم و المحيي و المميت و المثيب و المعاقب هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق و الرزق و الإحسان و الإثابة و العقاب لكن وجود معانيها منه .
12- مما انتقد علينا قولنا أن المخلوقات لها أول. و قلنا أن الخلاف بين السلف لا يصح أن يقيد بالعالم المشهود .
لما سنذكر أن شاء الله . و لكن قبل ذلك نعرج على بعض صنيع المنازع في نصيحته لنا التي نشكره عليها.
- أراد الأخ الكريم أن يوهم إنني أخذت هذا من عبارات للعلماء و اطلاقات و لم ارجع ذلك لأصولهم في هذه المسائل . فلعلك أن تكون تقصد بهذا أن من أصولهم التي ينبغي أن يحمل و يضم إليها ما نقلته ما ذهبتم إليه . فأنت بهذا تستدل علي بنفس ما انا منازع لك فيه ؟
- لحد ألان لم تبين أن ما ذهبتم إليه من أصولهم في مسائل الاعتقاد . و لم تبرهن على ذلك بكلامهم ليسلم لك المخالف ذلك .
- ادعيت أن الخلاف في هذا العالم المشهود . فلعلك تبين لنا الفرق بين عالم الغيب و عالم الشهادة . فكثير منهم من رجح ما تجعلونه من عالم الغيب. فهل تلتزمون ذلك فتجعلون ما رجحه هو أول مخلوق من عالم الغيب ؟ فاصل النزاع هو في أول الخلق .
- تفطن المنازع لذلك و علم أن هذا يلزم منه أن للخلق أول. لان العالم المشهود له أول بلا نزاع . فماذا قال ( و في الأعيان الغيبية في حقنا المذكورة في النصوص ) يعني أن من رجح أولية أمر غيبي ليست الأولية عنده مطلقة. و إنما هي مقيدة بما ذكر في النصوص ؟
يعني ان كلامه ليس في اول مخلوق . و انما هو ذكر مخلوقا من عالم الغيب هكذا وفقط ؟
بيان ذلك أن من قال أن القلم أول المخلوقات باعتبار العالم المشهود . فيلزمه أن من رجح أمرا غيبيا ليس من العالم المشهود أن ذلك أول الخلق عنده من عالم الغيب . لان الخلاف ليس في ذكر أي شيء من الغيب و ليست في ذكر الأول مما ذكر في النصوص . و إنما الخلاف في ذكر الأول من ذلك إطلاقا . و لما كان لا يخالف في أن من رجح شيئا من عالم الشهادة يقصد الأولية بإطلاق . لزمه أن من رجح أمرا غيبيا يقصد الأولية بإطلاق . هذا بدون النظر إلى سياق كلامهم و دلالته بظاهره على خلاف قوله .
قال ابن كثير في البداية و النهاية ( و اختلفوا هل كان قبل خلق السموات و الأرض شيء مخلوق قبلهما ؟ فذهب طوائف من المتكلمين انه لم يكن قبلهما شيء و أنهما خلقتا من العدم المحض .و قال آخرون بل كان قبلهما مخلوقات آخر لقوله تعالى – و هو الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء و ذكر بعض النصوص ثم قال .
و اختلف هؤلاء في أيهما خلق أولا ؟ ( قلت ) يعني الخلاف هنا في أيهما خلق من المخلوقات أولا قبل خلق السموات و الأرض ؟
فقال قائلون – خلق القلم قبل هذه الأشياء كلها ( ركز على قوله قبل هذه الأشياء كلها و هل هو يقصد بذلك العالم المشهود فقط ؟) و هذا هو اختيار ابن جرير و ابن الجوزي و غيرهما قال ابن جرير و بعد القلم السحاب الرقيق . ثم قال – و الذي عليه الجمهور فيما نقله الحافظ أبو العلاء الهمداني وغيره . أن العرش مخلوق قبل ذلك .
ثم رجح ابن كثير ما عليه الجماهير . و قال و يحمل حديث القلم على انه أول المخلوقات من هذا العالم . انتهى المقصود من كلامه
قلت - هاهنا مسائل ينبغي التفطن إليها و هي أن
- حمل حديث القلم على الأولية في العالم المشهود . ربما تصح ان كان القلم من عالم الشهادة و ليس من عالم الغيب . فيحتاج الحامل الى تفريق واضح بين عالم الغيب و الشهادة .
- ابن جرير و غيره ممن ذهب مذهبه لا يوافق على هذا الحمل . لان في كلامهم من تفصيل و ترجيح لأسبقية القلم على أمور مرجوحة عندهم من عالم الغيب . و هذا يبين ان كلامهم و ترجيحهم لم يكن خاص بالعالم المشهود .
- أن هذا الحمل لا يستقيم لمن وقف على كلامهم و الخلاف بينهم في ذلك . لان غالبهم رجح أمورا غيبية. إلا ما استشكل من كون القلم عد من عالم الشهادة .
- أن الذي حمل حديث القلم على العالم المشهود . ليس مقصوده أن الخلاف كان في العالم المشهود . و إنما مقصوده عدم إسقاط قول هؤلاء مع ترجيحه لغيره .
- أن الخلاف الذي نقله ابن جرير في تاريخه و تفسيره . يدل على أن الخلاف كان في أول مخلوق بإطلاق كما سيأتي من قوله في آخر المشاركة . و ليس لهذا التفريق ذكر و لا ما يدل عليه إطلاقا فيما نقله .
- أن القول بان الخلاف كان في العالم المشهود . رمي للسلف بالبلادة و عدم الفهم . فكيف يعقل ان الخلاف في هذا و هم يرجحون بما هو من عالم الغيب .
- القول بان هناك مخلوقات كانت قبل هذه الأشياء التي ذكرها السلف في خلافهم . من الزيادة و الاستدراك عليهم . و لم يقف من قال ذلك حيث وقف القوم .
- القول بان قبل القلم و العرش و الماء و السحاب و ما شابه ذلك مما ذكره السلف . القول بان قبلها كانت مخلوقات . من القول على الله بغير علم
- كل ما ذكره السلف في هذا من المخلوقات العظيمة التي تستحق الذكر. و أوليتها و تقدمها يقتضي ذلك . و ما فرطنا في الكتاب من شيء . و مذهبكم يقتضي أن ما هو أعظم من ذلك قد أهمل ذكره في الشرع ؟
- لو كان ما ذهبتم إليه معتقد للسلف كما زعمتم لما عيي احدهم أن يقول ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق و أن السؤال غير وارد و الجواب لا يصح . أو على الأقل يبين أن ذلك يحتاج إلى تفصيل و يتبين مقصود السائل ليحسن الجواب بحسن السؤال .
- لو كان ما ذهبتم إليه صحيحا . لكان السؤال عن أول الخلق من التكلف و التشدق الذي لا يحسن الجواب عليه . و لكان جواب السؤال من الرجم بالغيب و القول على الله بغير علم
13- قال المنازع أن ما أوهم من كلام العلماء بان للمخلوقات أول نحمله على أصولهم .
جوابه) قد علمتم ما يقصد المنازع بذلك. و سنرى هل يسعفه ذلك مع عباراتهم الواضحة البينة لمن له عينان .
- مثل لنصيحته بقول ابن عباس رضي الله عنهما ( أن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا . فأول ما خلق القلم ) و ما يشبه ذلك من أثار .
المنازع لك لم يستدل بهذا و هو يقر قبل غيره أن مثل هذه العبارة لا تصلح لذلك. فهل النصيحة توجب عليك أن تبطل ما لم يستدل به منازعك لتوهم غيرك أن حججه من هذا الجنس . و هل قرأت الموضوع أصلا و كلام الأئمة فيه قبل أن تنبري للرد ؟
المهم انك قد التزمت فيما ينقله منازعك من كلام بعض العلماء مما يوهم ( عندك ) أن للخلق بداية أن تحمل ذلك على أصول صاحب المقالة و تفسره بنصوصه الأخرى بلا تكلف و لا تعسف . و قبل أن أورد عليك حجج هؤلاء و عباراتهم الواضحة البينة في دفع ماذهبتم إليه . أود أن أنبه الناظر أن المنازع يزعم أن ما سأذكر من كلامهم هو وهم و ليس بظاهر في ذلك فليكن هذا منك على بال .
و قد التزم أن يرجع ذلك لأصول صاحب المقالة . و هذا من الاستدلال بنقطة الخلاف فلا يهمني ذلك إلا أن يبرهن من صريح عباراتهم أن من أصولهم أن الخلق لم يزل مع الله . و لا يكفيه ما أبدى لي فيه النصيحة من أن يكون ذلك عن استدلال. بل نريد كلام واضح بين فيما ذهبتم إليه . و نصوص توضح أن ذلك كان معتقد لهم . فنبدا بعون الله و فضله بذكر كلام سيد المفسرين ذكر الخلاف بين السلف في أول خلق خلقه الله عز وجل .
1) الإمام الطبري / قال في تاريخه – فإذا كان معلوما أن خالق الأشياء و بارئها كان و لا شيء غيره و انه خلق الأشياء فدبرها . و انه خلق صنوفا من خلقه قبل خلق الأزمنة و الأوقات . و قبل خلق الشمس و القلم الذين يجريهما في أفلاكهما . و بهما عرفت الأوقات و الساعات و أرخت التاريخات . و فصل بين الليل و النهار . فلنقل فيما ذلك الخلق الذي خلق قبل ذلك ؟ و ما كان أوله ؟
ثم ساق خلاف السلف في ذلك و منه ما قاله
2) محمد بن اسحاق ( و كان عرشه على الماء ) فكان كما وصف نفسه سبحانه و تعالى إذ ليس إلا الماء و العرش .
- ترجيح الطبري – و قول الرسول صلى الله عليه و سلم الذي رويناه عنه اولى قول في ذلك بالصواب . لانه كان اعلم قائل في ذلك قولا بحقيقته و صحته و قد روينا عنه عليه السلام " اول شيء خلقه الله عزوجل القلم " من غير استثناء منه شيئا من الاشياء انه تقدم خلق الله اياه خلق القلم . بل عم بقوله صلى الله عليه و سلم – ان اول شيء خلقه الله القلم – كل شيء . و ان القلم مخلوق قبله من غير استثنائه من ذلك عرشا و لا ماء و لا شيئا غير ذلك .
قلت - حاول ان ترقع كلامه ؟
وذكر
القول في ابتداء الخلق و ما كان أوله .
3) عن ارطاة بن المنذر سمعت ضمرة يقول ( إن الله خلق القلم فكتب به ما هو خالق و ما هو كائن من خلقه ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومجده ألف عام قبل أن يخلق شيئا من الخلق )
القول في الذي ثنى خلق القلم
وخلاصة قوله أن الله عز وجل خلق بعد القلم سحابا رقيقا و هو الغمام . و ذلك قبل أن يخلق و الماء . وذكر حديث أبي رزين و صححه ( أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال كان في عماء ما تحته هواء و ما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء )
ثم بعد السحاب الماء ثم العرش او يقال انهما خلق معا .
و ذكر ما جاء
4) عن ابن عباس و عن مرة الهمذاني عن عبد الله بن مسعود و عن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – قالوا – أن الله عز وجل كان على عرشه على الماء . و لم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء .
قال ابن كثير في تاريخه الكبير – خلق القلم قبل هذه الأشياء كلها و هذا هو اختيار ابن جرير و غيرهما .
5) قتادة ( و كان عرشه على الماء ) ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السموات و الأرض .
6) عبد العزيز الكناني – لم يزل الخالق سيخلق – أول شيء خلقه الله بقوله و ذلك كله متقدم قبل الخلق .
7) ابوعبيدة معمر بن المثنى . أما قوله ( وخلق كل شيء ) فهو كما قال و قال في آية أخرى ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول كن فيكون ) فاخبر أن أول خلق خلقه بقوله و أول خلق من الشيء الذي يقال (وخلق كل شيء ) فاخبر أن كلامه قبل الخلق . أورده البخاري في كتابه خلق أفعال العباد
8) يزيد بن هارون – العماء أي ليس معه شيء – رواه عنه احمد بن منيع و قرره الترمذي . و استحسنه الناس كتفسيرا للعماء في حديث أبي رزين و تناقلوه فيما بينهم و لم يستنكره احد . و لم يتجاسر على رد هذا حتى من هو على مذهبكم ؟
- تنبيه / ما ذهب إليه المنازع مبطل لهذه الحجة . لان صحة الحجة أن يكون الكلام الذي خلق به أول مخلوق لم يسبق بمخلوق. يعني أن هذا الكلام سبق كل الخلق لأنه كان قبل أول مخلوق .
9) الإمام احمد رحمه الله
- ذكر الخلال عنه انه قال – كان الله تعالى قبل ان يكون شيء .
- و في مناظرته للجهمية قال – نحن نقول قد كان الله و لا شيء .
- و فيها أيضا انه قال إلزاما للجهمي . أليس الله كان و لا شيء ؟ فيقول نعم . فقل له حين خلق الشيء اخلقه في نفسه أو خارجا عن نفسه ؟
- قال أبو عبد الله بن حامد في كتابه في أصول الدين لا خلاف عن أبي عبد الله يعني احمد بن حنبل أن الله لم يزل متكلما قبل ان يخلق الخلق و قبل كل الكائنات . شرح الأصفهانية لشيخ الإسلام
10) ابن بطة العكبري – ذكر هذه الحجة بنفس عبارة الإمام رحمه الله .
- تنبيه / و هذا إلزام بالحق الذي هو معتقد الائمة . و تبطل الحجة لو قلنا ان الله لم يزل مع الخلق ؟ تأمل ذلك
11) الامام ابو بكر الاجري – لم يزل الله تعالى عالما متكلما قبل خلق الأشياء من قال غير هذا فهو كافر .
12) الإمام اللالكائي – حديث ( أول ما خلق الله القلم ) اخبر أن أول خلق القلم . و الكلام قبل القلم . و إنما جرى القلم بكلام الله الذي قبل الخلق إذا كان القلم أول مخلوق .
تنبيه / لو كان هناك خلق قبل خلق القلم و قبل الكلام الذي جرى به القلم لبطلت الحجة . لان الحجة في إقرار المنازع أن ليس قبل خلق القلم مخلوق . فالذي يكون قبل خلق القلم ليس بمخلوق . و الكلام قبل القلم إذا هو ليس بمخلوق . تأمل ذلك ؟
و قد أبطل من يذهب إلى ذاك المذهب هذه الحجة و غيرها من حجج السلف على أهل التجهم و التعطيل .
13) الدارمي – لم تحدث له صفة و لا اسم لم يكن كذلك قبل الخلق . كان خالقا قبل المخلوقين و رازقا قبل المرزوقين و عالم قبل المعلومين . لان لحدوث الخلق حدا و وقتا و ليس لأزلية الله حدا و وقت .
14) ابن حزم – اتفقوا ان الله وحده لا شريك له . خالق كل شيء غيره . و انه تعالى لم يزل وحده . ثم خلق الاشياء كلها كما شاء . مراتب الإجماع
15) الطحاوي – له معنى الربوبية و لا مربوب و معنى الخالقية و لا مخلوق .
16) الحافظ ابن منده في كتاب التوحيد - و لم يزل موصوفا بالخالق البارئ المصور قبل الخلق . بمعنى انه يخلق و يصور .
و قال أهل التأويل ( التفسير) معنى الأول هو الأول بالأولية و هو خالق أول الأشياء و سماه أول الأشياء .
17) ) الهروي في تفسيره – و ان الله عز وجل كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته ثم خلق الأشياء .
18) العلماء الذين كتبوا الاعتقاد القادري للخليفة العباسي . و قد ذكروا فيه ( كان ربنا وحده لا شيء معه ) و كتب الشيخ القزويني معلقا عليه – هذا قول أهل السنة و هو اعتقادي و عليه اعتمادي –
19- ) البغوي في تفسيره – الأول قبل كل شيء بلا ابتداء . كان هو و لم يكن شيء موجودا .
20) عمر بن عثمان المكي الذي ذكره شيخ الإسلام في الحموية – كان هاديا سيهدي و خالقا سيخلق و رازقا سيرزق و غافرا سيغفر.
21) أبو القاسم الثعلبي. نقل عنه الثعلبي المعروف في تفسيره ( كان الله تعالى قبل خلقه للأشياء قائم بذاته ثم خلق الأشياء من غير حاجة له إليها . بل إظهارا لقدرته وحكمته ليعرف وجوده وحده . و كمال علمه و قدرته بظهور أفعاله المتقنة بالحكمة )
22) الإمام قوام السنة أبو القاسم الاصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة
(مذهب أهل السنة و المقتدين بالسلف أن الله تعالى كان وحده و لا شيء معه )
و قال – الخالق و الرزاق و العادل و المحسن و المنعم و المحيي و المميت و المثيب و المعاقب هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق و الرزق و الاحسان و الاثابة و العقاب لكن وجود معانيها منه .
وقال – يوصف بأنه رب قبل أن يخلق المربوب . و انه اله قبل أن يخلق المالوه . ومن نفى هذه الصفات عنه بعد وجود معانيها فقد خالف المسلمين .
23) أبو عبد الله بن بطة العكبري – الله سبحانه و تعالى لم يزل عليما سميعا بصيرا متكلما تاما بصفاته العليا و أسمائه الحسنى قبل كون الكون و قبل خلق الأشياء .
24) اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة و الجماعة – قال في قوله صلى الله عليه و سلم ( أول ما خلق الله القلم ) . قلت ( اللالكائي ) فاخبر أن أول الخلق القلم . و الكلام قبل القلم و إنما جرى القلم بكلام الله الذي قبل الخلق إذا كان القلم أول الخلق .
25) شيخ الحنابلة القاضي أبي يعلى الفراء – الحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة – كتاب المعتمد
26) الذهبي في الأربعين صفات رب العالمين – ما زال خالقا و رازقا و لا خلق بعد و لا رزق .
27) ابن القيم – و انه كان و لم يكن شيء غيره البتة . مدارج السالكين
28) شيخ الاسلام ابن تيمية - يقول رحمه الله
من المعلوم أن الدليل يجب طرده، وهو ملزوم للمدلول عليه، فيلزم من ثبوت الدليل ثبوت المدلول عليه، ولا يجب عكسه، فلا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول عليه. وهذا كالمخلوقات فإنها آيه للخالق، فيلزم من ثبوتها ثبوت الخالق، ولا يلزم من وجود الخالق وجودها. وكذلك الآيات الدالات على نبوة النبي، وكذلك كثير من الأخبار والأقيسة الدالة على بعض الأحكام: يلزم من ثبوتها ثبوت الحكم، ولا يلزم من عدمها عدمه . درء التعارض
و هذا من النقل الواضح البين الذي يوافق فيه جماهير العلماء في ان عدم المخلوقات جملة ليس بنقص و لا تعطيل . و ان وجود الخالق لا يلزم منه وجود المخلوق . و على المذهب المنتقد يكون هذا تعطيلا للرب عن كماله المستحق له . اذ الرب لا بد ان يكون ازلا و ابدا يخلق خلقا بعد خلق . و لا يمكن تصور وجود الخالق مع عدم الخلق كلية فعندكم ان وجود المخلوق لازم من وجود الخالق.
و الله اعلم
.........................
و بعد ذكر نصوص الأئمة و السلف في هذه المسالة الجليلة . نقول للمنازع هل يليق ان يتكلم هؤلاء بظاهر هذه العبارات التي يلزم منها تعطيل الرب و وصفه بالنقص على مذهبكم . و لا يبدي الواحد منهم النصيحة فيرد الباطل المتوهم على مذهبكم أو يبين بصريح العبارة أن ذلك غير مقصود . أو تذكر هذه العقيدة في ( بعض ) كتب السلف و لو في فروع العقائد . أو تلحق كما الحق ما خالف فيه أهل البدع من الفقهيات . أو تذكر هكذا ذكر عابر فقط فيبين أن من الناس من يقول ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق .
فما بال كل هذا لم يتحقق فلم نقف عليه .
فمع قوة الدافع لذلك و جلالة المسالة و كونها من مسائل التضليل و التكفير لما فيها من نقص و تعطيل . و مع جلالة السلف و غزارة علومهم و نصحهم للأمة و كونهم اعلم ممن جاء بعدهم و انصحهم للناس . و أشدهم حبا للخير و العلم و بذله للناس . و أنهم سكتوا عن هذا و لم يبينوه للناس و مع تكلمهم بما يدل بظاهره على خلاف ما ذهبتم إليه . اجزم أن المسالة حادثة و أن هذا لو لم يذكره شيخ الإسلام و يتبناه من قوله ومعتقده لما ذهب إليه و لما تجاسر احد على نصره و الدفاع عنه ؟
و في ختام هذه المشاركة التي أظن أنني وفيت فيها بعض ما يجب علي في الدفاع على ما انتصرت له. و على اقل تقدير أكون قد أوضحت الحامل لما ذهبت إليه و إن كنت لست أهلا لمثل هذه المواطن . لكن لشدة الوارد و انه قد حاك في صدري ما ذهب إليه شيخ الإسلام . فمنذ فترة من الزمن و عبارات للسلف تمر علي في صفحات الكتب أقول في نفسي كيف يوجه هذا مع ما ذهب إليه شيخ الإسلام. فما كان إلا أن شاركت في موضوع لأحد الإخوة الكرام كان سببا لهذا الموضوع . لعلي استفيد ممن له علم و عناية بهذه المسائل . فتكلمت فيه وذكرت ما اعتقده مما له علاقة بهذه المسالة بالذات . و إني على علم بان من كان على حالي فلن يخلو ما كتبه من نظر و إصلاح للمقال . خاصة فيما يخص من شطط في القلم و دفع النفس حبا للانتصار . فان أحوال القلب كالبحر لا تمسك أمواجه عند الهيجان .
و الحمد لله على اولا واخرا
و السلام عليكم ورحمة الله
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
و في ختام هذه المشاركة التي أظن أنني وفيت فيها بعض ما يجب علي في الدفاع على ما انتصرت له. و على اقل تقدير أكون قد أوضحت الحامل لما ذهبت إليه ..... . فان أحوال القلب كالبحر لا تمسك أمواجه عند الهيجان .
نعم بارك الله فيك اخى الطيبونى وفيت بما انتصرت له
اقتباس:
و على اقل تقدير أكون قد أوضحت الحامل لما ذهبت إليه
ستقول الحامل التنزيه والكل يدعى هذا
اقتباس:
فان أحوال القلب كالبحر لا تمسك أمواجه عند الهيجان
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلب اخى الطيبونى على الحق ولا تجعله كالبحر عند الهيجان لا تمسك أمواجه واجعل زمام الامر للعقل مع القلب فى فهم هذه المسألة
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
. فأصبحت المسالة من الأصول التي تدور على الكفر و الضلال ؟
قد اوضحت لك اخى الطيبونى فى نقاش سابق ان المسألة من الجزئيات والتفاصيل الدقيقة ولا تدور على الكفر والضلال وهى تندرج تحت تفاصيل الصفات وجزئياتها فهى مثلا كحديث عائشة عندما قالت للنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم: «مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، وليس فيه تضليل لعائشة رضى الله عنها كما يزعم البعض ممن ينتقد شيخ الاسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
فَهَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ يَعْلَمُ اللَّهُ كُلَّ مَا يَكْتُمُ النَّاسُ؟
فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَكْتُمُهُ النَّاسُ كَافِرَةً
اقتباس:
إبراز بعض نصوص السلف التي هي في غاية الوضوح و البيان في دلالتها لمخالفة ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله في دعواه أن تسلسل المخلوقات في جهة الأزل مسالة مجمع عليها بين السلف و أهل السنة. و انه لم يخالف في ذلك إلى أهل البدع من المعطلة و أهل الكلام ؟
الكلام على التسلسل اخى الطيبونى درجات كما تعلم اخف المخالفين هو تعطيلك عما هو أكمل وان الله لم يزل يفعل
اقتباس:
فما دام أنها وصلت إلى هذا الحد. فقد وجب على المخالف أن يعطيها حقها ليسلم له دينه و يثبت له إيمانه. فكل معرض للزيغ و الضلال و المعصوم من عصمه الله .
هى لم تصل الى الكفر والضلال - وليس لها علاقة ايضا بأصل سلامة الدين والايمان ولكن المسألة متعلقة بالأكمل
اقتباس:
و يعلم الله أنني لا أحب الخلاف و الشقاق خاصة إذا كان مع اعز الإخوة و الأصدقاء. لما يورث ذلك عادة و طبعا من شحناء و بغضاء . لكن حبا للخير و الفهم في العلم . و ان اوافق من هو عزيزا على النفس يوجب علي الصدع بما اراه حقا و أن لا اداري في ذلك أحدا.
نعم بارك الله فيك
اقتباس:
بل أكاد اجزم مرة أخرى أن مسالة شيخ الإسلام حادثة و لم يسبق إليها . فكيف ينقل عليها إجماع السلف ؟
ومن كبر عليه هذا فليأتني بكلام إمام معتبر قبل زمنه . يعتد بقوله يذهب صراحة إلى ما ذهب إليه .
الكلام فى هذه المسألة مبنى على فهم اصول اهل السنة فى اثبات الكمال
اقتباس:
فقد حاول رحمه الله الطعن في المسالة الأولى . و تقيد الخلاف في المسالة الثانية لعلمه بما في المسالتان من نقض لدعواه في تسلسل الخلق . و العجيب في الأمر انه لم ينقل من أدلة الشرع ما يصدق به دعواه إلا ما ادعاه من دلالة بعض النصوص على ذلك . وعندما تحقق الأمر تجده قد حمل النصوص ما لا تحتمله و أتى فيها بما لم يسبق إليه
شيخ الاسلام بين دلالة الحديث ووفق بين الروايات
اقتباس:
أي انه لا يلزم من الوصف وجود المخلوق . فلو انه قصد البعض دون البعض لكان يكفيه في إثبات الوصف تعلقه بالبعض المخلوق . و كان ذلك كافيا في تحقق الوصف بدون حاجة لذكر أن الوصف كان قبل وجود الخلق.
انكارنا على الوصف مع عدم الفعل على الاطلاق لا على وجود الفعل متعلقا بالحكمة والمشيئة وانه لم يزل يخلق لما تقتضيه حكمته ومشيئتة وهذ لا يدل على ما تذهب اليه
اقتباس:
فالذي يفهم من هذا إقراره لهم بوجود الله وحده في الأزل و لا شيء معه.
هذا فيه اثبات ان الله متقدم على جميع المخلوقات وانه قبل كل شئ اما تعطيل الله عن الفعل فان الله لم يزل يفعل وليس كما يدعى عبد العزيز الكنانى انه لم يزل سيفعل هذا تعطيل وليس بأسوأ من قوله فى كتابه الحيدة عليم بلا علم
اقتباس:
ثم قال ( لان لحدوث الخلق حدا ووقتا و ليس لأزلية الله حد و وقت )
نعم لحدوث الخلق حدا ووقتا وهو احداث الله لها ووجودها بعد ان لم تكن اما ازلية الله فالله جل وعلا لم يزل يحدث الاشياء شيئا بعد شئ فى الماضى فان تعثر عليك التسلسل فى الماضى فاعتبر بتسلسل نعيم اهل الجنة والتسلسل فى المستقبل ولا يمنع ذلك ان يكون الله بعد كل شئ وقول الامام الدارمى انا ارى انه لا يتعارض مع كلام شيخ الاسلام على الاطلاق بل يؤيده
اقتباس:
أننا نقول أصلا أن الخلق ممكن لله عز وجل أزلا و أبدا يخلق ما يشاء متى شاء و كيفما شاء . و كل ذلك بمقدار تابع لعلمه وحكمته . و فرقنا بين الجهتين لان جهة الأبد قد ورد فيها من النصوص الشرعية ما فيه الكفاية من إثبات الدوام و الاستمرار بل قد كفر السلف من قال بفاء الدارين أو قال بانقطاع النعيم . أما جهة الأزل فلم يثبت فيه من الدليل الملزم إلا ما حملتم عليه بعض النصوص و ادعيتم فيها ما لم تسبقوا إليه و ليس لكم فيه إمام متبع . و قد وجدنا من كلام السلف ما فيه كفاية في إثبات وحدانية الله عز وجل و انه كان في الأزل و لا شيء معه و أن المخلوقات لها بداية .
لا فرق بين الماضى والمستقبل والمفرق معطل فى الماضى
اقتباس:
فلا يخلو يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها و أي ذلك كان فقد ثبت أن هنا إرادة و مريدا و مرادا و قولا و قائلا و مقولا له و قدرة و قادرا و مقدورا عليه و ذلك كله متقدم قبل الخلق . و ما كان قبل الخلق متقدما فليس هو من الخلق في شيء . كسرت و الله يا امير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه . كسرت قوله بالقران و السنة و اللغة العربية و النظر و المعقول ...)
تأمل قوله يا رعاك الله أن هذه الحجة قامت و أخذت من القران و السنة و اللغة و النظر و المعقول . فماذا بقي لكم بعد هذا ؟
وهل نازع احد فى ذلك وان الله متقدم قبل الخلق -وليس هو من الخلق فى شئ- بل هو الخالق لكل شئ- ولم يزل يخلق
اقتباس:
) فلم يلتزم الكناني للجهمي بتسلسل الخلق في جهة الأزل و لم يقر له بان الخلق لم يزل مع الله
لم يقل احد ان الخلق لم يزل مع الله بل ما هو مقرر فى هذا الموضوع وغيره ان الله متقدم على جميع المخلوقات الكلام على ان الله معطل عن الفعل على الاطلاق ثم فعل وليس الكلام على الفعل فى وقت دون وقت لا تقحم هذا فى المسألة
اقتباس:
التي يلزم من دوامها أن يكون الخلق لم يزل مع الله .
لا يلزم من دوام الخلق ان يكون الخلق لم يزل مع الله لان الله هو خالقه ومتقدم على جميع المخلوقات
اقتباس:
كلام الإمام عبد العزيز الكناني ظاهر بين في إبطال قول شيخ الإسلام . وهو يعرف ذلك و يعلم أن عبارة الإمام لها وزنها فهو الفقيه المناظر تلميذ الشافعي . فلما كانت عبارته بهذا الوزن يا ترى ماذا قال عنها ؟
هذا الفقيه الناظر تلميذ الشافعى يقول ان الله عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر أكتفى بهذا الفقه ووزن هذه العبارة ؟
اقتباس:
أن المخلوق كماله أن يوجد في زمنه الذي يقدره الرب عز وجل. و قبل زمنه و بعده خلقه يكون نقصا ينزه الرب عنه . فهو بهذا يقر أن من الخلق ما ينزه الرب عنه فهل نحاجه بدليله فنقول ( الخلق صفة كمال ) ؟
- لو كان قولكم الخلق صفة كمال يلزم منه وجود المخلوق. لو كان هذا دليلا صحيحا للزم على قولكم أن يخلق كل ممكن في كل زمن يقدر
نحن لا نقول بوجود كل ممكن فى كل زمن يقدر وقد نقلنا كلام ابن القيم فى مواضيع اخرى- الاشكال فى عدم تقدير خلق على الاطلاق وليس فى تقديره فى وقت دون وقت فهذه وفاقيه
اقتباس:
و قلنا سابقا أن عدم الخلق في الزمن المقدر كمال كما أن الخلق في الزمن المقدر كمال
لا احد ينازعك فى ذلك انما النزاع فى عدم الفعل على الاطلاق الذى تنتصر له بشده فى هذه المشاركة
اقتباس:
- المغفرة صفة كمال كما أن الخلق صفة كمال . و من كلام الإمام احمد رحمه الله . أن الله لم يزل غفورا رحيما. أو عبارة قريبة من هذا لا تحضرني ألان .و تستدلون بهذا على دوام وجود الأثر في الأزل و الأبد . و المغفرة تكون للذنب . فيلزم على كلامكم القول بدوام تسلسل المذنبين ؟
الصفات لها متعلقات وقد تختلف المتعلقات فى العوالم التى يخلقها الله -فلا تستدل بذلك على التعطيل على الاطلاق الكلام على المتعلقات بالنسبة للعوالم موضوع اخر-
وهذه فتوى للشيخ البراك تبين المقصود
سئل الشيخ البراك
س : قال شيخ الإسلام رحمه الله حين أثبت القول بتسلسل الحوادث دعاه إلى ذلك ألا يعطل الله عن صفات الفعل والخلق والإرادة والكلام ، التي هي من لوازم كمال الحياة ، فهل يقال ذلك في جميع الصفات كالمغفرة والتوبة ؟فتقتضي وجود من يتوب عليهم ويغفر لهم ، وهل يقال بوجود مخلوقات أخرى قبل الثقلين كانت في إطار التكليف ؟ أم ذلك الإثبات خاص بالصفات التي هي من لوازم الحياة ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فإن من المعلوم بالضرورة عقلا وشرعا أن الله لم يزل موجودا وموصوفا بجميع صفات الكمال ، من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والخلق والرزق والعفو والمغفرة ، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية ، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلا وأبدا ، فلم يزل ولا يزال سبحانه حيا قيوما ، عليما حكيما ، غفورا رحيما ، خالقا رازقا ، سميعا بصيرا ، عفوا قديرا ، فعالا لما يريد .
فصفاته الذاتية سبحانه لازمة لذاته ولا تتعلق بها المشيئة .
وأما صفاته الذاتية الفعلية ، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له ، لا تتوقف على المشيئة ، مثل العفو والغفور ،و الخالق والرازق ، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقا لهذه الأسماء ، وما تتضمنه من الصفات ، ولكن أثرها ومتعلقها تابع للمشيئة فتقول : إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء ، ويرزق من يشاء ويغفر لمن يشاء .
وما كان تابعا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته ، ومن هذا النوع صفة الفعل وصفة الكلام ، فإنه تعالى لم يزل متكلما بما شاء إذا شاء ، ولم يزل فعالا لما يريد ، وآحاد كلامه ، وآحاد فعله ليس من لوازم ذاته ،
فمن آحاد كلامه نداؤه الأبوين ،
وقوله للملائكة " إني خالق بشرا " الحجر: ٢٨
وقوله لآدم " اسكن أنت وزوجك الجنة "البقرة:
٣٥ وكلامه سبحانه لا نفاد له كما قال " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " الكهف: ١٠٩
وآحاد أفعاله سبحانه التي تدل ليها أسماؤه وأنواع أفعاله التي ليس له منها اسم هي التي تعرف عند أهل العلم بالصفات الفعلية كاستوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا .
وخلقه السماوات والأرض ، وحبه وبغضه لمن شاء ،
وأنه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر على من يشاء ،
ويؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء ،
ويغفر لمن يشاء ويذل من يشاء ، إلى غير ذلك من أفعاله التي تكون بقدرته ومشيئته وحكمته .
فلا يقال في شيء من هذه الأفعال إنه قديم ،
ولهذا لا يقال : إنه تعالى لم يزل مستويا على العرش ، ولم يزل نازلا إلى السماء الدنيا ،
ولم يزل قائلا : يا موسى أو قائلا للملائكة : إني خالق بشرا ، أو لم يزل غاضبا أو محبا أو مبغضا أو فرحا أو ضاحكا ،
لتوقف هذه الأفعال على أسبابها ومتعلقاتها وهذه الأسباب والمتعلقات متوقفة على مشيئته سبحانه ،
فتدخل هذه الأفعال كلها في أنه فعال لما يريد ، فهذا وصف لازم له سبحانه
فلم يزل ولا يزال فعالا لما يريد ،
ولا يلزم في الأزل أنه يريد كل فعل لأنه لا يلزم في الأزل أنه يريد أسبابها ومتعلقاتها
بل ذلك في حكم الإمكان لكمال قدرته وأنه لم يزل على كل شيء قدير
وأما وقوع هذه الأفعال ومتعلقاتها وأسبابها فيتوقف نفيه وإثباته على الدليل .
ولهذا فإن تسلسل المخلوقات ودوامها في الماضي الذي ينكره أكثر أهل الكلام ،
ويقولون (إنه ممتنع)
لا ريب أنه ممكن ، لأن ذلك لازم قدرة الرب سبحانه .
وشبهة القائلين بامتناع حوادث لا أول لها ،
ويُعبر عنه بتسلسل الحوادث ودوام الحوادث هي اعتقادهم أنه يلزم من ذلك قدمُ العالم مع الله ،
وهو الذي تقول به الفلاسفة ،
فرَدوا الباطل بباطل حين قالوا بامتناع دوام الحوادث
فإنه يستلزم أن الله كان غير قادر ثم صار قادرا ،
والحق أنه لا يلزم من دوام المخلوقات في الماضي الذي معناه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلا مالا نهاية لا يلزم منه قدم شيء من المخلوقات مع الله
بحيث يكون مقارنا لوجوده في الأزل ، لأن المخلوق مع الله بحيث يكون مقارنا لوجوده في الأزل ، لأن المخلوق متأخر عن الخالق ضرورة ، وعلى هذا فكل مخلوق يُفرَض فإنه مسبوق بعدم نفسه لأنه حادث بعد أن لم يكن ، فالقدم المطلق – الذي لا بداية له – الله وحده .
فعُلم مما تقدم أن كل ما تقتضيه أسماؤه وصفاته من أفعاله ومفعولاته فإنما يكون بمشيئته ، والجزم بوقوعه أو عدم وقوعه يتوقف على الدليل فإن النافي في مثل هذا عليه الدليل كما على المثبت .
وظاهر كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن تسلسل المخلوقات في الماضي واقع ، وينبني ذلك على أن الله لم يزل على كل شيء قديرا ، وفعالا لما يريد ، ولكنه لا يعين جنسا ولا نوعا من المخلوقات ، ولا نوعا من الأفعال .
ومن قال من أهل السنة إن أول مخلوق مطلقا هو القلم ، ومعناه أن الله لم يخلق شيئا قبله ،
فشبهته حديث عبادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولُ ما خلق الله القلمُ " على رواية رفع (أولَ) و (القلم) ، والحديث جاء بألفاظ هذا أحدها. ورجح ابن القيم رحمه الله رواية :" أولَ ما خلق الله القلمَ " بنصب الكلمتين . وأن العرش مخلوق قبله ، فلا يدل الحديث على أن القلم هو أول المخلوقات مطلقا .
وبناء على ما سبق فلا يجزم بوجود مخلوقات على هذه الأرض قبل آدم عليه السلام . واستنبط بعضهم من قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " البقرة: ٣٠ أنه كان على الأرض خلق قبل آدم ، فالله أعلم ، والله على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين .
وقد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الامة ودلائل العقل على انه سميع بصير والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم فاذا خلق الاشياء راها سبحانه واذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم
كما قال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما[ المجادلة ]أي تشتكي اليه وهو يسمع التحاور والتحاور تراجع الكلام بينها وبين الرسول قالت عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات لقد كانت المجادلة تشتكي الى النبي صلى الله عليه وسلم - في جانب البيت وانه ليخفي على بعض كلامها فأنزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما
[درئ تعارض العقل والنقل]
قال شيخ الإسلام
: وتلك الحوادث إما أن تحدث بغير أحوال تقوم به وإما أنه لا بد من أحوال تقوم به والثاني يستلزم انه لم يزل قادراً قابلاً فاعلاً تقوم به الأفعال.
والأول باطل، لأنه إذا كان في نفسه أزلاً وأبدا على حال واحدة لم يقم به حال من الأحوال أصلاً كانت نسبة الأزمان والكائنات إليه واحدة فلم يكن تخصيص أحد الزمانين بحوادث تخالف الحوادث في الزمان الآخر أولى من العكس.
وتخصيص الأزمنة بالحوادث المختلفة أمر مشهود ولأن الفاعل الذي يحدث ما يحدثه من غير فعل يقوم بنفسه غير مفعول بل ذلك يقتضي أن الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق وأن مسمى المصدر هو مسمي المفعول به وأن التأثير هو الأثر.
ونحن نعلم بالاضطرار أن التأثير أمر وجودي وإذا كان دائماً لزم قيامه بذاته دائماً وأن تكون ذاته دائماً موصوفة بالتأثير والتأثير صفة كمال فهو لم يزل متصفاً بالكمال قابلاً للكمال مستوجباً للكمال ؛وهذا أعظم في إجلاله وإكرامه سبحانه وتعالى.
درء التعارض (4|69)
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
- المغفرة صفة كمال كما أن الخلق صفة كمال . و من كلام الإمام احمد رحمه الله . أن الله لم يزل غفورا رحيما. أو عبارة قريبة من هذا لا تحضرني ألان .و تستدلون بهذا على دوام وجود الأثر في الأزل و الأبد . و المغفرة تكون للذنب . فيلزم على كلامكم القول بدوام تسلسل المذنبين ؟
........ و لازمه القول بوجوب الخلق عليه و هو عني عن العالمين ؟......
فمع قوة الدافع لذلك و جلالة المسالة و كونها من مسائل التضليل و التكفير لما فيها من نقص و تعطيل . و مع جلالة السلف و غزارة علومهم و نصحهم للأمة و كونهم اعلم ممن جاء بعدهم و انصحهم للناس . و أشدهم حبا للخير و العلم و بذله للناس . و أنهم سكتوا عن هذا و لم يبينوه للناس و مع تكلمهم بما يدل بظاهره على خلاف ما ذهبتم إليه . اجزم أن المسالة حادثة و أن هذا لو لم يذكره شيخ الإسلام و يتبناه من قوله ومعتقده لما ذهب إليه و لما تجاسر احد على نصره و الدفاع عنه ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
- المغفرة صفة كمال كما أن الخلق صفة كمال . و من كلام الإمام احمد رحمه الله . أن الله لم يزل غفورا رحيما. أو عبارة قريبة من هذا لا تحضرني ألان .و تستدلون بهذا على دوام وجود الأثر في الأزل و الأبد . و المغفرة تكون للذنب . فيلزم على كلامكم القول بدوام تسلسل المذنبين ؟
تتنوع التعلقات باختلاف العوالم و قد تقدم ان التعلقات بالنسبة للمخلوقات والعوالم التى يخلقها الله تختلف من عالم لآخر- من خلق الى خلق آخر- انظر الى الفارق بين خلق الملائكة المجبولة على الطاعة وخلق الانسان المكلف يتبين لك تعلقات الصفات وانها تختلف من عالم الى آخر وليس فى هذا دليل على نفى تسلسل الحوادث فى القدم- ويمكن ان يتعلق عَالم بصفات و يتعلق عالم آخر بصفات أخرى وهذا ليس تعطيل وانما بحسب ما يخلقة الله من المخلوقات تختلف التعلقات--أما تعطيل افعال الله المتعدية ولا تتعلق جميع صفاته كلها بشئ على الاطلاق فهذا تعطيل لله عن الفعل
وقد ذكر الله فى كتابه مثال على كلماته الكونية -بقوله
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّه
فتأمل اخى الطيبونى القلم الذى كتب به مقادير هذا العالم- فما بالك بالاقلام والبحر
يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّه
لماذا نعطل الله عن فعله اخى الكريم دهورا طويلة طويلة ممتدة فى الماضى وعند البعض يعطلون فى الماضى والمستقبل وقد ضرب الله لنا مثال لكلماته الكونية بالاقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله
***
سئل الشيخ ابن باز عن حديث : والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر له
الجواب
معنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى قضى في سابق علمه أنه لابد من وقوع الذنوب حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه واسمه التواب الغفور والعفو؛ لأنه جل وعلا لو لم يكن هناك ذنوب لم يكن لمعنى العفو والغفور والتواب معنى، فهو سبحانه وتعالى سبق بقضائه وعلمه أن الجن والإنس يذنبون فيتوب الله على من تاب ويغفر الله لمن شاء ويعفو عمن شاء سبحانه وتعالى.
وليس معناها الترخيص في الذنوب لا، الله نهى عنها وحرمها، لكن سبق في علمه أنها توجد وأنه سبحانه يعفو عمن يشاء ويغفر لمن يشاء إذا تاب إليه، فهذا فيه دلالة على أن هذا لابد منه فلا يقنط المؤمن لا يقنط ولا ييئس، ويعلم أن الله كتب ذلك عليه، فليتب إلى الله ولا ييئس ولا يقنط وليبادر بالتوبة والله يتوب على التائبين.
اقتباس:
........ و لازمه القول بوجوب الخلق عليه و هو غني عن العالمين ؟.....
الوجوب هو دوام الفعل أزلاً وأبداً.
المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به، ولو خلا الرب منه لخلا من كمال يجب له، وهذا ممتنع.
ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة، وكل حي فهو فعال، والله تعالى حي، فهو فعال وحياته لا تنفك عنه أبداً وأزلاً.
ولأن الفرق بين الحي والميت الفعل، والله حي؛ فلابد أن يكون فاعلاً، وخلوه من الفعل في أحد الزمانين: الماضي والمستقبل ممتنع؛ فوجب دوام فعله أزلاً وأبداً.
فخلاصة هذه المسألة أنه إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب فذلك معنى صحيح واجب في حق الله، ونفيه ممتنع. والتسلسل انواع ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية لا يتسع المقام لذكرها
اقتباس:
فان الفعل ينقسم إلى متعد و لازم فإذا قدر دوام الأفعال اللازمة - لم يجب دوام الأفعال المتعدية ؟؟؟؟؟؟؟؟ - و على هذا التقدير فإذا قال ( كان الله و لما يخلق شيئا و لما يفعل شيئا )
بل يجب التسلسل فى الافعال المتعدية إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب فذلك معنى صحيح واجب في حق الله،
اقتباس:
فمع قوة الدافع لذلك و جلالة المسالة و كونها من مسائل التضليل و التكفير لما فيها من نقص و تعطيل . و مع جلالة السلف و غزارة علومهم و نصحهم للأمة و كونهم اعلم ممن جاء بعدهم و انصحهم للناس . و أشدهم حبا للخير و العلم و بذله للناس . و أنهم سكتوا عن هذا و لم يبينوه للناس و مع تكلمهم بما يدل بظاهره على خلاف ما ذهبتم إليه . اجزم أن المسالة حادثة و أن هذا لو لم يذكره شيخ الإسلام و يتبناه من قوله ومعتقده لما ذهب إليه و لما تجاسر احد على نصره و الدفاع عنه ؟
ليست من مسائل التضليل والتكفير وما فيها من تنقص وتعطيل يقع فيه المؤمنين - لان التنقص فى التفاصيل يتفات فيه المؤمنون تفاوتا عظيما
قال ابن القيم فى حادى الارواح عن قول المؤمنين فى الجنة للرب جل وعلا
قالوا وعزتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك
-
رد: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
.................
ففي قولكم بالتسلسل و وجوب وجود جنس الخلق في كل الأزمان من التالي على الله و القول عليه بغير علم .
- قلتم أن المخلوقات وجودها ممكن . و هذا الحكم يشمل كل مخلوق . و القول بالتسلسل يوجب إيجاد بعض الخلق . و هذا تناقض . لأنكم تقولون بأنها ممكنة و واجبة في نفس الوقت . و حقيقة قولكم أن بعض الممكنات وجودها واجب ؟
قال ابن القيم رحمه الله :
(انَّ الربَّ سُبحانَهُ وتعالى لهُ الأسماءُ الْحُسْنَى،
وأسماؤُهُ مُتضمِّنَةٌ لصفاتِ كمالِهِ،
وأفعالُهُ ناشئةٌ عنْ صِفاتِهِ
، فإنَّهُ سُبحانَهُ لم يَسْتَفِدْ كمالاً بأفعالِهِ،
بلْ لهُ الكمالُ التامُّ المطلَقُ،
وفِعَالُهُ عنْ كَمَالِهِ،
والمخلوقُ كَمَالُهُ عَنْ فِعَالِهِ؛فإنَّهُ فَعَلَ فَكَمُلَ بِفِعْلِهِ،
وأسماؤُهُ الْحُسنى تَقتضِي آثارَها،
وتَستلزِمُها استلزامَ المقتضِي الموجِبِ لموجَبِهِ ومُقتضاهُ ،
فلا بُدَّ مِنْ ظهورِ آثارِها في الوُجودِ،
فإنَّ مِنْ أسمائِهِ الخلاَّقَ المقتضِيَ لوُجودِ الخلْقِ،
ومِنْ أسمائِهِ الرزَّاقَ المقتضِيَ لوُجودِ الرزْقِ والمرزوقِ،
وكذلكَ الغَفَّارُ والتوَّابُ والحكيمُ والعَفُوُّ،
وكذلكَ الرحمنُ الرحيمُ،
وكذلكَ الحَكَمُ العَدْلُ إلى سائرِ الأسماءِ،
ومنها الحكيمُ المستلزِمُ لظهورِ حِكْمَتِهِ في الوُجودِ،
والوجودُ مُتَضَمِّنٌ لخلْقِهِ وأَمْرِهِ، {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
. فَخَلْقُهُ وأَمْرُهُ صَدَرَا عنْ حِكمتِهِ وعِلْمِهِ، وحِكمتُهُ وعِلْمُهُ اقْتَضَيَا ظُهورَ خَلْقِهِ وأَمْرِهِ،
فمَصدَرُ الخلْقِ والأمْرِ عنْ هذينِ المتضَمِّنَيْنِ لهاتينِ الصفتينِ؛
ولهذا يَقْرِنُ سبحانَهُ بينَهما عندَ ذِكْرِ إنـزالِ كتابِهِ، وعندَ ذِكْرِ مُلْكِهِ ورُبوبيَّتِهِ؛ إذ هما مَصْدَرُ الخلْقِ والأمْرِ،
ولَمَّا كانَ سُبحانَهُ كاملاً في جميعِ أوصافِهِ،
ومِنْ أجَلِّها حِكمتُهُ كانتْ عامَّةَ التعلُّقِ بكلِّ مقدورٍ،
كما أنَّ عِلْمَهُ عامُّ التَّعَلُّقِ بكلِّ معلومٍ،
ومَشيئتَهُ عامَّةُ التعَلُّقِ بكلِّ موجودٍ،
وسَمْعَهُ وبَصرَهُ عامُّ التعلُّقِ بكلِّ مسموعٍ ومَرْئِيٍّ،
فهذا مِنْ لوازمِ صِفاتِهِ
فلا بُدَّ أنْ تكونَ حِكمتُهُ عامَّةَ التَّعَلُّقِ بكلِّ ما خَلَقَهُ وقَدَّرَهُ وأَمَرَ بهِ ونَهَى عنهُ،
وهذا أَمْرٌ ذاتِيٌّ للصفةِ يَمْتَنِعُ تَخَلُّفُهُ وانفكاكُهُ عنها،كما يَمتنِعُ تَخَلُّفُ الصفةِ نفسِها وانفكاكُها عنه)
الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (1563-1565).
([والمقصودُ] أنَّ أفعالَ الربِّ تبارَكَ وتعالى صادرةٌ عنْ أسمائِهِ وصفاتِهِ،
وأسماءَ المخلوقينَ صادرةٌ عنْ أفعالِهم.
فالربُّ تَبَارَكَ وتعالى فِعالُهُ عنْ كمالِهِ،
والمخلوقُ كمالُهُ عنْ فِعالِهِ،
فاشتُقَّتْ لهُ الأسماءُ بعدَ أنْ كَمُلَ بالفعْلِ.
فالربُّ لم يَزَلْ كامِلاً فحَصَلَتْ أَفعالُهُ عنْ كمالِهِ؛
لأنَّهُ كاملٌ بذاتِهِ وصفاتِهِ، فأفعالُهُ صادرةٌ عنْ كمالِهِ، كَمُلَ فَفَعَلَ،
والمخلوقُ فَعَلَ فَكَمُلَ الكمالَ اللائقَ به)بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 162-163).
********
قال ابن القيم
(أنَّ الربَّ سُبحانَهُ كاملٌ في أوصافِهِ وأسمائِهِ وأفعالِهِ
فلا بُدَّ مِنْ ظهورِ آثارِها في العالمِ،
فإنَّهُ محسنٌ، ويَستحيلُ وُجودُ الإحسانِ بدونِ مَنْ يُحْسِنُ إليهِ،
ورَزَّاقٌ فلا بُدَّ مِنْ وُجودِ مَنْ يَرْزُقُهُ، وغَفَّارٌ، وحليمٌ، وجَوَادٌ، ولطيفٌ بعِبادِهِ، ومَنَّانٌ، ووَهَّابٌ، وقابضٌ، وباسطٌ، وخافضٌ، ورافعٌ، ومُعِزٌّ، ومُذِلٌّ،
وهذه الأسماءُ تَقتضِي مُتَعَلِّقَاتٍ تَتَعَلَّقُ بها وآثاراً تَتَحَقَّقُ بها.
فلم يكنْ بُدٌّ مِنْ وُجودِ مُتَعَلِّقَاتِه ا وإلاَّ تَعطَّلتْ تلكَ الأوصافُ وبَطَلَتْ تلكَ الأسماءُ،
فتَوسُّطُ تلكَ الآثارِ لا بُدَّ منهُ في تَحَقُّقِ معاني تلكَ الأسماءِ والصفاتِ)
شِفَاءُ العَلِيلِ (2/ 143). ([فإ]نه سُبحانَهُ أَبْرَزَ خَلْقَهُ مِن العَدَمِ إلى الوُجودِ ليُجْرِيَ عليهِ أحكامَ أسمائِهِ وصفاتِهِ، فيُظْهِرَ كمالَهُ الْمُقَدَّسَ، وإن كانَ لم يَزَلْ كاملاً، فمِنْ كمالِهِ ظُهورُ آثارِ كمالِهِ في خَلْقِهِ وأَمْرِهِ، وقضائِهِ وقَدَرِهِ، ووَعدِهِ ووَعيدِهِ، ومَنْعِهِ وإعطائِهِ، وإكرامِهِ وإهانتِهِ، وعَدْلِهِ وفضْلِهِ، وعَفْوِهِ وإنعامِهِ، وسَعَةِ حِلْمِهِ، وشِدَّةِ بَطْشِه)
شِفَاءُ العَلِيلِ (2/ 198).
(فإنَّ لكلِّ صفةٍ مِن الصِّفَاتِ العُلْيَا حُكماً ومُقتضياتٍ وأَثَراً هوَ مَظْهَرُ كمالِها وإن كانت كاملةً في نفسِها، لكنَّ ظهورَ آثارِها وأحكامِها مِنْ كمالِها فلا يَجوزُ تَعطيلُهُ.
فإنَّ صِفةَ القادِرِ تَستدعِي مَقدوراً، وصِفَةَ الخالقِ تَستدعِي مَخلوقاً وصِفةَ الوَهَّابِ الرازقِ المعطِي المانعِ الضارِّ النافعِ المقدِّمِ المؤخِّرِ المعِزِّ المذِلِّ العفُوِّ الرؤوفِ تَستدعِي آثارَها وأحكامَها)
شِفَاءُ العَلِيلِ (2/ 150).
(وقد اقْتَضَى كمالُهُ المقدَّسُ سُبحانَهُ أنَّهُ كلَّ يومٍ هوَ في شأنٍ. فمِنْ جُملةِ شُؤونِهِ أن يَغْفِرَ ذَنْباً، ويُفَرِّجَ كَرْباً، ويَشْفِيَ مَرِيضاً، ويَفُكَّ عانِياً، ويَنْصُرَ مَظلوماً، ويُغيثَ مَلهوفاً، ويَجْبُرَ كسيراً، ويُغْنِيَ فَقيراً، ويُجيبَ دَعوةً، ويُقيلَ عَثرةً، ويُعِزَّ ذَليلاً، ويُذِلَّ مُتَكَبِّراً، ويَقْصِمَ جَبَّاراً، ويُميتَ ويُحْيِيَ، ويُضْحِكَ ويُبْكِيَ، ويَخْفِضَ ويَرفعَ، ويُعْطِيَ ويَمْنَعَ، ويُرْسِلَ رُسُلَهُ مِن الملائكةِ ومِن البَشَرِ في تَنفيذِ أوامِرِهِ، وسَوْقِ مَقاديرِهِ التي قَدَّرَها إلى مَواقيتِها التي وَقَّتَها لها. وهذا كلُّهُ لم يكنْ ليَحْصُلَ في دارِ البقاءِ، وإِنَّمَا اقْتَضَتْ حِكمتُهُ البالغةُ حصولَهُ في دارِ الامتحانِ والابتلاءِ)شِفَاءُ العَلِيلِ (2/ 198).
الذين ينكرون على شيخ الاسلام ابن تيمية تسلسل الحوادث - نقول لهم -هو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأنّ الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لَـمَا أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأنّ ذلك ممتنع: يلزمهم أنّ الله كان غيرُ قادرٍ، ثم صار قادرًا، و غيرُ فاعلٍ ثمّ صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها.
ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي، وقال مع ذلك بأنّ الله لم يزل قادرًا وفاعلاً: كان متناقضًا، ويلزمه الجمع بين النقيضين.