-
36- من قالها (أي: لا إله إلا الله) كفرت عنه ذنوب سنة كما روي عن بعض السلف([1]).
قلت: قالَهُ الصَّفُّوريُّ الشافعي واسمه عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي: مؤرخ أديب من أهل مكة، نسبته إلى صفورية في الأردن توفي سنة (894هـ)، ذكره في كتاب (نزهة المجالس ومنتخب النفائس 1/ 16) وهو كتاب مليء بالموضوعات والخرافات والأباطيل.
______________________________ ____
([1]) المغني 1/ 94.
-
37- (وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) ثبت هذا اللفظ في صحيح مسلم([1]).
قلت: وفي البخاري أيضا.
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 268/ رقم831/ ك10- الأذان، ب148- التشهد في الآخرة)، أطرافه (835، 1202، 6230، 6265، 6328، 7381)، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 301/ رقم402/ ك4- الصلاة، ب16- التشهد في الصلاة).
ولفظ البخاري: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».
______________________________ ____
([1]) المغني 1/ 94، النجم الوهاج 1/ 193.
-
38- روي في السيرة أنه قيل لجده عبد المطلب –وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها-:
لِمَ سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض([1]).
لا أصل له: ذكره ابن دريد في كتاب الاشتقاق ت. عبد السلام هارون (1/ 8)، ط. دار الجيل، وعنه السهيلي في الروض الأنف ت. عبد الرحمن الوكيل (2/ 150- 151) ط. دار الكتب الإسلامية، قال ابن دريد: روى بعضُ نقلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِدَ أَمَرَ عبدُ المطلب بجزور فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سُنَّتُهُمْ في المولود إذا وُلِدَ في استقبال الليل كفأوا عليه قِدْرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فأصبحوا، وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب: ما سميت ابنك هذا؟ قال: سميته محمدا. قالوا: ما هذا من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
______________________________ ___
([1]) المغني 1/ 94.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
38- روي في السيرة أنه قيل لجده عبد المطلب –وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها-:
لِمَ سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض([1]).
لا أصل له: ذكره ابن دريد في كتاب الاشتقاق ت. عبد السلام هارون (1/ 8)، ط. دار الجيل، وعنه السهيلي في الروض الأنف ت. عبد الرحمن الوكيل (2/ 150- 151) ط. دار الكتب الإسلامية، قال ابن دريد: روى بعضُ نقلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِدَ أَمَرَ عبدُ المطلب بجزور فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سُنَّتُهُمْ في المولود إذا وُلِدَ في استقبال الليل كفأوا عليه قِدْرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فأصبحوا، وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب: ما سميت ابنك هذا؟ قال: سميته محمدا. قالوا: ما هذا من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
______________________________ ___
([1]) المغني 1/ 94.
روي من طريقين
الطريق الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما
ففي فوائد أبي عثمان البحيري (ص: 44)، مع زيادة ما بين الأقواس مني:
أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا [أبو عمر] بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [ابن عبد الله بن قصي البكري البمجكثي] الْبُخَارِيُّ، ثنا أَبِي [أبو بكر المقرئ البخاري، ت 279 هـ] , ثنا [أبو أحمد] بَحِير بْنُ النَّضْرِ [ابن سعد العابد البُخَارِيّ ت 238 هـ، وكان رجلا مخضوبا يؤذن في المسجد ببمجكث]، ثنا [أبو أحمد] عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارُ [البخاري الأزرق، محدث بخارى، ت 186 هـ]، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِكَبْشٍ، وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، وَلَمْ تُسَمِّهِ بِاسْمِ آبَائِهِ؟ قَالَ: قَالَ: «أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ، وَيَحْمَدَهُ النَّاسُ فِي الأَرْضِ»
ومن طريق أبي عثمان البحيري رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 32): (أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري فيما قرئ عليه وأنا حاضر).
وفي سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 360): (وروى أبو عُمَر وأبو القاسم بن عساكر مِن طُرُقٍ عن ابن عباس ...) وذكر الحديث، والشاهد هنا: (من طُرُقٍ)، وأعاد في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 411) ذكر الحكاية عن أبي عمر، وهو إذا أطلقه فمراده: كما في (1/ 4) أبو عمر يوسف ابن عبدالبر.
والخبر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/ 51) هكذا:
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيّ ُ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شعيب بن أبى حمزة عن عطاء الخراساني، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلّى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري.
وليس فيه تعليل التسمية.
الطريق الثاني: عن أبي الحكم التنوخي:
وروي مرسلا كما قاله في فتح الباري (7/ 163)، عمدة القاري (16/ 301)، وهو في دلائل النبوة للبيهقي (1/ 113):
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ [أو محمد] بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، شفَاهًا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: ... فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا، فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ، مَا سَمَّيْتَهُ؟ قَالَ: سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا. قَالُوا: فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللهُ، تَعَالَى، فِي السَّمَاءِ، وَخَلْقُهُ في الأرض.
ومن طريق البيهقي رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 79 - 81): (أخبرنا أبو عبدالله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي ... قال: وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ).
ومن طريق البيهقي أيضا ابن كثير في السيرة النبوية (1/ 210)، وهي مأخوذة من كتاب البداية والنهاية (2/ 325).
فأتوقف عن كتابة الجديد هذا الأسبوع للنظر في هذه الأسانيد
والله الموفق
-
إعادة تخريج هذا الأثر
38- روي في السيرة أنه قيل لجده عبد المطلب –وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها- لِمَ سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض([1]).
ضعيف جدا: روي من طريقين: الأول عن ابن عباس، والثاني عن أبي الحكم التنوخي
الطريق الأول- عن ابن عباس موقوفا
رواه عكرمة عن ابن عباس
ورواه عن عكرمة اثنان: داود بن أبي هند وعطاء الخراساني
الأول- داود بن أبي هند عن عكرمة:
رواه أبو عثمان البحيري[2] في السابع من فوائده وهو مخطوط نَشَرَتْهُ شركة أفق للبرمجيات في برنامج جوامع الكلم/ ثم نُشِرَ في الشاملة (رقم الحديث44)، ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ت. العمروي (3/ 32/ باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه) ط. دار الفكر، قال أبو عثمان البحيري: أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ[3] (ثقة)، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ النَّضْرِ، ثنا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارُ، عَنْ خَارِجَةَ[4] (متروك)، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنْهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِكَبْشٍ، وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، وَلَمْ تُسَمِّهِ بِاسْمِ آبَائِهِ؟ قَالَ: قَالَ: " أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عز وجل فِي السَّمَاءِ، وَيَحْمَدَهُ النَّاسُ فِي الأَرْضِ "
ضعيف جدا: فيه خارجة بن مصعب بن خارجة، متروك، قال البخاري: تركه ابن المبارك ووكيع، وقال النسائي وابن خراش والحاكم أبو أحمد: متروك، وقال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال ابن سعد: اتقى الناس حديثه فتركوه، لكن قال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به لم يكن محله محل الكذب. وقال ابن عدي: له حديث كثير وأصناف، فيه مسند ومنقطع وعندي أنه يغلط ولا يتعمد الكذب.
قلت: فكلام أبي حاتم وابن عدي وإن كان ينفعه في جانب العدالة لكن لا ينفعه في جانب الضبط كما هو ظاهر، فيظل الإسناد ضعيفا جدا بسببه، والله أعلم.
وأيضا فلا يعرف لخارجة (64- 139هـ) رواية عن داود بن أبي هند (70- 168هـ) وإن كانا متعاصريْن، أو على الأقل لم أقف على ذلك.
كما أن خارجة كان مدلسا وقد عنعن وكان يدلس عن الكذابين.
الثاني- عطاء الخراساني عن عكرمة:
رواه ابن عبد البر في الاستيعاب ت. علي البجاوي (1/ 51) ط. دار الجيل- بيروت، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ[5] (ثقة) قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى[6] (متهم بالكذب) حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ[7] (صدوق)، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيّ ُ[8] (صدوق عارف له أوهام كثيرة)، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ[9] (ثقة كثير التدليس والتسوية)، عَنْ شعيب بن أبى حمزة[10] (ثقة عابد)، عن عطاء الخراساني[11] (صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس)، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري.
موضوع: فيه محمد بن عيسى بن رفاعة متهم بالكذب
وفيه كذلك عنعنة الوليد بن مسلم وهو وإن كان ثقة فاضلا إلا أنه كان يدلس تدليس التسوية فينبغي تصريحه بالسماع في جميع الطبقات ولكنه عنعن (في جميع الطبقات)
وكذا عنعنة عطاء الخراساني، هذا مع أنه صدوق يهم كثيرا، وكذا محمد بن أبي السري العسقلاني صدوق يهم كثيرا، فلا يقبل من روايتهما إلا ما توبعا فيه، والمتابعة لهما هنا من طريق ضعيفة جدا لا تصلح للمتابعة.
فدار أثر ابن عباس هذا بين كونه موضوعا أو ضعيفا جدا.
الطريق الثاني- عن أبي الحكم التنوخي[12] (مجهول): مرسلا
رواه البيهقي في دلائل النبوة ت. قلعجي (1/ 113/ ب. تزوج عبد الله بن عبد المطلب أبي النبي صلى الله عليه وسلم بآمنة بنت وهب وحملها برسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعها إياه) ط. العلمية، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (3/ 80/ ب. ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله) ط. دار الفكر، قال البيهقي: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، شَفَاهًا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: كَانَ الْمَوْلُودُ إِذَا وُلِدَ مِنْ قُرَيْشٍ دَفَعُوهُ إِلَى نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى الصُّبْحِ، فَيَكْفِينَ عَلَيْهِ بُرْمَةً. فَلَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، دَفَعَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى نِسْوَةٍ يَكْفِينَ عَلَيْهِ بُرْمَةً، فَلَمَّا أَصْبَحْنَ أَتَيْنَ، فَوَجَدْنَ الْبُرْمَةَ قَدِ انْفَلَقَتْ عَلَيْهِ بِاثْنَتَيْنِ، فَوَجَدْنَهُ مَفْتُوحَ الْعَيْنَيْنِ، شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَتَاهُنَّ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَقُلْنَ لَهُ: مَا رَأَيْنَا مَوْلُودًا مِثْلَهُ: وَجَدْنَاهُ قَدِ انْفَلَقَتْ عَنْهُ الْبُرْمَةُ، وَوَجَدْنَاهُ مَفْتُوحَ الْعَيْنَيْنِ، شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: احْفَظْنَهُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُصِيبَ خَيْرًا. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا، فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ، مَا سَمَّيْتَهُ؟ قَالَ: سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا. قَالُوا: فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ، وَخَلْقُهُ في الأرض.
ضعيف جدا مرسل: فيه أبو الحكم التنوخي مجهول روى عنه واحد وذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأبو الحكم هذا تابعي يروى عن أنس فالخبر مرسل أيضا
______________________________ ______
([1]) المغني 1/ 94.
[2] هو الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثَّقَةُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحِيْرٍ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْر ِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي الحُسَيْنِ وَزَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن أَحْمَدَ الحِيْرِيّ؛ وَالِد أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهنِيّ، وَابْن أَخِي مِيمِي، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الإِسفرَايينِي بِهَا، وَأَبِي سَعْدٍ بن الإِسْمَاعِيْلِ يّ بجُرْجَان، وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ؛ صَاحِب ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِي، وطائفة.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الحَافِظ: وَرَدَ أَبُو عُثْمَانَ جُرْجَان مَعَ أَبِيْهِ فَسَمِعَ بِهَا وَحَدَّثَ زَمَاناً عَلَى السَّدَاد، وَخُرِّج لَهُ الفَوَائِد وَحَجَّ ثَلاَثَ مَرَّات وَغَزَا الهِنْد وَالرُّوْم غَزَا مَعَ السُّلْطَان مَحْمُوْد وَعَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء بَعْد مَوْتِ أَخِيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "سيَاقه": شَيْخ كَبِيْر ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ سَمِعَ: الكَثِيْر بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَخُرّج لَهُ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. انظر سير أعلام النبلاء ط الحديث (13/ 332/ رقم4140).
[3] محمَّد بن الحسين بن داود بن علي بن الحسين بن عيسى بن محمَّد ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، السيد أبو الحسن، ويقال: أبو عبد الله، وقيل: أبو علي بن أبى عبد الله العلوي الحسني النقيب جد النقباء بنيسابور، رضي الله عنه وعن أسلافه.
روى عن: محمد بن محمد بن علي أبي الحسين الأنصاري، وأبي بكر الدقاق صاحب البخاري، وأبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ النيسابوري ابن الشرقي وغيرهم.
روى عنه: البيهقي وهو أكبر شيخ له وأبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن المعروف بابن عليك وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": هو ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الإمام السَّيِّد، المحدث الصدوق، مسند خراسان. وكان يُسأل أنّ يحدث فيأبى، ثمّ أجاب آخرًا، وعقدتُ له مجلس الإملاء، وانتقيتُ له ألف حديث، وكان يُعدُّ في مجلسه ألف محبرة، فحدث وأملى ثلاث سنين. مات فجأة في جمادى الآخرة سنة 401هـ.
إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي (ص: 435)، السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي (ص: 557).
[4] خارجة بن مصعب بن خارجة أبو الحجاج السرخسي، متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه، قال ابن حبان: كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره ويروي ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج بخبره، وذكره ابن الجارود والعقيلي وسعيد بن السكن وأبو زرعة الدمشقي وأبو العرب الصقلي وغيرهم في الضعفاء. من الثامنة، مات سنة ثمان وستين ت ق. تقريب التهذيب (1/ 186)، تهذيب التهذيب - ابن حجر (3/ 68)
[5] هو الإِمَامُ المحدِّث الثِّقَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ الحُبَابِ، الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيّ، ابْنُ الجَسُور، وَقَدْ كنَّاه أَبُو إِسْحَاقَ بن شِنْظير: أَبَا عُمَيْر، وَالأَوّلُ أَصحّ.
حدَّث عَنْ: قَاسِم بن أَصْبَغَ، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن عبد الله ابْن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ، وَأَحْمَد بنِ مُطَرَّف.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّاحبَان، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لابْنِ حَزْم.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة, ولَهُ نَيِّفٌ وثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَكَانَ خَيِّرًا صَالِحاً شَاعِراً، عَالِي الإِسْنَاد, وَاسِعَ الرِّوَايَة، صَدُوْقاً.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ المُدَوَّنَة عَنِ ابْنِ مَسَرَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاح، عَنْ مُؤَلّفهَا سُحْنُوْن، وَقَرَأْتُ تَفْسِيْر ابْنِ عُيَيْنَةَ بروَايته عَنْ قَاسِم بنِ أَصْبَغ, وَ"المُوَطَّأ" حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن رِفَاعَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ العَلاَّف، عَنِ ابْنِ بُكَيْر، عَنْ مَالِك. سير أعلام النبلاء ط الحديث (12/ 563)
[6] محمد بن عيسى بن رفاعة، أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسيّ. قال ابن الفرضي: كان من أهل رية رحل وسمع من علي بن عبد العزيز، ومُحمد بن رزيق بن جامع وبكر بن سهل الدمياطي، وَغيرهم، وكان يرحل إليه للسماع منه قال: فقال لي محمد بن أحمد بن يحيى: هو كذاب. وقال عَبْد الله بْن محمد بْن علي الباجيّ: كان يكذب. وممن وصفه بالكذب أبو جعفر ابن صابر المالقي في تاريخه وأَرخ وفاته سنة سبع وثلاثين وثلاث مِئَة وقال: هو الخولاني ابن الفلاس. وكذا كذبه أبو جعفر أحمد بن عون الله , قال: ثم قدم قرطبة فأخرج كتابا من حديث سفيان بن عيينة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس كله. قال: وَابن عيينة إنما عنده، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس ستة، أو سبعة فلما اجتمع به أبو جعفر قال له: هذا الكتاب من العوالي التي كنت تسأل عنها قال: فنظر فيه فافتضح الشيخ وأسقط أبو جعفر، ومُحمد بن أحمد بن يحيى روايتهما عنه. وكذا كذبه غيرهما. وكان قدومه إلى قرطبة سنة 336 ثم انصرف إلى رية فمات بها بعد أشهر في أوائل سنة سبع. انظر تاريخ الإسلام ت تدمري (25/ 152)، لسان الميزان ت أبي غدة (7/ 429).
[7] تقريب التهذيب (2/ 588): يحيى بن أيوب بن بادي بموحدة وزن نادي العلاف الخولاني صدوق من الحادية عشرة مات سنة تسع وثمانين س.
[8] تقريب التهذيب (2/ 504): محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني المعروف بابن أبي السري صدوق عارف له أوهام كثيرة من العاشرة مات سنة ثمان وثلاثين د.
[9] تقريب التهذيب (2/ 584): الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، قال الذهبي في الكاشف (2/ 355): "كان مدلسا فيتقى من حديثه ما قال فيه: (عن)". من الثامنة مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين 4.
[10] تقريب التهذيب (2/ 267): شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم واسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي ثقة عابد قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري من السابعة مات سنة اثنتين وستين أو بعدها ع.
[11] تقريب التهذيب (2/ 392): عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني واسم أبيه ميسرة وقيل عبد الله صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس، قال الذهبي في الكاشف (2/ 23): أرسل عن معاذ وطائفة من الصحابة وروى عن عكرمة ويحيى بن يعمر والطبقة من الخامسة مات سنة خمس وثلاثين. رمز الذهبي له بـ(ع) مشيرا إلى أن الجماعة رووا له، لكن قال الحافظ: "لم يصح أن البخاري أخرج له م 4".
[12] أَبُو الحكم: التنوخي. حدث عَن: أنس بن مَالك. روى عَنهُ: مُعَاوِيَة بن صَالح الْحِمصِي. انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 358/ رقم1620)، والتاريخ الكبير للبخاري (9/ 23/ ك. الكنى) ط. العلمية، وفتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده، ت. الفريابي (ص: 257/ رقم2190) ط. مكتبة الكوثر – الرياض.
-
39- لاسيما إن صح ما نقل عن جده أنه رأى سلسلة بيضاء خرجت منه أضاء لها العالم([1]).
لا أصل له: ذكره السهيلي في الروض الأنف ت. عبد الرحمن الوكيل (2/ 151/ فصل في المولد) ط. دار الكتب الإسلامية، والقسطلاني في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية مع شرح الزرقاني ت. محمد عبد العزيز الخالدي (4/ 162/ في ذكر أسمائه الشريفة) ط. العلمية، ونسبه لعلي القيرواني العابر في كتابه البستان، وأبو الربيع الكلاعي في الاكتفاء بما تضمنه بما تضمنه من مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء ت. محمد عطا (1/ 109/ ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم) ط. العلمية، وعزاه لابن إسحاق في السيرة، وغيرهم.
قال السهيلي: وذلك([2]) لرؤيا كان رآها عبد المطلب، وقد ذكر حديثها علي القيروانى العابر[3] في كتاب البستان قال: كان عبد المطلب قد رأى في منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض، وطرف في المشرق، وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها، فقصها، فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض، فلذلك سماه: محمدا مع ما حدثته به أمه حين قيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وضعته فسميه محمدا. الحديث.
______________________________ _______
([1]) التحفة 1/ 25.
([2]) الإشارة في قوله: (وذلك) لتسمية عبد المطلب للنبي صلى الله عليه وسلم محمدا
[3] [العابر] بالراء وأخطأ محقق الروض الأنف طبعة دار إحياء التراث العربي وهو عمر عبد السلام السلامي فظنها بالدال [العابد] فقال: "في المطبوعة "العابر" وهو خطأ".ا.هـ قال الزرقاني في شرح المواهب اللدنية ت. الخالدي [4/ 161] ط. العلمية: "العابر اسم فاعل من عَبَرَ الرؤيا مخففا".
-
40- وخبر مسلم: «وأرسلت إلى الخلق كافة»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (1/ 371/ رقم 523/ كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، ولفظه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ».
______________________________
([1]) التحفة 1/ 25.
-
41- وصح خبر: «عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا»،
42- وخبر: «أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر» يقويه تكرر رواية أحمد له في مسنده وقد قرروا أن ما فيه من الضعيف في مرتبة الحسن،
43- وأما الحديث المشتمل على عدهما (أي عد الرسل والأنبياء) ففي سند له ضعيف، وفي آخر مختلط، لكنه انجبر بتعدده، فصار حسنا لغيره وهو حجة([1]).
قلت: الذي صح هو أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر، ولم يصح غير هذا، وإليك بيانه:
روى أحمد في المسند ط. الرسالة (36/ 618/ رقم 22288)، والطبراني في الكبير ت. السلفي (8/ 258/ رقم7871) ط. مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، وابن أبي حاتم في التفسير ت. أسعد الطيب (1/ 182/ رقم 962)، و(2/ 482 رقم 2550)، و(4/ 1118 رقم 6283) و(9/ 2983 رقم 16944) ط. الباز.
كلهم من طريق: أَبِي الْمُغِيرَةِ([2]) (ثقة)، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ (لين الحديث كثير الإرسال)، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ([3]) (متفق على ضعفه)، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ([4]) (صدوق يغرب كثيرا)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَأَقْصَرُوا عَنْهُ حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ فَأَقْحَمَ فَأَتَى فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ الْيَوْمَ؟» قَالَ: لَا. قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ». فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ الضُّحَى أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ». قَالَ يَا نَبِيَّ اللهِ: وَهَلْ لَلْإِنْسِ شَيَاطِينٌ؟ ...الحديث وفيه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا».
وهذا إسناد تالف: مسلسل بالضعفاء فيه:
= (مُعَانُ بنُ رِفاعة) لين الحديث كثير الإرسال
= و(علي بن يزيد) متفَقٌ على ضعفه، وعنده نسخة يرويها عن القاسم عن أبي أمامة وهي ضعيفة، قال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها. وقال محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة؟ قال: ليست بالقوية، هي ضعاف. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف.
= وأما (القاسم أبو عبد الرحمن) فضعيف أيضا. قال الحافظ في التقريب: صدوق يغرب كثيرا. وقال الأثرم: سمعت أحمدَ حَمَلَ على القاسم وقال: يروي عنه على بن يزيد أعاجيب وتَكَلَّمَ فيها، وقال: ما أرى هذا إلا من قبل القاسم.
وقال ابن كثير: مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلامي ضَعِيفٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ أَيْضًا([5]) ا.هـ
قلت: لم يتفرد علي بن يزيد بهذا الطريق بل تابعه جعفرُ بنُ الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر رواه ابن جرير في تاريخه([6]) (1/ 151) مختصرا وليس فيه عدد الأنبياء.
لكن هذه المتابعة لا تكاد تفيده؛ إذ إن جعفر بن الزبير هذا متروك الحديث ومثله لا يصلح حديثُهُ للمتابعة. قال البخاري: وأما مَنْ يُتَكَلَّمُ فيه مثلُ: جعفر بن الزبير وبشر بن نمير وعلي بن زيد وغيرهم ففي حديثهم عنه (أي عن القاسم) مناكير واضطراب.
فتحصل أن هذا طريق ضعيف جدا لضعف أكثر رواته، والله أعلم
-------------
* ولحديث أبي أمامة هذا شاهد من حديث أبي ذر؛ فقد روي هذا الحديث مِنْ مسند أبي ذر مِنْ طُرُقٍ عنه:
الأول: عُبَيْدُ بْنُ الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الثاني: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الثالث: أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الرابع: ابْنُ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الخامس: أبو صالح السمان، عن أبي ذر
السادس: عوف بن مالك أن أبا ذر
السابع: أبو أمامة عن أبي ذر، وقد تقدم الكلام عليه.
وهاك تفصيل هذه الطرق:
___________________________
([1]) التحفة 1/ 26، والنهاية 1/ 35.
([2]) هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني
([3]) هو علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني ويقال الهلالي أبو عبد الملك ويقال أبو الحسن الدمشقي
([4]) هو القاسم بن عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة
([5]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/ 418 ت. محمد حسين شمس الدين، ط. دار الكتب العلمية
([6]) تاريخ الرسل والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري 1/ 151 ت. محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار المعارف بمصر
-
أحاديث الرباط في سبيل الله ،مع التخريج
-
فأما الأول
فطريق عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ:
رواه أحمد (35/ 431/ رقم 21546) ط. الرسالة، قال: حدثنا وكيع...
والنسائي مع شرح السيوطي والسندي ت. أبو غدة (8/ 275/ رقم 5507/ ك. الاستعاذة، ب48- الاستعاذة من شر شياطين الإنس) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون...
كلاهما؛ (وكيع، وجعفر بن عون) قالا: حدثنا الْمَسْعُودِيِّ([1]) (صدوق اختلط)، أَنْبَأَنِي أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ([2]) (متروك)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ([3]) (لين)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ؟» قُلْتُ: لَا. قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ» قَالَ: فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ»... فذكر الحديث إلا أنه قال فيه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُ مِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا» ... الحديث.
وهذا إسناد ضعيف جدا: فيه أبو عمر الدمشقي، قال الدارقطني: متروك، وشيخه عبيد بن الخشخاش أو ابن الحسحاس، ضعفه الدارقطني، وقال البخاري: لم يذكر سماعا من أبي ذر.
فصارت العلل هنا:
1- ضعف أبي عمر الدمشقي جدا، فهو متروك كما ذكر الدارقطني
2- ضعف عبيد بن الخشخاش
3- الانقطاع بين عبيد بن الخشخاش وأبي ذر
وأما الثاني
فطريقُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رواه الحاكم في المستدرك/ تعليق مقبل (2/701/ رقم 4225 / ك. تواريخ الأنبياء المتقدمين)، وابن حبان في المجروحين ت. عبد المجيد السلفي (2/482/ ترجمة1222- يحيى بن سعد الشهيد) ط. دار الصميعي، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي، ط. (10/633/ ترجمة2148- يحيى بن سعيد السعدي/ رقم 18115) ط. الرشد، كلهم من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ([4]) السَّعْدِيِّ الْبَصْرِيِّ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه
وفي رواية الحاكم: (ابن جريج عن عبيد بن عمير) فأُسْقِطَ عطاءٌ
وهذا طريق منكر: آفته يحيى بن سعيد السعدي، قال أبو نعيم: تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَبْشَمِيُّ.
وقال ابن عدي: "هذا حديث منكر من هذا الطريق، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَطاء، عَن عُبَيد بْنِ عُمَير، عَن أَبِي ذَرٍّ. وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخوْلاني والقاسمِ بن مُحَمد، عَن أَبِي ذَرٍّ، والثالثُ حديثُ ابن جُرَيج وهذا أنكر الروايات. ويحيى بن سَعْدٍ هذا يعرف بهذا الحديث" ا.هـ
وقال ابن حبان عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيِّ: "شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحلُّ الاحتجاج به إذا انفرد". ثم ذكر هذا الحديثَ ثم قال: "وليس هذا من حديث ابن جريج ولا عطاء ولا عبيد بن عمير، وأشبه ما فيه رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر" ا.هـ
وقال الذهبي عن السعدي أيضا: "رَوَى عَنِ ابن جُرَيْج، عَنْ عطاء، عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر، عَنْ أَبِي ذَرّ، فذكر الحديث الطّويل المُنْكَر الَّذِي يُروى أيضًا عَنْ أَبِي إدريس الخَوْلانيّ، عَنْ أَبِي ذَرّ. قال الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ"([5]) ا.هـ
___________________________
([1]) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط من السابعة مات سنة ستين وقيل سنة خمس وستين خت 4.
وقال الحافظ العراقي: تقبل رواية مَنْ سَمِعَ منه بالكوفة والبصرة قبل أن يقدم بغداد، وممن روى عنه قبل الاختلاط: (جعفر بن عون ووكيع) انظر التقييد والإيضاح للحافظ العراقي 5/ 404 مع علوم الحديث لابن الصلاح والإفصاح لابن حجر، ت. طارق عوض الله، ط. دار ابن القيم ودار ابن عفان.
وانظر تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 344)، والكاشف ت. عوامة (1/ 633)، وتهذيب الكمال ت. بشار (17/ 219) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (6/ 210) ط. الهند
([2]) أبو عمر الدمشقي وقيل أبو عمرو، ضعيف من السادسة س
روى عن: عبيد بن الحسحاس وعمر بن عبد العزيز
وعنه: المسعودي وحسين بن علي الجعفي
قال الدارقطني: متروك.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 660)، والكاشف ت. عوامة (2/ 445)، وتهذيب الكمال ت. بشار (34/ 109) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (12/ 175) ط. الهند
([3]) عُبَيد بن الخشخاش بمعجمات ويُقال: ابْن الحسحاس بمهملات، لين، من الثالثة.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 376)، والكاشف ت. عوامة (1/ 690)، تهذيب الكمال ت. بشار (19/ 204) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (7/ 64) ط. الهند.
([4]) ويقال: ابن سَعْد
([5]) تاريخ الإسلام للذهبي ت. تدمري (15/ 443) ط. دار الكتاب العربي
يتبع
-
وأما الثالث
فطريق أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رواه عنه ثلاثة: يحيى الغساني، وإسماعيل بن سلمة، والقاسم بن محمد
فأما طريق يحيى الغساني عن أبي إدريس الخولاني:
فرواه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن للهيثمي ت. الداراني (1/ 191/ رقم 94/ ك. العلم، ب13- السؤال للفائدة) و(2/ 19/ رقم 322/ ك. المواقيت، ب23- في تحية المسجد) و(6/ 420/ رقم 2079/ ك. علامات النبوة وعلامات الأنبياء، ب1- في عدد الأنبياء والمرسلين) ط. دار الثقافة العربية-دمشق، وفي المجروحين ت. السلفي (2/ 482/ ترجمة1222- يحيى بن سعد الشهيد) ط. دار الصميعي، وأبو نعيم في الحلية (1/ 166- 168/ ترجمة26- أبو ذر الغفاري) ط. الخانجي ودار الفكر، والآجري في كتاب الأربعين ت. بدر البدر (195) ط. أضواء السلف، وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير ت. شمس الدين (2/ 417) ط. العلمية،
جميعا من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ([1]) (متهم)، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الرُّسُلُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمّ غَفِير». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ كَانَ أَوَّلَهُمْ؟ قَالَ: «آدَمُ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَبِيٌّ مُرْسَلٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ سَوَّاه قِبَلا». ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ : آدَمُ، وَشِيثٌ، وَنُوحٌ، وخَنُوخ -وَهُوَ إِدْرِيسُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِقَلَمٍ-وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: هُودٌ، وَصَالِحٌ، وَشُعَيْبٌ، وَنَبِيُّكَ يَا أَبَا ذَرٍّ، وَأَوَّلُ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى، وَآخِرُهُمْ عِيسَى. وَأَوَّلُ النَّبِيِّينَ آدَمُ، وَآخِرُهُمْ نَبِيُّكَ».
وهذا إسناد ضعيف جدا: فيه إبراهيم بن هشام وهو متهم بالكذب، قال الهيثمي (موارد الظمآن 1/ 198): "إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال أبو حاتم وغيرُه: كذاب" ا.هـ
قلت: وثقه ابن حبان، فتعقبه الذهبي في الميزان (7/ 179)، وعنه ابن حجر في اللسان (8/ 444)، فقال: "والصواب إبراهيم بن هشام، أحد المتروكين الذين مَشَّاهم ابنُ حبان فلم يصب"
وقال ابن كثير: وقد اختلف في عِدَّةِ الأنبياءِ والمرسلين وَالْمَشْهُورُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الطَّوِيلُ، وَذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدُويه، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي تَفْسِيرِهِ، حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ... فذكره
ثم قال: قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ بطوله الحافظُ أبو حاتم ابنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ فِي كِتَابِهِ: (الْأَنْوَاعُ وَالتَّقَاسِيمُ ) وَقَدْ وَسَمَه بِالصِّحَّةِ، وَخَالَفَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ (الْمَوْضُوعَات )، وَاتَّهَمَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامٍ هَذَا، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ([2]).
وأما طريق إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر:
فقد ذكره الحافظ أبو نعيم في الحلية قال: "وَرَوَاهُ الْمُخْتَارُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ"([3]).
وهذا طريق ضعيف جدا: فإن الْمُخْتَارُ بْنُ غَسَّانَ هذا روى له ابن ماجه وقال الحافظ في التقريب: (مقبول) يعني إذا توبع وإلا فضعيف. وشيخه إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ (مجهول)
ثم رأيت الشيخ الألباني رحمه الله تعالى استنبط استنباطا حسنا يتفق مع إمامته في هذا العلم حيث قال: "المختار هذا من رجال ابن ماجه، روى عنه جمع، ولم يذكروا توثيقه عن أحد، وقال الحافظ: "مقبول". وشيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة، وغالب الظن أنه محرف والصواب (إسماعيل بن مسلم) فقد ذكروه في شيوخه([4])، وهو العبدي الثقة، وكذلك المختار هو عبدي، فإذا صح الإسناد إليه، فهو حسن لغيره. والله أعلم"([5]).
قلت: لو سَلِمَ هذا الطريق من إسماعيل بن سلمة لم يزل معلولا بالمختار بن غسان، إلا أن يوجد له متابِعٌ فيصير الحديث حسنا لغيره من هذا الطريق كما ذكر الشيخُ رحمه الله.
ومعلوم أن طريق إبراهيم بن يحيى الغساني لا يصلح للمتابعة لأنه شديد الضعف، وبقيَ النظرُ في طريق القاسم بن محمد وهو الآتي.
_____________________________
([1]) في المجروحين لابن حبان: عبد الرحمن بن هشام بن يحيى الغساني، قال الذهبي: "والصواب: إبراهيم بن هشام بن يحيى" انظر الميزان (7/ 179) ولسان الميزان (8/ 444)
([2]) تفسير القرآن العظيم 2/ 417- 418.
([3]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم الأصبهاني 1/ 168، ط. دار الكتب العلمية.
([4]) انظر الكاشف للحافظ شمس الدين الذهبي وحاشيته لسبط ابن العجمي 2/ 248/ رقم 5330، ت. محمد عوامة وأحمد الخطيب، ط. مؤسسة علوم القرآن بجدة ودار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة، وتهذيب الكمال للحافظ المزي 7/ 319/ رقم 5826، ت. بشار
([5]) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للإمام الألباني 6/ 362 ط. مكتبة المعارف
يتبع
-
وأما طريق القاسم بن مُحَمد، عن أبي إدريس الخولاني، عَن أَبِي ذَرٍّ:
فقد أخرجه ابن جرير في تاريخه ت. محمد أبو الفضل إبراهيم (1/ 150 -151) ط. دار المعارف، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (8/ 208/ رقم 2166/ ترجمة 639 –إسحاق بن داود السراج) ط. دار الفكر، كلاهما من طريق الماضي بن محمد[1] (ضعيف منكر الحديث)، عن [أبي سليمان][2] علي بن سليمان[3] (مجهول)، عن القاسم بن محمد[4] (مجهول)، عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري ... فذكره وفيه عدد الأنبياء كما في حديث أبي أمامة
منكر: فيه الماضي بن محمد منكر الحديث، وشيخه وشيخ شيخه مجهولان، فهذا طريق ضعيف جدا لا يصلح للمتابعة
وذكره الحافظ ابن عدي في الكامل –كما سبق- قائلا: "وهذا الحديث ليس له مِنَ الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخوْلاني والقاسمِ بن مُحَمد، عَن أَبِي ذَرٍّ، والثالثُ حديثُ ابن جُرَيج وهذا أنكر الروايات." ا.هـ
فتحصل أنه رُوِيَ عن أبي إدريس الخولاني من ثلاثة طرق:
الأول- فيه كذاب
الثاني- فيه ضعيف ومجهول
الثالث- فيه ضعيف ومجهولان
فسقط هذا الإسناد من طرقه كلها، والله أعلم.
______________________________ _
[1] الماضي بن محمد بن مسعود الغافقي أبو مسعود المصري، كان وراقا يكتب المصاحف ضعيف من التاسعة مات سنة ثلاث وثمانين ومائة ق.
عن هشام بن عروة، وليث بن أبي سليم، وجويبر بن سعيد.
وعنه ابن وهب ليس إلا.
قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه والحديث الذي رواه باطل. وقال الذهبي: له أحاديث منكرة، منها بإسناد فيه ضعف بمرة: الزنا يورث الفقر.
قال ابن يونس، مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 516)، والكاشف ت. عوامة (2/ 233)، وتهذيب الكمال ت. بشار (27/ 85) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (10/ 2) ط. الهند. وانظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 442) ط. الهند، وتاريخ الإسلام ت. تدمري (12/ 352)، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (3/ 424) ط. دار المعرفة –بيروت.
[2] عند ابن جرير: "عن أبي سليمان" وعند ابن عساكر: "عن علي بن سليمان" فلعله يكنى أبا سليمان فإنهم لم يذكروا كنيته، ثم وقفت على شيخ يدعى أبا سليمان الفلسطيني يروي عن القاسم بن محمد ويروي عنه الماضي بن محمد وهو مجهول أيضا فالظاهر أنه هو علي بن سليمان المذكور هنا فانظر ميزان الاعتدال (4/ 533) ط. دار المعرفة –بيروت، ولسان الميزان ت. أبي غدة (9/ 84) ط. دار البشائر الإسلامية.
[3] علي بن سليمان شامي مجهول من السابعة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 401)، والكاشف ت. عوامة (2/ 40)، تهذيب الكمال ت. بشار (20/ 453) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (7/ 328) ط. الهند.
[4] القاسم بن محمد شيخ لعلي بن سليمان، قال المزي: أظنه شاميا، مجهول من السادسة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 452)، والكاشف ت. عوامة (2/ 131)، وتهذيب الكمال ت. عوامة (23/ 442) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (8/ 336) ط. الهند.
يتبع
-
وأما الرابع
فطريق عبدِ الرحمن بْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 29/ ترجمة38 – محمد بن أيوب أبو عبد الملك الأزدي) ط. العلمية، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (7/ 444، 445) ط. دار الفكر، وذكره أبو نعيم في الحلية (1/ 168) ط. الخانجي ودار الفكر، أيضا قائلا: وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ[1]، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، بِطُولِهِ ا.هـ
قلت: الذي رواه البخاري مختصَرٌ ولفظه: عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آدَمُ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ». والذي رواه ابنُ عساكر مختصرٌ أيضا ولفظه: عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله، مَنْ أولُ الأنبياء؟ قال: «آدَمُ»، قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء جما غفيرا؟ قال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر».
وهذا إسناد ضعيف: فأما مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فلم أقف عليه الآن
وأما أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الأزدي فمجهول ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 29/ رقم 38) ط. العلمية، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 196/ رقم 1106) ط. الهند، ومسلم في الكنى والأسماء ت. القشقري (1/ 599/ رقم 2443) ط. الجامعة الإسلامية، وابن ماكولا في الإكمال (1/ 139) ط. الفاروق الحديثة، والحافظ في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ت. النجار (1/ 39) ط. العلمية، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.
وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 389/ رقم 10549) ط. الهند.
قال مسلم: أبو عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عايذ، روى عنه معاوية بن صالح ا.هـ
وأما ابنُ عائذٍ فهو: عَبْدُ الرَّحْمَن بْن عَائِذ الثمالِي الْأَزْدِيّ كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْد اللَّه يَرْوِي عَن أبي ذَر وَقد قِيلَ إِنَّه لقي عليا، عداده فِي أهل الشَّام روى عَنْهُ أَهلهَا، وكان مِنْ حملة العلم، وقال الحافظ في التقريب: ثقة.
فآفة هذه الطريق أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الأزدي.
______________________
[1] عبد الرحمن بن عايذ -بتحتانية ومعجمة- الثمالي -بضم المثلثة- ويقال الكندي الحمصي ثقة من الثالثة ووهم من ذكره في الصحابة قال أبو زرعة لم يدرك معاذا 4.
تقريب التهذيب (ص: 343)
يتبع
-
فأما مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فلم أقف عليه الآن:
معاوية بن صالح هو ابن حدير بن سَعِيد بْن سعد بن فهر الحضرمي أَبُو عَمْرو، وقيل: أَبُو عَبْد الرحمن الحمصي قاضي الأندلس وقيل معاوية بن صالح بن عثمان ابن سَعِيد بْن سعد. كما في "تهذيب الكمال"، قال الحافظ المزي : روى عن: .... وأبي عَبد المَلِك مُحَمَّد بْن أيوب،
روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام "وفي "الأدب"والباقو ن. والله أعلم.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر غازي
...
جزاكم الله خيرا
تم التصحيح والتنبيه في باقي المنتديات
-
وأما الخامس
فطريق أبي صالح السمان، عن أبي ذر
رواه الطبراني في الأوسط (5/ 77/ رقم4721) ط. دار الحرمين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي قال: نا عمرو بن خالد الحراني قال: نا ابن لهيعة (ضعيف)، عن خالد بن يزيد (ثقة فقيه)، عن صفوان بن سليم (ثقة مفت عابد رمي بالقدر)، عن أبي صالح السمان، عن أبي ذر ... فذكره بنحوه ولم يذكر فيه عدد الأنبياء
وهذا إسناد ضعيف: لضعف ابن لهيعة، كما أن في متنه نكارة ففيه أن أبا ذر قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَوَّلُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: «آدَمُ». قُلْتُ: نَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مُكَلَّمٌ». قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «نُوحٌ، وَبَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آبَاءٍ». قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «إِبْرَاهِيمُ، وَبَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آبَاءٍ» ... الحديث، فأسقط مَنْ بين نوح وإبراهيم من الأنبياء مع أنه ذكر أن آدم أول الأنبياء.
وأما السادس
فطريق عوف بن مالك أن أبا ذر
رواه إسحاق بن راهويه كما في: إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (7/ 134/ رقم6515/ ك93 –علامات النبوة، ب59 -في عدد الأنبياء) ط. دار الوطن، قال إسحاق: أنبأنا النضر بن شميل، أنبأنا حماد، هو ابن سلمة، أنبأنا معبد، أخبرني فلان في مسجد دمشق عن عوف بن مالك أن أبا ذر، جلس إلى رسول الله ﷺ...، فذكر مثلَ حديثٍ قَبْلَهُ فيه قلت : يا رسول الله فأي الأنبياء كان أولا؟ فقال: «آدم»، فقلت: أو نبيًّا كان؟ قال: «نعم نبي مُكَلَّمٌ» قلت: يا رسول الله فكم الأنبياء؟ قال: «ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا».
وهذا إسناد ضعيف: لجهالة شيخ معبد
فالحاصل أن هذا حديث ضعيف جدا طرقه كلها مشحونة بالضعفاء والمتروكين والمجاهيل
ثم وقفت على كلام الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة حول هذا الحديث فوجدته قد وقف على طريق آخر صحيح له حيث قال: "أخرجه أبو جعفر الرزاز في (مجلس من الأمالي) (ق 178 / 1): حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي (ثقة ثبت)، حدثنا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع – (ثقة حافظ من الأبدال)، حدثنا معاوية بن سلام (ثقة)، عن زيد بن سلام (ثقة)، أنه سمع أبا سلام (ثقة يرسل)، يقول: حدثني أبو أمامة: أن رجلا([1]) قال: يا رسول الله، أنبيا كان آدم؟ قال: «نعم، مُكَلَّمٌ». قال: كم كان بينه وبين نوح؟ قال: «عشرة قرون». قال: يا رسول الله، كم كانت الرسل؟ قال: «ثلاثمائة وخمسة عشر» قلت (الألباني): وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي، وهو ثقة ثبت كما قال الخطيب في " تاريخه " (11 / 78) ...الخ.
قلت: وقد قيل: إن أبا سلام عن أبي أمامة مرسل، وليس هذا صحيحا فروايته عنه ثابتة في صحيح مسلم في (الصلاة) وقد صرح هنا بالتحديث وقال في حديث آخر: سمعت أبا أمامة وذلك فيما رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق لابن عساكر ت. العمروي (19/ 426)، من طريق أبي توبة الربيع بن نافع نا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة». وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره وإنما ذكرت رواية ابن عساكر لأنه قال فيها: (سمعت أبا أمامة) وفي غيرها (حدثني أبو أمامة)
فالحديث صحيح بهذا الطريق وحده لكن ليس فيه إلا عدد الرسل وأنهم ثلاثمائة وخمسة عشر، والله أعلم.
________________________
([1]) هذا الرجل هو أبو ذر كما في باقي طرق الحديث
تم ولله الحمد
-
42- وأن عوام بني آدم وهم الأتقياء الأولياء أفضل من عوام الملائكة؛ كالسياحين منهم.
قلت: الملائكة السياحون هم الذين يسيحون في الأرض يتتبعون حلق الذِّكْر وقد ورد ذكرهم في الصحيحين: البخارى ط. السلفية (4/ 173/ رقم 6408/ ك 80 -الدعوات، ب 66 -فضل ذكر الله عز وجل)، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 2069/ رقم 2689/ ك 48 -الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ب: فضل مجالس الذكر). ولفظ مسلم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً([1]) فُضُلًا([2]) يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِم ْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَك َ وَيُهَلِّلُونَك َ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ . قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟([3]) قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُون َكَ. قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَن ِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُو نَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُم ْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ»([4]).
______________________
([1]) سيارة: أى سياحون فى الأرض
([2]) فضلا: أى ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلَق الذكر(9/17/13/نووى)
([3]) هكذا الرواية مختصرة عند مسلم بغير ذكر الجواب وعند البخارى:" يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة.
([4]) قوله: " هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" قال الحافظ: وفى هذه العبارة مبالغة فى نفى الشقاء عن جليس الذاكرين فلو قيل: لسعد بهم جليسهم لكان ذلك فى غاية الفضل لكن التصريح بنفى الشقاء أبلغ فى حصول المقصود . ا.هـ ( 11 / 258 / فتح البارى)
-
43- روى مسلم عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 1782/ رقم 2276/ ك 43 -الفضائل، ب 1 -فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحَجَر عليه قبل النبوة)، ولفظه: عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»
__________________________
([1]) المغني 1/ 95، النجم الوهاج 1/ 194.
-
44- «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»([1])،
وفي الصحيحين: «أنا سيد ولد آدم»،
وقوله صلى الله عليه وسلم «أنا سيد الناس يوم القيامة»،
وقوله صلى الله عليه وسلم: «آدم ومن دونه تحت لوائي»،
وقوله صلى الله عليه وسلم في خبر الترمذي: «أنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر»([2]).
صحيح: قوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ». ورد في عدة أحاديث مختلفة المخارج عن عدد من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري وابن عباس وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعبد الله بن سلام وواثلة بن الأسقع وعائشة وعبادة بن الصامت وأبو بكر الصديق، وأبو هريرة رضي الله عنهم، لكن قوله: «وَلَا فَخْرَ» لم يرد في الصحيحين.
وهذا تفصيل ذلك وبيانه:
الأول- حديث أبي سعيد الخدري
رواه الترمذي ت. بشار (5/ 213/ رقم 3148 ك: أبواب تفسير القرآن، ب: ومن سورة بني إسرائيل) و(6/ 11/ رقم 3615/ ك: أبواب المناقب، باب 3) ط. دار الغرب الإسلامي، وقال في الموضعين: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (5/ 362/ رقم 4308/ أبواب الزهد، ب 37 ذكر الشفاعة) ط. الرسالة، وأحمد ط. الرسالة (17/ 10/ رقم 10987)، والآجري في الشريعة ت. الدميجي (4/ 1591/ رقم1075، 1076/ باب: ذكر فضل نبينا صلى الله عليه وسلم في الآخرة على سائر الأنبياء عليهم السلام).
جميعا من طرق عن عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ (ضعيف)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ([3]) (ثقة)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ».
إسناده ضعيف: لضعف علي بن زيد بن جدعان، وهو حسن بشواهده.
______________________________
([1]) المغني 1/ 95، النجم الوهاج 1/ 194، التحفة 1/ 27.
([2]) النهاية 1/ 35، وحاشية الرشيدي على النهاية 1/ 35.
([3]) المنذر بن مالك بن قُطَعة، بضم القاف وفتح المهملة، العبدي العَوَقِي، بفتح المهملة والواو ثم قاف، البصري، أبو نضرة، بنون ومعجمة ساكنة، مشهور بكنيته ثقة من الثالثة مات سنة ثمان أو تسع ومائة خت م4. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 546)، والكاشف ت. عوامة (2/ 295)، وتهذيب الكمال ت. بشار (28/ 508) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (10/ 302) ط. الهند.
-
الثاني – حديث ابن عباس
ضعيف: رواه أحمد (4/ 330/ رقم 2546) و(4/ 427/ رقم 2692) ط. الرسالة، والدارمي في الرد على الجهمية ت. الألباني (ص58) ط. المكتب الإسلامي، وأبو داود الطيالسي في مسنده ت. التركي (4/ 430/ رقم 2834) ط. هجر، والبيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 74/ رقم 1408/ فصل في مراتب نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة) ط. الرشد، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت. حسين سليم (4/ 213/ رقم 2328) ط. دار المأمون للتراث.
كلهم من طرق عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (ثقة عابد تغير بأخرة)، حدثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (ضعيف)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (ثقة)، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ قَدْ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي قَدْ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ...»
وهذا الإسناد ضعيف: كسابقه لضعف علي بن زيد.
-
1 مرفق
أشار بعض الإخوة إلى علة في الطريقين السابقين، وبيانها كالآتي:
هذا الطريق يرويه علي بن زيد بن جدعان واختلف عنه:
- فرواه حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن ابن عباس به
قاله: حسن وعفان وموسى بن إسماعيل وأبو داود الطيالسي وهدبة بن خالد
كما رواه حمادٌ أيضا عن الجُريري عن أبي نضرة به
ذكره ابنُ أبي حاتم في العلل
- وخالفَ سفيانُ بنُ عيينةوهشيمُ بنُ بشير حمادًا: فروياه عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري:
قاله عن سفيان: محمد بن عباد، وابن أبي عمر
وقاله عن هشيم: الإمام أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن عبد الله بن حاتم
وهذه صورة لما سبق
ملف مرفق 13880
ولم أستطع وضع الجريري فيها
فإذا كان الترجيح بالحفظ فسفيان وهشيم أحفظ من حماد
وإن كان الترجيح بالعدد فهما أكثر منه
وإن كان بالملازمة وكثرة الرواية فلعل حمادًا أروى عن ابن جدعان منهما (وهذه تحتاج إلى مزيد بحث، وإن كنت وقفت على ما يشير إلى أن حمادا أروى عن ابن جدعان لكن لا بخصوص مقارنة روايته بسفيان وبشير)
ثم يمكن أن يقال: إن ابن جدعان روى الحديث على الوجهين لضعفه في نفسه واضطرابه فرواه كل من سفيانَ وهشيم وحمادٍ كما سمعه منه
ثم كانت متابعة الجريري لابن جدعان التي رواها حمادٌ مما يرجح طريقَ حمادٍ
يعني أن الترجيح ليس بين حمادٍ من جهة، وسفيان وهشيم من جهة أخرى، بل كلٌّ حفظ ما سمعه وأداه كما سمعه والاضطراب كان من ابن جدعان إذ أخطأ في الطريق التي رواها لابن عيينة وهشيم ورواها على الصواب لحماد بن سلمة
ويرجح ذلك متابعة الجريري التي رواها حمادٌ
ولا يقال: كيف لم يروِ هذه المتابعة سفيان وهشيمٌ؟ إذْ ليس شرطا أن يرويا كل مارواه حمادٌ وهذا ظاهر
فالظاهر ترجيح رواية حماد بن سلمة وأن طريق سفيان وهشيمٍ منكرةٌ
والله أعلم
-
الثالث -حديث أنس بن مالك
وهو حديث صحيح: ورد من طرق عنه:
الطريق الأول -عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
رواه أحمد (19/ 451/ رقم 12469) ط. الرسالة، والدارمي ت. الداراني (1/ 198/ باب ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل/ رقم 53) ط. دار المغني، والنسائي في الكبرى مختصرا وليس فيه الشاهد، ت. حسن شلبي (7/ 136/ رقم 7643/ ك: النعوت، ب: الجبار) ط. الرسالة، والبيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 74/ رقم 1409/ فصل في مراتب نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة) ط. الرشد، والضياء في المختارة ت. دهيش (6/ 323/ رقم 2345)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ت. الفريوائي (1/ 276/ رقم 268) ط. مكتبة الدار بالمدينة.
جميعا من طريق اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (ثقة)، حَدَّثَنِي يَزِيدُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ (ثقة مكثر)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو (ثقة ربما وهم)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ...»
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات، وعمرو بن أبي عمرو قد توبع عن أنس كما في الطرق التالية
الطريق الثاني-الربيع بن أنس عن أنس بن مالك
رواه الترمذي ت. بشار (6/ 8/ رقم 3610/ ك: المناقب، باب2) ط. دار الغرب الإسلامي، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ([1]) (ضعيف)، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الحَمْدِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي وَلاَ فَخْرَ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
إسناده ضعيف: لضعف ليث بن أبي سليم
_______________________
([1]) هو ليث بن أبي سُلَيم بن زُنَيم صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فتُرِك
-
الطريق الثالث-عبد العزيز بن صهيب عن أنس
رواه البزار في مسنده البحر الزخار ت. عادل سعد (13/ 71/ رقم 6413) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، حَدَّثنا محمد بن صدران، حَدَّثنا مبارك مولي عبد العزيز بن صهيب([1]) (متروك)، حَدَّثنا عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَن أَنَس، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ولاَ فَخْرَ...».
إسناده ضعيف جدا: لضعف مبارك مولى عبد العزيز بن صهيب بل قال الحافظ: متروك.
الطريق الرابع-زياد بن عبد الله النُّمَيْريّ[2] عن أنس بن مالك
رواه أبو يعلى الموصلي ت. حسين سليم أسد (7/ 281/ رقم 4305) ط. دار المأمون للتراث بدمشق، حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا أبو جناب...
ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ت. الفريوائي (1/ 278/ رقم 269) ط. مكتبة الدار بالمدينة المنورة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ...
كلاهما (أبو جناب وسهيل بن أبي صالح) عن زياد النميري (ضعيف)، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرُ...»
إسناده ضعيف: لضعف زياد بن عبد الله النميري، وأبو جناب ضعيف لكن تابعه سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ
_________________________
([1]) مبارك بن سُحَيٍمٍ، بمهملتين مصغر، أبو سحيم البصري مولى عبد العزيز بن صهيب متروك من الثامنة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 518)، والكاشف ت. بشار (2/ 238)، وتهذيب الكمال ت. بشار (27/ 175) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (10/ 27) ط. الهند.
[2] زياد بن عبد الله النميري البصري ضعيف من الخامسة ت.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 220)، والكاشف ت. عوامة (1/ 411)، وتهذيب الكمال ت. بشار (9/ 492) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (3/ 378) ط. الهند.
-
الطريق السادس- ثابت بن أسلم البُناني عن أنس
محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ت. الفريوائي (1/ 272/ رقم 265) ط. مكتبة الدار بالمدينة، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ([1]) (صدوق)، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ([2]) (صدوق في حفظه شيء)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ثقة أثبت الناس في ثابت)، عَنْ ثَابِتٍ (ثقة عابد)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ يَتَنَجَّزُهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ...».
إسناده حسن.
فالحاصل أن حديث أنس ورد من طرق بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف يصلح للمتابعة وأحدها ضعيف جدا لا يصلح للمتابعة فهو حديث صحيح.
__________________________
([1]) مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجُنَيْد الدقاق أَبُو جَعْفَر من أهل بَغْدَاد سكن الشَّام، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بسماع أبي، وهو صدوق، وروى الخطيب عن أحمد بن الحسن بن بُهْلُول أنه قال: شيخ ثقة. توفي سنة سبع وستين ومائتين.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 183) ط. الهند، الثقات لابن حبان (9/ 140) ط. الهند، تاريخ بغداد ت بشار (2/ 111) ط. دار الغرب الإسلامي-بيروت، الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال للحسيني ت. قلعجي (ص: 369) ط. جامعة الدراسات الإسلامية بكراتشي، تعجيل المنفعة لابن حجر ت. إكرام الله إمداد الحق (2/ 167) ط. دار البشائر، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا ت. شادي آل نعمان (8/ 119) ط. مركز النعمان للبحوث باليمن، تراجم رجال الدارقطني في سننه-مقبل(ص: 363) ط. دار الآثار بصنعاء، مصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب-أبو عبد الله العنسي (3/ 44) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
([2]) هو عَمْرو بن عاصم بن عُبَيد الله بن الوازع الكِلابي القيسي أبو عثمان البَصْرِيّ، صدوق في حفظه شيء من صغار التاسعة مات سنة ثلاث عشرة ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 423)، والكاشف ت. عوامة (2/ 80)، وتهذيب الكمال ت. بشار (22/ 87) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (8/ 58) ط. الهند.
-
الرابع-حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
رواه الطبراني في الأوسط ت. طارق عوض الله وعبد المحسن الحسيني (5/ 202/ رقم 5082) ط. دار الحرمين بالقاهرة، والحاكم ت. مقبل (2/ 710/ رقم4248/ ك 28. تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، ب. ذِكْرُ أخبار سيد المرسلين وخاتم النبيين) ط. دار الحرمين، كلاهما من طريق الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: وَكُنْتُ أَدْعُو جَدِّي أَبِي[1] قَالَ: نَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمٌ تَخْدُمُهُمْ، يُقَالُ لَهَا: بَرَّةٌ، فَلَقِيَهَا رَجُلٌ، فَقَالَ لَهَا: يَا بَرَّةُ غَطِّي شُعَيْفَاتِكِ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَنْ يُغْنِيَ عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ مُحْمَرَّةٌ وَجْنَتَاهُ وَكُنَّا مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ نَعْرِفُ غَضَبَهُ بِجَرِّ رِدَائِهِ، وَحُمْرَةِ وَجْنَتَيْهِ فَأَخَذْنَا السِّلَاحَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنَا بِمَا شِئْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَمَرْتَنَا بِأُمَّهَاتِنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادِنَا لَأَمْضَيْنَا قَوْلَكَ فِيهِمْ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «مَنْ أَنَا؟» فَقُلْنَا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «نَعَمْ وَلَكِنْ مَنْ أَنَا؟». فَقُلْنَا: أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ يُنْفَضُ التُّرَابُ عَنْ رَأْسِهِ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ دَاخِلٍ الْجَنَّةَ وَلَا فَخَرَ، مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَحِمِي لَا تَنْفَعُ، لَيْسَ كَمَا زَعَمُوا، إِنِّي لَأَشْفَعُ، وَأُشَفَّعُ حَتَّى إِنَّ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ لِيَشْفَعَ فَيُشَفَّعُ، حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَتَطَاوَلُ فِي الشَّفَاعَةِ»، لفظ الطبراني.
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ"
وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فتعقبه الذهبي قائلا: "لا والله القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل متروك تالف"
ضعيف جدا: فيه القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبى. قال أبو حاتم: متروك. وقال أحمد: ليس بشئ. وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة، وقال ابن عدي: وللقاسم عَن جَدِّهِ عن جابر أحاديث غير محفوظة[2].
_____________________________
[1] وقع في المستدرك طبعة دار الكتب العلمية (2/ 660): "ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ" وهو خطأ، وجاء في طبعة العلامة مقبل رحمه الله على الصواب كما في الأوسط.
[2] الكامل لابن عدي (7/ 151) ط. العلمية، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ت. القاضي (3/ 16) ط. العلمية، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (3/ 379) ط. دار المعرفة، والمغني في الضعفاء للذهبي ت. عتر (2/ 521)، وديوان الضعفاء للذهبي ت. حماد الأنصاري (ص: 325) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة، لسان الميزان ت أبي غدة (6/ 381) ط. دار البشائر الإسلامية.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
... كلاهما من طريق الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ ...
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ"
ضعيف جدا: فيه القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبى.
نبهنا أحد الإخوة الكرام إلى أن الضبط الصحيح "عَقِيل" بفتح العين لا بضمها
وهو الصواب
-
الخامس-حديث عبد الله بن سلام
رواه ابن حبان/ بلبان، ت. الأرنؤوط (14/ 398/ رقم 6478/ باب: الحوض والشفاعة، ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ يَكُونُونَ فِي الْقِيَامَةِ تَحْتَ لِوَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ط. الرسالة، والضياء في المختارة ت. دهيش (9/ 454-455/ رقم 427، 428) ط. دار خضر ببيروت، وابن أبي عاصم في السنة مع ظلال الجنة للألباني (2/ 369/ رقم 793/ ب 165 في ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول شافع) ط. المكتب الإسلامي، وأبو يعلى الموصلي في المسند ت. حسين سليم أسد (13/ 480/ رقم 7493) ط. دار المأمون للتراث بدمشق.
جميعا من طريق عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ([1]) (لين)، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ[2] (ثقة)، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ([3]) (ثقة له أوهام احتملت له)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ (ثقة)، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ (ثقة)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ».
إسناده ضعيف: فيه عمرو بن عثمان قال فيه الذهبي: لين، وقال ابن عدي: يكتب حديثه، وقال النسائي والأزدي: متروك الحديث.
_______________________
([1]) هو عمرو بن عثمان بن سَيَّار الكُلابي أبو عُمَرْ ويقال أبو عَمْرُو ويقال أبو سعيد الرَّقِّي، مولى بني وحيد، ضعيف وكان قد عمي من كبار العاشرة مات سنة سبع عشرة أو تسع عشرة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 424)، الكاشف ت. عوامة (2/ 83)، تهذيب الكمال ت بشار (22/ 147)، تهذيب التهذيب (8/ 76) ط. الهند.
[2] موسى بن أعين الجزري مولى قريش أبو سعيد ثقة عابد من الثامنة مات سنة خمس أو سبع وسبعين خ م د س ق
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 549)، الكاشف ت. عوامة (2/ 301)، تهذيب الكمال ت. بشار (29/ 27)، تهذيب التهذيب (10/ 335) ط. الهند.
([3]) معمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وعاصم بن أبي النجود وهشام ابن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة من كبار السابعة مات سنة أربع وخمسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 541)، الكاشف ت. عوامة (2/ 282)، تهذيب الكمال ت بشار (28/ 303)، تهذيب التهذيب (10/ 243) ط. الهند.
-
أوقفني بعض الإخوة، جزاه الله خيرا، على طريق آخر لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقمت بتتبع طرقه وتخريجه كالآتي:
الطريق الثاني-عطاء بن أبي رباح عن جابر:
رواه البخاري في الكبير (4/ 286/ رقم2837 –ترجمة: صالح بن عطاء بن خباب) ط. الهند، والدارمي في السنن ت. الداراني (1/ 196/ رقم50/ المقدمة، ب 8 – ما أُعْطِيَ النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل) ط. دار المغني بالرياض، وابن أبي عاصم في الأوائل ت. محمد العجمي (ص63/ رقم14) ط. دار الخلفاء، والطبراني في الأوسط (1/ 61/ رقم170) ط. دار الحرمين، والدارقطني في المؤتلف والمختلف ت. موفق عبد القادر (1/ 472) ط. دار الغرب الإسلامي ببيروت، والبيهقي في الاعتقاد ت. أحمد عصام الكاتب (ص192/ ب –القول في الشفاعة وبطلان قول من قال بتخليد المؤمنين في النار) ط. دار الآفاق الجديدة ببيروت، وفي الدلائل ت. قلعجي (5/ 480/ ب –ما جاء في تَحَدُّثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه عز وجل) ط. العلمية،
جميعا من طرق عن بكر بن مضر[1] (ثقة ثبت)، عن جعفر بن ربيعة[2] (ثقة)، عن صالح بن عطاء بن خباب[3] (لا بأس به)، عن عطاء بن أبي رباح[4] (ثقة فقيه كثير الإرسال)، عن جابر بن عبد الله
ورواه الذهبي في السير (10/ 223) ط الرسالة: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُذْهِبُ فِي جَمَاعَةٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الحَكَمِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ صَالِحٍ - هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ - عَنْ جَابِرٍ به
فأسقط عطاء بن أبي رباح
والظاهر أنه تصحيف من النساخ لسببين:
الأول-أن الذهبي بعد روايته لهذا الطريق قال: هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. وَصَالِحٌ هَذَا: مِصْرِيٌّ، مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
الثاني-أن الدارمي قد رواه عن عبد الله بن الحكم به موصولا كرواية الجماعة.
وهذان السببان يرجحان لكن لا يجزمان بالتصحيف، فإلا يكن تصحيفا فهو خطأ من عبد الله بن عبد الرحمن الراوي عن عبد الله بن الحكم أو من دونه، ولا يضر هذا الخطأ فإن رواية الجماعة أرجح
حسن: رجاله ثقات معروفون إلا صالح بن عطاء، فقد سكت عنه البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، لكن وثقه ابن حبان والعجلي وقال الذهبي: "وصالح هذا مصري ما علمت به بأسا" مما يدل على أنهم يعرفونه، وقد جعله البخاري رجلين فأردف بعده بترجمة، ترجمة أخرى لصالح بن عطاء المكّي، وكذا فعل ابن حبان في "الثقات"، وقال: أحسبه الأول؛ يعني: مولى بني الدَّيْل[5].
وعلى كل فحديثه لا بأس به في الشواهد، وشواهده كثيرة ذكرنا بعضها فيما سبق وسنذكر الباقي، إن شاء الله، فيما يأتي، فطريقه هذا إلا يكن حسنا لذاته فحسن لغيره، والله أعلم.
_____________________________
[1] بكر بن مضر بن محمد بن حكيم المصري أبو محمد أو أبو عبد الملك ثقة ثبت من الثامنة مات سنة ثلاث أو أربع وسبعين وله نيف وسبعون خ م د ت س.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 127)، الكاشف ت. عوامة (1/ 275)، تهذيب الكمال ت. بشار (4/ 227)، تهذيب التهذيب (1/ 487) ط. الهند.
[2] جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي أبو شرحبيل المصري ثقة من الخامسة مات سنة ست وثلاثين ومائة ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 140)، الكاشف ت. عوامة (1/ 294)، تهذيب الكمال ت. بشار (5/ 29)، وتهذيب التهذيب (2/ 90) ط. الهند.
[3] صالح بن عطاء بن خباب مولى بنى الديل من خيار أهل مكة وكان فاضلا.
التاريخ الكبير للبخاري (4/ 286) ط. الهند، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 400)، (4/ 409) ط. الهند، وتاريخ الثقات للعجلي بترتيب الهيثمي ت. قلعجي (ص226/ رقم686) ط. العلمية، والثقات لابن حبان (6/ 455) ط. الهند، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ت. الشورى (ص: 177/ رقم1168) ط. دار العلمية، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي (1/ 277) ط. دار الغرب الإسلامي ببيروت، والإكمال لابن ماكولا (2/ 150) ط. العلمية، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا، ت. شادي آل نعمان (5/ 297) ط. مركز النعمان باليمن، ومصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب-أبو عبد الله العنسي (2/ 92) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[4] عطاء بن أبي رَبَاح، بفتح الراء والموحدة، واسم أبي رباح أسلم، القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة مات سنة أربع عشرة على المشهور وقيل إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه ع.
تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 391)، الكاشف ت عوامة (2/ 21)، تهذيب الكمال ت بشار (20/ 69)، تهذيب التهذيب (7/ 199) ط. الهند.
[5] الفرائد على مجمع الزوائد «ترجمة الرواة الذين لم يعرفهم الحافظ الهيثمي» -أبو عبد الله خليل المطيري (ص: 120) ط. دار الإمام البخاري –الدوحة -قطر.
-
السادس-حديث واثلة بن الأسقع
رواه ابن حبان/ الإحسان بترتيب ابن بلبان، ت. الأرنؤوط (14/ 135/ رقم 6242/ ك: التاريخ، باب: بدء الخلق، ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرَّحِ بِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ إِنَّمَا زُجِرَ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ التَّفَاخُرِ كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ)، و(14/ 392/ رقم 6475/ ك: التاريخ، باب: الحوض والشفاعة، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلَ شَافِعٍ) ط. الرسالة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ([1]) (ثقة مكثر عابد)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ([2]) (ثقة حافظ متقن)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ([3]) (ثقة يرسل)، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»
صحيح: رجال كلهم ثقات
وأبو عمار شداد بن عبد الله القرشي ثقة يرسل لكنه لقي واثلة بن الأسقع وروى عنه، ولم يوصف بتدليس.
ورواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 1782/ رقم 2276/ ك 43 -الفضائل، ب 1 -فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحَجَرِ عليه قبل النبوة) ط. دار إحياء الكتب العربية، والترمذي ت. بشار، ط. دار الغرب الإسلامي (6/ 5/ رقم 3605، 3606/ ك: المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ب: في فضل النبي صلى الله عليه وسلم) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى الموصلي ت. حسين سليم (13/ 469/ رقم 7485) ط. دار المأمون للتراث بدمشق، والطبراني ت. حمدي السلفي (22/ 66/ رقم 161) ط. مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، كلهم من طرق عن الأوزاعي به وليس فيه موضع الشاهد.
_______________________
([1]) عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمد الفريابي المقدسي الخصيب.
حدث عن: محمد بن الوزير الدمشقي ببيت المقدس ومحمد بن رمح، وحرملة بن يحيى، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن دحيم، وعبد الله بن ذكوان، وغيرهم.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في "المعجمين"، وأبو حاتم بن حبان في "صحيحه" وأكثر عنه، والحسن بن رشيق، وابن عدي، وابن المقرئ، وغيرهم.
قال ابن المقرئ: شيخ صالح. وقال الذهبي: الإمام المحدث العابد الثقة، حدث عنه أبو حاتم بن حبان، ووثقه ووصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين. وقال السمعاني: كان مكثرا من الحديث، له رحلة إلى بلاد الشام والحجاز. وقال الألباني: ثقة إمام محدث. مات سنة نيف عشرة وثلاثمائة.
تاريخ أصبهان (2/ 20) ط. العلمية، وتاريخ الإسلام ت تدمري (22/ 182) و(23/ 629)، سير أعلام النبلاء (14/ 306) ط. الرسالة، وتاريخ دمشق لابن عساكر ت العمروي (32/ 193/ ترجمة رقم3499) ط. دار الفكر، وإرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني-أبو الطيب المنصوري (ص: 387) ط. دار الكيان بالرياض.
([2]) عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي أبو سعيد لقبه دُحَيْم، بمهملتين مصغر، ابن اليتيم، ثقة حافظ متقن من العاشرة مات سنة خمس وأربعين وله خمس وسبعون خ د س ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 335)، الكاشف ت. عوامة (1/ 619)، تهذيب الكمال (16/ 495) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (6/ 131) ط. الهند.
([3]) شداد بن عبد الله القرشي أبو عمار الدمشقي مولى معاوية بن أبي سفيان ثقة يرسل من الرابعة بخ م 4.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 264)، الكاشف ت. عوامة (1/ 481)، تهذيب الكمال (12/ 399) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (4/ 317) ط. الهند.
-
السابع-حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
له عنها طرق:
الأول-طريق أيوب بن عتبة[1] (ضعيف):
هذا الطريق يرويه محمد بن مخلد العطار[2] (ثقة حافظ)، واختلف عنه:
فرواه الإمام الدارقطني[3] (ثقة حافظ إمام)، عنه بإسناده مرفوعا من مسند أمنا عائشة رضي الله عنها.
وخالفه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ[4] (ثقة)، فرواه عنه بإسناده مرفوعا لكنه جعله من مسند أنس بن مالك رضي الله عنه.
وهذا بيان ذلك:
الطريق الأول-رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت العمروي (64/ 192/ ترجمة 8135 يحيى بن زكريا بن نشوى/ رقم13111) ط دار الفكر: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي[5] (ثقة معمر)، أنا الحسن بن علي[6] (ثقة مكثر)، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ (ثقة حافظ إمام)، نا محمد بن مخلد بن حفص (ثقة حافظ)، نا أحمد بن محمد بن أَنَسٍ[7] (ثقة إن شاء الله)، نا عمرو بن محمد بن الحسن[8] (منكر الحديث)، نا أيوب بن عتبة (ضعيف)، عن طيسلة بن علي[9] (مقبول)، عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يوما: يا سيد العرب. فقال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر وآدم تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر وأبوك سيد كهول العرب وعلي سيد شباب العرب والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى".
وهذا إسناد ضعيف جدا منكر أيضا: فيه عمرو بن محمد بن الحسن منكر الحديث، وشيخه أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف، وشيخه طيسلة بن علي ضعيف لا يقبل حديثُه إذا انفرد فكيف إذا خولف؟
وقد اختلف على أيوب بن عتبة على وجهين:
الأول-هذا الطريق السابق الذي رواه عنه عمرو بن محمد بن الحسن وقد علمت أنه منكر الحديث، وقد رواه عن أيوب بن عتبة عن طيسلة بن علي عن عائشة مرفوعا
الثاني-رواه عنه عامر بن يساف وهو منكر الحديث أيضا:
رواه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث للهيثمي ت. حسين الباكري (2/ 871/ رقم 933/ ك: علامات النبوة، باب: في فضله) ط. مركز خدمة السنة والسيرة النبوية-الجامعة الإسلامية بالمدينة: ثنا عبد العزيز بن أبان[10] (متروك)، ثنا عامر بن يساف[11] (منكر الحديث)، عن أيوب بن عتبة (ضعيف)، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أنت سيد العرب؟ قال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم تحت لوائي ولا فخر»
وهذا إسناد تالف: مسلسل بالضعفاء وأحدهم متروك؛ فهو ضعيف جدا.
قال الحافظ في المطالب العالية ت. الشهري (15/ 652/ رقم3853/ ك: المناقب، باب: ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء) ط. دار العاصمة: وإسناده ضعيف أيضا. قال المحقق: قول الحافظ فيه تساهل. قلت: هو كما قال.
الطريق الثاني- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ت بشار (6/ 66/ ترجمة 2557-أحمد بن محمد بن أنس)، وفي السابق واللاحق له أيضا ت. الزهراني (ص: 73) ط. دار الصميعي: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (ثقة)، أخبرنا[12] محمد بن مَخْلَدٍ العطار (ثقة حافظ)، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ (ثقة إن شاء الله)، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَصْرٍ الصَّفَّارُ[13] (لم أعرفه)، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ[14] (ضعيف منكر الحديث)، قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْشَبُ[15] (صدوق)، عَنِ الْحَسَنِ[16] (ثقة فقيه إمام كان يرسل كثيرا ويدلس)، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ".
وهذا إسناد ضعيف جدا منكر: فيه محمد بن ذكوان منكر الحديث كما قال البخاري، وإسماعيل بن نصر الصفار مجهول.
فتبين أن هذه الطرق كلها ضعيفة منكرة لا يصح منها طريق لا من مسند أنس ولا من مسند أمنا عائشة رضي الله عنهما؛ إذ لو كان مدار الإسناد "محمد بن مخلد عن أحمد بن محمد بن أنس" وهما ومن دونهما ثقات لكن شيخَيْ أحمد بن محمد بن أنس ضعفاء فقد رواه تارة عن إسماعيل بن نصر الصفار وهو مجهول عن محمد بن ذكوان وهو منكر الحديث
ورواه أخرى عن عمرو بن محمد بن الحسن وهو منكر الحديث
وإن كان مداره على أيوب بن عتبة فهو ضعيف أيضا وتلامذته أضعف منه؛ فقد رواه عنه عمرو بن محمد بن الحسن وهو منكر الحديث
ورواه عامر بن يساف عنه وعامر منكر الحديث أيضا
فمن أية الطرق جئت هذا الإسناد وجدته منكرا.
_________________________ __
[1] اختلفت الروايات: ففي المطالب العالية "أيوب بن عقبة"، وأشار المحقق إلى أنه في بعض النسخ "أيوب بن عتبة" قال: "وهو خطأ." ا.هـ، وفي بغية الباحث: "أيوب بن عتبة" ولم ينبه المحقق على شيء، والصواب أيوب بن عتبة، كما ستعلم.
وهذه ترجمتهما:
أما الأول فهو أَيُّوب بن عقبه الْبَصْرِيّ، روى عَن أنس، وضعفه أبو دَاوُد.
انظر ميزان الاعتدال ت. البجاوي (1/ 291/ ترجمة 1091) ط. دار المعرفة ببيروت، ولسان الميزان ت. أبي غدة (2/ 250/ ترجمة 1373) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، والمغني في الضعفاء ت. عتر (1/ 97/ ترجمة 823)، وديوان الضعفاء ت. حماد الأنصاري (ص 43/ ترجمة 523) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة، وسؤالات الآجريِّ أبا داود في الجرح والتعديل ت. محمد العمري (ص: 278) ط. الجامعة الإسلامية، ومصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (1/ 234) ط. الدار الأثرية بصنعاء.
وأما الثاني فهو أيوب بن عتبة اليمامي أبو يحيى القاضي من بني قيس بن ثعلبة، ضعيف، من السادسة، مات سنة ستين ومائة ق.
تقريب التهذيب ت.عوامة (ص: 118)، والكاشف ت. عوامة (1/ 261)، وتهذيب الكمال ت. بشار (3/ 484) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (1/ 408) ط. الهند.
[2] محَمَّد بن مخلد بن حفص، أبوعبد الله، العطار، الخضيب، البَغْدَادي، الدوري، الحنبلي.
حدَّث عن؛ صالح بن أحْمَد، وأبي داود السجستاني، وأبي بكر المروذي، ومحَمَّد بن إسماعيل الحَساني، والحسن بن عرفة، ومسلم بن الحجاج، وخلائق.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "سننه" وذكر أنّه حدثه إملاء من كتابه، وأبو العباس بن عقدة، وابن شاهين، وابن بَطَّة، ومحَمَّد بن الحسن الآجري، وأبو بكر بن المُقْرِئ في "مُعْجَمه" وابن جُميع في "مُعْجَمه" وأبو عبيد الله المرزباني، وخلق.
قال حمزة: سألت الدَّارقُطْنِي عنه فقال: ثقة مأمون. وقال في "السُّنَن": ثقة. وقال الحافظ: روى عنه الدَّارقُطْنِي، وأطلق على إسناد حديث هو فيه الضعف، ولم يستثنه. كذا ذكر صاحب "الحافل" فوهم، وهو ثقة، ثقة، ثقة، مشهور.
ولد في رمضان سَنَة ثلاث وثلاثين ومائتين في السنَة الّتي مات فيها يحيى بن معين، وقيل: سَنَة أربع وثلاثين ومائتين، ومات يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الآخرة سَنَة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (15/ 256) ط الرسالة، ولسان الميزان ت أبي غدة (7/ 495) ط. دار المطبوعات الإسلامية، وتراجم رجال الدارقطني في سننه-مقبل الوادعي (ص: 430) ط. دار الآثار بصنعاء، والدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني-أبو الطيب المنصوري (ص: 451) ط. دار الكيان بالسعودية.
[3] هو الإمام الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الإمام، الحافظ، المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله البغدادي، المقرئ، المحدث، من أهل محلة دار القطن ببغداد. ولد: سنة ست وثلاث مائة، هو أخبر بذلك.
وسمع وهو صبي من: أبي القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وخلق كثير. وارتحل في الكهولة إلى الشام ومصر فسمع من ابن حيويه وخلق كثير.
حدث عنه: الحافظ أبو عبد الله الحاكم، والحافظ عبد الغني، وتمام بن محمد الرازي، والفقيه أبو حامد الإسفراييني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وخلق سواهم من البغاددة والدماشقة والمصريين والرحالين.
وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه، والاختلاف، والمغازي، وأيام الناس، وغير ذلك.
قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب (مزكي الأخبار): أبو الحسن صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين، أول ما دخلت بغداد، كان يحضر المجالس وسنه دون الثلاثين، وكان أحد الحفاظ.
قال الذهبي: وهم الحاكم، فإن الحاكم إنما دخل بغداد سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، وسن أبي الحسن خمس وثلاثون سنة. صنف التصانيف، وسار ذكره في الدنيا، وهو أول من صنف القراءات، وعقد لها أبوابا قبل فرش الحروف.
توفي يوم الخميس، لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، وكذا أرخ الخطيب وفاته.
وقال الخطيب في ترجمته: حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، قال: رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (16/ 449).
[4] الشيخ، الصدوق، المعمر، مسند الوقت، عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مهْدي أَبُو عمر الْفَارِسِي الكازروني الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز.
سمع المحاملي، وابن مخلد، وابن عقدة.
حدث عنه: أبو بكر الخطيب، ووثقه، وهبة الله بن الحسين البزاز، ويوسف بن محمد المهرواني، وأحمد بن علي بن أبي عثمان، وأبو القاسم بن البسري، وأبو الحسن الداوودي، وعبد الرحمن بن أبي بكر الطبري، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن العاصمي، وكبير المعتزلة أبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسر، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، والخطيب علي بن محمد بن محمد الأنباري، وأبو عبد الله بن طلحة النعالي، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة أمينا، قال: ومولده في سنة ثماني عشرة وثلاث مائة. مات في رجب، سنة عشر وأربع مئة، وله اثنتان وتسعون سنة.
سير أعلام النبلاء (17/ 221) ط الرسالة، أسماء من عاش ثمانين سنة بعد شيخه للذهبي ت عواد (ص: 55) ط. الريان، العبر في خبر من غبر للذهبي (2/ 218) ط. العلمية، تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 169) ط. العلمية، الوافي بالوفيات (19/ 183) ط. دار إحياء التراث ببيروت، شذرات الذهب (5/ 59) ط. دار ابن كثير.
[5] محمد بْن عَبْد الباقي بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بْن عَبْد اللَّه بْن صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشاعره، وأحد الثّلاثة الّذين خُلِّفُوا: كعب بن مالك الأنصاريّ القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، البغداديّ، الحنبليّ، البزّاز. ويُعرف أبوه بصهر هبة، ويعرف هو بقاضي الْمَرِسْتان.
قال الذهبي: مُسْنِد العراق، بل مُسْنِد الآفاق. وُلِد في عاشر صَفَر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ويقال له النَّصْريّ، لأنّه من محلَّة النّصْريَّة. ويقال له السَّلَميّ، لأنّ كعب بن مالك من بني سَلمَة.
قال ابن الجوزي: وكنا نسأله عن مولده، فقال: أقبلوا على شأنكم فإني سألت القاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا بكر محمد بن علي بن زحر المنقري عن سنه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا أيوب الهاشمي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا إِسْمَاعِيل الترمذي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت البويطي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت الشافعي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، ثم قال لي: ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنه.
قال لنا شيخنا محمد بن عبد الباقي: ووجدت في طريق آخر قيل له: قال: لأنه إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا استهرموه، ثم قال لنا: مولدي في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وذكر لنا أن منجميْن حضرا حين ولدت فأجمعا أن العمر اثنتان وخمسون سنة، قال: وها أنا قد جاوزت التسعين، وأنشدني:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ... سنٍّ ومالٍ ما استطعت ومذهبِ
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ... بممّوهٍ ومكفرٍ ومكذبٍ
وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وأول سماعه الحديث من أبي إسحاق البرمكي في رجب سنة خمس وأربعين حضورا وسمع من أبي الحسن الباقلاني سنة ست وأربعين، وكان آخر من حدث في الدنيا عن أبي إسحاق البرمكي، وأخيه أبي الحسن علي بن عمر، والقاضي أبي الطيب الطبري، وسمع خلقا كثيرا يطول ذكرهم.
وعُمِّرَ حتى ألحق الصغارَ بالكبار. قال ابن ناصر: سمعنا هذه الأجزاء من القاضي أبي بكر من ثلاثين سنة فألحق بنا الصبيان فيها.
روى عنه خلْق لَا يُحْصَوْن، منهم من مات في حياته، ومنهم من تأخّر، منهم: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المَدِينيّ، وابن الجوزيّ، وعبد الله بن المظفَّر بن البوّاب. وآخر من روى عنه بالإجازة المؤيّد الطّوسيّ.
وكان حَسَن الصورة، حُلْو المنطق، مليح المعاشرة، وكان فهما ثبتا، حجة متقنا في علوم كثيرة، متفردا في علم الفرائض،
قال يوما: صليت الجمعة بنهر معلى ثم جلست أنظر الناس يخرجون من الجامع فما رأيت احدا أشتهي أن أكون مثله، وكان يقول: ما أعلم أني ضيعت من عمري ساعة في لهو أو لعب، وما من علم إلا وقد حصلت بعضه أو كله، إلا هذا النحو فإني قليل البضاعة فيه، وكان قد سافر فوقع في أيدي الروم فبقي في أسرهم سنة ونصفا، وقيدوه وجعلوا الغل في عنقه وأرادوه أن ينطق بكلمة الكفر وأن يقول: المسيح ابن الله، قالوا: حتى نفعل ونصنع في حقك، فلم يفعل، وتعلم بينهم الخط الرومي.
وقد تكلم فيه ابن عساكر بكلام فجّ وحش، فقال: كان يُتّهم بمذهب الأوائل، ويُذكر عنه رقَّة دِين.
قال الحافظ: مشهور معمر عالي الإسناد، هو آخر من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستة رجال ثقات مع اتصال السماع على شرط الصحيح، ثم قال: وقال ابن الخشاب: كان مع تفرده بعلم الحساب والفرائض وافتنانه في علوم عدة صدوقا ثبتا في الرواية متحريا فيها. وقد طعن الذهبي في سماع القاضي بجزء الأنصاري وقال: إنما كان حضورا على أبي إسحاق البرمكي وهو في رابع سنة.
وهو كما قال في قدر عمره لكن لا يمتنع أن يكون كان فَهِمًا فَسَمَّعوا له فقد تقدم أنه كان حفظ القرآن وله سبع سنين وعلى هذا يحمل كلام من أطلق من الحفاظ فيه السماع، والله أعلم.
قال ابن السّمعانيّ: ما رأيت أجمع للفنون منه، نَظَر في كلّ علم، وبرع في الحساب والفرائض، وسمعته يقول: تُبِت من كلّ عِلْم تعلَّمته إلّا الحديث وعِلْمه. ورأيته وما تغير من حواسه شيء. وكان يقرأ الخط البعيد الدّقيق. وكان سريع النَّسخ، حَسَن القراءة للحديث.
قال ابن الجوزي: ورأيته بعد ثلاث وتسعين صحيح الحواس لم يتغير منها شيء، ثابت العقل، يقرأ الخط الدقيق من بعد، ودخلنا عليه قبل موته بمديدة، فقال: قد نزلت في أذني مادة وما أسمع (يعني أنه أصيب بالصمم كما قال الحافظ في اللسان)، فقرأ علينا من حديثه وبقي على هذا نحوا من شهرين، ثم زال ذلك، وعاد إلى الصحة، ثم مرض فأوصى أن يعمق قبره زيادة على ما جرت به العادة، وقال: لأنه إذا حفر زيادة على ما جرت به العادة لم يصلوا إلي، وأن يكتب على قبره: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}، ولم يفتر عن قراءة القرآن إلى أن توفي، وهي خاتمة حسنة كما قال ابن السمعاني.
وتوفي يوم الأربعاء قبل الظهر، قيل: ثاني رجب، وقيل: ثالث رجب، وقيل: رابع أو خامس رجب، سنة 535 هـ، وصلي عليه بجامع المنصور، وحضر قاضي القضاة الزينبي، ووجوه الناس، وشيعناه إلى مقبرة باب حرب، ودفن إلى جانب أبيه قريبا من قبر بشر الحافي.
المنتظم لابن الجوزي (18/ 13) ط. العلمية، وتاريخ دمشق لابن عساكر ت. العمروي (54/ 68) ط. دار الفكر، ومعجم ابن عساكر (2/ 953)، والاعتبار لابن منقذ (ص: 178)، والتقييد لابن نقطة ت. الحوت (ص: 82) ط. العلمية، وتاريخ الإسلام ت تدمري (36/ 390) ط. دار الكتاب العربي ببيروت، وسير أعلام النبلاء (20/ 23) ط. الرسالة، وتذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 53) ط. العلمية، ولسان الميزان ت أبي غدة (7/ 271) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، وشذرات الذهب ت. محمود الأرنؤوط (6/ 177) ط. دار ابن كثير، والمقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لبرهان الدين ابن مفلح ت. العثيمين (2/ 443/ رقم 991) ط. الرشد.
[6] الجوهري أبو محمد الحسن بن علي بن محمد، الشيخ، الإمام، المحدث، الصدوق، مسند الآفاق، أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الشيرازي ثم البغدادي، الجوهري، الْمُقَنَّعِيّ.
قال: ولدت في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.
سمع من: أبي بكر القَطِيعِي في سنة ثمان وستين، وأبي عبد الله العسكري، وأبي عمر بن حيويه، وأبي الحسن الدارقطني، وعدد كثير. وحدث عن القطيعي بمسند العشرة، ومسند أهل البيت من (المسند) وبالأجزاء القطيعيات الخمسة، وغير ذلك. وكان آخر من روى في الدنيا عنه بالسماع والإذن. وكان من بحور الرواية. روى الكثير، وأملى مجالس عدة.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة أمينا كثير السماع. وقال السمعاني: شيخ ثقة صالح مكثر أمين.
مات: في سابع ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مائة. قال الذهبي: عاش نيفا وتسعين سنة، وقيل له: المقنعي، لأنه كان يَتَطَيْلَسُ ويَتَحَنَّكُ كالمصريين.
تاريخ بغداد وذيوله (7/ 404) ط العلمية، والأنساب للسمعاني (3/ 421) ط. الهند، وسير أعلام النبلاء (18/ 68) ط. الرسالة.
[7] الإمام، الحافظ، أبو العباس أحمد بن محمد بن أنس البغدادي المعروف بالقِرْبِيطِي.
تنبيه: في الميزان للذهبي والتكميل لابن كثير والموضوعات لابن الجوزي: "القرمطي"،
وفي الكشف الحثيث: "القُرْبَيْطِ "،
وفي الثقات لابن قطلوبغا: "يعرف بابن القرنبطي" فقال المحقق: كذا رَسَمَهَا وضَبَطَها بالنقط ابن العجمي في «ذيل لب اللباب»: (ق87)، وأثبتها الدكتور بشار عواد في نشرته لتاريخ بغداد، ونشرته لتاريخ الإسلام (6/ 278، 493): وعزا ابنُ العجمي ضبطَه هذا لابن الجوزي، ولم أجده في المنتظم. ولا أستطيع أن أجزم الآن بصواب ما في «ذيل لب اللباب» لأنني قد جربت على نسختي منه كثرة الخطأ في النقط ولم يضبطها بالحروف، فالله أعلم.
حدث عن: محمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن زياد سبلان، ووهب بن بقية، وطبقتهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، مع تقدمه، وابنه عبد الرحمن، وابن مخلد العطار، ومحمد بن نوح الجنديسابوري
قال الخطيب: ثقة.
قال ابن مخلد: مات في شوال سنة أربع وستين ومائتين.
قلت: ذكر ابن الجوزي في الموضوعات ت. عبد الرحمن عثمان (1/ 421/ باب ذكر تزويج فاطمة بعلي/ الحديث السادس) ط. المكتبة السلفية بالمدينة، وعنه الذهبي في تلخيص كتاب الموضوعات ت. ياسر بن إبراهيم (ص: 149/ رقم324) ط. الرشد، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ت. صلاح عويضة (1/ 365/ مناقب أهل البيت) ط. العلمية: حديثا من طريق ابن مخلد عنه عن معبد بن عمرو البصري، إلا أنه جعل كنيته (أبا الحسن)، ثم قال: "هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ... وَمَا يتَعَدَّى هَذَا الحَدِيث القرمطي أَو معبدًا أَن يكون أَحدهمَا وَضعه".
وكذا ذكره الذهبي في الميزان والمغني وعنه ابن كثير في التكميل، كلاهما في ترجمة معبد بن عمرو، وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث في ترجمة أحمد القُرْبَيْطِي، قال الذهبي: عن جعفر الضَّبَعي، عن جعفر بن محمد الصادق بخبر كذب في زفاف فاطمة رواه عنه أحمد بن محمد بن أنس القرمطي، وقال وضعه أحدهما، وهو طويل، خرجه ابن بطة، عن محمد بن مخلد، عن القرمطي.
قلت: الظاهر أنه ثقة، والله أعلم، فقد وثقه الخطيب، وكذا الذهبي في السير والتاريخ، وروى عنه ابن سعد مع جلالته وهو من شيوخه، وأبو حاتم مع تقدمه.
وأما ابن أبي حاتم فإنه لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهو إنما يُبَيِّضُ للراوي إذا لم يتبين له حاله للرجوع إليه لاحقا إذا تبين له ذلك، وهذا كما ترى ليس جرحا
وأما تضعيف الذهبي ومن تبعه كابن كثير له واتهامه بالوضع فالذهبي إنما نقل ذلك عن ابن الجوزي ثم نقله عن الذهبي ابن كثير وسبط ابن العجمي والبدر العيني وغيرهم، وأما السيوطي في اللآلئ المصنوعة فإنه لخص كتاب ابن الجوزي، وأما ابن عراق في تنزيه الشريعة فإنه لخص كتابَ السيوطي هذا وذيلَه وغيرَهما، فمصدرهم كلهم واحد وهو ابن الجوزي، وهو لم يجعل الحمل عليه وحده بل جعله إما عليه أو على شيخه معبد بن عمرو فإنه قال: وضعه أحدهما.
وهذا لا يثبت اتهامه بل يرده توثيق الأئمة له، فقد وثقه الخطيب، كما سبق، وقال الذهبي في السير: الإمام الحافظ، وقال في التاريخ: الحافظ أحد الأعلام المجودين، فلا دليل على الجرح، فلم يبق إلا التعديل، والله أعلم.
فتعصيب التهمة بمعبد بن عمرو أولى
وأيضا فلعل ابن الجوزي إنما اتهمه مع معبد بن عمرو بوضع الحديث لتحريف الاسم من "القربيطي" إلى "القرمطي" والقرامطة من فرق الشيعة الباطنية، والحديث المذكور في فضائل فاطمة كالأحاديث التي تضعها الشيعة في فضائل أهل البيت، فتأمل، والله أعلم.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 74/ ترجمة 146) ط. الهند، وتاريخ بغداد ت بشار (6/ 66/ ترجمة 2557) ط. دار الغرب الإسلامي، وسير أعلام النبلاء (13/ 53) ط الرسالة، وتاريخ الإسلام ت تدمري (19/ 57/ رقم44)، ثم كرره ثانية في (20/ 273/ ترجمة241) ط. دار الكتاب العربي، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا-ت. شادي آل نعمان (1/ 488/ ترجمة 609) ط. مركز النعمان، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي ت. صبحي السامرائي (ص: 57/ ترجمة 94) ط. عالم الكتب، ومغاني الأخيار للبدر العيني (3/ 57) ط. العلمية، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لابن عراق ت. عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله الصديق (1/ 32/ رقم184) ط. مكتبة القاهرة.
وذكره بعضهم في ترجمة معبد بن عمرو فانظر: ميزان الاعتدال ت. البجاوي (4/ 141/ ترجمة 8644-معبد بن عمرو) ط. دار المعرفة ببيروت، والمغني في الضعفاء للذهبي ت. عتر (2/ 667/ ترجمة 6330-معبد بن عمرو)، والتكميل في الجرح والتعديل لابن كثير ت. شادي آل نعمان (1/ 84/ ترجمة 71-معبد بن عمرو) ط. مركز النعمان، ولسان الميزان ت أبي غدة (8/ 104/ ترجمة 7824 معبد بن عمرو) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، مصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (1/ 140) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[8] عَمْرو بن محمد بن الحسن البصري الأعسم، يعرف بالزَّمِن.
روى عن سليمان بن أرقم، وعبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري
قلت: روى أيضا عن أبي مسعود الجرار، بمهملتين، كما في مخطوطة "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر ص502" في الشاملة، وهو بهذا الإسناد الذي معنا نفسه (الدارقطني عن محمد بن مخلد عن أحمد بن محمد بن أنس عن عمرو بن محمد بن الحسن) عن أبي مسعود الجرار، إلا أنه تصحف إلى الجزار.
والجرار هذ اسمه: عبد الأعلى بن أبي المساور الزهري مولاهم أبو مسعود الجرار الكوفي نزيل المدائن، كما في تهذيب الكمال (16/ 367) وذكر الحافظ المزي من الراوين عنه: عمرو بنَ محمد بن الحسن الأعسم، وبهذا يتأكد أن الراوي الذي معنا هو الأعسم، والله أعلم.
روى عنه أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي أحاديث كلها موضوعة، قال الدارقطني: منكر الحديث، وقال البرقاني عن الدارقطني: بغدادي كان ضعيفا كثير الوهم، وقال ابن حبان: روى عن الثقات المناكير ويضع أسامي المحدثين، وقال النقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال الخطيب: كان ضعيفا. وقال الحاكم: ساقط، روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في حديثهم منها شيء، وروى عَن عَبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري، عَن أبيه أحاديث موضوعة، وَلا أعلم لعبد الرحمن هذا راويا غيره. وكذا قال أبو نعيم. قال الحافظ: هذا يوهم أن عبد الرحمن لا وجود له، اختلق اسمه الأعسم وليس كذلك. فقد تقدم في ترجمته أن غير الأعسم روى عنه.
لسان الميزان ت أبي غدة (6/ 226/ رقم5837)، مصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (2/ 450) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[9] طَيْسَلَة، بفتح أوله وسكون التحتانية وفتح المهملة وتخفيف اللام، ابن علي البهدلي بموحدة، (ويقال: الهذلي)، اليمامي مقبول من الثالثة قال البرديجي هو ابن مياس وهو لقبُ عليّ، بخ ل.
روى عن ابن عمر وعائشة، وعنه يحيى بن أبي كثير وعكرمة بن عمار وأيوب بن عتبة اليماميون، وأبو معشر البراء، ذكره ابن حبان في الثقات، روى له أبو داود حديثا موقوفا على ابن عمر في أنه نزل الأراك يوم عرفة.
تقريب التهذيب (ص: 284)، وتهذيب الكمال (13/ 467) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (5/ 36) ط. الهند.
[10] عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص الأموي السعيدي القرشي أبو خالد الكوفي نزيل بغداد متروك وكذبه ابن معين وغيره من التاسعة مات سنة سبع ومائتين ت.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 356)، تهذيب الكمال (18/ 107) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (6/ 329) ط. الهند.
[11] عَامر بن يسَاف وَيُقَال: ابن عبد الله بن يسَاف اليمامي عَن يحيى بن أبي كثير وَعنهُ يحيى بن آدم وَالْحسن بن الرّبيع وَجَمَاعَة قَالَ ابن عدي: هُوَ مُنكر الحَدِيث عَن الثِّقَات وَمَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه. قلت: وَقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِهِ بَأْس رجل صَالح. وَقَالَ الْعجلِيّ: يكْتب حَدِيثه وَفِيه ضعف. وَاخْتلف فِيهِ قَول يحيى بن معِين فَقَالَ: ابن البرقي عَنهُ: ثِقَة، وَقَالَ الْعَبَّاس الدوري عَنهُ: لَيْسَ بِشَيْء.
قال أبو معاذ: قول الحافظ: "واختلف فيه قول يحيى بن معين" كأنه ذهول من الحافظ؛ فإنه من المعروف من اصطلاح ابن معين أنه إن وَثَّقَ راو مرة وضعفه أخرى حُمِلَ التوثيق على العدالة والتضعيف على الضبط فلا يكون اختلافا، والله أعلم.
الكامل لابن عدي (6/ 158) ط. العلمية، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ت. القاضي (2/ 72/ ترجمة1768) ط. العلمية، وتاريخ الإسلام ت تدمري (11/ 196) ط. دار الكتاب العربي، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (2/ 361/ ترجمة4084) ط. دار المعرفة بلبنان، وديوان الضعفاء للذهبي ت. حماد الأنصاري (ص: 205/ ترجمة2053) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة، ولسان الميزان ت أبي غدة (4/ 378/ ترجمة4052) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، وتعجيل المنفعة لابن حجر ت. د. إكرام الله إمداد الحق (1/ 708) ط. دار البشائر الإسلامية ببيروت، ومصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (2/ 119) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[12] في السابق واللاحق: "حدثنا"
[13] لم أعرفه، لكن ذكر الشيخُ مقبل في تراجم رجال سنن الدارقطني راويا بهذا الاسم، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وغيره، فلا أدري هل هو الذي معنا أو غيره؟ والأغلب أنه غيره؛ فإن شيوخه وتلاميذه ليس فيهم أحد ممن ذكر في هذا الإسناد، فالله أعلم، وهذه ترجمته ومراجعها للنظر فيها:
إسماعيل بن نصر
روى عن: أبي بكر الهذلي، وزياد بن أبي مسلم أبي عمر العابد.
روى عنه: حاتم بن أحمد بن الحجاج المروزي، وحماد بن زيد.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هذا شيخ قد روى ولم أكتب عنه ولا أرى بحديثه بأسا.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 202/ رقم682) ط. العلمية، تاريخ الإسلام ت. بشار (5/ 33/ رقم35) ط. دار الغرب الإسلامي، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا (2/ 412) ط. مركز النعمان باليمن، وتراجم رجال الدارقطني في سننه-مقبل (ص: 148/ رقم343) ط. دار الآثار بصنعاء.
[14] محمد بن ذكوان البصري الأزدي الجهضمي مولاهم خال ولد حماد بن زيد، ووهم من جعله اثنين، ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، من السابعة، (ق).
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 477)، والكاشف ت. عوامة (2/ 169)، وتهذيب الكمال (25/ 180) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (9/ 156) ط. الهند، والضعفاء الكبير للعقيلي ت قلعجي (4/ 65/ رقم1618) ط العلمية، والكامل لابن عدي (7/ 415/ ترجمة 1675 محمد بن ذكوان) ط. العلمية.
[15] حَوْشَب، بفتح أوله وسكون الواو وفتح المعجمة بعدها موحدة، اثنان كلاهما يروي عن الحسن:
الأول-حَوْشَبْ بن عقيل الجرمي، وقيل: العبدي، أبو دحية البصري، ثقة، من السابعة، (د س ق).
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 184)، والكاشف ت. عوامة (1/ 359)، تهذيب الكمال (7/ 461) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (3/ 65) ط. الهند.
والثاني-حوشب بن مسلم الثقفي أبو بشر مولى الحجاج بن يوسف، كان يبيع الطيالسة، وهو حوشب غير منسوب، صدوق، من السابعة.
قلت: لم يرو له أحد من الستة وإنما ذكروه للتمييز بينه وبين سابقه؛ فإنهما يرويان عن الحسن.
قال أبو داود: كان من كبار أصحاب الحسن، ووثقه ابن سعد في الطبقات، والعجيب أن الذهبي لم يعرفه فقال في الميزان: "لا يُدْرَى من هو"، والأعجب أن الحافظ قد تابعه على ذلك في اللسان، لكن قال في التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي: ليس بذاك.
تقريب التهذيب (1/ 184)، تهذيب الكمال (7/ 464) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (3/ 66) ط. الهند،
وانظر: تاريخ ابن معين-رواية الدوري ت. د. أحمد محمد (4/ 260/ ترجمة 4261) ط. جامعة الملك عبد العزيز، والطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 270) ط دار صادر، والتاريخ الكبير للبخاري (3/ 100/ ترجمة 347) ط. الهند، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 281) ط. الهند، وسؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل ت. العمري (ص: 278/ رقم389) ط. الجامعة الإسلامية، والثقات لابن حبان (6/ 243) ط. الهند، وحلية الأولياء (6/ 197/ ترجمة 370) ط الخانجي ودار الفكر، وميزان الاعتدال ت البجاوي (1/ 622/ رقم 2481) ط. دار المعرفة ببيروت، والأنساب للسمعاني (9/ 117) ط. الهند، ولسان الميزان ت أبي غدة (9/ 292/ رقم 653) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية.
والأشبه أن الثاني هو المراد هنا لأنه غير منسوب، والله أعلم.
[16] الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، بالتحتانية والمهملة، الأنصاري، مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا؛ يعني: قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة، هو رأس أهل الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين (ع)
تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 160)، والكاشف ت. عوامة (1/ 322)، وتهذيب الكمال (6/ 95) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (2/ 263) ط. الهند.
-
الثاني-طريق ابن أبي خالد([1]) (ثقة حجة):
رواه عبد الملك بن عبد ربه أبو إسحاق الطائي عن خلف بن خليفة عن ابن أبي خالد
واختلف عن عبد الملك في وصله وإرساله:
فرواه أحمد في فضائل الصحابة ت. وصي الله عباس (1/ 394/ رقم 599) ط. جامعة أم القرى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قثنا[2] عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّائِيُّ[3] (منكر الحديث) ...
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (42/ 305/ رقم8844/ ترجمة 4933 علي بن أبي طالب http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg) ط. دار الفكر: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو غالب بن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا بشر بن موسى نا إبراهيم بن زياد[4] (شيخ)...
كلاهما (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وإبراهيم بن زياد) قَالَا: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ([5]) (صدوق اختلط)، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَالِدٍ (ثقة حجة)، يَقُولُ: نَظَرَتْ[6] عَائِشَةُ إِلَى النَّبِيِّ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg فَقَالَتْ: يَا سَيِّدَ الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَبُوكِ سَيِّدُ كُهُولِ الْعَرَبِ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ شَبَابِ الْعَرَبِ».
وهذا إسناد ضعيف منقطع: فيه:
- في أحد الطريقين عبد الملك بن عبد ربه الطائي منكر الحديث
- وفي الطريق الآخر إبراهيم بن زياد ضعيف يكتب حديث
- وشيخهما خلف بن خليفة مختلط
فلو اقتصرت عللُه على ذلك لكان حسنا لكنَّ فيه انقطاعا بين إسماعيل بن أبي خالد وعائشة، قال العلائي في جامع التحصيل (ص: 88): قال يحيى بن سعيد القطان: مرسلات إسماعيل بن أبي خالد ليست بشيء.
والفقرة الأولى من الحديث: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ»، لها شواهد صحيحة
وأما باقي الحديث: «وَأَبُوكِ سَيِّدُ كُهُولِ الْعَرَبِ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ شَبَابِ الْعَرَبِ» فليس لها شواهد صحيحة؛ فهي منكرة من حيث كان مخرجها دائر بين هؤلاء الضعفاء وأشباههم.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (30/ 182/ رقم6261/ ترجمة 3398 عبد الله بن عتيق، وهو أبو بكر الصديق http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg) ط. دار الفكر: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب البغدادي ببغداد إملاء، نا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، نا خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيسا قال: نَظَرَتْ عائشةُ إلى رسول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg فقالت: يا سيد العرب فقال رسول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: "أنا سيد ولد آدم وأبوك سيد كهول العرب وعلي سيد شباب العرب".
فذكر الواسطة بين إسماعيل ابن أبي خالد وعائشة.
وهذا إسناد منكر أيضا: وليس ثمت حاجة إلى الترجيح بين الوصل والإرسال، فعبد الملك الطائي موجود في الطريقين وهو منكر الحديث وشيخه خلف بن خليفة اختلط بأخرة كما سبق.
_______________________
([1]) إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وأربعين ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 107)، الكاشف ت. عوامة (1/ 245)، وتهذيب الكمال (3/ 69) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (1/ 291) ط. الهند.
[2] (قثنا): اختصار: "قال حدثنا"
[3] عبد الملك بن عبد ربه الطائي، عن خلف بن خليفة، وَغيره. منكر الحديث. وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع وله عن شعيب بن صفوان، انتهى. وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. والظاهر أنه غير الذي يروي عن الوليد بن مسلم فإن ابن حبان قال فيه: يروي عن شريك وعنه السراج.
الثقات لابن حبان (8/ 390) ط. الهند، وديوان الضعفاء للذهبي ت. حماد الأنصاري (ص: 258) ط. النهضة، وتاريخ الإسلام ت تدمري (18/ 335) ط. دار الكتاب العربي، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (2/ 658) ط. دار المعرفة ببيروت، ولسان الميزان ت. أبي غدة (5/ 268) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، ومصباح الأريب للعنسي (2/ 285) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[4] إِبْرَاهِيم بْن زياد أَبُو إِسْحَاق الخياط سمع شريك بن عَبْد اللَّهِ النخعي، وإبراهيم بْن سعد الزهري، وَالفرج بْن فضالة، وأبا عوانة، وسَوَّار بْن مصعب، وغيرهم. روى عنه: الْحَسَن بْن سلام السواق، وبشر بْن مُوسَى الأسدي.
سكت عنه البخاري، وقَالَ ابْن أَبِي حاتم: كتب عنه أَبِي ببغداد، وسئل عنه، فَقَالَ: شيخ.
التاريخ الكبير للبخاري (1/ 286/ ترجمة 921) ط. الهند، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 101) ط. الهند، وتاريخ بغداد ت. بشار (6/ 593/ ترجمة 3066) ط. دار الغرب الإسلامي، ومشتبه أسامي المحدثين لأبي الفضل الهروي ت. الفاريابي (ص: 59) ط. الرشد، والثقات لابن حبان (8/ 72/ ترجمة 279) ط. الهند، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا ت. شادي آل نعمان (2/ 186) ط. مركز النعمان للبحوث، صنعاء-اليمن، والمعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري-أكرم الفالوجي (1/ 20) ط.الدار الأثرية بالأردن.
([5]) خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد الكوفي نزل واسط ثم بغداد صدوق اختلط في الآخر وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين على الصحيح، بخ م 4.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 194)، الكاشف ت. عوامة (1/ 374)، وتهذيب الكمال (8/ 284) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (3/ 150) ط. الهند.
[6] عند ابن عساكر بلفظ: بلغني أن عائشة نظرت ...
-
الثامن-حديث عبادة بن الصامت
رواه الحاكم في المستدرك ت. مصطفى عبد القادر عطا (1/ 83/ رقم 82/ ك: الإيمان) ط. العلمية: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ([1]) (صدوق)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي([2]) (ثقة)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ([3]) (ثقة)، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ([4]) (لين)، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ([5]) (ثقة)، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى([6])(مجهول)، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ...» وقال: هذا حديث كبير في الصفات والرؤية صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.
ضعيف جدا: فيه فضيل بن سليمان وهو ضعيف لين الحديث
وإسحاق بن يحيى بن الوليد ابن أخي عبادة بن الصامت، ويقال: ابن عبادة بن الصامت، قال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
كما أنه لم يدرك عبادة بن الصامت فروايته عنه مرسله كما في الكاشف للذهبي والتهذيب للحافظ، وقال في التقريب: أرسل عن عبادة وهو مجهول الحال.
فالحاصل أن هذا الإسناد فيه راوٍ ضعيفٌ وآخر مجهول، كما أنه منقطع، فكيف يكون صحيحا؟! فضلا عن أن يكون على شرط الشيخين!!
_____________________
([1]) هو محمد بن عبد الله بن عمرويه أبو عبد الله ويقال أبو بكر الصفار البغدادي المعروف بابن عَلَم.
([2]) هو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم أبو إسحاق الأزدي مولى آل جرير بن حازم من أهل البصرة
([3]) هو محمد بن أبي بكر بن على بن عطاء بن مقدم مولى ثقيف
([4]) هو فضيل بن سليمان النميري أبو سليمان
([5]) هو موسى بن عقبة بن أبي عياش، الإِمَامُ الثِّقَةُ الكَبِيْرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ، مَوْلاَهُم الأسدي، المطرفي، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. وَيُقَالُ: بَلْ مَوْلَى الصّحَابِيَّةِ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ الأُمَوِيَّةِ زَوْجَةِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ بَصِيْراً بِالمَغَازِي النَّبويَّةِ، أَلَّفَهَا فِي مُجَلَّدٍ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَنَّفَ فِي ذَلِكَ.
([6]) إسحاق بن يحيى بن الوليد ابن أخي عبادة بن الصامت
-
رواه أحمد (1/ 193/ رقم 15) ط. الرسالة، وابن حبان ( الإحسان/ بلبان/ الأرنؤوط/ 14/ 393/ رقم 6476/ ك: التاريخ، باب: ذكر وصف قوله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: "وأول شافع وأول مشفع") ط. الرسالة، والبزار ت. محفوظ الرحمن (1/ 149/ رقم 76) مؤسسة علوم القرآن-بيروت، والضياء في المختارة ت. دهيش (1/ 120- 121/ رقم 38- 39) ط. دار خضر، وابن أبي عاصم في السنة مع ظلال الجنة للألباني (2/ 349/ رقم 751/ ب 159 ما ذكر عن النبي http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg أنه قال: من أول من يرد عليه حوضه) و(2/ 381/ رقم 812/ ب 167) ط. المكتب الإسلامي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (2/ 438/ 1539/ ك. أشراط الساعة/ حديث في الشفاعة) ط. إدارة ترجمان السنة، والخطيب في تاريخ بغداد ت. بشار (3/ 305/ ترجمة 881 محمد بن يزيد بن سنان بن الذيَّال) ط. دار الغرب الإسلامي، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (3/ 528/ رقم 5109/ ترجمة 462 الحسن بن عمرو بن سيف العبدي) ط. الرشد.
جميعا من طريق أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ([1]) (صدوق اختلط)، ثنا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ([2]) (ثقة)، عَنْ وَالانَ الْعَدَوِيِّ([3]) (ثقة غير مشهور)، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: أصبحَ رَسُولُ اللَّهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg ذات يوم... فذكر حديث الشفاعة الطويل وفيه: «فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلا فَخْرَ».
ضعيف: رواه عن أبي نعامة: النضرُ بن شُمَيل (ثقة)، وروح بن عبادة (ثقة)، والحسن بن عمرو العبدي (كذاب)،
وقد اختلف عن أبي هنيدة:
- فرواه أبو نعامة عنه بالإسناد السابق عن حذيفة عن أبي بكر
- ورواه الجُرَيْرِي([4]) (ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين)، عن أبي هنيدة فأسنده عن حذيفة عن النبي http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg ولم يذكر فيه أبا بكر.
قال الدارقطني: والان غير مشهور إلا في هذا الحديث والحديث غير ثابت([5]).
قلت: روي من طريق أخرى عن حذيفة مرفوعا رواه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث عن زوائد الحارث (2/ 870/ رقم 931/ ك: علامات النبوة، باب: في فضله)، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان ثنا سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن عبد الله بن غالب عن حذيفة قال: قال رسول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: «أنا سيد الناس يوم القيامة»
وهذا إسناد ضعيف جدا: فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك
_____________________________
([1]) هو عَمْرُو بْنُ عِيسَى بن سويد بن هُبَيْرة العدوي أبو نعامة البصري، صدوق اختلط من السابعة م قد تم ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 425)، والكاشف ت. عوامة (2/ 85)، وتهذيب الكمال (22/ 180) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (8/ 87) ط. الهند.
([2]) الْبَرَاءُ بْن نَوْفَلٍ أَبُو هُنَيْدَةَ روى عَنْ ابن عمر وعن وَالانَ، روى عَنْهُ أَبُو نعامة وسُلَيْمَان التيمي، ويقال اسمه حريث بْن مالك.
قال يحيى بن معين: بصري ثقة، وقال ابن سعد: كان معروفًا قليل الحديث.
انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 168) ط العلمية، والأسامي والكنى للإمام أحمد ت. الجديع (ص51/ رقم104) ط. دار الأقصى، والتاريخ الكبير للبخاري (2/ 118) ط. الهند، والكنى والأسماء للإمام مسلم ت. القشقري (2/ 896/ رقم3631) ط. الجامعة الإسلامية، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 399) ط. الهند، الثقات لابن حبان (6/ 110) ط. الهند.
([3]) روى ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 9/ 43) عن ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول والان بن قرفة بصري ثقة
([4]) هو سعيد بن إياس الجُريري بضم الجيم أبو مسعود البصري
([5]) العلل للدارقطني (1/ 191) ت. محفوظ الرحمن، والعلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي (2/ 922/ رقم 1539)
-
رواه الطبراني في الكبير ت. السلفي (3/ 90/ رقم 2749) ط. مكتبة ابن تيمية، وأبو نعيم في الحلية (1/ 63/ ترجمة 4 علي بن أبي طالب) ط. الخانجي ودار الفكر: كلاهما من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُوا لِي سَيِّدَ الْعَرَبِ»، يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟
فَقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ»،
فَلَمَّا جَاءَ أَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَأَتَوْهُ،
فَقَالَ لَهُمْ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا؟»
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ،
قَالَ: «هَذَا عَلِيٌّ فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّي، وَأَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِي، فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي بِالَّذِي قُلْتُ لَكُمْ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
منكر: فيه إسحاق بن إبراهيم الصيني متروك
وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن ت. دهيش (2/ 479/ رقم2484) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة ودار خضر ببيروت، وقال: حديث منكر. والزركشي في التذكرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 162/ الباب الخامس في الفضائل/ الحديث الرابع) ط. العلمية.
وقد اختلف عن قيس بن الربيع:
فرواه الصيني كما عنه عن ليث بن أبي سليم كما سبق
ورواه حسين الأشقر عنه عن زبيد ، رواه أبو نعيم في الحلية (5/ 38/ ترجمة 286 زبيد بن الحارث الأيامي) ط. الخانجي ودار الفكر: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِي، ثنا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحُسَيْنِ[1] بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَنَسُ، إِنَّ عَلِيًّا سَيِّدُ الْعَرَبِ»
فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟
قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ»
قال أبو نعيم: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ زُبَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ قَيْسٌ.
وذكره الزركشي في اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة (ص: 162/ الباب الخامس في الفضائل/ الحديث الرابع) ط. العلمية، ولم يعلق عليه بشيء.
______________________________ __
[1] هكذا في المطبوع والصواب: الحسن
-
الحادي عشر-حديث سلمة بن كهيل
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 90/ ترجمة 5776 عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله أبو الطيب الخوميني) ط العلمية...
وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 211/ رقم341/ ك. الفضائل والمثالب، ب. فضل علي بن أبي طالب) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور: أَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ...
كلاهما (الخطيب البغدادي (أخبرني)، وأحمد بن علي (أخبرنا)) كل بصيغته عن الْخُومِينِيُّ[1] (صدوق)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمود الفقيه- أبو محمّد السماك- حدّثنا أحمد بن خالد الحروري، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيُّ- عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: مر عليّ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ- فَقَالَ لَهَا: «إِذَا سَرَّكِ أَنْ تَنْظُرِي إِلَى سَيِّدِ الْعَرَبِ فَانْظُرِي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ فَقَالَ: «أَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ، وَسَيِّدُ الْمُتَّقِينَ، إِذَا سَرَّكِ أَنْ تَنْظُرِي إِلَى سَيِّدِ الْعَرَبِ فَانْظُرِي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»
موضوع: قال ابن الجوزي هَذَا حَدِيثٌ لا أَصْلَ لَهُ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَدْ كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ وَارَةَ وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بالْمَقْلُوبَات ِ.
______________________________ _
فالحاصل مما سبق
أن قوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ».
روي من عدة طرق
منها ما هو:
= صحيح: وهو حديث (أنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع) http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgما
= حسن: وهو حديث جابر http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg (الطريق الثاني).
= ضعيف لكنَّ ضعفَه غيرُ شديد: يعني أنه يصلح في الشواهد والمتابعات وهو حديث (ابن عباس وعبد الله بن سلام) http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgم.
= ضعيف ضعفا شديدا: لا يصلح للاعتبار وهو حديث (أبي بكر الصديق، وحذيفة، وجابر بن عبد الله (الطريق الأول)، وأبو سعيد الخدري، وعبادة بن الصامت، وعائشة، والحسن بن علي، وسلمة بن كهيل) http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgم
فهو صحيح
______________________________ ________
وقد وقع عند البخاري ومسلم بدون قوله: «ولا فخر»
فرواه البخاري (2/ 453/ ك: أحاديث الأنبياء، ب: قول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/10/2.jpg: http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/316.jpgإِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌhttp://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/319.jpg [نوح: 1] إلى آخر السورة، رقم 3340، 3361، 4712)، ومسلم (1/ 184/ / ك: الإيمان، ب. أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم 327)، من حديث أبي هريرة بلفظ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ».
____________________________
[1] عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله، أبو الطيب الخوميني الرازي
قدم علينا وهو شاب فكان يسمع معنا، ويكتب عن مشايخنا، وَحَدَّثَنِي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ السماك الرازي وغيره، وكان صدوقا. تاريخ بغداد ط العلمية (11/ 90)
تم ولله الحمد
-
45- نهيه عن التفضيل بين الأنبياء وعن تفضيله عليهم([1]).
46- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تفضلوا بين الأنبياء»،
47- وقوله: «لا تفضلوني على يونس بن متى»([2]).
يشير إلى عدة أحاديث منها ما رواه البخاري (2/ 179/ ك 44 الخصومات، ب 1 ما يُذْكَرُ في الإشخاصِ والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي/ أرقام 2412، 3398، 4638، 6916، 6917، 7427) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1845/ رقم 2374/ ك 43 الفضائل، ب 42 من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم) ط. الحلبي.
ولفظ البخاري:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَبَا القَاسِمِ ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: «مَنْ؟»، قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: «ادْعُوهُ»، فَقَالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟»، قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ، قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى».
وأخرجاه أيضا من حديث أبي هريرة: البخاري (2/ 480/ رقم 3414/ ك 60 أحاديث الأنبياء، ب 35 قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 139]) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1843/ رقم 2373/ ك 43 الفضائل، ب 42 من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم،) ط. الحلبي
بلفظ: «لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ».
وروى البخاري (2/ 473/ أرقام 3395، 3413، 4630، 7539/ ك 60 الأنبياء، ب 24 قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9]، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1846/ رقم 2377/ ك 43 الفضائل، ب 43 في ذكر يونس عليه السلام) ط. الحلبي، من حديث قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ، يَعْنِي -ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى». وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ
فائدة: وجه الجمع بين قوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ»، وقوله: «لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى»، وفي لفظ «مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ» أَيْ مَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ فِي النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، ذَلِكَ أَنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ مَعْنًى وَاحِدٌ، لَا تَفَاضُلَ فِيهَا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين َ، وَإِنَّمَا التَّفَاضُلُ فِي تَفْضِيلِ اللَّهِ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَمَا يَحْدُثُ لَهُمْ مِنَ الْأَحْوَالِ الَّتِي تُبَيِّنُ شَرَفُهُمْ وَفَضْلُهُمْ عِنْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وأما تَخْصِيصِهِ يُونُسَ عليه السلام بِتَسْمِيَتِهِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ يُونُسَ أَوْصَافًا يَسْبِقُ إِلَى الْأَوْهَامِ انْحِطَاطُهُ فِي الدَّرَجَةِ وَانْخِفَاضُهُ فِي الْمَنْزِلَةِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87]، وَقَالَ {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الصافات: 140]، وَقَالَ {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}[الصافات: 142]، وَقَالَ {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم: 49]، فَحَفِظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَوْضِعَ الْفِتْنَةِ مِنْ أَوْهَامِ بَعْضِ مَنْ يَسْبِقُ إِلَيْهَا مِنْهُ أَنَّ هَذِهِ الْأَوْصَافَ جَرَحَتْ فِي نُبُوَّتِهِ، أَوْ أَخَلَّتْ بِرِسَالَتِهِ، أَوْ قَدَحَتْ فِي الِاصْطِفَاءِ الْقَدِيمِ مِنْهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، أَوْ حَطَّتْ مِنْ رُتْبَتِهِ، أَوْ أَوْهَنَتْ قُوَى عِصْمَتِهِ، فَأَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم أَنَّ يونسَ عليه السلام مَعَ مَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى به مِنْ هَذِهِ الْأَوْصَافِ نَبِيُّهُ الْكَرِيمُ، وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى، وَهُوَ مَعَ هَذِهِ الْأَوْصَافِ لَيْسَ بِأَدْوَنَ دَرَجَةً مِنِّي فِي النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ مَعَ أَنِّي سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً مِنه وَأَقْرَبُهُمْ وَسِيلَةً إِلَيْهِ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَكْرَمُ مُشَفَّعٍ إِلَى سَائِرِ فَضَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي وَصَفَهَا، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ لَهُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى صلى الله عليه وسلم وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ.
_____________________________
([1]) التحفة 1/ 27.
([2]) النهاية 1/ 35، وحاشية الشبراملسي على النهاية 1/ 35.
-
48- قول المصنف: "صلى الله وسلم عليه" كان ينبغي: (وعلى آله) لأنها مستحبة عليهم بالنص([1]).
يشير إلى الأحاديث التي فيها صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مضموما إليها الصلاة على آله أيضا فمن ذلك:
ما رواه البخاري (2/ 467/ ك 60 أحاديث الأنبياء، ب 10) طرفاه (4797، 6357) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 305/ رقم 406/ ك 4 الصلاة، ب 16 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد) ط. الحلبي:
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَقَالَ: أَلاَ أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَأَهْدِهَا لِي، فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" هذا لفظ البخاري.
___________________
([1]) التحفة 1/ 27.
-
49- قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]،
أي لا أُذْكَر إلا وتُذكر معي كما في صحيح ابن حبان([1]).
رواه ابن حبان في صحيحه كما في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للألباني مع ترتيب ابن بلبان (5/ 269/ رقم 3373/ ك 11 الزكاة، ب 11 ذِكْرُ الإخبار عن إباحة تَعداد النِّعم للمنعِم على المنعَمِ عليه في الدنيا) ط. دار باوزير بالسعودية، وأبو يعلى في مسنده ت. حسين سليم (2/ 522/ رقم 1380) ط. دار المأمون للتراث، وابن جرير في تفسيره ت: التركي (24/ 494-495) ط. هجر، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ت. الطحان (2/ 70/ رقم1211/ ب. ما يبتديء به المستملي من القول) ط. مكتبة المعارف بالرياض، والعلائي في إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة ت: الزهراني (1/ 58/ رقم 4) ط. مكتبة العلوم والحكم:
كلهم من طريق أبي السَّمْحِ درَّاج (ضعيف)، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ لَكَ: كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي».
وهو في تفسير ابن أبي حاتم ت. أسعد الطيب (10/ 3445/ رقم 19393) ط. الباز، بدون إسناد؛ لأن سورة الشرح من القسم المفقود من تفسير ابن أبي حاتم الذي جمعه المحقق من عدة كتب (انظر مقدمة محقق تفسير ابن أبي حاتم 1/ 11- 12)
وهذه الكتب التي نقل عنها المحقق ربما ذكرتْ إسناده وربما لم تذكره، وهنا لم تذكره، لكن قَرَنَهُ السيوطي في الدر المنثور ت. التركي (15/ 498- 499) ط. هجر بأبي يعلى وابن جرير وابن حبان مما يدل على أن إسنادَه عنده كإسنادِهم، لأن الأصل في التخريج ذِكْرُ مَنْ خَرَّجَ الحديث من طريقٍ واحدٍ معا، ولا يُذْكَرُ غيرُهم ممن خرَّجَ الحديث مِنْ طرق أخرى إلا مع التنبيه على ذلك كما هو معلوم. والله الموفق.
وزاد السيوطي في تخريجه فنسبه أيضا إلى ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل.
ضعيف: آفته درَّاجٌ أبو السمح فإن حديثَه عن أبي الهيثم ضعيف.
______________________
وقد جاء نحوه عن مجاهد بإسناد صحيح مقطوع:
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ت. الجمعة واللحيدان (11/ 23/ رقم 32222/ ك 29 الفضائل، ب 1 ما أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم) ط. الرشد، والشافعي في الرسالة ت. شاكر (ص13/ رقم33) ط. الحلبي، وهو في مسنده بترتيب سنجر وتحقيق ماهر الفحل (239/ رقم 166/ ك 2 الصلاة، ب 18 في الأذان وكيفيته وقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}) ط. غراس، ومن طريقه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ت. الطحان (2/ 70/ رقم1212/ ب. ما يبتديء به المستملي من القول) ط. مكتبة المعارف بالرياض، والبيهقي في أحكام القرآن للشافعي (1/ 58) ط. العلمية، وفي الكبرى (3/ 296/ رقم5771/ ك. الجمعة، ب 44 ما يستدل به على وجوب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة)، (9/ 481/ رقم19178/ ك. الضحايا، ب 26 الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة) ط. العلمية، وفي الدلائل ت. قلعجي (7/ 63/ ب. فتور الوحي) ط. العلمية، وفي مناقب الشافعي ت. صقر (1/ 423/ ب. ما يؤثر عنه في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق) ط. دار التراث بالقاهرة، وفي المعرفة ت. قلعجي (1/ 104/ رقم28) ط. دار الوعي وغيرها، وفي الخلافيات ت. النحال (4/ 48/ رقم2810/ ك. الجمعة، م165) ط. الروضة،
ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ت. الألباني (ص86/ رقم 103) ط. المكتب الإسلامي، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ت. العزازي (2/ 254/ رقم 933/ ب: آداب التدريس) ط. دار ابن الجوزي:
كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي نَجِيح عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالى: {وَرَفَعْناَ لَكَ ذِكْرَكَ} قَالَ: «لاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي وهِي أشْهَد أنْ لاَ إله إلا اللَّه وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رسُولُ اللَّه».
وفي بعض طرقه بلفظ: عَنْ مُجَاهِدٍ {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف: 44]، يُقَالُ: «مِمَّنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: مِنَ الْعَرَبِ، فَيُقَالُ: مِنْ أَيْ الْعَرَبِ؟ فَيَقُولُ: مِنْ قُرَيْشٍ، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]، لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»
قال الشيخ الألباني رحمه الله: إسناده مرسل صحيح، والقائل: "لا أُذْكَرُ ..." هو الله جل وعلا، والمخاطَبُ هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فهو حديث قدسي مرسل([2]).
______________________________
([1]) المغني 1/ 95، والنهاية 1/ 36.
([2]) فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ص86
-
50- الخامس – الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أول كل دعاء وآخره
لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوني كقَدَحِ الراكب[1] اجعلوني في أول كل دعاء وفي وسَطه وفي آخره»
ضعيف جدا: مداره على موسى بن عُبيدة الرَّبَذيِّ[2] وهو ضعيف، وقد اختلف عنه فرواه:
1= سفيانُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ (ضعيف)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ([3]) (ثقة)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به مرفوعا
أخرجه هكذا عبد الرزاق في المصنف ت. الأعظمي (2/ 215/ رقم 3117/ ك: الصلاة، ب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ط. المجلس العلمي بالهند، ومن طريقه الطبراني كما في جلاء الأفهام لابن القيم ت. النشيري (ص97/ رقم 103) ط. المجمع، ومن طريق أخرى عن الثوري رواه القضاعي في مسند الشهاب[4] ت. السلفي (2/ 89/ رقم 944) ط. الرسالة، وذكرَهُ الديلمي في فردوس الأخبار ت. الزمرلي والبغدادي (5/ 204/ رقم7614) ط. دار الكتاب العربي.
2= الدراوردي عن موسى بن عُبيدة به، كما في العلل للدارقطني ت. الدباسي (7/ 353-354/ رقم 3239) ط. الريان.
وخالفهما جَمْعٌ من الثقات وهم:
1) وكيع
2) وزيدُ بنُ الحباب
3) وجعفر بن عون
4) وأبو عاصم ابن أبي عاصم
5) وعبيد الله بن موسى
فرووه عن مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ (ضعيف)، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ[5] (منكر الحديث)، وَكَانَ جَدُّهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ ، به مرفوعا
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 137/ رقم 1476/ الخامس عشر من شعب الإيمان وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره) ط. الرشد، وعبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده ت. مصطفى العدوي (2/ 191/ رقم 1130) ط. بلنسية، والبزار كما في كشف الأستار للهيثمي ت. الأعظمي (4/ 45/ رقم 3156/ ب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ط. الرسالة، وابن أبي عاصم في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ت. السلفي (ص55/ رقم 71) ط. دار المأمون بدمشق، ولكنه قال: (محمد بن عبيدة) بدل (موسى بن عبيدة)، والعقيلي في الضعفاء ت. قلعجي (1/ 61/ ترجمة 57 إبراهيم بن محمد بن الحارث التيمي) ط. العلمية، وقال: فذكر الحديث ولا يتابع عليه، وابن حبان في المجروحين ت. زايد (2/ 236) ط. دار المعرفة ببيروت.
ورواية وكيع ومَنْ معه هي الصواب كما قال الدارقطني([6]).
فالحديث ضعيف جدا: لضعف موسى بن عبيدة، والاختلاف عليه، وشيخه إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التيمي ضعيف منكر الحديث.
ولفظه: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ مَاءً ثُمَّ يَضَعُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ فِي مَعَالِيقِهِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ جَاءَ إِلَى الْقَدَحِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ شَرِبَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ تَوَضَّأَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ أَهْرَاقَهُ، وَلَكِنِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ». وفي لفظ: «اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ».
_______________________
[1] قَدَح الراكب: بفتح القاف والدال: آنية معروفة تروي الرجلين والثلاثة، والراكب إذا أراد أن يضع رحله وضع كل شيء ثم وضع قدحه آخر شيء بعد فراغه من رحاله ووضعه في آخرة رحله خلف ظهره فالمراد بالنهي عن التشبيه بالقدح: ألا يُؤَخَّرَ في الذكر فيجعله في آخر الدعاء، بل ينبغي أن يبدأ بالصلاة علية صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء ووسطه وآخره.
[2] موسى بن عُبَيْدَةَ، بضم أوله، بن نَشِيط، بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة، الرَّبَذي، بفتح الراء والموحدة ثم معجمة، أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ت ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 552)، الكاشف ت. عوامة (2/ 306)، وتهذيب الكمال (29/ 104) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (10/ 356) ط. الهند.
([3]) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بْن تيم بْن مره القرشي التَّيْمِيّ من ثقات التابعين، قال الحافظ: من ثقات التابعين، قال أحمد بن حنبل في حديثه شيء يروي مناكير أو قال أحاديثه منكرة قلت (القائل: ابن حجر): وثقة الناس واحتج به الشيخان وقفز القنطرة.
[4] سقط منه عن أبيه.
[5] إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن خَالِد التيمي،
قال البخاري: لم يثبت حديثه، روى عَنْهُ مُوسَى بْن عُبَيْدة، ضعف لذلك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث لم يثبت حديثه، وقال ابن حبان: مُنكر الْحَدِيث وَلَا أعلم لَهُ رَاوِيا إِلَّا مُوسَى بْن عُبَيْدَة الربذي ومُوسَى لَيْسَ بِشَيْء فِي الْحَدِيث وَلَا أَدْرِي البلية فِي أَحَادِيثه والتخليط فِي رِوَايَته مِنْهُ أَوْ من مُوسَى وَمن أَيهمَا كَانَ فَهُوَ وَمَا لَمْ ير وسيان.
التاريخ الكبير للبخاري (1/ 320/ ترجمة 1003) ط. الهند، والضعفاء الصغير للبخاري ت. زايد (ص 17، رقم 6) ط. دار المعرفة ببيروت، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 125/ ترجمة 388) ط. العلمية، بيان خطا البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم ت. المعلمي اليماني (1/ 144/ رقم 674) ط. الهند، والمجروحين لابن حبان ت. زايد (1/ 108) ط. دار المعرفة ببيروت، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ت. القاضي (1/ 49/ رقم 109) ط. العلمية، والمغني في الضعفاء للذهبي ت. عتر (1/ 23/ رقم 153)،
([6]) العلل للدارقطني (7/ 354) ت. محمد بن صالح بن محمد الدباسي، ط. مؤسسة الريان
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
51- وَعِبَارَةُ الْبُدُورِ السَّافِرَةِ نَصُّهَا: ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ إلَى الْجَبَّارِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدْ مَاتَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ وَهُوَ أَعْلَمُ: فَمَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيت أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَبَقِيت أَنَا، فَيَقُولُ: أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي خَلَقْتُك لِمَا رَأَيْت، فَمُتْ فَيَمُوتُ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ طَوَى السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ وَقَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَيَقُولُ لِنَفْسِهِ: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ انْتَهَى([1]).
ضعيف جدا: وهو جزء من حديث الصور الطويل المشهور، وهو مُلَفَّقٌ مِنْ عدة أحاديث، جمعها إسماعيل بن رافع قاصُّ أهل المدينة وساقها سياقا واحدا.
وهذا النص في كتاب البدور السافرة في أحوال الآخرة للسيوطي ت. محمد حسن إسماعيل (ص67/ رقم1/ ب. انقراض الدنيا والنفخ في الصور) ط. العلمية، مع اختلاف يسير في اللفظ
ومدارُه على إسماعيل بن رافع([2]) قاصِّ أهلِ المدينة وهو ضعيف وقد اختلف عليه اختلافا كثيرا:
= فروي تارة عن إسماعيلَ بنِ رافع (ضعيف)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (مجهول)، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ (مجهول)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ (مجهول)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
وهذا إسناد ضعيف جدا فيه إسماعيل بن رافع ضعيف، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي نزيل مصر مجهول الحال، وفيه رجلان من الأنصار مجهولان جهالة عين.
رواه هكذا إسحاق بن راهويه في مسنده ت. البلوشي (1/ 84/ رقم 10) مكتبة الإيمان بالمدينة، وابن جرير الطبري في تفسيره ت. التركي (20/ 256) ط. هجر، إلا إنه قال: (عن يزيد) والصواب: (عن محمد بن يزيد) كما في باقي الطرق
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ (ضعيف)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ (مجهول)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
فأسقط الرجلين المجهولين.
وهذا إسناد ضعيف جدا أيضا لضعف إسماعيل بن رافع وجهالة حال محمد بن يزيد.
رواه هكذا أبو الشيخ في العظمة ت. رضاء الله المباركفوري (3/ 821/ رقم 386/ صفة إسرافيل عليه السلام وما وكل به) ط. دار العاصمة بالرياض.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيل بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن أبي زياد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
فأسقط أحد الأنصاريين المجهولين وهو الأول وأبقى الثاني
وهذا إسناد ضعيف جدا لضعف إسماعيل بن رافع وجهالة حال محمد بن أبي زياد وجهالة عين الأنصاري الذي بين محمد بن كعب وأبي هريرة
رواه هكذا أبو الشيخ في العظمة ت. المباركفوري (3/ 838/ رقم 387/ صفة إسرافيل عليه السلام وما وكل به) ط. دار العاصمة.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيل بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وهذا عكس سابقه يعني أنه أسقط الأنصاري الثاني وأبقى الأول
رواه هكذا البيهقي في البعث والنشور ت. حيدر (ص336/ رقم 609/ حديث الصور) ط. مركز الخدمات والأبحاث الثقافية بلبنان، وابن جرير في تفسيره ت. التركي (3/ 611) ط. هجر، وقال أيضا عن يزيد بن أبي زياد والصواب محمد بن يزيد.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيلِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا به
فأسقط الأنصاريين المجهولين وأسقط معهم محمد بن كعب أيضا.
رواه هكذا أبو الشيخ في العظمة ت. المباركفوري (3/ 839/ رقم 388/ صفة إسرافيل عليه السلام وما وكل به) ط. دار العاصمة.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
فأسقط الأنصاريين المجهوليين ومحمدَ بنَ يزيد بن أبي زياد.
رواه هكذا اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ت. الغامدي (2/ 247/ رقم 365/ سياق ما ورد في كتاب الله من الآيات مما فسر أو دل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق) ط. دار طيبة.
فكل طرقه ضعيفة مع الاضطراب الشديد
______________________________ _____
([1]) حاشية الشبراملسي على النهاية 1/ 35.
([2]) هو أبو رافع إسماعيل بن رافع بن عويمر أو ابن أبي عويمر الأنصاري المدني (ضعيف الحفظ)
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
52- عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها»([1]).
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 43/ رقم 73/ ك 3 العلم، ب 15 الاغتباط في العلم والحكمة/ أطرافه: 1409، 7141، 7316)، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 559/ رقم 816، ك 6 صلاة المسافرين وقصرها، ب 47 فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه).
ولفظ البخاري: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا».
____________________________
([1]) المغني 1/ 97.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
53- وعن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله تعالى عنه: «فوالله لَأَنْ يَهْدِيَ الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْرِ النَّعَم»([1]).
صحيح متفق عليه: رواه البخاري ط. السلفية (2/ 344/ ك 56 الجهاد والسير، ب 102 دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام والنبوة/ أطرافه: 2942، 3009، 3701، 4210)، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1872/ رقم 2406/ ك 44 فضائل الصحابة، ب 4 من فضائل علي بن أبي طالب) ط. دار إحياء التراث العربي.
ولفظ البخاري: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟»، فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ».
___________________
([1]) المغني 1/ 98، النجم الوهاج 1/ 196.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
54- وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه لا يَنقُصُ ذلك من أجورهم شيئا ...»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2060/ رقم 2674/ ك: العلم، ب: مَن سنَّ سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة) ط. دار إحياء الكتب العربية.
ولفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»
_______________________
([1]) المغني 1/ 98.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
55- وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ ...»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (3/ 1255/ رقم 1631/ ك 25 الوصية، ب 3 ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته) ط. الحلبي.
ولفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»
______________________________ __
([1]) المغني 1/ 98، النجم الوهاج 1/ 196.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
56- وعن أبي هريرة أيضا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكرَ الله وما والاه وعالِما ومتعلما»([1]).
حسن: رواه الترمذي ت. بشار (4/ 151/ رقم 2322/ ك: أبواب الزهد، ب 14 باب منه) ط. دار الغرب الإسلامي، وقال: حسن غريب، وابن ماجه ت. الأرناؤط (5/ 231/ رقم 4112/ ك: أبواب الزهد، ب: مثل الدنيا) ط. الرسالة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 137/ رقم 135، باب قوله صلى الله عليه وسلم: العالم والمتعلم شريكان) ط. دار ابن الجوزي، والعقيلي في الضعفاء ت. قلعجي (2/ 326/ ترجمة 917 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي) ط. العلمية، وقال: وَلَا يُتَابِعُهُ إِلَّا مَنْ هُوَ دُونَهُ أَوْ مِثْلُهُ.
كلهم من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ (صدوق)، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ ضَمْرَةَ (ثقة)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ اللهِ وَمَا وَالاَهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ».
وهذا إسناد حسن
لكنه خولف عند البيهقي في الشعب (3/ 228/ رقم 1580/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم/ فصل في فضل العلم وشرف مقداره)، فرواه عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، ... به.
وهذا بيان الاختلاف في إسناده
= قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ (ثقة)، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ (صدوق)، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ([2]) (صدوق)... به
وقال الترمذي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ([3]) (صدوق ربما أخطأ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ (صدوق) ... به
فتابَعَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ (صدوق ربما أخطأ)، وأَسَدُ بْنُ مُوسَى أبا خُلَيْدٍ الدِّمَشْقِيَّ (صدوق) على هذه الرواية عن ابن ثوبان عن عطاء
= وأما عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ (ثقة)، شيخ ابن ماجه، فقد تابعه سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ([4]) (متروك)، عند ابن عبد البر في بيان فضل العلم؛ فرواه عن عُتْبَةَ بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ ... به،
ولكن سليمان هذا ضعيف بل متروك؛ فالتعويل ليس عليه بل الترجيح بكون الراوي عن عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيِّ روايةَ ابن ثوبان عن عطاء هو الإمام الحافظ ابن ماجه صاحب السنن، ومُخَالِفُهُ الذي رواها عن ابن ثوبان عن أبيه عن عطاء هو هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ وهو صدوق؛ فلا يُعارَضُ به ابنُ ماجه.
فروايةُ ابنِ ماجه محفوظة ورواية هلالِ بنِ العلاء شاذة، والخطأُ إما منه أو ممن دونه من الرواة.
ورواية هلال عند البيهقي في الشعب قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ (ثقة)، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ (النجاد صَدُوق إِمَام قَالَ أحْمَد بن عَبْدَان: لَا يدْخل فِي الصَّحِيح)، حدثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ (صدوق)، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ الْعَطَّارُ (ثقة)، حدثنا أَبُو خُلَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ (صدوق)، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ (صدوق)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ ... به
وقد اختلف عن ابن ثوبان أيضا
______________________________ ______
([1]) المغني 1/ 98.
([2]) روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا وهو هذا الحديث
([3]) هو علي بن ثابت الجزري أبو أحمد ويقال أبو الحسن مولى العباس بن محمد الهاشمي
([4]) هو أبو محمد، سليمان بن أحمد بن محمد، الحرشي، وقيل: الجرشي، وقيل: الجرمي، الواسطي، من التاسعة أو العاشرة، صاحب عجائب وغرائب، وقد تركوه، وقال البخاري: " فيه نظر ".
يتبع
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
وقد اختلف عن ابن ثوبان أيضا
= فرواه ابن ماجه قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ (ثقة)، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ (صدوق)، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (صدوق)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ([1]) (صدوق)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ به مرفوعا.
= وخالف يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ فرواه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مُتَعَلِّمَ خَيْرٍ، أَوْ مُعَلِّمَهُ» فجعله من قول كعب.
رواه ابن أبي شيبة ت. الجمعة واللحيدان (12/ 385/ رقم 36341/ ك: الزهد، ب: جامع كلام أقوام في الزهد) ط. الرشد، والدارمي ت. حسين سليم (1/ 350/ رقم 331/ ب: في فضل العلم والعالم) ط. دار المغني.
قال الدارقطني: وهو وهم([2]).
= وخالف أيضا أبو المُطَرِّف الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ الْوَاسِطِيُّ فرواه عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَفَعَهُ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا أَمْرًا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ نَهْيًا عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ ذِكْرَ اللَّهِ»، وفي لفظ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا عَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ، وَذِكْرُ اللَّهَ، وَمَا وَالَاهُ»
رواه باللفظ الأول البزار ت. محفوظ الرحمن (5/ 144/ رقم 1736) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، وباللفظ الثاني الطبراني في الأوسط ت. طارق عوض الله والحسيني (4/ 236/ رقم 4072) ط. دار الحرمين، وفي مسند الشاميين ت. السلفي (1/ 107/ رقم 163) ط. الرسالة.
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانِ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْمُغِيرَةِ بْنَ الْمُطَرِّفِ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ.
وقال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ إِلَّا أَبُو الْمُطَرِّفِ، تَفَرَّدَ بِهِ: بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ " وَرَوَى غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقال الدارقطني: لا يصح([3]). وقال أيضا: وَهَذَا إِسْنَادٌ مَقْلُوبٌ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
ورَواه خالِد بن يَزيد العَدَوي، عَن الثَّوري، عَن عَطاء بن قُرَّة، عَن عَبد الله بن ضَمرَة، عَن أَبي هُريرة، عَن النَّبي صلى الله عليه وسلم ولَم يُتابَع خالِد على هَذا القَول([4]).
فالحاصل أن طريق ابن ماجه هو المحفوظ وإسناده حسن، وما خالفه فشاذ.
____________________________
([1]) روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا وهو هذا الحديث
([2]) العلل للدارقطني (5/ 295/ رقم 2117) ت. الدباسي
([3]) العلل للدارقطني (5/ 295/ رقم 2117)
([4]) العلل للدارقطني (2/ 321/ رقم 735) ت. الدباسي
يتبع
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
وله شواهد:
أحدها من حديث محمد بن المنكدر (مرسلا)، و(موصولا) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه،
وثان عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفا،
وثالث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا.
فأما حديث محمد بن المنكدر فرواه موصولا ابن الأعرابي في المعجم ت. عبد المحسن (2/ 502/ رقم 977) و(2/ 547/ رقم 1069) ط. دار ابن الجوزي، والبيهقي في الشعب ت. الندوي (13/ 109/ رقم 10031/ الحادي والسبعون من شعب الإيمان وهو باب في الزهد وقصر الأمل) ط. الرشد: من طريقين: أحدهما من طريق الطبراني، والآخر من طريق ابن الأعرابي، وأبو نعيم في الحلية (3/ 157) و(7/ 90) ط. الخانجي، والكلاباذي في بحر الفوائد (ص156) ط. العلمية.
كلهم من طريق سُفْيَانِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
وقد اختلف عن الثوري:
= فرواه عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ عنه بهذا الإسناد
= ورواه مهرانُ([1]) حدثنا سفيانُ عن محمدِ بنِ المنكدرِ عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ...فذكره، رواه أبو طاهر المُخَلِّص في المُخَلِّصِيَّا ت ت. نبيل جرار (3/ 324/ رقم 519) ط. دار النوادر.
قال الدارقطني: كلاهما غير محفوظ.
= ورواه مرسلا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ... فذكره، رواه أبو داود في المراسيل ت. الأرنؤوط (ص343/ رقم 502/ ب 108 ما جاء في سب الدنيا) ط. الرسالة، وأحمد في الزهد ت. شاهين (ص27/ رقم 154) ط. العلمية.
قلت: فالمرسل هو المحفوظ.
وأما حديث أبي الدرداء فرواه أحمد في الزهد ت. شاهين (ص112/ رقم 732) ط. العلمية، وابْنُ الْمُبَارَكِ في الزهد ت. الأعظمي (1/ 191/ رقم 543) ط. الرسالة، ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ت. الزهيري (1/ 134/ رقم134) ط. دار ابن الجوزي.
جميعا من طريق ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا أَدَّى إِلَيْهِ، وَالْعَالِمُ، وَالْمُتَعَلِّم ُ فِي الْخَيْرِ شَرِيكَانِ، وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِمْ»
رواه هكذا عن ابن المبارك الحافظُ عبدُ الله بن عثمان الملقب بـ (عبدان)([2])
وخالفه عبدُ الملك بن حبيب المصيصي فرواه عن ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا([3])
ولا يصح؛ لأن المصيصي ضعيف،
وقد خالفه عبدان وهو حافظ ثقة،
وتابع عبدانَ على روايته عن ابن المبارك هكذا الحسينُ المروزيُّ([4])؛
فتبين شذوذُ روايته عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وأن المحفوظ روايته عن أبي الدرداء موقوفا.
وهذه الرواية مُعَلَّةٌ بالانقطاع بين خالد بن معدان وأبي الدرداء، ففي ترجمة خالد بن معدان من تهذيب الكمال: روى عن أبي الدرداء ولم يذكر سماعا. وفي التهذيب: قال أحمد: لم يسمع من أبي الدرداء.
فتبين مما سبق أن هذا الطريق روي عن أبي الدرداء موقوفا وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا، والمحفوظُ عن أبي الدرداء موقوفا، والآخر شاذ، وهذا الطريق المحفوظُ ضعيف منقطع. والحديث حسن بالطريق الأولى وحدها، والله أعلم.
______________________________ ________
([1]) هو مهران بْن أَبي عُمَر الرازي
([2]) جامع بيان العلم وفضله 1/ 134/ رقم 134.
([3]) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/ 133/ رقم133.
([4]) انظر الزهد لابن المبارك ص185/ رقم 543 ت. حبيب الرحمن الأعظمي، ط. دار الكتب العلمية
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
وقد ذكر بعض الإخوة -جزاه الله خيرا- متابعات وشواهد أخرى رأيت أن أنقلها هنا كما رقمها بتمامها تتميما للفائدة
والله الموفق
قال: لحديث أبي الدرداء متابعات، فـ:
1) في مصنف ابن أبي شيبة (عوامة) (19/ 180، رقم: 35735)
حَدَّثَنَا عَفَّانُ [بن مسلم، ثقة ثبت], قَالَ :
حدَّثَنَا وُهَيْبٌ [بن خالد، ثقة ثبت لكنه تغير قليلا بأخرة]، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [ثقة فقيه إمام في المغازي]، قَالَ :
حَدَّثَنِي بِلاَلُ بْنُ سَعْدٍ الْكِنْدِيِّ [ثقة عابد فاضل]،
عَنْ أَبِيهِ [له صحبةٌ، الإصابة (3/ 41، رقم: 3138)]،
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ كَانَ إذَا ذَكَرَ الدُّنْيَا ، قَالَ : إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا.
وفي الزهد لابن أبي الدنيا (ص: 155، رقم: 334):
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ [أبو حاتم الرازي]، قَالَ:
ثنا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ [ثقة ثبت]، قَالَ:
ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ [ثقة]،
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ ...،
عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ تَعَالَى
ومن طريق ابن أبي الدنيا البيهقي في شعب الإيمان (13/ 197، رقم: 10178): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا... فذكره.
وهذا سند صحيح إن شاء الله تعالى.
2) وفي الزهد لأبي داود (ص: 200، رقم: 222):
نا ابْنُ السَّرْحِ [ثقة]، قَالَ:
أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ثقة حافظ عابد]،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ [صدوق له أوهام]،
عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ [صدوق]،
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ [ثقة جليل]،
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: الدُّنْيَا مَلْعُونَةُ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، أَوْ آوَى إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ [ذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له هو والحاكم] يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ.
فهذا سندٌ حسنٌ.
3) في الزهد لابن أبي عاصم (ص: 62، رقم: 127)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا خِدَاشُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ مِشْكَمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ»
وهو في مسند الشاميين للطبراني (1/ 353، رقم: 612):
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السَّمَيْدَعِ الْأَنْطَاكِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَارِيَةَ الْعَكَّاوِيُّ قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، ثنا خِدَاشُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةُ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 55، رقم: 10) بعد ذكره حديث الطبراني: (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ)، وكذا الدمياطي في المتجر الرابح (ص: 678، رقم: 2065): قال: (خرج الطبراني بإسناد لا بأس به).
والذي في مجمع الزوائد (10/ 222): (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ خِدَاشُ بْنُ الْمُهَاجِرِ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ).
وخداش هذا قال فيه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 391، رقم: 1792): (روى عن سعيد بن أبي عروبة، روى عنه سليمان بن شرحبيل وموسى بن أيوب النصيبي.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: شيخ مجهول، أرى حديثه مستقيما).
ويعني بالجهالة: جهالة الحال، لا العين.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 650، رقم: 2497): (لا يعرف، لكن الحديث مستقيم).
وزاد الحافظ في لسان الميزان ت أبي غدة (3/ 354): (وذكره أبو الفتح الأزدي في الضعفاء)، لكن الأزدي غير موثوق به كما هو معروف من حاله.
وذكره ابن قطلوبغا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (4/ 141، رقم: 3538)
وروى عنه غيرهما: يحيى بن سعيد القطان، كما في الترغيب في فضائل الأعمال لابن شاهين ط: ابن الجوزي (ص: 192، رقم: 159).
ووصفه المزي في تهذيب الكمال (23/ 578) بـ(الأنطاكي).
وهناك روايات عن أبي الدرداء، لا يذكر فيها: (الدنيا ملعونة) ولا (ملعون ما فيها) كلفظ: (ليس منّي إلاّ عالم أو متعلّم، وهمج لا خير فيه)،
وفي حلية الأولياء (1/ 212): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: " النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَالِمٌ، وَمُتَعَلِّمٌ، وَالثَّالِثُ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ "، وربما وقف هذا اللفظ على خالد بن معدان، كما في بغية الطلب فى تاريخ حلب (7/ 3108) بسنده إليه.
ونحوها من الألفاظ، كـ: (لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: منصتٍ واعٍ، أو متكلمٍ عالم)، و(مالي أرى علماءكم يذهبون وأرى جهالكم لا يتعلمون! تعلموا، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس).
فهي متابعات مفيدة في هذا الباب.
وكذا ما ورد في
المتفق والمفترق (3/ 1453، رقم: 846)، تجريد الأسماء والكنى المذكورة في كتاب المتفق والمفترق (2/ 26): أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال وجدت في كتاب جدي القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بخط يده حدثنا أحمد بن القاسم أبو جعفر الجوهري حدثنا عبد الله بن المبارك الخراساني [شيخ ليس بالمعروف] حدثنا أبو عوانة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مني إلا عالم أو متعلم أو همج لا خير فيه.
وقال الحافظ في لسان الميزان ت أبي غدة (4/ 551): (والحديث منكر بهذا السند).
ويبقى النظر في شواهد هذا الحديث:
كرواية أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذا العلم قبل أن يُقْبض، وقبضه أن يرفع، وجمع بين إصبعيه: الوسطى، والتى تلى الإبهام هكذا، ثم قال: العالم والمتعلم شريكان في الخير، ولا خير في سائر الناس رواه ابن ماجه، قال المنذري: (وهو قريب المعنى من قوله: الدنيا ملعونة معلون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً).
ورواية أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: مُسْتَمِعٌ وَاعٍ أَوْ عَالِمٌ نَاطِقٌ ".
ورواية ابن عمر: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا النَّاسُ عَالِمٌ، أَوْ مُسْتَمِعٌ، وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ»، وفي لفظ: (ليس مني إلا عالم أو متعلم)
ورواية أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: (إنه لا خير في العيش إلا لعالم ناطق أو مستمع واع ...)
ونحوها
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
57- عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»([1]).
حسن أو صحيح وضعفه المتقدمون: روي من حديث أنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وأبي بن كعب، وعلي بن أبي طالب، وهاك تفصيل طرقهم.
حديث أنس بن مالك1
روي عنه من طرق كثيرة وقفت منها على سبعة عشر طريقا
الطريق الأول- محمد بن سيرين عن أنس
رواه ابن ماجه ت. الأرنؤوط (1/ 151/ رقم 224/ في المقدمة: أبواب السنة، ب 17: فضل العلماء والحث على طلب العلم) ط. الرسالة، والبزار في البحر الزخار ت. عادل سعد (13/ 240/ رقم6746) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت. أسد (5/ 223/ رقم2837) ط. دار المأمون بدمشق، والطبراني في الأوسط (1/ 7/ رقم9) ط. دار الحرمين، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 38/ رقم30) ط. دار ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 59/ رقم64/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور.
كلهم من طرق عن حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ([2]) (متروك واهي الحديث)، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ([3]) (صدوق يخطيء)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»،
زاد ابن ماجه «وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ»
وهذا إسناد ضعيف جدا: فإن حفص بن سليمان رأس في القراءة وهو صاحب القراءة المشهورة (حفص عن عاصم) التي يقرأ بها العالم الإسلامي أكثره الآن، ولكنه واهي الحديث متروك وكذبه بعضهم؛ فطريقه هذا ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار.
يتبع
____________________
([1]) النجم الوهاج 1/ 196.
([2]) حفص بن سُلَيْمان الأسدي أبو عُمَر البزاز الكوفي الْقَارِئ، ويُقال له: الغاضري، ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أَبي داود صاحب عاصم بن أَبي النجود في القراءة وابن امرأته وكان معه في دار واحدة. وقِيلَ في نسبه: حفص بن سُلَيْمان بن المغيرة، من الثامنة، مات سنة ثمانين وله تسعون، ت عس ق. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 172/ رقم 1405) ط. دار الرشيد-حلب.
([3]) كثير بن شِنْظِير -بكسر المعجمتين وسكون النون- المازني أبو قرة البصري، صدوق يخطىء، من السادسة خ م د ت ق. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 459/ رقم 5614).
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الثاني- ثابت البُناني عن أنس
روي من طرق عن ثابت:
الأول- حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ (ضعيف منكر الحديث جدا)، حدثنا ثَابِتٌ([1]) (ثقة عابد)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي (3/ 195/ رقم1545/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (4/ 39/ رقم5378/ ترجمة 499 حسان بن سياه الأزرق) ط. الرشد، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت. الزهيري (1/ 25، 26/ رقم17، 18/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. دار ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 59/ رقم66/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور.
زاد ابن عبد البر في الموضع الأول: «وطالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر»
وهذا إسناد منكر: فيه حسان بنَ سِيَاهٍ أبو سهل الأزرق، قال فيه ابن حبان: "منكر الحديث جدا" المجروحين ت. السلفي (1/ 330/ ترجمة 277) ط. الصميعي، روى له ابن عدي في الكامل (4/ 37- 40) واحدا وعشرين حديثا منكرا (أرقام5367- 5389) منها هذا الحديث ثم قال: وهذه أحاديث عن ثابت عن أنس عامَّتُها لا يرويها عن ثابت غيرُ حَسَّانَ بنِ سِيَاهٍ ... له أحاديث غير ما ذكرته وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه ا.هـ
قلت: فهذه الطريق من باب الضعف الشديد فلا تصلح للاعتبار
___________________________
الثاني- سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبِّيُّ([2]) (سيء الحفظ)، عن ثابت:
رواه ابن عبد البر في العلم ت. الزهيري (1/ 23، 24/ رقم15، 16/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. دار ابن الجوزي، قال: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ الْحَافِظِ (ثقة)، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ الْمَغْرِبِيَّ([3]) (ثقة ضابط)، حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ([4]) (ثقة)،
ح
وَأنا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ بِمِصْرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِ يُّ([5]) (ثقة)،
قَالَا جَمِيعًا: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ (صدوق ربما أخطأ)، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ([6]) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبِّيُّ (سيء الحفظ)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَلَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
ومن طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 69/ رقم65/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم).
وهذا إسناد يحتمل التحسين
______________________________ _
الثالث- حماد بن سلمة عن ثابت
ذكره البزار في البحر الزخار ت. محفوظ الرحمن (1/ 172/ رقم 94) ط. مؤسسة علوم القرآن ببيروت، وقال: حَدِيثٌ رُوِيَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ» هَذَا كَذِبٌ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ فَأَمَّا مَا يُذْكَرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ». فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَكُلُّ مَا يُرْوَى فِيهَا عَنْ أَنَسٍ، فَغَيْرُ صَحِيحٍ.
______________________________ __
([1]) ثابت بن أسلم البُنَاني -بضم الموحدة ونونين [مخففين]- أبو محمد البصري ثقة عابد من الرابعة مات سنة بضع وعشرين وله ست وثمانون ع. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 132/ رقم 810).
([2]) هو سليمان بن قرم بفتح القاف وسكون الراء ابن معاذ أبو داود البصري النحوي ومنهم من ينسبه إلى جده سيء الحفظ يتشيع من السابعة خت د ت س. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 253/ رقم 2600).
([3]) هو أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق أبو بكر البغدادي المقرىء البزاز صاحب أبي بكر بن مجاهد
([4]) هو عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ وسليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، وَعَبد الله، يُكَنَّى أبا بكر
([5]) هو عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن محمد بْن هارون، أبو القاسم السَّمَرْقَنْدي ّ، ثمّ التِّنِّيسيَّ، انظر الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا (6/ 180/ رقم6346) ت. شادي آل نعمان، ط. مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية
([6]) هو يَحْيَى بن حَسَّان بن حيان التنيسي البكري، أَبُو زكريا البَصْرِيّ، سكن تنيس، فنسب إليها
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الثالث- إبراهيم النخعي([1]) عن أنس
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي (3/ 195/ رقم1546/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، والبزار في البحر الزخار ت. محفوظ الرحمن (14/ 45/ رقم7478) ط. مؤسسة علوم القرآن ببيروت، وابن الأعرابي في المعجم ت. الحسيني (3/ 879/ رقم1832) ط. ابن الجوزي، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (1/ 132/ رقم73/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) ط. دار البشائر الإسلامية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت. الزهيري (1/ 33/ رقم25/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 67/ رقم61/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور.
كلهم من طريق حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ([2]) (ثقة)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (ثقة يرسل كثيرا)، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فريضة على كل مسلم».
ورواه عن حماد اثنان:
1= إبراهيم بن سَلَّام وهو مجهول، قال في الميزان (1/ 150): إبراهيم بن سَلَّام، عن حماد بن أبي سليمان، ضعفه الأزدي، وهو مُقِلٌّ، بل لا يعرف إلا بما رواه البزار: حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو عاصم، عن إبراهيم بن سلام، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي عن أنس مرفوعاً: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
قال البزار: لا نعرف عنه راويا سوى أبي عاصم.
___________________________
2= عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ، وهو مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أحاديثه مقلوبة.
قلت: فهذا إسناد ضعيف جدا في الأول مجهول العين وفي الثاني متروك، كما أنه منقطع بين إبراهيم وأنس فإبراهيم لم يسمع من أنس شيئا.
______________________________
([1]) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيرا، من الخامسة، مات سنة ست وتسعين وهو ابن خمسين أونحوها، ع. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص95/ ترجمة 270) ط. الرشيد.
([2]) هو حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي، فقيه صدوق له أوهام، من الخامسة، ورمي بالإرجاء، مات سنة عشرين أو قبلها، بخ م 4. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص178/ ترجمة 1500) ط. الرشيد.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الرابع- قتادة عن أنس
رواه أبو يعلى في مسنده ت. أسد (5/ 283/ رقم2903) ط. دار المأمون بدمشق، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ به مرفوعا
وهذا إسناد ضعيف جدا: لجهالة الراوي عن قتادة
ثم رأيت ابن الجوزي رواه مُصَرِّحًا (في الظاهر) بالرجل المجهول الراوي عن قتادة فقال في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 58/ رقم63/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور، فقال: أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ على بن الفتح، وأنا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّا قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ الأبنوسي قال حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ شَمْعُونَ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وِشَاحٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عمر بن شاهين
قالا أنا أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ الدَّمَشْقِيُّ قَالَ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْحَنَاجِرِ قَالَ نا موسى بن داؤد قَالَ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ به.
فهذا ظاهره أن حمادَ بنَ سلمة في هذا الإسناد هو المجهول في الإسناد الأول، وليس هذا صحيحا، بل هو غيره؛ لأن حماد بن سلمة ليس شاميًّا، بل بصريا. قاله محقق (جامع بيان العلم وفضله)، فتأمل، والله أعلم.
وإسناد ابن الجوزي ضعيف: فيه موسى بن داؤد قال ابن الجوزي: مجهول.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الخامس- سليمان أبو عاتكة([1]) عن أنس
رواه البيهقي في المدخل ت. الأعظمي (1/ 292/ ب: العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله)، وفي الشعب (3/ 193/ رقم1543/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 28- 30/ رقم20، 21، 22/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم")، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (6/ 385/ رقم9489)،
كلهم من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو عَاتِكَةَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».
ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 620/ رقم778) من طريق حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا طريف بن سلمان أبو عاتكة قال: سمعت أنس بن مالك به.
وهذا إسناد منكر: أبو عاتكة طريف بن سليمان منكر الحديث.
قال أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
وقال الذهبي: هو صاحب حديث: «اطلبوا العلم ولو بالصين»، وهو بالكنية أشهر.
قال العقيلي: "لا يُحْفَظُ: «ولو بالصين» إلا عن أبي عاتكة وهو متروك الحديث،
و«فريضة على كل مسلم» الرواية فيها لين أيضا ، متقاربة في الضعف في طلب العلم".
وقال البيهقي في المدخل: "هَذَا حَدِيثٌ مَتْنُهُ مَشْهُورٌ، وَأَسَانِيدُهُ ضَعِيفَةٌ، لَا أَعْرِفُ لَهُ إِسْنَادًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْحَدِيثُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ". وقال في الشعب: "وَقَدْ رُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ كُلُّهَا ضَعِيفٌ".
وفي ذخيرة الحفاظ([2]): "حَدِيث: «اطْلُبُوا الْعلم وَلَو بالصين؛ فَإِن طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم»، رَوَاهُ طريف بن سلمَان أَبُو عَاتِكَة عَن أنس. وطريف مُنكر الحَدِيث، قَالَه البُخَارِيّ.
وَرَوَاهُ أَحْمد بن عبد الله الجويباري: عَن الْفضل بن مُوسَى، عَن - مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة. وَهَذَا بَاطِل، والجويباري كَذَّاب. وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من رِوَايَة الْحسن بن عَطِيَّة، عَن أبي عَاتِكَة، عَن أنس".
__________________________
([1]) أبو عاتكة البصري أو الكوفي اسمه طريف بن سلمان أو بالعكس، ضعيف وبالغ السليماني فيه، من الخامسة، ت. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 653).
([2]) ذخيرة الحفاظ المخرَّج على الحروف والألفاظ لمحمد بن طاهر المقدسي (1/ 416/ رقم543) . ت. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، ط. دار السلف ودار الدعوة.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق السادس- المثنى بن دينار عن أنس
رواه ابن الأعرابي في المعجم ت. الحسيني (3/ 985/ رقم2095) ط. ابن الجوزي، والقضاعي([1]) في مسند الشهاب ت. السلفي (1/ 136/ رقم175) ط. الرسالة، والعقيلي في الضعفاء ت. قلعجي (4/ 249/ رقم 1845 ترجمة مثنى بن دينار الجهضمي) ط. العلمية، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 57/ رقم60/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة.
جميعا من طريق حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثنا الْمُثَنَّى بْنُ دِينَارٍ الجَهْضَمِي، عَنْ أَنَسٍ به
إسناده ضعيف جدا: فيه حجاج بن نصير متروك الحديث
والمثنى بن دينار ضعيف، وقال العقيلي: في حديثه نظر.
____________________________
([1]) هو القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق السابع- عاصم الأحول([1]) عن أنس
رواه الطبراني في الأوسط ت. عوض الله (2/ 289/ رقم2008) ط الحرمين، وفي الصغير ت. شكور (1/ 36/ رقم22) ط المكتب الإسلامي.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حَبِيبٍ([2]) الْبَيْرُوتِيُّ (مجهول الحال)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى([3]) (صدوق له أوهام)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَاشِمِيُّ([4]) (يعتبر به)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ (صدوق له أوهام)، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ (ثقة)، عَنْ أَنَسٍ به.
ثم قال: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ ،
وَلَا عَنِ الْحَكَمِ إِلَّا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ
تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ الْمُصَفَّى.
إسناده ضعيف: لكن يصلح للاعتبار
_____________________
([1]) هو عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا [يحيى بن سعيد] القطان فكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة أربعين، ع. تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 285/ رقم 3060) ط. الرشيد.
([2]) هو أحمد بن بشر بن حبيب بن زيد أبو عبد الله التميمي المؤدب البيروتي الصوري، قال ابن عساكر قدم دمشق وحدث بها عن جماعة، وحدث عنه جماعة.
حدث عن: محمد بن المصفى، وعبد الحميد بن بكار، وصفوان بن صالح، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وغيرهم.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في " معاجمه "، وأبو عمر بن فضالة، وجمح بن القاسم، وابن عدي ولم يذكره في " كامله "، وغيرهم.
تاريخ دمشق لابن عساكر ت. العمروي (71/ 42/ رقم 9561) ط دار الفكر، ومختصر تاريخ دمشق - ابن منظور - ت النحاس ومراد والحافظ (3/ 28/ رقم 42) ط. دار الفكر، وتاريخ الإسلام ت تدمري (22/ 41/ رقم 8) ط دار الكتاب العربي، إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني – المنصوري (ص: 97) ط دار الكيان بالرياض.
([3]) هو محمد بن مُصَفَّى بن بُهْلُولٍ، أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرّجل الصّالح، صدوق له أوهام، وكان يدلس، من العاشرة مات سنة ست وأربعين د س ق. تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 507).
([4]) هو عباس بن إسماعيل بن حَمَّاد البغدادي، مولى بني هاشم. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن أبي الوليد، ومسلم، وأقرانهما. حدثنا عنه ابن قتيبة. يُغْرِب. قال ابن قطلوبغا: قال مسلمة بن قاسم: عباس بن إسماعيل المعروف بالمُعَلِّم، مولى بني هاشم، دمشقي ثقة. وبهذا نظن أنه الذي بعده، وقد ذكر ابن عثمان بعده بتراجم. الثقات لابن حبان (8/ 514) ط دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة – ابن قطلوبغا (5/ 448/ رقم 5626) ت آل نعمان.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الثامن- زياد بن ميمون([1]) عن أنس
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي (3/ 194/ رقم1544/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، والطبراني في الأوسط ت عوض الله (3/ 57/ رقم2462) و(8/ 347/ 8833) ط دار الحرمين، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت أسد (7/ 96/ رقم4035) ط دار المأمون، والكلاباذي في بحر الفوائد (ص: 327) العلمية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 31- 32/ رقم23، 24/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط ابن الجوزي، وأبو طاهر المُخَلِّصِ في المُخَلِّصِيَّا ت ت جرار (4/ 439/ رقم 779) ط النوادر، وأبو نعيم في الحلية (8/ 323) ط دار الفكر، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 60/ رقم67/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط لاهور.
كلهم من طرق عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
وثمت زيادة عند البيهقي وابن عبد البر بلفظ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَاللَّهُ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ»
موضوع: زياد بن ميمون وضاع،
قال الليث بن عبدة: سمعت ابن معين يقول: زياد بن ميمون ليس يسوى قليلا ولا كثيرا. وقال - مرة: ليس بشئ.
وقال يزيد بن هارون: كان كذابا.
وقال البخاري: تركوه.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو داود: أتيته فقال: أستغفر الله وضعت هذه الأحاديث.
وقال بشر بن عمر الزهراني: سألت زياد بن ميمون أبا عمار عن حديث لأنس، فقال: أَحَسِبُونِي كنت يهوديا أو نصرانيا، قد رجعت عما كنت أحدث به عن أنس، لم أسمع من أنس شيئا.
وقال الحسن بن علي الخلال: سمعت يزيد بن هارون -وذكر زياد بن ميمون- فقال: حلفت ألا أروى عنه شيئا، سألته عن حديث، فحدثني به عن بكر بن عبد الله، ثم عدت إليه فحدثني به عن مؤرق، ثم عدت إليه فحدثني به عن الحسن.
وقال محمود بن غيلان: قلت لأبي داود[2]: قد أكثرت عن عباد بن منصور، فما لك لم تسمع منه حديث العطارة الذي رواه النضر بن شميل لنا؟ قال: اسكت! فأنا لقيت زيادَ بنَ ميمون، وعبدُ الرحمن بن مهدي، فسألناه فقلنا: هذه الأحاديث التي يرويها عن أنس! فقال: أرأيتما من تاب أليس يتوب الله عليه؟ قلنا: نعم.
قلت: فزياد بن ميمون وضاع ولم يسمع من أنس شيئا، فهذا الطريق موضوع.
______________________
([1]) هو زياد بن ميمون الثقفي الفاكهى، ويقال له زياد أبو عمار البصري، وزياد بن أبي عمار، وزياد بن أبي حسان. يدلسونه لئلا يعرف في الحال.
انظر التاريخ الكبير للبخاري (3/ 370/ رقم 1252) ط. دائرة المعارف العثمانية، والضعفاء الصغير للبخاري ت زايد (ص: 64/ ترجمة 124) ط. دار المعرفة بلبنان، والكنى والأسماء للإمام مسلم ت عبد الرحيم القشقري (1/ 587/ رقم 2394) ط الجامعة الإسلامية، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 544/ رقم 2458) ط. دائرة المعارف العثمانية، والضعفاء والمتروكون للنسائي [مطبوع مع الضعفاء الصغير للبخاري] ت زايد (ص: 181/ رقم 222)، وكتاب المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 305) ط دار المعرفة بلبنان، والكامل لابن عدي (4/ 127/ رقم 686) ط. العلمية.
[2] هو الطيالسي كما في الجرح والتعديل.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق التاسع - الزهري عن أنس
رواه الطبراني في الأوسط ت عوض الله (8/ 195/ رقم8381) ط دار الحرمين، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 37/ رقم29/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم")، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 68/ رقم64/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم).
جميعا من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
رواه عن الزهري اثنان:
1= سفيان بن عيينة
رواه ابن عبد البر قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ نا مَسْلَمَةُ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْقَلَانِي ُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
موضوع: فيه يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْقَلَانِي ُّ، قال الذهبي: كذاب.
تنبيه: قوله: "يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ " لعله خطأ والصواب (محمد بن يوسف)؛ لأنه الذي يروي عن ابن عيينة وليس في تلامذة ابن عيينة مَنِ اسمه (يوسف بن محمد) ونزل الشام و(فريابي) غيره كما أنه صرح هنا أنه حدثهم ببيت المقدس والفريابي كان يسكن (قيسارية) من ساحل فلسطين.
فائدة: فِرْيَاب بلدة من بلاد الترك.
وهو: محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي -بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة- نزيل قيسارية من ساحل الشام. ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق.
2= يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية والطبراني في الأوسط كلاهما من طريق أَبِي تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ (صدوق ربما وهم)، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ (مقبول)، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (صدوق في روايته عن الشاميين)، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ (أحد الأثبات عن الزهري)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
إسناده ضعيف: لضعف المعافى بن عمران لكنه يصلح للاعتبار.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق العاشر- إِسْحَاق بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رواه الطبراني في مسند الشاميين ت السلفي (3/ 202/ رقم2084) ط. الرسالة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 35/ رقم27/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. ابن الجوزي، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (1/ 132/ رقم72/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) ط دار البشائر، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 62/ رقم73/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية-باكستان.
كلهم من طريق إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
وله عن إسحاق طريقان :
أحدهما- عن معاوية بن صالح:
رواه الطبراني قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَارُودِ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ، ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
وهذا إسناد ضعيف جدا: مُسَلْسَلٌ بالضعفاء:
فيه أَبُو الْجَارُودِ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ وهو ضعيف.
وفيه عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ في حديثه لِينٌ بل قال الحافظ في اللسان ت. أبو غدة (6/ 177): "عمران بن أبي الرملي عن بقية بن الوليد وأتى بخبر كذب فهو آفته انتهى ولم أقف على الحديث المذكور وأنا أخشى أن يكون عمران هذا هو ابن هارون الآتي ..." ثم ذَكَرَ ما يدل على ذلك
وفيه رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وهو ضعيف
ثانيهما- عن الأوزاعي:
رواه تمام وابن عبد البر وابن الجوزي كلهم من طريق سُلَيْمَانِ بْنِ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به.
إسناده ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا: فالْخَبَائِرِيّ ُ متروكٌ كذبه ابن الجنيد.
وقال ابن عبد البر: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ بَقِيَّةَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا الْخَبَائِرِيُّ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ الْحِمْصِيُّ ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيِّ وَلَيْسَ سُلَيْمَانُ هَذَا عِنْدَهُمْ بِالْقَوِيِّ.
وَأَكْثَرُ الرُّوَاةِ عَنْ بَقِيَّةَ يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ.
وَيَرْوُونَهُ عَنْ بَقِيَّةَ أَيْضًا، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ الْوُحَاظِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَلَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيِّ ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ.
عَلَى أَنَّ سُلَيْمَانَ الْخَبَائِرِيَّ قَدْ جَمَعَ هَذِهِ الْأَسَانِيدَ كُلَّهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ بَقِيَّةَ.
قلت: فطريق إِسْحَاقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الحادي عشر- مكحول عن أنس
رواه الطبراني في مسند الشاميين ت السلفي (4/ 304/ رقم3375) ط الرسالة: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَصَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ (كذاب)، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ (ثقة)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
إسناده موضوع: فيه أَبُو نُعَيْمٍ الْخُرَاسَانِيّ ُ وهو عمر بن الصبح بن عمر [عمران] التميمي أو العدوي أبو نعيم الخراساني متروك كذاب،
قال إسحاق بْن راهويه: أخرجَتْ خراسانُ ثلاثةً لم يكن لهم فِي الدنيا نظير، يعني: فِي البدعة والكذب: جهمَ بْنَ صفوان، وعُمَرَ بْنَ الصبح، ومقاتلَ بْن سُلَيْمان.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الثاني عشر- مسلم الأعور عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 71/ رقم72/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية - باكستان، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 27/ رقم19/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط دار ابن الجوزي،
كلاهما من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
إسناده ضعيف جدا منكر: فيه مُسْلِمُ بْنُ كيسَانَ الْأَعْوَرِ وهو منكر الحديث جدا
وفيه حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ وهو ضعيف يكاد أن يترك كما قال الحافظ
وفيه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين وهذه منها.
فهذا الطريق ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الثالث عشر- الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ عن أنس
رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 36/ رقم28/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط ابن الجوزي،
قال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي بِالْقُلْزُمِ إِمْلَاءً،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْقُلْزُمِيُّ،
ثنا عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ (ضعيف جدا)، قَالَ:
أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ (صدوق كثير التدليس عن الضعفاء)،
نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ (ثقة له أوهام)،
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ (ثقة)،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
إسناده ضعيف جدا: فيه عمران بن هارون وتقدم بيان حالِهِ في الطريق العاشر وفيه أنه أتى بخبر كذب عن بقية بن الوليد وأنه آفةُ هذا الخبر فكذا هنا
ولم أعرف مَنْ قبله،
وبقية بن الوليد يدلس تدليس التسوية وقد عنعن عَمَّنْ فوق شيخه
فهذا الطريق ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الرابع عشر- أبو حنيفة عن أنس
رواه الحافظ أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ت الفريابي (ص24/ المقدمة/ ذكر مَنْ رأى من الصحابة وروى عنهم) ط مكتبة الكوثر، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 70/ رقم68/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية-باكستان، كلاهما من طريق أحمد بن أبي الصلت بن المغلس ثنا بشر بن الوليد ثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة سمعت أنس بن مالك يقول: ...فذكره
موضوع: فيه أحمد بن أبي الصلت بن المغلس قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
وسئل عن سماع أبي حنيفة من أنس فقال: لا يصح لأبي حنيفة سماع من أنس ولا رؤية، لم يلق أبو حنيفة أحدا من الصحابة.
وقال عن هذا الطريق: باطل بهذا الإسناد وضعه أحمد بن أبي الصلت.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق الخامس عشر- إبراهيم التيمي عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 68/ رقم62/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية،
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خَيْرُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مسعدة قال: نا أبو عَمْرو الفارِسيّ قَالَ: نا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ: نا بَابُوَيْهِ بْنُ خَالِدٍ (لا بأس به) قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ([1]) قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ (منكر الحديث)، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبَ (ثقة)، عَنْ إبراهيم التيمي، عن أنس ابن مالك به
ضعيف جدا: فيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال النسائي:عبد الله بن خرَاش عَن الْعَوام بن حَوْشَب لَيْسَ بِثِقَة.
_____________________________
([1]) كذا في العلل المتناهية وهو تصحيف والصواب الحسن بن قزعة، انظر هامش ج1 ص39 من جامع بيان العلم وفضله
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق السادس عشر- موسى بن جابان عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 70/ رقم69/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية، قال: أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
وَأَخْبَرَنَا بن نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أحمد
قالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال: نا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ الْخَلَّالُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَاضِرِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: نا عُمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ موسى ابن جَابَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
ضعيف جدا: فيه ميسرة بن عبد الله
قال الشيخ خليل الميس: "والصواب عندي ميسرة بن عبد ربه روى عن موسى بن جابان كما في تاريخ بغداد وإلا فلم أجد ترجمة ميسرة بن عبد الله"([1]) ا.هـ
وعنه نقل محقق (جامع بيان العلم) وزاد: "والصواب ميسرة بن عبد ربه ذاك الكذاب الوضاع" ا.هـ
وفيه عمرانُ بن عبد الله ضعيف
--------------------------
([1]) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي تحقيق الشيخ خليل الميس 1/ 70 هامش رقم6.
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
الطريق السابع عشر- عبد الوهاب بن بُخْت عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 70/ رقم69/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية، قال: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْبَلَدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الأَعْمَى قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أبي داؤد قَالَ: نا مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ عَنْ أَنَسٍ به
ضعيف جدا: فيه أحمد بن عمر ويقال: ابن هارون البلدي متهم بالوضع
قلت: فهذه سبعة عشر طريقا عن أنس وثمت غيرُها،
وأكثر هذه الطرق ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار
لكن ثمت أسانيد صالحة:
أحدها- حسن وهو طريق سليمان بن قرْم الضَّبِّي عن ثابت عن أنس،
وثانٍ- ضعيف صالح للاعتبار وهو طريق عاصم الأحول عن أنس
وثالث- مثله وهو طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ
فالحديث حسن أو صحيح بهذه الطرق الثلاثة إن شاء الله
وله شواهد منها
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
حديث عبد الله بن مسعود
رواه الطبراني في الكبير ت السلفي (10/ 240/ رقم10439) ط مكتبة ابن تيمية، والأوسط ت عوض الله (6/ 96/ رقم5908) ط الحرمين، وتمام في فوائده كما في الروض البسام لجاسم الدوسري (1/ 137/ رقم77/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) ط دار البشائر الإسلامية، وأبو يعلى الموصلي في المعجم ت. إرشاد الحق (ص338/ رقم320) ط إدارة العلوم الأثرية، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 68/ رقم64/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية.
كلهم من طريق الْهُذَيْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ به مرفوعا.
موضوع: فيه عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ كذاب
-
رد: إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
حديث أبي سعيد الخدري
رواه البيهقي في الشعب ت عبد العلي حامد (3/ 196/ رقم1547/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط الرشد، والطبراني في الأوسط ت عوض الله (8/ 258/ رقم8567) ط دار الحرمين، وابن الأعرابي في المعجم ت الحسيني (1/ 180/ رقم312) ط دار ابن الجوزي، وتمام في فوائده كما في الروض البسام – جاسم الدوسري (1/ 137/ رقم76/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) دار البشائر الإسلامية، والقضاعي في مسند الشهاب ت السلفي (1/ 135/ رقم174) ط الرسالة.
كلهم من طريق مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به
موضوع: رواه عن مسعَر يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ السمسار وهو كذاب كما قال الهيثمي([1])،
وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ وهو ضعيف.
ومداره على عطية العُوفي وهو ضعيف.
________________________
([1]) بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد (1/ 323/ ك: العلم، ب: في طلب العلم)