-
113- فَقَضَى اللهُ أَنْ تُضَيِّعَ هَذَا الْـ *** ـمُلْكَ أُنْثَى صَعْبٌ عَلَيْهَا الْوَفَاءُ
اللغة
(أنثى): هي كليوباترا آخر ملكة حكمت مصر من دولة البطالسة
المعنى
قضى الله أن تضيع هذا الملك الذى صنعه البطالسة ومن قبلهم الإسكندر الأكبر أنثى هي الملكة كليوباترا والوفاء صعب على الأنثى.
وقد هام بكليوباترا قيصران:
أحدهما- يوليوس وهو الذى انتهت بموته الجمهورية الرومانية
والآخر- أنطونيوس وهو الذى أنشأ مع أكتافيوس الإمبراطورية الرومانية وقد كان هيام أنطونيو بها سببا لغزو أكتافيوس لمصر وانتصاره على كليوباترا التى حاولت عبثا أن تؤثر في قلبه بجمالها فانتحرت بأن وضعت على صدرها حيةً وانتحر أنطونيوس.
114- تَخِذَتْهَا رُومَا إِلَى الشَّرِّ تَمْهِيـ *** ـدًا وَتَمْهِيدُهُ بِأُنْثَى بَلَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
اتخذ قيصر روما هذه الأنثى (كليوباترا) تمهيدا للسيطرة على مصر والاستيلاء عليها والتمهيد للشر بالأنثى بلاء؛ لأن الأنثى يسهل استدراجها للشر ويسهل عليها الغدر.
-
115- فَتَنَاهَى الْفَسَادُ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ *م* وَجَازَ الْأَبَالِسَ الْإِغْوَاءُ
اللغة
(تَنَاهَى) الشيءُ: بلغ نهايته.
(الأبالس): أراد جمع إبليس، والذي وجدته أن إبليس يجمع على أباليس وأبالسة، وهو عَلَمٌ للشيطان رأس الشياطين وكبيرهم.
وإبليس أعجمي ولهذا لا ينصرف للعجمة والعلمية، وقيل: عربي مشتق من الإبلاس وهو اليأس وَرُدَّ بأنه لو كان عربيا لانصرف كما ينصرف نظائره نحو إجفيل وإخريط.
المعنى
فبلغ الفساد غايته في هذه الأرض وفاق إغراءُ النساء إغواءَ الأبالس الشياطين
116- ضَيَّعَتْ قَيْصَرَ الْبَرِيَّةِ أُنْثَى *** يَا لَرَبِّى مِمَّا تَجُرُّ النِّسَاءُ
اللغة
(قيصر): المراد هنا أنطونيو
المعنى
ضيعتْ كليوباترا أنطونيوس - وهو القيصر الذى ملك البرية - بإغوائها له فالعجب مما تَجُرُّ النساء من الشرور والفساد
-
117- فَتَنَتْ مِنْهُ كَهْفَ رُومَا الْمُرَجَّى *** وَالْحُسَامَ الَّذِي بِهِ الِاتِّقَاءُ
اللغة
(الكهف): الملجأ
المعنى
كان أنطونيو ملجأ روما الذي يُرْجَى لبسط نفوذها على دول العالم المتمدين وكان حامي حماها الذي يتقون به صولة الأعداء ففتنته كليوباترا بجمالها وإغوائها.
118- قَاهِرَ الْخَصْمِ وَالْجَحَافِلِ مَهْمَا *** جَدَّ هَوْلُ الْوَغَى وَجَدَّ اللِّقَاءُ
اللغة
(الجحافل): جمع جَحْفَل وهو الْجَيْشُ.
المعنى
فَتَنَتْهُ كليوباترا رغم أنه قاهر الخصوم والجيوش العظيمة مهما اشتد هول الحرب وجدَّ لقاءُ الأعداء يعني أنه في أشد المواقف يكون ثابت الفؤاد فكيف فتنته هذه الأنثى وفعلت به ما لم تفعله الحروب.
-
119- فَأَتَاهَا مَنْ لَيْسَ تَمْلِكُهُ أُنْـ *** ـثَى وَلَا تَسْتَرِقُّهُ هَيْفَاءُ
اللغة
(الرِّقُّ) بكسر الراء من الْمِلْكَ: وهو الْعُبُودِيَّةُ ، و(اسْتَرَقَّه): اتخذه رقيقا أي عبدا، و(الرَّقِيقُ) المملوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ، وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وسُمِّيَ العَبِيدُ رَقِيقاً لأنهم يَرِقُّونَ لمالِكِهم، ويَذِلُّونَ ويَخْضَعُون.
(هيفاء): بِالْمَدِّ أَيْ خَمِيصَةُ الْبَطْنِ دَقِيقَةُ الْخَصْرِ، وَيُقَالُ لَهَا مُهَفَّفَةٌ وَمُهَفْهَفَةٌ أَيْضًا.
المعنى
فلما هلك أنطونيو وجاء أكتافيوس قيصر حاولت إغواءه أيضا فلم تفلح لأنه لم يكن بالذي تفتنه النساء.
120- بَطَلُ الدَّوْلَتَيْنِ حَامِي حِمَى رُومَا *** الَّذِي لَا تَقُودُهُ الْأَهْوَاءُ
اللغة
(الدولتان): دولة الشرق ودولة الغرب
المعنى
هو بطل الدولتين: دولة الشرق ودولة الغرب يعني أنه قد استولى على دول العالم في الشرق والغرب، وهو حامي حمى روما من الأعداء فلا تستطيع الأهواء أن تقوده.
-
121- أَخَذَ الْمُلْكَ وَهْىَ فِي قَبْضَةِ الْأَفْـ *** ـعَى عَنِ الْمُلْكِ وَالْهَوَى عَمْيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
يعني أن أكتافيوس أخذ ملك مصر وهى (أي كليوباترا) في قبضة الأفعى حيث انتحرت بوضع أفعى على صدرها فصارت في قبضتها وبالطبع فهى في هذه الحالة عمياء عن كل شيء حتى الملك والهوى لا ترى إلا ما هى فيه وفي هذه الحالة استولى أكتافيوس على ملك مصر
122- سَلَبَتْهَا الْمُلْكَ فَاعْجَبْ لِرَقْطَاءَ *م* أَرَاحَتْ مِنْهَا الْوَرَى رَقْطَاءُ
اللغة
(الرقطاء): الحية التى يخالط بياضها نقط سوداء أو العكس
المعنى
المراد بالرقطاء الأولى الملكة كليوباترا وبالثانية الحية المعروفة والمعنى أن كليوباترا لما وضعت الحية على صدرها قتلتها فسلبتها الملك وأراحت منها الورى
-
123- لَمْ تُصِبْ بِالْخِدَاعِ نُجْحًا وَلَكِنْ *** (خَدَعُوهَا بِقَوْلِهِمْ حَسْنَاءُ)
اللغة
ظاهرة
المعنى
حاولت كليوباترا أن تخدع أكتافيوس كما خدعت أنطونيوس فلم تفلح ولم تنجح محاولتها، فلم تصدق ذلك؛ فإنهم خدعوها بقولهم حسناء، وكثرة ترداد هذا القول لها جَعَلَها تظن أنها بجمالها يمكنها أن تفعل أي شيء وأن تخدع أي رجل وتوقعه في حبائلها، ولكن تَبَيَّنَ أن هذا ظنٌّ كاذب، وأن من الرجال من لا يخدعه الجَمَالُ وإن عَظُم.
124- قَتَلَتْ نَفْسَهَا وَظَنَّتْ فِدَاءً *** صَغُرَتْ نَفْسُهَا وَقَلَّ الْفِدَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
فلما خاب ظنها وفشلت في محاولة خداعها لأكتافيوس قتلت نفسها، وظنتْ أنها بهذا تفدى الوطن من أن يستولى عليه الرومان، وأنهم سوف يكتفون بموت الملكة، ولكن هذا ظن كاذب؛ فإن نفسها صغيرة بالنسبة إلى أطماع الرومان، فإنهم يريدون أن يستولوا على مصر كلها وأن تكون ولاية رومانية، وأما هي فليست سوى امرأةٍ من النساء، فما أقل هذا الفداء الذي ظنته هذه الأنثى الواهمة.
-
125- سَلْ كِلُوبَتْرَةَ الْمَكَايِدِ هَلَّا *** صَدَّهَا عَنْ وَلَاءِ رُومَا الدَّهَاءُ
اللغة
(الْمَكَايِد): كَادَهُ كَيْدًا مِنْ بَابِ بَاعَ: خَدَعَهُ وَمَكَرَ بِهِ وَالِاسْمُ الْمَكِيدَةُ.
(الْوَلَاءُ): النُّصْرَةُ، و(الْمُوَالَاةُ) ضِدُّ الْمُعَادَاةِ. وَوَالَاهُ مُوَالَاةً وَوِلَاءً مِنْ بَابِ قَتَلَ: تَابَعَهُ.
المعنى
اسأل كليوباترا التى كانت تتفنن في صنع المكايد هل صدها مكرُها ودهاؤها عن أن تبذل الولاءَ والنصرة والمحبة لروما.
126- فَبِرُومَا تَأَيَّدَتْ وَبِرُومَا *** هِيَ تَشْقَى، وَهَكَذَا الْأَعْدَاءُ
اللغة
(تَأَيَّدَتْ): (آدَ) الرَّجُلُ: اشْتَدَّ وَقَوِيَ وَبَابُهُ بَاعَ، وَ(الْأَيْدُ) وَ(الْآدُ) بِالْمَدِّ: الْقُوَّةُ، وَتَقُولُ مِنَ الْأَيْدِ: (أَيَّدَهُ تَأْيِيدًا): أَيْ قَوَّاهُ، وَالْفَاعِلُ مِنْهُ (مُؤَيِّدٌ) وَتَصْغِيرُهُ (مُؤَيِّدٌ) أَيْضًا، وَتَقُولُ مِنَ الْآدِ: (آيَدَهُ) بِوَزْنِ فَاعَلَهُ فَهُوَ (مُؤْيَدٌ) بِوَزْنِ مُخْرَجٍ، وَ(تَأَيَّدَ) الشَّيْءُ: تَقَوَّى. وَرَجُلٌ (أَيِّدٌ) بِوَزْنِ جَيِّدٍ: أَيْ قَوِيٌّ.
المعنى
فبروما تأيَّدت في أول أمرها مع يوليوس ثم مع أنطونيوس ولكنها الآن تشقى مع أكتافيوس وكان هلاكُها على يد روما التى كانت تدين لها بالولاء، وهكذا الأعداء يؤيدون أتباعهم من الخائنين فإذا انتهى دورهم انقلبوا عليهم فمن أعان ظالما سلطه الله عليه.
-
128- وتَوَلَّتْ مِصْرًا يَمِينٌ عَلَى الْمِصْـ *** ـرِيِّ مِنْ دُونِ ذَا الْوَرَى عَسْرَاءُ
اللغة
سبق في البيت رقم (84) تفسير "اليد العسراء" ونحوها، فليراجع ثم، وباقي الألفاظ ظاهرة
المعنى
فلما ملكوا مصر أفسدوا فيها وجعلوا أهلها أذلة
129- تُسْمِعُ الْأَرْضُ قَيْصَرًا حِينَ تَدْعُو *** وَعَقِيمٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ الدُّعَاءُ
اللغة
(عقيم): لا خير وراءه
المعنى
وقد امتدت الإمبراطورية الرومانية في مشارق الأرض ومغاربها فإذا سأل أحد على وجه الأرض ممن هم من رعايا الإمبراطورية الرومانية قيصرا بَلَغَهُ سؤالُه عن طريق عماله فأجابه، إلا أهل مصر فمهما سألوه شيئا فإنه لا يستجيب لهم.
-
130- وَيُنِيلُ الْوَرَى الْحُقُوقَ فَإِنْ نَادتْهُ *م* مِصْرٌ فأُذْنُهُ صَمَّاءُ
اللغة
(يُنِيلُ): من الفعل المُتَعَدِّي بِالْهَمْزَةِ إلَى اثْنَيْنِ، يُقَالُ: أَنَلْتُهُ مَطْلُوبَهُ فَنَالَهُ فَالشَّيْءُ مَنِيلٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(الْوَرَى): مِثْلُ الْحَصَى: الْخَلْقُ.
(صَمَّاءُ): صَمَّتْ الْأُذُنُ صَمَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ: بَطَلَ سَمْعُهَا، هَكَذَا فَسَّرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَيُسْنَدُ الْفِعْلُ إلَى الشَّخْصِ أَيْضًا فَيُقَالُ: صَمَّ يَصَمُّ صَمَمًا فَالذَّكَرُ أَصَمُّ وَالْأُنْثَى صَمَّاءُ وَالْجَمْعُ صُمٌّ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَصَمَّهُ اللَّهُ. وَرُبَّمَا اُسْتُعْمِلَ الرُّبَاعِيُّ لَازِمًا عَلَى قِلَّةٍ وَلَا يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ مُتَعَدِّيًا فَلَا يُقَالُ: صَمَّ اللَّهُ الْأُذُنَ، وَلَا يُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَلَا يُقَالُ: صُمَّتْ الْأُذُنُ. وَيُسَمَّى شَهْرُ رَجَبٍ الْأَصَمَّ؛ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُسْمَعُ فِيهِ حَرَكَةُ قِتَالٍ.
المعنى
ويعطى الناس حقوقهم في كل مكان تحت حكمه إلا مصر وأهلها فإن أذنَه صماءُ عنهم لا يسمع شكواهم ولا يجيب مطالبهم.
131- فَاصْبِرِي مِصْرُ لِلْبَلَاءِ وَأَنَّى *** لَكِ؟ وَالصَّبْرُ لِلْبَلَاءِ بَلَاءُ
اللغة
(الْبَلَاءُ): الِاخْتِبَارُ، ومثله (الْبَلِيَّةُ) وَ(الْبَلْوَى)، وَالْجَمْعُ (الْبَلَايَا) . وَ(بَلَاهُ): جَرَّبَهُ وَاخْتَبَرَهُ، وَبَابُهُ (عَدَا)، وَبَلَاهُ اللَّهُ: اخْتَبَرَهُ، يَبْلُوهُ (بَلَاءً) بِالْمَدِّ، وَهُوَ يَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
المعنى
فاصبرى يا مصر على هذا البلاء إذ ليس أمامك إلا الصبر ولكن من أين لك الصبرُ؟ وكيف تصبرين؟ والصبرُ على البلاء بلاء، فأنت في بلاءٍ صبرتِ أم لم تصبري.
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
130- وَيُنِيلُ الْوَرَى الْحُقُوقَ فَإِنْ نَادتْهُ *م* مِصْرٌ فأُذْنُهُ صَمَّاءُ
اللغة
.
وَيُنِيلُ الْوَرَى الْحُقُوقَ فَإِنْ نَا *م* دتْهُ مِصْرٌ فأُذْنُهُ صَمَّاءُ
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
93- وَأَبُوهَا الْعَظِيمُ يَنْظُرُ لِمَا *** رُدِّيَتْ مِثْلَمَا تُرَدَّى الْإِمَاءُ
اللغة
94- أُعْطِيَتْ جَرَّةً وَقِيلَ إِلَيْكِ النَّهْـــــــ *** ـــــــرَ قُومِي كَمَا تَقُومُ النِّسَاءُ[/CENTER]
اللغة
وَأَبُوهَا الْعَظِيمُ يَنْظُرُ لَمَّا *** رُدِّيَتْ مِثْلَمَا تُرَدَّى الْإِمَاءُ
....
أُعْطِيَتْ جَرَّةً وَقِيلَ إِلَيْكِ النَّـ *م* ـهْرَ قُومِي كَمَا تَقُومُ النِّسَاءُ
ومثله الذي يليه...
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
122- سَلَبَتْهَا الْمُلْكَ فَاعْجَبْ لِرَقْطَاءَ *م* أَرَاحَتْ مِنْهَا الْوَرَى رَقْطَاءُ
اللغة
سَلَبَتْهَا الْحَيَاةَ فَاعْجَبْ لِرَقْطَا *م* ءَ أَرَاحَتْ مِنْهَا الْوَرَى رَقْطَاءُ
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
74- وَبِنَاءٌ إِلَى بِنَاءٍ يَوَدُّ الْخُلْـ *** ـدُ لَوْ نَالَ عُمْرَهُ والبقاءُ
اللغة:
وَبِنَاءٌ إِلَى بِنَاءٍ يَوَدُّ الْـ ***ـخُلْدُ لَوْ نَالَ عُمْرَهُ والبقاءُ
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
[CENTER]79- وَلَكَ الرِّيفُ وَالصَّعِيدُ وَتَاجَا *** مِصْرَ وَالْعَرْشَ عَالِيًا وَالرِّدَاءُ
وَلَكَ الرِّيفُ وَالصَّعِيدُ وَتَاجَا *** مِصْرَ وَالْعَرْشُ عَالِيًا وَالرِّدَاءُ
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
[CENTER] 81- لَيْتَ لَمْ يُبْلِكَ الزَّمَانُ وَلَمْ يَبْــــــ *** ـــــلُ لِمُلْكِ الْبِلَادِ فِيكَ رَجَاءُ
لَيْتَ لَمْ يُبْلِكَ الزَّمَانُ وَلَمْ يَبْــــــ *** ـــــلَ لِمُلْكِ الْبِلَادِ فِيكَ رَجَاءُ
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
33- فادَّعَـوْا ما ادَّعَى أصاغــرُ آتيـ *** ـنا ودَعْـــوَاهُمْ خَنًا وافتِـــراءُ
فادَّعَـوْا ما ادَّعَى أصاغــرُ آثيـ *** ـنا ودَعْـــوَاهُمُ خَنًا وافتِـــراءُ
-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
[CENTER]39- أَعْلَنَتْ أَمْرَهَا الذِّئَابُ وَكَانُوا *** فِي ثِيَابِ الرُّعَاةِ مِنْ قَبْلِ جَاءُوا
أَعْلَنَتْ أَمْرَهَا الذِّئَابُ وَكَانُوا *** فِي ثِيَابِ الرُّعَاةِ مِنْ قَبْلُ جَاءُوا
-
والشكر الجزيل للدكتور إبراهيم، لجهوده المباركة في شرح شعر أمير الشعراء.
-
-
133- رَبِّ شُقْتَ الْعِبَادَ أَزْمَانَ لَا كُتْــ***ــبٌ بِهَا يُهْتَدَى وَلَا أَنْبِيَاءُ
اللغة
(شاقَهُ الحبُّ إليه): هاجه.
(كُتْبٌ): المراد الكتب الإلهية التى تنزلت على الأنبياء.
المعنى
يارب جعلت العباد في اشتياق إلى معرفتك في الأزمان التى لم يكن يوجد بها الكتب الإلهية التى تهدى العباد إلى خالقهم ولم يكن يوجد أنبياء يدلونهم عليك.
تنبيه
إرسال الرسل عَمَّ كلَّ أمةٍ، قال تعالى: {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، والمصريون أمة من الأمم فلاشك أن الله أرسل إليهم الرسل كغيرهم من الأمم
وقد قص الله علينا في القرآن منهم سيدنا يوسف وسيدنا موسى عليهما السلام ولابد أنه كان قبلهما وبعدهما رسل آخرون
ولكن الذين يؤرخون تاريخ مصر القديم لا يذكرون شيئا عن هذا إلا بعض العبث التاريخى وآلهة المصريين الكثيرة المزعومة كالشمس والعجل وغيرهما والله المستعان.
134- ذَهَبُوا فِي الْهَوَى مَذَاهِبَ شَتَّى *** جَمَعَتْهَا الْحَقِيقَةُ الزَّهْرَاءُ
اللغة
(الحقيقة الزهراء): هى وجود الله وتوحيده
المعنى
تنوعت ديانات قدماءِ المصريين:
- فكانوا في أول أمرهم يعتقدون بوجود إله واحد
ورمزت له كل قبيلة برمز خاص
- ثم رمزوا لصفات هذا الإله برموز صارت بعدئذ معبودات
- ثم عبدوا الكائنات الطبيعية التى لها تأثير محسوس في حياتهم؛
كالشمس والقمر والنيل
- ثم اعتقدوا بحلول الآلهة في أجساد الحيوان؛
فعبدوا العجل (أبيس) والقط والكلب وما إلى ذلك.
ثم ذَكَرَ في الأبيات التالية كيف ذهبوا في الهوى مذاهب شتى فعبدت كل طائفة منهم شيئا يوافق هواها:
- فمنهم من عبد القَوِيَّ لقوته
- ومنهم من عبد الجميل لجماله
- ومنهم من عبد الأوثان
- ومنهم من عبد الكواكب
- وغير ذلك،
ولكن يجمع هذا كلَّه الحقيقةُ الزهراءُ: وهي أن الله موجود وأنهم جميعا إنما يبحثون عنه ليعبدوه.
-
135- فَإِذَا لَقَّبُوا قَوِيًّا إِلَهًا *** فَلَهُ بِالْقُوَى إِلَيْكَ انْتِهَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
ومن تنوعهم في دياناتهم أنهم كانوا إذا ظهر فيهم من هو قوي ظاهر القوة تخضع الناس لقوته وبأسه جعلوه إلها وعبدوه لأنهم يعتقدون أن قوته هذه ليست قوة بشرية بل إلهية جاءت بسبب حلول الإله في هذا القوِىّ فلذلك يجعلونه إلها أو ابن إله. تعالى الله عما يشركون
136- وَإِذَا آثَرُوا جَمِيلًا بِتَنْزِيـ *** ـهٍ فَإِنَّ الْجَمَالَ مِنْكَ حِبَاءُ
اللغة
(التنزيه): التقديس
(الحباء): العطاء
المعنى
وكذا إذا تميز إنسانٌ بجمال زائدٍ قدسوه ونزهوه أن يكون بشرا بل جعلوه إلها أو ابن إله وأن الإله هو الذي أعطاه هذا الجمال وخصه به.
-
137- وَإِذَا أَنْشَأُوا التَّمَاثِيلَ غُرًّا *** فَإِلَيْكَ الرُّمُوزُ وَالْإِيمَاءُ
اللغة
(الرمز والإيماء): الإشارة
المعنى
وإذا صنعوا التماثيل وعبدوها لم تكن عبادتهم لها لذاتها بل لظنهم أن الإله قد حل بها فهم يعبدونه هو وأما التماثيل فهى رمز له فحسب.
138- وَإِذَا قَدَّرُوا الْكَوَاكِبَ أَرْبَابًا *م* فَمِنْكَ السَّنَا وَمِنْكَ السَّنَاءُ
اللغة
(السنا): الضوء
(السناء): الرفعة
المعنى
ومن تنوعهم في دياناتهم واختلافهم في معبوداتهم بسبب الهوى أن منهم من جعل الكواكب؛ كالشمس والقمر والنجوم، أربابا فعبدوها وذلك لرفعتها وضيائها، وذلك أنهم علموا أن من صفات الإله العلو على خلقه وأنه مصدر النور للمخلوقات، فإما أنهم ظنوا أن هذه الكواكب هي الإله الذي يبحثون عنه أو ظنوا أنه تجلى وحلَّ فيها فعبدوها.
-
139- وَإِذَا أَلَّهُوا النَّبَاتَ فَمِنْ آثَارِ *** نَعْمَاكَ حُسْنُهُ وَالنَّمَاءُ
اللغة
(أَلَّهُوا النَّبَاتَ): عبدوه، يقال: (أَلَهَ) يَأْلَهُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا[1] (إِلَاهَةً) أَيْ عَبَدَ.
(نَعْمَاكَ): (النِّعْمَةُ): الْيَدُ وَالصَّنِيعَةُ وَالْمِنَّةُ وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْكَ. وَكَذَا (النُّعْمَى) فَإِنْ فَتَحْتَ النُّونَ مَدَدْتَ فَقُلْتَ: (النَّعْمَاءُ).
المعنى
ومن بحثهم عن الحقيقة الزهراء واختلافِهم بسبب الهوى أنهم عبدوا النبات والأشجار لأنهم ظنوا أيضا أن الإله يحل فيها وهو الذي يعطيه حسنه ونماءه.
140- وَإِذَا يَمَّمُوا الْجِبَالَ سُجُودًا *** فَالْمُرَادُ الْجَلَالَةُ الشَّمَّاءُ
اللغة
(يَمَّمَهُ): قَصَدَهُ.
(الشَّمَّاءُ): الرفيعة
المعنى
ومنهم من عبد الجبال وسجد لها وليس هذا لذات الجبال بل لأنهم رأوا الجبال شماء عالية راسخة فظنوا أن هذا العلو والرسوخ لحلول الإله فيها فعبدوها
____________________________
[1] أَلَهَ من باب فَتَحَ بمعنى عَبَدَ، وذهب الفيومي في المصباح المنير إلى أنه من باب تَعِبَ فلعله سهو أو خطأ من الناسخ؛ فإن أّلِهَ بالكسر بمعنى تَحَيَّرَ كما في القاموس المحيط (ص: 1242) ط. الرسالة، وشرحه تاج العروس ت. العزباوي (36/ 324) ط. الكويت، ولسان العرب (13/ 469) ط. دار صادر.
-
141- وَإِذَا يُعْبَدُ الْمُلُوكُ فَإِنَّ الْـ *** ـمُلْكَ فَضْلٌ تَحْبُو بِهِ مَنْ تَشَاءُ[1]
اللغة
(تَحْبُو): حَبَوْتُ الرَّجُلَ حِبَاءً بِالْمَدِّ وَالْكَسْرِ: أَعْطَيْتُهُ الشَّيْءَ بِغَيْرِ عِوَضٍ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الْحُبْوَةُ بِالضَّمِّ.
أما الْحِبْوَةُ بِالْكَسْرِ فهي من احْتَبَى الرَّجُلُ: جَمَعَ ظَهْرَهُ وَسَاقَيْهِ بِثَوْبٍ أَوْ غَيْرِهِ وَقَدْ يَحْتَبِي بِيَدَيْهِ.
المعنى
وقد عبد المصريون القدماءُ الملوكَ وزعموا أنهم أبناء الآلهة وكذبوا في زعمهم فإن المُلك بيديك وهو فضل منك تَمُنُّ به على من تشاء مِن عبادك.
142- وَإِذَا تُعْبَدُ الْبِحَارُ مَعَ الْأَسْـ *** ـمَاكِ وَالْعَاصِفَاتُ وَالْأَنْوَاءُ
اللغة
(الأنواء): انظر البيت رقم 10.
المعنى
ومنهم من عبد البحار والأسماك ومنهم من عبد الرياح والأنواء
_________________________
[1] هذا البيت من زيادات الشوقيات الصحيحة
-
143- وَسِبَاعُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالْأَرْحَامُ *م* وَالْأَمَّهَاتُ وَالْآبَاءُ
اللغة
(سِبَاع): جمع سَبُعْ بِضَمِّ الْبَاءِ، مِثْلُ: رَجُلٍ وَرِجَالٍ لَا جَمْعَ لَهُ غَيْرُ ذَلِكَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ.
وَإِسْكَانُ الْبَاءِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُ وَهِيَ الْفَاشِيَةُ عِنْدَ الْعَامَّةِ. قَالَ الصَّغَانِيّ وَجَمْعُهُ عَلَى لُغَةِ السُّكُونِ فِي أَدْنَى الْعَدَدِ أَسْبُعٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَهَذَا كَمَا خُفِّفَ ضَبُعٌ وَجُمِعَ عَلَى أَضْبُعٍ.
وَيَقَعُ السَّبُعُ عَلَى كُلِّ مَا لَهُ نَابٌ يَعْدُو بِهِ وَيَفْتَرِسُ: كَالذِّئْبِ وَالْفَهْدِ وَالنَّمِرِ
وَأَمَّا الثَّعْلَبُ فَلَيْسَ بِسَبُعٍ وَإِنْ كَانَ لَهُ نَابٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَعْدُو بِهِ وَلَا يَفْتَرِسُ، وَكَذَلِكَ الضَّبُعُ، قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ.
المعنى
ومنهم من عبد الحيواناتِ وسباعَ الأرضِ؛ كالأسود وغيرِها، وسباعَ السماءِ؛ كالنسور، ومنهم من عبد الأباءَ والأمهاتِ.
144- لِعُلَاكَ الْمُذَكَّرَاتُ عَبِيدٌ *** خُضَّعٌ وَالْمُؤَنَّثَا تُ إِمَاءُ
اللغة
(المُذَكَّراتُ ... والْمُؤَنَّثَات ): ما كان من هذه الآلهة مذكرا، وما كان منها مؤنثا.
(خُضَّعٌ): جمع خاضع، يقال: خَضَعَ لِغَرِيمِهِ يَخْضَعُ خُضُوعًا: ذَلَّ وَاسْتَكَانَ، فَهُوَ خَاضِعٌ، وَأَخْضَعَهُ الْفَقْرُ: أَذَلَّهُ. وَالْخُضُوعُ قَرِيبٌ مِنْ الْخُشُوعِ إلَّا أَنَّ الْخُشُوعَ أَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الصَّوْتِ وَالْخُضُوعُ فِي الْأَعْنَاقِ.
المعنى
وكل هذه المعبودات الكثيرة راجعة إليك خاضعة لك: الذكور منها عبيد لك، والإناث إماء لك.
-
145- جَمَعَ الْخُلْقَ وَالْفَضِيلَةَ سِرٌّ *** شَفَّ عَنْهُ الْحِجَابُ فَهْوَ ضِيَاءُ
اللغة
(شَفَّ) عَلَيْهِ ثَوْبُهُ يَشِفُّ بِالْكَسْرِ (شَفِيفًا) وَ(شُفُوفًا) أَيْضًا، أَيْ: رَقَّ حَتَّى يُرَى مَا تَحْتَهُ.
المعنى
يجمع الأخلاق والفضائل التي يتحلى بها الناسُ سِرٌّ وينبغي للسر أن يكون مختفيا، مُحَجَّبًا، ولكن هذا السر قد شَفَّ عنه الحجاب فظهر ضياءً.
يريد أن الناس يَتَحَلَّوْنَ بمكارم الأخلاق بسبب أنهم يعبدون الإله الذي هو مصدر النور للمخلوقات فلهذا ترى أكثر الناس عبادةً وأفضلهم أخلاقا على وجهه نورٌ أكثر من غيره وذلك أن الإنسان كلما كان أقرب إلى خالقه ومعبوده زاده قربُه منه نورا.
-
146- سَجَدَتْ مِصْرُ فِي الزَّمَانِ لِإِيزِيـ *** ـسَ النَّدَى مَنْ لَهَا الْيَدُ الْبَيْضَاءُ
اللغة
(سجدت): خضعت، وبابه دخل.
(إيزيس): إلهة من آلهة القدماء الكفار.
المعنى
خضعت مصر لإيزيس وعبدتها، وقد اشتهرت إيزيس بصفاتها المتعددة التي ترمز: للإخلاص العظيم للزوج، والرعاية الكاملة للابن؛ فصارت في نظر القوم المثل الأعلى: للأم الحنون، والزوجة الوفية.
وقد استمرت عبادة إيزيس طوال معظم العصور الفرعونية وخاصة في جزيرة فيلة وظلت تعبد هناك حتى القرن السادس الميلادي، وقد تمتعت إيزيس بمكانة كبيرة عند الكفار القدماء من المصريين والإغريق؛ فبنوا لها المعابد التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، وقدموا لها القرابين، كما تشبهت الملكات والأميرات بها، الأمر الذي ساعد على انتشار عبادة إيزيس والكفر بالله.
-
147- إِنْ تَلِ الْبَرَّ فَالْبِلادُ نُضَارٌ *** أَوْ تَلِ الْبَحْرَ فَالرِّياحُ رُخَاءُ
اللغة
(تَلِ): من الوِلاية، يقال: (وَلِيتُ) الْأَمْرَ (أَلِيهِ) بِكَسْرَتَيْنِ (وِلَايَةً) بِالْكَسْرِ: تَوَلَّيْتُهُ، وَ(تَوَلَّى) الْعَمَلَ: تَقَلَّدَه، وَ(وَلِيتُ) الْبَلَدَ وَعَلَيْهِ، وَ(وَلِيتُ) عَلَى الصَّبِيِّ وَالْمَرْأَةِ، فَالْفَاعِلُ (وَالٍ)، وَالْجَمْعُ (وُلَاةٌ)، وَالصَّبِيُّ وَالْمَرْأَةُ (مَوْلِيٌّ عَلَيْهِ) وَالْأَصْلُ عَلَى مَفْعُولٍ. قال ابن الأثير: وكأن الوِلاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي.
(النضار): الذهب.
(رخاء): لَيِّنَة.
المعنى
إن تتولى إيزيسُ أمرَ البَرِّ يعم الثراء والخصب، أو تتولى أمر البحر فلا يزداد حتى يكون فيضانا يهلك الحرث والنسل وذلك لأنها تأتي بالرياح رخاءً كما كان يعتقد هؤلاء الكفار المشركون، فقد رمزت إيزيس عندهم إلى الخصب، بينما كان أوزوريس يمثل فيضان النيل، كما رمزت إيزيس أيضا عندهم إلى الثراء في أرض مصر التي قامت بحمايتها من (ست) الصحراء، وكذلك جعلوها نجم البحر وحامية البَحَّارة وحامية الملاحة، ونعوذ بالله من الرجس والشرك.
-
- أَوْ تَلِ النَّفْسَ فَهْيَ فِي كُلِّ عُضْوٍ *** أَوْ تَلِ الأُفْقَ فَهْيَ فِيهِ ذُكَاءُ
اللغة
(ذُكاء): من أسماء الشمس
المعنى
وهذا أيضا من كفرهم حيث جعلوها سيدة الجميع البصيرة القهارة ملكة العالم المأهول منبع الرشاقة والجمال، فهي إن تتولى أمر النفس فهي في كل عضو تهبه الحياة، وإن تتولى أمر الأفق فهي فيه الشمس التي هي عندهم إله يمدهم بالنور والدفء، وكأنه يشير أيضا إلى ما كانوا يرمزون به إليها فقد صوروها على صور متعددة منها: صورة امرأة على رأسها قرص الشمس يحيط به قرنَيْ بقرة.
-
149- قِيلَ: إِيزِيسَ رَبَّةَ الْكَوْنِ لَوْلَا *** أَنْ تَوَحَّدْتِ لَمْ تَكُ الْأَشْيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
قال هؤلاء الكفار القدماء مخاطبين إيزيس: يا إيزيس يا ربة الكون لولا أن توحدتِ مع حتحور[1] لم توجد الأشياء والمخلوقات.
(لا إله إلا الله محمد رسول الله).
150- وَاتَّخَذْتِ الْأَنْوَارَ حُجْبًا فَلَمْ تُبْـ *** ـصِرْكِ أَرْضٌ وَلَا رَأَتْكِ سَمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
حجابُكِ النورُ! فحجبك عن الأعين فلم تبصرك أرض ولا سماء.
وكأنه يشير إلى ما حدث قبل العصر الإغريقي حيث بدأ هؤلاء القوم الكافرون يخلطون بين الآلهة فخلطوا بين إيزيس وحتحور وغيرهما ومن ثم فقد أصبحت إيزيس شخصية مبهمة حتى يمكن أن يقال إنها صارت الآلهة بصفة عامة ويدل على ذلك أنهم سموها بـ (الجوهر الجميل للآلهة جميعا)
[لا إله إلا الله محمد رسول الله]
______________________
[1] حتحور: إلهة من آلهة هؤلاء القدماء الكفار وكانوا يطلقون عليها: حتحور العظيمة سيدة دندرة وعين الشمس وسيدة السماء وسيدة الآلهة ابنة رع التي لا شبيه لها.
-
151- أَنْتِ مَا أَظْهَرَ الْوُجُودَ وَمَا أَخْـــ *** ـفَى وَأَنْتِ الْإظْهَارُ وَالْإِخْفَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
واستمروا في كفرهم قائلين: أنت يا إيزيس لأنك ربة الكون فأنتِ التي أظهرتِ الوجود، وما خفِيَ منه فأنت التي أخفيتيه؛ فأنت الإظهار والإخفاء.
[لا إله إلا الله محمد رسول الله]
152- لَكِ آبِيسُ وَالْمُحَبَّبُ أُوزِيـ *** ـرِيسُ وَابْنَاهُ كُلُّهُمْ أَوْلِيَاءُ
اللغة
(آبيس): هو العجل آبيس معبود القدماء الكفار
(أوزيريس): هو إله الشمس في اعتقاد القدماء الكفار.
المعنى
أنتِ يا إيزيس لأجل أن لكِ مكانة عالية عند القدماء وآلهتهم المزعومة فإن لكِ النصرَ والمعونة والولاية من هذه الآلهة المزعومة كالعجل آبيس وأوزيريس إله الشمس عندهم وابنه حورس إله السماء عند هؤلاء الكفار.
تنبيه
لم أقف على ابن آخر له فلعل الشاعر عبر بالمثنى عن المفرد وكأنه اضطر لهذا لإقامة الوزن فتأمل
-
153- مُثِّلَتْ لِلْعُيُونِ ذَاتُكِ وَالتَّمْـ *** ـثِيلُ يُدْنِي مَنْ لَا لَهُ إِدْنَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
تخيلتْكِ العيون فكل عين تخيلتك على هيئة مختلفة عن الأخرى وهذا التخيلُ والتمثيل يقرب البعيد
-
154- وَادَّعَاكِ الْيُونَانُ مِنْ بَعْدِ مِصْرٍ *** وَتَلَاهُ فِي حُبِّكِ الْقُدَمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وعبدك كفار اليونان من بعد كفار مصر، وتَلَى هذا الادعاءَ والعبادة من كفار اليونان ومصر= تلاه عبادةُ الكفار الذين أتوا من بعدهم وساروا على دربهم
155- فَإِذَا قِيلَ مَا مَفَاخِرُ مِصْرٍ؟ *** قِيلَ مِنْهَا إِيزِيسُهَا الْغَرَّاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
فإذا كنتِ بهذه المكانة الكبيرة عند هؤلاء الكفار أصحاب الحضارات الكبيرة فأنت تُعَدِّين من مفاخر مصر فإذا سأل سائل: ما مفاخر مصر؟ كان الجواب: أن من مفاخرها إيزيس
[لا إله إلا الله محمد رسول الله]
-
156- رَبِّ هَذِي عُقُولُنَا فِي صِبَاهَا *** نَالَهَا الْخَوفُ وَاسْتَبَاهَا الرَّجَاءُ
157- فَعَشِقْنَاكَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ الرُّسْـ *** ـلُ وَقَامَتْ بِحُبِّكَ الْأَعْضَاءُ
اللغة
(صباها): أراد أول الدنيا وأول وجود البشر بعد أن انتشر أولاد آدم في الأرض وذهبت كل طائفة لبلد فأراد بداية وجود المصريين
(سَبَيْتُ العدوَّ واسْتَبَيْتُهُ): أَسَرْتُهُ،
المعنى
يارب هذه عقولنا في أول الوجود ومبدإ البشرية قبل التاريخ وقبل وجود الرسل؟!! نالها الخوف منك وأَسَرَها الرجاء في معرفتك فعشقناك يارب بفطرتنا قبل وجود الرسل وامتلأت الجوانح بحبك
تنبيه
قد تم التنبيه قبل ذلك على أن هذا خطأ محض وهو أن قدماء المصريين إلى عهد موسى وكذا غيرهم في الزمان القديم لم يُرْسَلْ إليهم رسول فإن الله عز وجل قال: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا} [النحل: 36].
-
158- وَوَصَلْنَا السُّرَى فَلَوْلَا ظَلَامُ الْـ *** ـجَهْلِ لَمْ يَخْطُنَا إِلَيْكَ اهْتِدَاءُ
اللغة
(السُّرَى): السير ليلا، وهو جمع سُرْيَة؛ مِثْلُ: مُدْيَةٍ وَمُدًى
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَيَكُونُ السُّرَى أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ.
وَقَدْ اسْتَعْمَلَتْ الْعَرَبُ سَرَى فِي الْمَعَانِي تَشْبِيهًا لَهَا بِالْأَجْسَامِ مَجَازًا وَاتِّسَاعًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]، وَالْمَعْنَى: إذَا يَمْضِي وَقَالَ الْبَغَوِيّ: إذَا سَارَ وَذَهَبَ
وَقَالَ جَرِيرٌ:
سَرَتِ الْهُمُومُ فَبِتْنَ غَيْرَ نِيَامِ ... وَأَخُو الْهُمُومِ يَرُومُ كُلَّ مَرَامِ
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ سَرَى فِيهِ السُّمُّ وَالْخَمْرُ وَنَحْوُهُمَا
(لم يَخْطُنا): لم يجاوزنا، وبابُه عدا.
المعنى
ومشينا في ظلام الليل والجهل نبحث عنك فلولا ظلام الجهل لاهتدينا إليك ولم يجاوزنا اهتداء
-
159- وَاتَّخَذْنَا الْأَسْمَاءَ شَتَّى فَلَمَّا *** جَاءَ مُوسَى انْتَهَتْ لَكَ الْأَسْمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وفي سيرنا في ظلام الليل والجهل نبحث عنك، يا ربنا، اتخذ آباؤنا القدماءُ أسماءَ شتى ومعبوداتٍ كثيرةً فلما جاء موسى انتهت هذه الأسماء الكثيرة إليك حيث عرَّفَنا بك، يارب، على الحقيقة فتركنا كل هذه الأسماء لأجلك.
وظاهر أن الشاعر يُعَدِّدُ أحداث تاريخ مصر فبدأ بالتاريخ القديم للفراعنة ثم قصة موسى ثم عيسى وهكذا إلى التاريخ الحديث
160- حَجَّنَا فِي الزَّمَانِ سِحْرًا بِسِحْرٍ *** وَاطْمَأَنَّتْ إِلَى الْعَصَا السُّعَدَاءُ
اللغة
(حَجَّهُ): غلبه بالحجة
المعنى
لما جاء موسى أنكروا ما جاء به فغالبهم بالحجة فغلبهم، حيث جاءوه بسحر عظيم من تخييل انقلاب حبالِهم وعِصِيِّهِم حَيَّاتٍ وثعابين لكن الله أبطل سحرهم بالعصا حيث انقلبت حية حقيقة وراحت تلقف ما يأفكون فعند ذلك علموا جميعا بما فيهم السحرة أن ما جاء به موسى هو الحق المبين فسجدوا لله وآمنوا بموسى فصاروا من السعداء لإيمانهم
تنبيه
عبر الشاعر عما جاء به موسى عليه السلام بالسحر من باب المشاكلة، وإلا فالسحر كفر، والأنبياء لا يأتون بالسحر والكفر وإنما يأتون بالمعجزات، فتنبه.
-
161- وَيُرِيدُ الْإِلَهُ أَنْ يُكْرَمَ الْعَقْـ *** ـلُ وَأَلَّا تُحَقَّرَ الْآرَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وأراد الله أن يكون العقلُ مكرَّمًا منزها عن الخرافات التي كان فيها هؤلاء القوم كما أراد ألا تُحقَّر آراء الناس وعقولهم فأرسل موسى عليه السلام ليزيل هذه الخرافات
-
162- ظَنَّ فِرْعَوْنُ أَنَّ مُوسَى لَهُ وَافٍ *م* وَعِنْدَ الْكِرَامِ يُرْجَى الْوَفَاءُ
163- لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ يَوْمَ رَبَّى *** أَنْ سَيَأْتِي ضِدَّ الْجَزَاءِ الجزاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
فلما جاء موسى رباه فرعون في حِجْرِه؛ فلهذا لم يقتله كما قتل أبناء بني إسرائيل، بل ظن أنه سيكون له وافٍ، ولن يسعى في زوال عرشه؛ إذ إنّ موسى كريمٌ وعند الكرام يرجى الوفاء
ولم يكن في حسابه يوم التقطوه من البحر وجاءوا به إليه لِيُرَبِّيَهُ أن جزاءَه سيكونُ ضدَّ ما فعله وهو أنه سيكونُ السببَ في زوال ملكه.
-
164- فَرَأَى اللهُ أَنْ يَعُقَّ وَلِلّهِ *م* تَفِي لَا لِغَيْرِهِ الْأَنْبِيَاءُ
اللغة
(أَنْ يَعُقَّ): أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ، يُقَالُ: عَقَّ ثَوْبَهُ كَمَا يُقَالُ: شَقَّهُ بِمَعْنَاهُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: عَقَّ الْوَلَدُ أَبَاهُ عُقُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ و(مَعَقَّةً) بِوَزْنِ مَشَقَّةٍ؛ إذَا عَصَاهُ وَتَرَكَ الْإِحْسَانَ إلَيْهِ، فَهُوَ (عَاقٌّ) وَ(عُقَقٌ) كَعُمَرَ. وَجَمْعُ عَاقٍّ (عَقَقَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ.
المعنى
فقدَّر اللهُ أن يكون الأمر على خلاف ما ظن فرعون وذلك بأن يكون موسى عاقًّا له، لا بسبب طبع خبيث أو غير مستقيم في موسى، عليه السلام، بل لأن موسى نبيٌّ والأنبياء لا يكون وفاؤها لغير الله.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
165- مِصْرُ مُوسَى عِنْدَ انْتِمَاءٍ، وَمُوسَى *** مِصْرَ إِنْ كَانَ نِسْبَةٌ وَانْتِمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
ترتبط مصرُ بموسى وهو بها ارتباطا وثيقا، حتى إنه لو قُدِّرَ أنه وُجِدَ في الناس مَنْ لا يعرفُهما أو لا يعرف أحدهما فسأل: ما مصرُ؟ ومَنْ موسى؟ فقل: "مصرُ موسى"؛ فإنه أعظم من وُجِدَ فيها، وكذلك الحال فيمن قال: ومن موسى؟ فقل: "موسى مصرَ" أي: المنسوب لمصرَ؛ لأنه بها ظهر وعلا قدره وشأنه.
وظاهر أن الشاعر أراد المبالغة في مدح مصر بذلك وإلا فموسى، عليه السلام، أشهر من أن يُعْرَفَ بنسبته إلى مصر؛ فليست هذه أشهرَ صفاتِهِ، بل أشهرُها كونُه كليمَ الله، عز وجل، ونبيَّه ومصطفاه، وإنما أراد الشاعر المبالغة في مدح مصر فذكر ما ذكر.
166- فَبِهِ فَخْرُهَا الْمُؤَيَّدُ مَهْمَا *** هُزَّ بِالسَّيِّدِ الْكَلِيمِ اللِّوَاءُ
اللغة
(اللواء): الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، والعرب تضع اللواء موضع الشهرة لأن موضوع اللواء شُهرةُ مكان الرئيس، (السيد الكليم): هو موسى عليه السلام
المعنى
اشتهرت مصر بموسى فبه فخرها مهما اشتهرت به أماكن أخرى
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
167- إِنْ تَكُنْ قَدْ جَفَتْهُ فِي سَاعَةِ الشَّكِّ *** فَحَظُّ الْكَبِيرِ مِنْهَا الْجَفَاءُ
اللغة
(جَفَتْهُ/ الْجَفَاءُ): (الْجَفَاءُ) مَمْدُودٌ ضِدُّ الْبِرِّ، وَقَدْ (جَفَوْتُهُ)، وَلَا تَقُلْ: جَفَيْتُهُ، أَجْفُوهُ (جَفَاءً): أَعْرَضْتُ عَنْهُ أَوْ طَرَدْتُهُ، فَهُوَ (مَجْفُوٌّ).َ
المعنى
إن تكن مصرُ قد جَفَتْ موسى، عليه السلام، ساعة الشك حيث قال أكابر مجرميها: إنه ساحر وليس بنبي، فإن الكبراء عادة لا يُكْرَمُونَ في بلادهم بل يكون حظُّهم منها الجفاءَ؛ كما قيل: لا يُكْرَمُ نبي في قومه.
168- خَلَّةٌ لِلْبِلَادِ يَشْقَى بِهَا النَّاسُ *م* وَتَشْقَى الدِّيَارُ وَالْأَبْنَاءُ
اللغة
(الْخَلَّةُ): بِالْفَتْحِ الْخَصْلَةُ.
المعنى
وجفاءُ الكبار في ديارهم خَصلةٌ يشقى بها الناس كما تشقى بها الديار وأبناء البلاد النابغين
169- فَكَبِيرٌ أَلَّا يُصَانَ كَبِيرٌ *** وَعَظِيمٌ أَنْ يُنْبَذَ الْعُظَمَاءُ
اللغة
(صَانَ) الشَّيْءَ: حَفِظَهُ فِي صُوَانِهِ[1]، من بَابِ قَالَ، وَ(صِيَانًا) وَ(صِيَانَةً) أَيْضًا، فَهُوَ (مَصُونٌ) وَلَا تَقُلْ: مُصَانٌ.
المعنى
وذلك لأنه أمر عظيم ألا يصان كبير في بلده وألا يأخذ حظه من التقدير والتكريم، ومن العظائم أن يُنبَذ العظماءُ فلا يأخذون حقهم في بلادهم
***
________________________
[1] الصُّوَانُ، بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، وَالصِّيَانُ، بِالْيَاءِ مَعَ الْكَسْرِ، لُغَةٌ، وَهُوَ: مَا يُصَانُ فِيهِ الشَّيْءُ.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
170- وُلِدَ الرِّفْقُ يَوْمَ مَوْلِدِ عِيسَى[1] *** وَالْمُرُوءَاتُ وَالْهُدَى وَالْحَيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
بعد قصة موسى، عليه السلام، شرع يذكر شيئا من قصة المسيح عيسى، عليه السلام؛ لأنه جاء إلى مصر أيضا، فذكر أنه اشتهر بالرفق والمروءات والهدى والحياء حتى لكأن هذه الصفات لم تكن موجودة قبله بل وجدت يوم مولده.
171- وَازْدَهَى الْكَوْنُ بِالْوَلِيدِ وَضَاءَتْ *** بِسَنَاهُ مِنَ الثَّرَى الْأَرْجَاءُ
اللغة
(ازدهى به): يريد: فرح به، ولكن لم أقف على هذا المعنى في المعاجم فليراجع والذي فيها: ازهاه وازدهى به: استخفه.
(الوليد): أي المسيح عليه السلام
(الثرى): التراب وأراد به هنا الأرض
المعنى
فرح الكون بمولد المسيح عليه السلام وأضاءت أرجاء الأرض بنوره
___________________________
[1] في الشوقيات الصحيحة: (يوم مولد موسى) وهو خطأ واضح
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
172- وَسَرَتْ آيَةُ الْمَسِيحِ كَمَا يَسْـ *** ـرِي مِنَ الْفَجْرِ فِي الْوُجُودِ الضِّيَاءُ
اللغة
(سَرَى): الليلَ وبه، يَسْرِي بالكسر (سَرْيًا)، والاسم (السِّرَايَةُ)، و(أَسْرَى) بِالْأَلِفِ لغةُ أهلِ الحجازِ أي: سَارَ لَيْلًا، وجاء القرآنُ باللغتين جميعا؛ قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1]، وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]. وَالسُّرْيَةُ بضم السين وفتحها أَخَصُّ، يقال: سَرَيْنَا سُرْيَةً من الليل وَسَرْيَةً، والجمع السُّرَى مثل: مُدْيَةٍ وَمُدًى، قال أبو زيد: ويكون السُّرَى أولَ الليل وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ.
(الْآيَةُ): العلَامَةُ، والمراد هنا المعجزة.
المعنى
انتشرت آية المسيح التي أعطاه الله إياها من شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله وغيرها من المعجزات الدالة على أنه نبي من عند الله، سرت هذه المعجزات وانتشرت في ظلام الجهل كما يسري الفجر في الوجود فيزيل ظلام الليل ويبدل مكانه نور الصباح.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
173- تَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالْعَوَالِمَ نُورًا *** فَالثَّرَى مَائِجٌ بِهًا وَضَّاءُ
اللغة
(الْعَوَالِمُ): بكسر اللام جمع (الْعَالَمُ) بفتحها: الْخَلْقُ.
(الثَّرَى): التُّرَابُ النَّدِيُّ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيًّا فَهُوَ تُرَابٌ وَلَا يُقَالُ حِينَئِذٍ ثَرًى.
(مَاجَ): الْبَحْرُ مِنْ بَابِ قَالَ: اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُهُ.
المعنى
سرت هذه الآيات والمعجزات وانتشرت في الأرض فملأتها من نور الإيمان بالله وحده لا شريك له فأضاءت بها ظلمات الجهل والكفر.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
174- لَا وَعِيدٌ لَا صَوْلَةٌ لَا انْتِقَامٌ *** لَا حُسَامٌ لَا غَزْوَةٌ لَا دِمَاءُ
اللغة
(صَوْلَة): (صَالَ عَلَيْهِ): اسْتَطَالَ، وَبَابُهُ قَالَ، و(صَوْلَةً) أَيْضًا، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إذَا وَثَبَ الْبَعِيرُ عَلَى الْإِبِلِ يُقَاتِلُهَا قُلْتُ اسْتَأْسَدَ الْبَعِيرُ وَصَالَ صَوْلًا وَصِيَالًا، وَالصَّوْلَةُ الْمَرَّةُ وَالصِّيَالَةُ كَذَلِكَ.
(الْحُسَامُ): السَّيْفُ الْقَاطِعُ.
(غَزْوَة): (غَزَوْتُ) الْعَدُوَّ مِنْ بَابِ عَدَا، وَالِاسْمُ (الْغَزَاةُ)، والْفَاعِلُ غَازٍ، وَالْغَزْوَةُ: الْمَرَّةُ، وَالْجَمْعُ غَزَوَاتٌ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَغْزَيْتُهُ: إذَا بَعَثْتُهُ يَغْزُو، وَإِنَّمَا يَكُونُ غَزْوُ الْعَدُوِّ فِي بِلَادِهِ.
المعنى
جاء المسيح عليه السلام بالسماحة والسلام فلا وعيد ولا انتقام من أحد ولا قتل ولا سفك للدماء بل دينه السماحة والسلام
تنبيه
هذا الذي ذكره الشاعر يوهم أن الغزو والجهاد في سبيل الله ليس من السماحة والسلام التي جاءت بها الأديان وهذا غير مراد له قطعا بل كل من عند الله وهو الذي يسلط رسله على من يشاء
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
175- مَلَكٌ جَاوَرَ التُّرَابَ فَلَمَّا *** مَلَّ نَابَتْ عَنِ التُّرَابِ السَّمَاءُ
اللغة
(مَلَّ): مَلِلْتُهُ وَمَلِلْتُ مِنْهُ مَلَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَمَلَالَةً: سَئِمْتُ وَضَجِرْتُ، وَالْفَاعِلُ مَلُولٌ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَمْلَلْتُهُ الشَّيْءَ.
المعنى
يشير إلى رفعه عليه السلام إلى السماء
تنبيهات
الأول-قوله: "ملَك" الصواب أنه بفتح اللام واحد الملائكة، وليس المراد "ملِكٌ" بكسرها واحد الملوك؛ لأنه أراد المبالغة في مدح المسيح عليه السلام بأنه ملَكٌ من الملائكة نزل إلى الأرض وجاور التراب قليلا فلما مَلَّ رجع إلى مكانه في السماء.
الثاني-قوله: "جاور التراب" يشير إلى قِصَرِ مدة المسيح عليه السلام بالأرض حيث يقال إنه رُفِعَ وهو ابن ثلاثين عاما
الثالث-قوله: "جاور التراب" ليس معناه أنه رُفِعَ إلى السماء بعد أن قُبِرَ ثلاثة أيام كما تزعمه النصارى ولكن المراد أنه عاش على الأرض ثم رفعه الله إلى السماء حين شاء.
176- وَأَطَاعَتْهُ فِي الْإِلَهِ شُيُوخٌ *** خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ، ضُعَفَاءُ
اللغة
(خُشَّع): جمع خاشع، والتخشع لله: الإخبات والتذلل
(خُضَّع): جمع خاضع، والخضوع: الانقياد.
فائدة
الخشوع قريب من الخضوع إلا أن:
- الخضوع يكون في البدن: وهو الإقرار بالاستخذاء: كما في قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [الشعراء: 4]
- وأما الخشوع فيكون:
1- في الصوت كقوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} [طه: 108]
2- وفي البصر كقوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [القلم: 43] و[المعارج: 44]
3- وفي القلب كقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع»[1]
4- وفي البدن كقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } [الغاشية: 2]،
وقوله صلى الله عليه وسلم: "خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي [ وما استقلت به قدمي لله رب العالمين]"[2]
وفي رواية "خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين"[3].
المعنى
وأطاعه في الإيمان بالله شيوخ خاشعين لله، خاضعين لله ولرسوله المسيح، ضعفاء.
واعلم أن الخشوع من أنواع العبادة فلا يجوز صرفه لغير الله
والدليل قوله تعالى: {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]؛
ولهذا فلا يجوز حمل قوله: "خشع" على أن المراد خشع له على أنه من باب الاحتباك فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه وهو قوله: "خضع له"، ولكن نحمل قوله: "خشع" أي لله.
ولعل لهذا السبب لم يقل: "خضع خشع له"
ولابد من هذا التأويل وعدم اتهام الشاعر بالجهل بالعقيدة فقد كان رحمه الله واسع الاطلاع في العلوم المختلفة وإن كان لنا عليه تعقبات أحيانا في باب العقيدة إلا أنه لابد من إحسان الظن به في كل موضع أمكننا ذلك تقديرا وحفظا لمنزلته التي أنزله الله بها، والله الموفق.
_____________________________
[1] صحيح: صحيح الجامع رقم (1297)
[2] صحيح: رواه النسائي
[3] صحيح: رواه مسلم
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
177- أَذْعَنَ النَّاسُ وَالْمُلُوكُ إِلَى مَا *** رَسَمُوا وَالْعُقُولُ وَالْعُقَلَاءُ
اللغة
(أذعن له): خضع وذل
(الرَّسْمُ): الْأَثَرُ، و(رَسْمُ الدَّارِ): مَا كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَاصِقًا بِالْأَرْضِ، و(رَسَمْتُ الْكِتَابَ): كَتَبْتُهُ، و(رسمتُ له كذا فارتسمه): امتثله.
المعنى
آمن الناس والملوك والعقول والعقلاء بتعاليم المسيح وأصحابه.
178- فَلَهُمْ وَقْفَةٌ فِي كُلِّ أَرْضٍ *** وَعَلَى كُلِّ شَاطِيءٍ إِرْسَاءُ
اللغة
(وَقْفَة): على وزن فَعْلَة وهي المرة من الوقوف، يقال: وقف بالمكان وَقْفًا ووقوفا فهو واقف: أي دام قائما
(إرساء): رَسَى الشيءُ يَرْسُو رُسُوًّا: ثَبَتَ، كأرساهُ إرساء، و(رَسَتِ) السفينةُ: وقفت على البحر، وبابه عدا وسما.
المعنى
الضمير في (لهم) يعود للشيوخ الخشع أتباع المسيح، يريد أن لهم أتباعا في كل مكان فإذا ذهبوا إلى أي مكان تلقاهم أهله من أتباعهم بالترحيب فأقاموا بالمكان كما يشاؤون وأرسوا سفنهم آمنين.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د:ابراهيم الشناوى
178- فَلَهُمْ وَقْفَةٌ فِي كُلِّ أَرْضٍ *** وَعَلَى كُلِّ شَاطِيءٍ إِرْسَاءُ
عجز هذا البيت لا يستقيم عروضيا. وصوابه:
فَلَهُمْ وَقْفَةٌ عَلَى كُلِّ أَرْضٍ
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
بارك الله فيكم ، حقا البيت من الخفيف ولا بستقيم وزنه بالصورة التي ذكرها الدكتور الشناوي لكن الذي أريد أن أنبه إليه هو أن الشطر الأول من البيت لا يسمى عجزا وإنما يسمى صدرا كما أن الجزء الأول منه يسمى صدرا أيضا وآخر جزء منه
يسمى عروضا وما بينهما بسمى حشوا ، وأما الذي يسمى عجزا فهو المصراع الثاني وأوله ابتداء وآخره ضرب وما بينهما حشو وأحيانا يطلقون الحشو على ما دون الضرب والعروض مطلقا والله أعلم
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله محمود محمد
الذي أريد أن أنبه إليه هو أن الشطر الأول من البيت لا يسمى عجزا وإنما يسمى صدرا
بارك الله فيك. كان ذاك سبق قلم. وقد كتبته على عجلة، ولم أراجعه إلا الآن. شكرا.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
تم التنبيه في باقي المنتديات للتعديل ولتدارك الخطأ
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
179- دَخَلُوا ثَيْبَةً فَأَحْسَنَ لُقْيَاهُمْ *م* رِجَالٌ بِثَيْبَةٍ حُكَمَاءُ
اللغة
(ثيبة): عاصمة من عواصم مصر القديمة
وهي ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث لكنها هنا في الموضعين مصروفة للوزن.
المعنى
ولأن لهم أتباعا في كل مكان ومن ذلك ثيبة إحدى عواصم مصر القديمة فلما دخلوها تلقاهم حكماؤها بالترحيب وأحسنوا لقياهم
180- فَهِمُوا السِّرَّ حِينَ ذَاقُوا، وَسَهْلٌ *** أَنْ يَنَالَ الْحَقَائِقَ الْفُهَمَاءُ
اللغة
(السر): أي سر عبادة الله على دين المسيح.
(فُهَمَاء): على وزن (فُعَلَاء)، جمع (فَهِيم) بمعنى (فَاهِم) على وزن (فَعِيل) بمعنى (فاعل)، ويطرد (فُعَلَاء) في كل وصف على (فَعِيل) بمعنى اسم الفاعل لمذكر عاقل غير مضعف ولا مُعَلّ اللام نحو: كريم وكرماء وبخيل وبخلاء ومنه فهيم وفهماء، ويقال: فَهِمَ الشيء فهْما: عَلِمَه.
المعنى
فَهِمَ هؤلاء الحكماءُ مِنْ رجال ثَيْبَةَ سرَّ عبادة الله على دين المسيح عليه السلام حين ذاقوا حلاوة الإيمان بالله ومن اليسير أن يَصِلَ إلى الحقائق الفهماء وينالوها.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
181- فَإِذَا الْهَيْكَلُ الْمُقَدَّسُ دَيْرٌ *** وَإِذَا الدَّيْرُ رَوْنَقٌ وَبَهَاءُ
اللغة
(الهيكل): بيت الأصنام
(الدَيْر): خانُ النصارى، وجمعه أَدْيار، وصاحبه الذي يسكنه ويَعْمُرُهُ: دَيَّار ودَيْراني
(رونق الشيء): صفاؤه وحُسنُه
(البهاء): الحُسْن
المعنى
لما آمن هؤلاء الحكماء برسالة عيسى عليه السلام حَوَّلُوا الهياكل التي هي دُورٌ لعبادة الأصنام إلى أديرة لعبادة الله وحده لا شريك له على دين نبيه ورسوله المسيحِ عيسى عليه السلام، فتطهرت دورُ العبادة من كدر الشرك فظهر رونقُها وبهاؤها بسبب نور العبادة
182- وَإِذَا ثَيْبَةٌ لِعِيسَى وَمَنْفِيـ ... ـسٌ وَنِيلُ الثَّرَاءِ وَالْبَطْحَاءُ
اللغة
(البطحاء): مسيلُ الماء فيه دقاق الحصى
(ثيبة) و(منفيس): من عواصم مصر القديمة
المعنى
يريد أن المصريين كلهم دخلوا في دين الله وآمنوا بالمسيح عليه السلام رسولا من عند الله.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
183- إِنَّمَا الْأَرْضُ وَالْفَضَاءُ لِرَبِّي *** وَمُلُوكُ الْحَقِيقَةِ الْأَنْبِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
الكون كله لله فالأرض لله والفضاء لله وكل شيء هو له والأنبياء هم ملوك هذه الحقيقة فيدلون الناس عليها.
184- لهمُ الحبُّ خالصا من رعاياهم *م* وكل الهوى لهم والولاء
اللغة
(الولاء): النصرة
المعنى
للأنبياء الحب خالصا صادقا من أتباعهم ولهم منهم الولاء والنصرة
185- إِنَّمَا يُنْكِرُ الدِّيَانَاتِ قَوْمٌ *** هُمْ بِمَا يُنْكِرُونَهُ أَشْقِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لا ينكر الديانات إلا الذين هم بها أشقياء، ومعنى أنهم أشقياء بالديانات أنهم يكونون من المترفين غالبا المنعمين بلذات الدنيا فتأتيهم الأنبياء بالديانات من عند الله فيها حَدٌّ لمظاهر الترف والنعيم والاستبداد، فكل شيء له حد لا ينبغي مجاوزته فإذا أردت التنعم والالتذاذ بالشهوات وغير ذلك فهذا في إطار لا ينبغي مجاوزته ولا ينبغي ظلم الضعفاء واحتقارهم، ولا أكل أموال الناس بالباطل، وهكذا ... وهذه التعاليم لا يرضاها من يظن أنه يتضرر منها فيعادي الدين وأتباعه وينكر إرسال الرسل من عند الله وأنه لا دين بل ولا إله
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
186- هَرِمَتْ دَوْلَةُ الْقَيَاصِرِ والدَّوْلَاتُ *م* كَالنَّاسِ دَاؤُهُنَّ الْفَنَاءُ
اللغة
(دولة القياصر): الدولة الرومانية
(الهرم): بلوغ أقصى الكبر
المعنى
طال الأمد على الدولة الرومانية دولة القياصر حتى أصابها الضعف والدول كالناس تمر بمراحل الصبا (النشأة) والشباب (القوة) ثم الشيخوخة والهرم (الضعف) ثم الموت (الفناء) والفناء هو داء الناس الذي لا مفر منه ولا دواء له وهو يصيب الدول أيضا فتفنى ويَخْلُفُها غيرُها
187- لَيْسَ تُغْنِي عَنْهَا الْبِلَادُ وَلَا مَالُ *م* الْأَقَالِيمِ إِنْ أَتَاهَا النِّدَاءُ
اللغة
(النداء): نداء الفناء
المعنى
إن حان وقتُ فَناءِ دولةٍ لم يُغْنِ عنها مالٌ ولا أصدقاءٌ.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
188- نَالَ رُومَا مَا نَالَ مِنْ قَبْلُ آثِيـــــــــــ ــــــ ... ـــــــــــــــ ــــــــنَا وَسِيمَتْهُ ثَيْبَةُ الْعَصْمَاءُ
اللغة
(سامه الأمر): كلفه إياه، وأكثر ما يستعمل في الشر والعذاب.
المعنى
أصاب روما الفناء فتلاشت كما أصاب مِن قبلها آثينا وثيبةَ فلم يَعُدْ لهما وجود
189- سُنَّةُ اللهِ فِي الْمَمَالِكِ مِنْ قَبْـــــــــــ ــ ... ــــــــــــلُ وَمِنْ بَعْدُ مَا لِنُعْمَى بَقَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وهذا الفناء الذي يصيب الدول كما يصيب الناس هو سنة الله في الأرض مِن قبلِ فناءِ روما ومن بعد فَنائها فكل نعيم في الدنيا لا محالة زائل
***
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
***
190- أَظْلَمَ الشَّرْقُ بَعْدَ قَيْصَرَ وَالْغَرْبُ *م* وعَمَّ البرِيَّةَ الإِدْجَاءُ
اللغة
(الإدجاء): الظلام
المعنى
بدأ الشاعر في التمهيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم فذكر أن الناس كانوا في ظلامٍ مُطْبِقٍ عَمَّ الشرقَ والغرب وفي جاهلية عامة.
191- فَالْوَرَى فِي ضَلَالِهِ مُتَمادٍ *** يَفْتِكُ الْجَهْلُ فِيهِ وَالْجُهَلَاءُ
اللغة
(الورى): الخَلْق
(الجُهَلَاء): جمع جاهل كالعلماء جمع عالِم، والجهل نقيض العلم، والجاهلية: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه وشرائعِ الدين والكبر والتَّجَبُّر وغير ذلك
المعنى
فالخلق متمادون في ضلالهم وغَيِّهِم لا يردعهم شيء ولا يردهم إلى الحق شيء لعموم الجهل الذي يفتك بهم وكثرة الجهلاء مما أدى إلى أن يفتك الناس بعضهم ببعض ويأكل القوي منهم الضعيف
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
192- عَرَّفَ اللهَ ضِلَّةً فَهْوَ شَخْصٌ *** أَوْ شِهَابٌ أَوْ صَخْرَةٌ صَمَّاءُ
اللغة
(ضِلَّة): ضلالا
(شهاب): شعلة من نار ساطعة وقد يطلق على الكوكب
المعنى
ومن مظاهر عموم الجهل وانتشاره بين الخلق وعمومِ جهلهم بالله سبحانه أنهم اتَّخَذُوا آلهة متعددة فمنهم من عبد أشخاصا صالحين كـ(اللات) وهو رجل صالح كان يصنع السَّوِيق (نوع من الطعام) للحُجَّاج، ومنهم مَنْ عبد الشُّهُب والكواكب ومنهم من عبد الصخور الصماء: (الأوثان).
193- وَتَوَلَّى عَلَى النُّفُوسِ هَوَى الْأَوْثَانِ *م* حَتَّى انْتَهَتْ لَهُ الْأَهْوَاءُ
اللغة
(تَوَلَّى العملَ): تقلده، و(استولى عليه): غلب عليه وتمكن منه
المعنى
أي أن حب الأوثان وعبادتها غلب على النفوس حتى بلغ منها الغاية
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
194- فَرَأَى اللهُ أَنْ تُطَهَّرَ بِالسَّيْـ ... ــــفِ وَأَنْ تَغْسِلَ الْخَطَايَا الدِّمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لما عَمَّ الكفر والجهل بين الناس وانتشرت عبادة الأوثان فيهم حتى بلغت هذا المبلغ أراد الله أن يُطَهِّر هذه النفوس المريضة بداء الجهل والكفر= بالسيف، وذلك يكون بالحرب والقتال على الدين الحق فتَغْسِلُ الدماءُ هذه الخطايا.
195- وَكَذَاكَ النُّفُوسُ وَهْيَ مِرَاضٌ *** بَعْضُ أَعْضَائِهَا لِبَعْضٍ فِدَاءُ
اللغة
(مراض): جمع مريض
المعنى
ومثل ما سبق من تطهير أدران الإلحاد والكفر بالسيف حتى يزول الكفر وتغسل الدماءُ هذه الخطايا= مثل ذلك النفوس المريضة تفدي بعض أعضائها بعضا فقد يتلف أحد أعضاء الجسد ولو تُرِكَ لأتلف الجسد كلَّه فنفدي الجسد كله ببتر هذا العضو التالف
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
196- لَمْ يُعَادِ اللهُ الْعَبِيدَ وَلَكِنْ *** شَقِيَتْ بِالْغَبَاوَةِ الْأَغْبِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
إن ما شرعه الله من الجهاد ليس معاداةً منه سبحانه للعبيد ولكنهم أغبياء يشقَوْنَ بالغباوة إذ الأدلة على وجوده سبحانه ظاهرة في كل شيء.
وفي كل شيء له آيةٌ ... تدل على أنه الواحد
فالذين لا يرون هذه الآيات، أو يرونها ولكنهم يكابرون هم من الأغبياء الذين لا يعرفون الحق إلا بالقوة.
197- وَإِذَا جَلَّتِ الذُّنُوبُ وَهَالَتْ *** فَمِنَ الْعَدْلِ أَنْ يَهُولَ الْجَزَاءُ
اللغة
(جَلَّ الشيءُ) يَجِلُّ: عَظُمَ
(هالَهُ الشيءُ): هَوْلًا من باب قال: أفزعه
المعنى
وإذا عَظُمَتِ الذنوب جدا كان العدلُ أن يكون الجزاءُ على قدر هوْلِ الذنوب وكِبَرِها.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
198- أَشْرَقَ النُّورُ فِي الْعَوَالِمِ لَمَّا ... بَشَّرَتْهَا بِأَحْمَدَ الْأَنْبَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لما جاءت الأنباء بالبشارة بمولد أحمد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أشرق النور في العوالم وبدأ ظلام الجهل يزول
199- بِالْيَتِيمِ الْأُمِّيِّ وَالْبَشَرِ الْمُوحَى ..م.. إِلَيْهِ الْعُلُومُ وَالْأَسْمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
أشرق النور في العوالم لما جاءت البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم الموصوف بهذه الصفات وهي أنه يتيم أُمِّيٌّ بَشَرٌ موحى إليه.
وأشار الشاعر بقوله: (موحى إليه العلوم والأسماء) إلى أنه صلى الله عليه وسلم مع كونه بشرا أُمِّيًّا إلا أن علومه كانت عن طريق الوحي من الله تعالى فلهذا كانت الأميةُ فيه كمالا؛ لأنها دليل على صدق نبوته، وإن كانت صفة نقص في غيره إذ إن معرفته بأنواع العلوم التي لا يعرفها بشرٌ أميا كان أو عالما لَدليل على أن هذا الأميَّ رسولٌ من عند الله وصادق في دعواه.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
200- قُوَّةُ اللهِ إِنْ تَوَلَّتْ ضَعِيفًا ... تَعِبَتْ فِي مِرَاسِهِ الْأَقْوِيَاءُ
اللغة
(المراس): هنا بمعنى المأخذ والمعالجة
المعنى
هذا البيت أجراه مجرى المثل ومعناه ظاهر والمراد به أن الصفات السابقة صفات تدل على الضعف: فاليُتْمُ ضَعْفٌ، والبشرية من خصائصها الضعف كما قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، والأُمِّيَّةُ ضَعْفٌ، فكل هذه صفات ضعف لكن لما تولاه الله بعنايته وقوته صار مَنْ هم في حكم العادة أقوياء لا يستطيعون مقاومته لأن قوته مستمدة من الله فلا يمكن لأحد أن يقف أمام قوة الله.
201- أَشْرَفُ الْمُرْسَلِينَ آَيتُهُ النُّطْقُ (م) مُبِينًا وَقَوْمُهُ الْفُصَحَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
هو أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم معجزته كلامية وهي القرآن الكريم الْمُنَزَّلُ بلسان عربي مبين المتحدى بأقصر سورة منه أهل الفصاحة والبلاغة منهم أن يأتوا بمثلها فلم يستطيعوا، مع أن قومه هم الفصحاء أهل اللغة والبلاغة. وأيضا فكلامه صلى الله عليه وسلم قد بلغ الذروة في الفصاحة فلا يستطيعون مجاراته فيها، بل إن بعضهم قد أسلم لما سمع كلامه صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ([1])، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ([2])، قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ[3].
______________________________ _____
([1]) المراد بالريح هنا: الجنون ومس الجن
([2]) ناعوس البحر: وفي غير مسلم (قاموس البحر) وهو وسطه وقعره الأقصى
[3] صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (2/ 593/ رقم868/ ك: الجمعة، ب: تخفيف الصلاة والخطبة)
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
202- لَمْ يَفُهْ بِالنَّوَابِغِ الْغُرِّ حَتَّى *** سَبَقَ الْخَلْقَ نَحْوَهُ الْبُلَغَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لم يتكلم صلى الله عليه وسلم بالكَلِمِ النوابغ الغر المعجز حتى كان البلغاء قد بلغوا مبلغا عظيما في البلاغة ووصلوا إلى قمتها فلما جاءهم صلى الله عليه وسلم غَطَّى على فصاحتهم وبلاغتهم بكلامه الذي لا يستطيعون مجاراته وبما جاءهم به من القرآن الكريم الذي أعجز الإنس والجن أن يأتوا بمثله
203- وَأَتَتْهُ الْعُقُولُ مُنْقَادَةَ اللُّبِّ *م* وَلَبَّى الْأَعْوَانُ وَالنُّصَراءُ
اللغة
(اللب): ذكاء من العقل
المعنى
وانقادت العقول لِمَا جاء به صلى الله عليه وسلم وأجاب دعوته الأعوان والنصراء
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
204- جاء للناس والسرائرُ فوضى *** لم يُؤَلِّفْ شَتاتَهن لواءُ
اللغة
(الشتات): المتفرق
المعنى
جاء صلى الله عليه وسلم والناس فوضى لا إمام لهم ولا راية توحدهم ولا لواء يجمع شتاتهم
205- وحِمَى اللهِ مُسْتَباحٌ وشرعُ اللهِ *م* والحقُّ والصوابُ وراءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
جاء صلى الله عليه وسلم وحمى الله ومحارمه مستباحة والناس في جاهلية جهلاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فشرع الله وراءهم ووراءهم الحق والصواب
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
206- فَلِجِبريلَ جيئةٌ ورَواحٌ *** وهبوطٌ إلى الثرى وارتقاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وجبريل يجئ بالوحي ويروح به ويهبط إلى الأرض بالوحي ويرجع إلى السماء
207- يُحْسَبُ الأُفْقُ في جناحَيْهِ نورًا *** سُلِبَتْهُ النجومُ والجَوْزاءُ
اللغة
(جناحيه): المراد أجنحته فعبر عن الجمع بالمثنى
المعنى
لِجبريلَ عليه السلام ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق وينتشر من أجنحته التهاويل من الدر والياقوت كما ثبت ذلك كله في الأحاديث الصحيحة، والمراد أن النور يُشِعُّ من أجنحته ويتلألأ في الأفق فكأن هذا النور قد أُخِذَ وسُلِبَ من النجوم والجوزاء
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
208- تِلْكَ آيُ الْفُرْقَانِ أَرْسَلَهَا اللهُ *م* ضِيَاءً يَهدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
اللغة
(الآي): جمع آية
المعنى
جاء جبريل بآيات الفرقان وهذه الآيات أرسلها الله هدى ونورا للعالمين يهدي بها الله من يشاء من عباده
209- نَسَخَتْ سُنَّةَ النَّبِيِّينَ وَالرُّسْلِ *م* كَمَا يَنْسَخُ الضِّيَاءَ الضِّيَاءُ
اللغة
(النسخ): الإزالة يقال نسخت الشمسُ الظلَّ أي أزالته
المعنى
نسخت آيات الفرقان ما سبقها من سنن النبيين والمرسلين، كما ينسخ الضياءُ الشديدُ الضياءَ الأقلَّ منه نورا وإنْ كانا جميعا ضياءً وذلك كالشمس التي يُذهِبُ ضوؤها ضوءَ القمر والنجوم
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
210- وَحَمَاهَا غُرٌّ كِرَامٌ أَشِدَّاءُ *م* عَلَى الْخَصْمِ بَيْنَهُمْ رُحَمَاءُ
اللغة
(غُرٌّ): جمع أَغَرّ، يقال: رجلٌ أَغَرُّ: صَبِيحٌ أو سيدٌ في قومه.
المعنى
وحمى شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم سادة كرام أشداء على الكفار رحماء بينهم
_____________________
211- أُمَّةٌ يَنْتَهِي الْبَيَانُ إِلَيْهَا *** وَتَؤُولُ الْعُلُومُ وَالْعُلَمَاءُ
اللغة
(تؤول): ترجع
المعنى
هذه الأمة أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمةٌ بلغت الغاية في البيان بحيث ينتهي البيان إليها وترجع إليها العلوم والعلماء لبلوغها الغاية في العلم
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
212- جازتِ النجمَ واطمأنتْ بأُفْقٍ *** مطمئنٍّ به السَّنا والسَّناءُ
اللغة
(جَازَ): الْمَوْضِعَ سَلَكَهُ وَسَارَ فِيهِ، يَجُوزُ (جَوَازًا)، و(أَجَازَهُ) خَلَّفَهُ وَقَطَعَهُ، و(جَاوَزَ) الشَّيْءَ إِلَى غَيْرِهِ وَ (تَجَاوَزَهُ) بِمَعْنًى، أَيْ (جَازَهُ)، أَيْ تَعَدَّاهُ.
(السَّنَا) مَقْصُورٌ: ضَوْءُ الْبَرْقِ.
(السَّنَاءُ) مَمْدُودٌ: الرِّفْعَةِ.
المعنى
هذه الأمة بلغت مبلغا عظيما لا يُبْلَغُ شَأْوُهُ ففاقت النجم في المكانة وعلت على جميع الأمم وانتشر سلطانها على جميع الأمم وصارت جميع الأمم تهابها فصارت مطمئنة في مكانها العالي الذي بلغته لا تَهابُ أمة أخرى وصارت في مكان منير لا يُعَكِّرُ على ضوئه ظلام الجهل والكفر، وهذا معنى (أفق مطمئن به السنا والسناء) فالسنا هو العلو فالمكان الذي بلغته هذه الأمة عالٍ جدا بحيث لا يمكن أن تصل إليه أمة أخرى فتزيحها عن مكانها (فالسنا مطمئن) والسناء هو الضياء والمراد به انتشار حضارة الإسلام في الأرض على الأمم الأخرى أيضا بسبب تقدم هذه الأمة في العلم وكان من الانتشار والتقدم بحيث لا يمكن أن يخفي ضوءه ظلام الجهل والكفر من الأمم الأخرى
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
213- كُلَّمَا حَثَّتِ الرِّكابَ لِأَرْضٍ *** جَاوَرَ الرُّشْدُ أَهْلَهَا وَالذَّكَاءُ
اللغة
(حَثَّ الرِّكَابَ): أي حض الإبل على أن تسرع، والمراد كلما انتقلت لأرض.
المعنى
هذه أمة مباركة فلا تنتقل لأرض إلا وينتقل معها الرشد والذكاء لأهل هذه الأرض فيعم خيرها على غيرها من الأمم
214- وَعَلَا الْحَقُّ بَيْنَهُمْ وَسَمَا الْفَضْلُ *م* وَنَالَتْ حُقُوقَهَا الضُّعَفَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
كلما انتقلت هذه الأمة لأرض نشروا بينهم الحقَّ والفضلَ فيعلو الحقُّ بين الناس ويسمو الفضلُ وينال الضعفاءُ حقوقَهم.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
215- تَحْمِلُ النَّجْمَ وَالْوَسِيلَةَ وَالْمِيزَانَ *م* مِنْ دِينِهَا إِلَى مَنْ تَشَاءُ
اللغة
(النَّجْمُ): الْكَوْكَبُ، وَالْجَمْعُ أَنْجُمُ وَنُجُومٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ، وَكَانَتْ الْعَرَبُ تُؤَقِّتُ بِطُلُوعِ النُّجُومِ؛ لِأَنَّهُمْ مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ الْحِسَابَ وَإِنَّمَا يَحْفَظُونَ أَوْقَاتَ السَّنَةِ بِالْأَنْوَاءِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ الْوَقْتَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ الْأَدَاءُ نَجْمًا تَجَوُّزًا؛ لِأَنَّ الْأَدَاءَ لَا يُعْرَفُ إلَّا بِالنَّجْمِ.
(الوسيلة): ما يُتَوَصَّلُ به إلى الشيء ويُتَقَرَّبُ به، والمراد: الأعمال الصالحة التي يتقربون بها إلى الله، يقال: وَسَّلَ إلى الله توسيلا وتوسل إليه: عَمِلَ عملا تقرَّبَ به إليه.
(الميزان): المراد به العدل.
المعنى
تحمل هذه الأمة معها العلوم النافعة كعلم الأوقات، والأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله، وتحمل معها أيضا العدل، تحمل كل هذا من دينها إلى من تشاء من الأمم التي تنتقل إليها.
216- وَتُنِيلُ الْوُجُودَ مِنْهُ نِظَامًا *** هُوَ طِبُّ الْوُجُودِ وَهْوَ الدَّوَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وتعطي الوجود من هذا الدين نظاما هو النظام الصالحُ الْمُصْلِحُ للوجود، فهو الدواء لما فسد واعتلَّ من أنظمة الوجود.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
217- يَرْجِعُ النَّاسُ والْعُصُورُ إِلَى مَا *** سَنَّ وَالْجَاحِدُونَ وَالْأَعْدَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
النظام الذي وضعه دينُ هذه الأمة هو خير الأنظمة وأفضلها فلهذا يرجع إليه الناس، وهو النظام الصالح المصلح لكل زمان ومكان فلهذا يرجعون إليه في كل عصر بل يُقِرُّ بفضله الجاحدون والأعداء فتراهم يرجعون إليه أيضا أحيانا
218- فِيهِ مَا تَشْتَهِي الْعَزَائِمُ إِنْ هَمَّ *م* ذَوُوهَا وَيَشْتَهِي الْأَذْكِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
في هذا الدين من عُلُوِّ الهمة ما يشتهيه ذوو العزائم العالية والأذكياء
219- فَلِمَنْ حَاوَلَ النَّعِيمَ نَعِيمٌ *** وَلِمَنْ آثَرَ الشَّقَاءَ شَقَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
فلمن تمسك بهذا الدين وكان ذا همة عالية وأراد الارتقاء وبلوغ النعيم والدرجات العالية في الدنيا والآخرة فله النعيم وطريقه إلى هذا النعيم هو هذا الدين، وأما من آثر الدنيا وجحد هذا الدين فله الشقاء
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
220- أيَرَى العُجْمُ مِن بني الظِّلِّ والماءِ *م* عجيبا أَنْ تُنْجِبَ البَيْدَاءُ
اللغة
(يرى): يذهب، تقول: الذي أَراه كذا أي الذي أذهب إليه
(العُجْم): وزان قُفْل لغة في العَجَم بفتحتين وهم خلاف العرب
(بنو الظل والماء): هم العجم لأن الغالب على بلادهم البَرْدُ وكثرة الثلوج والأمطار بخلاف بلاد العرب المشمسة الحارة،
وأيضا قد يريد أنهم أصحاب رفاهية وعيش رغيد ينعمون بالظل والماء بخلاف العرب الذين يعيشون في الصحراء في خشونة من العيش
(تنجب البيداء): من أنجب الرجلُ: وَلَدَ وَلَدًا نجيبا
المعنى
أيرى الأعاجم المُنَعَّمُون أصحاب الحضارة الحديثة الظانين أن النجباء لا يكونون إلا منهم أيرون أن من العجائب أن يولد النجباء في الصحراء مع شظف العيش وخشونته
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
221- وتُثيرَ الخيامُ آسادَ هيجاء *م* تَراها آسادَها الهيجاءُ
اللغة
(الهيجاء): الحرب
المعنى
أيعجب هؤلاء الأعاجم أن يوجد الشجعان في الخيام وفي الصحراء وهم من الشجاعة بحيث تراهم الحرب أنهم هم شجعانها دون من سواهم
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
222- مَا أَنَافَتْ عَلَى السَّوَاعِدِ حَتَّى الْـ *** أَرْضُ طُرًّا فِي أَسْرِهَا وَالْفَضَاءُ
اللغة
(ما): هنا موصولة بمعنى التي تعود إلى (آساد هيجاء)
(أناف على كذا): سما وعلا عليه وفاقَهُ، والمرادُ: بَذَّ منافسيه في القدر والمنزلة
(السواعد): جمع ساعدة وهي من أسماء الأسد
وسواعد وزان فواعل صيغة منتهى الجموع ويجمع عليها انواع منها ما كان على وزن فاعلة مطلقا اسما أو وصفا لعاقل أو غيره نحو: ضاربة وضوارب وفاطمة وفواطم وناصية ونواصٍ ومنه ساعدة وسواعد
المعنى
هؤلاء الشجعان آساد الحروب الذين أنجبتهم الصحراء هم أشجع مَنْ على وجه الأرض حتى إنهم فاقوا الأسود الضواري وبَذُّوا مَنْ على وجه الأرض من الأبطال والشجعان.
تنبيه
ليس المراد بأنهم أنافوا على السواعد والأرض والفضاء أن الفضاء يشمل الملائكة إذ إن الملائكة مسكنهم السماوات لا الفضاء وإن كانوا يوجدون فيه كالملائكة السياحة الذين يتتبعون حلق الذكر
وأيضا فإن المراد وصف هؤلاء الشجعان بأنهم أشجع من على وجه الأرض وليس في الكلام تعرض لذكر الملائكة حتى يقال: إن الشاعر يفضلهم على الملائكة في الشجاعة
وإنما نبهتُ على هذا خوفا من أن يقع في الوهم منه شيء بسبب قوله والفضاء، فتأمل، والله أعلم.
-
رد: التعليقات شرح الشوقيات
الحمد لله رب العالمين
وبعد
فقد كنت كتبت قدرا من شرح الشوقيات وغير ذلك في علوم أخرى
وقدَّر اللهُ أنْ ضاع كثيرا مما كتبت أو أكثره وكان مما ضاع من ذلك شرح الشوقيات
ومنذ بضعة أيام عثرت على أشياء مما فقدته وكان مما وجدته نسخة من شرح الشوقيات التي كنت كتبتها ولكنها ليست النسخة الأصلية التي كنت أعمل عليها
ولكنها أفضل من لا شيء
فالحمد لله على كل حال
ونستكمل على بركة الله ما بدأناه
______________________________ ___________________
223- تَشْهَدُ الصِّينُ وَالْبِحَارُ وَبَغْدَادٌ *م* وَمِصْرُ وَالْغَرْبُ وَالْحَمْرَاءُ
اللغة
(الحمراء): قصر مشهور بالأندلس
المعنى
تشهد هذه الأماكن بشجاعة هؤلاء الأبطال الذين جاؤوا من الصحراء