-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الباب الثالث والسبعين وثلاثمائة:
جميع ما كتبته وأكتبه إنما هو
عن إملاء إلهي
وإلقاء رباني
أو نفث روحاني
في روع كياني
كل ذلك لي بحكم الإرث
لا بحكم الاستقلال
فإن النفث في الروع
منحط عن رتبة وحي الكلام
ووحي الإشارة والعبارة
ففرق يا أخي بين وحي الكلام ووحي الإلهام
تكن من العلماء الأعلام
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الباب السابع والأربعين من الفتوحات:
اعلم أن علومنا وعلوم أصحابنا ليست من طريق الفكر
وإنما هي من الفيض الإلهي
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الباب السادس والأربعين ومائتين:
منها جميع علومنا من علوم الذوق لا من علم بلا ذوق
فإن علوم الذوق لا تكون إلا عن تَجلٍّ إلهي
والعلم قد يحصل لنا بنقل المخبر الصادق وبالنظر الصحيح
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الباب التاسع والثمانين منها
والباب الثامن والأربعين وثلاثمائة:
اعلم أن ترتيب أبواب الفتوحات
لم يكن عن اختيار مني ولا عن نظر فكري
وإنما الحق تعالى يملي لنا على لسان ملك الإلهام
جميع ما نسطره
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال في الباب الثامن من الفتوحات:
اعلم أن العارفين رضي الله تعالى عنهم
لا يتقيدون في تصانيفهم بالكلام فيما بوبوا عليه فقط
وذلك لأن قلوبهم عاكفة على باب الحضرة الإلهية
مراقبة لما يبرز لهم منها
فمهما برز لهم كلام بادروا إلى إلقائه على حسب ما حد لهم
فقد يلقون الشيء إلى ما ليس في جنسه امتثالاً لأمر ربهم
وهو تعالى يعلم حكمة ذلك.
انتهى .
فهذه النقول تدل على أن كلام الكُمَّل
لا يقبل الخطأ من حيث هو
والله أعلم"
(اليواقيت والجواهر ص24،25 ج2).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وفي نص آخر، يقرر الشعراني ما زعمه شيخه ابن عربي
في أنه لا فرق بين وحي الأولياء ووحي الأنبياء
إلا أن وحي الأنبياء تشريع جديد،
وأما الأولياء فإن وجهتهم كشف وعلم واتباع لمشرع الأنبياء..
"وقال في الباب الثالث والخمسين وثلاثمائة:
اعلم أنه لم يجيء لنا خبر إلهي أن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي تشريع أبداً
إنما لنا وحي الإلهام.
قال تعالى { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك }
ولم يذكر أن بعده وحياً أبداً.
وقد جاء الخبر الصحيح في عيسى عليه السلام وكان ممن أوحي إليه
قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه إذا نزل آخر الزمان لا يؤمنا إلا بنا أي بشريعتنا وسنتنا
مع أن له الكشف التام إذا نزل زيادة على الإلهام
الذي يكون له كما الخواص من هذه الأمة.
(فإن قلت) فإذن الإلهام خبر إلهي
(فالجواب) نعم وهو كذلك إذ هو إخبار من الله تعالى للعبد على يد ملك مغيب عن الملهم.
(فإن قلت) فهل يكون إلهام بلا وساطة أحد
(فالجواب) نعم قد يلهم العبد من الوجه الخاص
الذي بين كل إنسان وربه عز وجل فلا يعلم به ملك الإلهام
لكن علم هذا الوجه يتسارع إلى إنكاره
ومنه إنكار موسى على الخضر عليهما الصلاة والسلام
وعذر موسى في إنكاره أن الأنبياء ما تعودوا أخذ أحكام شرعهم
إلا على يد ملك
لا يعرف شرعاً من غير هذا الطريق
فعلم أن الرسول والنبي يشهدان الملك ويريانه رؤية بصر عندما يوحي إليهما
وغير الرسول يحس بأثره ولا يراه فيلهمه الله تعالى بوساطته ما شاء أن يلهمه
أو يعطيه من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط وهو أجلّ الإلقاء،
وأشرفه إذا حصل الحفظ لصاحبه
ويجتمع في هذا الرسول والولي أيضاً"
أ.هـ (اليواقيت والجواهر ص84 ج2).
وقول ابن عربي هنا "أو يلهمه أو يعطيه من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط
(أي بين الولي والله)
وهو أي هذا الإلقاء بهذه الطريقة أجل الإلقاء وأشرفه
–إذا حصل الحفظ لصاحبه-
ويجتمع في هذا الرسول والولي أيضاً.." أ.هـ..
فانظر كيف جعل الولي كالنبي
في تلقي الإلقاء الخاص من الله
بلا وساطة
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولم يكتف ابن عربي بتقرير هذا أيضاً
بل راح يزعم أن هناك صورة أخرى للوحي للأولياء
وهي انطباع صورة ما يريده الله في ذهن الولي
قال الشعراني: (فإن قلت) فما حقيقة الوحي
(فالجواب) كما قال الشيخ في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات
أن حقيقته هو ما تقع به الإشارة القائمة مقام العبارة في غير عبارة
إذ العبارة يتوصل منها إلى المعنى المقصود منها
ولهذا سميت عبارة بخلاف الإشارة التي هي الوحي فإنها ذات المشار إليه
والوحي هو المفهوم الأول والإفهام الأول ولا عجب من أن يكون عين الفهم عين الإفهام عين المفهوم منه فإن لم يحصل لك يا أخي معرفة هذه النكتة فليس لك نصيب من معرفة علم الإلهام الذي يكون للأولياء.
ألا ترى أن الوحي هو السرعة ولا أسرع مما ذكرناه
انتهى .
(فإن قلت) فما صورة تنزل وحي الإلهام على قلوب الأولياء
(فالجواب) صورته أن الحق تعالى إذا أراد أن يوحي إلى ولي من أوليائه بأمر ما
تجلى إلى قلب ذلك الولي في صورة ذلك الأمر
فيفهم من ذلك الولي التجلي بمجرد مشاهدته
ما يريد الحق تعالى أن يعلم ذلك الولي به من تفهيم معاني كلامه
أو كلام نبيه صلى الله عليه وسلم علم في [ القربة ] باليد الإلهية،
كما يليق بجلاله تعالى
وكما وجد العلم في شربة اللبن ليلة الإسراء.
ثم إن من الأولياء من يشعر بذلك ومنهم من لا يشعر
بل يقول وجدت كذا وكذا في خاطري ولا يعلم من أتاه به
ولكن من عرفه فهو أتم لحفظه حينئذ من الشيطان
وأطال في ذلك في الباب الثاني عشر وثلاثمائة
(اليواقيت والجواهر ص84 ج2).
ويعني بالقربة الإلهية حديث النبي صلى الله عليه وسلم
الثابت في مسند أحمد:
((رأيت ربي الليلة في أحسن صورة فقال لي يا محمد:
فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت:
الله أعلم فوضع رب العزة يده على ظهري حتى وجدت بردها في صدري
فرأيت السماوات فقلت: يا ربي في الكفارات والدرجات..)) الحديث.
ويعني ابن عربي بذلك أنه كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ارتفع عنه الحجاب عندما وضع يده سبحانه على الكيفية التي شاءها سبحانه -على ظهر النبي فرأى النبي لذلك الملأ الأعلى وهم الملائكة- يختصمون أي يتناقشون في الكفارات والدرجات أي ما يكفر الذنوب لبني آدم، وما يعلي درجاتهم
فقال الله سبحانه وتعالى مجيباً بعد رؤيته للملائكة وسماعه لحديثهم
أما الكفارات فهي إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد،
وانتظار الصلاة بعد الصلاة.. وأما الدرجات فهي إطعام الطعام وإلانة في الكلام والصلاة بالليل والناس نيام..
أقول أراد ابن عربي أن يجعل للصوفية
ما خص الله به الأنبياء من الرؤيا الصادقة في النوم
والاطلاع على ما في السماوات
من الملأ الأعلى والملائكة
فزعم أنه يكون للولي الصوفي كذلك ما كان للنبي
من كشف قناع قلبه ورؤيته للملأ الأعلى.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولم يكتف ابن عربي بهذا أيضاً بل زعم لنفسه وجماعته الصوفية
ما لم يعلمه رسل الله أنفسهم
وعلى رأسهم سيدهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم
فقد زعم أن الصوفية أحياناً ينزل عليهم الوحي مكتوباً من السماء.
وأنه أعني ابن عربي يعلم الفرق بين ما في اللوح المحفوظ
من كتابه وما يكتبه المخلوقون
وبذلك يستطيع أن يفرق بين المكتوب النازل من السماء
والمكتوب في الأرض..
قلت :
لم يقل نبي قط ولا أخبرنا الله سبحانه وتعالى
أن هناك بشراً اطلع على ما في اللوح المحفوظ
ولكن العجيب أن هؤلاء يزعمون العلم والإحاطة به.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
بل نقل الشعراني في كتابه (الطبقات الكبرى)
عن شيخه الخواص
أنه كان يعلم ما يُكتب في اللوح المحفوظ ساعة بساعة..
وزعم أحمد بن المبارك أن شيخه الأمي عبد العزيز الدباغ
يعلم اللوح المحفوظ ويعلم كتابته وأنه بالسريانية!
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
والمهم هنا أن ابن عربي يقرر في فتوحاته
أن وحي الأولياء كثيراً ما ينزل مكتوباً كما نزلت التوراة مكتوبة..
يقول الشعراني عن شيخه:
"وقد يكون ذلك كتابة ويقع هذا كثيراً للأولياء
وبه كان يوحى لأبي عبدالله قضيب البان، وغيره،
كبقي بن مخلد تلميذ الإمام أحمد رضي الله عنه
لكنه أضعف الجماعة في ذلك فكان لا يجده إلا بعد القيام من النوم
مكتوباً في ورقة
انتهى
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
(فإن قلت) فما علامة كون تلك الكتابة التي في الورقة
من عند الله عز وجل حتى يجوز للولي العمل بها
(فالجواب) أن علامتها كما قال الشيخ في الباب الخامس عشر وثلاثمائة
أن تلك الكتابة تقرأ من كل ناحية على السواء
لا تتغير كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها.
قال الشيخ: وقد رأيت ورقة نزلت على فقير في المطاف
بعتقه من النار على هذه الصفة
فلما رآها الناس علموا أنها ليست من كتابة المخلوقين
فإن وجدت تلك العلامة فتلك الورقة من الله عز وجل
لكن لا يعمل بها إلا إن وافقت الشريعة التي بين أظهرنا.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قال: وكذلك وقع لفقيرة من تلامذتنا
أنها رأت في المنام أن الحق تعالى أعطاها ورقة
فانطبقت كفها حين استيقظت فلم يقدر أحد على فتحها
فألهمني الله تعالى أني قلت لها إنوِ بقلبك أنه إذا فتح الله كفك أن تبتلعيها
فنوت وقربت يدها إلى فمها فدخلت الورقة في فِيها قهراً عليها
فقال الولي بم عرفت ذلك
فقلت أُلهمتُ أن الله تعالى لم يرد منها أن يطلع أحد عليها
وقد أطلعني الله تعالى على الفرق
بين كتابة الله تعالى في اللوح المحفوظ وغيره
وبين كتابة المخلوقين
وهو علم عجيب رأيناه وشاهدناه
انتهى
(اليواقيت والجواهر ص83،84 ج2)..
فانظر هذا الوحي الإلهي لهذه المريدة العزيزة الذي نزل في يدها
وانطبقت عليه ثم ابتلعته..
وإن العالم النحرير والشيخ الكبير
عرف بالكشف مراد الله فقال ابتلعيها.. الخ..
سبحانك يا رب
لا إله إلا أنت
نستغفرك
ونتوب إليك..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولم يكتف ابن عربي بكل ما قرره
في هذا الكشف الشيطاني للصوفية
من أنه تنزل عليهم الملائكة،
ويشاهدون الله ويسمعون الصوت ويأتيهم الوحي مكتوباً
بل قرر أيضاً أن قلوب الأولياء تنكشف عنها الحجب
فيشاهدون الجنة وما فيها،
والنار وما فيها
تماماً كما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الشعراني:
(فإن قلت) فما صورة وصول الأولياء إلى العلم بأحوال السماوات
(فالجواب) يصل الأولياء إلى ذلك بانجلاء مرآة قلوبهم
كما يكشفون عن أحوال أهل الجنة وأهل النار
بحكم الإرث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لما رأى الجنة والنار في صلاة الكسوف
ورأى في النار عمرو بن لحي الذي سيب السوائب وصاحب المحجن،
وصاحبة الهرة التي حبستها حتى ماتت.
وفي بعض طرق الحديث رأيت الجنة والنار في عرض هذا الحائط
انتهى
والله أعلم.." أ.هـ
(اليواقيت والجواهر ص88).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
باختصار لم يترك ابن عربي صورة من صور الوحي الإلهي
الذي يوحي به للرسل
إلا أثبت مثيله ونظيره بل وأكمل منه للصوفية،
وبالطبع كان لا بد للمتصوفة
من أن يجيبوا عن تكفير علماء الأمة لهم ونسبتهم إلى الزندقة والمروق من الدين
وذلك لادعائهم ما هو من خصوصيات الرسل رضوان الله عليهم،
إذ لا فرق بين الرسول وغيره إلا الوحي،
ولو كان واحد من الأمة يوحى إليه ويطلع على الغيب،
ويكون وارثاً للرسول في هذا الاطلاع والتحقق لما كان للرسالة معنى،
ولا للنبوة منزلة وفائدة،
ما دام كل إنسان يستطيع بنفسه أن يصل إلى الله ويطلع على الغيب،
وأن يعلم مراد الله على الحقيقة.
ما مزية الرسول هنا وما منزلته،
ما دام كل أحد إذا فعل بعض المجاهدات يكون مثله
وينزل عليه الوحي ويرى الملائكة ويطلع على الملأ الأعلى،
ويشاهد الله ويجلس في حضرته ويطبع الله مراده في ذهنه،
ويكتب له ما شاء من الرسائل
كما ادعى الحلاج أنه نزلت عليه رسائل كثيرة بخط الله،
وادعى هذا ابن عربي كما مر سابقاً،
لماذا يكون مسيلمة إذاً كذاباً
والقرآن الذي افتراه أحسن حالاً في جوانب كثيرة
من حكايات كثيرة من الصوفية التي زعموا أنهم تلقوها من الله وملائكته..
لقد كان مسيلمة أقوى حجة
وأكثر تابعاً، وأعز جيشاً
من كل مشايخ التصوف الكاذبين..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وإذا قال هؤلاء بأننا علمنا أن مسيلمة كاذب بتكذيب النبي له
قلنا لهم
وكذلك يجب أن تحكموا على كل مشايخ التصوف
الذين يزعمون نزول الوحي عليهم
بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً لهم.
إنه صلى الله عليه وسلم هو القائل
((لا تقوم الساعة حتى يقوم كذابون كثيرون
يزعم كل منهم أنه نبي وإنه لا نبي بعدي))
وأليس كل من زعم أنه يوحى إليه قد ادعى النبوة
فكيف إذا زعم أيضاً أنه يرى الله؟
ويلتقي بالملائكة ويسمع أصواتهم، ويلتقي بالخضر،
وينزل عليه الكتب مكتوبة من السماء،
ويطلع بقلبه على الملأ الأعلى والملأ الأسفل،
أليس مسيلمة كان أقل كذباً من هؤلاء
بل وأحكم منطقاً وأعظم عقلاً؟
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
أقول
لما علم ابن عربي ومن على شاكلته أن دعاواهم هذه
لن تنطلي إلا على جاهل من أهل القبلة،
وأن علماء المسلمين لا بد أن يكفروهم ويزندقوهم
فإنه احتاط لذلك وأجاب عما رماه به علماء الأمة الصالحون،
ورموا به أيضاً من هم على شاكلته
في ادعاء العلم الغيبي والكشف الصوفي.
أجاب على ذلك بأنهم على شريعة خاصة،
وأن علماء الشريعة يمكن أن يحملوا كلام الصوفية على خلاف في الرأي
كما هو حادث بين الشافعي والحنفي
أو ينزلوا كلام المتصوفة كأنه كلام أهل الكتاب فلا يصدقونهم ولا يكذبونهم..
قال الشعراني:
(فإن قلت) قد رأينا في كلام بعضهم تكفير الأولياء المحدّثين بفتح الدال المهملة لكونهم يصححون الأحاديث التي قال الحفاظ بضعفها.
(فالجواب) تكفير الناس للمحدثين المذكورين عدم إنصاف منهم
لأن حكم المحدثين حكم المجتهدين فكما يحرم على كل واحد من المجتهدين أن يخالف ما ثبت عنده
فكذلك المحدثون بفتح الدال وكلاهما أشرع بتقرير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والسبعين
من الجواب السابع والخمسين:
وقد وقع لنا التكفير مع علماء عصرنا لما صححنا بعض أحاديث قالوا بضعفها
قال ونحن نعذرهم في ذلك لأنه ما قام عندهم على صدق كل واحد من هذه الطائفة
وهم مخاطبون بغلبة الظن ولو أنهم وفوا النظر معهم حقه لسلموا لهم حالهم
كما يسلم الشافعي للحنفي حكمه ولا ينقض حكم من حكم به من الحكام.
ومما اعتذروا به قولهم لو صدقت القوم في كل ما يدعونه من نحو ذلك
لدخل الخلل في الشريعة لعدم العصمة فيهم فلذلك سددنا الباب
وقلنا: إن الصادق من هؤلاء لا يضره سدنا هذا الباب،
قال الشيخ محيي الدين ونعم ما فعلوه ونحن نسلم لهم ذلك ونصوبهم فيه
ونحكم لهم بالأجر التام على ذلك
ولكن إذا لم يقطعوا بأن ذلك الولي مخطئ في مخالفتهم
فإن قطعوا بخطئه فلا عذر لهم
فإن أقل الأحوال أن ينزلوا الأولياء المذكورين منزلة أهل الكتاب
لا يصدقونهم ولا يكذبونهم
انتهى
(اليواقيت والجواهر ص90 ج2)..
وهذا الاعتذار والجواب عن تكفير أهل السنة لهؤلاء في غاية الجهالة أيضاً
لأن ما أتى به المتصوفة مما يسمونه كشفاً
ليس من الخلاف في الرأي،
ولا الخلاف الفرعي،
بل هو مصادم لأحكام الإسلام ومبادئ الإيمان.
فالتصديق أصلاً بأنهم يعلمون من طريق الوحي كفر
لأنه يناقض ما جاء به القرآن والحديث،
من أن الوحي قاصر على الأنبياء فقط
وأن لا نبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنه من النبوة الرؤيا الصادقة فقط..
وأما سماع صوت الملك وانقشاع حجاب القلب
ونزول الأوراق المكتوبة من السماء
كل هذا من خصائص النبوة
التي انتهت
بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ثم ما جاء به الصوفية مما جعلوه ونسبوه إلى الكشف
هو في عامته وحي إبليسي شيطاني
لم يترك كفراً في الأرض إلا نسبه إلى الدين
كتبرئة إبليس من الكفر والقول بنجاة فرعون ودخوله الجنة
وأن فلاناً يطلع على اللوح المحفوظ،
وأن فلاناً الذي يأتي (الحمارة) في الشارع ولي لله تعالى ،
وفلاناً القذر الذي لا يمس الماء ولا يتطهر من حدث أو جنابة
ولي صالح،
وفلان الذي يقول أنا الله وما في الجبة إلا الله وسبحانه
ولي صالح.. الخ.
هذا الكفر كيف يكون هذا من جنس الخلاف بين الشافعي والحنفي
في قراءة الفاتحة وراء الإمام وفي نقض الوضوء من مس المرأة..
ومثل هذه الفرعيات التي كان فيها خلاف حول فهم النصوص القرآنية الحديثية..
وأما قياس ابن عربي ما جاء به المتصوفة أيضاً
على كلام أهل الكتاب الذين قال الرسول فيهم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم..
فإنه قياس بعيد أيضاً
لأن هذا فيما قاله أهل الكتاب مما لا يناقض عقيدة الإسلام.
وإلا كيف لا نكذب أهل الكتاب
في قولهم إن الله استراح في اليوم السابع
وإنه تصارع مع يعقوب (إسرائيل) وصرعه إسرائيل
وإن لوطاً زنى بابنتيه
وإبراهيم قدم زوجته لحاكم مصر ليحصل على إبل وغنم،
وإن المسيح ابن الله
وغير ذلك من الخرافات والخزعبلات
وصنوف الكذب على الله والأنبياء.
لا شك أن المسلم يكذب اليهود في كل ما زعموه
مما هو مناقض لعقيدة الإسلام
وما قرر الله سبحانه وتعالى غيره تماماً وضده في القرآن،
كيف نؤمن بكلام الصوفية وكشوفاتها
وهو لا يقل في عمومه خبثاً ونجاسة
عما افتراه اليهود والنصارى على الله..
كيف نصدق الصوفية في كشفهم أن الخنزير والكلب هو الله،
وأن المخلوق والخالق شيء واحد،
وأن القائلين بخالق فوق العرش مباين للعالم
جاهلون بعقيدة التوحيد..
كيف يكون الكشف الصوفي هذا الذي يزعم أصحابه أنهم أخذوه عن الله
ونقلوه بحرفيته هو الحق
وأنه يجب على علماء الشريعة والإسلام أن يعاملوا الصوفية
كما يعاملون اليهود والنصارى في أن لا يصدقوهم ولا يكذبوهم..
أقول
بل يجب تكذيبهم في كل ما افتروه
على الله وعلى رسوله
مما يخالف كلام الله وكلام رسوله.
ومما هو كفرٌ صراح بواح
لا يشك ولا يماري فيه
من له أدنى علم بالكتاب والسنة
عنده بصر وبصيرة يستطيع أن يميز فيه
بين كلام الله و كلام الشياطين
وبين وحي الله سبحانه الذي ينزل به جبريل الأمين
محفوظاً أن يناله الشياطين
أو أن يدخلوا معه ما ليس منه
وبين وحي إبليس اللعين
الذي يلقيه هو وأولاده وأفراخه
على أوليائه من هؤلاء الكذابين والأفاكين..
فيدعون لأنفسهم ما ادعوه
من كل كذب و زور و فجور..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
والعجيب أيضاً
أن ابن عربي الذي نحن بصدد بيان افتراءاته
في الكشوف والعلوم التي له
كان يعلم أن هناك وحياً شيطانياً يتنزل على بعض الصوفية،
وأن هناك من يحفظ منهم من تلبيس الشيطان
ومنهم من لا يحفظ.
يقول عبدالوهاب الشعراني أيضاً في كتابه (اليواقيت) فيما ينقله عن ابن عربي:
"(فإن قلت) فمتى يحفظ الولي من التلبيس عليه فيما يأتيه من وحي الإلهام
(فالجواب) يعرف ذلك بالعلامات؛
فمن كان له في ذلك علامة بينه وبين الله
عرف الوحي الحق الإلهامي الملكي
من الوحي الباطل الشيطاني
حفظ من التلبيس ولكن أهل هذا المقام قليل.
قال الشيخ في الباب الثالث والثمانين ومائتين:
مما غلط فيه جماعة من أهل الله عز وجل كأبي حامد الغزالي وابن سيد لون (رجل بوادي اشت)
قولهم إذا ارتقى الولي عن عالم العناصر وفتح لقلبه أبواب السماء حفظ من التلبيس
قالوا وذلك لأنه حينئذ في عالم الحفظ من المردة والشياطين
فكل ما يراه هناك حق.
قال الشيخ محيي الدين وهذا الذي قالوه ليس بصحيح
وإنما يصح ذلك أن لو كان المعراج بأجسامهم مع أرواحهم
إن صح أن أحداً يرث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعراج
وأما من عرج به بخاطريته وروحانيته بغير انفصال موت
وجسده في بيته مثلاً فقد لا يحفظ من التلبيس
إلا أن يكون له علامة في ذلك كما مر
وأطال في ذلك
ثم قال واعلم أن الشيطان لا يزال مراقباً لقلوب أهل الكشف
سواء كان أحدهم من أهل العلامات أو لم يكن
لأن له حرصاً على الإغواء والتلبيس
لعلمه بأن الله تعالى قد يخذل عبده فلا يحفظه
فيعيش إبليس بالترجي ويقول لعل وعسى
فإن رأى إبليس باطن العبد محفوظاً وأنوار الملائكة قد حفت به
انتقل إلى جسد ذلك العبد فيظهر له في صورة الحس أموراً عسى أن يأخذ بها
فإذا حفظ الله تعالى قلب ذلك العبد ولم ير له على باطنه سبيلاً
جلس تجاه قلبه فينتظر غفلة تطرأ عليه
فإذا عجز أن يوقعه في شيء يقبله منه بلا وساطة
نظر في حال ذلك الولي فإن رأى أن من عادته الأخذ للمعارف من الأرض
أقام له أرضاً متخيلة ليأخذ منها
فإن أيد الله تعالى ذلك العبد رده خاسئاً
لاطلاعه حينئذ على الفرق بين الأرضين المتخيلة والمحسوسة
وقد يأخذ الكامل من إبليس ما ألقاه إليه من الله لا من إبليس فيرده أيضاً خاسئاً
وكذلك إن رأى إبليس أن حال ذلك الولي الأخذ من السماء
أقام له سماء متخيلة مثل السماء التي يأخذ منها
ويدرج له فيها من السموم القاتلة ما يقدر عليه
فيعامله العارف بما قلناه في شأن الأرض المتخيلة والأصلية
وإن رأى أن حال ذلك الولي الأخذ من سدرة المنتهي أو من ملك من الملائكة
خيل له سدرة مثلها أو صورة ملك مثل ذلك الملك
وتسمى له باسمه وألقى إليه ما عرف أن ذلك الملك يلقيه إليه من ذلك المقام
فإن كان ذلك الشخص من أهل التلبيس فقد ظفر به عدوه
وإن كان محفوظاً حفظ منه فيطرد عنه إبليس
ويرمي ما جاء به أو يأخذ ذلك عن الله تعالى لا عن إبليس كما مر
ويشكر الله تعالى على ذلك
وإن رأى الشيطان أن حال ذلك الولي الأخذ من العرش أو من العماء أو الأسماء الإلهية
ألقى إليه الشيطان بحسب حاله ميزاناً بميزان
وأطال الشيخ في ذلك في الباب الثالث والثمانين ومائتين" أ.هـ
(اليواقيت والجواهر ص87 ج2).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
والعجيب من الغزالي أيضاً
كيف ظن أن ما يزعم الصوفي نقله من السماوات
لا يكون فيه شيء شيطاني
لأن الله حفظ السماء من الشياطين،
وكأنه قد غاب عنه أن الصوفي الذي يزعم الوصول إلى السماوات
هو جالس هنا في الأرض تستهويه الشياطين
وتحف به من كل جانب.
ولم أر ابن عربي صدق في هذا الصدد إلا فيما نقلناه عنه آنفاً
من بيان تلبيس الشياطين على الصوفية
في تصويره لهم سماء متخيلة،
أو سدرة المنتهي أو الملائكة.. الخ.
حتى يظن الصوفي أنه قد رأى ذلك فعلاً وأنه ينقل علمه من هناك
والحال أنه ينقل عن الشياطين الذين يزخرفون له ذلك
ويحيلون له ما يشاهده مما ليس هنالك
هو تماماً ما وقع لهؤلاء الصوفية
ومنهم بل أولهم في ذلك هو ابن عربي
هذا الذي لم يترك كفراً في الأرض إلا سطره في كتبه
وبخاصة كتابه الفصوص (فصوص الحكم)
وكتابه (الفتوحات المكية).
لقد عرف ابن عربي حقاً الطريق الذي استقى منه هو والصوفية
وأنهم الشياطين الذي يخيلون لهم هذه الخيالات
ويوحون إليهم بهذه الكلمات.
وسيجد القارئ في ثنايا هذا الكتاب نقولاً مستفيضة عن ابن عربي
تبين ما هي حقيقة كشوفاته ووحيه الذي أوحي به إليه
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولكني أحب أن أختم هذا الفصل
في بيان موقف ابن عربي من الكشف بحقيقة موقفه من إبليس
لنبين للقارئ بما لا يدع مجالاً للشك
أي دين يدين به هؤلاء
وأي علم يزعمون الوصول إليه
وأي كشف اكتشفوه..
فمن المعلوم يقيناً عند كل مسلم أن إبليس هو رأس الشر والبلاء
وأنه عدو لآدم وذريته منذ امتنع عن السجود لآدم
وطرده الله بسبب ذلك من رحمته وجعل الله عليه اللعنة إلى يوم يبعثون
وأنه يكون في الآخرة في جهنم كما قال تعالى :
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُم ْ
وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي
فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم
مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ
إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ
إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
[إبراهيم:22].
والشيطان في هذه الآية هو إبليس بإجماع المفسرين وكذلك قوله تعالى :
{ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَمَا أَضَلَّنَا إِلا الْمُجْرِمُونَ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ }
[الشعراء:94-101].
ولا شك أن جنود إبليس يستحيل أن يدخلوا النار ولا يدخل هو معهم
إذ كيف يدخل الجنود ويبقى رأس الجند من الناجين.
ولعل قائلاً يقول ولماذا هذا التطويل في بيان أن إبليس من أهل الجحيم.
إن هذا أمر بديهي معلوم عند جميع أبناء الإسلام وأقول:
إن هذا الأمر البديهي المعلوم من الدين بالضرورة
التي يعتبر جاحداً وناكراً وكافراً مرتداً من نفاه
هو ما أثبت ابن عربي تبعاً في زعمه لسهل بن عبدالله التستري ضده،
وهو أن إبليس من الناجين وأنه لن يدخل النار أبداً
وأنه أعني إبليس التقى في زعم ابن عربي
بسهل بن عبدالله التستري الصوفي
كان من كبار مشايخهم في القرن الثالث
فناقشه في هذه المسألة وبين له أنه من الناجين،
وأنه لن يدخل النار
وأن الله سبحانه وتعالى سيغير ما أثبته في القرآن
لأن الله لا يجب عليه شيء
وما دام أنه لا يجب عليه شيء ولا يقيده قيد،
فإنه قد قضى بنجاة إبليس يوم القيامة،
وتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه والعفو التام عنه....
انظروا يا مسلمين
هذا الكشف الصوفي ما أعظمه وأطرفه
بل ما أفجره و أكفره ..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
إن ما أتعب النبي محمداً صلى الله عليه وسلم فيه نفسه
طيلة ثلاثة وعشرين عاماً
من بيان قصة إبليس وآدم، ومن لعن إبليس دائماً،
واستفتاح صلاته بالاستعاذة منه،
وقوله صلى الله عليه وسلم له عندما خنقه
((ألعنك بلعنة الله.. ألعنك بلعنة الله.. ألعنك بلعنة الله..))
وذلك عندما جاء إبليس اللعين هذا بشهاب من نار
ووضعه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي..
هذا الذي أتعب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه
ومن بعده سائر الصحابة والمسلمين؛..
جاء ابن عربي اليوم ليبين لنا عن شيخه المزعوم التستري
أنه كان خطأً في خطأ،
وأنه يوم القيامة يكون في الجنة مع من أنعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً..
وأن هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة..
ويعني ابن عربي بذلك الأشاعرة لأنهم يقولون (لا يجب على الله شيء)
وما دام لا يجب عليه شيء فيجوز أن يدخل إبليس الجنة..
وهذا الجائز العقلي عن الأشاعرة جعله ابن عربي ممكناً وواقعاً
لأن شيخه القشيري التقى بإبليس وناقشه في هذه المسألة
وتحقق منه أنه سيكون يوم القيامة من الفائزين الفالحين..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وهذا نص الحكاية المزعومة وتعقيب ابن عربي عليها بنصها
من كتاب (اليواقيت والجواهر)..
"وذكر الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والتسعين ومائتين
أيضاً ما يؤيد اعتقاد أهل السنة والجماعة من أن الحق تعالى لا يجب عليه شيء
وهو أن سهل بن عبدالله التستري رضي الله عنه
قال لقيت إبليس مرة فعرفته وعرف مني أنني عرفته
فوقع بيني وبينه مناظرة
فقال لي وقلت له وعلا بيننا الكلام وطال النزاع بحيث إنه وقف ووقفت حائراً وحرت
فكان آخر ما قال لي يا سهل إن الله تعالى قال ورحمتي وسعت كل شيء
نعم ولا يخفى عليك أنني شيء
ولفظة كل تقتضي الإحاطة والعموم إلا ما خص
وشيء أنكر النكرات فقد وسعتني رحمته أنا وجميع العصاة
فبأي دليل تقولون إن رحمة الله لا تنالنا.
قال سهل فوالله لقد أخرسني وحيرني بلطافة سياقه وظفره بمثل هذه الآية
وفهمه منها ما لم أكن أفهمه وعلمه من دلالتها ما لم أكن أعلمه
فبقيت حائراً متفكراً وأخذت أردد الآية في نفسي
فلما جئت إلى قوله تعالى
{ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ....}
[الأعراف: 156] إلى آخر النسق
فسررت بها وظننت أني قد ظفرت بحجة وظهرت عليه بما يقصم ظهره
فقلت له: تعال يا ملعون،
إن الله تعالى قد قيدها بنعوت مخصوصة تخرجك عن ذلك العموم
فقال { سأكتبها للذين يتقون } إلى آخر النسق.
فتبسم إبليس وقال: يا سهل، التقييد صفتك لا صفته تعالى .
ثم قال: يا سهل ما كنت أظن أن يبلغ بك الجهل بالله ما رأيت
وما ظننت أنك ههنا ليتك سكت،
قال سهل فرجعت إلى نفسي وغصصت بريقي وأقام الماء في حلقي
وما وجدت له جواباً ولا سددت وجهه باباً
وعلمت أنه طمع في مطمع وانصرف وانصرفت
ووالله ما أدري بعد هذا ما يكون
فإن الله تعالى ما نص بما يرفع هذا الإشكال
فبقي الأمر عندي على المشيئة منه في خلقه لا أحكم عليه بذلك
إلا بما حكم به على نفسه من حيث وجود الإيمان به. انتهي كلام سهل.
قال الشيخ محيي الدين:
وكنت قديماً أقول ما رأيت أقصر حجة من إبليس ولا أجهل منه
فلما وقفت له على هذه المسألة التي حكاها عنه سهل رضي الله عنه
تعجبت وعلمت أن إبليس قد علم علماً لا جهل فيه
فله رتبة الإفادة لسهل في هذه المسألة.
انتهي
فقد بان لك أن الله تعالى خلق العالم كله
من غير حاجة إليه لا موجب أوجب ذلك عليه" أ.هـ
(اليواقيت والجواهر ص60 ج1).
من موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 7 )
الصوفية والعلمانية والماسونية
د. أحمد خيري العمري
لم يأت حين من الدهر، منذ أن عُرِف ابن عربي،
دون أن يكون للرجل مريدوه ومعجبوه وأتباعه..
وذلك أمر طبيعي جداً طالما ظل للتصوف مساحة في عالمنا،
وهي مساحة ظلت تمد وتجزر، لكنها بقيت موجودة
وبقي في جزء معين منها، مكانٌ لابن عربي..
وابن عربي مختلف عليه دونما شك،
والآراء حوله تتدرج من اعتباره (الشيخ الأكبر)
إلى (من شك بكفره فقد كفر)!.
وقد كفّرته طائفة من العلماء
منهم العز بن عبدالسلام
وابن حجر العسقلاني
وابن كثير
وابن تيمية،
ونقل عن الإمام الذهبي قوله:
« ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص
وإن كان لا كفر فيه فليس في الدنيا كفر! »،
بل إن السيوطي الذي لم يكفره وانتقد من كفّره
عدّه مبتدعا وحرّم النظر في كتبه!..
وبغض النظر عن التكفير أو التبجيل،
فإن التيار الإسلامي العام رفض «شطحات» ابن عربي
حتى لو لم يكفره من أجلها،
وهي شطحات ظلت هجينة عن التراكم الفكري الإسلامي
وناشزة عن مجمله،
وكان وضوح نشاز بعض هذه الشطحات محرجاً للمدافعين عنه،
وقائمة الدفاع تتضمن القول إن الشطحات مدسوسة عليه (كالعادة!)
وأنه قال في كتبه أشياء أخرى تناقض هذه الشطحات،
أو أنهم يعتذرون عن ذلك بتعقيد لغته وغموضها
وبالتالي عدم فهمها كما يجب،
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
...................
هذا مع العلم أن الكثير من الطرائق الصوفية السائدة حالياً
قد نأت بنفسها عن شطحاته، أو على الأقل عن البعض من مؤلفاته.
إلى هنا والأمر عادي جداً،
فلغة الرجل المميزة رغم تعقيدها وغزارة مؤلفاته
منحت له مكانة معينة ضمن رفّ معين، له بالتأكيد رواده ومحبوه.
لكن غير العادي إطلاقاً،
هو هذا الاهتمام الجديد بابن عربي من قبل تيار بعيد ليس عن التصوف فحسب،
بل عن الدين ككل، تيار ظل يدعي العقلانية بمفهومها الغربي الديكارتي
الذي لا يؤمن بغير التجربة ومعاييرها الواضحة،
لكنه فجأة صار حريصاً على ابن عربي وذوقياته
التي لا يمكن إخضاعها لأي معيار ومن أي نوع..
هذا الاستحضار الليبرالي-العلماني لابن عربي
تجلّى في كتابات لكُتَّاب ليبراليي التوجه
(هاشم صالح، وعبدالوهاب المؤدب، ونصر حامد أبو زيد، وسواهم)،
وهو استحضار لا يمكن أن يكون بريئاً البتة،
بمعنى أن ابن عربي يبدو هنا غريباً وشاطحاً حتى أكثر من ذي قبل،
فقبل كل شيء، فإن انتماء ابن عربي إلى منظومة التصوف،
ولو في طرف الغلو والشطط منها،
سيكون أمراً مفهوماً داخل هذه المنظومة ككل،
أما استحضاره داخل المنظومة الليبرالية،
فأمر يشبه إقسار «كارل ماركس» أو «سيغموند فرويد»
داخل منظومة الفكر الإسلامي..
والحقيقة أن (شطحات) ابن عربي التي كفّره من كفره من أجلها،
هي بالذات ما يريده هؤلاء الليبراليون من ابن عربي المستحضر ليبراليا،
أي إن موقفهم هنا لا يشبه موقف المدافعين التقليديين
الذين يعتذرون عن شطحاته بهذا العذر أو ذاك،
بل في الواقع هم حريصون
على (تكريس) هذه الشطحات وتأكيدها،
بل والتركيز عليها والدفاع عنها.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ولا شك أن ما يفعله الليبراليون ذكي جداً،
فهم يدركون أن القارئ المعاصر لا يملك النفس اللازم لقراءة مجلدات الفصوص والفتوحات،
بالذات مع لغة ابن عربي التي تميل إلى الغموض والتعقيد أحيانا،
لذلك فهم يقدمون وجبة سريعة معاصرة من ابن عربي
تحتوي على انتقاءات معينة مما قال،
وهي انتقاءات مدروسة لخدمة منظومتهم الليبرالية،
وتجعل من ابن عربي (حلقة وصل)
بين تراكم (محسوب في نهاية الأمر على التراث الإسلامي)
وبين منظومة غربية يحاول الليبراليون منذ عقود إدخالها إلى العقل المسلم
وبوسائل شتى وبنجاحات متفاوتة،
ويبدو ابن عربي اليوم وسيلة أخرى من تلك الوسائل،
خاصة أن اسمه مدعوم (غربياً)
من قبل دوائر عديدة ومؤسسات بحثية ومراكز دراسات.
يبدأ الليبراليون نهجهم هذا بما يعدونه «مسلمة» لا جدال فيها
بينما هي ليست كذلك إطلاقاً،
ألا وهي اعتبار ابن عربي (قمة نضج الفكر الإسلامي!
في مجالاته العديدة من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف
وعلم تفسير القرآن وعلوم الحديث واللغة والبلاغة)
(أبو زيد، هكذا تكلم ابن عربي، ص 24).
هكذا مرّة واحدة وبحسم نهائي يعتبر ابن عربي
قمة نضج الفكر الإسلامي في كل هذه المجالات!
ما الدليل على كل هذا ؟
سيلقمنا أبو زيد بمستشرقين اثنين يوافقانه على رأيه،
أحدهما ياباني والآخر إسباني،
وما داما ينتميان إلى المنظومة الغربية،
فإنه يستغل عقدة نقصنا تجاههما،
ويمرر الأمر كما لو كان (متفقاً عليه)
بينما هو على الأغلب في النقيض من ذلك.
سيقول أبو زيد أيضا بلا مواربة:
«إن استدعاء ابن عربي يمثل طلباً ملحاً بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والرؤى السلفية
على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة»
(أبو زيد، ص26)،
وبعبارة أخرى فإن صورة ابن عربي (المتطرفة تسامحا وبلا حدود)
هي البديل عن» صورة الإرهابي حامل البندقية والسكين»
(المتطرفة عنفا وبلا حدود أيضا)
«أبو زيد، ص 27»..
كما لو أن علينا دوما الاختيار بين واحد من الطرفين
بلا خيار ثالث مستمد من ثوابت وسط للأمة الوسط..
وهكذا سيتم إعادة إنتاج ابن عربي أو تحضير روحه من قبره
في السوق الدمشقية القديمة، في حفلة زار عولمية الملامح
من أجل أن ينضم صوته لجوقة المصفقين لها ولقيمها..
(حتى لو قيل ضمن ما قيل
أشياء ضد العولمة ذرا للرماد في العيون).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وبين كل ما قاله ابن عربي، سيتم التركيز على أمور دون غيرها،
ربما كانت أساسية في تكفيره بالنسبة إلى مناهضيه،
لكن هذه المرة ليس لتكفيره،
بل باعتباره النموذج الذي يجب ترويجه.
وهكذا سنرى أبيات ابن عربي التي كثيراً ما عُدت سبباً لكفره،
تتحول لتصير مُعلَّقة من معلقات الليبراليين الجدد..
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف*** ألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
هذه الأبيات يحتفي بها الليبراليون لأنها ببساطة
«تؤدي إلى تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي
عن طريق إعطاء الصدقية لجميع الأديان والاعتقادات الأخرى
بما فيها الاعتقاد الوثني»
(هاشم صالح، الانسداد التاريخي، ص 171)،
« وهو يؤدي إلى المصالحة مع فلسفة التنوير
على طريقة سبينوزا وفولتير وروسو»،
بل الأكثر من هذا يهلل هؤلاء إلى أن هذا ما دفع
«المسلمين المستنيرين!
إلى تقبل الرسالة الماسونية! »
(هاشم صالح، ص 171).
إذن فالهدف من كل هذا الاحتفاء معلن وصريح:
تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي يضع كل المعتقدات،
حتى الوثنية، وأسهل منها الليبرالية،
في سلة مقبولة واحدة!.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
رؤية ابن عربي للكفر والإيمان،
سيتم أيضاً تجييرها لصالح المنظومة الليبرالية عبر الوجبة السريعة
دون أن نتمكن من معرفة إن كانت هذه رؤية ابن عربي حقاً،
أم أنها القراءة الليبرالية لها،
وهكذا «فالكفر بمعنى عدم الاعتراف بوجود إله لا وجود له عند ابن عربي،
فالكفر بمعنى إنكار وجود الباري ليس إلا صفة عارضة ظهرت ظهور الشرائع السماوية
على أيدي الرسل الذين صدقهم البعض -وكذبهم البعض-
ولولا نزول الشرائع ما كان للكفر أن يظهر
ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن العالم كله مؤمن في الباطن»
(أبو زيد، ص 78).
إذن لا كفر هناك حقاً،
حتى المشرك الذي يعبد الأوثان والأشجار
والكواكب ليس كافراً
حسب هذه المنظومة لأنه
«يعبد تجلياً من تجليات الله! ».
ماذا عن الملحد الذي يزعم مطلق الكفر
ويرفض الانتماء لأي دين؟..
حتى هذا «مؤمن رغم أنفه»
حسب ما تحاول القراءة الجديدة لابن عربي إقناعنا
«أي إنسان لا بد أن يكون مؤمناً بشيء ما،
بمذهب فكري ما، وهذا في باطنه ليس إلا إيماناً
بمجلى من مجالي الحقيقة الإلهية المطلقة»
(أبو زيد، ص 19)..
حتى الإلحاد،
حتى الموقف الفكري الواضح
الذي يتضمن الإنكار الصريح لوجود الله - تعالى -
يعد إيماناً وفق هذه الرؤية!..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ماذا يريد الليبراليون أكثر من هذا؟
فكل ما سينتجونه، مهما كان بعيداً،
بل ومناقضاً ومحارباً للدين وللقيم الدينية،
سيكون إيماناً رغم كل النصوص الدينية،
بل إن هذا المفهوم سينفي مفهوم الكفر من أساسه
رغم تعارض هذا النفي مع القرآن الكريم ووضوح مفهوم الكفر فيه،
لكن ستحصره القراءة الليبرالية لابن عربي في هامش ضيق
(لا مجال للتكفير عند شيخنا،
فالخطأ يقع فقط حين يزعم الزاعم أياً كان أن منظوره للحقيقة
هو المنظور الكامل والنهائي!)
(أبو زيد، ص96).
سيبدو ابن عربي هنا دمية صامتة
يحاول الليبراليون عبرها أن يقولوا كل ما يريدون قوله
دون أن يتمكنوا من ذلك،
بالضبط سيكون وسيلة لشرعنة التفلت الفكري ومن ثم السلوكي
باعتباره رمزاً محسوباً على التراث الإسلامي
حتى لو كفّره أكثر من خمسين عالما
من رموز هذا التراث!..
خلال كل ذلك،
سيتضح إلى أي مدى يكون استعداد الليبراليين للتضحية بأبسط مبادئ العقلانية
في سبيل تمرير جزء من منظومتهم،
فمن أجل أن نروج لابن عربي،
سنسكت عن خرافات وترّهات كتبها ابن عربي بمنتهى الجدية
مثل لقائه المتعدد بالخضر، وعن بساط طائر.. إلخ،
وكلام آخر يستحق قائله
أن يرسل إلى مشفى الأمراض العقلية
لكي يجد حلاً لمشاكله،
لا أن يعد (قمة نضج الفكر الإسلامي)،
ولكن العقلانية لا تهم،
والتفكير السليم لا يهم،
ونبذ الخرافات لا يهم،
المهم أن نقبل الآخر، أن نتماهى معه،
أن نقبل ما ينتجه من أفكار ولو كانت لا تقبل أبسط ثوابتنا..
وأن نرتكز على ذلك كله
على شخص محسوب على التراث الإسلامي..
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
أمر أخير،
لم يكتف أبو زيد بكل ما سبق،
بل تجاوز ذلك إلى ذكر أبيات شعرية تغزل فيها ابن عربي بصبي تونسي،
وذكر تفاصيل عن ذلك مثل اسم الصبي وعمره ومهنة والده وما يحبه ولا يحبه
(أبو زيد، ص 42)
وبعد أن ينهي هذه التفاصيل،
يذكرنا أن هناك دلالات صوفية عميقة للتغزل بالغلمان
ويفوته أن يقول لنا شيئا من هذه الدلالات!
هل يمكن حقا فصل هذا بالذات عما يدور في الغرب من حديث عن
«حقوق المثليين» وقوننتها،
وارتباط ذلك بقدس الأقداس عند الليبراليين
«الحرية الشخصية»،
وبالتحديد بشق التفلت والانحلال من هذه الحرية؟
هل تكون هذه التفاصيل إلا لإثبات أن الأمر حقيقي،
وأن الشيخ الأكبر كان يتغزل فعلا بصبي حقيقي وليس بغلام افتراضي؟
وبالتالي لتمرير موضوع الشذوذ الجنسي ولو بشكل غير مباشر؟
ابن عربي، في حفلة الزار الليبرالية هذه،
ليس سوى باب من أبواب المشروع التغريبي،
كل ما في الأمر أن الباب هذه المرة «بديكور تراثي»!..
منقووووول باختصار
::::::::::::::::
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 8 )
ابن عربي ووحدة الوجود
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
التعريف :
وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني
يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة،
وأن الله هو الوجود الحق،
ويعتبرونه – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً –
صورة هذا العالم المخلوق،
أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله
دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.
ونحن نوضح هذا المذهب لأن آثاره وبعض أفكاره لا زالت مبثوثة في فكر أكثر أهل الطرق الصوفية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي، وفي أناشيدهم وأذكارهم وأفكارهم.
والمذهب كما سنرى موجود في الفكر النصراني واليهودي أيضاً،
وقد تأثر المنادون بهذا الفكر من أمثال:
ابن عربي، وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة،
وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ونصرانية وفارسية الأصل
ومنها المذهب المانوي والمذهب الزرادشتي
وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
التأسيس وأبرز الشخصيات وأهم آرائها:
إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً،
فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء،
وهي كذلك في الهندوسية الهندية.
وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم:
محي الدين ابن عربي
وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني.
ثم انتشرت في الغرب الأوروبي
على يد برونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ومن أبرز الشخصيات وأفكارهم:
• ابن عربي 560هـ – 638هـ:
هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله العربي، الحاتمي، الطائي، الأندلسي وينتهي نسبه إلى حاتم الطائي،
أحد مشاهير الصوفية، وعرف بالشيخ الأكبر ولد في مرسية سنة 560هـ وانتقل إلى أشبيلية،
حيث بدأ دراسته التقليدية بها ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من حكام الولايات.
في سن مبكرة وبعد مرض ألم به كان التحول الكبير في حياته، حيث انقلب بعد ذلك زاهداً سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة،
ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن الأندلس المختلفة وشمالي إفريقية بصحبة عدد من شيوخ الصوفية.
في الثلاثين من عمره انتقل إلى تونس ثم ذهب إلى فاس حيث كتب كتابه المسمى: الإسراء إلى مقام الأسرى ثم عاد إلى تونس،
ثم سافر شرقاً إلى القاهرة والقدس واتجه جنوباً إلى مكة حاجاً،
ولزم البيت الحرام لعدد من السنين،
وألف في تلك الفترة كتابه تاج الرسائل، وروح القدس
ثم بدأ سنة 598 هـ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات المكية.
في السنين التالية نجد أن ابن عربي ينتقل بين بلاد الأناضول وسورية والقدس والقاهرة ومكة،
ثم ترك بلاد الأناضول ليستقر في دمشق.
وقد وجد ملاذاً لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من الأسرة الأيوبية الحاكمة بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح،
بل التكفير والزندقة.
وفي تلك الفترة ألف كتابه فصوص الحِكَم وأكمل كتابه الفتوحات المكية
وتوفي ابن عربي في دار القاضي ابن الزكي سنة 638هـ
ودفن بمقبرة العائلة على سفح جبل قسيون.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
• مذهبه في وحدة الوجود:
يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود
في إنكاره لعالم الظاهر
ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله،
فالخلق هم ظل للوجود الحق
فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق.
فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق
بين ما هو خالق
وما هو مخلوق
ومن أقواله التي تدل على ذلك:
"سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها".
ويقول مبيناً وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات:
يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلق جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيق الواسع
ويقول أيضاً :
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا *** وليس خلقاً بذاك الوجه فاذكروا
جمِّع وفرّق فإن العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذرْ
وبناءً على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم
بل مجرد فيض وتجليّ ومادام الأمر كذلك،
فلا مجال للحديث عن علة أو غاية،
وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة
ويخضع لحتمية وجبرية صارمة.
وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر
ولا عن قضاء وقدر ولا عن حرية أو إرادة
ومن ثمَّ لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب،
بل الجميع في نعيم مقيم
والفرق بين الجنة والنار
إنما هو في المرتبة فقط لا في النوع.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن
لتوافق مذهبه ومعتقده،
فالعذاب عنده من العذوبة،
والريح التي دمرت عاد هي من الراحة
لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة،
وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة:
ومما يؤكد على قوله بالجبر الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد:
الحكم حكم الجبر والاضطرار *** ما ثم حكم يقتضي الاختيار
إلا الذي يعزى إلينا ففي *** ظاهره بأنه عن خيار
لو فكر الناظر فيه رأى *** بأنه المختار عن اضطرار
وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ونفى الحساب والثواب والعقاب.
فإنه ترتب على مذهبه أيضاً قوله بوحدة الأديان.
فقد أكد ابن عربي على أن من يعبد الله
ومن يعبد الأحجار والأصنام كلهم سواء
لأنهم في الحقيقة ما عبدوا إلا الله
إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق.
يقول في ذلك:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن
فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي
يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء،
وقد ترتب على هذا المذهب نتائج باطلة
قال بها ابن عربي وأكدها
وهي قوله بالجبر
ونفيه الثواب والعقاب
وكذا قوله بوحدة الأديان.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقد تابع ابن عربي في القول بوحدة الوجود تلاميذ له أعجبوا بآرائه وعرضوا لذلك المذهب
في أشعارهم وكتبهم من هؤلاء:
ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني.
أما ابن الفارض فيؤكد مذهبه في وحدة الوجود في قصيدته المشهورة بالتائية:
لها صلاتي بالمقام أقيمها *** وأشهد أنها لي صلَّت
كلانا مصل عابد ساجد إلى *** حقيقة الجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي فلم تكن * صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
ومازالت إياها وإياي لم تزل *** ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
فهو هنا يصرح بأنه
يصلي لنفسه لأن نفسه هي الله.
ويبين أنه ينشد ذلك الشعر لا في حال سُكْر الصوفية
بل هو في حالة الصحو فيقول:
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها * وذاتي ذاتي إذا تحلت تجلت
والصوفية معجبون بهذه القصيدة التائية
ويسمون صاحبها ابن الفارض بسلطان العاشقين،
على الرغم مما يوجد في تلك القصيدة من كفرٍ صريح
والعياذ بالله.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وأما ابن سبعين فمن أقواله الدالة على متابعة ابن عربي
في مذهب وحدة الوجود: قوله :
رب مالك، وعبد هالك، وأنتم ذلك الله فقط، والكثرة وهم.
وهنا يؤكد ابن سبعين أن هذه الموجودات ليس له وجود حقيقي
فوجودها وهم وليس ثمة فرق بين الخلق وبين الحق،
فالموجودات هي الله!!
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
أما التلمساني وهو كما يقول الإمام ابن تيمية
من أعظم هؤلاء كفراً،
وهو أحذقهم في الكفر والزندقة.
فهو لا يفرق بين الكائنات وخالقها، إنما الكائنات أجزاء منه،
وأبعاض له بمنزلة أمواج البحر في البحر،
وأجزاء البيت من البيت، ومن ذلك قوله:
البحر لا شك عندي في توحده *** وإن تعدد بالأمواج والزبد
فلا يغرنك ما شاهدت من صور* فالواحد الرب ساري العين في العدد
ويقول أيضاً:
فما البحر إلا الموج لا شيء غيره *** وإن فرقته كثرة المتعدد
ومن شعره أيضاً:
أحن إليه وهو قلبي وهل يرى *** سواي أخو وجد يحن لقلبه؟
ويحجب طرفي عنه إذ هو ناظري *** وما بعده إلا لإفراط قربه
فالوجود عند التلمساني واحد،
وليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق،
بل كل المخلوقات إنما هي الله ذاته.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقد وجد لهذا المذهب الإلحادي صدى في بلاد الغرب
بعد أن انتقل إليها على يد برونو الإيطالي
ورَوّج له اسبينوزا اليهودي.
جيور وانو برونو 1548-1611م وهو مفكر إيطالي،
درس الفلسفة واللاهوت في أحد الأديرة الدينية،
إلا أنه خرج على تعاليم الكنيسة فرمي بالزندقة،
وفرّ من إيطاليا، وتنقل طريداً في البلدان الأوروبية
وبعد عودته إلى إيطاليا وشي به إلى محاكم التفتيش
فحكم عليه بالموت حرقاً.
باروخ سبينوزا 1632 – 1677م وهو فيلسوف هولندي يهودي،
هاجر أبواه من البرتغال في فترة الاضطهاد الديني لليهود من قبل النصارى،
ودرس الديانة اليهودية والفلسفة كما هي عند ابن ميمون الفيلسوف اليهودي
الذي عاش في الأندلس
وعند ابن جبريل وهو أيضاً فيلسوف يهودي عاش في الأندلس كذلك.
ومن أقوال سبينوزا التي تؤكد على مذهبه في وحدة الوجود:
* ما في الوجود إلا الله،
فالله هو الوجود الحق،
ولا وجود معه يماثله
لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان.
* إن قوانين الطبيعة وأوامر الله الخالدة شيء واحد بعينه،
وإن كل الأشياء تنشأ من طبيعة الله الخالدة.
* الله هو القانون الذي تسير وفقه ظواهر الوجود جميعاً بغير استثناء أو شذوذ.
* إن للطبيعة عالماً واحداً هو الطبيعة والله في آن واحد
وليس في هذا العالم مكان لما فوق الطبيعة.
* ليس هناك فرق بين العقل كما يمثله الله
وبين المادة كما تمثلها الطبيعة فهما شيء واحد.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
يقول الإمام ابن تيمية :
بعد أن ذكر كثيراً من أقوال أصحاب مذهب وحدة الوجود
"يقولون: إن الوجود واحد،
كما يقول ابن عربي – صاحب الفتوحات –
وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني وأمثالهم
– عليهم من الله ما يستحقونه –
فإنهم لا يجعلون للخالق سبحانه وجوداً مبايناً لوجود المخلوق.
وهو جامع كل شر في العالم،
ومبدأ ضلالهم من حيث لم يثبتوا للخالق وجوداً مبايناً لوجود المخلوق
وهم يأخذون من كلام الفلاسفة شيئاً،
ومن القول الفاسد من كلام المتصوفة والمتكلمين شيئاً
ومن كلام القرامطة والباطنية شيئاً
فيطوفون على أبواب المذاهب
ويفوزون بأخسِّ المطالب،
ويثنون على ما يذكر من كلام التصوف المخلوط بالفلسفة"
(جامع الرسائل 1 – ص167).
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
الجذور الفكرية والعقائدية:
لقد قال بفكرة وحدة الوجود فلاسفة قدماء: مثل الفيلسوف اليوناني هيراقليطس
فالله – سبحانه وتعالى – عنده نهار وليل وصيف وشتاء،
ووفرة وقلة، جامد وسائل،
فهو كالنار المعطرة تسمى باسم العطر الذي يفوح منها.
وقالت بذلك الهندوسية الهندية:
إن الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي
والروح الإنسانية جزء من الروح العليا
وهي كالآلهة سرمدية غير مخلوقة.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وفي القرن السابع الهجري
قال ابن عربي بفكرة وحدة الوجود وقد سبق ذكر أقواله.
وفي القرن السابع عشر الميلادي
ظهرت مقولة وحدة الوجود لدى الفيلسوف اليهودي سبينوزا،
الذي سبق ذكره،
ويرجح أنه اطلع على آراء ابن عربي الأندلسي في وحدة الوجود
عن طريق الفيلسوف اليهودي الأندلسي ابن ميمون.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقد أعجب سبينوزا بأفكار برونو الإيطالي الذي مات حرقاً
على يد محاكم التفتيش،
وخاصة تلك الأفكار التي تتعلق بوحدة الوجود.
ولقد قال أقوالاً اختلف فيها المفكرون،
فمنهم من عدُّوه من أصحاب وحدة الوجود،
والبعض نفى عنه هذه الصفة.
وفي القرن التاسع عشر الميلادي نجد أن مقول وحدة الوجود
قد عادت تتردد على ألسنة بعض الشعراء الغربيين
مثل بيرس شلي 1792 – 1822م
فالله سبحانه وتعالى في رأيه – تعالى عما يقول:
"هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل جميل باسم،
وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل،
وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي، في ظلمات الليل،
وهو هذه الورود اليانعة تتفتح
وكأنه ابتسامات شفاه جميلة إنه الجمال أينما وجد..".
وهكذا فإن لمذهب وحدة الوجود
أنصار في أمكنة وأزمنة مختلفة.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
موقف الإسلام من المذهب:
الإسلام يؤمن بأن الله جل شأنه خالق الوجود
منـزَّه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحُلول فيها.
والكون شيء غير خالقه،
ومن ثم فإن هذا المذهب يخالف الإسلام
في إنكار وجود الله، والخروج على حدوده،
ويخالفه في تأليه المخلوقات وجعل الخالق والمخلوق شيئاً واحداً،
ويخالفه في إلغاء المسؤولية الفردية، والتكاليف الشرعية،
والانسياق وراء الشهوات البهيمية،
ويخالفه في إنكار الجزاء المسؤولية والبعث والحساب.
ويرى بعض الدعاة أن وحدة الوجود عنوان آخر للإلحاد في وجود الله
وتعبير ملتوٍ للقول بوجود المادة فقط
وأن هذا المذهب تكئة لكل إباحي
يلتمس السبيل إلى نيل شهواته تحت شعار من العقائد
أو ملحد يريد أن يهدم الإسلام بتصيد الشهوات
أو معطل يحاول التخلص من تكاليف الكتاب والسنة.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ابن عربي ووحدة الوجود
يتضح مما سبق:
أن هذا المذهب الفلسفي هو مذهب لا ديني،
جوهره نفي الذات الإلهية،
حيث يوحِّد في الطبيعة بين الله تعالى وبين الطبيعة،
على نحو ما ذهب إليه الهندوس أخذاً من فكرة يونانية قديمة،
وانتقل إلى بعض غلاة المتصوفة كابن عربي وغيره،
وكل هذا مخالف
لعقيدة التوحيد في الإسلام،
فالله سبحانه وتعالى
منـزَّه عن الاتحاد بمخلوقاته
أو الحلول فيها.
------------------------------------------
مراجع للتوسع :
- الموسوعة الفلسفية المختصرة، مترجمة من الإنجليزية بإشراف زكي نجيب محمود دار القلم بيروت.
- معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، د. أحمد زكي بدوي، مكتبة لبنان – بيروت.
- قصة الفلسفة الحديثة، أحمد أمين، وآخر، لجنة التأليف والنشر – القاهرة.
- جامع الرسائل المجموعة الأولى، ابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، مطبعة المدني – القاهرة.
- المنقذ من الضلال، دراسة د. عبد الحليم محمود، دار الكتاب اللبناني بيروت ط. 1979م.
- فصوص الحكم، ابن عربي.
- الفتوحات المكية، ابن عربي.
- تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي ومعه نقد تائية ابن الفارض، برهان الدين البقاعي.
- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ابن قيم الجوزية.
- History of Philosophy by F.C. Copestone Burns – London 1947.
- History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London 1956.
- Ethics by B. de Spinosa. Tr. Boyle. London 1955.
- Political Works by B. de Spinosa with tr. A. Wornham. O.V.P. Oxford ad New York 1958.
- Vindication of physics: A study in the Philosophy of Spinoza by r.L. Saw Macmillan London 1951.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 9 )
حقيقة ابن عربي
عبد اللطيف بدر العثمان
نشر قبل أيام كلام عن ابن عربي وتم تمجيده وأنه طود شامخ
و حتى جعل كأنه أحد أئمة الدين الإسلامي
ويستغرب الإنسان المسلم العاقل كيف يكون هذا عالم
أو أنه طود شامخ
خاصة و أنه قد تكلم الأئمة الإسلامية على ابن عربي
وبينوا كفر كلامه
ومنهم ابن العز عبد السلام
وشيخ الإسلام ابن تيمية
وابن القيم
والذهبي
وحتى خص بعض العلماء مؤلفات في بيان كفر هذا الرجل
و منهم الإمام برهان الدين البقاعي حيث ألفه مؤلفه بعنوان
(تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي)
وصنف العلامة ابن نور الدين
مجلدا كاملا في الرد على ابن عربي سماه
( كشف الظلمة عن هذه الأمة )
وكذلك كفره الإمام شهاب الدين أحمد بن يحي التلمساني الحنفي
والإمام سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان
وابن الجزري
والإمام بركة الإسلام قطب الدين ابن العسقلاني
وغيرهم كثير .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
من هو ابن عربي ؟
هو محمد بن علي الحاتمي الطائي ولد بالأندلس سنة 560 هـ
وتوفي سنة 638هـ ،
بدأ حياته بطلب العلم في مدينة إشبيلة ،
ثم سلك طريق التصوف ،فانقطع عن الدنيا ، واعتزل الناس ،
ورحل لمشايخ التصوف
ومن هنا بدأت
مخالفته منهج النبي صلى الله عليه وسلم
من عزلته من الناس وترك الدنيا ،
وله مؤلفات كثيرة ،
وكان ممن دافع كثيرا
عن عقيدة وحدة الوجود الكفرية
التي لا ترى فرق بين الخالق والمخلوق
بل كل موجود هو الخالق
حتى الخنزير
تعالى الله
عما يقولون علوا كبيرا .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
عقيدة وحدة الوجود الكفرية :
يرى ابن عربي أن ( ما في الوجود إلا الله )
وأن جميع ما يدركون بالحواس هو مظهر لله تعالى ،
وهذه عنده حقيقة الحقائق
التي تفرق بين العارف بالله والجاهل به .
يقول ابن عربي :
( العارف من يرى الحق في كل شيء ،
بل يراه عين كل شيء )
في كتابه الفتوحات المكية ( 2 / 332 )
ولا شك أن هذا كلام كفر وردة عن الدين
فكثير من الآيات أتت في بيان
أن الله خالق كل شيء
وأن الموجودات كلها مخلوقة
قال تعالى :
(( يأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم
هل من خالق غير الله
يرزقكم من السماء والأرض ))
ولا شك بكفر هذا الكلام
حيث يكذب كلام الله سبحانه
ورسوله صلى الله عليه وسلم .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
رب ابن عربي
يعتريه النقص وصفات الذم :
يقول ابن عربي :
( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات ،
وأخبر بذلك عن نفسه ،
وبصفات النقص وبصفات الذم )
فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84 .
فهو يدعي بأن الله تعالى عنده صفات نقص وذم
تعالى الله
عما يقول علواً كبيرا .
يقول الله تعالى :
(( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ))
فهل يليق لمن له الأسماء الحسنى والصفات العلى
أن يعتريه نقص أو ذم ؟! .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
القول بسقوط التكاليف :
إيمان ابن عربي بوحدة الوجود
يقوده إلى اعتقاد سقوط العبادة عنه ،
لأنه وصل للرأي بأن العابد هو المعبود ،
والشاكر هو المشكور ،
يقول ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية
( 6/236 ):
الرب حق والعبد حق ** ياليت شعري من المكلَّف
إن قلت عبد فذاك ميت ** أو قلت رب أنَّى يكلَّف
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
قوله بوحدة الأديان :
كون ابن عربي يعتقد أن العالم كله هو عين ذات الله تعالى ،
وهذه العقيدة استلزمت إيمانه بوحدة الأديان
لذلك تجده يقول :
( إن الحق في كل معبود وجها يعرفه من عرفه ،
ويجهله من جهله )
( فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67. )
وهذا الوجه هو أن يتجلى – بزعمهم – في صورة هذا المعبود ،
فالصورة صورة مخلوق ،
والحقيقة هو الله تعالى .
فبهذا الاعتقاد الفاسد
جعلوا كل معبود هو الله
حتى البقر
وكذلك يستلزم من قولهم صحة عبادة كفار قريش للأصنام
تعالى الله
عما يقولون علوا كبيرا
وقد قال الله تعالى :
(( إن الدين عند الله الإسلام))
ولا أدري من هو الكافر ؟!
ولماذا بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
إنكار علماء الإسلام
على ابن عربي :
فقال العز بن عبد السلام:
" هو شيخ سوء كذاب "
وقال الإمام ابن الجزري :
" هو أنجس من اليهود والنصارى "
انظر في كتاب الرد على القائلين بوحدة الوجود
ص 34 لعلي القارئ
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وكذلك القاضي زيد الدين الكتاني قال :
( قوله – ابن عربي –
الحق هو الخلق
فهو قول معتقد الوحدة ،
وهو قول كأقوال المجانين ، ... )
العقد الثمين للفاسي (2/174 )
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال القاضي سعد الدين الحارثي –الحنبلي - :
( ما ذكر من كلام المنسوب إلى الكتاب المذكور
– فصوص الحكم –
يتضمن الكفر ....
وكل هذه التمويهات
ضلالة وزندقة )
العقد الثمين للفاسي ( 2/172 )
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وقال الإمام الذهبي :
( ومن أمعن النظر في فصوص الحكم ،
أو أنعم التأمل لاح له العجب ،
فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه ،
فهو أحد رجلين :
إما من الاتحادية في الباطن ،
وإما من المؤمنين بالله
الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر،
نسأل الله العفو
[ وأن يكتب الايمان في قلوبنا،
وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ]
إلى أن قال :
فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر ،
لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن ،
يصلي بها الصلوات ،
ويؤمن بالله واليوم الآخر
– خير له بكثير
من هذا العرفان ... )
ميزان الاعتدال (3/660)
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
وغيرهم كثير
ممن أنكر على ابن عربي واعتقاده الفاسد ،
فلذا لزام على كل مسلم
أن يحذر من مثل هذه الاعتقادات الباطنية
التي لا تمس بالدين بصلة ألبتة
فعليك بالكتاب والسنة
وما فهمه سلف هذه الأمة
فقد قال الله تعالى :
(( ومن يشاقق الرسول
من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين
نوله ما تولى
ونصله جهنم وساءت مصيرا )) .
انتهى بتصرف
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
```````````````````````````
( 10 )
ردود العلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى
على الملحد ابن عربي
===========
رأي ابن عربي:
أما ابن عربي فرأيه في ربه أظهر من أن يخفى.
إنَّه يراه كل كائن، وكل موجود،
ولهذا كان عبَّاد الصنم عنده ناجين،
وعبَّاد العجل فالحين،
وما أخطأ المسيحيون ــ عند ابن عربي ــ
إلا بسبب أنهم قصرَّوا العبادة في مظاهر ثلاثة،
وكان واجبًا عليهم عبادتهم إيَّاه في كل مظاهره،
فمن عبد الحجر فقد عبد ربهم المتجلي في صورة الحجر.
وهكذا، إذ يقول ابن عربي:
«فإن العارف من يرى الحقّ في كل شيء،
بل يراه عين كل شيء» ([1]).
فابن عربي من أصرح الدّعاة إلى وحدة الوجود،
بل هو زعيمها الأول بين الصوفية،
ولكنا نختار لك من كفرياته هذا النص
الذي يدلنا على رأي ابن عربي في ربّه
وتجليه في صورة المرأة التي يتَّصل بها زوجها.
قال:
«ولما أحبّ الرّجل المرأة طلب الوصلة، أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح؛
ولهذا تعمّ الشهوة أجزاءه كلها.
ولذلك أمر بالاغتسال منه.
فعمَّت الطهارة كما عمَّ الفناء فيها عند حصول الشهوة.
فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذّ بغيره.
فطهره بالـغسل، ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه.
إذ لا يكون إلا ذلك، فـإذا شاهد
الرجل الحقَّ في المرأة كان شهودًا في منفعل،
وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة.
فشهوده للحق في المرأة أتمّ وأكمل،
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة،
فلهذا أحب، صلى الله عليه وسلم، النساء
لكمال شهود الحق فيهن،
إذا لا يُشاهَد الحق مجردًا عن المواد أبدًا» ([2]).
هذا نص الفصوص نلخصه في كلمات:
إنّ ربّ ابن عربي يتجلى بصورة عظيمة،
أو أكمل تجلي في صورة المرأة،
إنَّ الزوجة والزوج وقت اتصالهما يكونان الله،
إن الله دائمًا لا يظهر إلا في جسد،
إن الله يحب أن يفهم الزوج أنه كان يلتذّ بربهّ، وكذا الزوجة!
وما أحبّ يا صاحب السماحة
أن أدلك على مكان
الكفر الدّنس المجرم في هذه الزندقة،
فإنها أظهر من أن تخفى على سماحتكم.
================
([1]) (ص374) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي،
(ص382) «فصوص الحكم» شرح القاشاني، طبع استانبول،
(1/191) «فصوص الحكم» بشرح الدكتور أبو العلا عفيفي.
([2]) (ص437) من «فصوص الحكم» شرح القاشاني طبع باستانبول،
(ص217) من «فصوص الحكم» بتحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي،
(ص420) من «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي ط 1309 هجرية.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
من كتاب صوفيات للعلامة عبد الرحمن الوكيل
=====
وإليك ما يقوله عن الله:
«ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات،
وأخبر بذلك عن نفسه،
وبصفات النقص،
وبصفات الذم» ([3]).
ويقول داعيًا إلى عبادة الأصنام حقّ:
«والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلّى للحق يعبد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهًا،
مع اسمه الخاص بحجر، أو شجر،
أو حيوان، أو إنسان،
أو كوكب، أو مَلَك» ([4]).
فهل رأيت يا صاحب السماحة
شيخكم الأكبر وكبريتكم الأحمر،
ماذا يقول عن الله رب العالمين ؟
أعتقد أنك الآن آسف إذ شكوتنا إلى النيابة.
ولست أطيل عليك في ذكر النصوص.
فهذا النص أهون ما في الفصوص من شرك ووثنيَّة فاجرة.
================
([3]) (ص103) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي من الفص الإبراهيمي.
([4]) (ص380) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
من كتاب صوفيات للعلامة عبد الرحمن الوكيل
===============
إن المسيحية الضالة لما تخيلت أن الله يتجسد
اختارت لتجسده جسدًا نظيفًا كريمًا، جسد عيسى،
أما شيخكم الأكبر فاختار أجسادًا تحتقرها الحقارة،
وتخزى من دناءتها المهانة.
اختار الأصنام، وعجل السامري، وغير ذلك،
ثم اختار الأجساد الرقيقة التي تكشف عن دخيلة نفسية هذا الرجل،
اختار أجساد النساء،
وجعل ظهور الله فيها أكمل ظهور!!
إنَّ ابن عربي أحب امرأة ذات مرَّة.
ومن حبه لها جعلها ربّه نفسه،
وزعم لها أن اكتشف فيها الذات الإلهية.
حسبنا من ابن عربي هذا.
ولي أمل كبير،
أن يدلي لنا شيخ الصوفية العالم الكبير برأيه في هذا،
بدل أن يشكونا إلى النيابة.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
إله ابن عربي ( 1 )
أما هذا الطاغوت الأكبر،
فقد افترى للصوفية رباً عجيباً
يجمع بين النقيضين المُتَوتِّرَيْن في ذاته،
وبين الضدين الحقيقيين في صفاته،
فهو الوجود الحق، وهو العدم الصرف،
هو الخلاق، وهو المخلوق،
هو عين كل كائن، وصفاته
عين صفات كل موجود وكل معدوم،
هو الحق الكريم والباطل اللئيم،
هو الفكرة العبقرية، والخرافة الحمقاء،
هو الخاطرة الملهمَة، والوهم الذاهل، والخيال الحيران،
والمستحيل الذي لا يتصور فيه العقل أبداً
أن يخطر حتى مرة واحدة في بال الإمكان،
والممكن الذي يرى فيه الفكر أجلى معاني الإمكان،
والذي لا يتوهم فيه العقل وهم استحالة.
هو المؤمن، وهو الكافر،
هو الموحد الخالص التوحيد، وهو المشرك الأصم الوثنية.
هو الجماد الغليظ،
وهو الحيوان ذو المشاعر المرهفة، والحساسية المتوقدة،
هو الملاك الساجد تحت العرش،
وهو الشيطان الذي يصطرخ في سقر،
هو القديس الناسك يذوب قلبه في دموع التسابيح،
وهو العِربيد يضج الماخور من بغي خطاياه،
هو الراهبة التي تحيا على محبة الله وتقواه ،
وهو الغانية التي تحيا للجسد المبذول ، وتعيش على ثمنه ،
هو النور يغمر الوجود بمباهجه،
وهو الظلام موَّار الكهوف بالفزع والرهبة،
تلك هي بعض ذاتيات رب ابن عربي،
وبعض خصائص الإله الصوفي !!.
ولهذا يؤمن الطاغوت
بأن اليهود عُبَّاد العجل ناجون،
بل يؤمن بأنهم كانوا على علم بحقيقة الألوهية،
لم ينعم موسى ولا [ هارون ] بلمحة من تجلياته،
ولا ببارقة من انكشاف الأسرار الإلهية المغيبة له!!
لأنهم ما قصروا العبادة على فكرة مجردة خاوية كموسى،
وإنما عبدوا الرب متجلياً في صورة عجل،
فأدركوا من حقيقة الأمر ما لم يدركه [ هارون ]،
وهو أن الذات الإلهية لا تُعبد
إلا حين تتجلى في صور خَلْقِيَّة!!.
ويؤمن ابن عربي بقدسية عبدة الأصنام،
ويمجد صدق إيمانهم وإخلاص توحيدهم،
يؤمن بالصابئة عباداً يوحدون الله، ويخلصون له الدين،
يؤمن بسمو إيمان الذين عبدوا ثلاثة آلهة
غير أنه يعيب عليهم قصورهم عن إدراك الحقيقة كاملة؛
إذ عبدوا الله في ثلاثة أقانيم،
على حين كان الواجب أن يعبدوه في كل شيء،
فليس الرب عنده هو تلك الأقانيم فحسب،
وإنما هو عين ما يُرى أو يُحَس،
فأصحاب الثالوث عنده مخطئون؛
لأنهم عبدوا بعض مظاهر الرب،
أو بعض تَعَيُّناته وكان واجباً أن يعبدوه في الكل؛
لأنه هو ذلك الكل فيما ظهر منه، وفيما بطن!! ( 2 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) اقرأ الفص "العيسوي" و "المحمدي" من فصوص الحكم لابن عربي .
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
ربوبية كل شيء ( 1 )
واسمع إليه يؤكد لك أن كل شيء هو الله سبحانه :
" سبحان من أظهر الأشياء، وهو عَيْنُها " ( 2 )
"إن العارف من يرى الحق (الله) في كل شيء
، بل يراه عين كل شيء " ( 3 )
وكلمة "شيء" في دين الطاغوت
تُطْلَق حتى على الصور الذهنية والوهمية وعلى العدميات،
فوق إطلاقها على كل موجود
له كيانه المادي المستقل المتقوم بذاتياته وخصائصه.
فابن عربي كما ترى أصرح الدعاة إلى وحدة الوجود،
بل هو كاهنها الأكبر!!.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 604 جـ2 الفتوحات المكية لابن عربي.
( 3 ) ص 374 فصوص بشرح بالي،
ص 382 بشرح قاشاني،
ص 192 جـ1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
الربُّ إنسان كبير ( 1 )
واسمع إليه يحكم على ربه
بأنه يجب أن يوصف بما يوصف به الخلق،
حتى بما فيهم من نقص و عجز و حمق و جهالة،
ويُحَدَّ بما يُحَدُّ به كلُّ كائن على حدة:
"فما يُحَدُّ شيء إلا وهو حَدُّ الحق، ( 2 )
فهو الساري في مُسمى المخلوقات والمبدَعات
فهو الشاهد من الشاهد،
والمشهودُ من المشهود،
فالعالم صورته،
وهو روح العالم المدبر له،
فهو الإنسان الكبير " ( 3 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) والحد هو أتم أنواع التعريف، فإذا عرَّفت الصنم مثلا بحد ما،
فهذا التعريف صادق على الرب الصوفي، لأنه هو ذلك الصنم نفسه .
( 3 ) ص 111 فصوص الحكم ط الحلبي.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
الرب هو صور العالم ( 1 )
واسمع إليه يؤكد لك أن ربه هو كل ما ترى من صور العالم:
"هي ظاهر الحق؛ إذ هو الظاهر،
وهو باطنها؛ إذ هو الباطن،
وهو الأول؛ إذ كان، ولا هي،
وهو الآخر؛ إذ كان عينَها عند ظهورها ( 2 ) "
وتدبر تعريف ابن عربي لربه بقوله:
"هو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره،
وما ثَمَّ من يراه غيره ،( 3 )
وما ثم من يبطن عنه،
فهو ظاهر لنفسه، باطن عنه،
وهو المسمى أبا سعيد الخراز ( 4 ) ،
وغير ذلك من أسماء المرئيات " ( 5 )
والعارف الحق بالله عند ابن عربي هو من يرى
"سريان الحق (الله) في الصور الطبيعية والعنصرية،
وما بقيت له صورة
إلا ويرى عينَ الحق فيها " ( 6 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 112 فصوص ط الحلبي
( 3 ) يعني أنك إذا رأيت إنساناً، أو حجراً، فقد رأيت الرب الصوفي،
بل الرائي والمرئي هما عين ذلك الرب .
( 4 ) هو أحمد بن عيسى ممن تكلم في الفناء الصوفي توفي سنة 279
( 5 ) ص 77 جـ 1 فصوص ط الحلبي
( 6 ) ص 181 المصدر السابق
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
صفات الرب صفات الخلق ( 1 )
ويحكم ابن عربي على ربه، ويصفه بالعجز الذليل،
والنقص المشين، والسفه والحماقة،
وبأنه مناط مذمة وتحقير مهانة.
فيقول :
"ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدَثات،
وأخبر بذلك عن نفسه،
وبصفات النقص، وبصفات الذم ؟!
ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها
– وكلها حقٌّ له –
كما هي صفات المحدَثات حق للحق " ( 2 ) .
لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان
أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً،
أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك.
خشي هذا،
فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله:
"كما هي صفات المحدثات حق للحق
" فلا تتوهم مجازاً مَّا فيما يحكم به ابن عربي على ربه،
أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز.
ومحاه عن الأخرى بقوله:
"وكلها – أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية،
وسواها مما هو من صفات الله وحده – حق له"،
فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة
لا على المجاز!!
ذاك دين ابن عربي.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 80 فصوص ، راجع ما كتبته في "دعوة الحق" ص 30 وما بعدها.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
رب الصوفية وجود وعدم ( 1 )
ورب الصوفية في دين ابن عربي
يستغرق كل نسبة عدمية، أو وجودية
"فالعَليُّ لنفسه،
هو الذي يكون له الكمال
الذي يستغرِق به جميعَ الأمور الوجودية، والنسب العدمية،
بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها
وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
وليس ذلك إلا لمسمَّى الله تعالى خاصة " ( 2 )
فأي رب هذا
الذي يبعثه وجود ، ويفنيه عدم ؟
أي رب هذا
الذي يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف ؟
لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة،
فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف ؟!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 79 فصوص
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
كلُّ شيءٍ ربٌ للصوفية ( 1 )
لقد كفرت الصابئة؛ لأنهم عبدوا الكواكب،
وكفرت اليهود؛ لأنهم عبدوا العجل،
وكفرت النصارى؛ لأنهم عبدوا ثلاثة أقانيم،
وكفرت الجاهلية؛ لأنهم عبدوا أصناماً أقاموها لمن مات من أوليائهم،
لتكون مقصد الرجاء، ومطاف الآمال،
كما كان أصحابها، وهم ناعمون بالحياة.
فماذا تقول في الصوفية،
أو بماذا تحكم عليها،
وهي تدعو إلى عبادة كل شيء ؟!
ألا يقول الجيلي :
"إن الحق تعالى من حيث ذاته، يقتضي ألا يظهر في شيء،
إلا ويُعْبَد ذلك الشيء،
وقد ظهر في ذرات الوجود ؟! " ( 2 )
ويزيد ابن عربي الفرية جلاء بقوله :
"والعارف المكمَّل
من رأى كلَّ معبود مَجْلى للحق يُعْبَد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهاً،
مع اسمه الخاص بحجر،
أو شجر، أو حيوان،
أو إنسان، أو كوكب، أو ملك" ( 3 ) .
فهل تراني جَنَحْتُ إلى غُلُوٍّ مّا حين قلت لك:
إن الصوفية استمدت من كل كفر،
ودانت بكل ما دان به الكافرون من قبل،
فكانت هي وحدها تاريخ الوثنية كلها،
وحمأتها منذ ابتدعها إبليس ليضل الكافرين ؟!.
ألا ترى ابن عربي حَفِيَّ القلب والشعور والعاطفة
بعبادة الحجر والشجر "آلهة الجاهلية"
وبعبادة الحيوان "آلهة الفرعونية واليهودية"
وبعبادة الإنسان "إله النصرانية والشيعة"
وبعبادة الكوكب والمَلَك "أي آلهة الصابئة" ؟!.
فالصوفية هي كل ذلك الكفر،
ثم تحته وفوقه، وعن شماله ويمينه
ومن خلفه ومن قُدَّامه
كفرها الخاص بها !!
وفيما ذكر ابن عربي
ما يثبِّت اليقين في قلبك بما أقول.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 83 جـ 2 الإنسان الكامل للجيلي
( 3 ) ص 195 جـ 1 فصوص، وقد عدَّد في هذا النص آلهة الذين كفروا من قبل،
فعبدوا الحجر والشجر والحيوان والإنسان والكوكب والملك،
يعني الصابئة واليهود والنصارى والذين أشركوا.
وصوَّب عبادتهم،
إذ كل ما عبدوه في دينه ليس إلا رباً تجلى في صورة ذلك المعبود
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
التَّجَسُّد في النساء ( 1 )
وكما عبد ابن الفارض جسد الأنثى، عبده كذلك ابن عربي،
بيْدَ أن الأول عبد المرأة مستباحة العفة له،
وعبدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.
وإليك نصاً واحداً من فصوصه
يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى :
"ولما أحب الرجلُ المرأةَ، طلب الوصلة ( 2 ) ،
أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح ( 3 )
ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،
ولذلك أُمِر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة،
كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة،
فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره،
فطهَّره بالغسل ( 4 ) ؛
ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه،
إذ لا يكون إلا ذلك،
فإذا شاهد الرجلُ الحقَّ ( 5 ) في المرأة،
كان شهوداً في منفعل،
وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه –
شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه،
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة،
فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛
فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء؛
لكمال شهود الحق فيهن ( 6 )
إذ لا يُشاهَد الحقُّ مُجَرَّداً عن المواد أبداً،
فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله،
وأعظم الوصلة النكاح ( 7 )
وتستطيع أن تلخص،
وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله.
إنه يعتقد أن رب الصوفية
يتجلى أعظم تجلٍّ له في صورة أنثى
يهصر جسدها المستسلم حيوانٌ ثائر الجسد.
يعتقد أن العاشقَيْن ينتهبان خطايا الليل،
هما رب الصوفية!!
ويحلف على العشاق عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم
أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي
ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة !!
فما استغرقوا في اللذة بأنثى،
بل بالرب المتجسد الخطايا
في أنوثة عصفت بها الرذيلة !!
ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة
إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية،
فيؤكد لنا :
أن الرب الصوفي شيء مادي،
وأنه لا يُرى أبداً إلا في مادة !!
هذه هي روحانية الصوفية يا من تذودون عنها !!
روحانية يفتري كاهنها الأكبر هذه الفرية الكبرى فيقول :
"لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً"
ويقول:
"وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
فالمسمى مُحْدَثات هي العلية لذاتها،
وليست إلا هو" ( 8 )
وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك
على أساطير الزندقة في تلك النصوص الصوفية،
فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها !!
أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا،
فنكأت لك الجراح،
أم تراها تخزك لما ظلمت به مَنْ يود لك الخير، ويدعوك إليه،
ولأنك في مكانك هذا
تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك ؟!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى
( 3 ) يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده.
لا يريد الزواج بل شيئاً آخر
( 4 ) يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة،
على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!
( 5 ) الحق في دين الصوفية هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!
( 6 ) يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء
هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته،
ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!
( 7 ) ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي،
ص 437 استامبول بشرح القاشاني،
ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ .
( 8 ) ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
التجسد المسيحي، والتجسد الصوفي ( 1 )
وتلوذ بي عاطفة من إشفاق
تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً بذكر نصوص أخر،
غير أنني أود تذكير الشيخ
بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها،
وقداسة الروحانية فيها،
فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛
بعبادة ثلاثة آلهة!!
إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية
أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة،
فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شيء
وإنما اختارت جسداً طيباً طاهراً،
شرف الله صاحبه بالرسالة،
وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!!
ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد،
وغضب الأبد،
وسعير جهنم يصلونها،
وبئس المصير.
أما شيخكم الأكبر،
فقد هوى به الكفر،
أو هوى هو بالكفر،
إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة،
وانحدر به إلى كل منحدر،
فآمن بتجسد ربه في أجساد تقيحت من الدنس،
آمن بتجسد ربه في الجيف،
وفي الأوثان،
وعجل السامري،
وفرعون موسى،
ثم هَفَتْ به غُلْمَتُهُ الآثمة،
فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة
تعبد رباً تتلظى غرائزه،
وتتسعر شهواته، وتشتهى مفاتنه
حين يتجسد في أنثى
طاحت بها نزواتها لقًى
تحت رغبة كل عابر يراود خطيئة !!.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
لماذا عبَدَ ابن عربي المرأة ؟ ( 1 )
إن كبريتكم الأحمر هذا أحب امرأة ذات مرة،
هي ابنة الشيخ مكين الدين.
وأين ؟ في مكة !!.
وهفا العاشق يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليها،
راح يتوسل إليها أن تتجرد له،
وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته،
فأبت العذراء،
يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!!.
لقد أرادته للقلب الطاهر، وأرادها هو للجسد الثائر،
أرادته للطهر والمعبد وأرادها هو للدنس والماخور،
فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون،
فنظم فيها ديوانَه "ترجمان الأشواق"
قُرْبَاناً من شهواته إلى جسدها الفوَّاح العطر والفتنة،
لعلها تنحدر معه إلى الهاوية،
فتهب له من جسدها مضغة،
أو مِنْ دمها رشْفَةً،
فذادته الفتاةُ عن حَرَم مخدعها الوَرديِّ،
ولَجَّت في إبائها النبيل الكريم،
وأبت إلا أن تكون عذراء متألقة العرض،
روحانية العاطفة، مُمَنَّعَةَ العفة والشرف،
ترى،
هل أراب اليأسُ منها عشقَ ابن عربي ؟
كلا،
فقد استغرق نفسَه، ووجودَه،
وملأ عليه دنياه فتنة ولهفة وقلقاً عاصفاً،
فلم يَعْرُه اليأس، ولا مَسَّ لهبَه خمودٌ،
فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الصوفية،
يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبيَّة
أنها هي الرب
متجسداً في صورة أنثى جميلة،
وأنه ما أحبَّها إلا لأنها أجمل تعيُّنات الحقيقة الإلهية،
وأنه – إذ يتَشَهَّاها –
فإنما يتشهى فيها أنوثة ربه، وجسده الفائر!!
فأبت المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة،
لا ربَّاً صوفياً يحتسي الآثام !!
ومضى ابن عربي وراء الأسطورة
موغلا في التيه الموحش، والدغل الرهيب،
مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها
حتى صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة،
منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً،
وأمدَّها مثله الأحبار الزنادقة معه ومن بعده
وهكذا تغزل الصوفية في "ليلى وبثينة وسعاد" !!
وتسائلهم،
فيزمون الشفاه تهكما من حماقة جهلك!!
ويرمقونك بالنظر الشَّزْر،
وكأنما يقولون لك: مسكين!!
ما زال يجهل أن ربنا أنثى جميلة !!
ضليل !!
لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهَلُوك
هي الأفق الأعظم لتجليات الربوبية والإلهية،
وإلى أن جسدها المنْهُومَ الجائع إلى الآثام
جسدُ ربنا الأعظم !!
وأنها هي هو
جسداً فاتنا،
ورذيلة سوداء!!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
فقر الإله الصوفي إلى الخلق ( 1 )
الله سبحانه يقول:
( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
والله هو الغني الحميد)
غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق.
فقير إليهم في وجوده
فقير إليهم في علمه،
فقير إليهم في بقائه،
فقير إليهم في طعامه وشرابه،
فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء،
والوجود بعد العدم،
ويحول بينه، وبين الفناء.
يقول ابن عربي:
"فوجودنا وجوده،
ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا،
وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه"
ويقول :
"فأنت غذاؤه بالأحكام ( 2 )
وهو غذاؤك بالوجود،
فتعيَّن عليه ما تعيَّن عليك،
والأمر منه إليك، ومنك إليه،
غير أنك تسمَّى : مكلَّفاً،
وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك،
وبما أنت عليه – ولا يُسمَّى مكلفاً.
فيحمدُني، وأحمدُهُ *** ويعبدُني وأعبدُهُ ( 3 )
ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي،
وبه يدين أقطابها،
وله يسجدون !!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 2 ) أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله،
فلولاك ما سُمي ولا وُصف، ولا حُكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته
( 3 ) ص 83 جـ 1 فصوص ط الحلبي
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
زعمهم أن كـتبهم أسرار ورموز ( 1 )
وآخرون من أُسارى الصوفية
يزعمون أن تلك الكتب أسرار ورموز،
لا يفقهها إلا أولئك الذين أباح لهم الغيب الخفي مكنونه،
وقدس أسراره،
أو الذين هتك الله عنهم الحجاب الأعظم،
فخروا تحت عرشه سجداً يسمعون وحيه،
ويسجلونه رموزا ( 2 )
من صفات القرآن يا هؤلاء أنه "بيان للناس"
ومن الناس عالمون، وجاهلون
ومنهم أميون وكاتبون وقارئون،
ولكن الله جعله بياناً لهم جميعاً،
ميسراً للذكر؛
ليعبد كل امرئ ربه على بصيرة.
بيْدَ أني سأنحدر إلى فرية أولئك،
فأزعم أن كتب الصوفية رموز مُقَنَّعة بالخفاء،
وأسرار ملثَّمة بسحر الغيب!!
ولكني أسائلك،
كيف يُعْبد الله برمز مقنع بالإبهام،
وسر مستغرق في الغموض
يحمل من الكفر وجهاً ظاهراً ؟!
أيحق لامرئ أن يعبد ربه بشيء أطبق عليه الجهل به،
وبغير ما شرعه الله في كتابه،
وأوحاه إلى رسوله ؟!
أسائلك
– ولا تغضب إذا ألحفت في تساؤلي -:
أتفقهون يا كهنة الصوفية دلائل تلك الرموز،
أم لا تفقهونها ؟
فإن تكن الأولى،
فأبينوا لأتباعكم؛ لتطمئن قلوبهم بالمعرفة،
ولنزداد في نقدكم إنصافاً،
وإن تكن الأخرى،
فإنها دين الببغاء تردد ما لا تعي.
أما مع الحق،
فأقول : لقد قرأت لابن عربي، ولابن الفارض،
وغيرهما جُلَّ ما كتبوا،
وما شرح به تلاميذُهم تلك الكتب،
فلم أجد في كل ما قرأت رمزاً مستوراً ولا سِرَّاً خفياً،
بل دلائل صريحة تكشف في جلاء صريح
عن حقيقة معتقد الصوفية !!
ترى أى رمز في قول ابن عربي :
"العارف من يرى الله في كل شيء
بل يراه عين كل شيء" ؟!
إن ابن عربي خشي أن يتوهَّم أتباعُه
حتى "الظَرْفِيَّة" المجازية في كل كلمة "في"
أو الحلولية الحلاجية، وفيها ثُنَائية تناقض الوحدة،
خشي ابن عربي ذلك، فأطاح الوهم بيقينه الجازم؛
ليؤمن الصوفية بوحدة الوجود
إيماناً لا تنال منه شائبةُ وهم،
ليؤمنوا بأن الله هو عين كل شيء،
وأن كل شيء هو الله!
ومن الأشياء القَيحُ المُنْتِن، والعِرْض الذبيح،
والجريمة يشخب منها الدم البرئ !!
أفي ذلك رمز؟
أم بيان صريح وقح الجرأة ،
سفيه الزندقة ؟!
إن الحق بَيِّنٌ يا سماحة الشيخ،
فاهتف به لله، وأنصره لله،
وإلا فالجزاء شديد بين يدي الله
( إذ تَبرَّأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعوا،
ورأوا العذاب وتَقطَّعَتْ بهم الأسباب ).
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 2 ) أما الدكتور فيليب حتى، فيقول:
"ودين محمد عملي صريح، وقلما يشير إلى هدف عال يصعب نواله،
ويكاد أن يكون خلواً من العقد اللاهوتية،
وليس فيه أثر للأسرار الرمزية المقدسة، أو مراتب الكهنوت،
وما رتبته أصول الرسامة والتكريس والخلافة الرسولية"
"كلها مناصب دينية في المسيحية" ص 178 جـ 1 تاريخ العرب العام. في شعرهم ونثرهم!.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
المهاجر من مكة *
يقول ابن عربي:
"اللهم أفِضْ صِلةَ صلواتك وسلامة تسليماتك
على أول التَّعَيُّنات المفاضة من العماء الرباني ( 1 )،
وآخر التَّنَزُّلات المضافة إلى النوع الإنساني،
المهاجر من مكة – كان اللهَ ( 2 ).
ولم يكن معه شيء ثانٍ – إلى المدينة،
وهو الآن على ما عليه كان،
مُحْصِي عوالم الحضرات الخمس ( 3 ) في وجوده،
سر الهُوِيَّة في كل شيء سارية،
الجامع بين العبودية والربوبية الشامل للإمكانية والوجوبية ( 4 )"
أرأيت إلى قطب الصوفية الأكبر في غَيِّ إلحاده الأكبر،
يفتري أن محمداً هو الله،
وتأمل دهاء مكره، فيما يعبر به عن كفره،
في قوله: "المهاجر من مكة كان الله ولم يكن معه شيء ثان إلى المدينة"
إنك حين تقرأ تلك الجملة دون تدبر ستظن أن فيها خللاً،
وأن جملة "كان الله، ولم يكن معه شيء ثان"
لا صلة لها بما قبلها، ولا بما بعدها،
وأعترف أني خُدِعْت، فظننت أن هذه الجملة مقحمة،
وحرت في إدراك هدف ابن عربي من وضع تلك الجملة
التي تبين عن حق كريم بين باطل عربيد وآخر لئيم!
بيد أني عدت إلى النص أتلوه، وفي فكري دين ابن عربي،
وثَمَّتَ بدالي هدفُه في وضح وجلاء،
وتبين لى أن الجملة ليست مقحمة،
وإنما هي لحمة دينه وسداه،
فَلْنَعُد إلى الجملة نرتبها كما تحتم قواعد اللغة الصحيحة
"المهاجر من مكة إلى المدينة كان اللهَ، ولم يكن معه شيء ثان"
ما زدنا شيئاً على قوله، ولا نقصاً منه،
وكل ما فعلناه هو وضع قوله :
"إلى المدينة" موضعه،
بعد أن نأى به ابن عربي عنه؛ ليمكر به،
ويلتوي على القراء فهمه!
بهذا يبدو لك جلياً أن ابن عربي يفتري
أن المهاجر من مكة إلى المدينة
لم يكن هو محمداً رسول الله،
وإنما كان هو الله
متجلياً في صورةٍ اسمُه فيها "محمد".
ولا ريب في أنك تعرف أن صاحب الرسول في الهجرة كان أبا بكر
غير أن ابن عربي يقول :
"ولم يكن معه شيء ثان"
يعني أن أبا بكر هو الآخر لم يكن إلا الله
متعيناً في صورة اسمه فيها: "أبوبكر"!
ومات محمد صلى الله عليه وسلم، ومات من بعده أبوبكر!
فأيُّ إله هذا الذي يتجرع غصة الموت مرتين؟
بل ما ذلك الإله الذي يموت ويحيا في كل لحظة آلاف المرات ؟!
لقد دانت الصوفية بأن الرب الأكبر هو عين خلقه!
وفي كل لحظة يعبر بها الوجود تفنى حياة، وتنبثق حياة،
فياللصوفية!
يعبدون رباً يموت آلاف المرات،
ويولد آلاف المرات في آن واحد!
ومحمد الصوفية له مظهران، أو اعتباران،
فهو عبد أو خلق باعتبار ظاهرة،
وهو رب أو حَقٌّ باعتبار باطنه،
ولهذا يصفه ابن عربي
– باعتبار ظاهره – بأن له العبودية
ويصفه – باعتباره باطنه – بأنه له الربوبية!
يصفه بأن له الإمكانية باعتبار ناسوته،
وبأن له الوجوبية، باعتبار لاهوته!.
والنابلسي في شرحه لصلاة ابن بشيش يقول :
"ما صلى على محمد إلا محمد،
لأن صلاة العبيد عليه،
صدرت منهم بأمره منهم من صورة اسمه " ( 5 ).
******************
*نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) العماء عند الصوفية"هو الحضرة الأحدية، وهذه تتعين بالتعين الأول لأنها محل الكثرة وظهور الحقائق والنسب الأسمائية"
جامع الأصول مادة العين.
( 2 ) نصب لفظ الجلالة باعتباره خبراً لكان، فيكون معنى الجملة
"المهاجر من مكة هو الله".
( 3 ) يجعلها القاشاني ثلاثاً فقط "الفردية وهي حالة وجود الذات الإلهية في عين الجمع حيث كانت، ولم يكن معها شيء ثان،
الثانية حضرة الوترية وهي حالة بقائها بعد فناء كل شيء في مقام الجمع،
الثالثة حضرة المعية وهي حالة وجودها مع كل شيء في عالم التفرقة،
والأولى ما وردت الصفات منها، والثانية ما صدرت إليها،
والثالثة ما وردت إليها ثم صدرت عنها"
كشف الوجوه الغر ص 133
( 4 ) ص 2 مجموع الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
( 5 ) ص 557 مجموع الأحزاب ط استامبول
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
أكان محمد يعرف القرآن قبل نزوله ؟ *
مما تأفكه الصوفية
أن جبريل عجب حين رأى محمداً يتلو القرآن
قبل أن يُعلِّمه إيَّاه
فسأل جبريلُ،
فأجابه النبي:
ارفع الستر مَرَّةً حين يُلْقي إليك الوحيُ،
ففعل جبريل،
فرأى محمداً هو الذي يوحي إليه،
فصاح مُسَبِّحًا:
منك، وإليك يا محمد ؟!!
وما زال يهذي بهذه الأسطورة
في الرحاب الفساح من الأزهر
رجل لا عمل له سوى إثارة الحرب
مُؤَرَّثة الأحقاد على الكتاب والسنة!!
ويتناقل هذه الأسطورة صوفي عن صوفي
في كل حمأة وثنية، أو حانة صوفية.
ولم لا؟
وقد فـَحَّ بهذه الفِرية أفعوان الصوفية الأكبر ابن عربي؛
إذ يقول مفسراً قول الله سبحانه:
( ولا تَعْجَلْ بالقرآن من قبل أن يُقضَى إليك وَحْيُه) :
"اعلم أن رسول الله أُعْطِي القرآن مُجْمَلًا قبل جبريل
من غير تفصيل الآيات والسور،
فقيل له: لا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل،
فتلقيه على الأمة مُجْمَلًا ،
فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله ( 1 ) .
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) ص 6 الكبريت الأحمر للشعراني
على هامش اليواقيت والجواهر ط 1307هـ
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
رَدُّ هذه الفِرْية *
وبطلان هذه الفِرْية بَدَهِيُّ يحكم به مَنْ في قلبه بارقة من إيمان،
بيد أن غشاوة الصوفية على بصائر مُعتَنِقيها
حالت بينها وبين إدراك الحقيقة الإيمانية الأولى،
وهي أن رب الوجود هو الله
وحده لا شريك له،
فَلِم لا تحول بينها وبين إدراك بطلان تلك الفرية ؟!
لهذا نذكرك بهَدْي الله سبحانه :
( علَّمه شديدُ القوى،
ذو مِرَّةٍ فاستوى؛ وهو بالأفق الأعلى).
آيات بينات
تهديك إلى أن الذي علَّم رسول الله القرآن هو جبريل،
وإلى أنه صلى الله عليه وسلم:
لم يكن على علم بشيء ما منه
قبل أن يَنزِل جبريل به عليه.
( وقال الذين كفروا: لولا نُزِّل عليه القرآنُ جملةً واحدة
كذلك لِنُثَبِّتَ به فؤادَك ورتَّلناه ترتيلاً،
ولا يأتونك بمثل، إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ).
ويقول ابن عربي
أنه نزل عليه جملة واحدة، فقوله قول الكافرين!!
ومن قوله سبحانه : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر)
نؤمن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم
لم يعلم بآية ما من كتاب ربه إلا في ليلة القدر،
فمتى علم الرسول القرآن مجملاً ؟
أقبل ليلة القدر، أم بعده ؟
ومَنْ عَلَّمه إياه مجملاً ؟
أجبريل، أم غيره ؟
ائتوني بأثارة من علم، إن كنتم صادقين.
ويهب الله للحق برهاناً تنجاب به كل ريبة :
( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا،
ما كنتَ تدري ما الكتاب، ولا الإيمان )
أيفهم الصوفية،
أم هي اللجاجة في العناد ؟
( وإذا تُتْلى عليهم آياتنا بينات،
قال الذين لا يرجون لقاءنا:
إئت بقرآن غير هذا، أو بَدِّله،
قل : ما يكون لي أن أُبَدِّله من تلقاء نفسي،
إن أَتَّبِع إلا ما يُوحَى إليَّ،
إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم،
قل: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به،
فقد لبثت فيكم عمراً من قبله،
أفلا تعقلون؟ ).
وفرية الصوفية تناقض هذه الحجة الإلهية
على صدق محمد.
أولا يذكر الصوفية أن رسول الله حين فجأه الوحيُ،
كان يقول – وجبريل يغطه:
"ما أنا بقارئ" ؟!
وأنه عاد إلى زوجه الطيبة الطهور في خوف وقلق،
وأن هذه المؤمنة العظيمة قالت له قَوْلَتَها
التي طَيَّبها الإيمانُ بروحانيته
"والله لا يخزيك الله أبداً"
أفكان يحدث هذا، أو بعضه،
لو أنه صلى الله عليه وسلم، كان على بينة من القرآن،
قبل نزوله عليه ؟
لِمَ قال: ما أنا بقارئ ؟
يكررها ثلاثاً؟
لِمَ عاد خائفاً حتى زَمَّلُوه ودَثَّروه ؟
لِمَ بَثَّ ذات نفسه إلى زوجته خديجة،
ولِمَ ذهب معها إلى ورقة بن نوفل ؟!
كل هذا حدث منه صلى الله عليه وسلم
حتى بعد نزول الوحي عليه!!
أهذه دلائل علم سابق بالقرآن،
ويقين جازم به
قبل نزول جبريل عليه به في ليلة القدر ؟،
أم دلائل مشاعر نفس مؤمنة تقية،
فجأها من الله سبحانه، ما لم تكن تدريه من قبل ؟!
واهاً للصوفية!!
تبصر نور الشمس يتوهج،
فتقول ياللظلام الدامس!!
كبعض الطير يعشيه النهار!!
ولقد كان أعداء الرسول يسألونه مُحْرِجين مُتَعَنِّتين،
يبتغون تكذيبه، والتجديف عليه،
فلم يكن يجيبهم بشيء
– لأنه لا يعرف الجواب –
عما سألوه عنه،
إلا بعد أن ينزل جبريل عليه به.
سألوه عن الروح، وعن فتية الكهف، وعن ذي القرنين،
فقال صلى الله عليه وسلم:
غداً أجيبكم!!
وأنساه حرصه النبيل على إقامة الحجة عليهم وهدايتهم،
فلم يقل: إن شاء الله،
ففتر عنه الوحي حتى حَزَبه الأمرُ،
وبلغت به الشدة مبلغها،
ولم لا؟
وعدُوُّه مُتَرَبِّصٌ به، حريص على تكذيبه،
وعلى أن يثير الشبهات حول رسالته،
ورغم هذا يفتر عنه الوحي!!
ثم مَنَّ الله عليه به،
فعلم عن الله جواب ما سألوه عنه
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل:
"لقد رِثْتَ عليَّ، حتى ظن المشركون كل ظن"
فنزل قوله تعالى :
( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) ( 1 ) .
أفكان يحدث هذا،
لو أن رسول الله، كان على بينة من القرآن قبل نزوله ؟
لماذا لم يجب مَنْ سألوه ؟
لأنه لم يكن يعرف الجواب،
ولكن ابن عربي يكفر بكل تلك الدلائل،
ويفتري أسطورته،
فَتَؤُجُّ في الصوفية كالنار في الهشيم،
وتنتشر كالوباء الفتَّاك،
وتظل ديناً يكتبه الشعراني
ويهرف به حمقى الصوفية !!
وعذرنا في إطالة الرد على هذه الفرية
أنها دين قوم يُحسبون على الإسلام، ومن أئمته،
وما زال عَدُوُّ ربه "فلان"
ينعب بها حتى اليوم في رحاب الأزهر،
يضج بها نعيبُه،
والموذن يقول : الله أكبر!!
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) انظر تفسير ابن كثير في هذه الآية
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
دين ابن عربي *
وكعهدك بي أُذكرك بما اختلقوه من إفك حول تلك الأسطورة؛
ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا مَنْ حَيَّ عن بينة.
يقول ابن عربي:
عقد الخلائق في الإله عقائداً ** وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه ( 1 )
ويقول:
لقد كنتُ قبل اليوم أنكر صاحبي ** إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة ** فمَرْعى لِغزْلانٍ، ودير لرهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبةُ طائفٍ ** وألواحُ توراةٍ، ومصحف قرآنِ
أدينُ بدين الحب أنَّى تَوَجَّهَتْ ** ركائبُه، فالدين ديني وإيماني ( 2 )
ويحذر ابن عربي أتباعه أن يؤمنوا بدين خاص،
ويكفروا بما سواه،
فيقول: "فإياك أن تتقَيَّد بعقد مخصوص،
وتكفر بما سواه،
فيفوتك خير كثير،
بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه،
فكن في نفسك "هَيُولي" ( 3 ) لصور المعتقَدات كلها،
فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عَقْد دون عَقْد،
فالكلُّ مصيبٌ،
وكل مُصيبٍ مأجورٌ،
وكل مأجورٍ سعيدٌ،
وكل سعيدٍ مَرْضِيٌّ عنه ( 4 ).
وهذا الدين الأسطوري
يستلزم حتمًا نفي عذاب الآخرة،
فَرَبُّ الصوفية في دينهم
كل مشرك وكل موحِّد،
ويستحيل أن يعذب الرب نفسه،
ولهذا يقول ابن عربي:
فلم يبق إلا صادق الوعد وحدَه ** وما لِوَعيد الحقِّ(5) عينٌ تُعايِنُ
وإن دخلوا دارَ الشقاء، فإنهم ** على لَذَّةٍ فيها نعيمٌ مُبَاينُ
نعيمُ جنان الخُلدِ فالأمر واحد ** وبينهما عند التَّجَلِّي تَبايُنُ
يُسَمَّى عَذاباً من عُذوبةِ طعمِهِ * وذاك له كالقشر، والقشرُ صائنُ(6)
وهكذا يوغل ابن عربي إيغالاً سحيقاً
في الغُلُوِّ العجيب من التناقض،
ويكدح شيطانيته؛
لتبتدع من البدع
ما يقضى به على بقية الخير اليتيمة
من إيمان المسلمين!
لقد آمن بأن الرب عين العبد،
وأن الإيمان صِنْوُ الكفر حقيقة وغاية ،
فما الذي يمنعه من الإيمان بأن الوعد عين الوعيد ؟
وأن نعيم الجنة وكوثرها عين عذاب السعير وغسلينها ؟
لم يمنعه شيء،
فصرح كما ترى به!
فأي قضاء على الدين والأخلاق،
أشد طغياناً من ذلك،
إذا كان العمل الصالح يستوي والعملَ الخبيث،
وإذا كانت الفضيلة عين الرذيلة،
وإذا كان الخيرُ قرينَ الشر،
وما مصير الإنسانية
لو أنها آمنت بهذه الصوفية ؟!
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) انظر شرح الفصوص لعبد الرحمن جامي شرح الفص الهودي
( 2 ) ص 39 ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق لابن عربي
( 3 ) الهيولي لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح الفلسفي هي
"ما به الشيء بالقوة، أو جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال"،
وقد استعملها ابن عربي هنا بمعنى القابل،
أي الذي تنطبع فيه صور المعتقدات كلها، وينفعل بها،
وتصدر عنه أفعاله طبقاً لمعتقداته المتنوعة.
( 4 ) ص 191 وما بعدها فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ
( 5 ) يعني بالوعد النعيم في الآخرة، ويعني بالوعيد عذاب الآخرة.
يريد من هذا نفي العذاب مطلقاً في الآخرة حتى للمشركين
( 6 ) ص 94 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
-
رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي
الحكم بنجاة فرعون *
وبهذا يحكم ابن عربي بنجاة فرعون موسى،
يقول معقباً على قوله تعالى : ( قرة عين لي ولك ) :
" فبه قَرَّت عينُها بالكمال الذي حصل لها،
وكان قرة عين لفرعون بالإيمان
الذي أعطاه الله عند الغرق،
فقبضه طاهراً مطهراً،
ليس فيه شيء من الخبث ". ( 1 )
ويقول عن فرعون أيضاً :
"فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه،
ونجَّى بدنه،
فقد عمته النجاة حِسًّا ومعنى ".( 2 )
واقرأ بقية ما افتراه في "الفص الموسوي" من كتابه الفصوص،
ففيه يفضِّل فرعون على موسى!.
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) ص 201 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
( 2 ) ص 212 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.