رد: ذكر فيمن وهمهم الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
تصويب للحافظ السيوطي رحمه الله :
في الحديث الذي ذكره الألباني في " الضعيفة " ( ح 328) وابن بشران ( 154/21) وابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " ( 1/45) معلقا من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم : ثنا مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : " من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة وبورك له في معاشه ولم ينتقص من رزقه وكان عليه مباركاً "
قال الألباني رحمه الله :
" إسناد موضوع يحيى بن هاشم كذبه ابن معين وغيره وعطية العوفي ضعيف مدلس
" وقد وجدت ليحيى متابعا ضعيفا جدا اخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 26 ) : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري قال : حدثنا مسعر بن كدام به
قال العقيلي رحمه الله :
" هذا حديث باطل ليس له أصل وليس هذا الشيخ ( يعني : الأنصاري ) ممن يقيم الحديث "
تنبيه وتصويب :
" وقد ذكره السيوطي رحمه الله في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 43 ) وقال
" أورده ابن الجوزي رحمه الله في " العلل الموضوعات "
علق الألباني رحمه الله في " الهامش " على كلام السيوطي رحمه الله بقوله :
" كذا قال وأظنه خطأ والصواب : " العلل المتناهية " فإن لابن الجوزي كتابين :
- أحدهما : " الأحاديث الموضوعة " الذي وضع عليه السيوطي كتابه " اللآلئ المصنوعة "
- والآخر : " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " وهو المراد فإنه فيه ( 1/73)
- والله أعلم .
رد: ذكر فيمن وهمهم الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
وهم الإمام العجلوني رحمه الله
وهم الدكتور القلعحي عفا الله عنه:
في الحديث الذي ذكره الألباني في " الضعيفة " ( 331 ) وقال العجلوني في " الكشف " ( 1/199) : " قال الزيلعي وابن حجر في " تخريج الكشاف " : لأم نجده بهذا اللفظ "
قال الألباني رحمه الله :
" لا أصل له بهذا اللفظ وقد وجدت الحاكم رحمه الله قد علق هذا الحديث مجزوماص بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال في " المستدرك " ( 2/559) بعد أن روى أثرين عن ابن عباس وابن مسعود أن الذبيح هو إسحاق : " وقد كنت أرى مشايخ الحديث قبلنا وفي سائر المدن التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل وقاعدتهم فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الذبيحين " إذ لا خلاف أنه من ولد اسماعيل وأن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله ابن عبد المطلب والآن فإني أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال : إنه إسحاق "
" استدل الألباني رحمه الله عليه أن الحاكم يشير بالحديث المذكور إلى ما أخرجه قبل صفحات ( 2/551) من طريق عبد الله بن محمد العتبي : ثنا عبد الله بن سعيد عن [ الصنابحي ] قال : حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان .... الحديث فذكره وفيه " يا ابن الذبيحين ! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه فقلنا : يا أمير المؤمنين ! وما الذبيحان ؟ قال : عن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا : أرض ربك وأفد ابنك قال ففداه بمئة ناقة قال : فهو الذبيح وإسماعيل الثاني .
قال الألباني رحمه الله :
" سكت الحاكم عليه "
" ولكن :
" تعقبه الذهبي رحمه الله بقوله :
" اسناده واه "
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " ( 4/18)
" وهذا حديث غريب جدا "
قال الألباني :
" واما ما في " الكشف " نقلا عن شرح الزرقاني على " المواهب "
" والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقويه بتعدد طرقه "!
فقال :
" فوهم فاحش فإنما قال الزرقاني هذا في حديث " الذبيح إسحاق " وفيه مع ذلك نظر كما في " الضعيفة " ( ح 332 ) .
وقال رحمه الله :
" وقد عرفت ان الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث فقد اتفق الذهبي والسيوطي على تضعيفه "
ومن وأوهام الدكتور القلعجي عفا الله عنه :
قال الألباني :
" ومن جهل الدكتور القلعجي أنه جزم بنسبة الحديث " الترجمة " إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تعليقه على " ضعفاء العقيلي " ( 3/94) ثم ساق عقبه حديث الحاكم وسكت عنه متجاهلا تعقب الذهبي ! وبناء على جزمه ذكره في " فهرس الأحاديث الصحيحة " الذي وضعه في آخر الكتاب " ( ص 505 ) !
قال العبد الفقير لعفو ربه وغفر الله لوالده : ننقل بعض الفوائد من كلام أهل العلم
فالحديث أخرجه الحاكم كما في " المستدرك " وذكره الألباني في " الضعيفة "
· قال ابن كثير رحمه الله في " ( 7/27 )
" وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق وحكي ذلك عن طائفة من السلف حتى نقل بعض الصحابة ايضا وليس ذلك في كتاب ولا سنة وما أظن ذلك تلقي إلا عن أحبار أهل الكتاب وأخذ ذلك مسلماً من غير حجة وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم وذكر أنه الذبيح ..."
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 12/378 )
" .. وعن ابن عباس في اشهر الروايتين عنه وعن علي في إحدى الروايتين وعن أبي هريرة ومعاوية وابن عمر وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والشعبي في إحدى الروايتين عنهما ومجاهد والحسن ومحمد بن كعب .... أن الذبيح إسماعيل ويوؤيده ما تقدم وحديث أنا بن الذبيحين رويناه في الخلعيات من حديث معاوية ونقله عبد الله بن أحمد عن أبيه وبن أبي حاتم عن أبيه وأطنب ابن القيم في الهدي في الاستدلال لتقويته وقرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي أنه استنبط من القرآن دليلا وهو قوله في الصافات ...."
· قال السيوطي رحمه الله – عن حديث الترجمة - في " الحاوي للفتاوى " ( 35/2) : في إسناده من لا يعرف فالحديث لا يصح والله أعلم .
والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
رد: ذكر فيمن وهمهم الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
رد: ذكر فيمن وهمهم الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
وهم الحاكم أبا عبد الله رحمه الله :
وهم الإمام الزرقاني رحمه الله :
في الحديث الذي ذكره الألباني رحمه الله في " الضعيفة " ( ح 332 ) وعزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للدارقطني في " الأفراد " عن ابن مسعود والبزار وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب وابن مردويه عن أبي هريرة . " الذبيح إسحاق "
حديث ابن مسعود رواه الطبراني أيضا وفيه مدلس وانقطاع ولفظه : " أكرم الناس ......" رواه الحاكم ( 1/559 ) عنه مرفوعاً بلفظ " الجامع "
قال الحاكم رحمه الله :
" صحيح على شرط الشيخين "
وتعقبه الحافظ الذهبي رحمه الله بان فيه " سنيد بن داود " ولم يكن بذاك .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في " التفسير " ( 4/17) بعد أن ذكره موقوفاً عليه
" وهذا صحيح عن ابن مسعود "
قال الألباني رحمه الله :
" وحديث العباس رواه البزار في " مسنده " ( 3/103/2350) وأبو الحسن الحربي في " الثاني من الفوائد " ( 170/2) عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعاً باللفظ السابق
" وسنده ضعيف الحسن مدلس وقد عنعنه والمبارك فيه ضعف كما تقدم مرارا وقد أعله الهيثمي رحمه الله بقوله : "
" رواه البزار وفيه مبارك بن فضالة وقد ضعفه الجمهور "
قال الألباني
" ومع ضعفه فقد اضطرب في روايته فمرة رفعه ومرة اوقفه عن ابن عباس كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 13/143/2) وابن ابي حاتم .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ( 4/17)
" وهذا أشبه بالصواب " – يعني الوقف –
قال الزرقاني ( 1/97):
" وتعقبه السيوطي بأن مباركا قد رفعه مرة فأخرجه البزار عنه مرفوعاً "
قال الألباني رحمه الله :
" وهذا تعقب ضعيف لأن مباركا ليس بالحافظ الضابط حتى تقبل زيادته على نفسه بل اضطرابه في روايته دليل على ضعفه كما لا يخفى .
قال الألباني رحمه الله :
" وبالجملة فطرق هذا الحديث كلها ضعيفة ليس فيها ما يصلح أن يحتج به وبعضها أشد ضعفا من بعض والغالب انها اسرائيليات رواها بعض الصحابة ترخصاً أخطأ في رفعها بعض الضعفاء
وقد أشار القسطلاني رحمه الله في " المواهب " بقوله :
" إن صح "
لكن :
تعقبه الزرقاني وزعم ان حديث ابن عباس رواه الحاكم من طرق عنه وصححه على شرطهما وقال الذهبي : " صحيح " رواه ابن مردويه عن ابي هريرة قال ابن كثير " وفيه الحسن بن دينار متروك وشيخه : منكر "
قال الألباني رحمه الله في صدد الرد على الزرقاني رحمه الله :
" وفي هذا الزعم أوهام كثيرة
· أنه ليس عند الحاكم إلا هذه الطريق
· أنه إنما صححه مطلقا لم يقل على شرطهما
· أن ابن كثير إنما اعل بما نقله الزرقاني عنه حديث العباس الذي قبل هذا وأما على حديث أبي هريرة فهي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "
قال الزرقاني رحمه الله ( 1/98)
" فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا فأقل مراتب الحديث أنه حسن فكيف وقد صححه الحاكم والذهبي " !
قال الألباني رحمه الله :
" الذهبي لم يصححه والحاكم رحمه الله وهم في تصحيحه والطرق فيها ضعف واضطراب واحتمال كون متونها اسرائيليات بل هو الغالب وقد ذهب المحققون من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وابن كثير رحمهم الله وغيرهم إلى ان الصواب في الذبيح أنه إسماعيل عليه السلام "
قال ابن القيم رحمه الله في " الزاد " ( 1/21)
" واما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل بنص كتابهم فإن فيه ان الله أمر إبراهيم ان يذبح ابنه بكره وفي لفظ : " وحيده " ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده .... وكيف يسوغ ان يقال : إن الذبيح إسحاق والله تعالى قد بشر إم إسحاق به وبابنه يعقوب .... ثم ذكر وجوهاً أخرى في إبطال أنه إسحاق وتصويب أنه إسماعيل "
قال العبد الفقير لعفو ربه وغفر الله لوالده وأسكنه فسيح جناته :
" فقد أطلعت على كتاباً من أحسن ما ألف في بابه للإمام عبد الحميد الفراهي رحمه الله صاحب تفسير " نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان " و الكتاب هو " الرأي الصحيح في من هو الذبيح " ط دار القلم – دمشق .
قال رحمه الله في مقدمة كتابه " ( ص 7)
" فمن التحريفات الفظيعة التي ارتكبها اليهود في كتابهم ما فعلوه في قصة ابراهيم عليه السلام ولأهميتها الكبرى كان نصيبها من التلاعب أوفر من القصص الأخرى .... لتمويه قصة الذبيح "
وقال ( ص 8 )
نقل عن ابن القيم كما في " زاد المعاد "قوله :
" وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاص وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل بنص كتابهم "
ونص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى " .... وفي الجملة فالنزاع مشهور ولكن الذي يجب القطع به أنه إسماعيل وهذا الذ عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة وهو الذي تدل عليه التوراة التي بأيدي أهل الكتاب "
وقال مؤلفه ( ص 9 )
" فألف العلامة السيوطي رحمه الله ( ت 911 ) بعدما اطلع على كلام الإمام ابن القيم الجوزية رسالة في الذبيح سماها " القول الفصيح " ولكنه ختمها بقوله : " وكنت ملت إليه – يعني القول بأن الذبيح إسحاق في على التفسير وأنا الآن متوقف في ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم فاراد السيوطي رحمه الله كما ترى ان يفصح فأعجم وجمجم ولعل وقوفه على كلام ابن القيم هو الذي أداه إلى التوقف في هذه المسألة ولولا ذلك لظل على مذهبه السابق الذي نسبه القرطبي للأكثرين "
وقال ( ص 10 )
" وقد تناول عدد من العلماء غير السيوطي مسألة الذبيح في رسائل مفردة نحو مكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437 ه ) في كتاب " الأختلاف في الذبيح من هو " ؟" والقاضي أبي بكر بن العربي ( ت 543 ه ) في رسالتين " تبيين الصحيح في تعيين الذبيح " وتقي الدين السبكي ( ت 756 ه ) في رساته " القول الصحيح في تعيين الذبيح " وابن طولون ( ت 953 ) في رسالته " الميمون التصريح بمضمون الذبيح " وعلي برهان الدين الحلبي ( ت 1044 ) في رسالته " القول المليح في تعيين الذبيح "
وقال ( ص 34 )
" وقد بين الله قصة هذا الذبح في التوراة ولكن اليهود قد دسوا فيها اهواءهم فاصلحها القرآن ومن ذلك أمران مهمان
· أن صحفهم التي بأيديهم تقول : إن الله تعالى أمر إبراهيم عليه السلام بصريح القول أن يذبح ولده والقرآن يدل على أن الله تعالى لم يأمر إبراهيم عليه السلام بذبح ولده وإنما رأى ابراهيم عليه السلام في الرؤيا أنه يذبح ولده وذلك مما يدل على ان القرآن أرفع من أن يأخذ من اليهود وكتبهم المحرفة بل هو المهيمن عليها والمصلح لما أفسدوا منها
· أنهم في ذكر الذبيح أقحموا اسم اسحاق عليه السلام وهذا من أشنع تحريفاتهم فتكرم القرآن عن ردهم بصريح القول لوجوه من الحكمة ..وإذا لم يقدروا على طمس آثار الحق كلها ويأبى الله ذلك ولكن لما كان هذا التحريف موافقا لأهوائهم أخذ بمجامع قلوبهم وعضوا عليها بالنواجذ واتفقت فيه كلمتهم سلفا وخلفا.....ومع ان الناقدين من علماء المسلمين من أهل العلم والنظر قد استدلوا بنصوص التوراة أنفسها على كون إسماعيل عليه السلام هو الذبيح ...
وقال مؤلفه في خاتمة بحثه ( ص 130 )
" وكم من الحقائق أثير غبار الباطل حولها فيحتاج من حبب إليه الصدق إلى تدقيق النظر والتمييز بين الغث والسمين من المنقول والرث والمتين من المعقول وذلك ربما يمل المستمع ويلبس عليه الأمر فأردنا ان ندلك في هذا الفصل على طريق لا تحتاج فيه إلى شق النفس وهو الذي سميناه جوامع الأدلة فنقول :
إنك ترى في التوراة والقرآن بعض امور بينة في غاية الوضوح ومن لطائف القرآن أنه يذكر من هذه القصة ما لايوجد في التوراة فإذا جمعت بينهما تبينت لك الحقيقة بتمامها اما التوراة فتجد فيها ان الذبيح هو وحيد ابراهيم عليه السلام وأنه بنى مذبحا واتخذ مسكنا شرقي بين إيل وأنه قرب ابنه على مقام مقدس أراه الله إياه وهداه إليه ولكن لا تجد فيها بيانا لمقامه ولا لمقام هذا بيت إيل ولا لحجه وإسكان بعض ذريته عنده للخدمة الدينية وأما القرآن فقد بين هذه الامور بغاية الإيضاح وترى في ذلك إسماعيل عليه السلام صاحبه وشريكه ثم إنك لا تجد في القرآن ولا في التوراة أن إسحاق عليه السلام جاء من كنعان إلى هذا المعبد العظيم فضلا عن سكناه عنده فإذا تصورت ما جاء فيهما لم تشك ان الذبيح هو إسماعيل عليه السلام الذي كان وحيدا لأبيه قبل ولادة أخيه إسحاق عليه السلام وهو الذي جعل نذرا لخدمة البيت الحرام بمكة ... واما أخوه إسحاق عليه السلام فبقي بكنعنان وباركه الله هناك حتى انتقل ذريته من تلك الأرض إلى مصر وكان ما كان من أمرهم وهذا الذي ذكرنا لا يبهم على من له أدنى مسكة من صريح العقل ويقرب منه ما ذكره أبو عمرو بن العلاء للأصمعي كما مر وهذا فيه كفاية لمن يفرق بين الصحيح والسقيم والله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " انتهى .
قلت : ولعل أفضل الكتب التي أفردت وأثرت هذه المسألة كتاب الإمام عبد الحميد الفراهي رحمه الله " الرأي الصحيح في من هو الذبيح " وفيها رجح ان الذبيح هو إسماعيل عليه السلام .
والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
رد: ذكر فيمن وهمهم الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
تصويب للشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :
تصويب للإمام الزرقاني رحمه الله واسكنه فسيح جناته :
في الحديث الذي ذكره الألباني رحمه الله في " الضعيفة " ( ح337) وأخرجه أحمد ( رقم 2795) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا " إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه : يا أبت ! أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه { أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا }
قال الألباني رحمه الله :
" ضعيف بهذا السياق رجاله كلهم ثقات وعلته ان عطاء بن السائب كان قد اختلط وسمع منه حماد في هذه الحالة وقبلها أيضا فقول الزرقاني في " شرح المواهب " ( 1/98) والشيخ احمد شاكر في تعليقه على " المسند " " إسناده صحيح " غير مسلم
وقال رحمه الله :
ومن المعروف عن الشيخ أحمد أنه يحتج في تصحيح هذا السند بأن حماداً سمع من عطاء قبل الاختلاط ذكر ذلك في غير ما موضع من تعليقه على " المسند " وغيره وهو ذهول عما ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " عن بعض الأئمة انه سمع منه في الاختلاط فلا يجوز حينئذ تصحيح حديثه إلا بعد تبين أنه سمع منه قبل الاختلاط "
والحديث أخرجه أحمد ( 2707) من طريق ثالث عنه أتم منه وفيه القصة وفيه تسمية الذبيح إسماعيل وهو الصواب "
قال العبد الفقير لعفو ربه وغفر الله لوالده واسكنه فسيح جناته :
قال محققا " مسند الإمام أحمد " ( ج5/ ص 13/ ح 2794) ط الرسالة – عن حديث الترجمة – وقد ضعفا اسناده -
" إسناده ضعيف عطاء بن السائب اختلط وحماد – وهو ابن سلمة – روى عنه قبل الاختلاط وبعده عند غير واحد من اهل العلم والمرجح هنا ان هذا الحديث مما رواه عنه بعد الاختلاط فذكر اسحاق عليه السلام فيه من اخطاء عطاء بن السائب فالصحيح الذي عليه اهل العلم ان الذبيح هو اسماعيل لا اسحاق وانظر حديث ( 2707 ) ) انتهى .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في " البداية والنهاية " ( 1/149 )
" غالب ما هاهنا من الاثار مأخوذ من الاسرائيليات وفي القرآن كفاية عما جرى من الامر العظيم والاختبار الباهر وانه فدي بذبح عظيم وقد ورد في الحديث انه كان كبشا "
والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .