نعم بارك الله فيكم.
معناه: يقول لهم الإمام أحمد رحمه الله: إنكم أردتم إنكار الذات، وإنكار وجود الإله، ولم تستطيعوا إظهار ذلك؛ فيُشنَّع عليكم بالكفر، فقلتم بتعطيل الأسماء والصفات الذي هو مستلزم لذلك.
عرض للطباعة
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثله.
«أن التشنيع بتكفير المنكرين الجاحدين لصفات رب العالمين المستند إلى البرهان والدليل من أعظم دعائم الدين ، فبه ينقمع الكفر والجحد والالحاد فى صفات رب العباد ، وبه ينفصل سبيل المؤمنين المثبتين لصفات رب العالمين عن سبيل المنكرين الجاحدين لصفات رب العالمين ، وبه يتحقق توحيد الاسماء والصفات، المتمثل فى اثبات الاسماء الحسنى والصفات العلا و تتحقق البراءة ممن انكر او جحد ذلك------قال الشيخ صالح ال الشيخ فى كفاية المستزيد--- جحد شيئا من الأسماء والصفات منافٍ لأصل التوحيد ومن خصال الكفار والمشركين. --توحيد الإلهية عليه براهين، من براهينه توحيد الأسماء والصفات فهو برهان على توحيد الإلهية، ومن حصل عنده ضلال في توحيد الأسماء والصفات، فإن ذلك سيتبعه ضلال في توحيد الإلهية، ولهذا تجد أن المبتدعة الذين ألحدوا في أسماء الله وفي صفاته من هذه الأمة -من الجهمية والمعتزلة والرافضة والأشاعرة والماتريدية ونحو هؤلاء- تجد أنهم لما انحرفوا في باب توحيد الأسماء والصفات لم يعلموا حقيقة معنى توحيد الإلهية؛ ففسروا الإله بغير معناه، وفسروا لا إله إلا الله بغير معناها الذي دلت عليه اللغة ودل عليه الشرع، وكذلك لم يعلموا متعلقات الأسماء والصفات وآثار الأسماء والصفات في ملك الله جل وعلا وسلطانه.
لهذا عقد الشيخ رحمه الله باب -من جحد شيئا من الأسماء والصفات؛ لأجل أن يبين لك أن تعظيم الأسماء والصفات من كمال التوحيد، وأن جحد الأسماء والصفات منافٍ لأصل التوحيد، فالذي يجحد اسما سمى الله به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم وثبت ذلك عنه وتيقنه، فإنه يكون كافرا بالله جل وعلا، كما قال سبحانه عن المشركين (وَهُمْ يَكْفُرُونُ بِالرَّحْمَن).
والواجب على العباد -على أهل هذه الملة- أن يؤمنوا بتوحيد الله جل وعلا في أسمائه وصفاته، ومعنى الإيمان بالتوحيد هذا -يعني بتوحيد الله في أسمائه وصفاته- أن يتيقن ويؤمن بأن الله جل وعلا ليس له مثيل في أسمائه، وليس له مثيل في صفاته، كما قال جل وعلا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11] فنفى وأثبت، فنفى أن يماثل الله شيء جل وعلا، وأثبت له صفتي السمع والبصر، قال العلماء: قدم النفي قبل الإثبات على القاعدة العربية المعروفة أن التخلية تسبق التحلية - حتى ليتخلى القلب من كل براثن التمثيل ومن كل ما كان يعتقده المشركون الجاهلون من تشبيه الله بخلقه أو تشبيه خلق الله به، فإذا خلى القلب من كل ذلك من براثن التشبيه والتمثيل أثبت ما يستحقه الله جل وعلا من الصفات، إثبات السمع والبصر للملك الحي القيوم ليس على وجه المماثلة للسمع والبصر في الإنسان أو في المخلوقات، فلله جل وعلا سمع وبصر يليق به، كما أن للمخلوق سمع وبصر يليق بذاته الحقيرة الوضيعة، فسمع الله كامل مطلق من جميع الوجوه لا يعتريه نقص، وبصره كذلك، واسم الله السميع هو الذي استغرق كل الكمال من صفة السمع، وكذلك اسم الله البصير هو الذي استغرق كل الكمال في صفة البصر.
فدل ذلك على أن النفي مقدّم على الإثبات، والنفي يكون مجملا والإثبات يكون مفصلا.
فالواجب على العباد أن يعلموا أن الله جل جلاله متصف بالأسماء الحسنى وبالصفات العلى، وأن لا يجحدوا شيئا من صفاته، ومن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته فهو كافر؛ لأن ذلك صنيع الكفار والمشركين.نحن مأمورون بأن ندعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن الذي نحن مأمورون بالدعوة إليه هو سبيل ربنا، وهو أمر واضح المعالم، بيّن الحدود. فنحن لا نفهم من الدعوة بالحكمة وبالتي هي أحسن أن نميع حقائق هذا الدين، أو أن نطمس معالمه، أو نزيل الحدود التي تميزه عن غيره. فيكون شيئا مائعا لا يعرف أوله من آخره، ولا يكون له دعائم تحفظه و تميزه عن غيره، فلا يمكن بذلك أن يحكم على إنسان بأنه داخل فيه أو خارج عنه. وما هكذا يكون الدين المنزل من عند الله، بل ما هكذا تكون المذاهب حقا كانت أم باطلا. لا بد لكل مذهب من معالم تحدد هويته، وتميزه عن غيره، حتى يقال عن إنسان إنه منتم إليه أو ليس بمنتم، وأنه مؤمن به أو كافر به. إن المذهب الذي ليس فيه ما يميزه عن غيره ليس بمذهب. والإسلام دين منزل من عند الله مرتكز على قواعد واصول ثابتة من آمن بها كان مسلما-من اعظمها البراءة ممن ألحد وحجد هذه الاصول القواعد ، ومن أنكرها أو سخر منها أو استهزأ بها كان كافرا. فالحكم على إنسان بالكفر اذا حجد والحد فى صفات رب العالمين أمر لازم لهوية الدين. فالدين الذي لا إكفار فيه ليس بدين، لأنه لا هوية له. إذا لم تكن للدين هوية ولم تكن له معالم، فإلى أي شيء تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؟ والآية الكريمة التي يستدل بها بعض المبطلين تبطل دعواهم، وتدل على تحريفهم. وذلك أنها تبدأ كما قلنا بقوله تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ" وسبيل الله هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وهذا بين واضح فى كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إنها دعوة إلى توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، دعوة إلى حبه وتقديره حق قدره، دعوة الى الايمان باسماء الله وصفاته، دعوة إلى الإيمان بأن ما قرره الإسلام حق لا ريب فيه، وما أمر به فعدل لا ظلم فيه "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا". فكل قول أو فعل يناقض اصل الايمان من الجحد والتكذيب فهو كفر، فالجاحد المكذب المنكر لصفات رب العالمين كافر خارج عن ملة الإسلام،--هذه هى الحقيقة المرَّة التى يجب ان يتجرَّعُها المنكرين الجاحدين لصفات رب العالمين حتى يعودوا الى رشدهم - والرشد هو الايمان باسماء الله وصفاته بلا جحد او تكذيب او انكار----والحمد لله رب العالمين-وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَاقتباس:
حقيقة لابد منها كما قال ملك الحبشة لاساقفته-وإن نخرتم
ان الازهر باسم الاشعرية يشن الغارة اليوم على منهج السلف فى التوحيد سواء توحيد الالوهية او الاسماء والصفات-وكذلك نحن نشن الغارة فى ابطال منهج الازهر الاشعرى ومشايخه اصحاب الطرق الصوفية القبورية--ولا يجوز لمن يدعى اتباع منهج السلف ان يستخدم التقية مع هؤلاء-كما يفعل البعض من ادعياء السلفية مراوغة لهم لمآرب له-يقول محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن موقف السلفيين من المذهب الأشعرى معروف وهو موقف عدائى، موضحا انهم أحيانا يظهرون بالمديح له أثناء تواصلهم مع مؤسسة الأزهر، المؤسسة التى تتخذ من الأشعرية مذهبا رسميا، لحل أزمتهم بشأن تصاريح الخطابة--------------------------ونقول ان هؤلاء الذين يستخدمون التقية والمراوغة يهدمون منهج السلف فى الاسماء والصفات من حيث لا يشعرون-إن استعلاء القلب على الهزيمة الداخلية، وبقاء قوة رفضه للباطل لهو جهاد القلب وإنه لجهاد له أثره الواقع في حياة الناس------------وكفى بموقف الامام احمد امام اهل السنة مثالا يقتدى به--------واقول للجاحدين المنكرين لصفات رب العالمين--اقول كما قال جل وعلا-----فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55)إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ56 (فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)
مصدر الاقتباس: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات لأبي يوسف محمد طه حفظه الله