ليس شرطا أن تكون كبيراً لتكون حكيماً
ليس شرطا أن تكون كبيراً لتكون حكيماً
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل, عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة... فى غرفة عبارة عن أربعة جدران, وبها باب خشبي, غير أنه ليس لها سقف!.. هطل المطر بغزارة على المدينة, احتمى الجميع في منازلهم, كان على الأرملة والطفل مواجهة هذا الموقف العصيب! نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندسّ في أحضانها, أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران, وخبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر، فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة، وقد علت على وجهه ابتسامة الرضا, وقال لأمه: "ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟!!"
الحكمة:
ليس شرطاً أن تكون كبيراً لتكون حكيماً، ولا وسيماً لتكون جميلاً، أفضل وقت لتكون فيه سعيداً ليس غداً عندما تكون غنياً، أو صباحاً عندما تكون نشيطاً، أو بعد سنه عندما تكون كبيراً ، إنما أفضل وقت للسعادة هو: عندما تكون راضياً.
لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق
يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار، وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب، الذي كان يجلس بجانب النافذة، أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ، " أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا"، فتبسم الرجل العجوزمتماشياً مع فرحة إبنه، وكان يجلس بجانبهم زوجان، ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه.
وشعروا بقليل من الإحراج، فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل !! فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: " أبي، أنظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر..الغيوم تسير مع القطار، واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى
"أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، أنظر يا أبي"، وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت، وسألوا الرجل العجوز، "لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك؟" هنا قال الرجل العجوز: إننا قادمون من المستشفى، حيث أن إبني قد أصبح بصيراً، لأول مرة في حياته.
تذكر دائما ً:
"لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق"
قصة الوزير السعودي المهندس علي النعيمي
قصة الوزير السعودي المهندس علي النعيمي
جاء العامل السعودي الجنسية في نهاية يوم شديد الحرارة والرطوبة، قاصدا برادة الماء ليشرب .. جاء مجهداً ومتعباً ويتصبب عرقاً بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق تحت حرارة الشمس، وما أن ملأ الكأس بالماء البارد وأراد أن يبرد جوفه إلا وجاءه مهندس أمريكي وقال له بغلاظه: أنت عامل، ولا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصة بالمهندسين! رجع المسكين، وأخذ يفكر أيام وأيام ويسأل نفسه: هل أستطيع أن أكون مهندساً يوماً ما، وأكون مثل هؤلاء؟ اتكل على ربه، وعقد العزم، وبدأ بالدراسة الليلية ثم النهارية، وبعد السهر والجهد، والتعب، والسنين، حصل على شهادة الثانوية.
تم ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية على حساب الشركة، وحصل على بكالوريوس في الهندسة، ورجع لوطنه. ظل يعمل بجد واجتهاد وأصبح رئيس قسم، ثم شعبة، ثم رئيس إدارة، إلى أن حقق انجاز كبير بعد عدة سنوات، وأصبح نائب رئيس الشركة. سبحان الله!!
حدث وأن جاءه نفس المهندس الأمريكي (وكانوا يمضون عشرات السنين، بالخدمة بالشركة) قال له: أريد الموافقة على إجازتي، وأرجو عدم ربط ما حدث بجانب برادة الماء بالعمل الرسمي؛ فرد عليه بأخلاق سامية: أحب أن أشكرك من كل قلبي على منعي من الشرب، صحيح أنني حقدت عليك ذلك الوقت، ولكن أنت السبب بعد الله فيما أنا عليه الآن!!
وبعد العرق، والكفاح، والإخلاص، والوفاء، والولاء للعمل، وللوطن أصبح رئيس الشركة. هي من كبريات الشركات العملاقة في صناعة البترول، شركة أرامكو السعودية، وبعد ذلك اختارته القيادة العليا ليكون وزيراً للبترول، هذه قصة العامل السعودي والوزير السعودي المهندس علي النعيمي.
إنها قصة الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن
إنها قصة الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن
عندما كان عمره 31عاماً فشل في الأعمال الحرة، ثم خسر في الانتخابات عندما كان في الثانية والثلاثين، وفشل مرة ثانيه في الأعمال الحرة وكان عمره 34عاماً، وتوفيت خطيبته عندما كان في الخامسة والثلاثين، وحصل له انهيار عصبي عندما كان في السادسة والثلاثين، وخسر في الانتخابات عندما كان في الثامنة والثلاثين، ثم خسر في انتخابات الكونجرس عندما كان في الثالثة والأربعين، وبعدها خسر مرة ثانيه عندما كان في السادسة والأربعين، ثم مرة ثالثه عندما كان في الثامنة والأربعين، ثم خسر سباقاً للفوز بلقب سناتور عندما كان عمره 55 عاماً، وفشل في أن يكون نائباً للرئيس عندما كان عمره 56عاماً، وخسر سباقاً ثانياً للفوز بلقب سناتور، وعندما أصبح عمرة 60عاماً أصبح الرئيس الثاني عشر للولايات المتحدة الأمريكية.
تري أي نوع من الرجال إبراهام لنكولن ؟
الدروس المستفادة:
فانظر إلى أهل الدنيا في دنياهم، وخذ منهم حافزًا لذلك، كيف يكدحون ليلهم ونهارهم في تعاملهم مع الدرهم والدينار؟ أفلا حياء من الله أن يكون هؤلاء أعظم تجلدًا منك، وأنت تتعامل مع الله الكبير المتعال، ثم تتقاعس؟! إذا فقد الإنسان صدق انتمائه وأضحى بلا قلبٍ فليس بإنسان، فلا تستشرْ غير العزيمةِ في العُلى، فليس سواها ناصحٌ ومشيع، انظر إلى جد الكافرين واجتهادهم وهم على باطل، فإن لم يحرك فيك أهل الدنيا وكدحهم في دنياهم شيئًا، فانظر إلى الكفار، إلى حطب جهنم، كيف يلهثون وراء أهدافهم المؤقتة، ويتفانون لها مع أنه لا عقبى لها!
أعمى أصمُّ عن الحقيقة أبكم ... بالنوم في الفرش الوثيرة تغرم
والصمت كهفك ... والظلام مخيِّم
من أنت يا هذا أما لك في الورى ... عقل يفكر في الأمور فيحسم؟
إني لأرجو أن أراك مزمجرا ... أنا مؤمن بمبادئي أنا مسلم
قد قمت أرقى في مدارج عزتي ... علمي دليلي والعزيمة سلم
ذهب الرقاد فحدثي يا همتي ... أن العقيدة قوة لا تهزم
لغة البطولة من خصائص أمتي ... عنا رواها الآخرون وترجموا
من ذلك الوقت الذي انتفضت به ... بطحاء مكة والحطيم وزمزم
منذ التقى جبريل فوق ربوعها ... بمحمد يتلو له ويعلم
صلى الله وسلم على نبينا محمد.
همة سفيان بن عيينة في طلب الحديث
همة سفيان بن عيينة في طلب الحديث
وها هو سفيان بن عيينة رحمه الله يقول: كان أبي صيرفيّاً بـ الكوفة، فركبه الدَّيْن، فحملنا إلى مكة، وأنا يومئذ صبي - سفيان لا زال صبياً- يقول: وسرنا إلى المسجد لصلاة الظهر، ولما كنت على باب المسجد، إذا شيخ على حمار، هيئته هيئة صاحب حديث، فقال لي: يا غلام! أمسك عليّ هذا الحمار حتى أدخل المسجد، فأركع.
قلت: ما أنا بفاعل حتى تحدثني، قال: وما تصنع أنت بالحديث؟ واستصغرني وردني، فقلت: حدثني أو لا أمسك لك الحمار، قال: فسرد علي ثمانية أحاديث بأسانيدها، فأمسكت حماره، وجعلت أكرر ما حدثني به، فلما خرج من المسجد، قال: ما نفعك ما حدثتك به يا غلام! قد حبستني عن الصلاة، فقلت: حدثتني بكذا وكذا وكذا، وسردت عليه جميع ما حدثني به، فقال: بارك الله فيك، تعال غداً إلى مجلسي، فإذا هو عمرو بن دينار المحدث المعروف.
اسمع بعدها لـ نصر الهلالي يوم يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة، إذ دخل علينا صبي صغير ذلك المجلس، فكأن أهل الحديث تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان مغضباً من أهل الحديث: كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم، ثم قال سفيان: يا نصر! -ويتكلم الآن عن نفسه سفيان وهو صغير- لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبار، وجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، أكمامي قصار، ذيلي بمقدار، نعلي كآذان الفار، أختلف إلى الزهري وعمرو بن دينار، وأمثالهم من علماء الأمصار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتيِ كالجوزة، ومُقلتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا لي: أوسعوا للشيخ الصغير، لو رأيتني يا نصر! حين ذاك لَمَا احتقرتَ ما رأيتَ.
أولئك النَّاسُ إنْ عُدُّوا وإنْ ذُكِرُوا ... وما سِوَاهُم فَلَغْوٌ غَيْرُ مَعْدُودٍ
وأحرَّ شَوقِي إليهِم كُلَّمَا هَجَست ... نفسِي فنفسي بهمْ مجنونة الكَلَفِ
إنِّي سَئِمْتُ هَوَى الدُّنْيَا وزَهْرَتَهَا ... وملَّ قَلبِي ذُرَى رَوْضَاتِها الأُنَفِ
وقد بلوتُ لياليهَا وأَنهُرَها فَتَى ... وحُزْت لآليها منَ الصَّدَفِ
فلم أجدْ غيرَ دربِ اللهِ دربَ هُدَى ... وغيرَ ينبوعِهِم نبعًا لمُغترِفِ
كَرِّرْ عَليَّ حدِيثَهُم يَا حادِي ... فحدِيثُهُم يَجْلُو الفؤادَ الصَّادِي
لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم
لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم
تروي قصّة صينيّة حكاية شاب كان يقف فوق الهضبة العالية المشرفة على شاطئ المحيط، يستنشق الهواء النقي، ويتأمل حقول الأرز الممتدّة تحت قدميه، وقد قارب وقت الحصاد، بعد أن جفّت العيدان، وانحنت تحت حملها الوفير.
امتلأ قلب الشّابّ بالرضا، فها هو الآن يمسح تعب الشهور الطويلة التي قضاها في رعاية الحقل، وها هو يقترب من تحقيق حلمه الكبير بالزواج من خطيبته المحبوبة بعد أن يبيع محصوله الوفير.
غير أن شيئاً مباغتاً أفزع الشّاب، وأخرجه من أحلامه، فقد أحس ببوادر هزة أرضية ضعيفة، ونظر إلى شاطئ المحيط البعيد، فرأى الماء يتراجع إلى الوراء، فعرف من خبراته البيئية أن الكارثة على الأبواب! فالماء حين يتراجع إلى الوراء، إلى قلب المحيط، يشبه الوحش الذي يتراجع إلى الخلف، ليستجمع كلّ قواه كي ينقضّ على ضحيّته بضراوة وعنف.
ولكن لماذا يخاف وهو فوق الهضبة؟ ربما يتبادر لنا هذا السؤال، لكن خوف الشّاب كان يكمن في إدراكه لحجم الكارثة التي ستتعرض لها القرية الصغيرة الراقدة في سفح الجبل، والتي يسكنها فلاحون فقراء لا يملكون من الحياة سوى أكواخهم المتواضعة.
لم يكن الوقت كافياً للنزول إلى السفح لتحذير الناس، فصاح من فوق الهضبة حتى كادت حنجرته تنفجر، فلم يسمعه أحد، وبعد لحظات من الحيرة والقلق، اتخذ شانج قرارًا حاسمًا، فأشعل النار في حقله الصغير، ليثير انتباه الفلاحين في الوادي الآمن عند السفح، ونجحت حيلة الشاب الصيني، فقد تدافع الجميع صاعدين إلى أعلى الهضبة لإنقاذ الحقول، بينما هبط هو ليلاقيهم في منتصف الطريق، ليعيدهم لالتقاط أطفالهم، ونسائهم وحاجاتهم القليلة.
لم يتزوج الشّابّ في تلك السنة، ولم يسدّ احتياجاته الضرورية، ولم يوفّ ديونه، ولم يشتر فستانًا لأخته الصغيرة، ولم يأخذ أمّه العجوز إلى المدينة للعلاج والاستشفاء من الآم الروماتيزم! لكنه أنقذ حياة قرية كاملة، وأصبح عمدة القرية ونائبها، لأنّه أثبت أنه قادر على حمل المسؤولية.
وفي العام التّالي حقّق الشّابّ أحلامه الّتي أجّلها لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم وحياتهم.
الدروس المستفادة:
◄ حب لأخيك ما تحب لنفسك، فقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».
هذا الرجل اسمه سوشيرو هوندا Soichiro Honda
هذا الرجل اسمه سوشيرو هوندا Soichiro Honda
في عام 1938 كان سوشيرو شابا فقيرا، وكان كل ما يتمناه هو أن يبيع إحدى قطع الغيار التي قام بتصميمها إلى شركة تويوتا، وهو حلم كبير جدا على شاب في مقتبل عمره كما ترى، راح يبذل الكثير من المجهود في تصميم هذه القطعة وتصنيعها، وما أن انتهى حتى توجه إلى مصنع تويوتا ليحقق حلمه ويبيعها لهم، لكن مصنع تويوتا رفض!
هل شعر بالفشل وقتها؟ بعد ذلك حاول من جديد، وسهر الليل محاولا تعديل هذه القطعة، فنجح واشترتها منه تويوتا أخيرا!! توفر المال مع صاحبنا هذا، فقرر أن يؤسس مصنعا ينتج قطع غيار السيارات، في ذلك الوقت كانت الحكومة اليابانية تستعد للحرب، ولم تكون المواد الخراسانية متوافرة، فلم يستطع صاحبنا أن يبني مصنعه، هل شعر بالفشل وقتها؟
هل تعرف ماذا فعل صاحبنا؟ قرر أن يخترع هو وأصدقاؤه خلطة خراسانية من صنعهم هم، كي يبني المصنع الذي يحلم به!!! تخيل؟؟ استطاع فعلا أن يصنعها، واستطاع بناء مصنعه الذي بدأ فعلا ينتج ويدر مالا عليهم جميعا، لكن أثناء الحرب قصفت الطائرات الأمريكية مصنع صاحبنا.. ودمرت معظمه!!! هل شعر بالفشل وقتها؟
خرج من المصنع فورا.. وأمر موظفيه أن يحاولوا معرفة المكان الذي تهبط فيه هذه الطائرات لتغير وقودها، وأمرهم بأخذ هذا الوقود لأنه سيفيدهم في عملية التصنيع، فهم لا يجدون المواد الخام اللازمة!!! هل انتهت القصة؟؟ لا..استطاع صاحبنا أن يعيد بناء المصنع وبدأ في الإنتاج من جديد..لكن.. ضربه زلزال رهيب هدم المصنع من جديد... هل شعر بالفشل وقتها؟ باع صاحبنا حق التصنيع لشركة هوندا، وكان قد فقد كل ما يملك، ولم يعد قادرا على الاستمرار في فكرة المصنع.. هل شعر بالفشل وقتها؟؟
كانت اليابان تعاني بعد الحرب من أزمة وقود رهيبة، لدرجة أنها كانت توزع الوقود على المواطنين بحصص متساوية، لكنها لم تكن كافية كي يستطيع صاحبنا مجرد قيادة سيارته للسوق لشراء احتياجات أسرته.. لم يكن الوقود يكفيه، ولم يكن يستطيع أن يتحرك بسيارته في حرية كما كان في الماضي..هل شعر بالفشل وقتها؟ قرر صاحبنا أن يجرب فكرة ظريفة، كانت عنده ماكينة لقص الحشائش، فك موتورها، وركبه في دراجة هوائية كانت عنده، فكانت أول دراجة بخارية في العالم!!!
أعجب الناس بالفكرة، وطلبوا منه أن يصنع لهم مثلها، صنع الكثير من هذه الدراجات لدرجة أنه فكر في تسويقها تجاريا، فأرسل إلى كل محال الدراجات يحكي لهم الفكرة، فوافق الكثير منهم، توقع أن يجني الملايين من هذا المشروع، لكن هذا لم يحدث، رفض الناس استخدام هذا الاختراع نظرا لثقل وزنه وقتها، ولكبر حجمه المبالغ فيه..!! هل شعر بالفشل وقتها؟
قرر أن يطور اختراعه، راح يعدل فيه، ويضبط قياساته، إلى أن نجح في النهاية، جنى الملايين، والملايين من هذا الاختراع، حصل على جائزة الإمبراطور لمساهماته الفعالة في المجتمع، أنشأ مصنعه الذي يعتبر من أكبر المصانع حول العالم، أنشأ مصنع (هوندا) للسيارات..!! ألم تلاحظ منذ البداية..أن اسم هذا الرجل سوشيرو هوندا؟
ماذا نستفيد من هذه القصة؟
◄ لو راقبت حياة الناجحين ستعلم أن مفهوم الفشل عندهم يختلف جذريا عن مفهومه عند الفاشلين، قاعدة مهمة، ((لا يوجد فشل.. هناك تجربة تعلمنا منها..))، لا يوجد فشل في الحياة.. الحياة مليئة بالتجارب التي لابد أن نخوضها كي نتعلم.
◄ ملحوظة: كل منا في مجاله مخترع، فالطبيب الحاذق الذي يتوصل إلى علاج أمراض ليس لها علاج من قبل مخترع، وهكذا الصيدلي، والمهندس الذي يقوم بعمل أفضل التصاميم التي لم يسبق لها مثال مخترع، والمدرس الذي يتوصل إلى طريقه مبتكرة في توصيل المعلومة لتلامذته مخترع، وهكذا النجار، والكهربائي وغيره، وغيره.
ركز على القهوة و ليس الكوب
ركز على القهوة و ليس الكوب
من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية، الأمريكية واليابانية أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر، في لقاءات لم شمل - حفلة منظمة ومبرمجة يقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق والشقاوة والعفرتة، ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض: من نجح وظيفيا، ومن تزوج، ومن أنجب،.. وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية، ونالوا أرفع المناصب، وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي..
وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر، وغاب الأستاذ عنهم قليلاً، ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون، صيني فاخر على ميلامين، على زجاج عادي، على كريستال، على بلاستيك، يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا، وبالتالي باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت، وقال لهم الأستاذ: تفضلوا، كل واحد منكم يصب لنفسه القهوة، وعندما صار كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا:
هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم، وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر، ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين، فلو كانت الحياة هي القهوة، فإن الوظيفة، والمال، والمكانة الاجتماعية هي الأكواب، وهي بالتالي مجرد أدوات تحوي الحياة، ونوعية الحياة (القهوة) هي، هي، لا تتغير، وبالتركيز فقط على الكوب نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة، وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب، والفناجين، والاستمتاع بالقهوة.
الدروس المستفادة:
هذا الأستاذ الحكيم عالج آفة يعاني منها الكثيرون، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه، مهما بلغ من نجاح، لأن عينه دائما على ما عند الآخرين، يتزوج بامرأة جميلة، وذات خلق، ولكنه يظل معتقدا أن فلان وعلان تزوجا بنساء أفضل من زوجته، يجلس مع مجموعة في المطعم، ويطلب لنفسه نوعا معينا من الأكل، وبدلا من أن يستمتع بما طلبه، يظل ينظر في أطباق الآخرين، ويقول: ليتني طلبت ما طلبوه، وهناك من يصيبه الكدر، لو نال زميله ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق، وهناك مثل انجليزي يقول ما معناه «إن الحشيش دائما أكثر خضرة في الجانب الآخر من السور، أي إن الإنسان يعتقد أن حديقة جاره أكثر جمالا، وأمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل يحسدون الآخرين. فأحرص على ما ينفعك، وأرضى بما قسم الله لك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كذا، لكان كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل.
ولست بمدرك ما فات مني...بلهف، ولا بليت، ولا لوْ أني
حكاية الحافلة .... والتغيير في الحياة
حكاية الحافلة .... والتغيير في الحياة
في صباح يوم الجمعة، وعدت زوجتي بأن نتحدث سويا على الانترنت عن طريق برنامج الماسنجر هوتميل، وذلك لأني أقيم في بلد عربي للعمل، وهي تقيم بمصر مع ابنتنا الجميلة خلود، فقمت مبكرا بتوفيق من الله لصلاة الفجر، وجلست في المسجد حتى انتهيت من أذكار الصباح، وورد القرآن، ورجعت إلى البيت فقمت بالانتهاء من بعض المهام من غسيل الملابس، وكي لبس الخروج، ثم تابعت بعض البرامج المفيدة، ثم تناولت طعام الإفطار، وبعد ذلك اغتسلت غسل الجمعة تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صليت صلاة الضحى، وخرجت من المنزل مرددا دعاء الخروج، كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وجعلت نية خروجي من البيت هي الذهاب إلى المسجد كي تكون كل خطوة بحسنة لان موعد اللقاء مع زوجتي كان بعد صلاة الجمعة، والمكان كان بعيدا ويحتاج إلى وسيلة موصلات، ووصلت إلى محطة الحافلة (الأتوبيس)، وعند وصولي، وصلت الحافلة، أعرف رقمها 105، ولكن لا اعرف خط سيره، وخمنت انه يذهب إلى المكان الذي أريد الذهاب إليه، فركبته مسرعاً، واستلمت تذكرة دخول الحافلة، وجلست على الكرسي، وأخرجت من جيبي المصحف، الذي يصحبني في جميع تنقلاتي لتلاوة كلام الله، وذكره أينما توجهت، حتى لا يمر الوقت، وبما أن اليوم يوم جمعة فبالتالي الأهمية تكون لسورة الكهف، طلبا للنور بين الجمعتين، وعملا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم،....
ولكن حدث أمر غريب وهو أني اكتشفت اأن الحافلة أخذ طريقا أخر غير الذي كنت أتوقعه فتضايقت لفترة، ولكن لم تكن طويلة، وقلت لنفسي لعله خير، وبسرعة جلست أفكر هل استمر في الجلوس في الحافلة حتى يصل إلى آخر الخط الذي يسير فيه أم أنزل وأركب حافلة أخرى تذهب إلى حيث أريد، فقررت على الفور النزول من الحافلة، وتوجهت إلى محطة حافلة أخرى، وهناك سألت أحد الجالسين فدلني إلى المحطة المقابلة، فتوجهت إلى حيث أرشدني، وهناك أيضا سألت أحد المنتظرين فحدد لي رقم الحافلة الذي إذا ركبته وصلت إلى حيث أريد!، وبعد لحظات جاء الحافلة الذي يحمل رقم 59، فركبت وقبل أن ادفع ثمن التذكرة سألت السائق عن اتجاه الحافلة فأخبرني، وعلمت بأن هذا هو الطريق الصحيح، فدفعت ثمن التذكرة، وجلست على الكرسي، وما أن جلست حتى بدأت استرجع الأحداث السابقة، وهنا جاءتني أفكار غريبة، فلقد قارنت هذا الحدث بخط سير حياتي، وسألت نفسي إذا كان هذا الخطأ الصغير في عدم معرفتي باتجاه الحافلة التي أركبها، كلفني وقتا ومالا، فكيف بسيري في علاقاتي مع الله، ... علاقتي مع أهلي والآخرين... علاقتي مع نفسي وهل أنا أسير في الاتجاه الصحيح أم الاتجاه الخطأ .؟ هنا قلت لا بد من وقفة للتفكير هل استمر أم أقف وأراجع نفسي، وانظر حولي وانظر إلى أي شيء سيوصلني الطريق الذي أسير فيه، ولقد خرجت بثلاث فوائد من هذا الموقف الذي قسمته إلى ثلاث أحداث، ومن كل حدث استخرجت فائدة على النحو التالي:
الحدث الأول: ركبت الحافلة دون أن أسأل احد من الجالسين ولا حتى السائق؛ الفائدة: ليس كافيا أن يكون لك هدف، ولكن لا بد أن تعرف الطريق الصحيح للوصول إليه، حتى لا يضيع الكثير من الوقت في غير فائدة.
الحدث الثاني: قلق وخوف أصابني عندما علمت أن الحافلة يسير عكس ما نويت، ولكن سرعان ما غيرت القلق إلى تفكير لحل الموقف، الفائدة: لا تجعل الخطاء نهاية العالم، ولكن قل (لعله خير)، وفكر في خطوة جديدة وطريق أخر للوصول.
الحدث الثالث: وهو سرعة نزولي من الحافلة بعدما قررت تغيير المسار، فلولا سرعة التنفيذ لكان من المحتمل أن يطول طريق العودة أو يصل الحافلة إلى أخر محطة له، الفائدة: أستشر – قرر – نفذ بأقصى سرعة فالوقت ضيق والعمل كثير.
قصة الخياط الناهي عن المنكر
قصة الخياط الناهي عن المنكر
وَذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن عبد الواحد الهاشمي عن الشيخ مِنَ التُّجَّارِ قَالَ: كَانَ لِي عَلَى بَعْضِ الْأُمَرَاءِ مَالٌ كَثِيرٌ فَمَاطَلَنِي وَمَنَعَنِي حَقِّي، وَجَعَلَ كُلَّمَا جِئْتُ أُطَالِبُهُ حَجَبَنِي عَنْهُ وَيَأْمُرُ غِلْمَانَهُ يُؤْذُونَنِي، فَاشْتَكَيْتُ عَلَيْهِ إِلَى الْوَزِيرِ فَلَمْ يُفِدْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَإِلَى أَوْلِيَاءِ الْأَمْرِ مِنَ الدَّوْلَةِ فَلَمْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا، وَمَا زَادَهُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْعًا وَجُحُودًا، فَأَيِسْتُ مِنَ الْمَالِ الَّذِي عَلَيْهِ وَدَخَلَنِي هَمٌّ مِنْ جِهَتِهِ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ وَأَنَا حَائِرٌ إِلَى مَنْ أَشْتَكِي، إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ: أَلَا تَأْتِي فَلَانًا الْخَيَّاطَ - إِمَامَ مَسْجِدٍ هُنَاكَ - فَقُلْتُ، وَمَا عَسَى أَنْ يَصْنَعَ خَيَّاطٌ مَعَ هَذَا الظَّالِمِ. وَأَعْيَانُ الدَّوْلَةِ لَمْ يَقْطَعُوا فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: هُوَ أَقْطَعُ وَأَخْوَفُ عِنْدَهُ مِنْ جَمِيعِ مَنِ اشْتَكَيْتَ إِلَيْهِ، فَاذْهَبْ إِلَيْهِ لَعَلَّكَ أَنْ تَجِدَ عِنْدَهُ فَرَجًا. قَالَ فَقَصَدْتُهُ غَيْرَ مُحْتَفِلٍ فِي أَمْرِهِ، فذكرت له حاجتي ومالي وَمَا لَقِيتُ مِنْ هَذَا الظَّالِمِ، فَقَامَ مَعِي فَحِينَ عَايَنَهُ الْأَمِيرُ قَامَ إِلَيْهِ، وَأَكْرَمَهُ وَاحْتَرَمَهُ وَبَادَرَ إِلَى قَضَاءِ حَقِّي الَّذِي عَلَيْهِ فَأَعْطَانِيهِ كَامِلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ إِلَى الْأَمِيرِ كَبِيرُ أَمْرٍ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: ادْفَعْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ حَقَّهُ وَإِلَّا أَذَّنْتُ.
فَتَغَيَّرَ لَوْنُ الْأَمِيرِ وَدَفَعَ إِلِيَّ حَقِّي، قَالَ التَّاجِرُ: فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ الْخَيَّاطِ مَعَ رَثَاثَةِ حَالِهِ، وَضِعْفِ بِنْيَتِهِ، كَيْفَ انْطَاعَ ذَلِكَ الْأَمِيرُ لَهُ، ثُمَّ إِنِّي عَرَضْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي شَيْئًا، وَقَالَ: لَوْ أردت هذا لكان لي من الأموال مالا يُحْصَى. فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَبَرِهِ، وَذَكَرْتُ لَهُ تَعَجُّبِي مِنْهُ، وَأَلْحَحْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ سَبَبَ ذَلِكَ أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة، وهو شاب حسن، فمر به ذات يوم امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ قَدْ خَرَجَتْ منٌ الْحَمَّامِ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ مُرْتَفِعَةٌ ذَاتُ قِيمَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهَا وَهُوَ سَكْرَانٌ فَتَعَلَّقَ بِهَا يُرِيدُهَا عَلَى نَفْسِهَا لِيُدْخِلَهَا منزله، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها: يا مسلمين أنا امرأة ذات زوج، وهذا رجل يريدني على نفسي ويدخلني مَنْزِلَهُ، وَقَدْ حَلَفَ زَوْجِي بِالطَّلَاقِ أَنْ لَا أَبِيتَ فِي غَيْرِ مَنْزِلِهِ، وَمَتَى بَتُّ هَاهُنَا طُلِّقْتُ مِنْهُ، وَلَحِقَنِي بِسَبَبِ ذَلِكَ عَارٌ لَا تَدْحَضُهُ الْأَيَّامُ وَلَا تَغْسِلُهُ الْمَدَامِعُ.
قَالَ الْخَيَّاطُ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ وَأَرَدْتُ خَلَاصَ الْمَرْأَةِ مِنْ يَدَيْهِ فَضَرَبَنِي بِدَبُّوسٍ فِي يَدِهِ فَشَجَّ رَأْسِي، وَغَلَبَ الْمَرْأَةَ عَلَى نَفْسِهَا وَأَدْخَلَهَا مَنْزِلَهُ قَهْرًا، فَرَجَعْتُ أَنَا فَغَسَلْتُ الدَّمَ عَنَى وَعَصَبْتُ رَأْسِي، وَصَلَّيْتُ بِالنَّاسِ الْعِشَاءَ ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَمَاعَةِ: إِنَّ هَذَا قَدْ فَعَلَ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ فَقُومُوا مَعِي إِلَيْهِ لِنُنْكِرَ عَلَيْهِ، وَنُخَلِّصَ الْمَرْأَةَ مِنْهُ، فَقَامَ النَّاسُ مَعِي فَهَجَمْنَا عَلَيْهِ دَارَهُ، فَثَارَ إِلَيْنَا فِي جَمَاعَةٍ مِنْ غِلْمَانِهِ بِأَيْدِيهِمُ الْعِصِيُّ وَالدَّبَابِيسُ يَضْرِبُونَ النَّاسَ، وَقَصَدَنِي هُوَ مِنْ بَيْنِهِمْ فَضَرَبَنِي ضَرْبًا شَدِيدًا مُبَرِّحًا حَتَّى أَدْمَانِي، وَأَخْرَجَنَا مِنْ مَنْزِلِهِ وَنَحْنُ فِي غَايَةِ الْإِهَانَةِ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، وَأَنَا لَا أَهْتَدِي إِلَى الطَّرِيقِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجَعِ، وَكَثْرَةِ الدِّمَاءِ، فَنِمْتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْخُذْنِي نَوْمٌ، وَتَحَيَّرْتُ مَاذَا أَصْنَعُ حَتَّى أُنْقِذَ الْمَرْأَةَ مِنْ يَدِهِ فِي الليل لِتَرْجِعَ فَتَبِيتَ فِي مَنْزِلِهَا، حَتَّى لَا يَقَعَ على زوجها الطلاق، فألهمت أن أؤذن الصبح فِي أَثْنَاءِ اللَّيل لِكَيْ يَظُنَّ أَنَّ الصُّبْحَ قد طلع فيخرجها مَنْزِلِهِ فَتَذْهَبَ إِلَى مَنْزِلِ زَوْجِهَا، فَصَعِدْتُ الْمَنَارَةَ وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى بَابِ دَارِهِ، وَأَنَا أَتَكَلَّمُ عَلَى عَادَتِي قَبْلَ الْأَذَانِ، هَلْ أَرَى الْمَرْأَةَ قَدْ خَرَجَتْ ثُمَّ أَذَّنْتُ فَلَمْ تَخْرُجْ، ثُمَّ صممت على أنه إِنْ لَمْ تَخْرُجْ أَقَمْتُ الصَّلَاةَ حَتَّى يَتَحَقَّقَ الصَّبَاحَ، فَبَيْنَا أَنَا أَنْظُرُ هَلْ تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ أَمْ لَا، إِذِ امْتَلَأَتِ الطَّرِيقُ فُرْسَانًا وَرَجَّالَةً وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيْنَ الَّذِي أَذَّنَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فقلت: ها أنا ذا، وأنا أريد أن يعينوني عليه، فقالوا: انْزِلْ، فَنَزَلَتُ فَقَالُوا: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَذُونِي وَذَهَبُوا بِي لَا أَمْلِكُ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا، حتى أدخلوني عليه، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي مَقَامِ الْخِلَافَةِ ارْتَعَدْتُ من الخوف، وفزعت فزعا شَدِيدًا، فَقَالَ: ادْنُ، فَدَنَوْتُ فَقَالَ لِي: لِيَسْكُنْ ورعك وَلِيَهْدَأْ قَلْبُكَ.
وَمَا زَالَ يُلَاطِفُنِي حَتَّى اطْمَأْنَنْتُ، وَذَهَبَ خَوْفِي، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي أَذَّنْتَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَذَّنْتَ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَقَدْ بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ أَكْثَرُ مِمَّا مَضَى مِنْهُ؟ فَتَغُرُّ بِذَلِكَ الصَّائِمَ، وَالْمُسَافِرَ وَالْمُصَلِّيَ وَغَيْرَهُمْ. فَقُلْتُ: يُؤَمِّنُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَقُصَّ عَلَيْهِ خَبَرِي؟ فَقَالَ: أَنْتَ آمِنٌ. فَذَكَرْتُ لَهُ الْقِصَّةَ. قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَأَمَرَ بِإِحْضَارِ ذَلِكَ الأمير والمرأة من شاعته على أي حالة كانا فأحضر سريعاً فبعث بِالْمَرْأَةِ إِلَى زَوْجِهَا مَعَ نِسْوَةٍ مِنْ جِهَتِهِ ثِقَاتٍ، وَمَعَهُنَّ ثِقَةٌ مِنْ جِهَتِهِ أَيْضًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَ زَوْجَهَا بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنْهَا، وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، فَإِنَّهَا مُكْرَهَةٌ، وَمَعْذُورَةٌ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ذَلِكَ الشَّابِّ الْأَمِيرِ فَقَالَ لَهُ: كَمْ لَكَ مِنَ الرِّزْقِ؟ وَكَمْ عِنْدَكَ مِنَ الْمَالِ؟ وَكَمْ عندك من الجوار وَالزَّوْجَاتِ؟ فَذَكَرَ لَهُ شَيْئًا كَثِيرًا.
فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ أَمَا كَفَاكَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْكَ حَتَّى انْتَهَكْتَ حُرْمَةَ اللَّهِ، وَتَعَدَّيْتَ حُدُودَهُ، وتجرأت على السلطان، وما كفاك ذلك أيضاً حَتَّى عَمِدْتَ إِلَى رَجُلٍ أَمَرَكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَاكَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَضَرَبْتَهُ وَأَهَنْتَهُ وَأَدْمَيْتَهُ؟ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ جَوَابٌ. فَأَمَرَ بِهِ فَجُعِلَ فِي رِجْلِهِ قَيْدٌ، وَفِي عُنُقِهِ غُلٌّ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُدْخِلَ فِي جُوَالِقَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ بالدبابيس ضرباً شديداً حتى خفت، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُلْقِي فِي دِجْلَةَ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ. ثُمَّ أَمَرَ بَدْرًا صَاحِبَ الشُّرْطَةِ أَنْ يَحْتَاطَ عَلَى مَا فِي داره من الحواصل والأموال التي كانت يتناولها من بيت المال، ثُمَّ قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ الْخَيَّاطِ: كُلَّمَا رَأَيْتَ مُنْكَرًا صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا وَلَوْ عَلَى هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ - فَأَعْلِمْنِي، فإن اتفق اجتماعك بي وإلا فعلى ما بيني وبينك الأذان، فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا. قال: فلهذا لا آمر أحداً من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه، ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خَوْفًا مِنَ الْمُعْتَضِدِ.، وَمَا احْتَجْتُ أَنْ أُؤَذِّنَ فِي مِثْلِ تِلْكَ السَّاعَةِ إِلَى الْآنِ.
مجرد سؤال! فما هو الجواب؟؟؟؟
مجرد سؤال! فما هو الجواب؟؟؟؟
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدانمرك جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟؟
(الإجابة الصحيحة: بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض، وعلى سطح ناطحة السحاب).
إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء، وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي إجاباته على الأسئلة الأخرى.
الإجابة المستفزة هي: أربط الباروميتر بحبل طويل، وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض، ثم أقيس طول الخيط.
غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر، أو بالفيزياء, تظلم الطالب مؤكدا أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة عين خبير للبت في القضية.
أفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء، وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية.
ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال شفهيا، فكر الطالب قليلاً وقال: "لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة، ولا أدري أيها أختار" فقال الحكم: "هات كل ما عندك".
فأجاب الطالب: يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة، باستخدام قانون الجاذبية الأرضية.
إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل الباروميتر، وطول ظل ناطحة السحاب، فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
إذا أردنا حلا سريعا يريح عقولنا، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة: "سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية، إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة"
أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض، وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر.
كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات لأنها أصعبها وأكثرها تعقيدا.
بقي أن نقول أن اسم هذا الطالب هو "نيلز بور" وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء.
بغض النظر عن فكرة الامتحان، وما يريده المعلم من الطالب: لا تحكم على الآخرين من أول كلام لهم، فعسى أن يكون الذهب في الخواتيم.
لا تنظر إلى التفكير البسيط انه ساذج، بل عساه أن يكون الأصلح والأفضل من تعقيد الأمور وتضخيمها. بهكذا عقول نصل إلى نوبل .......فأين هي ؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف تتعامل مع عثرات الحياة
كيف تتعامل مع عثرات الحياة
كان الطبيب الساحر يسير مع تلميذه في غابه أفريقية، ورغم لياقته العالية إلا أن الطبيب كان يسير بحذر ودقة شديدين، بينما كان التلميذ يقع ويتعثر في الطريق، وكان كل مرة يقوم ليلعن الأرض والطريق ثم يحقد على معلمه.
وبعد مسيرة طويلة وصلا إلى المكان المنشود، ودون أن يتوقف ألتفت الطبيب إلي التلميذ واستدار وبدأ في العودة .
قال التلميذ: لم تعلمني اليوم شيئا يا سيدي، قالها بعد أن وقع مرة أخرى.
قال الطبيب: لقد كنت أعلمك أشياء ولكنك لم تتعلم، كنت أحاول أن أعلمك كيف تتعامل مع عثرات الحياة.
قال التلميذ :وكيف ذلك؟
قال: بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع عثرات الطريق، فبدلا من أن تلعن المكان الذي تقع فيه، حاول أن تعرف سبب وقوعك أولا.
أحرص على اصطحاب من يعرف قدرك
أغاثا كريستي
عندما سئلت الكاتبة الانجليزية أغاثا كريستي لماذا تزوجت واحدا من رجال الآثار، قالت (لأني كلما كبرت ازددت قيمه عنده))!!.
أحرص على اصطحاب من يعرف قدرك
هذا موقف طريف عن العالم ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية
هذا موقف طريف عن العالم ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية
فقد سئم الرجل تقديم المحاضرات بعد أن تكاثرت عليه الدعوات من الجامعات والجمعيات العلمية، وذات يوم وبينما كان في طريقه إلى محاضرة، قال له سائق سيارته: أعلم يا سيدي أنك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الأسئلة، فما قولك في أن أنوب عنك في محاضرة اليوم، خاصة أن شعري منكوش ومنتف مثل شعرك، وبيني وبينك شبه ليس بالقليل، ولأنني استمعت إلى العشرات من محاضراتك، فإن لدي فكرة لا بأس بها عن النظرية النسبية، فأعجب أينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس، فوصلا إلى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة، وجلس العالم العبقري الذي كان يرتدي زي السائق في الصفوف الخلفية، وسارت المحاضرة على ما يرام إلى أن وقف بروفيسور، وبغرور طرح سؤالا من الوزن الثقيل، وهو يحس بأنه سيحرج به أينشتاين، هنا ابتسم السائق المستهبل وقال للبروفيسور:
سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلف سائقي الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالرد عليه... وبالطبع فقد قدم "السائق" ردا جعل البروفيسور يتضاءل خجلا!.
الحكمة:
تذكر دائماً أنه مهما كنت ذكياً وفطناً فإنه يوجد من هو أقل منك شأناً وأكثر دهاء
أننا قادمون لنحقق أهدافنا
أننا قادمون لنحقق أهدافنا
يُحكى عن المفكر الفرنسي (سان سيمون)، أنه علّم خادمه أن يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول: ( انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية!)، فيستيقظ بهمة ونشاط، ممتلئاً بالتفاؤل والأمل والحيوية، مستشعراً أهميته، وأهمية وجوده، لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير!. المدهش أن (سان سيمون)، لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه، فقط القراءة والتأليف، وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون، لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة، لكنه كان يؤمن بهدفه هذا، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل وأرحب وأروع للعيش.
الشيخ الجليل عبد الرحمن السديس كان يحكي فيقول: كانت أمي وأنا صغير تناديني يومياً، تع يا عبد الرحمن احفظ القرآن لتكون إمام الحرم المكي.
لماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها!؟ لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة، ثم نعلن لذواتنا وللعالم، أننا قادمون لنحقق أهدافنا، ونغير وجه هذه الأرض ـ أو حتى شبر منها ـ للأفضل.، شعور رائع، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية، والتأثير الإيجابي في المجتمع ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا !!؟