رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
: وقفة :
السلة الصغيرة قد تتسع لأشياءٍ كثيرة .
و السلة الكبيرة قد تضيق عن أشياءٍ قليلة ،
و العجيب في ذلك أنَّ في السلة الصغيرة شيئًا زائدًا على ما في الكبيرة ،
و الأعجب في ذلك كله أنَّ ذلكـَ الشيء الزائد في السلة الصغيرة هو السبب في إتساعها
و عدمه في الكبيرة كان سببًا في ضيقها !!
و حتى يزول التعجب و العجب فذلك الشيء إسمه :
الترتيب
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
الفوضوية في قضاء الحوائج
،**،
و من أمثلة ذلك : تأخير قضائها بالكلية إمَّا بالتسويف أو بتوكيل مَن ليس أهلا لذلك
أو بقضاء بعض الحاجة و ترك الباقي .
و هذه الفوضوية لها أضرار على صاحبها .. فمن ذلك :
تراكم الأشغال و اشتغال البال بها
و قد تدعو الحاجة أحيانًا إلى شيء من تلك الحوائج يحتاجها الأهل أو البيت أو هو بنفسه
في ذلك الوقت و لابد منها ، و قد يكون في أثناء ذلك مشغولا بأمر أو بأمور لا تحتمل التأخير
فتأتي تلك الحاجه فتزيده شغلا ، و قد تُربك عليه أمورَه فتستهلك منه أوقاتًا مضاعفة ،
و لو أنه سارع بقضاء تلك الحاجة في وقتها لترتبت أموره و انتظمت أوقاته .
يتبع >>
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
الفوضوية في الزيارات
ترتيب طالب العلم لزياراته يحفظ عليه أوقاته ، بخلاف من كان طبعُه الفوضى في ذلك
فإنَّ أوقاته تُهدر و تمضي دون مراعاة لقيمة الوقت ، و إذا كانت إضاعة الوقت مذمومة
في حقِّ عامة الناس من عامة و جهلة و غيرهم ، فكيف يكون الشأن في طالب العلم ؟!
لا شكَّ أنَّ ذلك مذمومٌ في حقِّه ؛ لأن أولى الناس بحفظ أوقاتهم هم طلبة العلم .
$ و من أمثلة الفوضوية في الزيارات :
أنَّ بعضهم يوغل و يكثر منها حتى يكون الأصل في أوقاته التنقل من مكان إلى مكان
في جميع أيام الأسبوع إلا ما ندر ، و العجب أن بعضهم قد يجمعهم مكان دراستهم أو وظيفتهم
فقد يكونون في مدرسة واحدة أو كلية واحدة أو مكان وظيفي واحد ، و مع هذا يلتقون في غالب
أو جميع أيامهم .
و كثرة هذه الإجتماعات بهذه الشاكلة تُفقد طالب العلم كثيرًا من أوقاته ، بل قد يألف ذلك الأمر
و يثقل عليه تركهُ ، و يزيد هذا الأمر سوءً إذا كانت تلك المجالس لا حظَّ للعلم فيها ، أو أن يؤدي
بهم التوسُّع في المباحات إلى الوقوع في شيء من المحذورات .
و زد على ذلك أنَّ من يكثرون من تلك المجالس المستمر دائمًا يقعون في إهمال لكثير
من مسؤوليات أولادهم و بيوتهم ، فلا حظ لأولاده من الجلوس معهم إلا قليلا
ناهيك عمَّا يحتاجه البيت من أمور .
و يلاحظ على بعض من يكثرون من الإجتماع بينهم خارج بيوتهم أو عند أحدهم
أنهم يتثاقلون و يضجرون من الجلوس في بيوتهم ، و بخاصة إذا علم أنّ أصحابه
مجتمعون ، و هذا التثاقل و التضجّر قد يُدركه أهل بيته - بل سيدركونه - فيكون وجوده
بينهم غير مرغوب فيه بسبب تغير مزاجه و سوء خلقه ، فيكون لسان حال أهل بيته إذا
رأوه خارجًا " مستريَّح و مُستراح منه " !
روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم ، قال : " السيء الخلق أشقى الناس به نفسه
التي بين جنبيه ؛ هي منه في بلاء ، ثم زوجته ، ثم ولده ، حتى إنه ليدخل بيته و إنهم لفي سرور
فيسمعون صوته فيفرُّون عنه فراقًا منه ، و حتى إنَّ دابَّته تحيدُ مما يرميها بالحجارة ، و إن كلبه
ليراه فينزو عن الجدار ، حتى إنَّ قطَّهُ ليفرُّ منه " [سير أعلام النبلاء(99/6)]
و هنا شيءٌ لابدّ من التنبيه له و التنبيه عليه لمن كان له أولاد ، هو أنَّ كثرة غيابه عن المنزل
قد تجريء أولاده على بعض المحاذير الشرعية ، فضلا عن ما يصيب الزوجة من العناء بسبب كثرة
غياب الزوج .
$ و قد يكون من الفوضوية في الزيارات أنَّ بعضهم يذهب المسافة البعيدة لزيارة
أحد أصحابه دون التأكد من وجوده و عدم إنشغاله ، فترى بعضهم يستغرق وصوله إلى مكان صاحبه
ثلث أو نصف ساعة مثلا ، و قد لا يجد صاحبه ، و قد يكون صاحبه موجودًا و لكنه مرتبط بمشاغل
لنفسه أو أهل بيته ، و بسبب مجيء ذلك الزائر إليه من مكان بعيد دون موعد سابق قد يُضطر
صاحب الدار إلى مجاملته و الجلوس معه لضيافته ، بل قد يكون أهل صاحب الدار متأهبين للذهاب
مع أبيهم أو أخيهم المزور ، فيتسبب الزائر في إرباك أمورهم .
و قد يقول قائل : و لِمَ لا يعتذر المزور من الزائر إنطلاقًا من الآية الكريمة
[وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارجِعُوا فَارجِعُوا هُوَ أزْكَى لَكُمْ] النور:28 ؟
و جواب ذلك : أن بعض الناس قد يُحرج من الزائر و لا يقوى على قول ذلك .
و بكل حال ؛ فترتيب أمر زياراتك - بعد توفيق الله تعالى - يدفع كل ما تقدم ذكره من إضاعة أوقاتك
و إحراج أصحابك ، و من الترتيب في ذلك الوعد المسبق بينكما بمقابلتك له أو إتصالك عليه
و يتأكد هذا في الأصحاب الذين لم تتوثق الصلة بينهم ، أو تعرف منهم مجاملتك على حساب مشاغلهم
و مشاغل أهليهم .
شاهد المقال : أنَّ ترتيب الوعد المسبق يحفظ لك وقتك و يرفع الحرج عن صاحبك .
يتبع <<<
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
الفوضوية في صلة الأرحام
فمن ذلك :
أنَّ بعضهم قاطعٌ لكثير من رَحِمه مع قـُرب مساكنهم نسبيا
مع شدة وصله لكثير من أصحابه مع تباعُد مساكنهم ،
والعجب أنَّ بعض أولئك إذا كُلِّم في قطعه لرحمه
تعذَر و تذرَّع بكثرة المشاغل ، لكن تعذره و تذرعه يزول عند زيارة أصحابه !
و قد يكون من الفوضوية أيضًا أنَّ بعضهم يُكثر من زيارة واحد أو آحاد من رحمه
مما يترتب عليه تأثر مَن لم يكن لهم حظ من صلته ، و قد يكون أولئك الذين قطعَ وصلهم
آكدَ حقَّا ممن وصلهم ، و لو أنَّ هذا و أمثالَه رتَّبوا صلتهم لأرحامهم لزالت تلك المحاذير .
و من الترتيب في ذلك :
- أن يجعل في كل أسبوع زيارة أو زيارتين أو أكثر حسب ما يراه من إقتضاء المصلحة .
- أن يُقدِّمَ الأحق قرابة و سنَّا .
- تنوع الوسائل في صلة الرحم ، بفضل ما يسَّر من وسائل التقنية ؛ فهناك الرسائل
المقروءة و المسموعة مباشرة أو آجلًا ..
و غير ذلك ، و هذه بحمد الله تعالى تُقرِّب البعيد و تجمع المتفرق .
يُتبع >>
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
الفوضوية في المواعيد
- بعضهم ليس لمواعيده زِمامٌ و لا خطام !
فلا يُقيم للمواعيد و لا لأصحابها وزنًا ، يَعِدُ فلانًا بأنه سيحضر إليه في وقت كذا
ثم يَعِدُ آخر بأن يأتي إليه في وقت كذا ، ثمَّ إذا طرأ له شغلٌ - من سفر أو غيره -
اشتغل به و لم يهتمَّ عن سبق الوعد معهم !
- بعضهم يتعمَّد في جعل أوقات مواعيده تتضارب مع مصالح أهم ،
كِبَر الوالدين بقضاء حوائج لهما في ذلك الوقت يضيق وقت الوالدين أو أحدهما بتأخير قضاء
تلك الحاجة عن وقتها .
- بعضهم يجعل مواعيده تتضارب مع أوقات حضوره لدرس مهم أو محاضرة مهمة .
- بعضهم يَعِد الآخرين بعشوائية ، ثمَّ يفاجأ بموعدين أو ثلاثة في وقت واحد ، فيُحرج نفسه و غيْرَه
بل قد يتسبَّب في إدخال الضجر أو الغيظ أحيانًا بسبب إرباك الموعودين بتأجيل أو إخلاف مواعيدهم
دون سابق إخبارٍ لهم .
و لا شك و لا ريب أن سبب إحراجه لنفسه و الآخرين هو الفوضوية و عدم الترتيب في ذلك كله .
و إليك - رعاك الله - شيئَا من أثر الترتيب في مواعيد طالب العلم ، و شيئًا من الوسائل المُعِينة عليه
و قبل ذلك يقال :
إنَّ الوفاء بالعهد من أخلاق الأنبياء عليهم السلام ، و قد ذكر الله ذلك في كتابه في مدح أنبيائه :
[وَاذَكُرْ فِيِ الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إنََّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَ كَانَ رَسُولًا نَبِيًَّا] مريم : 54
و أنعِم بصفةٍ أثنى عليها الله تعالى و تخلَّقَ بها أنبياؤه عليهم السلام .
و العجب أنَّ أهل الجاهلية كانوا يُعظِّمون شأن الوعد ، و من شواهد ذلك
قول عوف بن النعمان في الجاهلية الجهلاء : "لأن يموت الرجل عطشًا خيرٌ له من أن يكون مخلافًا لموعد"
[أدب الإملاء و الإستملاء ص :41 ]
و بكل حال ؛ فطالب العلم من أولى الناس بلزوم تلك الخصلة ، و ذلك لأمور كثيرة .. منها :
طاعة الله تعالى ، و التخلق بخلق الأنبياء عليهم السلام وأنعم وأكرم بهم وبأخلاقهم
و الحذر من الوقوع في ضدها من إخلاف المواعيد فذلك من صفات المنافقين كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
و منها - و هو الشاهد في هذا الموضوع - :
أنَّ ترتيب طالب العلم لأوقاته وتنظيم شؤونه وأموره يُعينُه على تقسيم مواعيده ، وفي الوقت نفسه
يُسهِّل عليه الوفاء بتلك المواعيد كل في مكانه و زمانه .
و مما يُعين على ترتيب المواعيد بعد فضل الله تعالى :
- كتابة تلك المواعيد في ورقة أو سجل خاص ، و يحسن إذا كان الوعد مهما أو بعيد الأجل
أن يعلق تلك الورقة في مكان بارز في مكتبته أو غيرها ليكون ذلك الموعد ماثلًا أمامه .
- الإستعانة بوسائل التقنية الحديثة ، كجهاز الجوال الذي يتضمن برامج للتذكير بالمواعيد .
-أن يطلب من صاحب الموعد - إذا كان موعده بعيد الأجل - أن يُشعره بالموعد المتفق عليه
قبل وقته بمدة كافية حتى لا يرتبط بأمور أخرى تُصَعِّبُ عليه الوفاء بالموعد المسبق .
يُتبع ــ ..
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
وقفة
أحدُهما في وقتٍ قليل ينجز كثيرًا ..
و آخر في وقت كثير ينجز قليلا .. و السرُّ في ذلكـ
شيء رآه الأَّول فوطئه بقدميه و مر عليه ، و رآه الثاني
فوطأه و نام عليه .. ذلك الشيء
اسمه : الفوضوية
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
المكتبة بين الترتيب و الفوضوية
من آثار الفوضوية في شأن المكتبة و عدم العناية بترتيبها ما يلي :
- ذهاب وقت مثير في البحث عن كتاب معيَّين في مكتبته ،
ثم إذا عثر عليه و قضى منه مراده و احتاج إليه بعد مدَّة فقد يُعاوِد البحث عنه مرَّة أخر
بوقت كسابقه .. و هلمَّ جرّا .
- قد يشتري بعضَ الكتب مرَّتين أو ثلاثًا .
- قد يتأخر عن بحث موضوع قراءة أو كتابة لظنه عدم وجود الكتاب المقصود عنده ،
بينما الكتاب في متناول يده و لو عُني بالترتيب ، و قد يكون تحصّل عليه منذ زمن طويل
في مكتبته لكن كل ذلك بسبب الفوضوية في عدم عنايته بمكتبته .
,‘..
و إذا كان كذلك ؛ فاحرص-سدد الله أقوالك و أرشد أفعالك- على ترتيب مكتبتك لتزول تلك
الجهود المهدرة في غير محلها ؛ من بذل جهد يمكن توفيره ، و ذهاب وقت يمكن حفظه و إنفاق مال
يمكن إدخاره .
و من طرق ترتيب المكتبة :
- تقسيمها على حسب الفنون العلمية تقسيمًا إجماليًا ثم تفصيليًّا ،
فمثلا : علم التفسير بعدما يخصص له ركنًا معينا يبدأ بوضع كتب التفسير ، ثم ما يتعلق بعلم القراءات
ثم بأسباب النزول ، و كلما أكثر التقسيم التفصيلي كلما سهُل عليه الوصول إلى مراده مع توفير جهد و مال .
و مثل ذلك أيضا كتب الفقه ، يرتبها على حسب مذاهب أصحابها ، ثم يرتب الكتب و الرسائل
الفقهية المنثورة على حسب مضامينها ، فيجعل ما يتعلق بالصلاة سويَّا ، ثمَّ الزكاة ، ثمَّ الصيام /
ثمَّ الحج ، ثم المعاملات ..
و من طرق الترتيب أيضـــــًا :
- إفراد مصنفات المكثرين من التصنيف ، فيجعل ركنًا خاصَّا لمصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية
و ركنًا لابن القيم ، و ركنًا للسيوطي .. و هكذا .
و ما ذكر هنا مجرد إشارة إلى أهمية ترتيب المكتبة و ما يحصل من عدم الترتيب من الفوضى في وقت طالب العلم
و من أراد الزيادة على العناية بشؤون مكتبته فتفصيل ذلك موجود في مظانه من الكتب التي تُعنى بتنظيم
المكتبات و ترتيبها ، و لكن مرادي هنا ما يتعلق ببعض مكتبات طلاب العلم التي يغلب عليها عدم الترتيب .
يتبع إن شاء الله >>
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
الفوضوية في إيقاف السيارة بما يسبب أذى بعض المسلمين
مراعاة شعور المسلمين و عدم أذيتهم من التعبُّد لله تعالى ،
فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة و من شُعَب الإيمان ،
فكيف بمن كفَّ الأذى عن المسلمين ؟ و في المقابل كيف بمن خالف هذا و تسبب في أذى المسلمين ؟!
و من الصُّور المشينة في أذية المسلمين ما يحصل من إيقاف بعض السيارات أمام أبوابهم ،
و يتأكد الضرر إذا كان ذلك أمام أبواب مداخل سياراتهم ، و هذا من الفوضوية و عدم مراعاة مشاعر المسلمين ،
و ليضع ذلك المؤذي نفسه مكان المؤذّى ليستشعر الضرر !
و مما يزيد تلك الصورة قبحًا إذا كان أصحاب بعض تلك السيارات من الموسومين بالخير و الصلاح ،
و غالبًا ما يكون هذا عند حضور محاضرة أو درس .
فعلى من كان هذا شأنه أن يتقي الله تعالى في عدم أذية المسلمين ليسلم من الإثم و أيضًا دعاء
المتضرر بسببه ،
و قد بلغ ببعض أولئك المتضررين أنه سبَّ و دعا على من آذاه بإيقاف سيارته أمام بابه
و لقد أطلعني أحدُهم على ورقة من أحد جيران مسجدهم فيها سبٌّ للملقى عليهم بسبب إيقاف
سيارات بعضهم أمام بيته .
فعلى صاحب السيارة أن يحرص جاهدًا على إبعادها عن بيوت الناس ، كإيقافها عند سور المسجد
أو مدرسة أو حديقة أو غير ذلك ، فإن شقَّ ذلك عليه فعليه أن يجتنب الوقوف أمام أبواب البيوت .
و من الفوضوية فيما يتعلق بوقوف السيارات أيضًا ما يحصل من بعضهم في إيقاف سيارته بطريقة عشوائية
فيأخذ مكانا يكفي لسيارتين ، و أحيانا لثلاث !
و خلاصة القول : أنَّ على المسلم - و بخاصة القدوة عند الناس- أن يحرص جاهدًا على تجنب ما يُسبب أذى للناس .
و مما يُحسن ذِكرُه هنا أن يجتمع الاثنان و الثلاثة في سيارة واحدة عند المجيء للمسجد ، و في ذلك
مصالح كثيرة ، منها :
-تقليل عدد السيارات .
-ضعف إحتمال أذية الجيران .
-تذاكر العلم فيما بينهم .
يُتبع إن شاء الله >>
رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان
الفوضوية في الترويح عن النفس
الترويح عن النفس أمرٌ مشروع ، ودين الإسلام دين السماحة واليُسر ، ودين الكمال والجدِّ
والمتأمل في دواوين السنة النبوية عمومًا - وفي كتب الشمائل النبوية خصوصًا-
سيرى نصوصًا كثيرة فيها تنوّع في أساليب الترويح عن النفس ، فمن ذلك على سبيل المثال :
- مسابقته -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنه -
- ومسابقته -صلى الله عليه وسلم - بين الخيل المضمّرة وغير المضمّرة .
- ومشاهدته -صلى الله عليه وسلم - للحبشة وهم يلعبون بحرابهم .
والشاهد في هذا المبحث ما يحصل من بعض الناس من الإيغال في أمور الترويح ، حتى يكون
الترويح هو الغالب ، بل قد يكون الأصل في حياته ...
فيأنس بذلك الترويح ويحثَّ غيره عليه ، فإذا نُبَّه على إفراطه في ذلك الأمر ، تذرَّع بنصوص الترويح في السُنَّة
ومنها ما سبق ، ولا شكَّ أنَّ هذا من الجهالة أو التجاهل ، وبيان ذلك :
أن الأصل في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- الجد والعزيمة ، والترويح ، عارض ، وهو مع ذلك يتقوى به
على وطيفته العظيمة في دلالة الناس على الخير .
وأيضا مع ترويح النبي -صلى الله عليه وسلم -عن نفسه قد كان معطيا كل ذي حق حقه
ومن أمثلة ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم - " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " .
فلم يشغله ترويحه عن نفسه عن القيام بأعماله الخاصة والعامة للأمة ، بل كان يتقوى بذلك الترويح كما تقدم
آنفا الإشارة إليه ،
بخلاف من غلّب جانب الترويح وأضاع وأهمل الحقوق الخاصة بأهل بيته أو العامة للناس ..
فحدِّث عن غيابه عن بيته وتضييع حقوق مسؤوليته عن أولاده وزوجته ، وكذا في شؤون الناس من إهمال للدوام
الوظيفي أو تضييع أمانة المسجد إن كان مؤذنًا أم إمامًا .
يتبع إن شاء الله >>..