لماذا لم يتزوج شيخ الاسلام ابن تيمية؟ يجيب الشيخ الفوزان..

بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم أما بعد .


نظراً للموظوع . جزاكم الله خيرا جميعاً.

كل أنسان يتعرض لظروف معينة وبما أن شيخ الأسلام رحمه الله عز وجل وأسكنه فسيح جناته . بما قدم من علم نافع للأمة الإسلامية . فإنه يعلم بان الزواج أمر من الله عز وجل من ثم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

لهذا لا نسطتيع ان نقول شيئ كون هذه الأمور لا يعلمها سوى الله عز وجل من ثم الشخص نفسه

نكتفي في الرد على هذا السؤال . بأن شيخ الأسلام رحمه الله عز وجل قدم للناس العلم بما علمه الله عز وجل وجاهد في سبيله . وما لنا في السؤال عن زواجه او غير ذالك فهذ الامر بينه وبين الله عز وجل لا علاقة لمخلوق بهذا . فإن كل أنسان يطلب العلم لا بد له أن يقرء موظوع أو اكثر لشيخ الأسلام وهذا ما ينفعنا وليس لنا علاقة بحياته الشخصية كونه الله عز وجل يعلمها من ثم شيخ الأسلام رحمه الله عز وجل .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بإذنه

رحمك الله يا شيخ الإسلام

والله ما قرأت سيرته إلا تأثرت به

بارك الله في طارح الموضوع ومشاركيه ،،،

لم يتزوج الشيخ أحمد بن تيمية لأسباب شخصية وليس لأسباب دينية والسلام

حتى والدته رحمه الله كان يراسلها ويقول لها (ولو حملتنا الطيور لسرنا اليكم )فلم يتمكن حتى من زيارتها باستمرار لانشغاله بالمهام الجسام والامور العظام التي يعجز عن القيام بها اليوم مؤسسات دعوية وعلى فرض ان شيخ الاسلام ترك سنة من سنن الهدى فانظروا رحمكم الله ما قدم للامة الاسلامية الى قيام الساعة من علوم وفهوم وقدوة في القول والعمل وربما لو ادرك الامام احمد - الذي ذم الحارث المحاسبي على التبتل - شيخ الاسلام رحمه الله لاعذره !.

حياكم الله جميعا:
أعجبني التعليل بقلة ذات اليد، والفقر، كذا قول الأخ رشيد الكيلاني:
وعلى فرض ان شيخ الاسلام ترك سنة من سنن الهدى فانظروا رحمكم الله ما قدم للامة الاسلامية الى قيام الساعة من علوم وفهوم وقدوة في القول والعمل وربما لو ادرك الامام احمد - الذي ذم الحارث المحاسبي على التبتل - شيخ الاسلام رحمه الله لاعذره !.
أما أن تقول لانشغاله بالدعوة والجهاد، فسأسأل: من أعظم جهادا، رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيخ الإسلام ابن تيمية؟
فقناعتي بأن الأمر كان لظروف معيشية حياتية خاصة، أو ترك سنة تغمر له في بحر خدمته لهذا الدين.
والله أعلم.

اقتباس:

---

لم يتزوج الشيخ أحمد بن تيمية لأسباب شخصية وليس لأسباب دينية والسلام

---

هات الدليل بارك الله فيك ؟؟

السلام عليكم ......
س :لماذا رغّب الإسلام في الزواج وحض عليه؟
جـ - فقال(بتصرف):رغّب الإسلام في الزواج وحث عليه في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
أولاً: الزواج هو شرعة كونية، كل شيء في الكون قائم على الازدواج، الله تعالى يقول (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرونـ الذاريات49)، (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ـ يس36) .
ثانيا: لبقاء هذا النوع، الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليعمر الأرض ويكون له خليفة في هذه الأرض ولكي يحدث هذا لابد من التزاوج والتناسل بين ذكر وأنثي والقرآن يشير إلى هذا بقوله :{والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ـ النحل73} والحديث يقول (صلي الله عليه وسلم) : {"تناكحوا وتناسلوا ، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ـ الراوي: معقل بن يسار المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 107خلاصة حكم المحدث: صحيح"}.
ثالثا : أن الله ركَّب في الكيان البشري ما نطلق عليه الغريزة الجنسية أو الدافع الجنسي الفطري، إن الرجل يميل إلى المرأة، والمرأة تميل إلى الرجل بحكم الفطرة البشرية، فلابد أن تشبع هذه الفطرة ، فجاءت الأديان تنظم إشباع الغريزة، لا تطلق لها العنان، والناس وقفوا علي هذا الأمر مواقف ثلاثة :
أ- الرهبانية : وفيها كبتوا الغريزة الجنسية . ب- فلسفة الإباحية : وفيها أطلاق العنان للغريزة الجنسية بلا ضابط ولا رابط .
جـ - الزواج الذي جاءت به الشرائع السماوية وختمها الإسلام، وهو أنه نظم هذا بأن يكون ذلك عن طريق هذا الزواج الذي سماه الله تعالى في القرآن {ميثاقاً غليظاً } وهذه كلمة قالها عن النبوة، قال عن الأنبياء {وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ـ الأحزاب7} وقال عن الزوجات (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً ـ النساء 21 رباط متين مقدس، وهذا جاء في الحديث للنبي صلي الله عليه وسلم:{"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج و من لم يستطع ، فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء" ـ الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7975
خلاصة حكم المحدث: صحيح} والله تعالى يقول: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ـ البقرة187} أي حاجة الرجل إلى المرأة وحاجة المرأة إلى الرجل، كحاجتهم إلى اللباس والثوب الذي يحقق له الستر والزينة والوقاية والقرب واللصوق والدفء فهذه مكان الزوجية من كلا الطرفين.
رابعا : إيجاد الأسرة المسلمة التي هي الخلية الأولى لقيام المجتمع المؤمن ، أن يوجد البيت ومن مجموعة البيوت يتكون المجتمع ومجموعة المجتمعات تتكون الأمة الصالحة، فلابد أن يوجد هذا البيت بأركانه التي أشار إليها القرآن في قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ـ الروم21) فهذه هي القواعد الأساسية .
خامسا : الزواج رباط اجتماعي، حينما أتزوج من عائلة أو من عشيرة أو من قبيلة فقد انعقدت بيني وبينها آصرة ورابطة هي رابطة المصاهرة، هناك رابطتان طبيعيتان، النسب والمصاهرة والقرآن يقول: {وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ـ الفرقان54 } فبهذا تتسع دائرة المودة والترابط بين الناس بعضهم وبعض، فمن أجل هذا كله حث الإسلام على الزواج ورغًب فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:{ "أما و الله إني أخشاكم لله ، و أتقاكم له ، لكني أصوم و أفطر ، و أصلي و أرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" ـ الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1336 ـ خلاصة حكم المحدث: صحيح .}.
س - فضيلة الدكتور هنا محور هام أشرت إليه وهو محور الميثاق الغليظ، هذا الميثاق الغليظ هل هو فرض أم سنة أم مستحب بالنسبة للإنسان المسلم، بعض الناس يعرضون عن الزواج، وبعض الناس يتأخرون في الزواج، وبعض الناس لا يضعون للزواج أولوية، فما هو موقعه من الناحية التشريعية بالنسبة للفرائض والسنن والمستحبات والواجبات؟
جـ - العلماء قالوا أن الزواج تعتريه الأحكام الخمسة، وهي الفرض والمستحب والمباح والمكروه والحرام .
1- فرض واجب :ابن حزم يرى أن الأصل في الزواج الفرض، أي أن كل واحد بلغ وقدر على الزواج فرض عليه أن يتزوج، وقال الله تعالى يقول (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) والأصل في الأمر الوجوب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" فهذا أمر والقرآن يقول (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) وهذا أمر للمجتمع كله بأن يعينه على الزواج، فمن كان يخاف على نفسه الوقوع في الحرام وهو يقدر أن يتزوج، واجب عليه أن يتزوج
2- مستحب :إذا لم يكن خائفاً على نفسه وليس تائقاً إلى الزواج يستحب له أن يتزوج.
3- حرام :إذا كان الشخص يخاف مخافة مؤكدة في أن يجور ويظلم من يتزوجها ولا يقوم بحقها، أوليس عنده القدرة المالية، أو ليس عنده القدرة الجنسية فيكون حرام عليه.
4- مباح : لا يخاف على نفسه، وغير تائق إلى الزواج ,
5- مكروه : إذا كان الشخص بين بين نقول له: مكروه , بمعني أنه قادر علي الزواج ولكنه يخاف أن يجور علي المرأة .
إنما الأصل الحقيقي في الزواج كما تدل عليه النصوص إما فرض واجب وإما سنة مستحبة.وعليه فإن الزواج أو عدم الزواج يرجع للشخص نفسه خاصة إذا كان علم وعالم بالأحكام الشرعية ونترك له أمره وما يعنينا هو علمه الذي ينتفع به ونحن نعلم من خلال التاريخ المنقول أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله كان ورعا تقيا يخاف الله ويعرف حدوده ونواهيه وهذا ليس دفاعا عنه وأنما الزواج وعدمه أمر مختلف فيه ولا ينكر المختلف فيه.والله تعالي أعلي وأعلم....

بعد هذا كله .. لم لا يقال أنه كان - رحمه الله - عنّينا لا شهوة له ؟؟؟

ماصرح شيخ الإسلام بسبب عدم زواجه,ولا تلميذه الإمام إبن القيم(عليهم رحمة الله,ولا تخفى على أحد شخصية شيخ الإسلام,سواء عند أحبابه أو أعدائه.فهو أية وحجة(يختص الله بفضله ويؤتيه من يشاء),أيخفى عنه باب النكاح من بين الأبواب الفقهية ؟
فالجواب الشافي لهذا السؤال,هو ما نقله الأخ الحبيب,إبراهيم النخعي)عن الإمام مالك عليهم رحمة الله,قال: ("ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره"!!.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رحم الله شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم رحمة واسعة ورزقهما الفردوس الاعلى
والله كأني بابن القيم غفر الله له اعرفه و كأنه صديق او قل اخ لشدة حبي له مما قرأت له مامن تعالى عليه من خير عميم و علم عظيم
ليت الزمان يجود بمثلهما ونراه حيا بيننا نلثم يديهما و قدميهما

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العربي بن كريم عليان

ماصرح شيخ الإسلام بسبب عدم زواجه,ولا تلميذه الإمام إبن القيم(عليهم رحمة الله,ولا تخفى على أحد شخصية شيخ الإسلام,سواء عند أحبابه أو أعدائه.فهو أية وحجة(يختص الله بفضله ويؤتيه من يشاء),أيخفى عنه باب النكاح من بين الأبواب الفقهية ؟
فالجواب الشافي لهذا السؤال,هو ما نقله الأخ الحبيب,إبراهيم النخعي)عن الإمام مالك عليهم رحمة الله,قال: ("ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره"!!.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

---

بارك الله فيك اخي الكريم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب بن محمد

بعد هذا كله .. لم لا يقال أنه كان - رحمه الله - عنّينا لا شهوة له ؟؟؟

---

لم يقل هذا أحد من الأئمة ولا حتى من أعدائه ـ رحمه الله ـ ولو كان ذلك كذلك لقالوه وطاروا به أي مطار ؛ غيظا وحقدا .
وجزى الله الأخ الفاضل النخعي على هذا الموضوع الجميل الرائع ، وكلما فتح كلام يختص بشيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله انثلجت له الصدور ، وأنقل كلاما قيما لابن القيم ـ تعلمونه جميعا ـ لكن أعيده عليكم لما فيه من معان جليلة ، ثم أنقل بعض كلام العلما فيما يتعلق بالموضوع .
قال ابن القيم في الوابل الصيب : وسمعت شيخ الإسلام أبن تيمية قدس الله روحه يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : { فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب } وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ...
وبما يتعلق بالموضوع : قال ابن جماعة في تذكرة السامع :
قال الخطيب البغدادي : ويستحب للطالب أن يكون عزبًا ما أمكنه لئلا يقطعه الاشتغال بحقوق الزوجية وطلب المعيشة عن إكمال الطلب، وقال سفيان الثوري: من تزوج فقد ركب البحر فإن ولد له ولد فقد كسر به . وبالجملة فترك التزويج لغير المحتاج إليه أو غير القادر عليه أولى لاسيما للطالب الذي رأس ماله جمع الخاطر وإجمام القلب واشتغال الفكر.أهـ
والإخوة بارك الله فيهم كل أدلى بدلوه مشكورين مأجورين إن شاء الله .
وأنصح الإخوان بارك الله فيهم أن يقرأوا كتاب : أعلام المسلمين : شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رجل الإصلاح والدعوة . تأليف إبراهيم محمد العلي . دار القلم . فقد جمع فيه كثيرا عن حياة الشيخ الإمام وما يتعلق به . وعدد صفحات الكتاب 669 صفحة .

ذكر الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قد تسرى
وقال في سياق الكلام ان لاانفع لطالب العلم من الزواج لانه يلهيه عن الوساوس التى لاتحمد عقباها
والله اعلم

كل هذه الأعذار (ما عدا اثنين) لغو وباطل خاصة ما يذكر من الجهاد والرد على المبتدعة ، وما هذه الأعذار إلا محاولة فاشلة للرد.
قد بدأ الحبس والشدة عليه - رحمه الله - بعد أن جاوز الأربعين فلم لم يتزوج في شبابه؟؟
ما كان سعيه رحمه الله أعظم شأنا من السنوات العشرة التي أسس الإسلام فيها على يد سيدنا سيد العرب والعجم صلى الله عليه وسلم. بل كانه معظم سعيه رحمه الله في التصنيف والتأليف والتدريس والوعظ مع المشاركة في معركة أو معركتين ضد غازان طاغية التتار.

فبدلا من أن نأتي بأعذار باطلة ، أفضل أن نسلم له عذر الفقر أو عذر شخصي آخر ولا يحسن بنا الرجم بالغيب.

لا أدري لم لا يخاف الذين يجعلون تعب الرد والدعوة عائقا من زواجه وكأنهم لم يكلفوا أنفسهم قراءة جهاد السابقين.

رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية

آمين ، كلما جاء ذكر هذا الإمام تذكرنا الآخرة .

من واجه الأخطار الفكرية والثقافية والظروف السياسية والعسكرية التي كانت تمر بها الأمة كالتي واجهت شيخ الإسلام يعرف بأن لهذا الرجل ـ ألحقنا الله به غير مبدلين ـ أعذاره الشرعية والواقعية، ومن يريد الطعن في عرضه من أهل الأهواء والضلال، فالله حسيبه، والرجل أفضى إلى ما قدم دون صاحبة ولا ولد، لكنه ترك تراثا زاخرا لا يقرؤه مؤمن إلا ترحم على هذا العلامة العالي السنام، المصلح المجدد، وثمة كثير ممن اتخذ الزوجات واستولدهن الأولاد، وصارت له القبائل والأفخاذ والشعوب ولا يدعو له أحد، بينما لا يزال ذكر الشيخ تقي الدين مقرونا بالترحم عليه ـ من قبل أهل الإيمان والتقوى والعلم والقرب من الله ـ وكفى بهذا صدقة جارية لا تنقطع، فاللهم ارضى عنه وارحمه ووسع مدخله وطيب ثراه ونوّر له في قبره مدّ بصره، وتالله إنا لنحبه في الله حبا جما، ونترحم عليه كلما مرت بأذهاننا تقريراته أو فتحنا كتبه ورسائله، فاللهم اجمعنا به في مستقر رحمتك يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، يوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيا.

رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية.

عجيب أمر شيخ الإسلام - وكأن الله يريد له رفعة وسموا - أمره ما بين مترحم عليه وبين طاعن حقود وساب فيه ، وهو رحمه الله يكتب له الأجر - بفضل الله - على كل حال ، يأخذ من الحسنات بسبب من ترحم عليه ، ويأخذ من حسنات من طعن وأساء إليه .
وفي كل - له - خير .
عجبا لأمر المؤمن ..