http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1424
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E3%CD%D2%E6%E4
عرض للطباعة
جزاك الله خيرا شيخ عدنان
بارك الله فيكم أخي عدنان ..
هناك كتاب مفيد في هذا الباب ، عنوانه : ( أغاليط المؤرخين ) ؛ للشيخ أبي اليسر عابدين .
/// بارك الله فيكما.
/// وبالنسبة لما ذكرته أخي سليمان من الكتاب وصورة غلافة وفهرسته فليس من موضوعنا، لأنَّ الموضوع عن المؤرِّخين وكتب التأريخ عمومًا، ليس عن أحداث تأريخية؛ إلَّا إن كان الكاتب قد تناول مثل هذه القضايا ضمنًا.
/// والغرض من هذا الموضوع إعطاء ما يمثَّل المنهج والقواعد والتَّحذيرات العامَّة لمن يتناول كتب التأريخ وروايات المؤرِّخين عمومًا.
- حبذا لو تجمع " كتابًا مختصرًا " في ماقيل عن مشاهير المؤرخين : " جرحًا وتعديلا " ، أظنه سيكون نافعًا ..
يُستفاد لمن وُفق لهذا من :
1- الرسائل الجامعية التي درست منهج أحد المؤرخين . ( كثير منها لم يُطبع )
2- من كتب عن المؤرخين بصفة عامة . أبرزها : ( مؤرخو مصر ) لعنان . ( المؤرخون الدمشقيون )
3- كتب حذر منها العلماء ؛ للشيخ مشهور . ( فيه شذرات متفرقة ) .
4- كتاب : ( منهج كتابة التاريخ الإسلامي مع دراسة لتطور التدوين ومناهج المؤرخين ) للدكتور/ محمد بن صامل العلياني السلمي.
5- مقالات متفرقة . منها :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/8.htm
وفقكم الله ..
بارك الله فيك ,,
" إن من مصلحة الإنسانية عموماً أن يتولى كتابة تاريخها وتفسيره بمنهجية علمية أصحاب العقيدة الإسلامية الحقّة , لأنّهم ينظرون بمنظار هذه العقيدة الشاملة في نظرتها للحياة وللإنسانية , والتي لا تقبل تفرقة بين السّلوك العملي وبين الإعتقاد القلبي , والباحث المسلم أولى بتفسير التاريخ البشري كلّه فضلاً عن تاريخه الإسلامي , وذلك أنه يملك المنهج السليم الذي يزنُ به كافة الأشياء والقيم وأحداث التاريخ كما لا يخفى أن ترك الالتزام بالمنهج الإسلامي في كتابة التاريخ يوقع الباحث في أخطاء كبيرة تزلُّ بها الأقدام , فهذا محمّد عبد الله عنان المؤرخ المصري كاتبٌ من أبناء المسلمين مشهور بدراساته التاريخية يجعل هذا العنوان " أساطيرُ دينية توجّه سير التاريح " !! .
ففي أحد فصول كتاب له سمّاه " مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام "
أنكر في هذا الفصل ثلاث قضايا مهمّة من قضايا العقيدة وهي : المهدي , ونزول عيسى ابن مريم عليه السّلام في آخر الزمان , ويوم القيامة !! , وجعلها من طائفة الأساطير وعرضها عرضاً فيه سخرية واستهزاء بالمؤمنين بها , ولم يفرق بين الكذّابين المستغلين لجهل الغوغاء وبين حقائق هذه القضايا العقدية الثابتة بنصوص الشرع , وإجماع الأمّة المسلمة سلفاً وخلفاً !! .
وبعد : فلا ريب أن من أولويات القواعد المنهجية وبدهياتها عدم إنكار القضايا العقدية وغيرها من المجمع عليها بسبب وقوع انحراف عند بعض الناس في تطبيقها , لأنّ الانحراف لا يعالج بانحراف آخر , وإنّما يعالج الانحراف بإصلاحه , وإيضاح الحقّ وتعرية الباطل وكشفه , فإذا وجدنا من يستغل الأحاديث الواردة في المهدي – مثلاً – فيدّعِي لنفسه المهدية لغرض سياسي أو اقتصادي , كما حدث ذلك في الواقع التاريخي عندما ادعى العبيديون أنّ عبيد الله بن ميمون القدّاح هو المهدي !! وكذلك ادّعى محمد بن تومرت المغربي ذلك وغيرهم كثير !! " .
صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي ,,
/// قال الإمام الذَّهبي في الميزان (4/471): «يوسف بن قزغلي، الواعظ المؤرِّخ، شمس الدِّين، أبو المظفَّر، سبط ابن الجوزي.
روى عن جدِّه وطائفة، وألَّف كتاب مرآة الزَّمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقةٍ فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنَّه ترفَّض، وله مؤلَّف في ذلك، نسأل الله العافية.
مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق.
قال الشيخ محيي الدين اليونيني: لما بلغ جدِّي موت سبط ابن الجوزى قال: لا رحمه الله، كان رافضيًّا.
قلت: كان بارعًا في الوعظ ومدرِّسًا للحنفيَّة».
/// قال الحافظ ابن حجر في اللِّسان (8/565): «وقد عظَّم شأن مرآة الزَّمان القطب اليونيني فقال في الذَّيل الذي كتبه بعدها بعد أن ذكر التواريخ قال: فرأيت أجمعها مقصداً وأعذبها موردًا وأحسنها بيانًا وأصحها روايةً، تكاد جنة ثمرها تكون عياناً = مرآة الزمان,
وقال في ترجمته: كان له القبول التَّام عند الخاص والعام، من أبناء الدنيا وأبناء الآخرة.
ولما ذكر أنَّه تحول حنفيًّا لأجل المعظَّم عيسى قال: إنَّه كان يعظِّم الإمام أحمد، ويتغالى فيه، وعندي أنَّه لم ينقل عن مذهبه إلَّا في الصُّورة الظَّاهرة..
وقد اتَّهمه الحافظ زين الدِّين ابن رجب..
قال ابن رجب: وأبوالمظفَّر [يعني المترجَمِ له] ليس بحُجَّةٍ فيما ينقله».
/// قلت: كلام ابن رجب في الذيل على الطبقات (1/446).
بارك الله فيك يا اخي
هذه خاتمة كتاب (مرويّات أبي مخنف في تاريخ الطبري "عصر الخلافة الراشدة": دراسة نقدية) (ص487=490) :-
لقد كان أبرز النتائج التي خرجتُ بها من هذا البحث ما يلي :
1) إجماع العلماء على ترك أبي مخنف وعدم الاعتبار به .
2) ثبوت تشيع أبي مخنف . وقد أكدت ذلك مروياته وما أضفاه عليها من الصبغة الشيعية .
3) تعمد أبي مخنف التزوير والتحريف في الروايات . ومن أمثلة ذلك :
* قصدة الشورة : فمع أن رواي القصة واحد عند البخاري وأبو مخنف وهو عمرو بن ميمون ، إلا أن أبا مخنف غيّر في المتن وزاد فيه زيادات منكرة .
* قصة مبايعة علي (رضي الله عنه) فقد ساقها أبو مخنف بنفس الإسناد الذي ساقه بها الإمام أحمد ، ومع ذلك فقد غيّر أبو مخنف في ألفاظها وأضاف إليها كلمات غريبة منكرة .
4) كثرة روايات أبي مخنف في تاريخ الطبري ، فقد بلغ مجموعها (585) رواية ، شملت فترة زمنية طويلة امتدت من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى سنة 132هـ
5) أن جميع أسانيد أبي مخنف ضعيفة ، ولا تقتصر علتها على كونه ضعيفًا ، إذ لا يخلو سند منها من إرسال ، أو انقطاع ، أو عضل ، أو تدليس ، أو ضعف في الرواة ممن فوقه .
6) اعتماد كثير من المؤرخين والكتاب على روايات الأخباريين - على ما فيها من الغرائب - مع وجود بديل من الرويات الصحيحة في كتب الحديث .
ومن أمثلة ذلك : (قصة السقيفة) فقد وردت عند البخاري من ثلاثة طرق ، وأخرجها الإمام أحمد وابن أبي شيبة والنسائي والترمذي والحاكم ، وغيرهم . ومع ذلك ل انجد سوى رواية أبي مخنف ! مع اشتمالها على كثير من الغرائب والأباطيل .
7) ما ذكره أبو مخنف من الخصومات والشتائم بين معاوية (رضي الله عنه) وعُمّال علي (رضي الله عنه) على مِصر لم يصح منها شيء في المصادر الأخرى .
8) عدم صحة خبر اشتراك محمد بن أبي بكر في دم عثمان (رضي الله عنه) .
9) أن جميع روايات وقعة صفين - التي ساقها الطبري في تاريخه ، وتلقاها عنه المؤرخون ، والكتّاب المعاصرون - كلها عن طريق أبي مخنف ، سوى سبع روايات جاءت من طرق أخرى ، وهي بمجموعها لا تعادل رواية مطولة من روايات أبي مخنف . مما يلقي الشك على سائر الدراسات المعاصرة التي تناولت الموضوع من خلال تاريخ الطبري دون نقد . وبغض النظر عن ضعف روايات أبي مخنف ، وما شحنت به من الغرائب والأباطيل ، فإننا لا نستطيع أن نأخذ أحداث صفين من هذه الروايات وحدها ، وذلك لأنها صورت لنا الوقعة من وجهة نظر واحدة وهي (جيش علي) إذ لا يمكن مقارنة وصفها لجيش علي (رضي الله عنه) بوصفها جيش معاوية (رضي الله عنه) من حيث الكم ، ولا أتصور أن نسبة الروايات عن جيش معاوية تعادل خمسة بالمائة من مجموع الروايات.
بل إنه لا يمكن أن يؤخذ منها وصف جيش علي أيضًا ، وذلك لأن أبا مخنف متأثر بالنظرة القبلية ، فَأَزْدِيَّته جعلته يكثر من قبائل اليمن ويشيد برجالها ، حتى طغت أخبارها على القبائل الأخرى . فكانت نسبة الروايات التي تذكر هذه القبائل ، إلى قبائل اليمن لا تزيد على الربع ، بحيث يتصور القارئ أن قبائل اليمن وحدها في الميدان .
10) أن قضية التحكيم بين بين علي ومعاوية (رضي الله عنهما) بعد جمع طرقها ودراسة أسانيدها ومتونها ثبت بطلانها من وجوه كثيرة ، وقد فصلتها في مكانها من البحث .
11) أن اعتماد الطبري على مرويات أبي مخنف عن صفين وغيرها ، وإهماله لكتب أخرى لا يمكن أن يعلل بترجيحه لأبي مخنف عليها ، ولعله لم يقف على تلك الكتب أصلا ، وهذا ما أميل إليه ، وبخاصة كتاب شيخه عبد الله بن الإمام أحمد عن صفّين ، وكتاب يحيى بن سليمان الجعفي شيخ البخاري عن صفين .
فعلى عدم وقوف الطبري على هذه المصادر اضطره إلى الاعتماد على أبي مخنف في هذه الموضوعات ، مع أن القاعدة عند الطبري أن العهدة على الرواة ومن أسند فقد أحال .
ولعل هذه الدراسة المقارنة عن مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري تفتح الباب لدراسات مقارنة أخرى تؤدي إلى تعميق النظرة النقدية إلى تاريخ صدر الإسلام وتكفل القيام بدراسات تاريخية متزنة بعيدة شطحات الرواة ذوي الاتجاهات العقدية والسياسية المتباينة ، والتي انعكست على صبغة بعض الروايات ، أو انتقاء مجموعة من الروايات وإهمال الأخرى تبعًا للأهواء .
جزاكم الله خير