رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
5104 - ( ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف ، فيستقبل القبلة بوجهه ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير (مئة مرة) ، ثم يقول : (قل هو الله أحد) (مئة مرة) ، ثم يقول : اللهم ! صل على محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وإنك حميد مجيد ، وعلى سامعهم (مئة مرة) ؛ إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ! ما جزاء عبدي هذا ؟ سبحني وهللني ، وكبرني وعظمني ، وعرفني ، وأثنى علي ، وصلى على نبيي ؟! اشهدوا ملائكتي ! أني قد غفرت له ، وشفعته في نفسه ، ولو سألني عبدي هذا ؛ لشفعته في أهل الموقف كلهم ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه ابن عساكر في "جزء فضل عرفةط (4/ 2-5/ 1) من طريق البيهقي ، بسنده عن عبد الرحمن بن محمد الطلحي : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعاً . وقال البيهقي :
"هذا متن غريب ، وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع" . وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه" ؛ كما في "اللآلي" (2/ 70) :
"رواته كلهم موثقون ؛ إلا الطلحي ؛ فإنه مجهول" !
قلت : لم أر من وصفه بالجهالة ، وأنا أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 281) :
"عبد الرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف . روى عن أبيه . روى عنه يحيى بن آدم . سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالقوي" .
ونقله عنه - باختصار - الذهبي في "الميزان" ، والحافظ في "اللسان" .
وقد تابعه أحمد بن ناصح : حدثنا المحاربي به نحوه .
أخرجه الديلمي ، وابن النجار من طريقين عنه به .
وأحمد بن ناصح - وهو المصيصي - صدوق ، فبرئت ذمة الطلحي منه . وقد أشار إلى ذلك أحد رواته عند ابن النجار - وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن مهران البغدادي الحافظ - ، فقال عقبه :
"تفرد به المحاربي عن محمد بن سوقة" .
قلت : والمحاربي - وإن كان أخرج له الشيخان - ؛ فقد قال أحمد :
"كان يدلس" . وقد عنعنه في رواية البيهقي عن الطلحي ، وكذا في رواية ابن النجار عن بن ناصح ، بخلاف رواية الديلمي عنه ؛ فقد صرح فيها بالتحديث ، وكذلك في نقل السيوطي للحديث عن البيهقي .
فإن كان محفوظاً ؛ فالحديث ثابت . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في "الشعب" (3/ 463/ 4074) من طريق الطلحي عن المحاربي معنعناً ؛ فهي العلة .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
5191 - ( كان يعدل صومه بصوم ألف يوم ، يعني : يوم عرفة ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 164) ، والطبراني في "الأوسط" (2/ 124/ 2/ 6945 - بترقيمي) عن الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو داود سليمان بن موسى الكوفي : حدثنا دلهم بن صالح عن أبي إسحاق عن مسروق :
أنه دخل على عائشة يوم عرفة ، فقال : اسقوني . فقالت عائشة : يا غلام ! اسقه عسلاً . ثم قالت : وما أنت يا مسروق ! بصائم ؟! قال : لا ؛ إني أخاف أن يكون يوم الأضحى . فقالت عائشة : ليس ذاك ، إنما يوم عرفة يوم يعرف الإمام ، ويوم النحر يوم ينحر الإمام ، أو ما سمعت يا مسروق ! أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكرته .
والسياق للطبراني ؛ إلا لفظ الترجمة ؛ فللعقيلي . وقال الطبراني :
"لم يروه عن أبي إسحاق إلا دلهم ، ولا عنه إلا سليمان . تفرد به الوليد" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ومتن منكر ، وهو مسلسل بالعلل :
الأولى : عنعنة أبي إسحاق ؛ فإنه مدلس ، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي ، على أنه كان اختلط .
الثانية : دلهم بن صالح ضعيف ؛ كما في "التقريب" وغيره .
وبه أعله الهيثمي ؛ فقال (3/ 190) :
"ضعفه ابن معين وابن حبان" .
ونص كلامه في "الضعفاء" (1/ 294-295) : "منكر الحديث جداً ، ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات" .
الثالثة : سليمان بن موسى الكوفي ؛ مختلف فيه . وفي ترجمته ساق الحديث العقيلي ؛ وقال :
"لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلا به" . وقال الحافظ :
"فيه لين" .
الرابعة : عنعنة الوليد بن مسلم ؛ فإنه مدلس أيضاً ؛ ولكنه كان يدلس تدليس التسوية . ثم قال العقيلي عقب الحديث :
"والمعروف في هذا حديث أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : يعدل صوم عرفة كفارة سنتين" .
قلت : أخرجه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الإرواء" (952) وغيره .
قلت : فقد أشار العقيلي بحديث أبي قتادة إلى نكارة متن حديث الترجمة .
وكأن المنذري لم يتنبه لهذا ، ولا للعلل التي ذكرنا ؛ فقال في "الترغيب" (2/ 76) - محسناً ! - :
"رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن ، والبيهقي ، وفي رواية للبيهقي : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم" !!
قلت : فالصواب تعديله بصوم سنتين ، وهو المروي عن ابن عمر من طريقين :
الأولى : عن الفضيل بن ميسرة : حدثني أبو حريز أنه سمع سعيد بن جبير يقول : سأل رجل عبد الله بن عمر عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : كنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعدله صوم سنتين .
قلت : وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات ، ورجاله ثقات ؛ غير أبي حريز - وهو عبد الله بن الحسين الأزدي - ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" ؛ لكنه قال : سنة .
وكأنه لذلك قال المزي في "التحفة" (5/ 428) :
"وحديثه هذا منكر" .
قلت : وقد وجدت له طريقاً أخرى - وهي الطريق الثانية - ، تؤكد نكارة هذا : أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (ق 241/ 2) من طريق قطبة بن العلاء الغنوي : حدثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن عبد الله بن عمر مرفوعاً بلفظ :
"صوم يوم عرفة يعدل سنتين : سنة مقبلة ، وسنة متأخرة" .
وقطبة بن العلاء ضعيف . لكن يشهد لحديثه حديث أبي قتادة المتقدم وما في معناه ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (4/ 108-110) .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 357-358) باللفظين : لفظ حديث الترجمة ، ولفظه المختصر :
"صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم" .
رواه من طريق سليمان بن أحمد الواسطي : أخبرنا الوليد بن مسلم بإسناده المتقدم . وسليمان هذا ؛ كذبه يحيى ، وضعفه النسائي وغيره . وبه أعله المناوي !
وفاته أنه قد توبع باللفظ الأول ، فالعلة ممن فوقه .
(تنبيه) : وقع الحديث في عدة نسخ من "الجامع الصغير" باللفظ الثاني معزواً لـ (حب) ، وعليه نسخة "فيض القدير" ؛ خلافاً لنسخة "التيسير" ؛ ففيه (هب) وهذا هو الصواب ؛ وهو الموافق لما في "الجامع الكبير" ؛ فإن (حب) يرمز إلى ابن حبان في "صحيحه" ؛ ولم يخرجه فيه ، و (هب) يرمز إلى البيهقي في "الشعب" ، وقد عرفت أنه أخرجه فيه .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
5578 - ( كان يُكبِّر في صلاةِ الفجرِ يومَ عرفةَ إلى صلاةِ العصْرِ من آخريِ أيامِ التشريقِ ؛ حين يُسَلِّمُ من المكتوبات ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع
. أخرجه الطبراني في جزء ( فضل عشر ذي الحجة ) ( ق13 / 1 ) ، والدارقطني في ( سننه ) ( 2 / 49 / 27 ) ، والبيهقي ( 3 / 315 ) عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عن علي بن الحسين ( وقال البيهقي : عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط ) عن جابر بن عبد الله قال : . . . فذكره . وقال البيهقي :
( عن عمرو بن شمر ، وجابر الجعفي ؛ لا يحتج بهما ) .
قلت : عمرو ؛ شَرٌّ منه ؛ فقد كذبه بعضهم ، وقال ابن حيان :
" رافضي ، يشتم الصحابة ، ويروي الموضوعات عن الثقات " . بل قال الحاكم :
" كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، وليس يروي تلك الموضوعات
الفاحشة عن جابر غيره " .
وقد ساق له الذهبي في " الميزان " نماذج من أحاديثه التي أنكرت عليه ، هذا
أحدها .
وفي رواية للدارقطني ( 29 ) من طريق نائل بن نجيح عن عمرو بن شمر عن
جابر عن أبي جعفر وعبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله بلفظ :
كان إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول : " على
مكانكم " ويقول :
" الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ، فيكبر من
غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق " .
وبالإضافة إلى سوء حال عمرو بن شمر ، فقد اختلف عليه في إسناده على وجوه
تقدم الإشارة إلى بعضها ، وهذا وجه آخر يرويه نائل بن نجيح ، وهو ضعيف . وسائر
الوجوه قد ذكرها الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 224 ) ، وفيما ذكرنا كفاية .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
5960 - ( يا ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
. أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 4 / 261 / 2832 - 2834 )
- وتبرأ من عهدة راويه كما يأتي - ، وأحمد ( 1 / 329 ، 356 ) ، وأبو يعلى ( 4 /
330 / 2441 ) ، وابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 294 / 664 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 18 / 288 / 741 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2 / 1 / 69 / 1 ) ( 3 / 461 - 462 ) ، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " ( 1 / 185 / 376 ) من طريق سُكين بن عبد العزيز قال : حدثني أبي قال : سمعت ابن عباس قال :
كان فلان ( وفي رواية : الفضل بن عباس ) رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، قال : فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن . قال : وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده من خلفه مراراً . قال : وجعل الفتى يلاحظ إليهن . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : . . . فذكره . وقال ابن خزيمة :
" سكين بن عبد العزيز البصري ؛ أنا بريء من عهدته وعهدة أبيه " .
قلت : وأما سكين ؛ فقد جاوز القنطرة بتوثيق من وثقه من الأئمة ؛ مثل وكيع وابن معين وابن نمير وغيرهم ، ولا يضره أنه لم يعرفه ابن خزيمة ، وتضعيف من ضعفه وهم قلة . ولذا ؛ قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، يروي عن ضعفاء " .
وأما أبوه عبد العزيز بن قيس العبدي ؛ فهو مختلف عن ابنه ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي . وتساهلهما معروف . وقول المعلق على " مسند أبي يعلى " :
، روى عنه جماعة " ؛ كان يمكن أن يعطيه قوة لو كانوا من الثقات ، وليس فيهم منهم غير ابنه ، وآخران أحدهما مجهول ، والآخر لا يعرف ؛ كما بينته في " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان " ، فالإسناد ضعيف .
وقد ترتب عن وراء ذاك التساهل : أن صحح إسناد الحديث الحافظ المنذري في
" الترغيب " ( 2 / 129 ) ، وتبعه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " ( 5 / 17 ) ، وقلدهما المعلق على " مسند أبي يعلى " إ ! والله المستعان ، وهو ولي التوفيق .
وأما قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 251 ) بعد ما عزاه لأحمد وأبي يعلى والطبراني :
" ورجال أحمد ثقات " .
فهو مع كونه لا يعني تصحيحه ، فإن تخصيصه رجال أحمد بالتوثيق تقصير ؛ فإن رجال أبي يعلى كذلك ، مع ملاحظة تساهل الهيثمي المعروف في اعتداده بتوثيق ابن حبّان !
وللمنذري خطأ آخر غير تصريحه بصحة إسناده : ألا وهو عزوه إياه لابن خزيمة
في " صحيحه " ؛ دون أن يبين تبرأه من راويه ؛ كما تقدم مني نقله عنه ، فأوهم أن الحديث صحيح عِنْد ابن خزيمة ! وليس كذلك ، وَكَثِيرًا ما يقع مثل هذا العزو المطلق إلى " صحيح ابن خزيمة " ويكون هو قد تبرأ من عهدته ببيان علته كما فعل في هذا الحديث .
هذا ، وفي رواية لأحمد ( 1 / 356 ) من الوجه المذكور عن ابن عباس بلفظ :
إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الفضل بن عباس يلاحظ امرأة عشية عرفة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا بيده على عين الغلام . قال : . . . فذكره مُخْتَصَرًا بلفظ :
" إن هذا يوم ؛ مَنْ حفظ فيه بصره ولسانه ؛ غفر له " . ولفظ ابن أبي الدنيا :
" . . . من ملك سمعه إلا من حق ، وبصره إلا من حق ، ولسانه إلا من حق ؛ غفر له " . وهو رواية للبيهقي ، وعزاه إليه المنذري ، وتبعه السيوطي بلفظ :
" مَنْ حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة ؛ غفر له من عرفة إلى عرفة " .
ولم أره عنده في الموضع الذي تقدمت الإشارة إليه ، فلعله عنده في موضع آخر
من " شعب الإيمان " ، والله أعلم .
ثم رأيته فيه ( 3 / 358 / 3768 ) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل من عبد قيس عن الفضل بن عباس مَرْفُوعًا .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
6048 - ( لا يبقى أحدٌ يومَ عَرَفَةَ في قلبهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ من إيمانٍ إلا
غُفِرَ له . فقال رجلٌ : أَلأَهْلِ مُعَرَّفٍ يا رسولَ الله ! أم للناسِ عامةً ؟ قال :
بل للناسِ عامةً ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (ق 110/2) :
حدثني أبو الوليد القاسم بن الوليد الهَمْداني : ثنا الصَّباح بن موسى عن أبي
داود السَّبيعي عن عبد الله بن عمر قال : سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، ورجاله من أبي داود فمن دونه متكلم فيهم ، وآفته أبو
داود السبيعي ؛ وهو الأعمى القاصُّ ، واسمه : نُفَيْعُ بن الحارث ، وهو متروك : قال
ابن معين :
"يضع ، ليس بشيء" . وكذبه السَّاجي ، وقال الحاكم :
"روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة " . وقال ابن حبان في "الضعفاء"
(3/55) :
"كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهُّماً" ، ثم تناقض فأورده في
" الثقات " (5/482)! قال الحافظ : "وهو وهم منه بلا ريب ، وهو هو" .
والصباح بن موسى : أورده ابن أبي حاتم فقال (2/1/444) :
"روى عن أبي داود نُفَيْعُ وعمِّه مُطَرِّف بن عبد الله المديني . روى عنه إسحاق
أبن موسى الخطمي الأنصاري ومحمد بن ربيعة" . وقال الذهبي في "الميزان " :
"ليس بذاك القوي ، مَشَّاه بعضهم " ، وقال في "المغني " :
"ليس بالمتين " .
وأما أبو الوليد القاسم بن الوليد الهَمْداني : فهكذا وقع في الأصل المصور عن
مخطوطة ، وكذلك في نسخة أخرى ، وكذا في المطبوعة (2/48/840) ؛ وهي
مصححة على مصورتين - كما نص على ذلك محققها - ، ولا أدري إذا كانتا غير
الأوليين ، والمقصود أن أبا الوليد هذا لا يمكن أن يكون من شيوخ عبد بن حميد ؛
لأنه مات سنة (141) - كما في ترجمته من "التهذيب " وغيره - ، وتوفي عبد بن
حميد سنة (249) ، فبين وفاتيهما أكثر من مائة سنة ؛ فهو خطأ يقيناً ، ولعله من
بعض النساخ ، فأُلقي في النفس أنه - لعل الصواب - : (الوليد بن القاسم بن
الوليد الهمداني) ؛ فقد ذكر في "التهذيب " أنه من شيوخ عبد بن حميد - مات
سنة (183) - . ثم ترجح ذلك عندي حينما رأيت السيوطيَّ قال في تخريج الحديث
في "الجامع الكبير" :
"رواه ابن أبي الدنيا في "فضل عشر ذي الحجة" ، وابن النجار عَنْ ابْنِ عُمَرَ ،
وفيه الوليد بن قاسم بن الوليد ، قال ابن حبان : لا يحتج به " .
وليس له في "المنتخب" غير هذا الحديث .
ثم إن ابن حبان تناقض فيه ؛ فذكره في "الضعفاء" (3/80 - 81) ، ونصُّ
كلامه فيه : "كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ؛ فخرج عن حد
الاحتجاج به إذا انفرد" .
وأورده في " الثقات " ، فقال (9/224) :
"كوفي ، يروي عن مجالد ، روى عنه عبد بن حميد وأهل العراق " .
ووثقه أحمد أيضاً . وقال ابن معين :
"ضعيف الحديث " . ولعل الصواب ما قاله ابن عدي :
"إذا روح عن ثقة ، وروى عنه ثقة ؛ فلا بأس به " . وفي "التقريب " :
"صدوق يخطئ " .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/252) بلفظ :
"إذا كان عَشِيَّةَ عرفة لم يبقَ أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا
غفر له ... " الحديث . وقال :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جدّاً" .
قلت : وليس هو في المجلد الثاني عشر المطبوع من "المعجم الكبير" ، فالظاهر
أنه في المجلد الثالث عشر منه ، ولم يطبع بعد . والله أعلم .
وعزاه الحافظ في "المطالب العالية" (1/349/1178) لعبد بن حميد ، وسكت
عنه! وكذلك فعل البوصيري - كما ذكر المعلق عليه -!
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
6250 - ( يجتمع كل يوم عرفة بعرفات: جبريل وميكائيل وإسرافيل
والخضر ، فيقول جبريل: ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، فيرد عليه
ميكائيل: ما شاء الله ، كل نعمة من الله ، فيرد عليه إسرافيل: ما شاء
الله ، الخير كله بيد الله ، فيرد عليه الخضر: ما شاء الله ، لا يصرف
السوء إلا الله ، ثم يتفرقون عن هذه الكلمات ، فلا يجتمعون إلى قابل
في ذلك اليوم ، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
فما من أحد يقول هذه الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلا
وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه ... ) الحديث بطوله .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (5/647 - 648) ، وابن الجوزي
في "الموضوعات" (1/196 - 198) كلاهما من طريق الخطيب - ولم أره في
"تاريخ بغداد" - عن محمد بن علي بن عطية الحارثي : نا علي بن الحسن
الجهضمي : نا ضمرة بن حبيب المقدسي : نا أبي : نا العلاء بن زياد القشيري
عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً . وقال
ابن الجوزي :
"باطل ، فيه عدة مجاهيل " .
قلت : كأنه يشير إلى من دون عبد الله بن الحسن . وذلك معنى قول الذهبي
في ترجمة ضمرة هذا :
"جاء في إسناد مجهول بمتن باطل " .
ثم ساق له هذا الحديث . وذكر نحوه شيخه المزي في "تهذيب الكمال " فقال
(13/316) :
"وهو حديث منكر ، وإسناد مجهول" .
وتبعه الحافظ في "تهذيبه " إلا أنه بيَّن الجهالة فقال :
"رواته مجاهيل " . وذكره ابن كثير في "البداية" (1/333) من رواية ابن عساكر بطرفه الأول
فقط وقال :
"وذكر حديثاً طويلاً موضوعأً تركنا إيراده قصداً ، ولله الحمد" .
ولكنه قال في علي بن الحسن الجهضمي :
"وهو كذاب " .
وهذا مما لم أجد له سلفاً . والله أعلم .
وأما السيوطي فتعقب ابن الجوزي بقوله في "اللآلي" (1/168) :
"قلت : أخرجه ابن الجوزي في "الواهيات " من طريق عبيد بن إسحاق
العطار عن محمد بن ميسرة عن عبد الله بن الحسن ... به . وعبيد : متروك .
والله أعلم " .
وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/235)! وزاد على السيوطي فقال رداً
على قول ابن الجوزي المتقدم :
"ذلك لا يقتضي الحكم عليه بالوضع"! وتعقبه المعلق عليه بقوله :
"بل يقتضي الوضع مع ضميمة نكارة المعنى ، وإذا كان الحفاظ يحكمون
بوضع الحديث لنكارة معناه مع ثقة رجاله ؛ فكيف لا يحكم بوضعه مع جهالة
رجاله ؟! " .
قلت : وهذا حق ، ولكنهم فاتهم جميعاً علة الحديث الحقيقية ، وهي محمد
ابن علي بن عطية هذا ، فقد رواه الخطيب من طريق شيخه عبد العزيز بن علي
الأزجي عنه . وقد ترجم له في "التاريخ" (3/89) فقال : " محمد بن علي بن عطية أبو طالب المعروف بـ (المكي) ، صنف كتاباً
سماه "قوت القلوب" على لسان الصوفية ، ذكر فيه أشياء منكرة مستشنعة في
الصفات . حدثني عنه محمد بن المظفر الخياط ، وعبد العزيز بن علي
الأزجي ... وقدم بغداد ، فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ ، فخلط في
كلامه ، وحُفظ عنه أنه قال : ليس على الخلوقين أضر من الخالق! فبدَّعه
الناس وهجروه" .
وله ترجمة في "الميزان " و" اللسان " و "الشذرات " (3/ 120! وفي " السير"
و"المغني في الضعفاء" للذهبي .
هذه هي علة الحديث ، فمن فوق أبي طالب هذا من المجاهيل ؛ الذين لم
يعرفهم أحد من الحفاظ ، الظاهر أنهم من تخاليطه ، ولعل ذلك من مبالغته في
تجويع نفسه باسم الرياضة والزهد ، حتى قيل : إنه هجر الطعام زماناً ، واقتصر على
أكل الحشائش المباحة ! وخير الهدى هدى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثم قال ابن الجوزي عقب الحديث :
"وقد أغري خلق كثير من المهووسين بأن الخضر حي إلى اليوم ، ورووا أنه
التقى بعلي بن أبي طالب وبعمر بن عبد العزيز ، وأن خلقاً كثيراً من الصالحين
رأوه . وصنف بعض من سمع الحديث ولم يعرف علله كتاباً جمع فيه ذلك ، ولم
يسأل عن أسانيد ما نقل ، وانتشر الأمر إلى أن جماعة من المتصنعين بالزهد
يقولون : رأيناه وكلمناه ، فواعجباً ألهم فيه علامة يعرفونه بها ؟! وهل يجوز لعاقل أن
يلقى شخصاً فيقول له الشخص : أنا الخضر ، فيصدقه ؟! " .
وقد جمع الحافظ الأحاديث الواردة في الخضر عليه السلام وحياته ولقائه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيَّن عللها في ترجمة الخضر عليه السلام من كتابه "الإصابة" .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
6287 - ( إذا كان يوم عرفة ؛ غفر الله للحاج ، فإذا كانت ليلة المزدلفة ؛
غفر الله عَزَّ وَجَلَّ للتجار ، فإذا كان يوم مِنىً غفر الله للجَمَّالين ، فإذا
كان يوم رمي جمرة العقبة ؛ غفر الله عَزَّ وَجَلَّ للسُؤَّال ، فلا يشهد ذلك
الموضع أحد إلا غَفَر له ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 240) ، ومن طريقه ابن الجوزي
في " الموضوعات " (2/215) ، وابن عبدالبر في "التمهيد" (1/127) ، وابن عساكر
(13/599 - المصورة و 17/268/1/المخطوطة) من طرق عن أبي عبدالغني الحسن
ابن علي : حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة مرفوعاً .
أورده ابن حبان في ترجمة أبي عبدالغني وقال :
"يروي عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم ؛ لا تحل كتابة حديثه ولا
الرواية عنه بحال ، وهذا شيخ لا يكاد يعرفه إلا أصحاب الحديث لخفائه ؛ ولكني
ذكرته ؛ لئلا يغتر بروايته من لم يسبر أخباره " .قلت : ومن هؤلاء الذين لم يعرفوه ابن عبدالبر ، فقد قال عقبه :
"هذا حديث غريب من حديث مالك ، وليس محفوظاً عنه إلا من هذا الوجه ،
وأبو عبدالغني ؛ لا أعرفه " .
ولم يقع في إسناد ابن حبان ذكر لعبد الرزاق ، ويبدو أنه سقط قديم من بعض
النسخ ، فقد ذكره الذهبي برواية ابن حبان بالسقط ؛ فعقب عليه الحافظ بقوله :
"قد أخرجه الدارقطني في "الغرائب" من طريقه (يعني : أبا العبد) من
وجهين عنه ، لكن زاد بين الحسن ومالك عبد الرزاق وقال : باطل وضعه أبو
عبدالغني على عبد الرزاق " .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
6554 - ( عرفة يوم يعرّف الإمام، والأضحى يوم يضحّي الإمام، والفطر يوم يفطر الإمام ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر بذكر ( الإمام ).
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ( 2/360 )، والبيهقي في "السنن" ( 5/175 ) من طريق يحيى بن حاتم العسكري: ثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل: ثنا سفيان عن ابن المكندر عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ...فذكره. والسياق للبيهقي، وقال:
"محمد هذا يعرف بـ ( الفارسي )، وهو كوفي قاضي فارس، تفرد به عن سفيان"قلت: هو ليس مشهور، أورده ابن حبان في كتابه "الثقات"، فقال ( 9/78 ):
"يروي عن سفيان الثوري، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، يغرب".
قلت: وأخرجه له في "صحيحه" ( 719 -موارد ) حديث الذهلي المشار إليه، وهو في تلقين الميت، وفيه زيادة غريبة، وهو مخرج في "الإرواء" ( 3/150 ).
وكذلك ذِكره ( الإمام ) في هذا الحديث غريب عندي. وقد خولف في إسناده أيضاً، فرواه غير واحد عن محمد بن المكندر عن أبي هريرة، وهو مخرج في "الإرواء" ( 4/11 -14 ). وأعل بالانقطاع بين أبي هريرة وابن المكندر، ولكن
قد جاء موصولاً بإسناد آخر عنه مرفوعاً بلفظ:
"الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون".
وإسناده حسن، وحسنه الترمذي، وهو مخرج في "الإرواء" ( 4/11 -14 )، و "الصحيحة" ( 224 ).
وبالجملة، فالحديث بلفظ: " الإمام" منطر لا يصح عندي، لتفرد محمد بن إسماعيل هذا به، ومخالفته لحديث أبي هريرة المذكور وغيره. وتساهل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فصحح إسناده في رسالته "أوائل الشهور العربية" ( ص 26 ).
وأستدرك فأقول: وكذلك تفرد بذكر جملة : "عرفة يوم يعرف الإمام"، مكان: "والأضحى يوم تضحون". نعم، قد رواها بعض من لا تقوم به الحجة من الضعفاء، كما تقدم برقم ( 3863 ).
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
(653) - (حديث جابر: " إن النبى صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم عرفة ثم أقبل علينا فقال: الله أكبر ومد التكبير إلى آخر أيام التشريق ". رواه الدارقطنى بمعناه (ص 154) .
* ضعيف جدا.
رواه الدارقطنى (182) والخطيب فى " التاريخ " (10/238) من طريق عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر وعبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول: على مكانكم , ويقول: الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر , ولله الحمد , فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة
العصر من آخر أيام التشريق ".
قلت: وهذا سند واهٍجدا , فى " نصب الراية " (2/224) : " قال ابن القطان: جابر الجعفى سىء الحال , وعمرو بن شمر أسوأ حالا منه بل هو من الهالكين قال السعدى: عمرو بن شمر زائع كذاب , وقال الفلاس: واه , قال البخارى وأبو حاتم: منكر الحديث.... فلا ينبغى أن يعل الحديث إلا بعمرو بن شمر , مع أنه قد اختلف
عليه فيه.."
ثم ذكر الاختلاف المشار إليه , ورواه البيهقى (3/315) مختصرا وقال: " عمرو بن شمر وجابر لا يحتج بهما ".
وقد صح عن على رضى الله عنه: " أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة , إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق , ويكبر بعد العصر ".
رواه ابن أبى شيبة (2/1/2) من طريقين , أحدهما جيد.
ومن هذا الوجه رواه البيهقى (3/314) .
ثم روى مثله عن ابن عباس , وسنده صحيح.
وروى الحاكم (1/300) عنه , وعن ابن مسعود مثله.
الكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
(654) - (حديث جابر: " كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة أقبل على أصحابه ويقول: على مكانكم ويقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد " رواه الدارقطنى (ص 154) .
* ضعيف جداً.
وتقدم تخريجه آنفا , والمصنف ساقه مرة أخرى مستدلا به على أن صفة التكبير شفع " الله أكبر , الله أكبر ". وكذلك نقله عن الدارقطنى فى " نصب الراية " (2/224) , والذى فى نسختنا المطبوعة من الدارقطنى: " الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر " بتثليث التكبير كما تقدم , فلا أدرى أهذا من اختلاف النسخ , أم وهم فى النقل عنه , والله أعلم.
وقد ثبت تشفيع التكبير عن ابن مسعود رضى الله عنه: " أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد ".
أخرجه ابن أبى شيبة (2/2/2) وإسناده صحيح. ولكنه ذكره فى مكان آخر بالسند نفسه بتثليث التكبير , وكذلك رواه البيهقى (3/315) عن يحيى بن سعيد عن الحكم وهو ابن فروح [1] أبو بكار عن عكرمة عن ابن عباس بتثليث التكبير.
وسنده صحيح أيضا , لكن رواه ابن أبى شيبة (2/2/2 و2/3/1) من هذا الوجه بلفظ: " الله أكبر كبيراً , الله أكبر كبيراً , الله أكبر وأجل , الله أكبر ولله الحمد ". ورواه المحاملى فى " صلاة العيدين " (2/143/1) من طريق أخرى عن عكرمة به , لكنه قال: الله أكبر وأجل , الله أكبر على ما هدانا " فأخر , وزاد , وسنده صحيح. وروى أثر ابن مسعود من الوجه التقدم بتشفيع التكبير , وهو المعروف عنه , والله أعلم.
__________
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
[1] {كذا فى الأصل , والصواب: فروخ}
الكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
429/ 18925 - "مَا رُئِى الشَّيطَانُ يَوْما هُوَ فيه أصغَرَ، وَلَا أدْحَرَ، وَلَا أغْيَظَ، وَلَا أَحْقَرَ منْهُ يَوْمَ عَرَفَة، وَمَا ذَلك إلَّا مِمَّا يَرى من تَنَزُّل الرَّحْمَة، وَتَجَاوُزِ الله عَن الذنوب العظَامِ إِلَّا مَا رأى يَوْمَ بَدْر، رأَى جِبْرِيلَ يَزعُ (*) المَلائكَةَ".
مالك، هب عن طلحة بن عبد الله بن كريز مرسلًا، هب عنه عن أبي الدرداء (1).
(1) الحديث في موطأ الإِمام مالك في كتاب الحج -باب جامع الحج- جـ 1 صـ 244، مطبعة مصطفى الحلبى سنة 1339 هـ، بلفظ: (حدثني) عن هالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما رئى الشيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر قيل: وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: أما إنه رأى جبريل يزع الملائكة".
والحديث في مختصر شعب الإيمان للبيهقي- باب المناسك- فضل الوقوف بعرفات ص 180 مخطوطة بمكتبة الأزهر حديث رقم 867، بلفظ الموطَّأ وسنده قال (أخبرنا) أبو أحمد عبد الله، عن طلحة بن عبد الله بن كريز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما رأى الشيطان يومًا هو فيه أحقر ولا أحقر ولا أغيظ منه من يوم عرفة وما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب إلا ما رأى يوم بدر".
والحديث في الترغيب والترهيب جـ 2 ص 126 في فضل الوقوف بعرفة.
والحديث في القرطبي عند تفسير الآية 198 البقرة، والآية 48 الأنفال، والآية 17 النمل بلفظ الموطأ.
وانظر إحياء علوم الدين ص 437 ط دار الشعب وقال عنه العراقي: حديث ما روئى الشيطان ... إلخ، مالك عن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبد الله بن كريز مرسلًا، اهـ العراقي في الإحياء.
( ضعيف ) ضعيف الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله , رقم الحديث (739)
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
24970 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيّ ُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَهِيَ صَائِمَةٌ، وَالْمَاءُ يُرَشُّ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَفْطِرِي، فَقَالَتْ: أُفْطِرُ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ " (1)
(1) قال محققوالمسند: إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء الخراساني - وهو ابن أبي مسلم - لم يسمع من عائشة، قال الحافظ في "الأطراف" 9 / 188: هو مرسل، ويحتمل أن يكون رواه عن عبد الرحمن لكنه لم يسمع منه، فيكون مرسلاً أيضاً. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3 / 189، وقال: رواه أحمد، وعطاء لم يسمع من عائشة، بل قال ابن معين: لا أعلمه لقي أحداً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص142 عن أبي طلحة محمد بن العوام السيرافي، عن عبد الله بن أسد، عن حاتم بن يونس الجرجاني، عن إسماعيل بن سعيد - وهو الكسائي - وكان ثقة مأموناً فقيهاً عالماً، عن يحيى ابن الضُّرَيْس، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، قال:دخل عبد الرحمن بن أبي بكر يوم عرفة على عائشة وهي تصب الماء ... فذكره.
ومحمد بن العوام وعبد الله بن أسد لم نقف لهما على ترجمة، وإسماعيل ابن سعيد وحاتم بن يونس ذكر توثيقهما السهمي ص 142 وص 203، ويحيى ابن الضريس ومَنْ فوقه ثقات رجال الصحيح.
وصَحَّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله من حديث قتادة عند مسلم (1162) ، وقد سلف
5 / 297: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده".
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
740 - ( ضعيف )
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة أيها الناس إن الله عز وجل تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم ما سأل فادفعوا باسم الله
فلما كان بجمع قال إن الله عز وجل قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت الرحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثبور
( ضعيف ) ضعيف الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله , رقم الحديث (740) .
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
746 - ( ضعيف )
حدثنا محمد بن مصفى ثنا بقية بن الوليد ثنا نمير بن يزيد ثنا قحافة بن ربيعة عن أبي أمامة الباهلي قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس يوم عرفة فقال أما بعد فإن الأنبياء مكاثرون يوم القيامة فلا تخزوني يوم القيامة فإني جالس لكم على الحوض
وفيه عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم
746 - إسناده ضعيف نمير بن يزيد وقحافة بن ربيعة مجهولان كما في التقريب قلت فهذه تسع أحاديث في أنه صلى الله عليه وسلم فرطنا على الحوض عن عبدالله بن مسعود وأبي الدرداء وجابر بن سمرة وعبدالله الصنابحي وجبير بن مطعم وسهل بن سعد وعمر ابن الخطاب وعبدالله بن عباس وأبي أمامة
وفي الباب في مسند أحمد و و و و و و عن ابن مسعود و و عن أبي هريرة و و عن أبي سعيد الخدري و عن جابر بن عبدالله و عن عقبة بن عامر وقد مضى في الكتاب برقم براوية الشيخين و عن جندب بن عبدالله و عن أبي بكرة الثقفي و عن حذيفة بن اليمان و عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فهؤلاء تسعة آخرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شاركوا الأولين في رواية هذا الحديث العظيم وهناك غيرهم لا مجال الآن لتجريحهم فانظر مجمع الزوائد وفي الباب عن غير هؤلاء دون ذكر الفرط تقدمت طائفة من أحاديثهم في الباب الذي قبله ويأتي بعضها في الأبواب التالية أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني من الذين يشربون حوضه صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب
الكتاب : ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
2934 - أفضل الدعاء دعاء المرء يوم عرفة و أفضل قولي و قول الأنبياء من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت بيده الخير و هو على كل شيء قدير
( هب ) عن أبي هريرة .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1009 في ضعيف الجامع
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
6723 - إن الله باهى ملائكته بالناس يوم عرفة عامة وباهى بعمر بن الخطاب خاصة وما فى السماء ملك إلا وهو يوقر عمر وما فى الأرض شيطان إلا وهو يفر من عمر (ابن عساكر ، وابن الجوزى فى الواهيات عن ابن عباس . [الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة])
حديث ابن عباس : أخرجه ابن عساكر (44/117) ، وابن الجوزى فى العلل المتناهية (1/196 ، رقم 307) وقال : لا يصح . قال ابن حبان : موسى بن عبد الرحمن دجال يضع الحديث . وأخرجه أيضًا : حمزة بن يوسف السهمى فى تاريخ جرجان (1/170) .
حديث أبى هريرة : أخرجه الطبرانى فى الأوسط (2/61 ، رقم 1251) قال الهيثمى (9/70) : فيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص وثقه أحمد وضعفه الجمهور .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1578 في ضعيف الجامع
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
(956) - (حديث: " صوم يوم التروية كفارة سنة ". الحديث. رواه أبو الشيخ فى الثواب وابن النجار عن ابن عباس مرفوعا (ص 229) .
ضعيف.
على أحسن الأحوال فإنى لم أقف على سنده لنتمكن من دراسته وإعطائه ما يستحقه من النقد بدقة. والمصنف قد نقله عن السيوطى , وهذا أورده فى جامعيه " الصغير " و" الكبير " وقد نص فى مقدمة هذا أن كل ما عزاه من الأحاديث للعقيلى فى " الضعفاء " أو لابن عدى فى " الكامل " أو للخطيب , أو لابن عساكر فى تاريخه أو للحكيم الترمذى فى " نوادر الأصول " , أو للحاكم فى " تاريخه " , أو لابن النجار فى " تاريخه " أو الديلمى فى " مسند الفردوس " , قال: " فهو ضعيف " فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه ".
بل قال ابن الجوزى كما فى " تدريب الراوى ": " ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول , أو يخالف المنقول , أو يناقض الأصول , فاعلم أنه موضوع. قال: ومعنى مناقضته للأصول , أن يكون خارجا عن دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة ".
فالحديث بهذ المعنى موضوع لكونه خارجا عن المسانيد والكتب المشهورة , ولذلك قلت فيه أنه ضعيف على أحسن الأحوال , والله أعلم.
ثم وقفت والحمد لله على إسناده عند الديلمى فى " مسند الفردوس " , (2/248) من رواية أبى الشيخ عن على بن على الحميرى عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس به.
قلت: وهذا موضوع , آفته الكلبى , واسمه محمد بن السائب , قال الحافظ: " متهم بالكذب ".
قلت: قد قال هو نفسه لسفيان الثورى: " كل ما حدثتك عن أبى صالح فهو كذب "!
وعلى بن على الحميرى ترجمه ابن أبى حاتم (3/1/197) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
الكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
7941 - صوم يوم التروية كفارة سنة و صوم يوم عرفة كفارة سنتين
( أبو الشيخ في الثواب ابن النجار ) عن ابن عباس .
قال الشيخ الألباني : ( موضوع ) انظر حديث رقم : 3501 في ضعيف الجامع
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
8131 - عدل صوم يوم عرفة بسنتين سنة مقبلة و سنة متأخرة
( الدارقطني في الأفراد ابن مردويه ك ) عن ابن عمر .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 3692 في ضعيف الجامع
رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة
8364 - الغسل في هذه الأيام واجب يوم الجمعة و يوم الفطر و يوم النحر و يوم عرفة
( فر ) عن أبي هريرة .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 3929 في ضعيف الجامع