رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
ما شاء الله، ما شاء الله، شيخنا الفاضل أبا مالك.
لما قرأت موضوعك تذكرت قول ابن القيم في بدائع الفوائد ( 1 / 166 ) :
الألفاظ مشاكلة للمعاني التي هي أرواحها يتفرّس الفطن فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسه كما يتعرّف الصادق الفراسةِ صفات الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته . وقلت يوماً لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - قدس الله روحه -: قال : ابن جني مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه ، ثم أكشفه ، فإذا هو كما ظننته أو قريباً منه ، فقال لي رحمه الله : وهذا كثيراً ما يقع لي.اهـ
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
= الاشتقاق الأكبر:
وهو الاشتقاق في المواد المتقاربة الحروف، وهو المثال الذي ذكره الرافعي، وهذا يقل ذكره عند أهل العلم، وممن أسرف فيه وأكثرَ: العلامةُ (أنستاس الكرملي) في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها وارتقاؤها).]
من أكثر من رأيته وله بهذا النوع من الاشتقاق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فهو أولى بالذكر
فانظر لتلك المقتطفات من كلامه:
اقتباس:
التَّأْوِيلَ مَصْدَرُ أَوَّلَهُ يُؤَوِّلُهُ تَأْوِيلًا مِثْلَ حَوَّلَ تَحْوِيلًا وَعَوَّلَ تَعْوِيلًا . وَأَوَّلَ يُؤَوِّلُ تُعَدِّيهِ آلَ يَئُولُ أَوْلًا مِثْلَ حَالَ يَحُولُ حَوْلًا . وَقَوْلُهُمْ : آلَ يَئُولُ أَيْ عَادَ إلَى كَذَا وَرَجَعَ إلَيْهِ وَمِنْهُ " الْمَآلُ " وَهُوَ مَا يَئُولُ إلَيْهِ الشَّيْءُ وَيُشَارِكُهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ " الْمَوْئِلُ " فَإِنَّهُ مِنْ وَأَلَ وَهَذَا مِنْ أَوِلَ . وَالْمَوْئِلُ الْمَرْجِعُ
اقتباس:
تَفْسِيرُ " الصَّمَدِ " بِأَنَّهُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ ... وَعَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ : هُوَ الْمُصْمَتُ . قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : كَأَنَّ الدَّالَ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ مُبْدَلَةٌ مِنْ تَاءٍ والصمت مِنْ هَذَا . قُلْت : لَا إبْدَالَ فِي هَذَا وَلَكِنَّ هَذَا مِنْ جِهَةِ الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ
اقتباس:
وَكَذَلِكَ تَسْمِيَتُهُمْ لِمَا يَدْخُلُ فِي فَمِهَا صِمَامٌ فَإِنَّ هَذِهِ الْمَادَّةَ فِيهَا مَعْنَى الْجَمْعِ وَالسَّدِّ . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ : صِمَامُ الْقَارُورَةِ سِدَادُهَا وَالْحَجَرُ الْأَصَمُّ الصُّلْبُ الْمُصْمَتُ وَالرَّجُلُ الْأَصَمُّ هُوَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ لِانْسِدَادِ سَمْعِهِ وَالرَّجُلُ الصِّمَّةُ الشُّجَاعُ وَالصِّمَّةُ الذَّكَرُ مِنْ الْحَيَّاتِ وَصَمِيمُ الشَّيْءِ خَالِصُهُ حَيْثُ لَمْ يَدْخُلُ إلَيْهِ مَا يُفَرِّقُهُ وَيُضْعِفُهُ يُقَالُ صَمِيمُ الْحَرِّ وَصَمِيمُ الْبَرْدِ وَفُلَانٌ مِنْ صَمِيمِ قَوْمِهِ وَالصَّمْصَامِ : الصَّارِمُ الْقَاطِعُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي وَصَمَّمَ فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ أَيْ مَضَى وَرَجُلٌ صُمٍّ أَيْ غَلِيظٌ . وَمِنْهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ الصَّوْمُ فَإِنَّ الصَّوْمَ هُوَ الْإِمْسَاكُ
اقتباس:
السَّيِّدُ مِنْ السُّؤْدُدِ وَالسَّوَادِ وَهَذَا مِنْ جِنْسِ السَّدَادِ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ فَإِنَّ الْعَرَبَ تُعَاقِبُ بَيْنَ حَرْفِ الْعِلَّةِ وَالْحَرْفِ الْمُضَاعَفِ
اقتباس:
وَالصَّبَابَةُ وَالصَّبُّ مُتَّفِقَانِ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ
اقتباس:
وَمَلَاك مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَأْلُك وَالْمَلْأَك بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ وَاللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهُوَ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ الْأَلُوكَةُ بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ قَالَ الشَّاعِرُ :
أَبْلِغْ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكًا * * * أَنَّهُ قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي
وَهَذَا بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ . لَكِنَّ الْمَلَكَ هُوَ بِتَقْدِيمِ اللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهَذَا أَجْوَدُ فَإِنَّ نَظِيرَهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ لَاكَ يَلُوكُ إذَا لَاكَ الْكَلَامَ
اقتباس:
وَالْأَلْفَاظُ الْعِبْرِيَّةُ تُقَارِبُ الْعَرَبِيَّةَ بَعْضَ الْمُقَارَبَةِ كَمَا تَتَقَارَبُ الْأَسْمَاءُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ
وهناك غير ذلك كثير تركته خشية الإطالة.
وما تركتُ أكثر مما ذكرتُ.
فرحمه الله رحمة واسعة إذا تكلم في فن ظن من يسمعه أنه لا يحسن غيره.
والله إني لأحبه وأتقرب إلى الله بحبه هو وغيره من أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
واللهَ أسأل أن يجمعني بهم وإن لم أبلغ قلامة ظفر أحدهم لكني أؤمن بقول الصادق المصدوق (ص) : (المرء مع من أحب)
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
جزاك الله خيرا
شيخنا الحبيب هل لعلم الاشتقاق علاقة باصول الفقه ؟ ممكن التبيين بشيء من البسط مع ذكر امثلة ؟
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
أكثر كتب الأصول تتعرض لبعض مباحث الاشتقاق، ولكن ذلك لا يغني عن مراجعة كلام أهل اللغة؛ لأن الأصوليين يتعرضون لهذه المباحث بطريقة قد تخالف طريقة اللغويين، ولا سيما في مثل شروح ابن الحاجب.
وأما التفصيل والبسط والأمثلة، فأمهلني قليلا، وادع لأخيك بالبركة في الوقت.
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ابتسامة)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيدكم على ما تقدم من كلام الإخوة بعض المصنفات فى علم الاشتقاق فللزجاجى كتاب اشتقاق أسماء الله تعالى نشرته مؤسسة الرسالة ، ولابن سيده فى المخصص باب طويل فيه ، و الاشتقاق لأبى بكر بن السراج ( نشر فى بغداد 1973 بتحقيق محمد صالح التكريتى ، واشتقاق الأسماء للأصمعى حققه ونشره د / رمضان عبد التواب فى القاهرة 1980 ، وللشيخ عبدالقادر المغربى الاشتقاق والتعريب وهو من الكتب الرائدة فى معالجة الموضوع فى العصر الحديث أعيد نشره عام 1947 .
واستخلص هذا العلم من كتب الأقدمين وبوبه وهذبه وأضاف إليه رؤية جديدة مستوعبة الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل فى كتابه علم الاشتقاق دراسة نظرية وتطبيقية من نشر مكتبة الآداب بالقاهرة وأهم ما فى هذا الكتاب فى رأيى تفرقته الدقيقة بين ما سُمِّى أنواع الاشتقاق فالاشتقاق الصحيح هو الأصغر وهو عنده : استحداث كلمة أخذا من كلمة أخرى للتعبير بها عن معنى يناسب معنى الكلمة المأخوذ منها مع التماثل بين الكلمتين فى الحروف الأصلية وترتيبها .
ونقد الشيخ الدكتور إقحام الإبدال والتقليب والنقل المكانى والنحت ضمن مفهوم الاشتقاق وخلاصة ما انتهى إليه أن يقصر المفهوم الاصطلاحى للاشتقاق على الصغير أو الأصغر ، وتخرج بقية الظواهر الأخرى من دائرة الاشتقاق ؛ لأن الإبدال اللغوى تتحد فيه الكلمتان فى المعنى تمام الاتحاد ، ولا تفيد الصورة الثانية ( المبدلة ) معنى جديدا ، والاشتقاق يباين الإبدال فى هذا ؛ لأن الكلمة المشتقة تفيد معنى جديدا على معنى مأخذها .
أما القلب أو التقليب فلم يطبق ابن جنى فكرته إلا على تراكيب معدودات أثبت فيها بكثير من التكلف العلاقة المعنوية التى تربط بين التقاليب ، والاشتقاق يباين هذا أيضا ؛ لأنه يطرد فى جميع اللغة مع سهولة الربط بين المشتق والمأخذ ، وأما النحت فيختلف عن الاشتقاق لأنه فى الحقيقة ضرب من اختصار كلمتين أو أكثر لا من كلمة واحدة كالاشتقاق ومفهوم الاشتقاق الاصطلاحى لا ينطبق عليه أضف إلى هذا أن القدماء عرفوا النحت وذكروا أمثلته ولم ينعتوه بالاشتقاق البتة . وبهذا ترى أن هذا الرأى يحدد بدقة ماهية الاشتقاق وتحديد مصطلحات الظواهر العلمية بدقة أمر تأخذ به الدراسات اللغوية فى عصرنا .
وأعود فألخص لكم الموضوع إجمالا فأقول :
الاشتقاق وتعليل التسمية ودوران المادة على معنى واحد مباحث ثلاثة تبرهن على وجود علاقة معنوية ولفظية بين استعمالات أى تركيب من جهة ، وتبرهن على إحكام هذه اللغة ودقتها من جهة أخرى .
ففى الاشتقاق تتضح العلاقة المعنوية التى تربط بين اللفظ المشتق ومأخذه ، وفى تعليل التسمية تتضح الصلة بين الاسم وبعض استعمالات التركيب الذى أخذ منه الاسم ، وفى الدوران يحدثك المعنى المشترك الذى يجمع كل استعمالات التركيب عن نفسه .
وشكرى لكم جزيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محبكم فى الله .
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
هل علم الاشتقاق له علاقة بالابدال والاعلال في باب الصرف ؟
وجزاكم الله خيرا
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
قام الأخ صفاء الدين العراقي مشكورا برفع كتاب "العلم الخفاق من علم الاشتقاق" هنا، وقام الأخ الشك العلمي برفع كتاب بلغة المشتاق للفاداني هنا، فجزاهما الله خيرا، وفي انتظار كتاب نزهة الأحداق.
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
قيل أن التفسير من سفر وقيل من فسر وهما يلتقيان في الاشتقاق الأكبر
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
بعض مسائل هذا العلم مذكورة
طبعا بحث متميزكعادة الأستاذ الفاضل
لكن
لا أظنك إلا متعمدا أن تقول مذكورة
وتعلم لا شك أن الصواب
بعض مسائل هذا العلم مذكور
كما هو الاستعمال القرآني
في مثل قوله تعالى:
{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً }الكهف33
اقتباس:
كمسألة اشتقاق (الاسم)؛ فهو من السُّمُو عند البصريين ومن السِّمَة عند الكوفيين
مثل هذا البحث انقرض من الدرس اللغوي
فقد اثبتت المقارنات السامية أن كلا الرأيين خطأ
وأن الصواب
أنه اسم جامد في أصل وضعه اللغوي
وهو من الأصول الثنائية للغات السامية
ومعروف في جميع اللغات السامية
غير أنه فيها بالشين لا السين
كما في العبرية شيم
اقتباس:
وكذلك مسألة اشتقاق المصدر من الفعل عند الكوفيين، أو الفعل من المصدر عند البصريين
وهذا أيضا
فقد أثبت الدرس اللغوي الحديث أن أصل الاشتقاق هو (الأصل الحسي: المادي) ثم يشتق منه الأصل (المعنوي: الروحي: المجرد) وهو المصدر، ثم يشتق منه الفعل
فمثلا:
الأناقة اشتقت من الناقة، ثم اشتق منها الفعل تأنق
الجمال اشتق من الجمل، ثم اشتق منه الأفعال: جمُل- تجمل
الثورة مشتقة من الثور، ثم اشتق منها الفعل ثار
وهكذا
الصبر من الصبار والعظمة من العظم والخيلاء من الخيل والحصانة من الحصان
والجود من الجواد والغنيمة من الغنم ..
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
بسم الله الرحمن الرحيم.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،بارك الله فيكم وفي علمكم وجزاكم بما تستحقونه على ما تقدمونه لنا من التلخيصات والشروحات التي استفدت منها شخصيا في بحثي.جزاكم الله خيرا ونفع بكم وبعلمكم.
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
بارك الله فيك يا أبا مالك و على الخير أعانك و أكثر من أمثالك.
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
بارك الله فيكم و في الأخ أبو مالك، موضوع جميل!
رد: مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل وكثر الله من أمثالك
جزاك الله خيرا
مع احترامي وتقديري