ماذا تعني بقولك: الآيات التي ليست من آيات الصفات؟
عرض للطباعة
ماذا تعني بقولك: الآيات التي ليست من آيات الصفات؟
هي الآيات التي سياقها واضحٌ في أنّه لا يُراد ظاهرها ..
(تجري بأعيننا)
الخطأ الذي وقع فيه بعض المثبتين هو الاستدلال بهذه الآية ونحوها ممّا لا يُراد به ظاهره .. وذكرها مع آيات الصفات .. والتعامل معها كأنها من آيات الصفات .. وهذا خطأ منهجي .. جعل بعضهم يغلو في هذه الظاهرية ويحاول إثبات ما لم يثبت في سياق ظاهر مثل : محاولة إثبات الجنب لله الذي جاء في آية ليست على ظاهرها الذي فهمه ..
فقط هذا ما أردت بيانه من هذا الخلل المنهجي في الاستدلال عند بعض المثبتين ..
قد يختلف الصحابة ومن ثمَّ العلماء بعدهم في هل الآية من آيات الصفات أم لا؟، ولا يختلفون في إثبات الصفة كما وقع ذلك في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون).
إن صحَّ القول عن ابن عباس.
المهم هو هل الصفة ثابتة أم لا، هذا أمر، والأمر الثاني أن علماء أكابر كابن عثيمين، جعلوها من آيات الصفات، فإن أردت الإنكار على هؤلاء فأت بعلماء في وزنهم.
كلام الأخ الجهني واضح و صريح
الإشكال هو اعتقاد البعض أن تفسير الآيات المذكورة بالطريقة التي عبر عنها الأخ (ما يتبادر للعربي القح عند سماعها) و الذي يعبرون عنه = تأويل = هو من التأويل المذموم و ليس كذلك
فهو تأويل قريب يحتمله اللسان العربي
كما أنه لا يعتبر تعطيلا، فهو لم ينكر أن لله وجها و لا يدا، بل أثبتها لله لكن بمعنى آخر يرد به اللفظ في اللسان العربي فاليد لها أكثر من عشرة معاني
اقتباس:
المهم هو هل الصفة ثابتة أم لا، هذا أمر، والأمر الثاني أن علماء أكابر كابن عثيمين، جعلوها من آيات الصفات، فإن أردت الإنكار على هؤلاء فأت بعلماء في وزنهم.
ماذا عن الغزالي و ابن حجر و النووي و ابن دقيق و السيوطي و غيرهم ؟
و قد راجعتُ التفاسير في المواضع المذكورة، فما من تأويل إلا و للسلف منه نصيب خاصة ابن عباس رضي الله عنه و دونه علي عليه السلام
ابتسامة
أول ابن عباس قوله "(بأعيننا)" كما عند البغوي
و لمجيء رب العزة كما عند النسفي و غيره بالأمر و القضاء
و قوله "(نور السماوات و الأرض)" بالهادي (الطبري)
و الساق (الطبري)
و الجنب (الطبري و الالوسي)
نفس سؤال أخي محمد علاوة أطرحه
- ليس المهم فقط إثبات الصفة دون النظر في طريقة الاستدلال التي ثبتت بها الصفة .. فإنّ طريقة الاستدلال الخاطئة وإن حصل بها إثبات بعض الصفات الثابتة إلا أنّ هذه الطريقة خاطئة بعيدة عن الذوق العربي وعن الفهم المتبادر.. وقد أدت إلى إثبات صفات لا تثبت .. انظر مثلًا: (الجنب - الهرولة - الظل) ..
- لا أدري لماذا لا نتعامل مع آيات الصفات كما نتعامل مع الآيات الأخرى فإن كان التأويل هو الأظهر أخذنا به وإلا حكمنا بظاهر النص.
- إدراج هذه الآيات مع آيات الصفات خطأ وإن وقع من علماء كبار .. وكلٌّ يُؤخذ من قوله ويُردّ.
أهل السنة والجماعة لا ينكرون التأويل مطلقًا، وإنما ينكرون التأويل بغير دليل، فأما التأويل بدليل فهم يقبلونه.
ماذا تقصد بالدليل ؟
إذا تقصد فقط ورود النص الخاص الذي يُعارض ظاهر النص الآخر .. فهذا ليس بلازم .. وإنّما ما دلّ السياق على عدم إرادة ظاهره فهذا يكفي في الذهاب إلى تأويله ..
احتياج صرف النصوص عن ظاهرها إلى أمور أربعةقَالَ: [إن صرف النصوص والأحاديث في الصفات عن معانيها اللائقة بجلال الله إِلَى أي معنى أخر يحتاج فيه إِلَى أربعة أمور] وهذه الأمور لم تتحقق:
الأمر الأول: لا يستطيع أحد أن يثبت أن هذا الظاهر أو أن هذا اللفظ الذي استعمله فيما يتعلق بالصفات استُخدم في القُرْآن وفي السنة بالمعنى المجازي لا بالمعنى الحقيقي، وهذا الذي أشار إليه المُصنِّف هنا وهي قضية مهمة جداً.
فيقول المُصنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ: [فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء] والفرق بين الإنشاء والخبر: أن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب، كقولك: جَاءَ مُحَمَّد فهو محتمل للصدق والكذب، والإنشاء ما لا يحتمل الكذب أو الصدق كقولك: هل جَاءَ زيد؟ فهذا لا يحتمل الصدق ولا الكذب فالذي يقرأ قوله تعالى: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[طه:5] ويقول: إن استوى بمعنى استولى ويقرأ قوله تعالى: ((وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)) [البقرة:255]
ويقول: العلو هنا علو القهر لا علو الذات يقال له: لقد قلت خبراً من عندك فهو إخبار بمراد المتكلم فكأنك تقول: إن ربكم تَعَالَى لما أنزل عليكم هذه الآية يقول لكم اعتقدوا أني عالٍ عليكم بقهري وغلبتي ولا تعتقدوا أني عالٍ عليكم بذاتي، وهذا كلام خطير جداً، هذه القضية الأولى أن يقول قائل: بأن المعنى الذي جَاءَ في الكتاب أو في السنة هو المعنى المجازي أو المعنى الذي يؤولونه به وليس غيره.
القضية الثانية: أن يكون معه دليل يوجب صرف المعنى عن ظاهره، فيقول مثلاً: " العلي": تحتمل العلو بالذات، وتحتمل العلو بالقهر والغلبة؛ و" الاستواء " يحتمل الاستيلاء ويحتمل العلو والارتفاع، وأنا لدي دليل يوجب صرف المعنى الذي يقوله السلف وهو: الاستواء الحقيقي، بحيث لو قال أحد: إن الله علا عَلَى خلقه بذاته قَالَ: هذا مشبه ومجسم، والاعتقاد الصحيح والراجح الذي يجب عَلَى كل مسلم أن يعتقده أنه علو بالغلبة فقط! أو أنه الاستيلاء وليس الاستواء! فإذا جئت إِلَى الدليل الصارف الذي يصرف المعنى من هذا إِلَى ذلك قال لك: البراهين العقلية تثبت أن الله لا يتصف بعلو الذات أو الاستواء، أي: أنه لا يتصف بصفات المخلوقين، والرد عليهم من وجهين:
الوجه الأول: أن الظاهر -كما سبق أن قلنا- لا يدل عَلَى المشابهة.
والوجه الثاني: أن الذي ينفي هذه المعاني لو احتملها الخيال ليس القواطع أو البراهين العقلية، وإنما هو كتاب الله نفسه قال تَعَالَى :((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [الشورى:11]، فمنهج أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ هو إثبات ونفي ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [الشورى:11] فما ننفي شيئاً إلا لأن الله نفاه، لا لأن العقول أو القواطع أو البراهين دلت عليه، وما نثبت شيئاً إلا لأن الله أثبته، هذا هو المنهج المتوازن، وليس فيه خلل ولله الحمد.
فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير، وقد ذكر الرازي هذا المبدأ في التأويل ورجح أنه إذا تعارض الدليل العقلي مع الدليل النقلي قدم الدليل العقلي، فرد عَلَى هَؤُلاءِ الذين يرون أنه يمكن أن يتعارض دليل عقلي مع دليل نقلي شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ، في كتابه الكبير الذي لم يكتب في بابه مثله أبداً أي مؤلف لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة وهو كتاب درء تعارض العقل والنقل، ذكر في أوله القانون الكلي للتأويل ثُمَّ أخذ يرد عليه من وجوه طويلة جداً استغرقت هذه المجلدات الطويلة، فالحاصل أن دعواهم باطلة، وحجتهم داحضة، فليس هناك دليل يوجب صرف اللفظ عن المعنى الراجح وعن الظاهر المتبادر إِلَى الاحتمال المرجوح.
القضية الثالثة: أن يسلم الدليل الصارف من المعارض، فنفرض وجود لفظ له احتمالات فأتى القوم بدليل يصرفه عن الاحتمال الراجح.
فيقال لهم: هل تجزمون أن دليلكم هذا سالم من المعارض؟
والجواب إن المعارض موجود وقوي في كل ما أولوه، هذه هي العقبة الثالثة التي لا يستطيعون أن يتجاوزوها.
العقبة الرابعة: وهي أنه يجب عليهم أن يأتوا قبل أن يؤولوا ببيان عن رَسُول الله يبين أن الله أو أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد من اللفظ خلاف الظاهر وهذا لا يمكن أن يقع، فالنصوص التي يريد فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معنى غير المعنى المتبادر، فإنه يوضحها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواءً أحاديث الصفات أو غيرها فمثلاً حديث: {مرضت ولم تعدني} لم يقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل جَاءَ بعده فَيَقُولُ: {أتمرض يا ربِّ! وأنت رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: مرض عبدي فلان ولم تعده}.
فبين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المرض ليس من صفات الله، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بد له أن يبين حتى في غير نصوص الصفات، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قال لأصحابه: {أتدرون من المفلس؟ قالوا يا رَسُول الله: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع} والرَّسُول يريد معنى آخر بين لهم ذلك بقوله: {المفلس من يأتي يَوْمَ القِيَامَةِ بحسنات مثل جبال تهامة، ولكن يأتي وقد ضرب هذا، وظلم هذا، وأخذ مال هذا، فيؤخذ من حسناته فتعطى لهم حتى إذا نفذت أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فوضع في النَّار} فلما كَانَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد معنى غير المتبادر، وغير المفهوم عند النَّاس بين لهم. فالقصد أنه عندما نأتي إِلَى آيات وأحاديث الصفات، ولا نجد مرة واحدة قال فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تفهموها عَلَى ظاهرها، فليس العلو مثلاً علو الذات بل هو علو القهر، وليست اليدان حقيقة بل هي الحفظ والرعاية، وليس الرضى والغضب عَلَى الحقيقة بل هو إرادة الانتقام فإن ذلك كله يدل دلالة واضحة عَلَى أن مذهبهم في التأويل باطل ومذهبهم في صرف اللفظ عن ظاهره باطل ولا يعول عليه هذه عقبات أربع لا يمكن أن يتجاوزوها أبداً.
http://www.alhawali.com/popups/print_********aspx?article_no= 1193&type=3&expand=1