هل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقع في معصية صريحة (أريد مثالًا واحدًا)

التقعر في هذه المسألة لا فائدة منه.

حسبنا أن نقول بما قال به السلف ونكف عما لم يسألوا عنه.

ولنتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحجة فيما أجمع عليه السلف .. والأدب مع رسول الله واجب ولا يليق أن ننسب إليه ما لم يفعله ..

الذين يقولون بعصمة الأنبياء من المعاصي لا يقصدون الذنوب التي هي من باب خلاف الأفضل والأولى، فالرازي يرى أنّ المعصية والمخالفة الصريحة للأمر والنهي لا تقع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنّ ما أُطلق في حقّه أنّه ذنب أو كان يستغفر منه أو يتوب عنه فإنّما يُراد به خلاف الأولى والأكمل حيث قال عن هذه الآيات: (( جميع الآيات الواردة في هذا الباب فإما أن تحمل على ترك الأفضل أو إن ثبت كونه معصية لا محالة فذلك إنما وقع قبل النبوة))[1]
وقال أيضًا: ((اعلم أن مجامع الطاعات محصورة في قسمين التوبة عما لا ينبغي، والاشتغال بما ينبغي، والأول مقدم على الثاني بحسب الرتبة الذاتية فوجب أن يكون مقدما عليه في الذكر، أما التوبة عما لا ينبغي فهو قوله (واستغفر لذنبك) والطاعنون في عصمة الأنبياء عليهم السلام يتمسكون به ونحن نحمله على التوبة عن ترك الأولى والأفضل، أو على ما كان قد صدر عنهم قبل النبوة))[2]
ممّا سبق لنا أن نتساءل : هل الخلاف بين القولين خلافٌ لفظي؟
فالجميع يرى أنّ النبي يقع منه ما هو خلاف الأولى، والجميع يرى أنّ صدور المعصية منه متعمّدًا غير حاصل .

---

[1] معالم أصول الدين (ص: 109)

[2] تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (27/ 525)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---


قول الله تبارك وتعالى{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى .إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:3-4]، وفي هاتين الآيتين إخبار من الله تعالى أن كل قول ينطق به النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم هو وحي من الله فمن أين إذًا يأتيه الخطأ اللساني؟ وقوله{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:21]، وفي هذه الآية تشريع من الله بالتأسي برسوله محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم والتأسي به يشمل التأسي بأقواله وأفعاله وكل شيء في حياته ولو كان في حياته خطأ أو معصية لاستثناه الله تعالى لأن الله لا يرضى لعباده المعصية أبدًا، ولما وصف رسوله بالأسوة الحسنة دومًا، وقوله{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الحشر:7]، وفي هذه الآية أمرنا الله تعالى بأخذ كل ما آتانا الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وهو قوله وعمله وتقريره ولوكان في قوله أو فعله أو تقريره خطأ لكان أمرًا من الله بفعل الخطأ وهذا محال فلم يبق إلا أن نقول إن كل ما قاله الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وفعله وأقره حق مطلق وهذا لا يكون إلا من معصوم بأقسام العصمة كلها.والله تعالى أعلم وأحكم.
---
تحياتنا والسلام على من اتبع الهدى
وصل اللهم على محمد وعترته الطيبين الطاهرين
اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد

لماذا لا نقول إن الله تعالى أخبرنا أن له ذنوبا ولم يخبرنا بتفاصيل نوعها ... فالذنوب صغيرها والذي يمكن أن يتعرض لها الأنبياء أو يقعوا فيها لايمكن أن يحيط بها إلا الله تعالى منها فعل ومنها ترك ومنها تقصير في واجب ومنها في الباطن ومنها في الظاهر والذي لايطلع عليها إلا الله تعالى ...
ومن السيئات كمثقال الذرة (( فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) ومن يعلم مثاقيل الذر من الحسنات والسيئات غير الله تعالى !؟
فنقول النتيجة هي غفر الله تعالى له ماتقدم وماتأخر من الذنوب ..
ثم أمر آخر أن الله تعالى أخبر عنه ((ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك )) فماهو الشيء الذي أثقله وأزعجه عليه الصلاة والسلام فوضعه الله تعالى عنه ؟!
فما علينا إلا أن نقول نعم ذنوب لكنها قد تكون صغيرة جدا جدا جدا .. لكنه عليه الصلاة والسلام لكمال إيمانه وتعظيمه لربه يستعظم من نفسه هكذا ذنوب
والله أعلم .. اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على معلمنا وحبيبنا وسيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ..

.............................. ..
فى أعلى مقام وأبلغ فضيلة وأرفع منزلة ودون تمثيل أو تشبيه :
جعل الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم فى اللفظ بدلاً منه وفى الحكم مقامه
فقال له سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ } ..
وقال جل شأنه : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ }
.......
وبأكمل وأجل وصْف وصف الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال له : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .
......
ورفع الله قدره وأعلى مكانته ومنزلته فقال فى كتابه الكريم الخالد خلود الآبدين : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } .
......
وأقسم الله لنا فى كتابه ومحكم آياته ونفى عنه كل صغيرة وكبيرة فقال جل شأنه لعباده :
{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }
......
وأثنى الله بآلائه وجلاله وصلى عليه وصلت الملائكة عليه وأمر الله كل المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال جل شأنه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } . صلى الله عليه وسلم .
......
وجعله الله منقذاً لنا من النار ومنقذاً لكافة الناس والخلق من عذاب الله الأليم وسكنى الجحيم فقال عز وجل :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }.
*******
أبعد كل هذه الآيات البينات : يأتى العبيد الذين أُمروا باتباع كتاب الله واتباع نبيه ورسوله ويبحثون عما يبحثون فيه ؟؟ !!

الأخ السعيد شويل ... بارك الله فيك ... لا تعارض في الأمر ولا إساءة أدب ولا مخالفة ولا معصية

********************
لا يا أخى الكريم إبراهيم .. هناك تعارض ومخالفة وهناك إساءة أدب ومعصية
..
التعارض صريح والمخالفة واضحة وبينة مع ما ذكره الله فى كتابه عن النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وهذا الأمر لايحتاج إلى بيان .
وأما إساءة الأدب والمعصية فسأضرب لك بها الأمثلة :

لقد حث الله عباده المؤمنين ألا يقوموا بالنداء على نبى الله ورسوله من خلف الحجرات وهو فى بيته وأن يعقلوا ويصبروا حتى يخرج إليهم
فقال عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }
.
لقد بين الله لعباده بأنّ من كان منهم بصحبة نبى الله ورسوله فى أمر قد جمعهم به فلاينصرفوا حتى يستأذنوا منه فقال جل شأنه :
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ }
وبين الله لهم أن من انصرف دون إذن منه أوتسلل سِتراً وخِفية عنه فقد يصيبه الله بفتنة أويصيبه الله بعذاب أليم فقال جل ذكره :
{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًاۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
.
لقد أمر الله عباده أن لايجهر أحد منهم بصوته أو يعلو بحديثه وهو بين يدى سيد الأنام وخاتم الرسل الكرام وإلا حبط عمله فقال جل شأنه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } .
وبين الله لهم أن غض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اختبار وامتحان لهم : يُظهر قوة أو ضعف إيمانهم وينبىء عن مدى تقواهم وورع قلوبهم .
فقال جل ذكره : { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } .
....
إن مجرد النداء من خلف الحجرات .. ومجرد عدم الإستئذان .. ومجرد الجهر بالحديث وعدم غض الصوت .. قد نهى الله عنه وحذر عباده من فعله أو الإتيان به .
فما بالك إذن فيمن يدور بذهنه أو يخطر على باله عدم التأدب مع رسول الله ويخالف القسم الذى أقسمه الله ويقوم بالخوض فيما يخوض إليه وكأنه نصّب نفسه ولىّ أو قيّم أو وصىّ .
...

أخي السعيد شويل .. بارك الله فيك وأسأل الله تعالى أن يأجرنا ويأجرك على تعظيمنا لنبيه عليه الصلاة والسلام ...
الكلام هو ليس من بنيات أفكارنا ... المسألة تكلم بها من هم أتقى وأعلم منا بل هم أكثر تعظيما لنبينا منا
وليس قصدهم إلا بيان مايجوز في حق الأنبياء ومالايجوز ... وقد يحصل الذنب من النبي وماضره إذا كان بعد التوبةأعظم مما قبلها بل الله تعالى يحب التوابين
والله تعالى بالصريح ذكر أن هناك ذنوبا غُفرت له عليه الصلاة والسلام .. كيف ؟ ماهي ؟ الله أعلم
البحث في هذا أوافقك أنه سوء أدب إن لم يكن بعلم .