رد: صوفيات:خطاب مفتوح إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية من:عبد الرحمن الوكيل
فالجانب العملي من الصوفية كما ترى ـ يا سيدي ـ
باطل وبدع، بل ومنكر وزور،
فما بالك بالجانب النَّظريّ؟
إن التصوف النظري عندكم قائم على معرفة ربكم بالأذواق،
واستشعار حقيقته بالمواجيد،
وعلى أن الصوفي الحق من يرى أنه الرب،
أو أن الرب حالٌّ فيه:
أو أنه اتحد بربه،
كما تقول وحدة الوجود
وزعيمها ابن عربي،
أو كما تقول أسطورة الحلول
وزعيمها الحلاج،
أو أسطورة الاتحاد،
وزعيمها ابن الفارض.
أراني استطردت حيث كنت لا أريد.
فلأرجع إلى ذكر أقطابكم، لعلها ترفه عنكم بعض ما آلمناكم به.
يقول الكبريت الأحمر، والشيخ الأكبر محي الديّن ابن عربي،
متحدثًا عن كرامات أوليائه الصوفية:
«ومنها سماع نطق الجمادات
على مراتب نطقها في العوائد وخرقها» ([1])
ولكن الله يقول:
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.
[الإسراء: 44].
فهل نصدَّق ابن عربي الدجال الكذاب لِنُكَذَّب...؟؟
ويقول:
«ومنها: مكالمته للعالم الأعلى، ومحادثته لهم» ([2]).
هل كلم أبو بكر العالم الأعلى،
بل هل كلم رسول من قبل سيد الخلق العالم الأعلى؟
اللهم إلا من يجيئه من الملائكة بالوحي؟
بل هل كلم سيد الخلق العالم الأعلى،
إلا في ليلة الإسراء والمعراج؟
وجبريل في أوقات الوحي؟!
ومن الرسل عند ابن عربي وعند شيوخ الصوفية بجانب أوليائهم؟
وهذا أبو يزيد البسطامي يقول:
«تالله إن لوائي أعظم من لواء محمد:
لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس كلهم من النبيين» ([3]).
ويقول:
«لأن تراني مرة خير لك من أن ترى ربك ألف مرة» ([4]).
وحسبك يا سماحة الشيخ هذه الفواجع.
ويقول ابن عربي: حاكيًا عن أستاذكم البسطامي قوله:
«لو أن العرش وما حواه مائة ألف مرة في زاوية
من زوايا قلب العارف لما أحس به،
فقلب العبد الخصوصي بيت الله، وموضع نظره ومعدن علومه،
وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته، وخزانة أنواره،
وكعبته المقصودة، وعرفاته المشهودة» ([5]).
حسبك هذا، وسنزيدك إن شاء الله في رسالة أخرى.
=============
([1]) (ص75) من كتاب «مواقع النجوم» لابن عربي ط 1325هـ بمصر.
([2]) (ص81) من كتاب «مواقع النجوم» لابن عربي.
(27)عن السهلجي والشعراني في «لطائف المنن والأخلاق» (1/125ـ 126)،
وانظر كتاب «شطحات الصوفية» للدكتور عبدالرحمن بدوي.
([4]) نفس المصدر.
([5]) (ص141) من كتاب «مواقع النجوم» لابن عربي.
رد: صوفيات:خطاب مفتوح إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية من:عبد الرحمن الوكيل
خاتمة
والآن أشفق يا سماحة الشيخ على شيبتك الفضلى،
وشيخوختك الكريمة،
غير أني أبعث إليك برجاء:
أن تقرأ ما كتبته،
ولست بطامع في أن ترد على ما كتبت،
فهل يخالف الشيخ الكريم ظني فيردّ علي؟
إن أتباعك أنفسهم ينتظرون ذلك منك،
لأني حدثت الكثير منهم،
وقلت لهم:
لن يستطيع أحد
الرد على هذه الحقائق التي تصعق وتدمر،
وإن أتباعك لينظرون إليك نظر الغرقى إلى الشاطىء،
لعلك تسكن من قلقهم، وتهدي من حيرتهم،
فتثبت لهم أن هذا الشاب النكرة إنما يهرف بما لا يعرف،
وأنه ضالٌّ مُضلّ، وأنه..
وإني لمترقب من سماحتك مثل هذا الرد.
وكـما تنـازلت وتـفضلت فشكـوت إخواننـا أنـصار السنة بالـجيزة إلى النيابـة
وكان لي شرف الوقوف معهم،
فإني أرجوك أن تتنازل مرة أخرى
وتشرفنا برد على بـعض ما سقناه لك،
وإن كان الأمل يخيل إليّ أنك ستدعوني إلى مناظرة علنية،
ومرحى بها مرحى،
حتى وإن كانت عند وثن الشعراني!!
وإذا لم تفعل يا سماحة الشيخ،
فإني سأطبع آلاف النسخ من هذا الخطاب([1])
وأقوم بتوزيعها على كثير من أقطابكم وأتباعكم
فإذا لم يتحرك أحد للرد علي
فسيفهم الكثيرون ما لا يسركم أن يفهموه،
بل ما يسوءكم،
ويطيح بالكثير من صولتكم ودولتكم.
وكل هذا لا نبتغي به حربًا بلا غاية،
وإنما نبتغي به شيئًا واحدًا،
هو الذياد عن الدين الحق،
والدفاع عن السنة النبوية،
ولن يخيفنا في سبيل الله بطش ولا جبروت،
فالصوفية مع الأسف
محسوبون على الإسلام،
بل يفهم الكثيرون فيهم أنهم يمثلون الإسلام
في حقائقه العليا، وروحيته العظمى،
فحق علينا الكشف عن حقيقة هؤلاء القوم
حتى لا يحتج بهم على الإسلام،
وحتى يعلم الناس أن هدايتهم ورشدهم وسعادتهم في القرآن والسنة،
وأنه لا يجوز لنا الاقتداء إلا برسول الله،
أعلم الخلق بربه، وأعظمهم طاعة لربه.
صرخة لربه.. تدوي من الأعماق أيها الشاردون..
لعلكم تسمعونها فتثوبون إلى رشدكم:
عودوا إلى القرآن والسنة..
ثم انظروا حواليكم بعد عودتكم،
ألا ترون الإسلام رفَّاف العلم على كل مناحي العالم الإنساني!!
ألا ترون الدنيا يسودها الصفاء والخير،
ويفيض من ينابيعها الحب والجمال والسلام،
وتغمرها بأنوارها السماء؟!
دعوة من الروح أيها الحائرون.
لا خلاص لكم من آلامكم ومتاعبكم
إلا إذا عدتم إلى الله تتلون كتـابـه،
وتـعملون بشريعته،
وتهتدون بهدي رسوله.
=============
([1]) أعاننا الله ـ سبحانه وتعالى ـ فطبعنا هذا الخطاب،
فإن الله تعالى قد وفق إخواننا أنصار السنة هنا وفي السودان، فالحوا في طلب طبعه،
ولست أدري كيف أشكر هؤلاء الكرام جميعًا؟
أعانهم الله دائمًا على نصرة دينه والقيام بطاعته.
رد: صوفيات:خطاب مفتوح إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية من:عبد الرحمن الوكيل
للحصول على نسخة من الخطاب
صوفيات :
خطاب مفتوح إلى حضرة السماحة
شيخ مشايخ الطرق الصوفية
للشيخ عبدالرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى رحمةً واسعة
ورفع درجته في عليين
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=121&book=2108
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ
اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ
إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }