الكلام في هذه المسألة من جانبين
أصل الكتاب و هو منازل السائرين
وقد سلك الهروي في كتابه
تصدير الأبواب بآيات قرآنية للاستدلال على مقات التصوف مما أدى إلى التكلف في الاستدلال بها
الايجاز و الالغاز و الغموض مما أدى إلى فتح باب الاحتملات ليستدل كل فريق بما يعتقد مما في ذلك الاتحادية
الإغراق في الفناء و جعله الاصل الاول الذي ترجع له كل المقامات و الغاية الكبرى التي يسعى لها السالك
و قد انتقد العلماء كتاب الهروي
قال الذهبي
ولقد بالغ أبو إسماعيل في " ذم الكلام " على الاتباع فأجاد ، ولكنه له نفس عجيب لا يشبه نفس أئمة السلف في كتابه " منازل السائرين " ففيه أشياء مطربة ، وفيه أشياء مشكلة ، ومن تأمله لاح له ما أشرت إليه ، والسنة المحمدية صلفة ، ولا ينهض الذوق والوجد إلا على تأسيس الكتاب والسنة . وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين ، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده ، يعظمونه ، ويتغالون فيه ، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به . كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير ، وكان طودا راسيا في السنة لا يتزلزل ولا يلين ، لولا ما كدر كتابه " الفاروق في الصفات " بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها ، والله يغفر له بحسن قصده ، وصنف " الأربعين " في التوحيد ، و " أربعين " في السنة ، وقد امتحن مرات ، وأوذي ، ونفي من بلده .
قال ابن تيمية
وقد ذكر في كتابه " منازل السائرين " أشياء حسنة نافعة ، وأشياء باطلة . ولكن هو فيه ينتهي إلى الفناء في توحيد الربوبية ، ثم إلى التوحيد الذي هو حقيقة الاتحاد .
و الجانب الثاني الكلام على مدارج السالكين