رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
وفي محاضر شنقيط متفنّنون مغمورون اتخذوا ظهور العيس مدارس .. وما زالت أرحام محاضرهم ولاّدة رغم كل المؤامرات و الدسائس التي تدبر لهم بليل ... وما ظنك بمن مناهجهم حفظ المتون وشروحها مع ملازمة الشيوخ والفهم عنهم - يختصرون لهم العمر - و نظام التدريس شامل لثمانية و عشرين فنا أو يزيد ومدة الدّراسة نحو من ثلاثين سنة !!
أي نعم ما زالت هذه الأمة معطاءة .. وما زال فيها من إذا رأيته ذكرك عصور الحفاظ .. لكنهم قلّة مغمورون
وأما غثاء السيل .. وهم المعنيون بكلام أخينا أمجد .. الذين درسوا كل الفنون في شهرين .. وتصدّروا للتّدريس الذي هو نوع من ترديد الببغاوات بلا تأصيل ولا منهج أصيل.. بل هو تجميع لكل متن مختصر من كل فن مع شرحه .. وترديد لما رآه وهو بين اليوم و اليقظة بالأمس ولم تقع عليه عينه إلا تلك الساعة، غدا بمجلس التدريس.
ومن ثم يشار إليه بالبنان : الحبر العلامة البحر الفهامة المتفنن شيخنا بقية السلف .... فلان.
لقد هزلت..
والله المستعان
وجزاك الله خيرا أخي أمجد وكل الإخوة و المشايخ المشاركين ..
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
ولكن المطلوب من كل علم هو الوقوف على كلياته التي تشمل على جميع أجزائه بالقوة.
ججزاك الله خيرا. عجيب كتاب الهوامل في التطرق لدقائق الإشكالات المزعجة للذهن المتقد وكتاب الإمتاع والمؤانسة لا يقل عن ذلك. في الحق أوافق ابن مسكويه تماماً وان كان كلامه ليس بجديد فابن المقفع يقول (( ...فإن كثيراً من الناس يطلبون الفصول مع إضاعة الأصول فلا يكون دركهم دركاً ، ومن أحرز الأصول اكتفى بها عن الفصول. وإن أصاب الفصل بعد إحراز الأصل فهو أفضل)).
الأدب الكبير ، ص 65.
ويقصد بـ "الفصول" الفروع.
واليوم يقولون : من ضيع الأصول حرم الوصول ، ونحوها. وقد كان يكررها ابن عثيمين رحمه الله. فكل ما في الأمر اتقان الأصول لأن العلوم كلها تتلاقى في أصول معينة لا يعي ذلك إلا من دقق ، وهذا يوفر جهداً هائلاً ، وقد نص ابن تيمية على أن كليات أي علم هي أهم ما فيه ، والسبب في ذلك أن الكليات والأصول تجمع النظائر الفرعية لكل حقل معرفي في الوجود تحت سقف واحد. ولكن التحدي الحقيقي هو في فهم هذه الأصول والكليات واستيعابها استيعاباً جيداً.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
ومن عجائب التفنن:
ما ذكره ابن خلكان وفيات الأعيان 311/5 في ترجمة كمال الدين موسى بن يونس الموصلي الشافعي وكان قد تردد إليه مرارا:
"وكان الفقهاء يقولون: إنه يدري أربعة وعشرين فناً دراية متقنة فمن ذلك :
المذهب وكان فيه أوحد الزمان وكان جماعة من الطائفة الحنفية يشتغلون عليه بمذهبهم ويحل لهم مسائل الجامع الكبير أحسن حل مع ما هي عليه من الإشكال المشهور
وكان يتقن فني الخلاف العراقي والبخاري
وأصول الفقه
وأصول الدين ولما وصلت كتب فخر الدين الرازي إلى الموصل وكان بها إذ ذاك جماعة من الفضلاء لم يفهم أحد منهم اصطلاحة فيها سواه وكذلك الإرشاد للعميدي لما وقف عليها حلها في ليلة واحدة وأقرأها على ما قالوه
وكان يدري فن الحكمة: المنطق
والطبيعي
والإلهي
وكذلك الطب
ويعرف فنون الرياضة من اقليدس
والهيئة
والمخروطات
والمتوسطات
والمجسطي المجسطي لفظة يونانية معناها بالعربي الترتيب، ذكر ذلك الوكري في كتابه
وأنواع الحساب: المفتوح منه
والجبر
والمقابلة
والأرثماطيقي
وطريق الخطأين
والموسيقى
والمساحة
معرفة لا يشاركه فيها غيره إلا في ظواهر هذه العلوم دون دقائقها والوقوف على حقائقها وبالجملة فلقد كان كما قال الشاعر:
وكان من العلوم بحيث يقضى******* له في كل فن بالجميع
واستخرج في علم الأوفاق طرقاً لم يهتد إليها أحد
وكان يبحث في العربية
والتصريف بحثاً تاماً مستوفًى حتى إنه كان يقرىء كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي والمفصل للزمخشري
وكان له في التفسير
والحديث وأسماء الرجال وما يتعلق به يدٌ جيدة
وكان يحفظ من التواريخ وأيام العرب ووقائعهم والأشعار والمحاضرات شيئاً كثيراً
وكان أهل الذمة يقرءون عليه التوراة والإنجيل ويشرح لهما هذين الكتابين شرحاً يعترفون
أنهم لا يجدون من يوضحهما لهم مثله
وكان في كل فن من هذه الفنون كأنه [لا] يعرف سواه لقوته فيه
وبالجملة فإن مجموع ما كان يعلمه من الفنون لم يسمع عن أحد ممن تقدمه أنه قد جمعه......
ثم قال:
ومن يقف على هذه الترجمة فلا ينسبني إلى المغالاة في حق الشيخ ومن كان من أهل تلك البلاد وعرف ما كان عليه الشيخ عرف أني ما أعرته وصفاً ونعوذ بالله من الغلو والتساهل في النقل.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
ج
وقد نص ابن تيمية على أن كليات أي علم هي أهم ما فيه ، والسبب في ذلك أن الكليات والأصول تجمع النظائر الفرعية لكل حقل معرفي في الوجود تحت سقف واحد. ولكن التحدي الحقيقي هو في فهم هذه الأصول والكليات واستيعابها استيعاباً جيداً.
الترابط وثيق بين الأصول والفروع، فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
فإن الأصول تعرف من استقراء الفروع، والفروع النادة إنما تضبط بالأصول المستنبطة من جمهرة الفروع، ومعرفة الأصول بمجرد النقل لا يختلف عن معرفة فرع من الفروع، بل لا بد لمن يريد معرفة الأصول أن تتحققها نفسه بتطبيقها على الفروع.
- فالأساس هو دراية الفروع المتفق عليها نقلا.
- ثم يأتي بعد ذلك استنباط الأصول من استقراء هذه الفروع وتدبرها.
- ثم يأتي بعد ذلك تطبيق هذا الاستقراء على الفروع المتنازع فيها.
ولذلك فينبغي فهم قولهم (معرفة الفروع) على أن المراد به الإحاطة بها، أو مجرد الرواية دون الدراية.
ومن يدعي معرفة الأصول دون أي شيء من الفروع كاذب أو جاهل.
وهذا هو السبب في قول من قال من أهل العلم بإسقاط خلاف الأصولي المتخصص الذي لا يعرف الفروع، وليس السبب ما فهمه الغزالي وغيره.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
اقتباس:
الترابط وثيق بين الأصول والفروع، فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
نعم شيخنا الكريم ، لا شك في جهل من "زعم" الفصل بينهما :)
اقتباس:
فإن الأصول تعرف من استقراء الفروع، والفروع النادة إنما تضبط بالأصول المستنبطة من جمهرة الفروع، ومعرفة الأصول بمجرد النقل لا يختلف عن معرفة فرع من الفروع، بل لا بد لمن يريد معرفة الأصول أن تتحققها نفسه بتطبيقها على الفروع.
- فالأساس هو دراية الفروع المتفق عليها نقلا.
- ثم يأتي بعد ذلك استنباط الأصول من استقراء هذه الفروع وتدبرها.
- ثم يأتي بعد ذلك تطبيق هذا الاستقراء على الفروع المتنازع فيها.
كون الأصل لم يتكون إلا باستقراء فروعه من تحته أمر بدهي عند العقلاء. وقولي أن كليات أي علم وأصوله هي أهم ما فيه صحيح ، لأنها هي ثمرة الاستقراء ، والنتيجة النهائية التي تشكل طبيعة التصورات والأحكام عند الاجتهاد والفتوى والجدل والفقه. هذا أمر ، أما الأمر الآخر فإن هناك أصولاً لا يلزمنا التحقق منها ، باستقراء مكرور ، لعلمنا أن العلماء متفقون على العمل بها ، أولكون الضرورة العرفية والعقلية قاضية بذلك ، كروؤس القواعد الفقهية ، وهي الخمسة المعروفة ، وإلا لتعطلت ريثما يتحقق الأغمار من أمثالنا من استواء نتيجتها في حق الفروع المنتظمة فضلاً عن النادة.
اقتباس:
ولذلك فينبغي فهم قولهم (معرفة الفروع) على أن المراد به الإحاطة بها، أو مجرد الرواية دون الدراية.
ومن يدعي معرفة الأصول دون أي شيء من الفروع كاذب أو جاهل.
نعم وخير من تمثل هذه الطريقة الحنفية في أصولهم - طريقة الفقهاء - ولذلك تفوقوا في تقليص فجوات الإلزام من قبل الخصوم ، لأن أصولهم منسجمة مع فروعهم الفقهية في الجملة.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
وفقك الله وسدد خطاك
لم يكن كلامي اعتراضا عليكم، ولكنه كان توضيحا وبيانا لما أجمل في قولكم:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
ولكن التحدي الحقيقي هو في فهم هذه الأصول والكليات واستيعابها استيعاباً جيداً.
لأن التحقق بمعاني الأصول وفهمها لا يكون إلا بقدر ما يمارسه الإنسان من استقراء وتطبيق على الفروع.
وأما قولكم:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
أما الأمر الآخر فإن هناك أصولاً لا يلزمنا التحقق منها ، باستقراء مكرور
فهو صحيح فعلا، ولو أراد المرء أن يتحقق من كل شيء فلن يكفيه أعمار فوق عمره.
فليس المطلوب التحقق منها (بمعنى معرفة صحتها من خطئها).
ولكن المطلوب التحقق منها بمعنى رسوخها في النفس ومعرفة أبعادها وأطرافها ومواردها ومصادرها، ولا يكون هذا إلا بما سبق ذكره.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
ومن عجائب التفنن:
ما ذكره ابن خلكان وفيات الأعيان 311/5 في ترجمة كمال الدين موسى بن يونس الموصلي الشافعي وكان قد تردد إليه مرارا:
"وكان الفقهاء يقولون: إنه يدري أربعة وعشرين فناً دراية متقنة فمن ذلك :
المذهب وكان فيه أوحد الزمان وكان جماعة من الطائفة الحنفية يشتغلون عليه بمذهبهم ويحل لهم مسائل الجامع الكبير أحسن حل مع ما هي عليه من الإشكال المشهور
وكان يتقن فني الخلاف العراقي والبخاري
وأصول الفقه
وأصول الدين ولما وصلت كتب فخر الدين الرازي إلى الموصل وكان بها إذ ذاك جماعة من الفضلاء لم يفهم أحد منهم اصطلاحة فيها سواه وكذلك الإرشاد للعميدي لما وقف عليها حلها في ليلة واحدة وأقرأها على ما قالوه
وكان يدري فن الحكمة: المنطق
والطبيعي
والإلهي
وكذلك الطب
ويعرف فنون الرياضة من اقليدس
والهيئة
والمخروطات
والمتوسطات
والمجسطي المجسطي لفظة يونانية معناها بالعربي الترتيب، ذكر ذلك الوكري في كتابه
وأنواع الحساب: المفتوح منه
والجبر
والمقابلة
والأرثماطيقي
وطريق الخطأين
والموسيقى
والمساحة
معرفة لا يشاركه فيها غيره إلا في ظواهر هذه العلوم دون دقائقها والوقوف على حقائقها وبالجملة فلقد كان كما قال الشاعر:
وكان من العلوم بحيث يقضى******* له في كل فن بالجميع
واستخرج في علم الأوفاق طرقاً لم يهتد إليها أحد
وكان يبحث في العربية
والتصريف بحثاً تاماً مستوفًى حتى إنه كان يقرىء كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي والمفصل للزمخشري
وكان له في التفسير
والحديث وأسماء الرجال وما يتعلق به يدٌ جيدة
وكان يحفظ من التواريخ وأيام العرب ووقائعهم والأشعار والمحاضرات شيئاً كثيراً
وكان أهل الذمة يقرءون عليه التوراة والإنجيل ويشرح لهما هذين الكتابين شرحاً يعترفون
أنهم لا يجدون من يوضحهما لهم مثله
وكان في كل فن من هذه الفنون كأنه [لا] يعرف سواه لقوته فيه
وبالجملة فإن مجموع ما كان يعلمه من الفنون لم يسمع عن أحد ممن تقدمه أنه قد جمعه......
ثم قال:
ومن يقف على هذه الترجمة فلا ينسبني إلى المغالاة في حق الشيخ ومن كان من أهل تلك البلاد وعرف ما كان عليه الشيخ عرف أني ما أعرته وصفاً ونعوذ بالله من الغلو والتساهل في النقل.
هذا ابن تيمية آخر يصفه ذهبي آخر :)
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
للفائدة:
هذا بيت نادر جاهلي (لبشر بن هذيل الفزاري):
وكائنْ رأينا من فروع طويلة .................. تموت إذا لم يُحْيِهِنَّ أصولُ
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
جزاك الله خيرا يا أبامالك وسددك رأيك. ما تقول في اعتراض ابن تيمية على تقسيم الدين إلى "أصول" و "فروع" ، أينصب على ما نحن بصدده هنا ؟
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
وفقك الله
تقسيم الدين إلى أصول وفروع يختلف عما نحن فيه، ولا يخفى عليك هذا.
الذين قسموا الدين إلى أصول وفروع يقصدون بالأصول ما يكفر منكره وبالفروع ما لا يكفر.
وقد يقصدون شيئا آخر، ولكنه قريب من هذا.
أما الأصول والفروع التي معنا فبمعنى (الكليات والجزئيات) أو (القواعد والمسائل) أو (الضوابط والشوارد) ونحو ذلك.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعكم هنا جد شيق ،ولكن الا ترون أن قضية التفنن بخس بها في زمننا ظهور العوام من القصاصين والمتفلسفة ونحو هؤلاء بعد أن استغلوا ورع العلماء المعتبرين وما تمر بهم من ظروف وقالوا نحن ولا غيرنا..
لمعلومات أخوتنا هناك من أهل العلم من المعاصرين من له احاطات عجيبة،حتى أنني سألت عالم من الهند فقلت له ما تقولون في فلان وذكرت أحد المشايخ فقال لي أنه مجتهد مطلق،وقد سمعت نفس الكلام من علماء آخرين عن نفس الرجل،وهذا الرجل لا يحدث ولا يقول ولا غير ذلك انما مخطوطاته ملأت العالم الخاص بشكل واف ومتدبر.
واين نحن من جماهير من العلماء لم نعرف حتى أقل القليل عنهم وفيهم ربما العديد من المتفننين..
وقد سمعت ذات يوم من أحد كبار علماء الباكستان في الحديث-بالسن- أن من قال هو أمام عصره بالحديث فقد بخس حق فلان فلما سألت تعجبت من مخطوطاته أيضا وهو من آسيا قريبا منا.
تحياتي
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
وكان الطبيب النحوي أبو بكر بن يعقوب بن سالم الشاغورىّ ( ت703 هـ ) من تلامذة الشيخ جمال الدين بن مالك ماهراً في العلوم حتى كان يلقي ثلاثين درساً في ثلاثين علماً وصنف تصانيف مفيدة وكان ضيق العيش بدمشق حسن الخلق كثير المروءة والتواضع مطرح الكلفة غير مزاحم على المناصب. الوافي للصفدي 10/ 167 ، الدرر الكامنة1/ 559 .
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
لا بأس بذكر أخبار بعض من أتقن وتفنن في أكثر من علم
/// قال أبو بكر بن الصائغ ويعرف أيضا بابن باحة: أُحسنُ إثني عشر علما، أحسنها علم العربية . بغية الوعاة 1/ 475
/// وجاء في ترجمة عمر بن أحمد بن عبد الله بن حلاوات زين الدين الصفدي وكان يتجرأ على ما لا يعرفه من العلوم ويدعي أنه يعرف ست عشر علما وربما كتب على الفتوى تـ سنة 736
الدرر الكامنة 4/ 178
/// وهذا أبو الطيب طاهر بن يحيى العمراني اليمني تـ 587 هـ تضلع من العلوم تضلعا جيدا حتى كان يقول أنا ابن ثمانية عشر علما
السلوك في طبقات الملوك للجُندي اليمني1/ 337
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
ومن أخبار المتفننين _وهذا ينفع الشيخ عبد الله الشهري_ ابن الدهان العلامة وجيه الدين أبو بكر المبارك بن المبارك الواسطي النحوي الضرير
قال ابن النجار: وقرأ جملة من كتب النحو واللغة والشعر على أبي البركات الانباري من حفظه، وذكر لي أنه قرأ نصف " كتاب سيبويه " من حفظه عليه أيضا، وأنه كان يحفظ في كل يوم كراسا في النحو ويفهمه ويطارح فيه، حتى برع، وكان يتردد إلى منازل الصدور لإقراء الأدب، وكان شديد الذكاء، ثاقب الفهم، كثير المحفوظ، مضطلعا بعلوم كثيرة:
النحو، واللغة، والتصريف، والعروض، ومعاني الشعر، والتفسير، ويعرف الفقه والطب وعلم النجوم وعلوم الاوائل.
قلت(أي الذهبي): لو جهل هذين العلمين لسعد.
قال: وله النظم والنثر، وينشئ الخطب والرسائل بلا كلفة ولا روية، ويتكلم بالتركية والفارسية والرومية والارمنية والحبشية والهندية والزنجية بكلام فصيح عند أهل ذلك اللسان.
توفي سنة 612هـ
وهو الذي قيل فيه:
ومن مبلغ عني الوجيه رسالة **** وإن كان لا تجدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل **** وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترت رأي الشافعي ديانة **** ولكنما تهوى الذي هو حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائر **** إلى مالك فافطن لما أنا قائل.
السير 22/86.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
للفائدة:
هذا بيت نادر جاهلي (لبشر بن هذيل الفزاري):
وكائنْ رأينا من فروع طويلة .................. تموت إذا لم يُحْيِهِنَّ أصولُ
وقال ابن الرومي في مدح الأخفش:
كُلَّما شذَّتِ الفروعُ عن الأصـ --- لِ ثناها فأَلْـحَقَ الفرعَ أصلا
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
كذلك
لأصحاب المنتديات في الشابكة
كذلك لست متفننا (1) حتى :
تفتح موضوعا في قسم الفقه
وبعد ساعة تناقش في كبار المسائل في قسم الحديث
وفي الغد تحشر أنفك في أشكل مسائل قسم العقيدة
وبعد غد تزكم بأنفك في قسم الأدب واللغة ...
فتمنع بتطفلك الأفاضلَ من الإجابة عن السؤال ، أوالإفادة فيما يتعلق بتخصصهم
فيتحسبن عليك السائل
ويستأنس الأفاضل بأخبار ونوادر التعالم والتمعلم لإخماد نار الغيرة على العلم
وتظن أنك ابن بجدتها قد أمتعتنا بفوائدك وسحرت أعيننا بما خطت أناملك وكذبت على نفسك وقلت : أنا متفنن
فهلا عرفت قدر نفسك
وأخلصت نيتك
واحترمت العلم وقوانينه
وصبرت على طلب العلم حتى تستحق الرياسة فيه
/// ولست مضطرا أن أنبه _القاريء الكريم_ على أني لا أزعم خلو هذا العصر وهذه المنتديات من متفنن يُسرّي عما في القلوب ويشنف الأسماع ويطرب الأرواح
ولا يشمله ما كتبت فيحمله التواضع واحتقار النفس على قطع الفوائد ومنع الفرائد عن أمثالنا .
________
لعله هو : الذي يستطيع أن يتكلم في أغلب الفنون بكلام أهلها.
رد: لست متفننا حتى تدرس في جميع العلوم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي
وقال ابن الرومي في مدح الأخفش:
كُلَّما شذَّتِ الفروعُ عن الأصـ --- لِ ثناها فأَلْـحَقَ الفرعَ أصلا
جزاك الله خيرا.
وللتنبيه فقط للقراء : المقصود هنا هو الأخفش الأصغر ( علي بن سليمان المتوفى 315 ).
والمعهود عند الإطلاق هو الأخفش الأوسط ( سعيد بن مسعدة 215 )، وهو قبل ابن الرومي بزمن ( ابن الرومي 283 ).