هل النبهاني محق ٌ(هذه المرة) فيما نسبه إلى رشيد رضا رحمه الله؟

أخي شريف : طالع رسالته ( المنار والأزهر ) - مشهورة - فيها بعض حديثه عن تحولاته . وفقك الله .

اقتباس:

---

وليس أدل على ذلك من الاراء الفقهية المختلفة التي تروى عن الامام أحمد بن حنبل في جل المسائل الفقهية ، ومذهبي الشافعي القديم والجديد وغير ذلك .

---

ليس الأمر كذلك أخي الفاضل / " شريف شلبي " , فنحن نتكلم هنا عن مسائل منهجية و عقدية , لا فقهية .

النبهاني متهم في دينه ، وبدعته ليست بأخف من الماسونية ، فهو داعية من دعاة الشرك ، ومعلوم أن رشيد رضا كان من أشد المنكرين على الوثنيين أمثال النبهاني ، فمثله لا يأبه لنقله ، و مازلت مستغربا لما نقله الدكتور الرومي في رسالة محمد عبده لجمال الدين الأفغاني أنه الأول يقطع رأس الدين بسيف الدين! وكيف خفي ذلك على العالم الذكي محمد رشيد رضا ، نعم محمد عبده عقلاني لكن أن يكون دسيسة على الدين فهذا من أشد الأمور ، ولا أدري أين عثر الدكتور الرومي على هذه الرسالة ، و هل فعلا هي بخط محمد عبده المصري ، حيث أنه رسالة خاصة جدا لجمال الدين الأفغاني ، فالله أعلم بحقيقة الحال

الذي اريد أن اقول مشايخي الكرام أن دعاة القبورية يفترون على كل من كان ضد دعوتهم ، وقد رأينا كيف ألفوا الأكاذيب حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، بل أفاضلهم كالعلامة ابن عابدين في حاشيته ، فانتبهوا لدسائس القبورية

جزاك الله خيراً يا أبا عبد الرحمن ، وأتساءل لو كانت هذ الاتهامات الصادرة من النبهاني المتطرف في صوفيته والموغل في قبوريته - لو كانت هذه الاتهامات موجهة للشيخ محمد بن عبد الوهاب مثلاً هل كان يستحل أحد قبولها وتداولها أو طرحها للنقاش ؟
" يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون "

الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في كتابه : الرد على الطاعنين في حديث السحر، بين أن تأثير الشيخ محمد عبده استمر مع تلميذه في تعامله مع النصوص، والذي يقرأ كتابات الشيخ رشيد رضا يتبين له أنه يغير رأيه لأسباب:
أولها: زيادة علم في المسألة، كاطلاعه على حديث أو آثار، أو وجهة قوية.
ثانيها: أنه يعيد النظر في المسألة، ويغير رأيه كغيره.
إضافة إلى كونه لا يهاب أحداً، ويصدح بما يراه ولو خالف الجمهور، ولذا فيبدو لي أنه إطلاق التحول فيه تجوز.

وإنما يثبت التحول في طريقة التعامل مع النصوص بذكر أمثلة متضمنة مسائل ثبت أنه قالها برأيه مع اطلاعه على النص، ثم غير رأيه لتغييره منهجه في التعامل مع النص.
كأن يقال: إنه رد حديث السحر برأيه مع اطلاعه على حديث البخاري، ثم أثبته بعد التحول
ورد أحاديث المهدي قبل التحول ثم قبلها بعد تأثره بعلماء الحديث
ورد حديث الجساسة فترة تأثره بالعقلانيين مع علمه أنه في صحيح مسلم، ثم أثبته بعد تغير منهجه
وهكذا....
والشيخ إمام عالم، نصر الله به الدين، وكان علماء أهل السنة في زمنه يجلونه، لنصره التوحيد وإشهاره سيف الحرب على الخرافة وأهل البدع الكلامية والعملية، وتعظيمه السنة وأهل الحديث، وسعيه في إبعاد الناس من تقليد الرجال بلا بينة، إلى الاتباع ، ورفعه لهمم طلاب العلم إلى نبذ التقليد الأعمي، والاجتهاد للفهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: وجبت، للجنازة التي أثني عليها خيرا...
ولم نسمع من شيوخ أهل السنة إلا الذكر الحسن لهذا الرجل، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
فرحمه الله رحمة واسعة
فالخلاصة: أن التحول يحتاج إلى بيان بأمثلة، وأما تغير الاجتهاد فيعرض لكل متبع للنصوص

جزاك الله خيراً ، فقد أوضحت ما فشلت في توضيحه في مداخلاتي السابقة.