- المنتخب من مسند عبد بن حُميد:
- المنتخب من مسند عبد بن حُميد:
673- حَدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ، وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، إِلاَّ جَعَلَهُ اللهُ فِي النَّارِ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ عَبدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ بَكَى، فَقَالَ (1) النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، لِمَ تَبْكِي؟ قَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم: أَبْشِرْ، فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم بَعْثًا، فَغَزَا، فَقُتِلَ فِيهِمْ شَهِيدًا، فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِحِمَالَةِ سَيْفِي، وَبِغَسْلِ ثِيَابِي مِنَ الدَّرَنِ، وَبِحُسْنِ الشِّرَاكِ وَالنَّعْلَيْنِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم: لَيْسَ ذَاكَ أَعْنِي، إِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ سَفِهَ عَنِ الْحَقِّ، وَغَمَصَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَمَا السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ؟ قَالَ: السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ، أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ، فَيُنْكِرُ ذَلِكَ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَيَأْمُرُهُ رَجُلٌ بِتَقْوَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: اتَّقِ اللهَ، يَعْنِي، فَيَقُولُ: لَئِنْ لَمْ أَتَّقِ اللهَ حَتَّى تَأْمُرَنِي، لَقَدْ هَلَكْتُ، فَذَلِكَ الَّذِي سَفِهَ عَنِ الْحَقِّ، وَسَأَلَهُ عَنْ غَمْصِ النَّاسِ؟ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَجِيءُ شَامِخًا بِأَنْفِهِ، فَإِذَا رَأَى ضُعَفَاءَ النَّاسِ وَفُقَرَاءَهُمْ ، لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَجْلِسْ إِلَيْهِمْ، مَحْقَرَةً لَهُمْ، فَذَلِكَ الَّذِي يَغْمِصُ النَّاسَ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم: مَنْ رَقَعَ ثَوْبَهُ (2)، وَخَصَفَ النَعْلَ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ، وَعَادَ الْمَمْلُوكَ إِذَا مَرِضَ، وَحَلَبَ الشَّاةَ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْعَظَمَةِ.
_حاشية__________
(1) في الطبعة التركية: "فقال له.
(2) تصحف في الطبعات الثلاث لمسند عَبد بن حُميد إلى: "من رفع ثوبه"، وجاء على الصواب في إِتحاف الخيرة المَهَرة (5391)، والمطالب العالية (2677)، نقلاً عن هذا الموضع.
رد: - المنتخب من مسند عبد بن حُميد:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى خليل
(1) في الطبعة التركية: "فقال له.
وهي كذلك في الإصابة [4/121 الطبعة القديمة] [6/344 طبعة هجر الجديدة] فيما نقله ابن حجر عن عبد بن حميد في مسنده.
رد: جامع التصاحيف لكتب السنة..الشيخ يحيى الخليل_حفظه الله_
بالنسبة لنسخ الأدب المفرد التي وقفت عليها _ وهي الموجودة عندنا في المملكة في نجدٍ والحجاز، أو مما صور من الخارج _ = فلم تتفق يا شيخ خليل في هذا الموقع من الحديث؛ فأتى في بعضها هذا، وأتى في بعضها الآخر ذاك.. لكنني وجدت أكثرها وجلها منسوخٌ بالوجه الموقوف _ تجاوزاً مني؛ وإلا فهو مرفوع عندي من كلا الوجهين _.
فقد أتى في طبعتي: (1) دار الصديق المحققة ص257. (2) رش البرد شرح الأدب المفرد ص399.. بالوقف.
بينما وجدت الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (5/127) بعد أن ساقه بسنده؛ قال: (.. عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: "اللهم لقحاً لا عقماً". هذا حديث صحيح. أخرجه البخاري في الأدب المفرد هكذا).
وهذه الصيغة هي التي وردت في الطبعة السلفية.. لكن هنا (رسول الله)، وهناك (النبي).
ومن خلال تتبعي لهذا الحديث يا شيخ محمود؛ وجدته يروى بالوجهين؛ ولكن في أكثر وجل المصادر الوجه الموقوف، لكن من رواه من الوجه الموقوف _ تجاوزاً _ يبين أن سلمة بن الأكوع يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فقد أتى على هذا النحو عند:
- أبو يعلى في الكبير كما في المطالب العالية (3381) وإتحاف الخيرة (8392) وإتحاف المهرة (5/588)؛ ومن طريقه ابن حبان في صحيحه رقم (1008) وابن السني في عمل اليوم رقم (300)؛ حيث قال: (.. سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ _ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم _ قَالَ: كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ ، يَقُولُ : "اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا").
- الحاكم في المستدرك (4/285)؛ حيث قال: (.. عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ _ رَفَعَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ _ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ؛ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَقْحًا، لا عَقِيمًا").
- البيهقي في الكبرى (3/364)؛ حيث قال: (.. سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ _ رَفَعَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى _ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ؛ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَقَحًا وَلا عَقِيمًا").
- الطبراني في الأوسط رقم (2857)؛حيث قال: (.. سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ _ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم _ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ: "اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا").
بينما رواه في الكبير رقم (6296) بالوجه الآخر؛ حيث قال: (.. عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَقَحًا لا عَقِيمًا").
وهذا الذي دعاني أقول: أن كلا الوجهين مرفوع؛ هو الذي جعل الإمام النووي يتصرف برواية ابن السني في كتابه الأذكار؛ فقد مرّ بك رواية ابن السني أعلاه وصيغتها؛ بينما أوردها النووي في الأذكار: (وروينا بالإِسناد الصحيح في "كتاب ابن السني" عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه؛ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدّتِ الريحُ يقولُ: "اللَّهُمَّ لَقْحاً لا عَقِيماً").. وكذا فعل في المجموع شرح المهذب (5/98).
وهو الذي جعل السيوطي يقول في الدر المنثور: (وَأخرج ابْن حبَان، وَابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة، وَالطَّبَرَانِي ّ، وَالْحَاكِم، وَابْن مرْدَوَيْه، وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اشتدت الرّيح يَقُول: "اللَّهُمَّ لقحاً لَا عقيماً").. ولم ترد هذه الصيغة عندهم كما مر أعلاه.
ولعل هذا هو الذي جعل النساخ يتصرفون في بعض النسخ الخطية.
بالمناسبة: في جميع المصادر (لقحاً) إلا في الأدب (لاقحا).
رد: جامع التصاحيف لكتب السنة..الشيخ يحيى الخليل_حفظه الله_
ثم رجعت في أخرة إلى ما يمكن أن يسمى أحسن طبعات الأدب المفرد:
- الطبعة الهندية المسماة (نسخة الخليلي) سنة 1306هـ.
- الطبعة القسطنطينية سنة 1304هـ.
- طبعة مكتبة الآداب (عنهما؛ مع زيادة توثيق) سنة 1400هـ.
- طبعة التازي؛ بعناية الخمسي سنة 1349ه.
وفي جميعها الرواية بالوقف.
بينما وجدت الطبعات المتأخرة أتت الرواية فيها بذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
- طبعة محب الدين الخطيب بتخريج فؤاد عبد الباقي؛ عن دار البشائر.
- طبعة علي مزيد وعلي رضوان؛ عن مكتبة الخانجي.
- طبعة الإسكندري لزوائد الأدب؛ عن دار ابن حزم.
- طبعة البكري؛ عن دار السلام.
- طبعة الجندي؛ عن دار الحديث.
وعندي أن كل هذا من تصرف النساخ _ أقصد الرواية بالرفع؛ وقوله: (كان النبي صلى الله عليه وسلم) _؛ فإن المحفوظ للرواية هو الوقف _ تجاوزا _ بصيغة المرفوع.
- وحشة الطريق، وقلة سالكيه
- وحشة الطريق، وقلة سالكيه
وهكذا تكون الهِمم، وبارك الله سبحانه في أخي، رفيق هذه الرحلة، السكران التميمي
ولذلك لا أشعر بالوحدة، أو بالغربة، وأنا أسير في هذا الطريق الصعب
فيكفي أن يكون بجانبك واحدٌ فقط، ولكن بهذا المستوى المحترم، من التحري والبحث
ويكفي أن ما يكتبه أخي التميمي ينفعني في عملي، ويُضيف ويُثري إلى المصادر التي تنفي أو تُثبت.
وصدقوني أيها الإخوة لقد أذهب أخي عني الكثير من طول الطريق ووحشتة