[ 152 ]
س : هل للعباد قدرة ومشيئة
على أفعالهم المضافة إليهم ؟
جـ : نعم للعباد قدرة على أعمالهم ،
ولهم مشيئة وإرادة ،
وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة
وبحسبها كلفوا وعليها يثابون ويعاقبون ،
ولم يكلفهم الله إلا وسعهم ،
وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به ،
ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ،
ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ،
ولا يفعلون إلا بجعله إياهم فاعلين ،
كما تقدم في نصوص المشيئة والإرادة والخلق ،
فكما لم يوجدوا أنفسهم لم يوجدوا أفعالهم ،
فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم وأفعالهم تابعة
لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله ،
إذ هو خالقهم
وخالق قدرتهم وإرادتهم ومشيئتهم وأفعالهم ،
وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم
هي عين مشيئة الله وإرادته وقدرته وأفعاله ،
كما ليس هم إياه ،
تعالى الله عن ذلك ،
بل أفعالهم المخلوقة لله
قائمة بهم لائقة بهم مضافة إليهم حقيقة ،
وهي من آثار أفعال الله القائمة به
اللائقة المضافة إليه حقيقة ،
فالله فاعل حقيقة ،
والعبد منفعل حقيقة ،
والله هاد حقيقة ،
والعبد مهتد حقيقة ،
ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به ،
فقال تعالى :
{ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ } .
فإضافة الهداية إلى الله حقيقة
وإضافة الاهتداء إلى العبد حقيقة ،
فكما ليس الهادي هو عين المهتدي ،
فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء ،
وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة
وذلك العبد يكون ضالا حقيقة ،
وهكذا جميع تصرف الله في عباده ،
فمن أضاف الفعل والانفعال إلى العبد كفر ،
ومن أضافه إلى الله كفر ،
ومن أضاف الفعل إلى الخالق
والانفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة ،
فهو المؤمن حقيقة .