رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الثاني والسبعون
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يدخل الجنة
من كان في قلبه
مثقال ذَرَّة من كِبْر.
فقال رجل:
إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً،
ونعله حسناً؟
فقال:
إن الله جميل يحب الجمال.
الكبْر: بَطْر الحق، وغَمْط الناس"
رواه مسلم.
قد أخبر الله تعالى:
أن النار مثوى المتكبرين.
وفي هذا الحديث أنه :
"لا يدخل الجنة
من كان في قلبه
مثقال ذرة من كبر"
فدلّ على أن الكبر
موجب لدخول النار،
ومانع من دخول الجنة.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الثالث والسبعون
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قد أفلح
من أَسْلَمَ
ورُزِق كَفَافاً ,
وقنَّعه الله بما آتاه ) .
رواه مسلم .
حكم صلى الله عليه وسلم بالفلاح
لمن جمع هذه الخلال الثلاث .
و " الفلاح "
اسم جامع لحصول كل مطلوب محبوب ،
والسلامة من كل مخوف مرهوب .
وذلك أن هذه الثلاث
جمعت خير الدين والدنيا ،
فإن العبد إذا هُدي للإسلام
الذي هو دين الله
الذي لا يقبل ديناً سواه ،
وهو مدار الفوز بالثواب والنجاة من العقاب ،
وحصل له
الرزق الذي يكفيه
ويكُفّ وجهه عن سؤال الخلق ،
ثم تمم الله عليه النعمة ،
بأن قنعه بما آتاه،
أي حصل له الرضى
بما أوتي من الرزق والكفاف ،
ولم تطمح نفسه لما وراء ذلك ،
فقد حصل له
حسنة الدنيا والآخرة .
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الرابع والسبعون
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:
"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال: يا رسول الله،
عِظْني وأوجز.
فقال:
إذا قمت في صلاتك
فصلِّ صلاة مودِّع،
ولا تَكَلم بكلام تعذر منه غداً،
واجمع اليأس
مما في أيدي الناس"
رواه أحمد.
هذه الوصايا الثلاث
يا لها من وصايا،
إذا أخذ بها العبد:
تمت أموره وأفلح .
فالوصية الأولى:
تتضمن
تكميل الصلاة،
والاجتهاد في إيقاعها على أحسن الأحوال.
وذلك بأن يحاسب نفسه
على كل صلاة يصليها،
وأنه سيُتم جميع ما فيها:
من واجب،
وفروض،
وسنة،
وأن يتحقق بمقام الإحسان
الذي هو أعلى المقامات.
وذلك بأن يقوم إليها مستحضراً
وقوفه بين يدي ربه،
وأنه يناجيه بما يقوله،
من قراءة وذكر ودعاء
ويخضع له في قيامه وركوعه،
وسجوده وخفضه ورفعه.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الخامس والسبعون
عن مصعب بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"هل تُنصرون وتُرزقون
إلا بضعفائكم ؟ "
رواه البخاري.
فهذا الحديث فيه:
أنه لا ينبغي للأقوياء القادرين
أن يستهينوا بالضعفاء العاجزين،
لا في أمور الجهاد والنصرة،
ولا في أمور الرزق
وعجزهم عن الكسب .
بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه قد يحدث النصر على الأعداء
وبسط الرزق
بأسباب الضعفاء ،
بتوجههم
ودعائهم ،
واستنصارهم
واسترزاقهم .