-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إياكم والغلو .
رواه أحمد ومسلم
والترمذي وابن ماجه .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
هَلَكَ المتنطعون ،
قالها ثلاثاً .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي سنن ابن ماجه بسنده
إلى ابن مسعود قال :
أتى النبي صلى الله عليه وسلم
رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه ،
فقال له:
هوِّن عليك ،
فإني رجل لست بملك ،
إنما أنا ابن امرأة
تأكل القديد .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فهذه أحاديث صحيحة وصريحة ،
وكلها تدل على أنه صلى الله عليه وسلم
كان حريصاً على
حماية جناب التوحيد ،
وعلى أن تنزله أمته
منزلته التي أنزله الله إياها ،
فلا غلو
ولا تنطع ،
ولا إطراء
ولا إفراط ،
قولوا بقولكم أو بعض قولكم ،
ولا يستجرينكم الشيطان .
لقد صدق الله ،
فكم كان صلى الله عليه وسلم حريصاً علينا
بالمؤمنين منا رؤوفاً رحيما .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أما ما يتعلق بمنزلته صلى الله عليه وسلم
في قلوبنا معشر أمته ،
فإن ابتناء هذه المنزلة
مستمد من كتاب الله تعالى،
ومن سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،
ومن ذلك ما يلي :
قال تعالى :
{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }[1].
=============
[1] - سورة النساء ، الآية : 80 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[1] .
=============
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }[1] .
=============
[1] - سورة آل عمران ، الآية : 31 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[1] .
=============
[1] - سورة التوبة ، الآية : 24 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي الصحيحين
عن أنس رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يؤمن أحدكم
حتى أكون أحبَّ إليه
من ولده ووالده
والناس أجمعين .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولهما عنه رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ،
أن يكون الله ورسوله
أحبَّ إليه مما سواهما ،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يلقى في النار .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وعن عبدالله بن عمرو
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به .
قال النووي حديث صحيح ،
رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي الصلاة والتسليم عليه
صلى الله عليه وسلم
أجـر كبير ،
واستجابة كريمة لأمر الله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا }[1] .
=============
[1] - سورة الأحزاب ، الآية : 56 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وثبت عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال :
البخيل من ذُكرت عنده
فلم يصلِ عليّ .
وقال :
من صلى عليّ واحدة ،
صلى الله عليه بها عشراً .
وقال من حديث جبريل عليه السلام :
رغم أنف امرئ ذُكرت عنده
فلم يصلِ عليك ،
قل آمين ،
فقلت : آمين .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
والصلاة عليه
صلى الله عليه وسلم
أحد أركان الصلاة ،
من تركها عامداً بطلت صلاته ،
ومن تركها ناسياً لم تصح صلاته
حتى يأتي بها .
وهي أحد أركان خطبة الجمعة .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
والدعاء له صلى الله عليه وسلم
بالوسيلة والفضيلة والمقام المحمود
الذي لا يكون لغيره
صلى الله عليه وسلم ،
وذلك عقب الأذان
أمر محبوب ومسنون ،
وفيه فضل كبير .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقد أدى صلى الله عليه وسلم رسالة ربه
وبلَّغها أتمَّ بلاغ وأكمله ،
فترك صلى الله عليه وسلم أمته
على المحجة البيضاء ،
ليلها كنهارها ،
لا يزيغ عنها إلا هالك .
وأدى الأمانة
ونصح للأمة ،
وجاهد في الله حق جهاده .
فنفسي وأبي وأمي
فداه صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقد أكد صلى الله عليه وسلم
أن المؤمن لا يتم له إيمان
حتى يكون
صلى الله عليه وسلم
أحبَّ إليه من نفسه
وماله
وأهله
والناس أجمعين ،
فما معنى هذه المحبة ..؟
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لاشك أننا نحبه صلى الله عليه وسلم في شخصه ،
وكم نتمنى أن نكون حظينا
بصحبته صلى الله عليه وسلم ،
وبالاشتراك مع أصحابه
والتزاحم معهم في تتبع آثاره ،
والاستمتاع بأحاديثه ومجالسه ومخالطته ،
ولكن هيهات هيهات ،
فقد حيل بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ،
فبقي لنا كمردود إيجابي للقول بحبه
والدلالة على صدق ذلك منا
التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم
قولاً وعملاً
وتعلماً وتعليماً وإيثاراً ،
وأمراً ونهياً عن تنكبها ،
والتأسي به صلى الله عليه وسلم
في أخلاقه وآدابه وشمائله ،
والدفاع عن سنته صلى الله عليه وسلم ،
وردّ كل ما لم يكـن من سنته
من بدع ومحدثات،
مهما كانت ظواهرها حسنة ومقبولة .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وننطلق لردِّ البدع والمحدثات
من حرصه صلى الله عليه وسلم
وأمره هذه الأمة بالاتباع
وترك الابتداع .
ففي الصحيح
عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من أحدثَ في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد .
وفي رواية :
من عمل عملاً
ليس عليه أمرنا
فهو رد .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي سنن أبي داود والترمذي
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :
وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
موعظة وجلت منه القلوب ،
وذرفت منها العيون ،
فقلنا : يا رسول الله كانها موعظة مودع فأوصنا .
قال :
" أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة ،
وإن تأمّر عليكم عبد ،
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ،
فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
عضوا عليها بالنواجذ ،
وإياكم ومحدثات الأمور ،
فإن كل بدعة
ضلالة " .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فإن الابتداع في الدين
يعني التزاما
اتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالتقصير في التبليغ ،
والتقصير في نصح الأمة ،
والتقصير في أداء الأمانة ،
حيث لم يبلغ صلى الله عليه وسلم أمته
هذه المستحسنات المزعومة ،
حتى جاء أهل القرون المتأخرة
من رافضة وقرامطة
وصوفية ودجاجلة ،
فقالوا في الدين ابتداعاً
هذا حسن وهذا مقبول ،
وهذا مراد به محبة الله ،
وهذا مراد به محبة رسول الله
إلى غير ذلك
مما يوحى به بعضهم إلى بعض
زخرف القول غروراً .
ومع ذلك يقولون
زوراً وبهتاناً
بأنهم أصدق محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهم يتهمونه
بما هو منه برئ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فما من خير إلا دل الأمة عليه ،
وما من شرٍّ إلا حذرها عنه ،
فلو كانت هذه البدع خيراً حقاً ،
لشرعها صلى الله عليه وسلم لأمته ،
ولسبقنا إليها
من هم أحرص منا
على الاقتداء والتأسي برسول الله ،
وأتقى الله ،
وأصلح قلوباً ،
وأنقى سرائر ،
وأعمق إيماناً ،
وأخلص محبة ،
أولئك أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وأتباعهم
وأتباع أتباعهم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إن تحمسنا
لردِّ البدع والمنكرات ،
نابع من إيماننا بالله رباً،
وبالإسلام ديناً ،
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ،
وهو بالتالي ثمرة لمحبتنا الصادقة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
محبة تبرئه من التقصير
في تبليغ الرسالة ،
وأداء الأمانة ،
والنصح للأمة ،
محبة تقتضي منا
التمسك بما هو عليه صلى الله عليه وسلم ،
وما كان عليه أصحابه الأخيار
رضوان الله عليهم أجمعين ،
محبة تقتضي منا إنزاله صلى الله عليه وسلم
منزلته التي أنزله الله إياها ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
محبة تقتضي منا
أن نعبد الله بما شرعه
صلى الله عليه وسلم ،
وذلك
بإفراد الله تعالى بالعبادة
والإجلال ،
وكمال التعلُّق
وفقاً وتحقيقاً لما تلقيناه توجيهاً وتعليماً
من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
محبة تقتضي منا
التمسك بسنته
صلى الله عليه وسلم
قولاً وعملاً وتقريراً ،
ونبذ كل ما لم يكن من سنته
صلى الله عليه وسلم ،
مما أُحدث في الدين ،
مما لم يكن عليه أمره
صلى الله عليه وسلم ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
محبة تقتضي منا اتخاذه
صلى الله عليه وسلم
أسوة حسنة ،
وقدوة صالحة
في أقوالنا
وأفعالنا
وأخلاقنا
وآدابنا
وطريق التعامل مع ربنا ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
محبة تقتضي منا
اعتبار البدع والمحدثات
قدحاً في الرسالة ،
وإشارة إلى تقصير
المصطفى صلى الله عليه وسلم
في بيان الخير للأمة ،
حاشاه
صلى الله عليه وسلم
وكلا .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وانطلاقاً من هذه المحبة ;
فإننا لا نبالي في تجريح
من يتعرض
لرسالة نبينا ورسولنا محمد
صلى الله عليه وسلم ،
بالقدح والخدش والتنقص
بما يحدثه للناس من أمور
يدَّعي حسنها وخيرها
وقبولها عند الناس .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
كم بلغت فرحتنا ،
وكم بلغ ابتهاجنا ،
وكم كان انشراح صدورنا ،
حينما قيل لنا بأن محمد علوي مالكي
أخذ شهادة عليا .
لقد نشرنا أملنا
في أن تكون شهادته نبراساً له
يستضيئ بها في طريق الدعوة إلى الله ،
بما يرتضيه
جده صلى الله عليه وسلم
على افتراض
صحة نسبه إليه ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فهو على ذلك
الافتراض
من أولى الناس
برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ومن أولى الناس
بالدفاع عن سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
ورد ما يعتبر قدحاً
في بلاغه الرسالة،
وأدائه الأمانة ،
ونصحه للأمة .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإذا كان المالكي
يدَّعي شيئاً من ذلك
بما يقوله في دروسه ،
وبما يكتبه في مؤلفاته ،
فإن دعواه باطلة .
لقد جعل رسول الله إلهاً
مع الله
في ربوبيته وألوهيته ،
وأخذ يقرِّر مشروعية بدع ومحدثات
ما كان لها وجود
في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ولا عهد أصحابه
وأتباعهم ،
وادَّعى أن فيها خيرا ،
وفيها فضلا ،
وفيها أجرا وثوابا.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إنه بذلك بين أمرين
وكلاهما شر ،
وأحلاهما المر ،
إما أنه يعتقد صدق ما يقول
فيكون بذلك قادحاً
في كمال الرسالة
مدعياً على سبيل الاستلزام
تقصير رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أدائها ;
حيث لم يبين لأمته
ما في هذه البدع والمحدثات
من الفضل والأجر والخير الكثير
على حدِّ زعمه .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإما أن يكون المالكي كاذباً
فيما يقول بينه وبين نفسه ،
ولكنها الرغبة في الوجاهة
والظهور،
ودعوى الولاية
والدراية ،
وللتضليل على العامة ،
والتلبيس عليهم
بترهات يخرج عليهم بها
في لباس الولي
المطلِّع على أسرار الكون
وخصائصه ،
ليقدموا له ثمن ذلك
لحس الأيدي
وانحناءات التعظيم
والتبجيل ،
وطلب البركة في أثوابه وآثاره،
كما هو الحال
فيما نراه ونسمعه منه وعنه،
فيا ويله
من هذا الغرض السيئ ،
وهذا الاتجاه الأثيم ،
والله حسيبه وكافيه ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
والآن وبعد أن قدمنا هذه المقدمة
التي أوضحنا فيها ما نعتقده
في رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والحوافز التي جعلتنا نستنكر
من المالكي مسالكه الشائنة ;
في ترويج البدع
وفتح أبواب الجاهلية على هذه الأمة ،
وأن ذلك كله منا نابع من
صدق محبتنا لرسول الله ،
وصدق اتباعنا رسول الله ،
وسلامة اقتدائنا بسنة رسول الله ،
ومقتضى إيماننا
بوحدانية الله تعالى
في ألوهيته وربوبيته
وكمال ذاته وصفاته ،
وأنه الأول والآخر ،
والظاهر والباطن ،
والمانع والمعطي ،
والنافع والضار ،
من يهده الله فلا مضل له ،
ومن يضلل فلا هادي له ،
لا يأتي بالخير إلا هو ،
ولا يدفع الشر إلا هو ،
أكمل الدين
ببلاغ رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم ،
وأتمَّ علينا نعمته
ورضيَ لنا الإسلام ديناً .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وبعد تقديمنا ما قدمناه ،
يطيب لنا الآن
أن ندخل مع المالكي
في مناقشة دلائله على جواز الاحتفال بالمولد ،
وردِّ هذه الدلائل ،
وبيان زيفها
وزيغها
وبُعدِها عن مواطن الاستدلال ،
والله المستعان .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
رد أدلة المالكي
على جواز الاحتفال بالمولد النبوي
~~~~~
الدليل الأول
مناقشته ثم رده :-
ذكر المالكي الدليل الأول من هذه الأدلة
بقوله :
الأول :
إن الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور
بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ،
وقد انتفع به الكافر،
وقد جاء في البخاري أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم اثنين
بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدمشقي :
إذا كـان هـذا كافــراً جــاء ذمــه ××× بتـبت يداه في الجحيـم مخلدا
أتى أنه في يـــوم الاثـنـين دائمـا ××× يخفـف عـنه للسـرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره ××× بأحمد مسروراً ومات موحدا
لنا مع صاحب هذا الدليل
الوقفات التالية :
الوقفـة الأولى :
إن السرور والفرح والتمتع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مولده وفي بعثته وفي هجرته
وفي جهاده وفي إبلاغه رسالة ربه ،
وفي رأفته ورحمته بأمته وحرصه عليهم ،
وألمه صلى الله عليه وسلم من عنت من يعنت منهم
إلى غير ذلك من أحواله ،
إن السرور بذلك
يجب أن يكون في كل حال وزمان ومكان ،
وألا يختص ذلك بليلة حولية من كل سنة ،
يكون في الاجتماع عليها
من المنكرات
والمعتقدات الباطلة ،
والإسراف في موائد المآكل والمشارب ،
والاستماع إلى مدائح ترتقي بالممدوح فيها
إلى مقام الألوهية و الربوبية .
إننا حينما نفترض جدلاً سلامة هذه الليلة من المنكرات ،
فإن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ليلة حولية من كل عام
يعتبر ضرباً من الهجران والصدود والغفلة،
وذلك حينما لا نذكر ولا نعرف
شمائل رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وما في حياته من جوانب إشراق
إلا بعد مضي ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقفـة الثانيـة :
عند حديث تخفيف العذاب عن أبي لهب :-
لقد تناول العلماء هذا الحديث بالشرح والتعليق ،
واستنباط ما يمكن أن يدل عليه
من أحكام وفوائد،
فلم يستدل
به واحد منهم على مشروعية
الاحتفال بمولد رسول الله
صلى الله عليه وسلم [1].
لا شك أن ولادته صلى الله عليه وسلم
كانت أول فتح من الخير على هذه الأمة ،
وحصل في ليلة ولادته صلى الله عليه وسلم
أمور كانت إنذاراً لعناصر الشر ودول الباطل ،
إلا أن ذلك كله لا يعني اعتبار هذه الليلة
عيداً حولياً من الأعياد الإسلامية
=============
[1] - جاء في كتاب الشيخ أبي بكر الجزائري
" الإنصاف فيما قيل في المولد من الغـلو والإجحاف "
الرد على الاحتجاج بعتق ثويبة مولاة أبي لهب ،
ودعوى التخفيف على أبي لهب بذلك
لاستبشاره بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
الشبهة الأولى :
في الأثر التاريخ وهو ما روي من أن أبا لهب الخاسر
رؤي في المنام فسُئل فقال :
إنه يعذب في النار إلا أنه يخفف عنه كل ليلة اثنين ،
ويمص من بين أصبعـيه ماء بقدر هذا ،
وأشار إلى رأس أصبعه ،
وأن ذلك كان له بسبب إعتاقه جاريته ثويبة
لما بشرته بولادة محمد صلى الله عليه وسلم
لأخيه عبدالله بن عبدالمطلب وبإرضاعها له صلى الله عليه وسلم.
وردّ هذه الشبهة وإبطالها من أوجه :-
1 - أن أهل الإسلام مجمعـون
أن الشرع لا يثبت برؤى الناس المنامية،
مهما كان ذو الرؤيا في إيمانه وعلمه وتقواه ،
إلا أن يكون نبي الله ،
فإن رؤيا الأنبياء وحي ، والوحي حق .
2 - أن صاحب هذه الرؤيا هو العباس بن عبدالمطلب ،
والذي رواها عنه رواها بالواسطة ،
فالحديث إذاً مرسل ، والمرسل لا يُحتج به ،
ولا تثبت به عقيدة ولا عبادة ،
مع احتمال أن الرؤيا رآها العباس قبل إسلامه ،
ورؤيا الكافر حال كفره لا يُحتج بها إجامعاً " اهـ .
[ انظر ص 30-31] .
3 - أكثر أهل العلم من السلف والخلف
على أن الكافر لا يُـثاب على عمل صالح عمله
إذا مات على كفره
وهو الحق
لقول الله تعالى
{ وقدمنا إلى ما علموا من عمل فجعـلناه هباءاً منثوراً }،
وقوله عز وجل
{ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه
فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } ،
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم
وقد سألته عائشة رضي الله عنها عن عبد الله بن جدعان
الذي كان يذبح كل موسم حج ألف بعير ، ويكسو ألف حلة ،
ودعا إلى حلف الفضول في بيته ،
هل ينفعه ذلك يا رسول الله ؟
فقال : لا ، لأنه لم يقل يوماً من الدهر :
رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .
وبهذا يتأكد عدم صحة هذه الرؤيا ،
ولم تصبح شاهداً ولا شبهة أبداً .
4 - إن الفرح الذي فرحه أبو لهب بمولود لأخيه
فرح طبيعي لا تعـبدي ،
إذ كل إنسان يفرح بالمولود يولد له أو لأحد إخوته أو أقاربه ،
والفرح إن لم يكن لله لا يُثاب عليه فاعله ،
وهذا يضعـف هذه الرواية ويبطلها ،
مع أن فرح المؤمن بنبيّـه قائم بنفسه لا يفارقه أبداً ،
لأنه لازم حبه ،
فكيف نُحدث له ذكرى سنوية نستجلبه بها .
اللهم إن هذا معنى باطل ،
وشبهة ساقطة لا قيمة لها ولا وزن ،
فكيف يثبت بها إذاً شرع لم يشرعه الله
لا عن عجز ولا عن نسيان ،
ولكن رحمة بعباده المؤمنين ،
فله الحمد وله المنة " اهـ .
[ انظر ص 40- 41 ] .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فلقد عاش صلى الله عليه وسلم بعد ولادته
ثلاثاً وستين سنة ،
لم يُنقل عنه
ولا عن أحد من أصحابه ،
ولا عن التابعين
ومن تبعهم من القرون الثلاثة المفضلة
أنهم اعتبروا هذه الليلة من الأعياد
تقام فيها الاحتفالات ابتهاجاً بهذه المناسبة ،
ولو نُقل
لنا شيئاً من ذلك
لكنا والله أسرع الناس
إلى الاقتداء والامتثال والتأسي .
ولقد كان
أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حريصين على الاقتصار
على ما شرعه الله تعالى
في كتابه،
أو على لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم
وابن مسعود رضي الله عنه
وهو أحد أكابر الصحابة وعلمائهم وفقهائهم
يؤكد على الناس قوله :
" اتبعوا ولا تبتدعوا
فقـد كُـفيتم " .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقفـة الثالثـة :
عند أبيات الحافظ الدمشقي :
فنحن ندعو للحافظ الدمشقي بالرحمة والمغفرة ،
نؤكد معه قوله الصادق :
فما الظن بالعبد الذي كان عمره
بأحمد مسروراً ومات موحدا
فهو رحمه الله
يرجو ربه بسروره برسول الله
صلى عليه وسلم طول عمره ،
لا أنه يرتجي ثواب سروره برسول الله
في ليلة بعد ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة .
ثم إنه رحمه الله يربط رجاءه الثواب
بموته موحداً الله تعالى بما هو أهله ،
وبما يستحقه تعالى من
العبادة والتعظيم ،
وصدق التعلُّق ،
لا بنسبة النفع والضر
والمنع والعطاء
لغير الله مع الله ،
ولا بالقول بالاشتراك مع الخالق تعالى وتقدس
في مقاليد السموات والأرض ،
ولا بالقول بأن آدم وذريته خلقوا لأجل محمد
خلافاً للآية الكريمة :
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ
إِلا لِيَعْبُدُونِ }[1] ،
كما تصرخ بذلك المدائح النبوية
التي تقال في الموالد ،
فيترنح للإيمان بها حاضرها ،
وقد أورد المالكي في كتابة الذخائر المحمدية
بعضاً منها على سبيل الاستحسان والتأييد ،
والدعوة إلى القول بها ،
واعتقاد ما تدل عليه
من غلو
وتنطع
وابتداع .
=============
[1] - سورة الذاريات ، الآية : 65 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الدليـل الثاني
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الثاني بقوله :
الثاني :
أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظِّم يوم مولده ،
ويشكر الله تعالى فيه نعمته الكبرى عليه ،
وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود، إذ سعد به كل موجود .
وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام ،
كما جاء في الحديث عن أبي قتادة :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُـئل عن صوم يوم الاثنين فقال :
" فيه ولدت و فيه أنزل عليّ " .
رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام .
وهذا في معنى الاحتفال به ،
إلا أن الصورة مختلفة ، ولكن المعنى موجود ،
سواء كان ذلك لصيام أو إطعام طعام ،
أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،
أو سماع شمائله " . اهـ .
هذا الدليل ،
لنا مع صاحبه عدة وقفات :
الوقفـة الأولى :
عند قوله :
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يعظِّم يوم مولده بالصيام .
إن صيامه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ،
وبيانه أن سبب ذلك ولادته فيه ،
وبدء الإنزال عليه ;
ليس تعظيماً لذلك اليوم ،
وإنما هو شكر لله تعالى
على أن منّ عليه بنعمة النبوة والرسالة ،
أشبه شكر الله تعالى
بصيام العاشر من شهر محرم ،
حيث نجى الله فيه موسى وأهلك فرعون ،
ومع ذلك فلم يدع أصحابه
إلى إقامة احتفال بليلة مولده ،
ولم يشرع لهم صيام يوم الإثنين ،
لأنه صلى الله عليه وسلم ولد فيه،
وإنما شرع لهم صيامه على سبيل الاستحباب ،
لأنه يوم تعرض فيه أعمال العباد على الرب ،
فيستحسن أن يعرض عمل العبد
وهو صائم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
كما أنه صلى الله عليه وسلم
لم يسمح لأحدٍ من أمته
أن يرفعه بالمديح
فوق منزلته التي أنزله الله إياها ،
ولم يحتفل بليلة مولده
صلى الله عليه وسلم
أحد من أصحابه ،
الذين هم أحرص الناس
على اتباع ما يحبه ويرضاه ،
وأصدق الناس حباً له
صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ومع ذلك
فلو اقتصر المالكي وأتباعه
على صيام يوم الاثنين من كل أسبوع
ابتهاجاً بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
لوجد منا تأييداً
وإنكاراً على من ينكر عليه ذلك .
أما أن يعمل من الحبة قبة ،
ومن السنة بدعة ،
ويحتج على الابتداع
والإحداث في الدين
بما لا يصلح له دليلاً ;
فهذا ما لا يصلح له ولا يستقيم [1] .
=============
[1] - جاء في كتاب الشيخ أبو بكر الجزائري
" الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف "
رد على الاحتجاج بصيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين
على مشروعية إقامة المولد ،
حيث قال :
" ورد هذه الشبه وإبطالها وإن كانت أضعـف من سابقاتها من أوجه :-
الأول :
أنه إذا كان المراد من إقامة المولد
هو شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول
صلى الله عليه وسلم فيه ،
فإن المعـقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر
من نوع ما شكر الرسول ربه به وهو الصوم ،
وعليه فلنصم كما صام ،
وإذا سُئلنا قلنا إنه يوم ولد فيه نبينا فنحن نصومه شكراً الله تعالى ،
غير أن أرباب الموالد لا يصومونه
لأن الصيام فيه مقاومة للنفس بحرمانها من لذة الطعام والشراب ،
وهم يريدون ذلك ،
فتعارض الغرضان ،
فآثروا ما يحبون على ما يحب الله ،
وهي زلة عند ذوي البصائر والنهي .
والثاني :
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته
وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول
إن صح أنه كذلك
وإنما صام يوم الإثنين
الذي يتكرر مجيئه في كل شهر أربع مرات أو أكثر ،
وبناء= =على هذه
فتخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول
بعمل ما دون يوم الإثنين من كل أسبوع
يعتبر استدراكاً على الشارع ،
وتصحيحاً لعمله ،
وما أقبح هذا إن كان
والعياذ بالله تعالى .
والثالث :
هل النبي صلى الله عليه وسلم لما صام يوم الإثنين شكراً على نعمة الإيجاد والإمداد
وهو تكريمه ببعثته إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً ;
أضاف إلى الصيام احتفالاً كاحتفال أرباب الموالد
من تجمعات ومدائح وأنغام وطعام وشراب ؟
والجواب : لا ،
وإنما اكتفى بالصيام فقط ،
إذاً ألا يكفي الأمة ما كفي نبيها ،
ويسعها ما وسعه ؟؟؟
وهل يقدر عاقل أن يقول : لا .
وإذاً ، فلمَ الافتيات على الشارع ،
والتقدم بالزيادة عليه ،
والله يقول :
{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ،
ويقول :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
واتقوا الله إن الله سميع عليم } ،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إياكم ومحدثات الأمور
فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة " ،
ويقول :
" إن لله حدّ حدوداً فلا تعتدوها ،
وفرض لكم فرائض فلا تضيعوها ،
وحرم أشياء فلا تنتهكوها ،
وترك أشياء في غير نسيان
ولكن رحمة لكم
فاقبلوها ولا تبحثوا عنها "
أخرجه بن جرير ، ورواه الحاكم ،
وصححه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه .ا هـ .
[ انظر ص 44- 45 ] .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقفـة الثانـية :
عند قوله :
إذ سعد به كل موجود .
كم نتمنى أن يسعد به صلى الله عليه وسلم كل موجود ،
فيسلم المجتمع الإنساني
من دعاة جهنم ،
من مشرك وكافر وملحد ،
وكائد للإسلام والمسلمين ،
ولكنها السجعة
أعجبت شيخ البدعة ،
فأوردها
وهو لم يدرِ معناها
مع أنه يزعم أنه عالم كبير ودكتور نحرير.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقـفة الثالـثة :
عند قوله :
وهذا في معنى الاحتفال به ،
إلا أن الصورة مختلفة ،
ولكن المعنى موجود .
يقصد المالكي أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان بصيامه يوم ولادته
يوحي إلى أمته
وفي طليعة الأمة أصحابه وتابعوهم
بإقامة احتفال بمولده صلى الله عليه وسلم ،
إلا أنهم من الغباء والجهل
والبعد عن إدراك مقاصده
صلى الله عليه وسلم
بمكان حجب عنهم ذلك ،
حتى جاء الرافضة والقرامطة والفاطميون
ومن نحا نحوهم
من أهل البدع والمحدثات
كالمالكي وأضرابه ،
فأدركوا بثاقب بصرهم ونفاذ بصيرتهم
وقوة إيمانهم وشدة محبتهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ;
أدركوا مقصده صلى الله عليه وسلم
بصيامه يوم الإثنين ،
فدعوا إلى
إقامة الاحتفالات بالموالد .
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كُلاها وحتى سامها كلُّ مفلسِ
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
حقاً إنها لا تعمى الأبصار
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
هل يجوز لنا
يا محمد مالكي أن نقول :
أن مشروعية الصلاة في الأوقات الخمس
تعني مشروعية الصلاة في الجملة ؟ ،
وأنه يجوز لنا
أن نُحدِث وقتاً أو وقتين
زيادة على الصلوات الخمس المكتوبة ؟
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
هل يجوز لنا أن نقول :
أن مشروعية صيام رمضان ،
تعني مشروعية الصيام في الجملة ؟
وأنه يجوز لنا
أن نُحدِث صيام شهر آخر غير رمضان
على سبيل الوجوب ؟
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
هل يجوز لنا أن نقول :
أن مشروعية الحج في زمان مخصوص ،
تعني مشروعيته في الجملة ،
وأنه يجوز لنا
أن نقول بتوسعة وقت الحج طوال العام كالعمرة
تخفيفاً على الأمة وتوسعة عليها ؟
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إننا حين نقول بذلك ،
لا نقول بأن الصورة مختلفة ،
بل إن الصلاة هي الصلاة ،
والصوم هو الصوم ،
والحج هو الحج ،
إلا أن الجديد في ذلك
الزيادة على المشروع فقط .
يلزم المالكي أن يقول :
بجواز ذلك
كما قال :
بأن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مولده ،
يدل على جواز إقامة الاحتفال بذكرى ذلك
من كل عام .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وبالتالي نقول
لأصحاب رسول الله
أبي بكر
وعمر
وعثمان
وعلي
والستة الباقين من العشرة ،
والحسن
والحسين
وأمهما فاطمة ،
وأمهات المؤمنين
أزواجه صلى الله عليه وسلم
وغيرهم ،
إنكم لم تقدروا رسول الله
صلى الله عليه وسلم حق قدره
كما قدَّره المالكي وأضرابه ،
فلم تقيموا احتفالات حولية بذكرى ولادته
صلى الله عليه وسلم ،
كما يوحي بذلك
على حد زعم المالكي
وفهمه السقيم
وعقله السخيف
صومه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين .
حقاً إن الهوى يُعمي ويُصم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إننا نؤكد ونكرر أن ذكراه
صلى الله عليه وسلم ،
والاستبشار بمولده ومبعثه وهجرته وجهاده ،
وجميع ما يتعلق بحياته
صلى الله عليه وسلم ،
يجب أن تصاحب حياتنا في كل وقت ،
فنجتمع على مذاكرة سنته ،
وعلى تلاوة سيرته ،
وما يتعلق بشمائله
صلى الله عليه وسلم ،
ليس مرة في السنة ،
ولكن كل ما سنحت لنا فرصة ذلك .
أما أن نتخذ ذلك على شكل عيد حولي ،
وبعقيدة مشروعية ذلك ،
فهذا ما لا نقول به ،
ونُجَّهِل المالكي وأضرابه حينما ينادون بذلك
ويحبذونه قولاً وعملا .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الدليـل الثالـث
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الثالث بقوله :
الثالث :
أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن،
من قوله تعالى :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }[1]،
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة،
والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة ،
قال الله تعالى :{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[2] . اهـ .
لاشك أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب من أمته ،
ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ،
ولكن الاستدلال بذلك على الصفة المبتدعة
بقوله تعالى :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }[3]
استدلال من يتعسف النصوص
ويخضعها لهواه وما يحب .
فلقد فسَّر هذه الآية الكريمة كبار المفسرين ،
كابن جرير وابن كثير والبغوي والقرطبي وابن العربي وغيرهم ،
ولم يكن في تفسير واحد منهم
أن المقصود بالرحمة في هذه الآية
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وإنما المقصود بالفضل والرحمة المفروح بهما
ما عنته الآية السابقة لهذه الآية ،
وهو قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ للمؤمنين }[4]
ذلك هو القرآن الكريم ،
===========
[1] - سورة يونس ، الآية : 58 .
[2] - سورة الأنبياء ، الآية : 107 .
[3] - سورة يونس ، الآية : 58 .
[4] - سورة يونس ، الآية : 57 – 58 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ونزولاً منا على رد مغالطة المالكي
وتعسفه في إخضاع النصوص لما يريد منها ،
نورد بعضاً من
تفسير أهل العلم ،
ليرى القارئ الكريم
كيف سمح المالكي لنفسه
بالجنوح
والشطط في النظر ،
وشابه بذلك
بعض الرافضة
حينما قالوا إن المقصود بقوله تعالى :
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطمئِنة
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً }[1]
إن المقصود بذلك
الحسن بن علي .
===========
[1] - سورة الفجر ، الآية :27 – 30 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
قال ابن كثير في تفسيره ما نصه :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ للمؤمنين *
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ
فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [1] .
يقول تعالى ممتناً على خلقه
بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ }
أي زاجر عن الفواحش ،
{ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ }
أي من الشبه والشكوك ،
وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس ،
{ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ }
أي يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى ،
وإنما ذلك للمؤمنين به ،
والمصدقين الموقنين بما فيه ،
كقوله تعالى :
{ وننزل من القرآن ما هو شفاء
ورحمة للمؤمنين
ولا يزيد الظالمين إلا خسارا }[2] .
وقوله :
{ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء }[3] ،
وقوله تعالى :
{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا }[4] .
أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق ،
فليفرحوا
فإنه أولى ما يفرحون به " اهـ [5] .
===========
[1] - سورة يونس ، الآية : 57- 58 .
[2] - سورة الإسراء ، الآية : 82 .
[3] - سورة فصلت ، الآية : 44 .
[4] - سورة يونس ، الآية 58 .
[5] - ج 2 ، ص 421 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
قال ابن جرير ما نصه :
" القول في تأويل قوله تعالى :
{ قل بفضل الله ورحمته
فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }[1].
قال أبو جعفر :
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
قل يا محمد لهؤلاء المكذبين بك ،
وبما أنزل إليك من عند ربك ،
بفضل الله أيها الناس الذي تفضل به عليكم
وهو الإسلام ،
فبينه لكم ودعاكم إليه ،
وبرحمته التي رحمكم بها فأنزلها إليكم،
فعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتابه ،
فبصركم بها معالم دينكم ،
وذلك القرآن
فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ،
...
فإن الإسلام الذي دعاهم إليه ،
والقرآن الذي أنزله عليهم
خير مما يجمعون من حطام الدنيا وكنوزها " اهـ .
===========
[1] - سورة يونس ، الآية : 58 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال القرطبي في تفسيره ما نصه :
" قوله تعالى :
{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا }[1]،
قال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما :
فضل الله القرآن ،
ورحمته الإسلام .
وعنهما أيضاً فضل الله القرآن
ورحمته أن جعلكم من أهله .
وعن الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة
فضل الله الإيمان
ورحمته القرآن على العكس من القول الأول " اهـ .
===========
[1] - سورة يونس ، الآية : 58 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإذا كنا نقرر أن الفرح به صلى الله عليه وسلم
مطلوب من الأمة ،
فإن الفرح ليس معناه
أن نُحدِث في دينه
وفي أمره ما ليس منه ،
مما يستلزم اتهامه صلى الله عليه وسلم
بالتقصير في بلاغ الرسالة
وأداء الأمانة والنصح للأمة ،
وندعو الناس إلى الابتداع في الدين ،
ونشرع لهم من الدين
مالم يأذن به الله ،
ونقول لهم إنكم باحتفالكم
بذكرى ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ;
تحيون ليلة هي أفضل من ليلة القدر ،
كما تصرخ بذلك كتب المالكي
ومن نقل عنه
من أئمة الضلال والابتداع .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولكن الفرح
برسول الله صلى الله عليه وسلم
يعني التمسك بسنته ،
والعض عليها بالنواجذ ،
والبعد عن المحدثات والمبتدعات،
وألا نعبد الله تعالى
إلا بما شرعه
صلى الله عليه وسلم ،
انقياداً وتحقيقاً وامتثالاً
لأمره صلى الله عليه وسلم ، :
" عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين
من بعدي
تمسكوا بها ،
وعضوا عليها بالنواجذ ،
وإياكم ومحدثات الأمور،
فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة " .
هذا هو الفرح برسول الله،
وهذا هو حب رسول الله،
وهذا هو تقدير رسول الله ،
وهذا هو تعزير رسول الله ،
وهذا هو توقير رسول الله،
وهذا هو معنى انتفاء الإيمان من العبد
حتى يكون
صلى الله عليه وسلم
أحبَّ إليه من نفسه
وماله
وولده
ووالده
والناس أجمعين .
وبما قدمنا يتضح لأهل العلم والعدل والانصاف
أن دليل المالكي هذا لا يستقيم له ،
وأنه ضرب من التعسف
وتحميل النصوص غير ما تحمله
وتدل عليه .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الدليل الرابع
مناقشته ثم رده:-
وذكر المالكي الدليل الرابع بقوله :
الرابع :
أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى
التي مضت وانقضت ،
فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكرها وتعظيم يومها لأجلها ،
ولأنه ظرف لها .
وقد أصّـل صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة بنفسه ،
كما صرح في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى المدينة ،
ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء ،
سأل عن ذلك فقيل :
" إنهم يصومون لأن الله نجى نبيهم وأغرق عدوهم ،
فهم يصومون شكراً لله على هذه النعمة " ،
فقال صلى الله عليه وسلم :
" نحن أولى بموسى منكم " ،
فصامه وأمر بصيامه " . اهـ .
أظن أن المالكي نفسه
لو أبعد عن خاطره سلطان الهوى ;
لعرف أن استدلاله هذا متهافت ،
ولتورَّدَ خجلاً
وهو يورد هذا دليلاً
على دعواه
مشروعية الاحتفال بالمولد .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إن الأمة الإسلامية جمعاء
تدرك مشروعية صيام يوم عاشوراء ،
ويوماً بعده أو يوماً قبله ،
على سبيل الاستحباب
امتثالاً لأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وشكراً لله تعالى على تأييد الحق وإزهاق الباطل .
ولكن ليس في علماء المسلمين
ممن يُعتد بعلمهم ،
ويُعترف لهم بالفضل وطول الباع في العلم
والتقى والصلاح وصدق الاقتداء ،
ليس فيهم
من يعتبر في هذا التوجيه النبوي الكريم
بصيام يوم عاشوراء
تأصيلاً لقاعدة إقامة الموالد ،
وإحداث مواسم دينية ،
لترتبط الأزمنة بالأحداث ،
كما يقول المالكي ،
فتتعدد الأعياد
وتكثر المناسبات ،
ويعيش المسلمون كل أيامهم ولياليهم
في احتفالات بالموالد
والإسراء والمعراج ،
والهجرة ،
وذكرى الغزوات ،
وغير ذلك مما يُحدِثه المالكي وأتباعه وأحزابه ،
وأئمته ومشائخه في الابتداع .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من البلاغة
والفصاحة
والقدرة على جوامع الكلم ،
والحرص على تبليغ الرسالة ،
وتوجيه أمته إلى كل خير ،
إنه صلى الله عليه وسلم
بحال لا يعجز فيها
أن يعطي قاعدة
تدل على مراعاة الأمة
لارتباط الزمان بحوادثه الدينية العظمى ،
لتذكرها وتعظم أيامها ،
وأن يفرِّع صلى الله عليه وسلم
من هذه القاعدة جزئيات تطبيقية ،
فيها من الوضوح والبيان القولي والعملي ;
ما يعتبر حاسماً لمجال النظر والتأمل ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولكنه
صلى الله عليه وسلم
لم يشرع شيئاً من ذلك لأمته ،
إكمالاً لإبلاغ الرسالة ،
وأداء الأمانة ،
والنصح للأمة ،
وعليه فإن أمره صلى الله عليه وسلم
أمته بصيام يوم عاشوراء
شكراً لله على إنجائه نبيه موسى
لا يعني اتخاذه
عيداً من الأعياد ،
ولا يعني الاستدلال به
على إقامة الموالد ،
وإنما يعني القيام بشكر الله تعالى ،
وفقاً لما شرعه صلى الله عليه وسلم ،
ومن أحدثَ في أمرنا
ما ليس منه
فهو رَدٌّ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الدليل الخامس
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الخامس بقوله :
الخامس :
أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم ،
فهو بدعة ولكنها حسنة ،
لا ندراجها تحت الأدلة الشرعية ، والقواعد الكلية ،
فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية،
لا باعتبار أفرادها،
لوجود أفرادها في العهد النبوي ،
كما سنعلم ذلك تطبيقاً إن شاء الله " . اهـ .
لنا مع المالكي في دليله هذا
عدة وقفات :
الوقـفة الأولى :
عند اعترافه
بأن الاحتفال بالمولد بدعة ،
لأنه لم يكن
في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لا شك أن الاحتفال بدعة ،
وأنه لم يكن على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
بالرغم من أن عهده صلى الله عليه وسلم
مليئ برجال هم
أحرص الناس على حب رسول الله ،
وأحرص الناس على الفرح برسول الله ،
وأحرص الناس على الاستبشار برسول الله ،
وأحرص الناس على إظهار السرور برسول الله ،
وأخلص الناس تضحية وفداء ووقوفاً مع رسول الله ،
وأدق الناس اقتداءاً وتأسياً برسول الله ،
وأولى الناس وأقربهم التصاقاً برسول الله
صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فهل يستطيع المالكي أن يقـول
إن القـرامـطة
والفاطميين
والرافضة
والصوفية
وغيرهم من أهل البدع والمحدثات
ومن هم سلف المالكي وقدوته ;
هل يستطيع أن يقول :
بأنهم أعظم من
أصحاب رسول الله
محبة ونصحاً وفرحاً واسبشاراً وسروراً
وتعلقاً برسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أم هل يستطيع المالكي أن يقول :
أن القرامطة
والفاطميين
والرافضة
والصوفية
وغيرهم من أسلافهم
أعلم من أصحاب رسول الله
بحق رسول الله ؟
وأفقه من أصحاب رسول الله
بما يقصده رسول الله ؟
وأكثر فطنة وإدراكاً
ومعرفة لأسرار شرع رسول الله
من أصحاب رسول الله ؟ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
نعم لم يكن الاحتفال بالمولد
في عهد رسول الله ،
ولا في عهد أصحاب رسول الله ،
ولا في عهد تابعي أصحاب رسول الله ،
ولا في عهد الأئمة الأعلام
في الفقه والحديث ومقاصد التشريع ،
أمثال أبي حنيفة
ومالك
والشافعي
وأحمد
والأوزاعي
والثوري
والبخاري
ومسلم
والترمذي
والنسائي
وأبو داود
وابن ماجه
وغيرهم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فهل نقبل أمراً أتى به
شر من وطأ الحصا ;
القرامطة والفاطميون وغيرهم ،
ممن يشهد التاريخ الإسلامي
بتدنيسهم محيا الإسلام ،
ونترك ما عليه
أصحاب القرون الثلاثة المفضلة ،
من صحابة وتابعين وعلماء أجلاء ،
لهم أقداحهم المعلاة في العلم والتقى ،
والصلاح والاستقامة ،
وسلامة المعتقد ودقة النظر
وصدق الاتباع والاقتداء
بمن أمرنا الله تعالى أن نجعله أسوة لنا ،
وقدوة لمسالكنا
وهو رسولنا وحبيبنا ونبينا
محمد صلى الله عليه وسلم؟
ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقـفة الثانية :
عند قوله
بأن الاحتفال بالمولد بدعة ،
إلا أنها بدعة حسنة .
كم نتمنى من المالكي أن
يتقي الله تعالى ،
وأن يقف مع حماة الإسلام ،
وألا يشترك مع غيره
في فتح ثغرات شر وابتداع على المسلمين .
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أوتي جوامع الكلم ،
وله من الفصاحة والبلاغة
والقدرة على القول المبين
ما يستطيع أن يبين به أقسام البدعة ;
إن كان للبدعة أقسام ،
وأن يبين من هذه الأقسام
ما يجوز ومالا يجوز ،
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولكنه صلى الله عليه وسلم عمَّم فقال :
" من أحدَثَ في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو رد " .
وفي رواية :
" من عمل عملاً
ليس عليه أمرنا
فهو رد " .
وقال :
" وإياكم ومحدثات الأمور ،
فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار" .
فالتعبير بكل محدثة،
والتعبير بكل بدعة،
والتعبير بكل ضلالة،
ماذا يعني ؟
هل يعني ذلك العموم ،
أم يعني التقسيم ؟
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولئن قال بالتقسيم بعض أهل العلم ،
فإن المحققين منهم ينحون
باللائمة على ذلك الاتجاه ،
الذي فتح للبدع والمحدثات
الأبواب على مصاريعها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وبهذا يتبين لك أن البدعة في الدين ،
وإن كانت في الأصل مذمومة
كما دل عليه الكتاب والسنة ،
سواء في ذلك البدع القولية أو الفعلية ،
وقد كتبت في غير هذا الموضوع
أن المحافظة على عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
كل بدعة ضلالة ،
متعين ،
وأنه يجب العمل بعمومه ،
وأن من أخذ يصنف البدع إلى حسن وقبيح ،
ويجعل ذلك ذريعة
إلى أن لا يحتج بالبدعة على المنهي
فقد أخطأ كما يفعل طائفة من المتفقهة والمتكلمة
والمتصوفة والمتعبدة ،
إذا نهوا عن العبادات المبتدَعة
والكلام في التدين المبتدَع ;
ادعوا أن لا بدعة مكروهة إلا ما نهى عنه،
فيعود الحديث إلى أن يُقال :
كل ما نهي عنه ،
أو كل ما حرم ،
أو كل ما خالف نص النبوة
فهو ضلالة .
وهذا أوضح من أن يحتاج إلى بيان ،
بل كل ما لم يشرع من الدين
فهو ضلالة ،
وما سمي بدعة
وثبت حسنه بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم ،
إما أن يُقال ليس ببدعة في الدين
وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة ،
كما قال عمر :
نعمت البدعة هذه ،
وإما أن يقال هذا عام
خُصت منه هذه الصورة ،
لمعارض راجح
كما يبقى فيما عداها ،
على مقتضى العموم ،
كسائر عموميات الكتاب والسنة ،
وهذا قد قررته في اقتضاء الصراط المستقيم ،
وفي قاعدة السنة والبدعة وغيره "[1] اهـ .
==============
[1] - المجموع ص 370 – 371 ، ج 10 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال رحمه الله
في موضع آخر
ما نصه :
" ومعلوم أن كل ما لم يسنـّه
ولا استحبه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أحد من هؤلاء
الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم ;
فإنه يكون من
البدع المنكرات ،
ولا يقول أحد
في مثل هذا
إنه بدعة حسنة "[1] . اهـ .
==============
[1] - المجموع ، ص 152 ، ج 27 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال رحمه الله في موضوع آخر ما نصه :
" وليس لأحد أن يقول
إن مثل هذا من البدع الحسنة ،
مثل ما أحدث بعض الناس الأذان في العيد ،
والذي أحدثه مروان بن الحكم
فأنكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان ذلك ،
هذا وإن كان الأذان ذكر الله
إلا أنه ليس من السنـّة ،
وكذلك لما أحدث الناس اجتماعاً راتباً غير الشرعي ،
مثل الاجتماع على صلاة معينة أول رجب ،
أو أول ليلة جمعة فيه ،
وليلة النصف من شعبان ،
فأنكر ذلك علماء المسلمين .
ولو أحدَثَ ناس صلاة سادسة
يجتمعون عليها غير الصلوات الخمس
لأنكرَ ذلك عليهم المسلمون ،
وأخذوا على أيديهم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وأما قيام رمضان ،
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنـَّه لأمته ،
وصلى بهم جماعة عدة ليال ،
وكانوا على عهده يصلون جماعة وفرادى ،
لكن لم يداوموا على جماعة واحدة ،
لئلا تُفرض عليهم ،
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم استقرت الشريعة ،
فلما كان عمر رضي الله عنه جمعهم على إمام واحد ،
وهو أبيّ بن كعب ،
الذي جمع الناس عليها
بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وعمر بن الخطاب هو من الخلفاء الراشدين ،
حيث يقول صلى الله عليه وسلم :
" عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
عضوا عليها بالنواجذ " يعني الأضراس ،
لأنها أعظم في القوة .
وهذا الذي فعله هو سنة ،
لكنه قال " نعمت البدعة هذه " ،
فإنها بدعة في اللغة ،
لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه
في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
يعني من الاجتماع على مثل هذه ،
وهي سنة من الشريعة .
وهكذا إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ،
وهي الحجاز واليمن واليمامة وكل البلاد
الذي لم يبلغه ملك فارس والروم من جزيرة العرب ،
وتمصير الأمصار كالكوفة والبصرة ،
وجمع القرآن في مصحف واحد ،
وفرض الديوان ،
والأذان الأول يوم الجمعة ،
واستنابة من يصلي بالناس يوم العيد خارج المصر ،
ونحو ذلك
مما سنَّه الخلفاء الراشدون ،
لأنهم سنـّوه بأمر الله ورسوله ،
فهو سنة
وإن كان في اللغة يسمى بدعة "[1]. اهـ .
==============
[1] - المجموع ، ج 22 ، ص 233 – 235 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال في معرض
كلامه على صلاة الرغائب
ما نصه :
" وأما صلاة الرغائب فلا أصل لها ،
بل هي محدثة ،
فلا تستحب لا جماعة ولا فرادى " ،
إلى أن قال :
" فلو أن جماعة اجتمعوا بعض الليالي
على صلاة تطوع
من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة
تشبه السنة الراتبة لم يكره ،
لكن اتخاذ عادة دائرة
بدوران الأوقات مكروه ،
لما فيه من تغيير الشريعة ،
وتشبيه غير المشروع بالمشروع ،
ولو ساغ ذلك
لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى ،
أو بين الظهر والعصر ،
أو تروايح في شعبان ،
أو أذان في العيدين ،
أو حج إلى صخرة بيت المقدس ،
وهذا تغيير لدين الله ،
وتبديل له ،
وهكذا القول
في ليلة المولد وغيرها " ،
إلى أن قال :
" فمن جعل شيئاً ديناً وقربة
بلا شرع من الله ،
فهو ضال مبتدع ،
وهو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
" كل بدعة ضلالة " ،
فالبدعة ضد الشرع ،
والشرع ما أمر الله به ورسوله ،
أمر واجب إيجاب أو أمر استحباب ،
وإن لم يفعل على عهده
كالاجتماع في التراويح على إمام واحد ،
وجمع المصحف ،
وقتل أهل الردة والخوارج ،
ونحو ذلك ،
ومالم يشرعه الله ورسوله
فهو بدعة وضلالة ،
مثل تخصيص مكان
أو زمان
واجتماع على عبادة فيه ،
كما خص الشارع أوقات الصلوات
وأيام الجمع والأعياد " [1].
==============
[1] - المجموع ، ج 23 ، ص 132 – 133 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال رحمه الله في موضع آخر
ما نصه :
" وأيضاً فإن الله عاب على المشركين شيئين :
أحدهما أنهم أشركوا به مالم ينزل به سلطاناً .
الثاني تحريمهم مالم يحرمه الله ،
كما بينه صلى الله عليه وسلم
في حديث عياض عن مسلم ،
وقال :
{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا
لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا
وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ } [1] ،
فجمعوا بين الشرك والتحريم ،
والشرك يدخل فيه
كل عبادة لم يأذن بها الله ،
فإن المشركين يزعمون أن عبادتهـم إما واجبـة و إما مستحبة ،
ثم منهم من عبد غير الله ليتقرب به إلى الله ،
منهم من ابتدع ديناً عبد به الله ،
كما أحدثت النصارى من العبادات .
وأصل الضلال في أهل الأرض
إنما نشأ من هذين:
إما اتخاذ دين لم يشرعه الله ،
أو تحريم مالم يحرمه .
ولهذا كان الأصل
الذي بنى عليه أحمد وغيره مذاهبهم ;
أن الأعمال عبادات وعادات ،
فالأصل في العبادات لا يشرع منها
إلا ما شرعه الله ،
والأصل في العادات لا يحظر منها
إلا ما حظره الله ،
وهذه المواسم المحدَثة
إنما نهى عنها
لما أُحدِثَ فيها من الدين
الذي يُتقرب به " [2] اهـ .
==============
[1] - سورة الأنعام ، الآية : 148 .
[2] - المجموع ، ج 4 ، ص 195 – 196 .