-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وعلاوة على ما ذكـره المجلـس في قراره المذكـور
من نقـول مأخـوذة من
كتابه " الذخائر المحمدية " ،
فإننا نذكر من النقول ما يلي :
أولاً : جاء في الصفحة 98 نقله عن الجرداني
وابن الجوزي ما نصه :
( من أجَـلِّ ما ابتدع من أجل القربات والطاعات
وما جرت به العادة من العناية بالمولد الشريف ،
والفرح فيه بسيد السادات ) .
إلى أن قال :
( ومما جرب أن من عمل المولد
كان أماناً له في ذلك العام ،
وبشرى عاجلة بنيل المرام ) ،
إلى أن قال :
( ومن أجلِّ ما ابتدع أيضاً
ما جرت به العادة
من قيام الناس حين ذكر مولده
صلى الله عليه وسلم،
فيُستحب ذلك
لما فيه من تعظيمه وإظهار الفرح به ،
بل أفتى بعض الحنفية
بكفر من تركه حين يقوم الناس )
إلى آخره .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ثانياً : جاء في الصفحات
التاسعة والتسعين ، والمائة ، والمائة وواحد ،
ذكره صيغة السلام
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال :
( وقد جئتك مستغفراً من ذنبي
مستشفعاً بك
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى ربي عز وجل ) ،
ثم ذكر مجموعة من الصيغ للسلام
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعضها نثر وبعضها شعر ،
وقد جاء من الشعر ما نصه :
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له
إلا جنابك يا سؤلى ويا أملي
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ثالثاً : في الصفحة (107)
ذكره صلاة صوفي جاء فيها :
( إن من واظب على هذه الصلاة وهي :
اللهم صلي على سيدنا محمد
عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي ،
وعلى آله وصحبه وسلم
في اليوم والليلة
خمسمائة مرة
لا يموت
حتى يجتمع بالنبي
صلى الله عليه وسلم
يقظة ) .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
رابعاً : في الصفحة (110)
قام بشرح صلاة الفاتح وقال في شرحه :
( فكل الأرزاق من كفه
- الضمير عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم - ،
وفي الحديث أوتيت مفاتيح خزائن السموات والأرض
- أي التي قال الله تعالى فيها :
{له مقاليد السموات والأرض }
أي مفاتيحها ،
فقد أعطاها عز وجل لحبيبه
صلى الله عليه وسلم ،
وفي الحديث أيضاً :
الله معط وأنا القاسم ) أهـ [1] .
==============
[1] - لعل المالكي يعني ما ذكره ابن الجوزي في كتابه
" العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " في قوله :
" باب اعطائه مقاليد الدنيا " ،
حيث ذكر بإسناده عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس " .
قال ابن الجوزي :
" هذا حديث لا يصح ، وفي إسناده علي بن الحسين ،
قال أبو حاتم ضعيف الحديث
[ انظر العلل المتناهية الجزء الأول ص 174 ] .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
خامساً : في الصفحة (112) مانصه :
( اعلم أن ما أوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
قسم أُمـر بتبليغه وهو القرآن
والأحكام المتعلقة بالخلق عموماً،
فقد بلغه صلى الله عليه وسلم ،
وما أُمِـر بكتمه
فقد كتمه صلى الله عليه وسلم
ولم يبلغ منه حرفا،
وهو جميع الأسرار
التي لا تليق بالأمة )
إلى آخر ما ذكره ،
ولم ينقل هذا القول عن أحد .
ولا شك أنه بذلك يوطد
للقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم
بما يخرجه به عن المجال البشري
إلى المحيط الرباني ،
تعالى الله عما يقول الظالمون
علواً كبيراً .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
سادساً : في الصفحة (116) ما نصه :
( وأما قوله صلى الله عليه وسلم
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ،
قال العلماء :
هو في الدنيا قطعاً
ولو عند الموت لمن وفق لذلك ) .
إلى أن قال
( وقد يكون في الدنيا لأهل الكمال من المؤمنين
وصفاء البصيرة الذين وصفهم الله تعالى ،
ووصف قلوبهم ومعارفهم بقوله :
{ كمشكاة فيها مصباح } ، إلى آخر الآية ،
إلى أن قال:
( فمثل هذا القلب هو المؤهل لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم
في اليقظة
وسائر المغيبات أيضاً ) أهـ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقد كان يكون هذا تمهيداً وتوطيداً
لإلزام العامة
بترهات وضلالات دجاجلة
يروم المالكي أن يكون منهم
حينما يأتي واحدهم ويدعي أن له من صفاء القلب
وكمال الإيمان ما سوّغ له
رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ،
وأنه قال له وأوصاه وعمده وكلفه ،
إلى آخر ما يتصور للدجاجلة من طرق سوء .
لا شك أن علماء التفسير واللغة وأهل العلم
مجمعون
على أن النور في الآية الكريمة
نور الله تعالى ،
وأن التشبيه تشبيه لنوره
تعالى وتقدّس .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
سابعاً : في الصفحة (183)
نصَّ على أن ماء زمزم أفضل من الكوثر ،
لأن الله تعالى اختاره ليلة الإسراء
لغسل قلب حبيبه
محمد صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ثامناً : في الصفحة (201) ما نصه :
( ثم اعلم أن كل ما مال إلى تعظيم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينبغي لأحد البحث فيه ،
ولا المطالبة بدليل خاص فيه ،
فإن ذلك سوء أدب ،
فقل ما شئت
في رسول الله صلى الله عليه وسلم
على سبيل المدح
لا حرج ) اهـ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
تاسعاً : في الصفحة (202) ما نصه :
( خصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنه أول النبيين خلقاً )
إلى أن قال :
( و خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله ) اهـ. ،
الضمير في لأجله
عائد للرسول صلى الله عليه وسلم [1] .
===============
[1] - لعل المالكي يعني حديث " لولاك لما خلقت الأفلاك "
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه
" سلسلة الأحاديث الضعـيفة والموضوعة " :
( لولاك لما خلقت الأفلاك ) موضوع .
كما قال الصاغاني في " الأحاديث الموضوعة " صحيفة 7 ،
وأما قول الشيخ القاري صحيفة 67 – 68 :
" لكن معناه صحيح فقد روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً :
أتاني جبريل فقال : يا محمد لولاك ما خلقت الدنيا ،
ولولاك ما خلقت النار .
وفي رواية ابن عساكر " لولاك ما خلقت الدنيا " ،
فأقول الجزم بصحة معـناه لا يليق إلا بعـد ثبوت ما نقله عن الديلمي ،
وهذا مما لم أر أحداً تعـرض لبيانه ،
وأنا وإن كنت لم أقف على سنده فإني لا أتردد في ضعـفه ،
وحسبنا في الدليل على ذلك تفرد الديلمي به .
وأما رواية ابن عساكر فقد أخرجها ابن الجوزي أيضاً في حديث طويل عن سلمان مرفوعاً ،
وقال إنه موضوع ،
وأقرّه السيوطي في " اللآلئ" . [ انظر ج 1 ص 299 – 300 ] .
وقال الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة :
حديث لولاك لما خلقت الأفلاك ،
قال الصاغاني موضوع [ ص 326 ] .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
عاشراً : في الصفحة (205) ما نصه :
( وجمع له بين النبوة والسلطان ،
وأوتي علم كل شيء
حتى الروح
والخمس التي في آية
إن الله عنده علم الساعة ) اهـ.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أحد عشر: في الصفحة (207) ما نصه :
( وأسماؤه توقيفية
كأسماء الله تعالى
بحكم التبعية ) اهـ.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إثنا عشر : في الصفحة (222)
من خصائصه صلى الله عليه وسلم ما نصه :
( وبإباحة النظر إلى الأجنبيات
والخلوة بهن وإردافهن ...
والنكاح بلا مهر ابتداء وانتهاء ،
وبلا ولي وبلا شهود ،
وفي حال الإحرام ،
وبغير رضا المرأة ،
وإذا رغب في نكاح المرأة
حرم على غيره خطبتها بمجرد الرغبة ،
وإذا رغب في مزوَّجة
وجب على زوجها طلاقها لينكحها ) اهـ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ثلاثة عشر : في الصفحة (223) ما نصه :
( وله أن يُقطِعَ أرضَ الجنة ) اهـ.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أربعة عشر : في الصفحة (226) ما نصه :
( ولم يقع ظله على الأرض ،
ولا رؤي له ظل في شمس
ولا قمر
لأنه كان نوراً ) اهـ.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
خمسة عشر : في الصفحة (227) ما نصه :
( وهو حيّ في قبره ،
يصلي فيه بأذان وإقامة ،
وكذلك الأنبياء ،
وقراءة أحاديثه عبادة يُـثاب عليها كقراءة القرآن،
ويستحب الغسل لقراءة حديثه والطيب ) اهـ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ستة عشر : في الصفحة (228) ما نصه :
( ومن خصائص ابنته فاطمة رضي الله عنها
أنها كانت لا تحيض ،
وكانت إذا ولدت
طهرت من نفاسها بعد ساعة
حتى لا تفوتها صلاة ) ،
إلى أن قال:
( وكان إذا ابتسم في الليل أضاء البيت ...
وكان له قراءة القرآن بالمعنى ) اهـ.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
سبعة عشر : في الصفحة (248):
في معرض حديثه عن روضة مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما نصه :
( والعاكفين عليها ) اهـ.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ثمانية عشر : في الصفحة (249) :
رأيه في أن شجرة بيعة الرضوان
لم يقطعها عمر
إلا لأن الناس اختلفوا في تعيينها
فقطعها لئلا تنسب لبيعة الرضوان
والحال أنها ليست كذلك .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
تسعة عشر : في الصفحة (259) ما نصه :
( روحانية المصطفى صلى الله عليه وسلم
حاضرة في كل مكان ،
فهي تشهد أماكن الخير ومجالس الفضل ) اهـ.
وهذا من المالكي توطيد وتمهيد
لترسيخ عقيدة حضور الحضرة النبوية
في الاحتفال بالمولد النبوي ،
وسيأتي بسط القول
في الرد على هذه الضلالة
إن شاء الله .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
هذه نماذج لما في كتابه
" الذخائر المحمدية "
من الخروج عما عليه أهل العلم والتقوى
والصلاح والمعتقد السليم
فيما يجب لله تعالى
وما يجب لرسوله
صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقد أوردنا ما أوردناه من كتابه
" الذخائر المحمدية "
على سبيل الاستشهاد ،
على أن المذكور ضالٌّ
مُضلٌّ
مُتَنكِب
عن صراط الله المستقيم ،
آخذ بما أخذ به
أهل الزيغ والضلال;
لا على سبيل الحصر ،
لأننا لو أردنا أن نحصر
ما في كتابه من المنكرات
لوجدنا أكثر صفحاته
البالغة أربعة وخمسين وثلاثمائة صفحة
طافحة
بسَقَط القول ،
وسفاهة المنطق ،
وسوء الاعتقاد ،
والدعوة إلى الضلال.
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى
أن يعافيه من داء الغرور والتعالي
حتى يعود إلى دائرة سلفنا الصالح
ممن أعطوا ربهم ما يستحقه
من الإجلال
والتقديس
والعبادة
والكمال ،
وأعطوا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ما يستحقه
من المحبة
والتقدير
والوصف الذي ارتضاه له ربه
وأمر صلى الله عليه وسلم أمته بالاقتصار عليه ،
فقال :
" إنما أنا عبد
فقولوا عبدُ الله ورسوله " .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فإننا نثق في عقل المالكي
وفي تفكيره
وفي قدرته على إدراك
ما يستطيع أن ترتفع به منزلته عند الله تعالى ،
فمن التمس رضا الله بسخط الناس
رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ،
ومن التمس رضا الناس بسخط الله
سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .
ونسأل الله تعالى أن يهديه ويصلحه
ويبعده عن مزالق الشر والضلال ،
وأن يوفقه لإدراك ما هو محض حق لله تعالى ،
وما هو حق رسوله صلى الله عليه وسلم
من غير غلو
ولا تنطع
ولا إطراء
ولا إفراط ،
فهو الهادي إلى سواء السبيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
تمـهيـــد وتـأصـيـــل
سبق لنا في مقدمة هذا الرد
أن وصفنا رسالة المالكي
– حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف –
بأنها بتراء ،
حيث بدأها بقوله :
( كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ...) إلى آخره ،
فلم يستعن بالله في كتابتها ،
ولم يحمده تعالى فيها ،
ولم يصلِ على رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم في مقدمتها ،
كما ينبغي ذلك
في مستهل المؤلفات العلمية الصادرة
من أهل العلم ذوي الصلاح والتقى
وصدق الاقتداء ،
وكما هو المقتضى الشرعي
في كل أمر ذي بال،
فكل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله
فهو أقطع ،
وفي رواية أجذم ،
وفي رواية أبتر ،
قال الحافظ بن حجر:
( وقد استقر عمل الأئمة المصنفين
على افتتاح كتب العلم بالتسمية ) اهـ .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولعل الله سبحانه وتعالى صرفه عن ذلك ،
ليكون ذلك أبلغ
في بتر هذه الرسالة
وانقطاعها
وجذمها ،
ولتنزه صيغة البركة والاستعاذة
عن أن تكون فاتحة رسالة
تنادي بإحياء البدعة ،
والتنكب عما عليه
سلفنا الصالح
من الصحابة والتابعين وتابعيهم .
وليصدق على هذه الرسالة
أنها ليست ذا بال
في محيط الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
وبيان حكم الله للعباد،
وإنما هي دعوة
إلى الابتداع في الدين
بما لم يأذن به
الله في كـتابه
أو على لسان رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لقد استهل المالكي رسالته البتراء بقوله:
كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي
وما كنت أود كتابة شيئاً في هذا الموضوع ،
وذلك لأن ما شغل ذهني وذهن العقلاء المسلمين
هو أكبر من هذه القضية .. إلى آخره .
أقول
كم نتمنى أن يكون المالكي قد أعفى نفسه
وقلمه من الكتابة في هذا الموضوع الجانبي
على حد قوله ،
وأراح عباد الله من التلبيس عليهم
بما يعلم أهل العلم والعقل
بطلانه وفساده ،
واتجه إلى ما يشغل ذهنه
وذهن العقلاء من المسلمين
من مواضيع الساعة ومشكلات العصر .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فلقد انتشر الربا وبضروب مختلفة
وأسباب متغايرة وطرق متعددة ،
وانتشرت وسائل التحايل
على أكل أموال الناس بالباطل ،
وشاعت في الناس مذاهب عقائدية ت
لتقي مع الشيطان في الضلال والإضلال
والبعد عن الله تعالى ،
ونـشـط ما يسمى بالتبشـيـر بالديـانة النصرانـية
في كـثيـر من البـلاد الإسلاميـة وغيرها ،
ولقى المسلمون من أعداء الله كثيراً
من الشبه والتكشيك في الإسلام
وأصوله ومبادئه ومقتضياته .
فعلى سبيل الافتراض
بأن محمد مالكي نال شهادة الدكتوراه
عن جدارة علمية ;
فإنه قادر على أن يدلي بدلوه
في معالجة هذه المشكلات ،
وفي الرد على شبهات أعداء الله ،
وفي الكتابة فيما يعود على عموم المسلمين
بالخير والنفع والصلاح .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إنه لو فعل ذلك لرأى منا إخوة له أوفياء،
يحفظون له فضله وعلمه وحسبه ،
ويعتزون به وبما يحمله من رسالة كريمة
في سبيل العلم و إشاعته
وصرفه في مصارفه الشرعية .
ولكنه والعياذ بالله
تنكب عن الصراط المستقيم ،
واشتغل بما أشغل بردِّه وتفنيد زيفه وضلاله
عباد الله
من الدعوة إلى البدع والمنكرات
والرجوع بالأمة إلى الجاهلية الجهلاء ،
وإلى الاستهانة بما وهبها الله من عقل وبصيرة ،
فلا حول ولا قوة إلا بالله ،
ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لقد ذكر المالكي في رسالته البتراء
ثلاث مسائل أحبَّ أن يركز عليها
في بيان مذهبه في المولد والاحتفال به
قبل أن يسرد أدلته على جواز الاحتفال بذلك .
ونحن بدورنا نحب أن نقف معه
عند كل مسألة من هذه المسائل الثلاث
قبل الدخول معه في رد أدلته
وبيان زيفها
ومجانبتها الصواب .
ذكر المالكي المسألة الأولى بقوله :
( إننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد الشريف ،
والاجتماع لسماع سيرته والصلاة والسلام عليه ،
وسماع المدائح التي تقال في حقه ،
وإطعام الطعام ،
وإدخال السرور على قلوب الأمة ) أهـ .
هذا القول يدل
على أنه لا يرى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ،
لأن مشروعية الأمر تعني وجوبه أو استحبابه ،
وبالتالي إثابة فاعله ،
وعقوبة تاركه إن كان واجباً ،
أما جواز ذلك فمعناه إباحته ،
فلا إثابة على فعل ،
ولا عقوبة على ترك .
ولو تتبعنا ما ذكره في رسالته البتراء ،
أو ما ذكره في كتابه الذخائر المحمدية ،
أو ما ذكره في غير هذين الكتابين
من رسائله الأخرى ،
أو بما يفعله ويشد له رحله
مما تطيب له إقامة الاحتفال بالمولد النبوي فيه ;
لوجدناه يقول بمشروعية ذلك ويؤكده .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ففي المسألة الثانية
من مسائله الثلاث في رسالته البتراء
يشير إلى القول بسنة الاحتفال بالمولد في ليلة غير مخصوصة ،
وفي كتابه " الذخائر المحمدية " يقول
بتفضيل ليلة المولد على ليلة القدر
التي نزل القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر .
فقد جاء في الصفحة الخامسة والعشرين
من الذخائر المحمدية ما نصه قال :
قلت : إذا قلنا بأنه عليه السلام ولد ليلاً
فأيهما أفضل ليلة القدر أو ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ؟
أجيب بأن ليلة مولده عليه السلام
أفضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة :
أحدها:
أن ليلة المولد ليلة ظهوره صلى الله عليه وسلم،
وليلة القدر معطاة له .. إلى آخره .
الثاني :
أن ليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها ،
وليلة القدر شرفت بظهوره صلى الله عليه وسلم فيها .. إلى آخره .
الثالث : أن ليلة القدر وقع التفضل فيها
على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
وليلة المولد الشريف وقع الفضل فيها
على سائر الموجودات .. إلى آخره .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
قد يقول المالكي أن مقصودي بالتعبير بالجواز عدم المنع ،
وهذا لا يعني حصر ذلك في الإباحة ،
فإن الشيء إذا لم يكن ممنوعاً
فقد يكون مأموراً به على سبيل الوجوب أو الاستحباب ;
لينتفي عنه التناقض
ويستقر له مذهبه
في مشروعية الاحتفال بالمولد .
وعلى أي حال فإن قال بإباحة الاحتفال بالمولد
من غير أن يكون واجباً أو مسنوناً
ألزمناه بالتناقض في قوله ،
على ما سبق إيضاحه ،
وبمطالبته بالدليل على الإباحة ،
مع أن المحتفلين بذلك والمالكي معهم
يرون عملهم عبادة ،
والعبادات مبينة على التوقيف ،
فلا عبادة بلا شرع .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإن قال بمشروعيتها
على سبيل الاستحباب أو الوجوب
طالبناه بمستنده على ذلك
من كـتاب الله تعالى
أو من سنة رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم
من قول
أو فعل
أو تقرير،
أو من عمل الصحابة
الذين هم أولى بالنبي صلى الله عليه وسلم ،
أو عمل من نقلوا لنا
ما كان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يفعلونه .
وإذا ادعى أن له استنباطات
تدل على مشروعية الاحتفال بالمولد
مما ذكره فيما زعمه من دلائله
التي أوردها في هذه الرسالة ;
فسيكون لنا معه موقف
أو أكثر
في كل دليل ذكره .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وذكره المالكي المسألة الثانية بقوله :
( الثانية :
أننا لا نقول بسنيّة الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة ،
بل من اعتقد بذلك فقد ابتدع في الدين ،
لأن ذكره صلى الله عليه وسلم والتعلق به
يجب أن يكون في كل حين ،
ويجب أن تمتلئ به النفوس .
نعم إن في شهر ولادته يكون الداعي لإقبال الناس واجتماعهم
وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض،
فيذكرون بالحاضر الماضي،
وينقلون من الشاهد إلى الغائب ) اهـ.
هذه المسألة تحتاج منا
إلى أن نقف معه عندها
الوقفات التالية :
الوقفة الأولى :
فيما يتعلق بنفيه سنية الاحتفال بالمولد
في ليلة مخصوصة ،
واعتقاده بدعية ذلك .
فهذا حكم منه
على نفسه
وعلى أتباعه
بالابتداع،
فإنهم لا يقيمون هذا الاحتفال
إلا في ليلة ميلاده صلى الله عليه وسلم
الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام .
وهذا من المالكي مغالطة ،
وإلا فهو يدرك ويعرف
أن الاحتفال بالمولد
لا يكون إلا في الليلة الدورية
لليلة مولده صلى الله عليه وسلم .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ولا يخفى أن ولادته صلى الله عليه وسلم لم تتكرر
حتى يقال أن الاحتفال بمولده
لا يكون في ليلة مخصوصة معينة ،
وإنما ولادته صلى الله عليه وسلم جاءت ليلة الاثنين
الثاني عشر من شهر ربيع الأول
على القول المشهور بين أهل العلم ،
فإذا أقيم الاحتفال في ليلة دورية
غير دورية هذه الليلة ;
لم يكن ذلك احتفالاً بمولده صلى الله عليه وسلم ،
وهو يعرف ذلك ويدركه ،
ويحافظ على أن يكون احتفاله
واحتفال أتباعه
في ليلة مولده صلى الله عليه وسلم
في الثاني من شهر ربيع الأول من كل عام ،
ولكنها المغالطة والتلبيس
وإن كانت هذه المغالطة
قد كلفته الشيء الكثير
في حكمه على نفسه
وعلى أتباعه
بالابتداع
في اتخاذ ليلة مخصوصة
بإقامة الاحتفال بالمولد فيها .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقفة الثانية :
عند قوله بسنيّة الاحتفال بالمولد
في ليلة غير مخصوصة .
وقد سبق منا مطالبته بما يدلُّ على الاستحباب ،
من مصادر التشريع المعتبرة
في محيط العبادة التي مبناها على التوقيف ،
لا على الاستحسان ،
ولا على الاستصلاح .
ووعدنا بمناقشة ما زعمه له دليلاً على ذلك
في رسالته البتراء ،
وتفنيد زيفها
وزيغها
وبطلانها .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الوقفة الثالثة :
عند قوله :
لأن ذكره صلى الله عليه وسلم
يجب أن يكون في كل حين .
ونقول له صدقت في هذه العبارة ،
وبالحق فيما اشتملت عليه نطقت ،
فذكره صلى الله عليه وسلم مشروع في كل حال ،
وفي كل زمان ومكان ،
نذكره صلى الله عليه وسلم في صلاتنا ،
ونذكره في دعائنا ،
ونذكره في أذاننا و إقامتنا
وخطبنا ابتداء وختاماً .
ونُكثر من الصلاة عليه
لا في ليلة معينة ،
ولا في وقت محدد ،
بل نذكره ونصلي عليه ونسلم عليه
ونثني عليه بما هو أهله
وبما ينبغي لمقامه مع ربه ،
ونحبه محبة لا تدانيها
محبتنا لأنفسنا وأموالنا وأولادنا
وكل محبوب عندنا ،
فهو صلى الله عليه وسلم
أحبُّ إلينا من كل ذلك .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أما التعلق به
فإذا كان المقصود بذلك
التعلق بأوامره ونواهيه ،
وألَّا نعبد الله
إلا بما شرعه
صلى الله عليه وسلم ;
فذلك ما يجب ويتأكد على كل مسلم .
وإن كان المقصود
بذلك التعلق به
- صلى الله عليه وسلم -
لما يزعم المالكي وأحزابه ،
من أنه صلى الله عليه وسلم
يملك من الضر والنفع ،
والمنع والعطاء ،
وغير ذلك
مما جاء ويجيئ في المدائح النبوية
التي أورد بعضها المالكي في كتبه
ومنها " الذخائر المحمدية "
منشرحاً بها خاطره ،
مؤيداً لما تقتضيه من
غلو وإطراء وإشراك
رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربه
في مقاليد السموات والأرض
كما تنطبق بذلك الصفحة (110)
من كتابه " الذخائر المحمدية "
عند شرحه صلاة الفاتح المغلق ،
وقد سبق منا نقل ذلك .
إذا كان التعلق برسول الله
صلى الله عليه وسلم
بهذا الوضع ;
فهذا مما نتبرأ إلى الله منه ،
ومن الأخذ به ،
ونشهد الله على أنا نعتقد فيمن يتعلق برسول الله
صلى الله عليه وسلم
هذا التعلق أنه
مشرك بالله غيره ،
ومعتقد ما يتنافى مع مقتضى لا إله إلا الله ،
وأن شركه
أعظم من شرك
أبي جهل وأبي لهب وأبيّ بن خلف ،
وغيرهم من أقطاب المشركين
الذين يعبدون مع الله غيره ،
ولا يقولون
بأن معبوداتهم تشترك مع الله تعالى
في مقاليد السموات والأرض ،
وتملك حق الإقطاع في الجنة ،
وعندها علم كل شيء ،
حتى الروح والخمس المغيبات
التي في آية إن الله عنده علم الساعة،
وأنها نور لا ظل لها في شمس ولا في قمر،
وأن آدم وجميع المخلوقات خلقوا لأجلها ،
حيث ينص المالكي
في كتابه " الذخائر المحمدية "
على ذلك وغيره
في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
مما سبق لنا إيضاحه بنقله من صفحاته ،
ولكنهم يقولون
في تبرير عبادتهم غير الله :
{ ما نعبدهم
إلا ليقربونا
إلى الله زلفى } .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وذكر المسألة الثالثة بقوله :
( المسألة الثالثة
أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله ،
وهي فرصة ذهبية ينبغي ألا تفوت ،
بل يجب على الدعاة أن يذكّروا الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلم،
وبأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته)
إلى أن قال
( ومن لم يستفد شيئاً من ذلك
فهو محروم من خيرات المولد الشريف )اهـ .
وتعليقنا على هذا القول
هو أن الدعوة إلى الله تعالى ليست حولية ،
والتذكير برسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته
ومعاملته وعبادته ليس حولياً .
إننا حينما نقتصر على ذلك
فهذا يعني هجران رسول الله
صلى الله عليه وسلم
والتنكب عن ذكراه ،
إلا عند ذكرى مولده
ليلة من كل عام ،
يحصل فيها من
الهرج
والمرج
واللغط
والغلط ;
ما يُغضب الله ورسوله .
وإذا كان المالكي ينفي بلسانه
ما يكون في ليالي الموالد من المنكرات
مما لا يخفى عليه ،
وهو يحضره ويؤيده بحضوره ،
فنحن نؤكد للمالكي
أنه يقول بلسانه
ما يكذِّبه فيه فعله
وفعل أتباعه ،
كبر مقتاً عند الله
أن تقولوا ما لا تفعلون .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإذا كان
المالكي صادقاً فيما يقوله :
من أن ليالي الموالد عبارة
عن الدعوة إلى الله تعالى
والتخلق بأخلاق رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
فأين نتائج قوله؟!
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إنه لو قال :
إن هذه الموالد تعطّـِل المواهب العقلية
التي منحنا الله إياها ،
وتجعل المؤمن بها رهن
التخيلات والتوهمات ،
وأعطانا دليلاً على ذلك
بوجود شخصيات لها اعتبارها وثقلها
في الميزان الاجتماعي ،
من حيث الثقافة العامة والوجاهة وسعة الإدراك ،
ورجاحة العقل والاعتبار الاجتماعي ،
هذه الشخصيات تشارك في هذه الاجتماعات
وتقوم بتمويلها المالي لقلنا له :
صدقت .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إنه لو قال :
إن هذه الاجتماعات المحتفلة بالمولد النبوي
يختلط فيها الرجال بالنساء ،
وتنشد فيها الأشعار بمختلف المعازف ،
وتدار فيها أنواع المشروبات
وقد يكون فيها الحرام ،
وتقدم فيها صنوف المأكولات،
ويحضرها البرّ والفاجر ،
وقد تحاكي هذه الليالي
الليالي الحمراء في دور اللهو والهوى ،
لو قال ذلك ،
وقال إن مولدنا يخلو من بعض ما ذُكر
لقلنا له :
يمكن ذلك ،
بحكم ما لبلادنا
من بيئة خاصة
تفرض ذلك وتلزم به .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إنه لو قال :
إن هذه الموالد صارت سبباً في فرقة المسلمين ،
وتعدد طوائفهم وفرقهم وطرقهم ومعتقداتهم
في حضور مجالسهم حضرات مباركة
على حد زعمهم ،
تأمر وتنهي وتشرع وتحظر ،
وتشير بالشقاوة والسعادة إلى عباد الله ،
مما كان له أثره السيئ في فساد عقول بعض المسلمين ،
وانسياق عواطفهم ومشاعرهم إلى متاهات وترهات وخرافات
تندد بها العقول السليمة ،
وتنحى باللائمة عليها طوائف الصلاح والإصلاح ،
من علماء المسلمين ومحققيهم ،
كما كان لذلك أثره السيئ في تفريق الأمة الإسلامية
إلى طوائف تحقق بوجودها
ما ذكره صلى الله عليه وسلم
من تفرق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة
كلها في النار إلا واحدة ،
هي من كان على مثل ما عليه
صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فما الكثير من ملل القدرية والجهمية والمعتزلة والشيعة ،
وأنواع الطرق الصوفية ،
إلإ نموذج لتفرق المسلمين
ونتيجة لإضلالهم
بمثل ما يدعو إليه المالكي وأحزابه ،
مما فيه
تعطيل
لموارد النقل والعقل ،
وأخذ بقواعد
التبعية والابتداع .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إنه لو قال ذلك ،
لقلنا له صدقت،
وفي الأرض أكثر من شاهد
على تحقيق ذلك ،
فلا حول ولا قوة إلا بالله .
على أي حال
وعلى أي افتراض
فإن القول بمشروعية أمر ما
سواء كان ظاهره الاستحسان
أو الاستصلاح ;
يحتاج إلى التأمل والنظر ،
فإن كان من أمور الدنيا
ورجحت مصلحته على مفاسده ،
اتجهت مشروعيته ويتعين الأخذ به ،
وإن كان من أمور الآخرة
ومن أمور العبادة;
فإن مبنى القول بالمشروعية على التوقيف ،
فإن وجدنا مستند مشروعيته
من كتاب الله تعالى،
أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
أو من عمل أصحاب رسول الله
والتابعين من أهل القرون الثلاثة
المشهود لهم بالخيرة والفضل ،
قبلنا ذلك ،
وأخذنا به
واعتقدنا مشروعيته
وجوباً أو استحباباً .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أما إن انتفى عن ذلك الأمر
المزعومة مشروعيته
ما يسنده من كتاب الله تعالى
أو سنة رسوله ،
أو عمل من يحتج بقوله وفعله من الصحابة ،
ولو كان حسناً في ظاهره ،
فهو مرفوض
ومحكوم عليه
وعلى الآخذ به
بالبدعية والابتداع ،
ولو كان خيراً وحقاً
لسبقنا إليه
من أهم أحرص منا على الخير ،
وأصدق منا
محبة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ،
وهم سلف هذه الأمة
وصالحوها من الصحابة
والتابعين وتابع التابعين .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقبل أن ندخل مع المالكي
في مناقشة مزاعمه الاستدلالية
بجواز الاحتفال بالمولد النبوي،
نحب أن نمهد لذلك
بذكر ما نعتقده في
رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وما يجب علينا نحوه من
محبة وتقدير ،
وما يجب علينا الأخذ به
فيما يتعلق به صلى الله عليه وسلم ،
مما وجهنا إليه صلى الله عليه وسلم
وحذَّرنا من تجاوزه
لئلا نكون في مسار أهل الكتاب ،
ممن غلوا في أنبيائهم ورسلهم ،
حتى جعلوهم
آلهةً تُعبد مع الله ،
تعالى الله
عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لقد جاء في القرآن الكريم
ما يدل على
صفة رسالة محمد
صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى :
{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ
وَمَا أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ }[1] .
============
[1] - سورة الأحقاف ، الآية : 9 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ
شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا *
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ
وَسِرَاجًا مُنِيرًا } [1].
============
[1] - سورة الأحزاب ، الآية : 45 – 46 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى }[1].
============
[1] - سورة الإسراء ، الآية : 1 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }[1].
============
[1] - سورة المائدة ، الآية : 67 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ
وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }[1].
============
[1] - سورة الرعد ، الآية : 7 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنَّمَا
أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يُوحَى إِلَيَّ
أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }[1] .
============
[1] - سورة الكهف ، الآية : 110 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا
أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ
أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا
أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }[1].
============
[1] - سورة يونس ، الآية : 2 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ
وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ }[1].
============
[1] - سورة الأنعام ، الآية : 50 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى:
{ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي
نَفْعًا وَلا ضَرًّا
إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ
وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ
لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[1].
============
[1] - سورة الأعراف ، الآية : 188 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنِّي
لا أَمْلِكُ لَكُمْ
ضَرًّا وَلا رَشَدًا }[1].
============
[1] - سورة الجن ، الآية : 21 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }[1].
============
[1] - سورة الزمر ، الآية : 30 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ وَمَا مُحَمَّدٌ
إِلاَّ رَسُولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ }[1] .
============
[1] - سورة آل عمران ، الآية : 144 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ
وَيَمْشُونَ فِي الأسْوَاقِ }[1].
============
[1] - سورة الفرقان ، الآية : 20 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَـا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُـوا اللهَ
وَأَطِيعُـوا الرَّسُـولَ
وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ }[1].
============
[1] - سورة النساء ، الآية : 59 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ
إِلاَّ لِيُطَاعَ
بِإِذْنِ اللَّهِ }[1] .
============
[1] - سورة النساء ، الآية : 64 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [1].
============
[1] - سورة النساء ، الآية : 80 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [1].
============
[1] - سورة التوبة ، الآية : 128 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَـهُوا } [1].
============
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال تعالى :
{ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ
حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعًا *
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ
فَتُفَجِّرَ الأنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا *
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلأئِكَةِ قَبِيلاً *
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ
أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ
حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ
قُلْ
سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُـنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً } [1].
============
[1] - سورة الإسراء ، الآيات : 90 – 93 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
هذه الآيات الكريمات
وغيرها من عشرات الآيات أو مئاتها
تبين صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ونوع رسالته ، ونسبته إلى ربه ،
فهو رسول من رب العالمين ،
ما عليه إلا البلاغ ،
وأنه ليس عليهم بمسيطر ،
وأنه لا يعلم الغيب ،
ولا يملك لنفسه نفعاً
ولا ضراً
إلا ما شاء الله ،
وأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ،
وأنه لم يكن بدعاً من الرسل ،
وأنه لا يدري ما يُفعل به
ولا ما يُفعل بنا ،
وأنه بشر مثلنا
أرسله الله إلينا شاهداً ومبشراً ونذيراً ،
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ،
وأنه صلى الله عليه وسلم
من أنفسنا عزيز عليه عنتنا ،
حريص علينا بالمؤمنين منا رؤوف رحيم،
وأنه عبدُ الله ورسوله
يناله من الطبائع البشرية
ما ينال بني جنسه .
قال تعالى :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْـلُكُمْ }[1].
============
[1] - سورة فصلت ، الآية : 6 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إلا أنه صلى الله عليه وسلـم
معـصوم مما لا يحبه الله ولا يرضاه ،
لا يدانيــه في معرفة حق ربه أحد ،
له من الله تعالى مقام محمود ،
وحوض مورود ،
وخصائص تكريمية خصَّه الله بها ،
إلا أن هذه الخصائص
لا تصل إلى حد
خصائص الربوبية والألوهية;
في المنع والعطاء ،
والنفع والضر ،
والسلطة الكاملة ،
والهيمنة الشاملة ،
والخلق
والملك
والتدبير،
والتفرّد بكمال الجلال
والتقديس ،
والتفرد بالعبادة
بمختلف أحوالها
وأنواعها ومراتبها .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقد عرف صلى الله عليه وسلم
قدر نفسه تجاه ربه .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما
أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
" ما شاء الله وشئت ،
قال :
أجعلتني لله نداً .
بل
ما شاء الله وحده"
رواه النسائي وصححه ،
وابن ماجه ،
وابن مردويه وغيرهما .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي البخاري
عن أنس رضي الله عنه قال :
" شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ،
وكُسرت رباعيته ،
فقال :
كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟
فنزلت
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ }[1] .
============
[1] - سورة آل عمران الآية : 128 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين أُنزل عليه
{ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ } [1] ،
فقال :
يا معشر قريش أو كلمة نحوها ،
اشتروا أنفسكم
لا أغني عنكم من الله شيئاً ،
يا عباس بن عبد المطلب
لا أغني عنكَ من الله شيئاً ،
يا صفية عمة رسول الله
– صلى الله عليه وسلم –
لا أغني عنكِ من الله شيئاً ،
ويا فاطمة بنت محمد
سليني من مالي ما شئتِ ،
لا أغني عنكِ من الله شيئاً " .
============
[1] - سورة الشعـراء ، الآية 214 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي الصحيحين
عن ابن المسيب عن أبيه قال :
لما حضرت أبا طالب الوفاة
جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعنده عبدالله بن أبي أمية وأبو جهل ،
فقال له : يا عم قل لا إله إلا الله
كلمة أحاجُّ لك بها عند الله .
فقالا له : أترغب عن ملة عبدالمطلب ؟ ،
فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا ،
فكان آخر ما قال
هو على ملة عبدالمطلب ،
وأبى أن يقول
لا إله إلا الله ،
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –
لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك ،
فأنزل الله عز وجل:
{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ
وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى }[1] .
وأنزل الله في أبي طالب :
{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[2].
============
[1] - سورة التوبة ، الآية 113 .
[2] - سورة القصص ، الآية 56 .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي سنن أبي داود بسند جيد ،
عن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال :
انطلقت في وفد بني عامر
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا :
أنت سيدنا ،
فقال :
السيد الله تبارك وتعالى ،
فقلنا :
وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولا ،
فقال :
قولوا بقولكم
أو بعض قولكم
ولا يستجرينكم الشيطان
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي سنن النسائي بسند جيد
عن أنس رضي الله عنه
أن أناساً قالوا :
يا رسول الله
يا خيرنا وابن خيرنا
وسيدنا وابن سيدنا .
فقال :
يا أيها الناس قولوا بقولكم
ولا يستهوينكم الشيطان ،
أنا محمد ،
عبدُ الله ورسوله ،
ما أحب أن ترفعوني
فوق منزلتي
التي أنزلني الله عز وجل .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وروى الطبراني بإسناده
إلى عباده بن الصامت رضي الله عنه قال :
كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
منافق يؤذي المؤمنين ،
فقال بعضهم :
قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم
من هذا المنافق ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إنه لا يُستغاث بي ،
وإنما يُستغاث بالله عز وجل .
-
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وفي الصحيحين
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا تطروني
كما أطرت النصارى ابن مريم ،
إنما أنا عبد
فقولوا
عبدُ الله ورسوله .