رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقفة الثالثة :
عند قول المالكي فهي بدعة ،
باعتبار هيئتها الاجتماعية
لا باعتبار أفرادها لوجود أفرادها في العهد النبوي .
لا ندري ما مقصود المالكي
بدعواه
وجود أفراد للاحتفالات بالمولد ،
في العهد النبوي !،
هل أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمفرده
أو معه زوجاته احتفالاً بمولده ؟
أو أقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزوجته فاطمة ،
وولداه الحسن والحسين احتفالاً بمولده ؟
أو أقام آل العباس احتفالاً بمولده صلى الله عليه وسلم ؟
أو أقام أبو بكر وعمر أو غيرهما من أصفياء رسول الله
صلى الله عليه وسلم احتفالاً بمولده ؟
هل يعني بأفراد بدعته
صومه صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين
لكونه يوم ولادته ؟ .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لقد سبقت مناقشة ادعاء الاستدلال بهذا
على مشروعية إقامة الاحتفال بالمولد
فلا حاجة لإعادته وتكراره .
لقد وعد المالكي بذكر أفراد للمولد
في رسالته هذه فلننظر وفاءه بوعده ،
ثم نقف مع كل جزئية يحتج بها على الاحتفال بالمولد ،
لتذهب مع غيرها جفاء ،
ثم هباء تذروه الرياح .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليـل السادس
مناقشته ثم رده :-
ثم ذكر المالكي الدليل السادس بقوله :
" السادس
أن المولد يبعث على الصلاة والسلام المطلوبين
بقوله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسْليماً } ،
وما كان يبعث المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ،
فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية وإمدادات محمدية
يسجد القلم في محراب البيان ،
عاجز عن تعداد آثارها ومظاهر أنوارها " اهـ .
لنا مع المالكي في دليله هذا الوقفات التالية :
الوقـفة الأولى :
عند قوله
إن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام المطلوبين .
ما أجفاك أيها المالكي وأضرابك !!
وما أبعدكم عن سنة المصطفى
صلى الله عليه وسلم ،
وإن كنتم تتشدقون بحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
والتمتع والاستبشار بسيرته ،
لا لصدق محبة رسول
الله صلى الله عليه وسلم;
وإنما لترويج بدعة
وضمان وجاهة عند العامة .
فهل ترضى أيها المالكي من نفسك
أن تكون صلاتك وتسليمك
على المصطفى صلى الله عليه وسلم
في ليلة من ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ؟
أليس هذا هو الجفاء ؟
أليس هذا هو الصدود والغـفـلة
عن تذكر مقام رسول الله
صلى الله علـيه وسلم ؟ ،
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أترضى ألاَّ ينبعث داعي الصلاة والتسليم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا في ليلة بعد ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ؟
إن الصلاة والتسليم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ينبغي أن تكون في كل صلاة
من الصلوات المكتوبة والمسنونة كل يوم ،
وأن تكون عند كل ذكر لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وما أكثر مواطن ذكره .
وينبغي أن يتقرب بأدائهما إلى الله تعالى
كلما أراد العبد التقرب إلى الله ،
فما أحوج العبد إلى ذلك دائماً ،
وفي كل حال ،
إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نصلي ونسلم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل وقت ،
كما هو مقتضى إطلاق الآية الكريمة :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[1] .
===========
[1] - سورة الأحزاب ، الآية : 56 .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول :
" البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ " .
ويقول:
" من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " .
ويذكر صلى الله عليه وسلم
أن من ذُكر عنده فلم يصل عليه
فقد رغم أنفه .
إن الصلاة والسلام عليه
- صلى الله عليه وسلم -
ينبغي أن تكون منا في كل وقت ،
وعند كل مناسبة ،
في الصلاة وبعد الأذان
وغيرهما من مواطن الصلاة عليه ،
ويتأكد ذلك في يوم الجمعة وليلتها ،
وخطبتها ،
وفي أول كل دعاء .
أما أن يُقال بإيجاد مناسبة للصلاة والتسليم عليه ،
هي ليلة المولد ،
ليلة بعد ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ;
فهذا ما لا يتفق مع محبة
ولا تقدير ،
ولا انقياد وامتثال تامّين لأمر الله تعالى
بالصلاة والسلام على رسوله .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الثانـية :
عند قوله
وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً .
أقول :
ليست الموالد مما تبعث على الصلاة والسلام
- صلى الله عليه وسلم - ،
بقدر ما تبعث على إيذائه
بالغلو في شخصه ،
والإفراط في مدحه ،
والتنطع في ذكر المدائح النبوية
التي ترفع مقامه صلى الله عليه وسلم إلى مقام ربه ،
في شمول السلطان
وكمال القدرة على النفع والضر ،
والمنع والعطاء ،
تعالى الله
عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
لقد كان صلى الله عليه وسلم
حريصاً على حماية
جناب التوحيد ،
حريصاً على توجيه الأمة وتحذيرها
عن الغلو والإطراء ،
قال صلى الله عليه وسلم :
" لا تطـروني
كما أطرت النصارى ابن مريم،
إنما أنا عبد
فقولوا عبد الله ورسوله " .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
هل المولد الذي يبعث على اعتقاد
أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مقاليد السموات والأرض ،
وأن له
حق الإقطاع في الجنة ،
وأن من جوده نفع الدنيا وضرتها ،
ومن علومه علم اللوح والقلم ،
وأن قبره صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ،
وأن ليلة مولده أفضل من ليلة القدر ،
وأن آدم وجميع المخلوقات
خلقت لأجله صلى الله عليه وسلم ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر ،
وأنه حيّ في قبره يصلي الصلوات الخمس ،
ويُؤذن ويصوم ويحج ،
إلى غير ذلك مما يقوله المالكي في كتابه ;
هل المولد الذي يدعو إليه المالكي
والذي يبعث على اعتقاد ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مما هو محض حق لله تعالى
مطلوب شرعاً ؟
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أوصيك أيها المالكي ونفسي
بتقوى الله تعالى ،
واعلم أنك ستقف أمام رب العالمين ،
وسيحاسبك حساباً عسيراً
إن لم ينفذ عليك
قوله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }[1] ،
وقوله تعالى :
{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ }[2] .
فإن لله تعالى وحده
مقاليد السموات والأرض ،
وهو المانع والمعطي ،
وهو النافع والضار ،
===========
[1] - سورة النساء ، الآية : 48 .
[2] - سورة المائدة ، الآية : 72 .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
ورسولنا صلى الله عليه وسلم
يقول لأقرب الناس إليه ،
فاطمة ابنته :
" سليني ما شئت ،
فإني لا أملك لكِ من الله شيئاً " .
ويقول الله تعالى له
وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصاً
على هداية عمه أبي طالب ،
وقد سبقت عليه من الله الشقاوة :
{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[1] .
===========
[1] - سورة القصص ، الآية : 56 .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الثالـثة :
عند قوله
فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية، وإمدادات محمدية .
أما فوائد الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
فلا شك أنها كثيرة ،
ويكفي أنها استجابة لله تعالى ،
حيث أمرنا بذلك اقتداء به تعالى
وملائكته الأبرار ،
حيث قال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا }[1] .
===========
[1] - سورة الأحزاب ، الآية : 56 .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
وأما الإمدادات المحمدية
فلا ندري ما هو مقصود المالكي بها ،
ولعلها نتيجة اعتقاده أن لمحمد صلى الله عليه وسلم
مقاليد السموات والأرض ،
وأن له حق الإقطاع في الجنة،
وأن من جوده الدنيا وضرتها،
ومن علومه علم اللوح والقلم ،
وأن الخلق خلقوا لأجله ،
إلى غير ذلك من عبارات الغلو
والإطراء
والتنطع
والتشدق
والتفيهق .
فهل يريد من صلواته على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مدداً محمدياً
لا مدداً إلهياً ؟!
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إننا لا نستطيع تصور الشرك بالله
إذا لم يكن هذا الاتجاه من المالكي وأضرابه
أبشع ألوانه ،
وأظهر مثال له ،وعليه
فلا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم .
إن التعبير من المالكي
بالإمدادات المحمدية ،
تذكرنا بحال العامة من المتصوفة وأهل الطُرُق ،
حينما يقع أحدهم في ضائقة أو مصيبة ،
فيسارع إلى تكرار :
يا محمد مدد ،
يا رفاعي مدد ،
يا بدوي مدد.
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
إننا نتقطع أسى حينما تصل الحال
بمحمد علوي مالكي ،
ذلك الشاب الذي رضع من العلم الشرعي
في المدارس الحكومية بمختلف مراحلها ،
حتى شبع وعرف
العقيدة السلفية ،
وذكر عنه بعض الإخوان تحمسه لها وتأثره بها ،
وعاش في عصر العلم ،
والارتفاع بمستوى العقل إلى إدراك ما عليه
الخرافيون وأصحاب الطُرُق
من انحطاط بمستوى عقولهم ،
بحيث تجري على عقولهم
ما لا يصدقه العقلاء .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
نعم ،
نتقطع أسى حينما تصل الحال
بمحمد مالكي
إلى أن يكون أحد رجال الطُرُق ،
وأحد مروجي البدع
والخرافات
والشركيات ،
وأحد من يُؤثر الدنيا على الآخرة ،
حينما يكون ممن يغررون بالعامة ،
ليكونوا لهم عُبَّاداً
يلحسون أيديهم ،
ويقدمون لهم واجب التقدير والإجلال ،
بالانحناءات وطلب البركات ،
وأحد من يدعو الناس إلى عبادته .
إنه سيقف أمام رب العالمين ،
وسيكون إن لم يمنّ الله عليه بتوبة عاجلة
مع المغضوب عليهم
ممن عندهم علم فلم يعملوا به .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الوقـفة الرابـعة :
عند قوله
يسجد القلم في محراب البيان عاجزاً عن
تعداد آثارها ومظاهر أنوارها .
وهذه أيضاً ضرب من عبارات الغلو
والإطراء
والتنطع
والإفراط ،
فما هذه الأنوار
التي يسجد القلم عاجزاً عن تعدادها ؟
إن القلم ليسجد عاجزاً عن
تعداد كلمات ربي ،
عاجزاً عن
تعداد نعم ربي ،
عاجزاً عن
تعداد صنوف العبادة لربي ،
الحي القيوم
المانع المعطي
النافع الضار
القادر على كل شيء ،
مالك يوم الدين
العزيز الجبار
المتكبر المهيمن
الرحمن الرحيم .
أما الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فمع ما فيها من الفوائد والأجر الجزيل
فإن مقدار ذلك في علم الغيب
عند من لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ،
ويكفينا منها
أنها استجابة كريمة
لله رب العالمين .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليـل السابـع
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل السابع بقوله :
" السابع :
أن المولد الشريف يشتمل على ذكر مولده الشريف
ومعجزته وسيرته والتعريف به،
أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء والتأسي بأعماله ،
والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته؟،
وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تماماً " اهـ .
ونقف مع المالكي في دليله هذا
الوقفة التالية :
لا شك أن النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم
من مولده حتى وفاته
أمر محبوب ومطلوب ومتعين ،
فبمعرفة ذلك نستطيع
الاقتداء والتأسي ،
فحياته صلى الله عليه وسلم كلها صور إشراق ،
ففيها الإيمان الثابت ،
والصبر والتذلل لرب العالمين ،
والجهاد في سبيله ،
وشكر الله على نعمه قولاً وعملاً ،
حتى تفطرت قدماه صلى الله عليه وسلم من العبادة ،
إلى غير ذلك من جوانب الإشراق ،
ولكن النظر في ذلك وتدارسه وتأمله
واستخراج صور العبر والاتعاظ من حياته
صلى الله عليه وسلم
لا تكون في ليلة واحدة
بعد مضي ثلاثمائة وأربع وخمسين ليلة ،
بل ينبغي أن يكون ذلك
في كل وقت ،
وأن تكون مما يدرس في المساجد
والمجالس العامة والخاصة ،
وفي المراحل الدراسية حتى نهايتها .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
حقاً إننا مأمورون بمعرفته
صلى الله عليه وسلم ،
ومطالبون بالاقتداء به
والتأسي بأعماله
والإيمان بما جاء به ،
ولكن ذلك كله ليس في كتب الموالد ،
ولكنه في كتب الحديث وشروحه ،
وفي كتب السير والتواريخ ،
فلقد عني علماء الإسلام بذلك
عناية جعلتنا ونحن نقرأ ونتدارس حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم ;
نستشعر العيش معه ومع أصحابه ،
في إيمانهم بالله ،
وفي خالص عبادتهم لله ،
وفي جهادهم في سبيل الله .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
أما كتب الموالد ;
فالمالكي نفسه يعلم أنها كتب تشتمل على المدائح النبوية ،
التي ترفع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى مرتبة الإله ،
وللمالكي باع عريض
في ترويجها وشرحها ونشرها ،
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ،
أن يهديه ويرده إلى جادة الصواب ،
فلقد أشرك بعض أصحاب هذه الموالد
مع الله غيره ،
في الملكوت
وفي السلطة
وفي القدرة
والعلم ،
والنفع والضر ،
والمنع والعطاء ،
وغير ذلك مما هو
محض حق الله تعالى ،
لا يصلح لأحدٍ غيره ،
لا لملك مقرب ،
ولا لنبي مرسل .
فهذه هي كتب موالد المالكي
التي يدَّعي زوراً
وبهتاناً
وإثماً مبيناً
أنها تؤدي إلى معرفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم للتأسي به ،
والإيمان بما جاء به ،
سبحانك اللهم
هذا بهتان عظيم .
رد: حوار مع المالكي في ردِّ ضلالاته ومنكراته / لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع
الدليل الثامـن
مناقشـته والرد عليه :-
ويذكر المالكي الدليل الثامن بقوله :-
الثامن :
التعرض لمكافأته ،
بأداء بعض ما يجب له علينا ،
ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ،
وقد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه وسلم بالقصائد ،
ويرضى عملهم ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلات ،
فإذا كان يرضى عمن مدحه ،
فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله النبوية ،
ففي ذلك التقرب له عليه السلام باستجلاب محبته ورضاه . اهـ .
ونقف مع المالكي في دليله هذا
الوقفات التالية :
الوقفة الأولى :
عند قوله
التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا .
إن الله تعالى قد أمر رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم
أن يقول للناس :
أنه لا يسألهم على أداء الرسالة أجراً ،
فإن أجره على الله ،
قال الله تعالى :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا }[1].
وقال تعالى :
{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ
إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }[2] .
وقال تعالى :
{ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }[3] .
وغير ذلك من الآيات الكثيرة والصريحة
في هذا المجال .
=============
[1] - سورة الفرقان ، الآية : 56 - 57 .
[2] - سورة سبأ ، الآية : 47 .
[3] - سورة يوسف ، الآية : 104 .