ابتسامة!
أدركت السر الآن!!
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...
انظر المشاركة 750
جزاك الله خيرًا!
عرض للطباعة
ابتسامة!
أدركت السر الآن!!
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...
انظر المشاركة 750
جزاك الله خيرًا!
مبارك عليك.. انجاز عظيم. (ابتسامة)
وحقنا عليك بهذه المناسبة أن تزور هذه الصفحة مشاركًا كل يومين على الأقل. (ابتسامة)
هذا شرط جاء بعد العقد، وهو باطل!
ثم إنّني أخشى "العيون"، لأنّهنّ "قتلننا ثم لم يحيين قتلانا"!
لكن "أذني" تظلّ "لبعض الحيّ عاشقةً"...
حله سهل إن شاء الله..اقتباس:
وممّا نواجهه في الألوكة: انقلاب الفتح إلى كسر في الحروف المضعَّفة...
وهذا من طريقة الكتابة فقط ، وليس من الألوكة..
فجنابكم يضيف الفتحة أولا ثم يردفها بالشدة حين الكتاب فتخرج هكذا: الشَّيخ .
وحتى تخرج بصورة سليمة أضف الشدة أولا ثم أضف الفتحة هكذا ( الشَّيخ ).
وكذا نحو ذلك في الكسرة؛ الشدة أولا ثم الكسرة هكذا : الشِّعر. وكتابته بتقديم الشدة على الكسرة: الشِّعر. فتكون الكسرة تحت الحرف لا تحت الشدة . وهذه أمرها هين عن الفتح.
بس (ابتسامة)
جزاك الله خيرًا على هذه الفائدة القيِّمة جِدًّا أيُّها الشَّيخُ.
وقد التزمتُ في كتابة الكلمات الأربع بنصيحتك. فلْنر النتيجة...
أرأيتَ يا شيخ عبد الله!
أفْتِنا إذًا في هذه النَّازلة الَّتي عكَّرت مِزَّاجنا! (وضعَّفنا الزاي لضرورة التجريب) (ابتسامة)
راجعت المشاركة السابقة يا شيخنا فوجدت أن طريقة الكتابة كما ذكرتُ أوَّلا؛ تتقدم عندك الفتحة على الشدة! فكان ما كان.
فيبدو أن العيب في المتصفح!
_
/// المعرِّي -والعهدةعليه!-:دنياك دار شُرورٍ لا سرور بها /// /// وليس يدري أخوها كيف يَحتَرِسُ
بينا امرُؤٌ يَتَوَقَّى الذِئبَ عن عُرُضٍ /// /// أتاهُ ليثٌ على العِلَّاتِ يفتَرِسُ
ألَا تَرى هَرَمَي مصرٍ وإن شمخا /// /// كلاهُما بيقينٍ سوف يَندرِسُ
ولو أطاع أميرَ العَقلِ صاحِبُهُ /// /// لكانَ آثرَ مِن أن يَنطِقَ الخَرَسُ
ولَم يُبَل رَبُّ مِسحاةٍ يُقَلِّبُها /// /// ولا حَليفُ قَناةٍ رُمحُهُ وَرِسُ
قد يُخطِئُ الموتُ مُلقىً في تنوفَتِهِ /// /// ويَهلِكُ المَرءُ في قصرٍ له حَرَسُ
وما حَمى عن صليلِ السَّيفِ هامَتَهُ /// /// إن باتَ يَصدَحُ في أيديهِم الجَرَسُ
مدَّ النَّهارُ حِبالَ الشَّمسِ كافِلَةً /// /// بأن سَيُقضَبُ مِن عيش الفتى مَرَسُ
ظنَّ الحياةَ عَروسًا خَلقُها حَسَنُ /// /// وإنَّما هِيَ غولٌ خُلقُها شَرِسُ
_
_
/// ابن لنكك البصري!:مضى الأحرار وانقرضوا وبادوا * * * وخلَّفني الزَّمان على عُلوجِ!
وقالوا: قد لزمتَ البيت جــدًّا؟ * * * فقلتُ: لفقد فائدة الخـروجِ!
لمـن ألقـــى إذا أبصــرت فيهم * * * قـرودًا راكــبين على السُّروجِ
زمــانٌ عــــزَّ فيه الجــود حتى * * * تعالى الجُـود في أعـلى البروجِ
_
/// ابن حمديس:تدَرَّعْتُ صبري جُنَّةً للنوائبِ /// /// فإن لم تُسالم يا زمان فحاربِ
عجمت حصاةً لا تلين لعاجمٍ /// /// ورُضْت شَموسًا لا يذلُّ لراكبِ
فُطِمتُ بها عن كلِّ كأسٍ ولذَّةٍ /// /// وأنفقتُ كنز العمر في غير واجبِ
ويا رُبَّ نَبْتٍ تعتريه مرارةٌ /// /// وقد كان يُسقَى عذب ماء السحائبِ
علمتُ بتجريبي أمورًا جَهِلتُها /// /// وقد تُجْهَل الأشياءُ قبل التجاربِ
ومَن ظنَّ أمْواه الخضارم عَذْبَةً /// /// قضى بخلاف الظنِّ عند المشاربِ
ولما رأيْتُ الناس يُرْهَب شرهُم /// /// تجنَّبْتُهم واخترت وحدة راهبِ
_
_
///الأحوص الأنصاري:
إنَّ الشبابَ وعيشَنا اللَّذَّ الذي /// /// كُنَّا به زمنًا نُسَرُّ ونَجْذلُ
ذَهَبَتْ بشاشتُه وأصبح ذِكرُه /// /// شَجَنًا يُعلُّ به الفؤادُ ويُنْهَلُ
أَوْدى الشبابُ وأخلَقَتْ لذَّاتُه /// /// وأنا الحزينُ على الشَّبابِ المُعولُ!
أبكي لِما قَلب الزمانُ جديدَهُ /// /// خَلقًا وليس على الزَمانِ مُعوَّلُ!
_
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قصّة قصيدة
حدّثني والدي، رحمه الله، قال:
كان فخر الدّين الرازي، رحمه الله، يلقي درسه في صحن جامع نيسابور، وحوله العشرات من العلماء وطلبة العلم. وكان كلامه عن ماهية النّفس. وبينا هم كذلك، حلّقت فوق رؤوسهم حمامة يطاردها صقر، ثم ارتمت في حجر الرازي، ففرّ الجارح. فقام أحد الشعراء، وارتجل هذين الأبيات:
جاءت سُلَيْمانَ الزّمانِ حمامةٌ --- والموتُ يَلْمَعُ في جناحَيْ خاطِفِهذه القصَّة ظلّت عالقةً بذهني، على النحو الذي رواه والِدي... رأيتُها مشهَدًا ساحرًا، يسلب الألباب، ويطير بها إلى آفاق لا تبلغها الجوارح ولا الحمائم...
مَنْ نَبَّأ الوَرقَاءَ أنّ مقامَكم --- حَرَمٌ وأنّكَ مَلجَأٌ للخائفِ؟!
ثم بحثتُ عنها في بعض المصادر، لا شكًّا في رواية والدي، بل رغبةً في معرفة اسم الشاعر. فعلمتُ أنّه ابن عُنَيْن؛ لكن صُدِمت لمّا قرأت في أوّل مصدر تيسّر لي الرجوع إليه أنّ الرازي كان بخطب فوق المنبر، وأنّ الحمامة سقطت بالقرب منه، وليس في حجره!
هذه الرواية الثانية كادت تُبطِل ذلك الأثر السحريّ لرواية والدي؛ بل كادت تشكّكني في صحّة الرواية، لأنّني لم أستسغ صحّة دخول حمامةٍ يطاردها جارحٌ إلى غاية محراب المسجد. كما أنّ سقوط الحمامة قرب المنبر يكاد ينفي فضيلةَ الشيخ واستحقاقه لقصيدةٍ يُمدَح بها ارتجالاً...
شيء ما في الرواية الثانية شوّش عليّ ذلك المشهد السينمائي الأخّاذ، لجماعة منقطعين للعلم في بيتٍ من بيوت الله، وفي الصحن تحديدًا، وقتَ الضحى أو بعد صلاة صلاة العصر، قتحتمي بشيخهم حمامةٌ توسّمت فيه الأمان...
ورغم أنّ رواية والدي كانت مشافَهةً، لم يُسنِدها، ولم أسأله عن مصدرها، لجهلي بهذه الأمور آنذاك، والرواية الثانية موثّقة في كتاب؛ ظللتُ متشبّثًا برواية والدي، تعصُّبًا لما فيها من عبق شعريّ وخيال سحريّ، وإشارةٍ خفيّة إلى قصيدة ابن سينا...
ثم وجدتُ القصّة كاملةً في عدّة مصادر، بألفاظ مختلفة، لكنّها أقرب إلى ما ذكره والدي. فجمعت بينَها، جمعَ شاعرٍ، لا موثِّق، وخرجتُ بهذا النصّ:
" لـمّا كان ابن عُنَين بخوارزم، حضر يومًا درس فخر الدين الرازي. وكان بين الحاضرين السلطان محمود ابن أخت شهاب الدّين الغوري. وتكلّم الشيخ في النفس بكلام عظيم وفصاحة بليغة. وكان يومًا باردًا، سقط فيه الثلج. وبردُ خوارزم شديد...
وبينا هم كذلك، أقبلت حمامةٌ تحت قُبّة الجامع، ووراءها صقرٌ يكاد يقتنصها، وهي تطير في جوانب الجامع إلى أن أعْيَتْ، فدخلَت الإيوانَ الذي فيه الشيخ، ومرَّتْ طائرةً بين الصفَّيْن إلى أنْ رَمَت بنفسها في حِجْرِه عائذةً به. فخاف الصقر وطار، ورَقَّ الشيخ للحمامة وأخذها بيده.فقام ابن عُنَين، وقال هذه القصيدة ارتجالاً:فرَمَى عليه الفخرُ الرازيُّ جميعَ ما كان عليه، وفَعَلَ الحاضرون كذلك. فبَلَغَ قيمةُ ذلك أربعةَ آلاف دينار! وكتب معه كتاباً إلى الملك الناصر، وكتابًا إلى الملك العادل، يشفع فيه. فقبل الملك شفاعته. قال ابنُ عُنَيْن: وخَلَع عليَّ جُبّةً كانت عليه، فكان هذا سببًا لإقبال السّعود عَلَيَّ، وتَسَنِّي الآمال لَدَيّ."
جاءت سُلَيْمانَ الزّمانِ حمامةٌ --- والموتُ يَلْمَعُ في جناحَيْ خاطِفِ
قَرِمٌ يُطارِدُها فلمّا استأمَنَتْ --- بجنابه ولّى بقلبٍ واجِفِ
مَنْ نَبَّأَ الوَرقَاءَ أنّ مقامَكم --- حَرَمٌ وأنّكَ مَلجَأٌ للخائفِ؟!
يا ابْنَ الكِرامِ الـمُطْعِمين إذا شَتوا --- في كُلِّ مَخْمصَةٍ(1) وثَلْجٍ خاشِفِ
العاصِمِينَ إذا النُّفُوسُ تطايَرَتْ --- بَينَ الصَّوارِمِ والوَشِيجِ الرَّاعِفِ
وَافَتْ إِلَيْكَ وَقَدْ تَدانَى حَتْفُها --- فحَبَوْتَها بِبقائها الـمُسْتانِفِ
لَوْ أنَّها تُحْبَى بِمالٍ لانْثَنَتْ --- مِنْ راحَتَيْكَ بِنائلٍ متضاعِفِ
وإلى قصة أخرى بإذن الله...
بعد عشرين يومًا، بإذن الله؛ لا يومين، كما اشترط الشيخ عدنان.
_________________________
(1) وفي بعض الروايات: "مَسْغَبَةٍ".
/// أبوالعبَّاس التطيلي الأعمى:ويجحدُكَ الحسَّادُ أنَّك سُدْتَهُمْ /// /// على شاهدٍ مما انتحيْتَ وغائبِ
وقد وقفوا دون الذي عزَّ شأْوهُ /// /// بأنفسهم أو بالظُّنون الكواذبِ
إذا المرءُ لم يَكْسِب سوى المالِ وحده /// /// فأَلْأَمُ مَكْسُوبٍ لأَلْأَمِ كاسبِ
عجِبْتُ لمن لم يَقْدُرِ التربَ قَدْرَهُ /// /// وقد تاهَ في نَقْدِ النُّجومِ الثَّواقبِ
ومن لم يوطِّن للنَّوائبِ نَفْسَهُ /// /// وقد لجَّ في تعريضها للنَّوائبِ
وأهونُ مغلوبٍ على أمرِ نفسِهِ /// /// من النَّاسِ مَنْ لا يَتَّقي بأسَ غالبِ!
فإن تَنْتَصِف منهمْ فأَعْذَرُ آخذٍ /// /// وإن تتداركْهُمْ فأكْرَمُ صاحبِ
_
_
/// أبوالعبَّاس التَّطيلي:في ذمَّة الله قبرٌ ما مررتُ به /// /// إلا اختلستُ أسىً إن لم أمت كمَدَا!
تضمَّن الدِّين والدُّنيا بأسرهما /// /// والحزمَ والعزمَ والإيمانَ والرَّشَدَا
والسؤددَ الضَّخمَ مضروباً سرادقه /// /// قد ودَّت الشِّمسُ لو كانت له عُمُدَا
ملءَ القلوبِ جلالًا والعيونِ سنًا /// /// والحربِ بأسًا وأكنافِ النَّديِّ نَدَى
من لا يقدِّم في غيرِ العُلا قدمًا /// /// ولا يمدُّ لغيرِ المكرماتِ يَدَا
أودى الزَّمانُ وكيف اسطاعه بفتىً /// /// قد طال ما راحَ في أتباعه وغَدَا
كأنَّه كان ثأرًا بات يطلبهُ /// /// حتَّى رآه فلم يعدلْ به أحَدَا
إنَّ الفؤاد الذي ما زلت تعمره /// /// قد ريع بعدك حتى صار مفْتَأدا
سلِ المنايا على علمٍ وتجربةٍ /// /// في أيِّ شيء بغى الإنسان أو حسَدَا؟!
تنافس الناس في الدُّنيا وقد علموا /// /// أن سوف تقتلهم لذَّاتُها بدَدَا
تبادروها وقد آدَتْهمُ فشلًا /// /// وكاثروها وقد أحصتهم عدَدَا!
ما لابن آدم لا تفنى مطالبُه /// /// يرجو غدًا وعسى أن لا يعيش غَدَا!
_
البحتري :
خَفِّض أَسىً عَمّا شَآكَ طِلابُهُ *** ما كُلُّ شائِمِ بارِقٍ يُسقاهُ
وَالشَيءُ تُمنَعُهُ يَكونُ بِفَوتِهِ *** أَجدى مِنَ الشَيءِ الَّذي تُعطاهُ
_
/// أبوالعبَّاس التطيلي:والنَّاس كالنَّاس إلَّا أنْ تجرِّبَهُم *** وللبصيرة حُكمٌ ليس للبَصَرِ
كالأيْكِ مشتبهـات في منابِتِهــا *** وإنَّما يقـعُ التَّفضيل في الثَّمَـرِ
_
_
/// ابن حيّوس:
عَرَتني صروفُ النائباتِ فقَصَّرَت /// /// ذراعي ورَدَّت خائباتٍ ذرائعي
يصيبُ الفتى ما لم يكن في حِسابه /// /// ويحذرُ مِن شيءٍ وليس بواقع
وما خِلتُ أنَّ الدهرَ يُلجِئُني إلى /// /// زمانٍ يبيتُ العَجزُ فيه مُضاجِعي
صَحِبتُ أُناسًا بُرهَةً ما مرامُهُم /// /// مرامي ولا أطماعُهُم مِن مطامِعي
ولو لم يُدانِ الضِدُّ ضِدًّا لما دَنا /// /// مَحَلُّ الأفاعي مِن مَحَلِّ الأسارِعِ
وغير قريبٍ مِن فُؤادٍ ومَسمَعٍ /// /// زئيرُ الأُسودِ مِن نَقيقِ الضفادِعِ!
_
وتعد قصيدة بن زيدون النونية من روائع الشعررالعربي ايضا وهذه بعض ابيات منها:
اضحى التنائي بديلا عن تدانينا................
................وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا................
................شوقا اليكم ولا جفت ماء قينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا................
................يقضي علينا الاسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم ايامنا فغدت................
................سودا وكانت بكم بيضا ليا لينا
اذ جانب العيش طلق من تالفنا................
................ومورد اللهو صاف من تصافينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما................
................فما كنتم لا رواحنا الا رياحينا
ياساري البرق غاد القصر فاسق به...............
...................من كان صرف الهوى والود يسقينا
يانسيم الصبا بلغ تحيتنا................
................من لو على البعد حيا كان يحيينا
لاتحسبوا ناءيكم عنا يغيرنا................
................اذ طالما غير الناء ي المحبينا
لسنا نسميك اجلا لا وتكمرمة................
................فقدرك المعتلي عن ذا ك يغنينا
_
/// علي بن الجهم:هي النفسُ ما حَمَّلتَها تتحمَّلُ *** ولِلدَّهرِ أيامٌ تجورُ وتعدِلُ
وعاقبةُ الصَّبر الجميلِ جميلةٌ *** وأفضلُ أخلاقِ الرجالِ التَفَضُّلُ
ولا عارَ أنْ زالت عن الحرِّ نِعمةٌ *** ولكنَّ عارًا أن يزول التَّجمُّلُ
وما المالُ إلَّا حسرةٌ إن تَرَكْتَهُ *** وغُنمٌ إذا قَدَّمتَهُ مُتَعَجَّلُ
وللخيرِ أهلٌ يسعدونَ بفِعلِهِ *** وللناسِ أحوالٌ بهم تَتَنَقَّلُ
ولِلهِ فينا علم غيبٍ وإنَّما *** يُوَفِّقُ منَّا من يشاءُ ويخذلُ_
_
/// ابن عبدربِّه:أَلَا إنَّما الدنيـا كأحــــلامِ نائـم /// /// وما خيرُ عيشٍ لا يكون بدائمِ؟!
تأمَّـلْ إذا ما نِلْتَ بالأمـسِ لــذَّةً /// /// فأفَنَيتها هل أنت إلَّا كحــــالمِ!
وما الموتُ إلَّا شاهدٌ مثل غائبٍ /// /// وما الناسُ إلَّا جاهلٌ مثلُ عالمِ
_
_
/// أبوفراس الحمداني:وَمُضطَغِنٍ لم يحمِلِ السِرَّ قلبُهُ /// /// تلفَّتَ ثم اغتابني وهو هائِبُ
تَرَدَّى رداءَ الذُلِّ لمَّا لقيتُهُ /// /// كما تَتَرَدَّى بالغُبارِ العناكِبُ!
ومِن شَرَفي أن لايزال يعيبني /// /// حَسُودٌ على الأمرِ الذي هو عائِبُ
رَمَتْني عيونُ الناسِ حتى أظنُّها /// /// ستحسدُني في الحاسِدينَ الكَواكِبُ
فلستُ أرى إلَّا عدوًّا محارِبًا /// /// وآخرَ خيرٌ منهُ عِندي المُحارِبُ
هُمُ يُطفِؤونَ المجدَ واللهُ موقِدٌ /// /// وكم ينقصون الفضلَ واللهُ واهِبُ
ويرجونَ إدراك العُلا بنُفوسِهِم /// /// ولم يعلموا أنَّ المعالي مواهِبُ!
وهل يدفعُ الإنسانُ ماهو واقعٌ؟ /// /// وهل يعلمُ الإنسانُ ماهو كاسِبُ؟
وهل لقضاءِ الله في الناسِ غالِبٌ؟ /// /// وهل مِن قضاءِ الله في الناسِ هارِبُ؟
عَلَيَّ طِلابُ المجدِ مِن مُستَقِرِّهِ /// /// ولا ذنبَ لي إن حارَبَتني المطالِبُ
وهل يُرتجى للأمرِ إلَّا رجالُهُ؟ /// /// ويأتي بصوبِ المُزنِ إِلَّا السَّحائِبُ؟
وعنديَ صِدقُ الضَّربِ في كُلِّ مَعرَكٍ /// /// وليس عليَّ إن نَبَوْنَ المَضارِبُ
إذا اللهُ لم يحرزكَ مِمَّا تَخافُهُ /// /// فلا الدرعُ منَّاعٌ ولا السَّيفُ قاضِبُ
ولا سابِقٌ مِمَّا تَخَيَّلتَ سابِقٌ /// /// ولا صاحِبٌ مِمّا تَخَيَّرتَ صاحِبُ!
_
ومن عيون الشعرهذه القصيدة للشاعر القائد اسامة بن منقذ
كل يوم فتح مبين ونصر
واعتلاء على الأعادي وقهر
قد أتاك الزمان بالعذر والإعـ
ـتاب مما جناه إذ هو غر
صدَق الَّنْعتُ فيك، أنتَ معينُ الـ
ـدين إن النعوت فأل وزجر
أنت سيفُ الإسلامِ حقاً، فلا
ـل غراريك أيها السيف دهر
بك زادَ الإسلامُ يا سيفَه المِخـ
ـذم عزاً وذل شرك وكفر
ثق بإدراكِ ما تؤمِّلُ؛ إنْ الـ
ـلّهَ يجزِي العبادَ عمَّا أسرُّوا
لم تزل تضمر الجهاد مسراً
ثم أعلنت حين أمكن جهر
كل ذخر الملوك يفنى وذخرا
ك هما الباقيان: أجر وشكر
للنَّدى مالُك المباحُ، وما ما
لك إلا جرد وبيض وسمر
عم أهل الشآم عدلك لكنـ
ـا بعدنا وغاية البعد مصر
فَحُرْمنا من بينهِم رَيْعَ ما كنَّا
زَرعنا، وقال زيدٌ، وعمرُو
أمِنَ العدلِ أنّنَا في بلادِ الكُفـ
ـرِ شَفعٌ، وأنتَ في الغزوِ وِتَرُ
كان حظي من ذاك ذكراً شنيعا
ثم ما لي فيمن يجاهد ذكر
لا تَنَاسَى مَن كانَ ظلَّكَ في العُسـ
ـر وضيق الزمان إذ جاء يسر
إن حسن الوفاء من ملك مثـ
ـلك فضل يرويه بدو وحضر
فابق واسلم وزد على رغم أعدا
ئك جدا ما أعقب الليل فجر
لا أغبَّ الزَّمانُ قصدَ أعاديـ
ـك ولا شد من تهيضت جبر
_
/// ابن الرُّومي:
وكم من مُعارٍ زينةً وكأنَّه /// /// إذا ما تحلَّى حلْيَها يَتَسلَّبُ
بحقِّهمُ أنْ باعدوني وقَرَّبوا /// /// سِوايَ وتقريبُ المُباعَد أوجبُ
رأى القومُ لي فضلًا يعاديه نقصُهُمْ /// /// فمالوا إلى ذي النَّقص والشكلُ أقربُ!
خفافيشُ أعشاها نهارٌ بضوئِهِ /// /// ولاءَمَها قِطْعٌ من اللَّيل غَيْهبُ
بهائمُ لا تُصغي إلى شَدْوِ مَعْبدٍ /// /// وأمَّا على جافي الحُداءِ فتَطْربُ
_
_
/// عمر بن الفارض!:وكنتُ أحسبُ أنِّي قد وَصَلْتُ إلى....أعْلَى وأغْلَى مقامٍ بين أقوامي
حتى بَدا لي مقامٌ لم يكُنْ أَرَبي.........ولم يَمُرَّ بأفكاري وأوهامي
إنْ كان مَنزِلَتي في الحبِّ عندكُمُ....ما قد رأيتُ فقد ضيَّعْتُ أيَّامي!
أُمْنِيَّةٌ ظفِرَتْ نفسي بها زمنًا......واليوم أحسَبُها أضغاث أحلامِ!
أَودَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يحفظُه....أبصرْتُ خلفي وما طالعتُ قدَّامي!
_
_
/// أبوالعتاهية:كُلُّ نَفسٍ سَتُوَفّى سَعيَها *** ولها ميقاتُ يومٍ قد وَجَبْ
جفَّتِ الأقلامُ مِن قبلُ بِما *** خَتَمَ اللهُ علينا وكَتَبْ
كم رأينا مِن مُلوكٍ سادةٍ *** رجعَ الدَّهرُ عليهم فانقَلَبْ
وعبيدٍ خُوِّلوا ساداتهم *** فاستَقَرَّ المُلكُ فيهِم ورَسَبْ
لا تقولنَّ لشيءٍ قد مضى *** ليتهُ لم يَكُ بالأمسِ ذَهَبْ
واسْعَ لليومِ ودَعْ همَّ غدٍ *** كلُّ يومٍ لكَ فيه مُصْطَرَبْ
يهرُبُ المرءُ من الموتِ وهل *** ينفعُ المرءَ مِن الموتِ الهَرَبْ
كلُّ نفسٍ ستقاسي مرَّةً *** كُرَبَ الموتِ فلِلمَوتِ كُرَبْ
أيها الناس ما حَلَّ بكم *** عجبًا مِن سهوِكُم كلَّ العَجَبْ
_
* على الهامش:الشَّعراء فاعْلَمَنَّ أربَعَهْ: *** فشاعرٌ يجري ولا يُجرَى مَعَهْ
وشاعرٌ من حقِّهِ أن ترفَعَهْ *** وشاعرٌ من حقِّهِ أن تسمَعَهْ
وشاعرٌ من حقِّهِ أن تصفَعَهْ!
/// أبوفراس:يقولون: لاتخرق بحِلمِكَ هَيبَةً *** وأحسَنُ شيءٍ زيَّنَ الهَيبَةَ الحِلمُ
فلا تتركَنَّ العفوَ عن كُلِّ زَلَّةٍ *** فما العفوُ مذمومٌ وإن عظُمَ الجُرمُ
/// المعرِّي:لقد أسِفتُ وماذا ردَّ لي أسَفي *** لمَّا تَفَكَّرتُ في الأيامِ والقِدَمِ؟!
سِيَّانِ عــامٌ ويــومٌ في ذهـــابِهِما *** كأنَّ ما دامَ ثمَّ انْبَـتَّ لم يَـــدُمِ!
_
/// ابن الرُّومي:لك سلطانٌ عزيزٌ فإذا /// /// أنت لم تعفُ عن الجاني وَهَنْ
أيُّ سلطانٍ وقد أصبحْتُما /// /// كمسيءٍ ومسيءٍ في قَرَنْ
كن عزيزًا بالتَّغاضي إنَّه /// /// يترك الجاني مسلوبَ اللَّسَنْ
هو عزٌّ غامضٌ فافطنْ له /// /// يا ذكيَّ القلبِ والعين فطَنْ
_
/// أبوالطَّيِّب:أَبَنِي أبينا نحن أهلُ منازلٍ *** أبدًا غرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نبكي على الدُنيا وما مِن مَعشَرٍ *** جَمَعَتهُمُ الدُنيا فلم يَتَفَرَّقوا
أين الأكاسرةُ الجبابرةُ الأُلَى *** كَنَزوا الكُنوز فما بَقَينَ ولا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاق الفضاءُ بجيشِهِ *** حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضيِّقُ
خُرسٌ إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أنَّ الكلامَ لهم حلالٌ مُطلَقُ
والموتُ آتٍ والنفوسُ نفائِسٌ *** والمُستَغِرُّ بما لديهِ الأحمقُ
والمرءُ يأملُ والحياةُ شهيَّةٌ *** والشيبُ أوقَرُ والشَّبيبةُ أَنْزَقُ
ولقد بَكَيتُ على الشَّبابِ ولِمَّتي *** مُسْوَدَّةٌ ولـِمَاء وجهيَ رَونَقُ
حذرًا عليه قبل يومِ فِراقِهِ *** حتى لَكِدتُ بماءِ جفنيَ أَشْرَقُ
/// محمود الورَّاق:
أظهرُوا للناسِ نُسكًا /// /// وعلى المنقوشِ دارُوا
وله صامــُوا وصلُّـوا /// /// وله حـجُّـوا وزارُوا
وله قامُــوا وقـالـــوا /// /// وله حلُّــوا وسـارُوا
لو غـدا فوق الثُرَيَّــا /// /// ولهم ريشٌ لطــارُوا
ظلمتُ نفسي ولم أعمل بموجبها * * * وما علمــــــتُ بأنَّ الغيَّ يُتْلِفُني
يُقضَى على المــــــــرء في أيَّام مِحْنَتِه * * * حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسنِ
انتقاءات مباركة
مختارات شعرية جد لطيفة
واصل بارك الله فيك
تزيد من نكهتنا لما في تراثنا من جواهر ودرر
احب التنزه في حدائق الأدب والمواعظ والقصص
ذخيرة فيها خير كثير ولو نحسن استعمالها في الدعوة التمنية البشرية ستضيف الكثير والكثير وتؤسس لغد أفضل
يقول الشاعر على محمود طه في استنهاض ههم العرب \
اخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجها د وحق الفدا
اتركهم يغصبون العروبة
مجد الابوة والسؤدد ا
وليسوا بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا او صدى
فجرد حسامك من غمده
فليس له بعد ان يغمد ا
اخي ايها العربي الابي
اري اليوم موعدنا لا غدا
اخي اقبل الشرق في امة
ترد الضلال وتحي الهد ى
اخي ان في القدس اختا لنا
اعد لها الذابحون المدى
صبرنا على غدرهم قادرين
وكنا لهم قدرا مرصدا
أَلَا قُلْ لمن كان لي حاسدًا /// /// أتدري على مَن أسأت الأدبْ؟!
أسَــــأتَ على اللهِ في فِعــله /// /// لأنَّــك لم تــرض لي ما وهــــب!
فجــــازاك عنِّي بـأنْ زادني /// /// وسَـــدَّ عليك وُجُـــوه الطَّلـب
* أبوالطَّيِّب:الحزنُ يُقلِقُ والتجمُّلُ يردعُ * * * والدمعُ بينهما عَصِيٌّ طَيِّعُ
يتنازعان دُموعَ عينِ مُسَهَّدٍ * * * هذا يجيءُ بِها وهذا يرجعُ
تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ * * * عمَّا مضى فيها وما يُتَوَقَّعُ!
ولِمَن يُغالِطُ في الحقائقِ نفسَهُ * * * ويسومُها طلبَ المُحالِ فَتَطمَعُ!
أين الذي الهَرَمانِ مِن بُنيانِهِ * * * ما قومُهُ؟ ما يومُهُ؟ ما المصرَعُ؟!
تتخلَّفُ الآثارُ عن أصحابها * * * حينًا ويُدرِكُها الفناءُ فتتبَعُ
ولقد أراك وما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ * * * إلَّا نَفاها عنك قلبٌ أصمَعُ
ما زلت تدفَعُ كُلَّ أمرٍ فادحٍ * * * حتى أتى الأمرُ الذي لا يُدفَعُ
فظللت تنظرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ * * * فيما عراكَ ولا سيوفكَ قُطَّعُ!
وصَلَت إليكَ يَدٌ سواءٌ عندها الـ * * * ـبازي الأُشَيْهِبُ والغرابُ الأبْقَعُ!
/// ابن الخيَّاط:
إذا لم يكُنْ من حادثِ الدَّهْرِ مَوْئِلُ_•••_ولم يُغْنِ عنك الحزنُ فالصَّبْرُ أجملُ
وأهْوَنُ ما لاقيتَ ما عزَّ دَفْعُهُ_•••_وقد يَصْعُبُ الأمرُ الأشدُّ فيسهُلُ
وما هذه الدُّنيا بدار إقامةٍ_•••_فيحزنَ فيها القاطِنُ المترحِّلُ
هي الدَّارُ إلَّا أنَّها كمفازةٍ_•••_أناخَ بها رَكْبٌ وركبٌ تحمَّلُوا
لنا ولها في كلِّ يَوْمٍ عَجَائِبٌ_•••_يحارُ لها لُبُّ اللَّبيبِ ويذهَلُ
يطولُ مدَى الأفكارِ في كُنْهِ أمرِها_•••_فَيَنْكُصُ عَنْ غَايَاتِه المتوغِّلُ
وإنَّا لَمِن مرِّ الجديدَيْنِ في وغىً_•••_إذا فرَّ منها جَحْفَلٌ كَرَّ جَحْفَلُ
تجرِّدُ نَصْلًا والخلائقُ مفصِلٌ_•••_وتُنْبِضُ سهمًا والبريَّةُ مَقْتَلُ
فلا نحن يومًا نستطيع دِفَاعَهَا_•••_ولا خطبها عنَّا يَعِفُّ فيُجْمِلُ
ولا خلفنا منها مفرٌّ لهاربٍ_•••_فكيف لِمَن رامَ النَّجاةَ التَّحَيُّلُ
فَوَا عَجَبًا مِنْ حَازِمٍ مُتَيَقِّنٍ_•••_بأنْ سوف يَرْدَى كيف يَلْهُو ويغفُلُ؟
كفى حَزَنًا أنْ يُوقِنَ الحيُّ أنَّه_•••_بسيفِ الرَّدى لا بدَّ أنْ سوفَ يُقْتَلُ
يقول معن بن أوس:
لعمرك ما أهويتُ كفّى لريبة ... ولا حملتْنى نحو فاحشة رجلى
ولا قادنى سمعى ولا بصرى لها ... ولا دلّنى رأيى عليها ولا عقلى
وأعلم أنّى لم تصبنى مصيبة ... من الدّهر إلّا قد أصابت فتى قبلى
ولست بماشٍ ما حيبتُ لمنكر ... من الأمر لا يمشى إلى مثله مثلى
ولا مؤثرا نفسى على ذى قرابة ... وأوثر ضيفى- ما أقام- على أهلى
/// الإمام الشافعي:
أمتُّ مطامِعِي فأَرَحتُ نفسي * * * لأنَّ النَّفس ما طمِعَتْ تهونُ
وأحيَيْتُ القُنوعَ وكان مَيْتًا * * * وفي إحيائه عِرْضِي مَصُونُ
إذا طَمَعٌ أحلَّ بقلب عبدٍ * * * عَلَتْهُ مذلَّةٌ وعَلَاه هونُ
/// الشريف المرتضى:لكَ اللهُ قلبًا ما أقلَّ اكتراثَهُ *** بما يتفادى من تحمّلهِ الصَّبرُ
تَمرُّ العطايا لا تكشِّف ناجذِي *** وتأتي الرَّزايا وهْيَ من جَزَعِي صِفْرُ
أعفُّ وأسبابُ المطامعِ جمَّةٌ *** وأعلم والألبابُ يخدعها المَكْرُ
لِكلِّ زمانٍ خُطَّةٌ من مذاهبي *** وأشقى الوَرَى من لا يصرِّفه الدَّهرُ!
ولم أرَ إلَّا مَن يهِي عند شدَّةٍ *** ويأخذ من وافِي تجلُّدهِ الضُّرُّ
صَمَتُّ ولم أصمتْ وفي القول فضلةٌ *** وقلتُ فلم يأنس بمنطِقيَ الهُجْرُ
وإنِّي قليلُ الرَّيثِ فيما يُريبُني *** لذاك رِكابي ليس يحظى بها مِصْرُ
عدِمتُ المنى ما أكدرَ العيشَ عندها *** ولولا المُنى ما استنجد السَّفَرَ السَّفْرُ
ومَن عَمَرتْ دارُ المنى من همومهِ *** تَمادى وربْعُ المجد من مثله قَفْرُ
وما كَلَفِي بالعمرِ أَهوى وفورَه *** وعند الفناء يستوي النَّزْرُ والدَّثْرُ
وداء الورى حبُّ الحياة وشدَّ ما *** تفاقم خطبُ الدَّاء ما كان لا يبرُو
فيا ليتني قصَّرتُ طولَ تجاربي *** فلا عيش إلَّا عيشُ مَنْ ما له خُبرُ
وأشهدُ لو طالتْ يدُ الحزمِ في الوَرَى *** لما درَّ للدُّنيا على أهلها دَرُّ
/// أبوالعتاهية:ستُخلَق جِدَّةٌ وتجُود حالُ /// /// وعند الحق تختبر الرجالُ
وللدنيا ودائعُ في قلوب /// /// بها جَرَت القطيعة والوِصَالُ
تَخَوَّفُ ما لعلَّكَ لا تراه /// /// وترْجُو ما لعلك لا تنالُ!
وقد طلع الهِلالُ لهَدْم عُمْري /// /// وأَفْرَحُ كُلَّما طَلع الهِلالُ!
ومن قصائد الشاعر ابراهيم اليازجي هذه البائية الرائعة
تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ
فقد طَمَى الخَطْبُ حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبُ
فِيمَ التَّعَلُّـلُ بِالآمَـال تَخْدَعُـكُم
وَأَنْتُـمُ بَيْنَ رَاحَاتِ القََنَـا سُلـبُ
اللهُ أَكْبَـرُ مَا هَـذَا المَنَـامُ فَقَـدْ
شَكَاكُمُ المَهْدُ وَاشْتَاقَتْـكُ مُ التُّـرَبُ
كَمْ تُظْلَمُونَ وَلَسْتُمْ تَشْتَكُونَ وَكَمْ
تُسْتَغْضَبُونَ فَلا يَبْدُو لَكُمْ غَضَـبُ
أَلِفْتُمُ الْهَوْنَ حَتَّى صَارَ عِنْدَكُمُ طَبْعَاً
وَبَعْـضُ طِبَـاعِ الْمَرْءِ مُكْتَسَـبُ
وَفَارَقَتْكُمْ لِطُولِ الذُّلِّ نَخْوَتُـكُمْ
فَلَيْسَ يُؤْلِمُكُمْ خَسْفٌ وَلا عَطَـبُ
لِلّهِ صَبْـرُكُمُ لَـوْ أَنَّ صَبْرَكُـمُ
فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ حِينَ الْخَيْلُ تَضْطَرِبُ
كَمْ بَيْنَ صَبْرٍ غَدَا لِلـذُّلِّ مُجْتَلِبَـاً
وَبَيْنَ صَبْـرٍ غَدَا لِلعِـزِّ يَجْتَلِـبُ
فَشَمِّـرُوا وَانْهَضُوا لِلأَمْـرِ وَابْتَدِرُوا
مِنْ دَهْرِكُمْ فُرْصَةً ضَنَّتْ بِهَا الحِقَـبُ
لا تَبْتَغُوا بِالْمُنَى فَـوْزَاً لأَنْفُسِـكُمْ
لا يُصْدَقُ الفَوْزُ مَا لَمْ يُصْدَقُ الطَّلَبُ
خَلُّوا التَّعَصُّبَ عَنْكُمْ وَاسْتَوُوا عُصَبَاً
عَلَى الوِئَـامِ وَدَفْعِ الظُّلْمِ تَعْتَصِبُ
لأَنْتُمُ الفِئَـةَُ الكُثْـرَى وَكَمْ فِئَـةٍ
قَلِيلَـةٍ تَمَّ إِذْ ضَمَّتْ لَهَا الغَلَـبُ
هَذَا الذِي قَد رَمَى بِالضَّعْفِ قُوَّتَـكُمْ
وَغَادَرَ الشَّمْلَ مِنْكُمْ وَهْوَ مُنْشَعِـبُ
وَسَلَّـطَ الجَوْرَ فِي أَقْطَارِكُمْ فَغَدَتْ
وَأَرْضُهَا دُونَ أَقْطَـارِ الْمَلا خِـرَبُ
وَحُكِّـمَ العِلْـجُ فِيكُمْ مَعْ مَهَانَتِـهِ
يَقْتَـادُكُمْ لِهَـوَاهُ حَيْـثُ يَنْقَلِـبُ
مِنْ كُلِّ وَغْدٍ زَنِيمٍ مَا لَـهُ نَسَـبٌ
يُدْرَى، وَلَيْسَ لَـهُ دِيـنٌ وَلا أَدَبُ
وَكُلِّ ذِي خَنَثٍ فِي الفَحْشِ مُنْغَمِسٍ
يَزْدَادُ بِالْحَـكِّ فِي وَجْعَائِـهِ الجَرَبُ
سِلاحُهُمْ فِي وُجُوهِ الخَصْمِ مَكْرُهُمُ
وَخَيْرُ جُنْدهُمُ التَّدْلِيـسُ وَالْكَـذِبُ
لا يَسْتَقِيـم لَهُمْ عَهْـدٌ إِذَا عَقَـدُوا
وَلا يَصِـحَّ لَهُمْ وَعْدٌ إِذَا ضَرَبُوا
إِذَا طَلَبْـتَ إِلَى وُدٍّ لَهُـمْ سَبَبَـاً
فَمَا إِلَى وُدِّهِمْ غَيْر الْخُنَـى سَبَبُ
وَالْحَقُّ وَالبُطْـلُ فِي مِيزَانِهِمْ شُـرَعٌ
فَلا يَمِيل سِوَى مَا مَيَّـلَ الذَّهَبُ
أَعْنَاقُـكُمْ لَهُـمْ رِقٌّ وَمَالُكُـمُ
بَيْنَ الدُّمَـى وَالطِّـلا وَالنَّرْدِ مُنْتَهَبُ
بَاتَتْ سِمَانُ نِعَـاجٍ بَيْنَ أَذْرُعِـكُمْ
وَبَاتَ غَيْرُكُـمُ لِلدَرِّ يَحْتَلِـبُ
فَصَاحِبُ الأَرْضِ مِنْكُمْ ضِمْنَ ضَيْعَتِهِ
مُسْتَخْـدَمٌ وَرَبِيبُ الدَّارِ مُغْتَـرِبُ
وَمَا دِمَاؤُكُمُ أَغْلَى إِذَا سُفِكَـتْ
مِنْ مَاءِ وَجْهٍ لَهُمْ فِي الفَحْشِ يَنْسَكِبُ
وَلَيْسَ أَعْرَاضُكُمْ أَغْلَى إِذَا انْتُهِكَتْ
مِنْ عرْضِ مَمْلُوكِهِمْ بِالفِلْسِ يُجْتَلَبُ
بِاللهِ يَا قَوْمَنَـا هُبُّـوا لِشَأْنِـكُمُ
فَكَمْ تُنَادِيكُمُ الأَشْعَـارُ وَالْخُطَـبُ
أَلَسْتُمُ مَنْ سَطَوا في الأَرْضِ وَافْتَتَحُوا
شَرْقَـاً وَغَرْبَـاً وَعَـزّوا أَيْنَمَا ذَهَبُوا
وَمَنْ أَذّلُّوا الْمُلُوكَ الصِّيدَ فَارْتَعَـدَتْ
وَزَلْـزَلَ الأَرْضَ مِمَّا تَحْتَهَا الرَّهَـبُ
وَمَنْ بَنوا لِصُـرُوحِ العِـزِّ أَعْمِـدَةً
تَهْوِي الصَّوَاعِـقُ عَنْها وَهْيَ تَنْقَلِـبُ
فَمَا لَكُم وَيْحَكُم أَصْبَحْتُـمُ هَمَلاً
وَوَجْـهُ عِزِّكُمُ بِالْهَـوْنِ مُنْتَقِـبُ
لا دَوْلَـةٌ لَكُمُ يَشْتَـدُّ أَزْرَكُـمُ
بِهَا، وَلا نَاصِرٌ لِلْخَطِـبِ يُنْتَـدَبُ
وَلَيْسَ مِنْ حُرْمَـةٍ أَوْ رَحْمَةٍ لَكُمُ
تَحْنُـو عَلَيْكُم إِذَا عَضَّتْـكُمْ النُّـوَبُ
أَقْدَاركُم في عُيُـونِ التُّـرْكِ نَازِلَـةٌ
وَحَقُّـكُم بَيْنَ أَيْدِي التُّرْكِ مُغتَصَبُ
فَلَيْسَ يُدْرَى لَكُمْ شَأْنٌ وَلا شَـرَفٌ
وَلا وُجُـودٌ وَلا اسْـمٌ وَلا لَقَـبُ
فَيَا لِقَوْمِي وَمَا قَوْمِـي سِوَى عَرَب
وَلَنْ يُضَيَّـعَ فِيْهُم ذَلِكَ النَّسَـبُ
هبْ أَنَّـهُ لَيْسَ فِيكُم أَهْلُ مَنْزِلَـةٍ
يُقَلَّـد الأَمْـرَ أَوْ تُعْطَى لَهُ الرُّتَبُ
وَلَيْسَ فِيكُمْ أَخُو حَـزْمٍ وَمَخْبَـرَةٍ
لِلْعَقْـدِ وَالْحَـلِّ في الأَحْكَامِ يُنْتَخَبُ
وَلَيْسَ فِيكُمْ أَخُو عِلْـمٍ يُحَكَّـمُ في
فَصْلِ القَضَاءِ وَمِنْكُـمْ جَاءَتِ الكُتُبُ
وَلَيْسَ فِيكُمْ فِيكُم دَمٌ يَهْتَاجُهُ أَنَـفٌ
يَوْمَـاً فَيَدْفَـعَ هَذَا العَـارَ إذْ يَثِبُ
فَاسْمِعُوني صَلِيـلَ البِيـضِ بَارِقَـةً
في النَّقْـعِ إِنِّي إلِى رَنَّاتِـهَا طَـرِبُ
وَأَسْمِعُونِي صَـدَى البَارُودِ مُنْطَلِقَـاً
يُدَوِّي بِـهِ كُلُّ قَـاعٍ حِينَ يَصْطَخِبُ
لَمْ يَبْقَ عِنْدَكُـمُ شَيءٌ يُضَـنُّ بِـهِ
غَيرَ النُّفُـوسِ عَلَيْهَا الذُّلُّ يَنْسَحِـبُ
فَبَادِرُوا الْمَوْتَ وَاسْتَغْنُوا بِرَاحَتِـهِ
عَنْ عَيْشِ مَنْ مَاتَ مَوْتَاً مُلْـؤُهُ تَعَبُ
صَبْرَاً هَيَا أُمَّـةَ التُـرْكِ التِي ظَلَمَتْ
دَهْـرَاً فَعَمَّا قَليِـلٍ تُرْفَـعُ الحُجُـبُ
لنَطْلُبـنّ بِحَـدِّ السَّيْـفِ مَأْرَبَنَـا
فَلَـنْ يَخِيـبَ لَنَـا فِي جَنْبِـهِ أَرَبُ
وَنَتْرُكَـنَّ عُلُوجَ التُّـرْكِ تَنْـدُبُ مَا
قَـدْ قَدَّمَتـْهُ أَيَادِيهَـا وَتَنْتَحِـبُ
وَمَنْ يَعِـشْ يَرَ وَالأَيَّـامُ مُقْبِلَـة
يَلُـوحُ لِلْمَـرْءِ فِي أَحْدَاثِهَا العَجَبُ
* * *
---------------------------------------------------
/// أبوالقيس بن رفاعة:وذي ضَغنٍ كَفَفْتُ النَّفْس عنه * * * وكنتُ على مساءَتِه مُقِيتُ
وسيفي صارِمٌ لا عَيبَ فيه * * * ويمنعني من الرَّهقِ النَّبيتُ
وكم محنةٍ كابدتُها وبليةٍ *** إلى أن أتانا الله بالفتح والنَّصرِ
صَبَرتُ لها حتى انقضى وقتها الذي *** به أُقِّتت في سابق العِلم والذكرِ
وما جَزَع الإنسان في حالة البَلا *** سوى تعبٍ في الحال يذهبُ بالأجرِ!
إذا ما ابتلاك اللهُ فالصبر حقُّه *** عليك وإن أولاك فالحق في الشُّكرِ
ومن عَرَف الدُّنيا تحقَّق أنَّها *** بلا مريةٍ مستوطن البُؤسِ والشَّرِّ
فلا بد للإنسان طول حياته *** وما دام فيها من ملازمة الصَّبرِ
فطُوبَى لعبدٍ قد تجافى نعيمها *** وآثر دارًا خيرها أبدًا يجري
هي الجنة الخلد التي طاب نزلها *** لقوم أطاعوا اللَه في السِّر والجهرِ
/// محمود البارودي:ومَن عرفَ الدُّنْيَا رأى ما يسرُّهُ *** مِن العيشِ هَمًّا يتركُ الشَّهْدَ عَلْقَمَا
وأيُّ نعيمٍ في حياةٍ وَرَاءَهَا *** مصائِبُ لو حلَّت بِنَجمٍ لأظْلَمَا
إذا كان عُقْبَى كُلِّ حيٍّ مَنِيَّةٌ *** فسِيَّان مَن حلَّ الوِهادَ ومَن سَمَا
ومِن عَجَبٍ أنَّا نرى الحقَّ جَهْرةً *** ونَلْهُو كأنَّا لا نُحاذِرُ مَنْدَمَا
يَوَدُّ الفتى في كُلِّ يومٍ لُبانةً *** فإن نالها أنْحَى لأُخرى وصَمَّمَا
طَمَاعَةُ نفسٍ تُورِدُ المرءَ مَشْرَعًا *** مِن البؤسِ لا يَعْدُوهُ أو يَتَحَطَّمَا
أرى كُلَّ حيٍّ غافلًا عن مصيرهِ *** ولو رام عِرفان الحقيقةِ لانْتَمَى
إذا زاد عُمْرُ المرءِ قلَّ نصيبُهُ *** مِن العيشِ والنُّقصانُ آفةُ مَن نَمَا
وكَيْفَ يَصُونُ الدَّهْرُ مُهْجَةَ عَاقِلٍ *** وقد أهلك الحيَّيْنِ عادًا وجُرْهُمَا
وإنِّي لأدري أنَّ عاقبة الأَسَى *** وإنْ طال لا يُرْوِي غَليلًا تَضَرَّما
تخميس إمام اليمن سابقاً يحيى حميد الدين لقصيدة اراك عصي الدمعأراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ *** مهاباً تحامتك النوائبُ والدهرُ
سمت بك أخلاقٌ فما قيل بعدها *** أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُبلى أنا مشتاق وعندي لوعة *** ولكن لأمرٍ دونه الأنجمُ الزهـرُ
أريد العلى لا أبتغي الدهر دونها *** ولكن مثلي لا يذاعُ لــه سرُإذا الليل أضواني بسطت يد الهوى *** لدك دياجي الخطب كي يطلع الفجرُ
وفزتُ بما أهواه قسراً ولم أقل *** وأذللت دمعاً من خلائقه الكبـرُتكاد تضيء النار بين جوانحي *** إذا صـدني عـمـا سـعيتُ له أمرُ
فأبصرُ في الظلماء أمري بنورها *** إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُمعللتي بالوصل والموت دونه *** لكي الويل سيّان التواصل والهجرُ
سأشفي غليل النفس من كل مفخرٍ *** إذا بت ظمآناً فلا نزل القطرُبدوت وأهلي حاضرون، لأنني *** رأيت هنات القوم مصدرها المصرُ
وشرفت نفسي بالبداوةِ ، إنني *** أرى أن داراً لست من أهلها قفـرُوحاربت أهلي في هواك،وإنهم *** هم القوم لا يخفى لهم أبداً ذكرُ
وما كنت أقلوهم وكيف وإنهم *** وإياي، لولا حبك، المـاء والخمـرُفإن يك ماقال الوشاة ولم يكن *** فلا ذنب إلا من ذوائبك الخترُ
وإن زعموا صدق الذي قد تقولوا *** فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُوفيتُ وفي بعض الوفاء مذلةً *** و كل امرء يوفي العهود هو الحرُ
ولست بمشتاق ولاذا صبابةٍ *** لإنسانة في الحي شيمتها الغدرُوقور وريعان الصبا يستفزها *** يخامرها منه المخيلة و الكبرُ
تصد ملالاً ثم تذكر عهدها *** فتأرن احيانا كما يأرن المهرُتسائلني من أنت؟ و هي عليمةٌ *** وماتختفي شمس النهار ولا البدرُ
وماجهلت إسمي ولكن تجاهلت *** وهل بفتى مثلي على حاله نكرُفقلت كما شاءت وشاء لها الهوى *** رويدك إني ليس ينكرني العصرُ
فتىً قال للعلياء لما سمى بها *** قتيلك، قالت : أيهم فهم كثرُفقلت لها لو شئت لم تتعنتي *** فما راعني منك التعنت و الهجرُ
وماكان احلى لو تركت إساءتي *** ولم تسألي عني وعندك بي خُبرُوماكان للأحزان لولاك مسلك *** إليّ وحزني أن يفوز بك الغمرُ
ولولاك ماكان الغرام بنافذٍ *** إلى القلب لكن الهوى للبلى جسرُوأيقنتُ أن لاعز بعدي لعاشقٍ *** وكل كلامٍ في الغرامِ هو الهجرُ
وماضرني عتب الحبيب و صده *** وأن يدي مما علقت به صفرفقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا *** فقلت نعم لولا التجلد و الصبرُ
فقالت وما للدهر أضناك صرفه *** فقلت معاذ الله بل انت الا الدهرُوقلبت أمري لا أرى لي راحة *** أسر بها إلا المثقفة السمرُ
وذكر العلا تسبي فؤادي و إنه *** إذا البين أنساني ألح بي الهجرُفعدت الي حكم الزمان و حكمها *** وفي مهجتي مما اكابده جمرُ
قضى بيننا ظلما علي فأصبحت *** لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُتجفل حيناً ثم تدنو كأنما *** يساورها مني المهابة و الذعرُ
وعادت تحييني بلطفٍ كأنها *** تنادي طلاً بالواد أعجزه الخضرُوإني لنزال لكل مخوفة *** بها للفتى في كل ناحية ذكرُ
وأبرز في ميدان كل كريهة *** كثير الى نزالها النظر الشزرُوإني لجرارٌ لكل كتيبةٍ *** مؤيدة ما إن يضيع لها وترُ
سلاح بنيها الموت في حومة الوغي *** معودة ان لا يخلَّ بها النصرُفأظمأ حتى ترتوي البيضُ و القنا *** وتغشى نواصي الخيل أرديةٌ حمرُ
واحكم في اعناقهم ضرب مخزم *** واسغب حتى يشبع الذئب والنسرُولا اصبح الحي الخلوف بغارة *** ولو كان لي فيه من المغنم الوفرُ
ولم استجز قتل البريء وسيلة *** ولا الجيش مالم تأته قبلي النذرُفيارب دار لم تخفني منيعة *** تقاصر عنها الطرف وانبهر الفكرُ
تقلب عنها الدهر لما أتيتها *** طلعنا عليها بالردى ، أنا والفجرُوحيٍّ رددت الخيل حتى ملكته *** نكوصا على الأعقاب قد هاجها الذعرُ
وشاك بها بعد التقدم جاءني *** هزيماً وردتني البراقع و الخمرُوساحبة الأذيال نحوي لقيتها *** وفي نفسها مما ألم بها أمرُ
تخال المنايا قد أناخت بساحها *** فلم يلقها جافي اللقاء ولا غرُوهبت لها ماحازه الجيش كله *** لأني امروءٌ لم تسبه البيض والصفرُ
فجئت وقد اجرى السرور مدامعا *** ورحت ولم تكشف لأبياتها سترُولا راح يطغيني بأثوابه الغنى *** فكيف وما ابقى يعزُ بِه الحصرُ
ولا بخلت نفسي بمالٍ جمعته ***ولا بات يثنيني عن الكرم الفقرُوماحاجتي بالمال ابغي وفوره *** فليس لهذا المال في نظري قدرُ
فإني امروءٌ بالمال للعرض اتقي *** اذا لم يفر عرضي فلا وفر الوفرُأسرت وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى *** فما حط من شأني ولا عابني عذرُوماكنت عند النائبات بمحجمٍ *** ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُولكن إذا حَمَّ القضاء على امرىء *** فلا حيلة تجزي هناك ولا حذرُ
ومن تك رسل الموت تطلب موته *** فليس له برٌ يقيه ولا بحرُفقال اصيحابي الفرار أو الردى *** فتنجو كفافا او يخلدك الذكرُ
أمامك فاختر منهما ما تحبه *** فقلت هما أمران أحلاهما مرُولكنني امضي لما لا يعيبني *** اذا كان بعض القوم يحلو له الفرُ
ولست بقوّال اذا الموت قد دنا *** وحسبك من أمرين خيرهما الأسرُولا خير في دفع الردى بمذلةٍ *** فلا عز إلا لمن له في الوغى كرُ
ولم استجرد دفع المنايا بهفوة *** كما ردها يوما بسوءته عمرويمنون ان خلوا ثيابي وانما *** ثناهم إباء الحر ، و الطعنة البكرُ
وفروا حيارى اذ رأوني مصمماً *** على ثياب من دمائهم حمرُوقائم سيفي منهم اندق نصله *** غداة عراه من تجمعهم مكرُ
وما عدت إلا والمنايا تنوشهم *** واعقاب رمح فيهم حطم الصدرُسيذكرني قومي إذا جَدّ جدهمُ *** وداهمهم خطبٌ واعوزهم أمرُ
وتعلم أني بدرُ كلِ دجنةٍ *** وفي الليلة الظلماءِ يفتقدُ البدرُولو سد غيري ماسددت اكتفوا به *** على أن غيري لايسدُ به ثغرُ
ورب فتىً لا يعرف الناس قدره *** وماكان يغلو التبر ولو نفع الصفرُوانا أُناسٌ لاتوسط بيننا *** ملوك على التحقيق صبابة غرُ
فسل عن عُلانا الدهرَ يخبرك أننا *** لنا الصدر دون العالمين أو القبرُتهون علينا في المعالي نفوسنا *** إذا ظن بالأموال في بذلها الغمرُ
فمن رام كسب المال جاد بنفسهِ *** ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهرُأعزُ بني الدنيا وأعلا ذوي العلا *** لنا الطي في ظهر البسيطة والنشرُ
وأعظم من في الأرض ملكاً وبسطة *** وأكرم من فوق التراب ولا فخرُ
لأبي بشر البَنْدَنِيجِيّ :
إذا وَلِىَ ابنُ عيسى وابنُ موسى ** فما أَمْرُ الأنامِ بمُسْتَقِيمِ
فديوانُ الضِّياعِ بفَتْحِ ضادٍ! ** وديوانُ الخَراجِ بغَيْرِ جِيمِِ
عَلِقا بحفظي من بعض الكتب، لعله يتيمة الدهر.
فكان من المقادير أن رجلين وَلِيا عملين مهمَّين في يوم واحد، وحضرتُ من الغد مجلساً لأحد الأعيان، وما كانوا راضين عن الرجلين، فأنشدت هذين البيتين، فكاد الجميع يستلقون من الضحك، واستملاهما بعضهم لكتابتهما!
/// الله المستعان.. الهجو باب واسع.__________________/// المعرِّي:تَلَفُ البصائرِ والزَّمانُ مُفجّعٌ /// /// أدْهى وأفجعُ من تَوى الأبصارِ
بلغَ الفَتى هَرَمًا فظنَّ زمانهُ /// /// هَرِمًا وذمَّ تقادُمَ الأعصارِ
والحِلمُ أفضلُ ناصرٍ تدعونهُ /// /// فالزَمْهُ يَكفِكَ قِلَّةَ الآصارِ
وتفكُّرُ الإنسان يثني غَربَهُ /// /// ويَرُدُّ جامِحَهُ إلى الإقصارِ
* ابن الرُّومي:أسْدى إليك القومُ معـ * * * ـروفًا فلم تحسن ثوابَهْ
وغدوتَ بَهَّاتَ الجَبيـ * * * ـنِ وأنت لم تمسحْ ترابَهْ
ترميهِمُ بالإفك مُطَّـ * * * ـرِحًا سَداهُمْ واحتسابَهْ
أصبِحْ تبيَّنْ مَنْ رَمَيْـ * * * ـتَ وتنجلي عنك الضَّبابَهْ
سَتَذُمُّ ما اكتَسَبَتْ يدا * * * ك إذا لقيتَ غدًا عقابَهْ!
وتُقـرُّ أنَّك جاهــــــلٌ * * * لم تأتِ من أمرٍ صَوابَهْ!
من باتَ يحتطِبُ الأفـا * * * عِـيَ لَيلَهُ ذَمَّ احتطـابَهْ
/// ابن حمديس:
لســــانُ الفتى عبـدٌ له في سكـوته *** ومَوْلىً عليه جائـــرٌ إنْ تكَلَّما
فلا تُطْلقنْه واجعل الصَّمتَ قيدَهُ *** وصيِّرْ إذا قيَّدتهُ سجنَهُ الفَمَا
/// الفرزدق:وكنت كذئبِ السُّوءِ لمَّا رأى دَمًا /// /// /// بصاحبهِ يومًا أحـالَ على الــدَّمِ
لقد خُنتَ قومًا لو لجـــأتَ إليهمُ /// /// /// طريدَ دمٍ أو حامـلًا ثِقلَ مَغـرَمِ
لألفَيتَ فيهِم مُطــعِمًا ومُطاعِــنًا /// /// /// وراءكَ شـــزرًا بالوَشيـجِ المُقَوَّمِ
لكانوا كرُكـــــنٍ مِن عَمايَةَ منهمُ /// /// /// مَنيعِ الذُّرى صَعبٍ عَلى المُتَظَلِّمِ
فلا شربوا إلَّا بمِلــحٍ مُزَلَّــــــجٍ /// /// /// ولا نَسَكوا الإِســلامَ إِن لَم تَنَدَّمِ
قال أعرابي :
أخ لك ما تراه الدهر إلاّ .. على العلاّت بسّاما جوادا
سألناه الجزيل فما تلكّا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا
فأحسن ثمّ أحسن ثمّ عدنا .. فأحسن ثمّ عدت له فعادا
مرارا لا اعود إليه إلاّ .. تبسّم ضاحكا وثنى الوسادا
/// ابن المنخّل:تَنِـــقُّ ضفــادِعُ الوادي *** بصـــوتٍ غير مُعتــــادِ
كأنَّ ضجيــجَ مُعولِهـــا *** بنو الملَّاحِ في النَّــــادِي
وتصمُتُ مثل صمتِهِمُ *** إذا اجتمعوا على زادِ!
فلا غــوثٌ لملـهــــوفٍ *** ولا غــيثٌ لِمُرتـــــــاد ِ!
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:يا غافلا عما خلقت له انتبه *** جد الرحيلُ فلست باليقظان
سار الرفاقُ وخلّفوك مع الألي *** قنعوا بذا الحظ الخسيسِ الفاني
ورأيتَ أكثر من ترى متخلفا *** فتبعتهم ورضيت بالحرمانِ
لكن أتيت بخطّتيْ عجزٍ وجهـ *** ـلٍ بعد ذا وصَحِبت كلّ أمانِ
منّتكَ نفسُك باللحاقِ مع القعو *** دِ عن المسير وراحةِ الأبدانِ
ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا *** ماذا صنعتَ وكنتَ ذا إمكانِ
/// أبو نواس:
كُلُّ ناعٍ فسَيُنعَى *** كُلُّ باكٍ فَسَيُبكى
كُلُّ مذْخورٍ سيَفنَى *** كُلُّ مَذكورٍ سَيُنسَى!
ليس غيرَ اللهِ يبقى *** مَن عَلا فاللهُ أعلى
إِنَّ شَيئًا قد كُفينا *** هُ له نَسعَى ونَشقَى
إنَّ للشرِّ ولِلخيـ *** ـرِ لسِيْمَا ليس تَخفَى
كُلُّ مُستَخْفٍ بِسِرٍّ *** فمِنَ اللهِ بِمَرأى
لا ترى شيئًا على اللـ *** ـهِ مِن الأشياءِ يَخفَى
/// ربيعة الرَّقِّي:فلو كنت ذا عَقلٍ لأجمعتُ صَرْمَكُم /// /// برأيي ولكنِّي امرؤٌ لستُ أعقلُ
ظَلَمتِ كذِئبِ السوءِ إذ قال مرَّةً /// /// لِسَخْلٍ رأى والذِّئبُ غَرثانُ مُرمِلُ:
أأنتَ الذي في غير جُرمٍ شَتَمْتَني /// /// فقال: متى ذا؟ قال: ذا عامُ أوَّلُ!
فقال:وُلِدتُ العامَ! بل رُمتَ غدرةً /// /// فدُونكَ كُلْني لا هَنا لك مأكَلُ
فأنت كذبَّاحِ العصافيرِ دائِبًا /// /// وعيناهُ مِن وَجْدٍ عليهنَّ تَهمِلُ
فلو كان مِن رأفٍ بهنَّ ورحمةٍ /// /// لَكَفَّ يدًا ليست مِن الذَّبحِ تَعطلُ
هبيني امرءًا أذنبتُ ذنبًا جهلتُهُ /// /// ولم آتِهِ عمدًا وذو الحِلمِ يَجهَلُ
عفا اللهُ عَمَّا قد مضى لستُ عائِدًا /// /// وها أنا ذا من سُخطِكُم أتَنَصَّلُ
ومن شعرالشاعر الامير المعتمد بن عباد الذي قاله في الاسربعد ان نكبه الدهر وازال ملكه \
لما تملكت الدموع وتنهنه القلب الصديع
قالوا الخضوع سياسة فليبد منك لهم خضوع
والذ من طعم الخضو ع على فمي السم النقيع
ان تستلب مني الدنا ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعه لم تسلم القلب الضلوع
لم استلب شرف الطبا ع ايسلب الشرف الرفيع
قد رمت يوم نزالهم ان لاتحصنني الدروع
وبرزت ليس سوىالقميص عن الحشا شيء دفوع
وبذلت نفسي كي تسيل كما يسيل بها النجيع
اجلي تاءخر لم يكن بهواي ذلي والخضوع
ماسرت قط الى القتا ل وكان من املي الرجوع
شيم الاولى اانا منهم والاصل تتبعه الفروع
------------------------------------------
لا تعتبنَّ على النَّـوائـبْ *** فالدَّهـــر يرغم كلَّ عـاتبْ
واصْبر على حَدَثانِهِ *** إنَّ الأمـور لها عـواقبْ
كم نعمـةٍ مطــويَّــةٍ *** لك أثنـــاء النَّوائــبْ!
ومسرَّةٍ قد أقبَلَــــــــت ْ *** مِن حيث تُنتَظَر المصائبْ!
///قلتُ ولا فخر:
دعْ كلَّ مدَّاحٍٍ غدا في ساحةٍ
متملقاً يشري القريضَ ويَخْطُبُ
إنَّ القوافيَ إن رأتْ من ربِّها
صدقاً من الأعماقِ جاءتْ تَرْكَبُ
ومتيماً قد سربلته غوايةٌ
في حُبِّ من يهوى ورَاحَ يُشَبِّبُ
فإليك عنهم وارشُفَنََّ مديحَ من
تحيا القلوبُ بهديه وتطبَّبُ
إني إذا رمتُ العلا في صورةٍ
يمَّمتُ طرفي للرسولِ أُقلِّبُ
/// عمرو بن معدي كرب:
صبرتُ على الأيَّــام لمَّا تولَّـــتِ *** وألزمت نفسي صبرها فاستمرَّتِ
فوا عجبًا للقلب كيف اعترافه *** وللنَّفسِّ بعد العـزِّ كيف استذلَّتِ
وما النفس إلَّا حيث يجعلها الفتى *** فإنْ طمعت تاقت وإلَّا تسلَّتِ
وكانت على الأيَّــام نفسي عزيزةً *** فلمَّا رأت صبري على الـذُّل ذلَّتِ
فقلت لها: يا نفـــس موتي كريمةً *** فقد كانت الدُّنيــا لنا ثم ولَّـــــتِ
/// بثَّ رجل في وجه أبي عبيدة مكروهًا فقال:فلو أنَّ لحمي إذ وَهَى لعِبَت به /// /// سباعٌ كـرامٌ أو ضــباعٌ وأذؤُبُ
لهوَّن وجـدي أو لَسَلَّى مصيبتي /// /// ولكنَّ ما أودى بلحميَ أكلُبُ!
بسم الله الرحمن الرحيم
أنّا أذل لمخلوق على طمع ::::::: هلاّ سألت الذي أعطاه يعطيني
فقطعة من غليظ الخبز تشبعني :::::::: وقطرةمن نمير الماء تسقيني
وقطعة من غليظ الصوف تسترني :::::: حياً وأن مت تكفيني لتكفيني
اقول \
مفاخر يهواها الفؤاد جوامعه
كانداء فجر ضاحيات طوالعه
شلال نور كالنهار توهجت
وبالافق العلوي تزهو منابعه
وفي كل عرق للفؤاد مباهج
تثير ومحمر الورود دوافعه
وعلى ورق الاشجار تشدو بلابل
لحنا يداوي للفؤاد مواجعه
يا نازعات الروح رفقا بقلبها
فان الذي فيه لا يكفي نوازعه
فان الشذى الفواح يسمو اريجه
عطورا فتبقى ذائعات روائعه
ونور من الايمان يغشي نفوسنا
تسامت معانيه وصيغت روافعه
فليس عجيبا ان نكون عبيده
هو الخالق البارى الجليل نطاوعه
تدفق كالينبوع ماء زلاله
تعالت سجاياه وفاضت مراجعه
واني بذكر الله في كل لحظة
فؤادي سعيد والحياة تواقعه
يقيناً بأن الله بالغ امره
يروي فؤاداً ضامئات اخادعه
تناهى عن الانظارسيماء قادراً
يشع سناءاً ساطعات سواطعه
جنات عدن زاهيات ظلالها
رياض ومخضر الجوانب طالعه
تداعب امواج البحار قصائد
فموج يغطيه وريح تدافعه
ومن غاص في قعر البحار تكشفت
لعينيه اسباب الحياة تقارعه
ومن خاف من علو الجبال وشهقها
يعيش تعيسا والامور تنازعه
ومن عاش في هذي سعيداً بخبثه
ستصلى- بأخرا ه جحيماً- اضالعه
,ومن كانت الدنيا مسا ر حياته
ترديه في نار الجحيم صنائعه
وتسود في عينيه كل حقيقة
حتى كأن الله بالشر صافعه
ومن اشرق النور العظيم بقلبه
يعيش هنيئاً والامنيات طلائعه
ومن يتقي الله العظيم مهابة
يجعل له من امره مايضارعه
ومن يتقي الله العظيم مخافة
يحيا عزيزا والجنا ن مرابعه
ومن يتقي الله العظيم ويخشه
يبسط له في ر زقه ويواسعه
ومن بذكرالله يشغل قلبه
يهديه وجنات النعيم هواجعه
وصلى الاله على الحبيب محمد
نور الهدى كل القلوب سوامعه
***************************
/// ابن الرُّومي:________________
وإن استرَحَتَ إلى السُّكوت فما *** لك فيه من لُؤمِ الكرام دَعَهْ
أتراك تُوهِمُهم إذا سألوا *** فسكتَّ أمرًا لا تُلام مَعَهْ
كَتَمَ اللَّسانُ عليك فاستمَعَتْ *** فِطَنٌ لما جَمْجَمْتَ مستمعَهَ
وكذا عقول ذوي العقول على *** أسرارِ أهلِ الجهل مطَّلِعَهْ
قد كنتُ تبتُ من الهجاء فإنْ *** شاء اللِّئامُ أعَدُتُها جَذَعَهْ(1)!
(1) ولو قال كريمٌ - وهو أولى -:
قد كنت تبتُ من الهجاء وإنْ *** شاء اللِّئام تركتُها جَذَعَهْ
اخفِض الصَّوت إن نَطَقتَ بليلٍ *** والتفِتْ بالنَّهار قبل المقالِ
ليس في القـول رجعـةٌ حين يبدو *** بقبيـحٍ يكـون أو بجَمـــالِ
من عيون الشعر العربي هذه القصيدة الرائعة لعنترة العبسى
هل غادر الشعراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم
يا دارعَبْلَةَ بِالَجِوَاءِتَك َلَّمِيَعِمِي
صَبَاحاً دارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتي وَكَأَنَّهَا
فَدَنٌ لاَ قْضِي حَاجَةَ الُمَتَلِّومِ
وَتَحُلُّ عَبْلَةُ بِالَجوَاءِ وَأَهْلُنَا
باْلَحزْنِ فَالصَّمَّانِ فَاُلمتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِنْ طَلَلٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
أَقْوَى وَأَقْفَرَ بَعْد أُمِّ الَهيَثْمِ
حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَفَ أَصْبَحَتْ
عَسِراً عَلَيَّ طِلاُبكِ ابْنَةمَخْرَمِ
عُلِّقْتُها عَرضَاً وَأَقْتُلُ يوْمَها
زَعْماً لَعَمْرُ أَبيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ
وَلَقَدْ نَزَلْتِ فلا تَظُنِّي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ الُمحَبِّ الُمكْرَمِ
كَيْفَ الَمزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ اَهْلُها
بعُنَيْزَتَيْنِ وَأَهْلُنا بِالغَيْلَمِ
إِنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ الْفِراقَفإِنَّ ما
زَّمتْ رِكابُكُم بلَيْلٍ مُظْلمِ
مَا راعَنيْ إِلا حَمُولَةُ اهْلِها
وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم
فيها أثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَحَ لُوبَةً
سُوداً كخَافِيَةِ الْغُرابِ الأَسْحَمِ
إِذَ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
عَذْبٌ مُقَبَّلُهُ لَذِيذِ الَمطْعَمِ
وكَأَنَّ فَارَةَ تَا جهابِقَسِيمَةٍ
سَبَقَتْ عَوَارِضَهَا إِلَيْكَ ملْفَمِ
أَوْ رَوْضَةً أْنُفاً تَضمَّنَنَبْتَه َا
غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمَعْلَمِ
جادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْر درَّةٍ
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَة كالدِّرْهَمِ
سَحًّا وتَسْكاباً فَكُلَّعَشِيَّة ٍ
يَجْرِي عَلَيْهَا الَماءُ لَمْ يَتَصَرَّمِ
وَخَلا الذبابُ بها فَلَيْس بِبارِحٍ
غَرِداً كفِعْلِ الْشَّارِب الُمتَرَنِّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بذِرَاعِهِ
قَدْحَ الُمكِبِّ على الزِّنَادِ الأَجْذَمِ
تُمسِي وَتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْله مَشِيَّةٍ
وَأَبِيتُ فَوْقَ سَراةِ أَدْهَُم ملْجَمِ
وَحَشِيَّي سَرْجٌ على عَبْلِ الْشَّوَى
نَهْدٍ مَراِكلُهُ نَبِيلَ المحْزِمِ
هَلْ تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةٌ
ِ مَحْرُومِ الشَّرَابِ بُمصَرَّمِ
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ
تَطِسُ الإِكامَ بوَخْدِ خُفِّميثمِ
وكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ وحشيَّةً
بقَرِيبِ بَيْنَ الَمنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ
تَأْوِي لَهُ قُلْصُ الْنّعامِ كما أَوَتْ
حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
يَتْبَعْنَ فُلَّةَ رَأْسِهِ وكَأنَّةُ
حِدْجٌ على نَعْشٍ لُهنَّ مُخَيَّمِ
صَعْلٍ يَعُودُ بذي الْعُشَيْرة بَيْضَهُ
كالعبْدِ ذي اّلفَرْوِ الْطويل الأصْلَمِ
شَرِبتْ بماءِ الدُّحْرُ ضَيْنِ فأَصْبَحتْ
َوْرَاءَ تَنْفِرُ عنْ حلم
وكَأَنَّما تَنْأَى بجانِبِ دَفَّهَا دلْ
وَحْشِيِّ منْ هَزِجِ الْعشِيِّ مُؤَوَّمِ
هِرِّ جَنِيبٍ كُلمّا عَطَفَتْ لَهُ
غَضْبَى اتَّقَاهَا باليَدَيْنِ وَبالفَمِ
بَرَكَتْ على جَنْبِ الرّداع كأنَّما
بَرَكتْ على قَصَبٍ أجَل مُهَضَّمِ
وكأنَّ رُبَّاً أَو كُحَيْلاً مقعدا
حَشَّ الْوَقُودُ بهِ جَواِنبَ قُمقُمِ
يَنْبَاع مِنْ ذِفْرَى غضوبٍ جَسْرَةٍ
زَيَّافَةٍ مِثْلَ الْفَنِيقِ الُمكْدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُوني الْقِناعَ فإِنَّنِي
طَب بأخْذِ الْفَارِسِ الُمستَلْئِمِ
ِي عَلَيَّ بما عَلِمْتَِ إِنَّني
سَمْحٌ مُخَالَقَتي إِذا لم اُظْلَمِ
وَإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ
مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ الْعَلْقَمِ
ولَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الُمدَامةِ بِعدمَا
رَكَدَ الَهواجِرُ بالَمشُوفِ الُمْعَلمِ
بِزُجَاجَةٍ صَفْرَاءَ ذَات مَسِرَّةٍ
قُرِنَت بأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُفَدَّمِ
فَإِذا شَرِبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِكٌ
مَالي وعِرْضِي وافِرٌ لَمْ يُكْلَمِ
وإِذا صَحوْتُ فَما أَقَصِّر عن ندى
وكما عَلِمْتِ شَمَائِلي وتَكَرُّمي
وحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَركْتُ مُجَدَّلاً
َمكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَمِ
سَبَقَتْ يَدَايَ لَهُ بِعاجِلِ طَعنَةٍ
وَرَشَاشِ نَافِذَةٍ كَلَون الْعَنْدَمِ
هَلاَ سأَلْتِ الَخيْلَ يا ابنة مَالِكٍ
إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِما لَمْ َعْلَمِي
إِذْ لا أَزَالُ على رِحَالَه سَابحٍ
نَهْدٍ تَعاوَرُةُ الْكمُاة تُكَلَّمِ
طَوْراً يُجَرِّدُ للطِّعانِ وَتَارَةً
يأوِي إِلى حَصْدِ الْقِسيّ عَرَمرَمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهَدَا لْوقِيعَةَ ا َنّني
أَغْشَى الْوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ الَمغْنَمِ
وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الْكُماةُنزَالَ هُ
لامُمْعِنٍ هَرَبَاً وَلا مُسْتَسْلِمِ
جَادَتْ لَهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنَةٍ
بُمثَقفٍ صَدْقِ الْكُعوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثيابَهُ
لَيْسَ الْكَرِيمُ على القَنَا بُمحَرَّمِ
فَتَرَكتُهُ جَزَرَ السباع يَنُشْنَهُ
بَقْضُمْنَ حُسْنَ بنانِهِ وَالِمعْصَمِ
وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُروجَهَا
بالسَّيْفِ عن حامي الَحقيقَةِ يعْلِم
رَبِذٍ يَداهُ بالقِدَاحِ إِذا شَتَا
تَّاكِ غَايَاتِ التِّجَار يتلَوَّمِ
لَمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتٌ أُرِيدُهُ
أَبْدَي نَوَاِجذَهُ لِغَيْرِ َبَسُّمِ
عَهْدِي بِهِ مَدَّ النّهَارِ كأنَّما
خُضِبَ الْبَنَانُ وَرَأْسُهُ بالعِظْلِمِ
فَطَعَنْتُهُ بالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ
بِمُهَنَّدٍ صَافي الحَدِيدَةِ مْحِذَمِ
بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ
يُحذَى نِعَالَ السَّبْتِ ليْسَ يتَوْأَمِ
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلّتْ
لهُ حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فقُلْتُ لها اذْهَبي
فَتَجَسَّسي أَخْبَارَهَا ليَ وَاعْلَمِي
قاَلتْ رَأَيْتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً
وَالشَّاةُ مُمْكِنَ~ لِمنْ هُوَ مُرْتَمِ
وكأَنّما الْتَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَةٍ
رَشَا منَ الْغِزْلانِ حُرٍّ أَرْثَمِ
نُبِّئْتُ عمْراً غَيْرَ شاكِرِ ِعْمَتي
وَالْكُفْرُ مَخَبَثَةٌ لِنَفْسِ الُمْنعِمِ
وَلَقَدْ حَفِظتُ وَصَاةَ عِّميَ بالضُّحى
إِذ تقلِصُ الشفَتَانِ عن وَضَح ا لْفَمِ
في حَوْمَةِ اَلجرْبِ الّتي لا تشْتَكي
غَمراتِهَا الأبْطالُ غَيْرََتغَمْغم
-------------------------------------
كيفَ يلذُّ النـــومَ من لا يعْلَمُ
يسلمُ في أُخراهُ أو لا يسلمُ
/// أبوالعتاهية:إذا أنا لم أقبل من الدَّهر كلَّما /// /// تكرَّهت منه طال عتبي على الدَّهر
تعوَّدتُ مسَّ الضُّرِّ حتى ألفتُه /// /// وأحوجني طول العزاء إلى الصَّبر
ووسَّع صدري للأذى الأنس بالأذى /// /// وقد كنت أحيانًا يضيق به صدري
وصيَّرني يأسي من الناس راجيًا /// /// لسُرعة لُطفِ الله من حيث لا أدري
* أبوالعتاهية:عِشْ ما بدا لك سالمًا *** في ظِلِّ شاهقة القصورْ
يسعى إليك بما اشْتَهَيتَ *** لَدَى الرَّواح وفي البكورْ
فإذا النُّفوس تَغَرْغَرَت *** في وقت حَشْرَجة الصُّدورْ
فهناك تعلــــم موقـــــنًا *** مـا كنـتَ إلَّا في غــــرورْ
لا شيء أعظمُ من جُرمي سوى أملي /// /// لحُسنِ عفوكَ عن ذنبي وعن زللي
فإن يكن ذا وذا في القَدرِ قد عَظُما /// /// فأنت أعظمُ من جُرمي ومن أملي
ابو الطيب
أسَفي على أسَفي الذي دَلّهْتِني == عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَليّ خَفَاءُ
وَشَكِيّتي فَقْدُ السّقامِ لأنّهُ == قَدْ كانَ لمّا كانَ لي أعضاءُ
مَثّلْتِ عَيْنَكِ في حَشايَ جِراحَةً == فتَشابَها كِلْتاهُما نَجْلاءُ
نَفَذَتْ عَلَيّ السّابِرِيَّ ورُبّما == تَنْدَقّ فيهِ الصَّعدَةُ السّمْراءُ
أنا صَخْرَةُ الوادي إذا ما زُوحمَتْ == وإذا نَطَقْتُ فإنّني الجَوْزاءُ
وإذا خَفِيتُ على الغَبيّ فَعَاذِرٌ == أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ
قال أحمد شوقي :من شَكﱠ فيه فنظـــــــرةٌ في صُنـــــعه ///////// تمحو أثيــــمِ الشك والإنــــكــار
تلك الطبيعةُ قف بنا يا ســــــاري ///////// حتى أريكَ بـديعَ صنعِ البــــاري
الأرضُ حولك والسماءُ اهــــــــتزتا ///////// لـــروائـعِ الآيـــــــــــ ـــــــــاتِ والآثــــــار
من كلِ ناطقةِ الجــــــــلال كأنهــــــــــا ///////// أم الكـتابِ على لسان القــاري
دلت على ملكِ الملوكِ فلم تـدع ///////// لأدلـــــــــــ ــــة الفقـــــهاء والأحبـــــار
قرأت في كتاب ( أعيان من المشارقة والمغاربة (تاريخ عبد الحميد بك المتوفي سنة 1280 ه - 1863 م ) تقديم وتعليق الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله جامعة الجزائر طبعة دار الغرب الإسلامي هذه القصيدة الجميلة من [ السريع ] منسوبة إلى محمد أفندي الزللي فأحببت مشاركتكم فيها :
أنا في الحب معنّى .. والذي أهوى مهنّى
وفؤادي قد وها وج ... دا وعظمي زاد وهنا
وزفيري وشهيقي ... أحرق الجسم وأفنى
يال ودّي مالقلبي ... من مليح يتجنّى
آمر في الحب ناه ... فرض الحب وسنّا
ليت شعري ما عليه ... لو سقى بالوصل مضنى
وتلافى بالتلاقي ... مبتلى فان معنّى
أيظن الهجر يسلي ... ويظن القلب يثنى
ما تسليت ولو أمس ... ت لي الجفوة سجنا
كيف أسلوه وقلبي ... نحوه حنّ وأنّا
يا حبيبي هات قلي ... أي ذنب كان منّا
ما الذي أوجب هذا ... هات بالله أفدنا
أو لذنب كان إنا ... عنه تبنا ورجعنا
فلقد أبلغته بال ... هجر فينا ما تمنى
ولسان الدمع أبدى ... من غرامي ما استكنا
واشتياقي قد براني ... وحشى الأحشاء حزنا
وجفا النوم جفوني ... فغدت للسهد سكنا
من مجيري من مليك ... أسر القلب وعنّى
ونضى سيف جفاه ... ولما أرجوه ضنّا
وعفى من شؤم ذنبي ... كرما منه ومنا
ورضى عني فإني ... صرت كالعبد وأدنى
لا ومن قدر في الحب .. بأن يبقى وأفنى
لا و لا أهوى سواه ... إن دنا أو صد عنا
واصطباري فر من بين ... يدي والعقل جنا
ما الذي أغراك حتى ... ملت عما قد عهدنا
إن يكن ذاك دلالا ... ما أحيلاه واهنا
أو وشى واش مريب ... أو حسود قد تعنى
حبذا إن كان يرضي ... ك ولو أنا تلفنا
* أبوالعتاهية:المرءُ يَخدَعُهُ مُناهُ *** والدَهرُ يُسرِعُ في بَلاه
يا ذا الغَوايَةِ لا تَكُن *** مِمَّن تَعَبَّدَهُ هَواه
واعلم بأنَّ المَرءَ مُــ *** ـرتَهَنٌ بما كَسَبَت يَداه
كم مِن أخٍ لك لا تَرى *** مُتَصَرِّفاً فيمَن تَراه
أمسى قريبُ الدارِ في الـ *** ـأجداثِ قد شَحِطَت نَواه
قـــــد كان مُغَــــترًّا بيَـــــ *** ــــومِ وفــاتِهِ حتى أتـاه
النــاسُ في غَفَـلاتِهِــــ ــــم *** والموتُ دائِرَةٌ رَحاه
فالحمـــــــــد ُ لله الـذي *** يَبقى ويهلكُ ما سِواه