رد: السَّدَاد فيما اتفق عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد
هذا الحديث لو نظرنا إليه عند البخاري(5736) قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
وعند مسلم (2201) (65) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع كلاهما، عن غندر محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد، وقال في الحديث: فجعل يقرأ أم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل.
فلو أشرنا إلى أن الحديث أخرجه البخاري ومسلم عن شيخهما محمد بن بشار، وقرن مسلم معه أبي بكر بن نافع وساقه البخاري مطولاً، وذكر مسلم جزء منه وهو عند البخاري: "فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ". وعند مسلم :"فجعل يقرأ أم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل". أما بقية الخلافات التي ذكرتها فهي مقارنة بين رواية البخاري من طريق محمد بن بشارة ورواية مسلم من طريق هشيم فلو بينا ذلك لكان أولى لأن النسائي شاركهما الحديث عن محمد بن بشار فأخرجه في السنن الكبرى (9/ 378) (10800 ) قال:أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، - وذكر كلمة معناها - حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد أن ناسا، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا حيا من أحياء العرب، فلم يقروهم، فبينا هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك، فقال: هل فيكم دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه وينفث، فبرأ الرجل، فأتوا بالشاء فقالوا: لا نأخذها حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال: «ما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي فيها بسهم". فنجد أن الرواية عند البخاري والنسائي من طريق محمد بن بشار متقاربة ففيها:"فضحك"، "دواء أو راق"، إلى غير ذلك. الغرض هو بيان أن الإشتارك في الرواية عن طريق محمد بن بشار والاختلاف من طريق يحيى بن يحيى التميمي مع ذكر رواية النسائي لزيادة الفائدة فإن وفقت فيما أردت بيانه فالحمد لله ، وإن كانت الأخرى فأصلح لي ما أخطأ فيه. والله ولي التوفيق.
رد: السَّدَاد فيما اتفق عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر غازي
هذا الحديث لو نظرنا إليه عند البخاري(5736) قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
وعند مسلم (2201) (65) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع كلاهما، عن غندر محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد، وقال في الحديث: فجعل يقرأ أم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل.
فلو أشرنا إلى أن الحديث أخرجه البخاري ومسلم عن شيخهما محمد بن بشار، وقرن مسلم معه أبي بكر بن نافع وساقه البخاري مطولاً، وذكر مسلم جزء منه وهو عند البخاري: "فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ". وعند مسلم :"فجعل يقرأ أم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل". أما بقية الخلافات التي ذكرتها فهي مقارنة بين رواية البخاري من طريق محمد بن بشارة ورواية مسلم من طريق هشيم فلو بينا ذلك لكان أولى لأن النسائي شاركهما الحديث عن محمد بن بشار فأخرجه في السنن الكبرى (9/ 378) (10800 ) قال:أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، - وذكر كلمة معناها - حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد أن ناسا، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا حيا من أحياء العرب، فلم يقروهم، فبينا هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك، فقال: هل فيكم دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه وينفث، فبرأ الرجل، فأتوا بالشاء فقالوا: لا نأخذها حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال: «ما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي فيها بسهم". فنجد أن الرواية عند البخاري والنسائي من طريق محمد بن بشار متقاربة ففيها:"فضحك"، "دواء أو راق"، إلى غير ذلك. الغرض هو بيان أن الإشتارك في الرواية عن طريق محمد بن بشار والاختلاف من طريق يحيى بن يحيى التميمي مع ذكر رواية النسائي لزيادة الفائدة فإن وفقت فيما أردت بيانه فالحمد لله ، وإن كانت الأخرى فأصلح لي ما أخطأ فيه. والله ولي التوفيق.
جزاك الله خيرًا.
أفعل إن شاء الله.
رد: السَّدَاد فيما اتفق عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد
98 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُهَا عَلَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (ضَحِّ بِهِ أَنْتَ).
- اتفقا عليه في المتن والإسناد سواء بسواء، من رواية: (قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به ...).
- رواه البخاري عن شيخ أخر له بنفس اللفظ والإسناد: (عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به ...). [2300].
- رواه مسلم مقرونًا، قال: (وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ به ...).
- البخاري: (2500)، ومسلم: (1965).
رد: السَّدَاد فيما اتفق عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد
99 - عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الغَافِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ بِلاَلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مِنْ أَيْنَ هَذَا؟)، قَالَ بِلاَلٌ: كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ رَدِيٌّ، فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، لِنُطْعِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: (أَوَّهْ أَوَّهْ، عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا، لاَ تَفْعَلْ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعِ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ، ثُمَّ اشْتَرِهِ).
- اتفقا عليه مع اختلاف يسير في المتن ولإسناد، من رواية: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ هُوَ ابْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الغَافِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به ...).
- رواه مسلم مقرونًا، قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُمَا جَمِيعًا، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ وَهُوَ ابْنُ سَلَّامٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ به ...).
- عند البخاري: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ)، بينما عند مسلم: ( أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ).
- عند البخاري: (كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ رَدِيٌّ)، بينما عند مسلم: (تَمْرٌ كَانَ عِنْدَنَا رَدِيءٌ).
- عند البخاري: (أَوَّهْ أَوَّهْ، عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا)، بينما عند مسلم: (أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبَا).
- البخاري: (2312)، ومسلم: (1594).
تنبيه:
قال ابن حجر: (قوله: (حدثنا إسحاق) هو ابن راهويه كما جزم به أبو نعيم، وجزم أبو على الجياني بأنه ابن منصور واحتج بأن مسلمًا أخرج هذا الحديث بعينه عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن صالح بهذا الإسناد؛ ولكن ليس ذلك بلازم، ويؤيد كونه ابن راهويه تغاير السياقين متنًا وإسنادًا فهنا قال إسحاق أخبرنا يحيى بن صالح، وعند مسلم حدثنا يحيى ومن عادة إسحاق بن راهويه التعبير عن مشايخه بالإخبار لا التحديث، ووقع هنا عن يحيى وعند مسلم أنبأنا يحيى وهو ابن أبي كثير، وكذلك وقعت المغايرة في سياق المتن في عدة أماكن ويحتمل أن يكون أحدهما ذكره عن إسحاق بن منصور بالمعنى). [فتح الباري: (4/ 490)].
قلت: (أبو البراء): الأمر محتمل في كونه ابن راهويه، أو ابن منصور، وإن كان الظاهر -والله أعلم- أنه ابن منصور، كما قال الجياني لرواية مسلم، أما ما ذكره ابن حجر من الاختلاف في السياق فلا يضر لاحتمال الرواية بالمعنى من بعض الرواة، وقد تقدم مثل هذا كثرًا في الأحاديث التي اتفقا عليها.، وإن كان الأمر يحتاج لمزيد بحثٍ، وهذا ما يستقر في القلب الآن.