يا أهل المنتدى هلموا إلى التجارة الرابحة وأجركم على الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,إخواني وأحبابي.أعرض عليكم اعتناء صغير لسنن الامام الدارمي رحمه الله.فأدعوا أعضاء هذا المنتدى المبارك من طلاب علم في اي درجة أو مستوى هم فيه,من المختصين في القرآن والتفسير وعلومه والحديث وعلومه واللغة وعلومها.
واريد تعليقات وتعقيبات وتخريجات واستفسارات,وفوا� �د.من كل ما يخدم سنن الدارمي.
اخوكم في الله العربي بن كريم عليان الصنهاجي.
وإليكم أول حديث من(نخبة الكلم على شرح سنن الدارمي)
بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله والصلاة والسلام على حبيبي رسول الله, وعلى آله وصحبه ومتبعهم بإحسان الى يوم الدين.
قال الإمام الحافظ (أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي)في سننه: في المقدمة-باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى ،الله عليه وسلم من الجهل والضلال..
حدثنا محمد بن يوسف, عن سفيان عن الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود, قال:((جاء رجل إلى رسول الله صلى ،الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أبو آخذ الرجل بما عمل في الجاهلية؟ قال:(من، أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما كان عمل في الجاهلية, ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول ،والآخر).
قلت: وقد بينه الله جل وعلا في محكم، تنزيله الحكيم:( قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين) )[الانفال38].
التخريج
-البخاري:باب إستتابة المرتدين والمعاندين، وقتالهم(6523)مسلم:� �لايمان(120)ابن ماجه:الزهد(4242)وأ� �مد:مسند المكثرين من الصحابة(1/379-409-429-431-462)ابن أبي شيبة:(237/ص1/165)أبوداود الطيالسي:(258/ص1/209)المسند للشاشي:(488-489-490-491-492ص2/52)مسند أبي يعلى:مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ(5113ص9/50)مسند الحميدي:مسند عبدالله بن مسعود(108ص1/214
رجال الاسناد:
(محمد بن يوسف) بن واقد بن، عثمان الضبي مولاهم ابو عبدالله الفريابي,ولد سنة بضع وعشرين ومائة ثقة من ،التاسعة.من اصحاب الثوري. شيخ عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي,وشيخ البخاري.روى عنه، ست وعشرون حديثا.توفى سنة 212هـ.(ع)
(سفيان الثوري) أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة وكان ربما دلس ولد سنة سبعة وتسعين هـ,وتوفى سنة إحدى وستين ومائة هـ.(ع)
(الأعمش) سليمان ابن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءات,يدلس من الخامسة ولد سنة أول سنة إحدى وستين هـ,وتوفى سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين هـ.(ع).
(ابو وائل ) شقيق ابن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ثقة من الثانية,مخضرم أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وما رآه
وقال عمرو بن مرة : من أعلم أهل الكوفة بحديث ،ابن مسعود ؟ قال : أبو وائل.مات في عشر المائة(ع)
(عبدالله) ابن مسعود ابن غافل بمعجمة وفاء ابن حبيب الهذلي ،أبو عبدالرحمن، ترجمان القرآن، من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة ،مناقبة جمة وأمره عمر على الكوفة ومات سنة اثنتين وثلاثين هـ أو في التي بعدها بالمدينة(ع)
درجة الحديث: صحيح (رجاله رجال الصحيح).

الشرح:
فسبحان الله العظيم الذي اعجز الثقلين بهذا القرآن. ففي هذه الآية الكريمة والحديث الشريف نلتمس محسن بديعي.وهي المقابلة. الجمع بين الأسلوبين(الترغ� �ب ،والترهيب).
قوله(قال الرجل)لم يسم. قال الحافظ ابن حجر في(فتح الباري)لم أقف على اسمه. ا.هـ.
قلت: كثيرا ما نجد هذه الصيغة في أحاديث الصحابة رضي الله ،عنهم وأرضاهم. ويحتمل أن يقصد به رجل من الأعراب الذين حولهم.
كقولهم:مثلا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء...الحديث)م تفق عليه.كذالك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:( نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان ،يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية...الحديث) متفق، عليه
وفي حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه يظهر لنا أن لفظ(رجل)هو نفسه(أعرابي)
في رواية للبخاري:(أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة...الحديث)وف ي نفس الرواية عند مسلم:(أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى، الله عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة...الحديث).
وهذا الضرب كثير في أحاديث الصحابة رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
التوحيد,وهي الغاية التي أوجدنا الله جل وعلا لها,كما بينه في محكم تنزيله الحكيم(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[ سورة الذارياتَ56ٍ]اي ما دام انه موحد .يغفر الله جل وعلا له ويسترعليه ذنوبه ويتوب عليه؛كما بين ذلك في محكم تنزيله الحكيم:(قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)[الانفال38] والتوبة تجب ما كان قبلها الإسلام يجب ما قبله
ينتهوا) أي : عما هم فيه من الكفر والمشاقة والعناد ويدخلوا في الإسلام والطاعة والإنابة يغفر لهم ما قد سلف أي :
من كفرهم وذنوبهم وخطاياهم كما جاء في الصحيح من حديث ابي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه(من احسن في الإسلام...ذكر الحديث)وقوله تعالى(وان يعودوا) أي : يستمروا على ما هم فيه(فقد مضت سنة الاولين)
أي : فقد مضت سنتنا في الأولين أنهم إذا كذبوا واستمروا على عنادهم؛نعاجلهم بالعذاب والعقوبة.انتهى.
قال ابن بطال فعرضته ،على جماعة من العلماء(الحديث) فقالوا : لا معنى لهذا الحديث غير هذا ،ولا تكون
الإساءة هنا إلا الكفر.
قال ،الحافظ ابن حجر :وبه جزم المحب الطبري ونقل ابن التين عن الداودي معنى من أحسن مات على الإسلام ، ومن أساء مات على غير الإسلام .
وعن ،أبي عبد الملك البوني : معنى من أحسن في الإسلام أي أسلم إسلاما صحيحا لا نفاق فيه ولا شك,ومن اساء في الإسلام أي أسلم رياء وسمعة وبهذا جزم القرطبي.
قال الامام النووي(شرح صحيح مسلم): وأما معنى الحديث فالصحيح فيه ما قاله جماعة من المحققين أن المراد بالإحسان هنا الدخول في الإسلام بالظاهر والباطن جميعا؛ وأن يكون مسلما حقيقيا فهذا يغفر له ما سلف في الكفر بنص القرآن العزيز والحديث الصحيح(الإسلام يهدم ما قبله) وبإجماع المسلمين . والمراد بالإساءة عدم الدخول في الإسلام بقلبه بل يكون منقادا في الظاهر للشهادتين غير معتقد للإسلام بقلبه ; فهذا منافق باق على كفره بإجماع المسلمين فيؤاخذ بما عمل في الجاهلية قبل إظهار صورة الإسلام وبما عمل بعد إظهارها لأنه مستمر على كفره ، وهذا معروف في استعمال الشرع يقولون : حسن إسلام فلان إذا دخل فيه حقيقة بإخلاص ، وساء إسلامه أو لم يحسن إسلامه إذا لم يكن كذلك . والله أعلم . انتهى
من احسن,يعني صوب ووحد واستقامة على الشريعة,بفهمه لمعنى العبودية.ومعرفت� � لحق الله على العباد،وحق العباد على الله. كما هو في حديث معاذ رضي الله عنه وارضاه(- أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا معاذ ) . قلت : لبيك وسعديك ، ثم قال مثله ثلاثا : ( هل تدري ما حق ،الله ،على العباد ) . قلت : لا ، قال : ( حق الله ،على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) . ثم سار ساعة ، فقال : ( يا معاذ ) . قلت : لبيك وسعديك ، قال : ( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك : أن لا يعذبهم )متفق ،عليه.
فالإساءة التي يؤخذ عليها العبد ليست اساءة الذنوب والمعاصي,لأن العقيدة عند اهل السنة والجماعة؛هو عدم تكفير الناس بكبيرة او بمعصية,كعقيدة الخوارج.ووسط؛بي� � الغلو والجفاء،وبين الخوف والرجاء؛اي بين الخوارج والمرجئة.
قال تعالى:(ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)[سورة النساء110]
فالحسن في الإسلام هو التوحيد(تحقيق العبودية)والإسا� �ة هو الشرك والكفر والردة وكل ناقض للإسلام.
فاءساءة الخطايا والذنوب والمعاصي؛يغفرها الله تعالى على عباده ولو بلغت عنان السماء,وأما الشرك فلا أبدا.
لقوله تعالى:(ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذالك لمن يشاء)[سورة النساء:48-116.]
لقوله تعالى:(ولو اشركو لحبط عنهم ما كانوا يعملون)[سورة الأنعام:88].
لقوله تعالى:( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)[سورة:الزمر66].
والله تعالى وحده أعلم.
والحمد لله رب العلمين،والصلاة والسلام على حبيبي رسول الله,وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

(توضيح):(الأعمش) سليمان ابن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءات,يدلس من الخامسة ولد سنة أول سنة إحدى وستين هـ,وتوفى سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين ومائة هـ.(ع).