علامات الترقيم في الكتابة

علامات الترقيم في الكتابة
إعداد: الحسين بن أحمد مكّاوي

علامات الترقيم[1]: هي رموز مخصوصة توضع أثناء الكتابة بين الكلام المكتوب، بغرض تعيين مواضع الفصل والوقف والابتداء ، وأنواع النبرات الصوتية والأغراض الكلامية أثناء القراءة، تيسيرا للقارئ وبيانا للمعنى، وعددها اثنا عشرة علامة .
1 ـ الفاصلة[2] ورمزها (،): تكون في الوقف الناقص: وهو الوقف الذي يكون بسكوت المتكلم، أو القارئ سكوتًا قليلاً، لا يحسن معه التنفس
مواضعها[3]:
أ ـ بين الجمل المتصلة المعنى مثل:إنمحمدًاتلميذ مهذب،لايؤذيأحدًا،ولايكذبفيكلامه،ولايقصرفيدروسه.
ب ـ بينأنواعالشيءوأقسامه. مثل: ينقسم الكلام إلى أقسام ثلاثة: اسم، وفعل، وحرف. وكقوله تعالى : " حرمت عليكم أمهاتكم ، وبناتكم ، وأخواتكم " 23 النساء .
ج ـ بين الجمل المعطوفة القصيرة، ولو كان كل منها لغرض خاص. مثل:المعروف قروض، والأيام دول، ومن توانى عن نفسه ضاع، ومن قاهر الحق ُقهر). الإمام علي رضي الله عنه).

د ـ بين جملة الشرط وجوابها، أو القسم وجوابه. مثل: إذا أطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخلت الجنة. والله من كفر، حبط عمله.
هـ ـ بين جملتين مرتبطتين في اللفظ و المعنى، كأن تكون الثانية صفة، أو حالاً، أو ظرفًا للأولى، وكان في الأولى بعض الطول. مثل: ذهبت إلى المكتبة الوطنية، يوم الجمعة الماضي.
غ ـ قبل ألفاظ البدل، حينما يراد لفت النظر إليها أو تنبيه الذهن عليها.
مثال ذلك: في هذا العام المبارك، عام 1433 هجرية، بدأت دار الحديث برنامجها العلمي، بمشورة زمرة من الأهل العلم.
ك ـلحصرالجملالمعترضة.
مثالذلك: وإذا شَرِبْت فإنني مستهلك ∗ مالي،وعرضي وافرلم يُكْلَم[4]
د ـ بعد النداء. مثال ذلك: يا طالب العلم، اجتهد.
م ـ بعد حرف الجواب. مثال ذلك: (نعم، الله في السماء). (لا، المعصية تغضب الرب).
2 ـ الفاصلة المنقوطة: ورمزها (؛):وتوضع بين الجمل[5]، فتشير بأن يقف القارئ عندها وقفة أطول قليلا من سكتة الفاصلة. مواضعها:
ا ـ بين جملتين تكون ثانيتهما مسببة عن الأولى، مثل:لقد غامر بماله كله في مشروعات لم يخطط لها؛ فتبدد هذا المال.
ب- بين جملتين تكون ثانيتهما سببًا في الأولى، مثل: لم يحصل الطالب من العلم ما أراد؛ لأنه بدد وقته في ما لا فائدة فيه.
ت ـ قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارنة أو مشابهة أو تقسيم أو ترتيب أو تفصيل أو تعديد أو ما أشبه ذلك.
مثل: اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك؛ وصحتك قبل سقمك؛ وفراغك قبل شغلك؛ وغناك قبل فقرك؛ وحياتك قبل موتك.
ث ـ قبل الجملة الموضحة أو المؤكدة لما قبلها.مثال ذلك: [وَلكِن أَكَثرَ النَّاسِِ َلا يَعَلمُونَ؛ يَعلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ اَِلحَياة الدُنيَا [الروم.6
3 ـ النقطة : وتسمى الوقفة ورمزها (.):
تكون في الوقف التام، وهو سكوت المتكلم، على الكلام المستقل الذي لا علاقة له بما بعده معنى ولا إعرابا، مع استراحة للتنفس.
أ ـ توضع في وسط الفقرة، للدلالة على تمام المعنى، واستقلال ما بعده عما قبله معنى وإعرابًا.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أول عوض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره. وحد الحلم ضبط النفس عند هيجان الغضب. وأسباب الحلم الباعثة على ضبط النفس كثيرة لا تعجز المرء.
ب ـ في نهاية كل فقرة.
ت ـ في نهاية كل كلام التام.
4 ـ علامة التعجب: وتسمى علامة الانفعال و التأثر ورمزها ( ! ) :
توضع في آخر الكلام الذي يدل على معنى التأثر والدهشة، والاستغراب والإغراء، والتحذير والتأسف والدعاء. الذي يعبر عن الانفعالات النفسية، كالتعجب، والفرح، والحزن، والدعاء.
مثال التعجب:إِنَّ هَذا لَشَيءٌ عُجَابٌ!
مثال التأثر: لقد نجحت، فهيئا لك!
مثال الترجي: لعلى النجاح قريب!
مثال التأسف: أنا آسف لما أصابك!
مثال الدعاء اللهم وفقني لما تحبه وترضاه!
مثال التهديد: ويل لأعداء!
ـ وتوضع هذه العلامة أيضًا في آخر الجمل المبدوءة بنعم وبئس وحبذا، ونحوها. مثال ذلك:
مثال نعم: نعم الرجل الصادق!
مثال بئس: بئس الرجل الكاذب!
حبذا، لو ذاكرت معي، فأستفيد!
5 ـ النقطتان: وتسمى علامة التوضيح و الحكاية، و رمزها (: )
تستعملان في سياق التوضيح والتبيين؛ توضيحمابعدهماوتمييزهمماقبله.
توضع هذه العلامة قبل الكلام المقول، أوالمنقول، أوالمقسم، أوالمجمل بعده تفصيل، أو المفصل بعد إجمال؛ وفي بعض المواضع المهمة للحال والتمييز.
مثال ذلك: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا لم تستح فاصنع ما شئت." رواه البخاري.
ومثل: عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم.
ومثل: الدنيا يومان: يوم لك ويوم عليك.
ومثل: قال حكيم: العلمزين،والجهلشين.
ـ و توضع قبل الأمثلة التي توضح قاعدة، وقبل الكلام الذي يوضح ماقبله، نحو: بعض الحيوان يأكل اللحم: كالأسد، والنمر، والذئب، وبعضه يأكل النبات: كالفيل، والزرافة.
. ومثل:الأفعال ثلاثة: ماض، ومضارع، وأمر.
6 ـ علامة الاستفهام: ورمزها ( ؟ )
تكون في آخر الجملة للدلالة على الجمل الاستفهامية، سواء أكانت أذاة الاستفهام مذكورة في الجملة، أم محذوفة.
مثالالمذكورة: هل راجعت دروسك؟.
ومثال المحذوفة: تسمع الكلام المكذوب عني وتسكت؟
7 ـ علامتا التنصيص[6]: ورمزهما)" "(أو (( ))
توضع في الكلام للدلالة أن ما بينهما مقتبس أو منقول من الغير وليس من كلام الكاتب، و يجب أن يكون الكلام الذي وضع بينهما منقول كما هو دون تغيير إلا أن يشار لذلك التغيير في الهامش.
مثل: أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبى موسى الأشعري بوصية جاء فيها " البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " .
و مثل:حكي عن الأحنف بن قيس أنه قال:)) ما عاداني أحد قط إلا أخذت في أمره بإحدى ثلاث خصال: إن كان أعلى مني عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان نظري تفضلت عليه((.
8 ـ نقط الحذف: رمزها ( ... ):
ـ توضع هذه النقط الثلاث للدلالة على أن في موضعها كلامًا محذوفًا أو مضمرًا، لأي سبب من الأسباب؛ كأن ينقل الكاتب كلاما لغيره فيحذف فيه شيئا لا يرده لطوله أو لأنه أراد الشاهد من الكلام فقط فيضع النقط في مكان الكلام المحذوف حتى يعلم القارئ أنه محذوف وأنه لم يبتره و ليدلل أنه صاحب أمانة علمية.
ـ توضع مكان الكلام المحذوف إذا كان مفهوما من السياق؛ وهنا تكون في آخر الكلام.مثال ذلك" اتفق طلبة العلم على حفظ كتاب الله و صحيح البخاري ومسلم..."
ـ إذا كان الناقل لكلام غيره لم يعثر على جزء منه في وسط الجملة.
ـ في مكان الكلام الضائع الغير معروف وخاصة في تحقيق مخطوطة أو تفريغ شريط....
- وأحيانا يرى هذا الكاتب أن في الكلام الذي يريد نقله جملا يقبح ذكرها، ويرى التغاضي عنها، فيحذفها فيضع مكانها علامة الحذف.
9 ـ الشرطة وتسمى علامة البدلوتسمى أيضا الوصلة و المعترضة: ورمزها (- ):
أ - توضع للفصل بين كلام المتخاطبين في حالة المحاورة، إذا حصل الاستغناء عن الإشارة إلى أسماء المتخاطبين، ولو بطريق الدلالة.
مثل: دخل معن بن زائدة على أبي جعفر، أمير المؤمنين. فقارب في خطاه.
فقال له أبو جعفر:
- كبرت سنك، يا معن!
- في طاعتك، يا أمير المؤمنين.
- وإنك لجلد.
- على أعدائك.
- وإن فيك لبقية!
- هي لك.7
ب- توضع بين العدد رقمًا أو لفظا وبين المعدود، مثل:
للكلام شروط أربعة لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها:
أولا- أن يكون للكلام داعٍ يدعوا إليه: إما في اجتلاب نفع، وإما في دفع ضرر.
ثانيا- أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته.
ثالثا- أن يقتصر منه على قدر الحاجة.
رابعا- أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به.
ت- توضع بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول، بأن توالت فيه جمل كثيرة، عن طريق الوصف، أو العطف أو الإضافة، أو نحو ذلك، بحيث تكون هذه الجمل فاصلا بين هذا الركن والركن الثاني الذي يتم به معنى الكلمة، ويبدو ذلك في مواضع منها:
1- الفصل بين المبتدأ والخبر، مثل: الموظف الذي يعكف على عمله في جد ودَأَبٍ وإخلاص، زاهدًا في الشهرة والدعاية، متوخيا مصلحة العمل ومصلحة الناس، عفيف اليد واللسان حي الضمير- هو المثل الأعلى للموظف المنشود.
2- الفصل بين الشرط والجواب مثل: من يقدم على مشروع يعتقد أن له فيه خيرًا، قبل أن يدرس ما يتطلبه هذا المشروع من إعداد الوسائل، ودراسة الملابسات، واستشارة المجربين، وتصور الوجوه المحتملة لنتائج هذا الإقدام للاستعداد لها - فليس نجاحه مضمونا.
فهذه الشَّرطة التي وضعت قبل الخبر في المثال الأول )هو المثل الأعلى)، وقبل مثال الشرط في المثال الثاني ) فليس نجاحه مضمونا) جاءت بمثابة تنبيه للقارئ على أن الكلام الذي يتلوها إنما جاء مكملا لمعنى قد بدأ التعبير عنه بذكر المبتدأ في المثال الأول )الموظف) وذكر أداة الشرط وفعله في المثال الثاني )من يقدم) ثم طال الكلام بعد المبتدأ قبل أن يذكر الخبر، وطال الكلام بعد الشرط، قبل أن يذكر الجواب، وهذه الإطالة قد تنسي القارئ الركن الأول المذكور سابقا؛ فيقف حيال الركن الثاني حائرًا منكرا؛ لأنه في ظنه مقطوع الصلة بما قبله، ولكن هذه الشرطة تنبهه على أن للكلمة التالية صلة بما قبلها، فيعود ببصره إلى ما قبلها، وحينئذ يتضح له مبدأ المعنى فيدركه مرتبطًا.
وقد فطن البلاغيون إلى مثل هذا الموقف، فذكروا أن من أقسام الإطناب التكرير لطول الفصل، وذلك مثل:
المكسب الذي يكلفني اصطناع النفاق، أو الملق، أو المداهنة، أو اغتنام ضعف الرفاق واحتياجاتهم، أو يزين لي اغتيابهم، وإطلاق الإشاعات السيئة حولهم، المكسب الذي يكلفني هذا المسلك أرفضه في عزة وإباء.
فقد بدأ المتكلم قوله بكلمة المكسب وهي مبتدأ وحين أراد ذكر الخبر، وهو جملة أرفضه لاحظ أن بين المبتدأ والخبر فاصلا من الكلام طويلا، فكرر المبتدأ إذ قال: المكسب الذي يكلفني هذا المسلك أرفضه.
وكان يمكن أن أيضا تكرار المبتدأ بالإشارة إليه، كأن يقول: هذا المكسب أرفضه، وانتفاعا بعلامة الترقيم ) الشرطة) في هذا المقام، كان يمكن وضع هذه الشرطة قبيل الخبر، بدلا من تكرار المبتدأ، بذكره أو الإشارة إليه، فتفيد هذه الشرطة أن ما بعدها إنما هو مكمل للمعنى.[7]
ث ـ توضع بين جزئي الكلمة المركبة تركيبا مزجيا إذا أردنا الفصل بين جزئيها مثل: ) معد ـ يكرب).من كلمة: ) معد يكرب).
10 ـ الشرطتان : ورمزهما (- - )
توضع الأولى منهما قبل الجملة المعترضة والثانية منهما في أخرها، فيتصل ما قبل الشرطة الأولى بما بعد الشرطة الثانية في المعنى .
مثال ذلك: ـ اعلم ـ رحمك الله ـ أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل.
ونحو: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ومثل: الفقرـ على مرارته ـ أهون على النفس من مذلة السؤال.
11 ـ علامة الحصر و التفسير وهي القوسان أو معقوفتان: ورمزهما ( ) أو [ ]:
يوضع بينهما كل كلام مفسر لما قبله، و كل عبارة يراد لفت النظر إليها، أو حصرها.
ومثل: جُدَّة ( بضم الجيم وكسرها ) مدينة على ساحل البحر الأحمر.
ومثل: الجحفة (بضمالجيموسكونالحاءالمهملة ( موضععلىثلاثمراحل منمكة.
ومثل: عليك بالجليس الصالح [ إن كان جليسا صالحا ].
وتوضع للاحتراس قال الشاعر[8]:
صببنا عليها (ظالمين) سياطنا فطارت بها أيدٍ سراع وأرجل.
مثال ما يراد لفت النظر إليها: من أخلاق طالب العلم (السكينة والوقار) و السمت الحسن.
12 ـ علامة التابعية، ويرمزلها (=):
وهي شرطتان متوزيتان توضع في آخر الحاشية من الصفحة التي لم يتم فيها الكلام كما يوضع مثلها في أول الحاشية من الصفحة التالية إشارة إلى أن الكلام في هذه الصفحة تابع لما في الصفحة المتقدمة لعدم اتساعها.
تنبيه:[9]
ـ يحسن عدم الإكتار من علامات الترقيم خشية المضايقة.
ـ من الضروري عند الإبتداء بالكتابة وعند استئناف الابتداء بها خلال الموضوع أن يترك من أول السطر بياض بمقدار إصبع.

و الله أعلم وعليه التكلان وبه التوفيق و السداد.

[1]ـ الترقيم في الكتابة هو وضع رموز اصطلاحية معينة بين الجمل أو الكلمات؛ لتحقيق أغراض تتصل بتيسير عملية الإفهام من جانب الكاتب، وعملية الفهم على القارئ، ومن هذه الأغراض تحديد مواضع الوقف، حيث ينتهي المعنى أو جزء منه، والفصل بين أجزاء الكلام، والإشارة إلى انفعال الكاتب في سياق الاستفهام، أو التعجب، وفي معارض الابتهاج، أو الاكتئاب، أو الدهشة أو نحو ذلك، وبيان ما يلجأ إليه الكاتب من تفصيل أمر عام، أو توضيح شيء مبهم، أو التمثيل لحكم مطلق؛ وكذلك بيان وجوه العلاقات بين الجمل؛ فيساعد إدراكها على فهم المعنى، وتصور الأفكار. ( عبد العليم إبراهيم الإملاء و الترقيم في اللغة العربية ).

[2]ـ وتسمى الشولة و الفاصلة و الفصلة.

[3]ـ استعمال الفاصلة ناحية شخصية تنبع من الذوق. أحمد قبش.

[4]عنتر بن الشداد العبسي.

[5]الفاصلة توضع بين أجزاء الجملة و الفاصلة المنقوطة توضع بين الجملة التامة و أخرى مثلها لهما مشاركة في المعنى .

[6] ـ وتسمى بالتضبيب (( )) أي: ضبتان توضع بينهما الجمل والعبارات المنقولة بالحرف.
7 ـ ) عن كتاب الأذكياء)

[7] ـ الإملاء و الترقيم في اللغة العربية لعبد العليم إبراهيم.

[8]ـ ابن المعتز يصف فرسا.

[9] ـ أحمد قبِّش قواعد الإملاء العربي.