أحاديث أيام الصبر..... وأجر خمسين
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد
فقد جمعت في هذا الجزء – بفضل الله تعالى - ما تيسر لي جمعُه من الأحاديث التي ذُكِرَ فيها أيام الصبر، عن ثمانيةٍ من الصحابة:
حديث أبي ثعلبة الخشني،
وحديث عبد الله بن مسعود،
وحديث أبي ذرٍّ الغفاري جندب بن جنادة
وحديث أبي أمامة الباهلي،
وحديث أبي هريرة،
وحديث عتبة بن غزوان،
وحديث أنس بن مالك
وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنهم،
وقد ورد في بعض الطرق ذكر أجر خمسين من الصحابة للمتمسك بدينه في تلكم الأيام، وفي هذا البحث بيان وهاء تلك الزيادة، وأنها لم ترد إلا من طرقٍ لا تقوم بها حجة، ولا تصلُحُ للاعتبار.
رد: أحاديث أيام الصبر..... وأجر خمسين
حديث أبي ثعلبة الخشني
رواه عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن جارية اللخمي أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة الخُشَني، ورواية عبدالله بن المبارك عن عتبة قد رواها البخاري في التاريخ في ترجمة يحمد أبي أمية الشعباني!
وقد روى هذا الحديث عن عتبة ستة، فيما وقفت عليه
فالثقات أربعة: عبدُ الله بن المبارك، وبقية بن الوليد، وصدقةُ بنُ خالد، ومحمد بن شعيب بن شابور،
والضعفاء أيـُّوب بن سويد، وصدقةُ بنُ يزيد،
وجاءت الزيادة من طريق عبد الله بن المبارك إلا أنه أعضلها، ومن طريق أيوب بن سويد، وهو ضعيفٌ لا يُعتبرُ بحديثه، وصدقة بن يزيد وهو ضعيفٌ كذلك، إن لم يكن منكر الحديث.
رواية أيوب بن سويد (ضعيفٌ)
قال أبو جعفر بن جرير الطبري في جامع البيان (ط دار هجر – عن موسوعة جوامع الكلم): حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْرَائِيلَ السَّلالُ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، قَالَ : ثنا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَارِيَةَ اللَّخْمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ، فَقَالَ : لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى الله عليه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَبَا ثَعْلَبَةَ ، ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ دُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَشُحَّا مُطَاعًا ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيهِ ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ ، أَرَى مِنْ بَعْدِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ لِلْمُتَمَسِّكِ يَوْمَئِذٍ ، بِمِثْلِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا مِنْهُمْ ؟ قَالَ : لا ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا مِنْكُمْ
كلام أهل العلم في أيوب بن سويد
قلت: أيوب بن سويد ضعيفٌ عند أهل العلم، وإليك ما تيسر جمعه من أقوالهم فيه:
قال أبو عبد الله البخاريُّ في التاريخ(1/1333): يتكلمون فيه. وقال مثل ذلك (2/1522) و قال (2/2708): أمَّا أيـُّـوبُ فليس بقويٍ
قال ابن معين (في الجرح والتعديل 2/891 وتاريخ الدارمي 135): ليس بشيء.
وقال (في تاريخ الدوري 5084): أيوب بن سويد شاميٌّ وليس بشيء.
وقال (تاريخ الدوري 5248) : أيوب بن سويد ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث، قال أهل الرملة: حَدَّثَ عن ابن المبارك بأحاديث ثم قال: حَدَّثَني أولئك الشيوخ الذين حَدَّثَ عنهم ابنُ المبارك.
وقال (الجرح والتعديل 2/891): كان يقلبُ حديث ابن المبارك، والذي حَدَّث به عن مشايخه الذين أدركهم، فيقلبه على نفسه.
وقال أبو حاتم (الجرح والتعديل 2/891): أيوب بن سويد هو لَيِّنُ الحديث.
قال أبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب 112: عقب الحديث 5120: أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ضَعِيفٌ .
وقال (سؤالات الآجري 1783): ضعيفٌ، غَرِقَ في بحر القُلزُم.
وقال الترمذي في كتاب العلل، باب 1: 4343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ تَرَكَ حَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ وَالْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسْلَمِىِّ وَمُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعُثْمَانَ الْبُرِّىِّ وَرَوْحِ بْنِ مُسَافِرٍ وَأَبِى شَيْبَةَ الْوَاسِطِىِّ وَعَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ وَأَيُّوبَ بْنِ خُوطٍ وَأَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ وَنَصْرِ بْنِ طَرِيفٍ - هُوَ أَبُو جَزْءٍ - وَالْحَكَمِ وَحُبَيِّبِ بْنِ حُجْرٍ . وَالْحَكَمُ رَوَى لَهُ حَدِيثاً فِى كِتَابِ الرِّقَاقِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَقَالَ حُبَيِّبٌ لاَ أَدْرِى .
وقال النسائي في كتاب الجمعة، باب 45، عقب الحديث 1432: وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ .
وقال في كتاب الضعفاء والمتروكين: 29- أيوب بنُ سويدٍ ليسَ بثقة.
وقال الجوزجاني (بتحقيق البستوي):
278- أيوب بن سويد واهي الحديث، وهو بعدُ متماسك.
رواية بَقِيَّةَ بن الوليد
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في السنن الواردة في الفتن وغوائلها (ط دار العاصمة، بتحقيق د/ رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري 1416هـ):
295- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلانِيّ ُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِيَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ . : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فَقَالَ : سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم كَمَا سَأَلْتَنِي ، فَقَالَ : بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا يَدَ لَكَ بِهِ ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَوَامِّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
قلت: لعل قوله عقبة تحريفٌ صوابه عتبة، والله أعلم
قلت وليس في هذه الرواية التفضيل على الصحابة،
من كلام أهل العلم في بقية بن الوليد
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/1728)
أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلىَّ، قال: سئل أبي عن بقية وإسماعيل بن عياش، فقال: بقية أحب إلىَّ، فإذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا - يعنى لا تقبلوه.
وقال الإمامُ أحمد (العلل برواية عبد الله 3141): بقيةُ إذا حَدَّثَ عن المعروفين مثل بحير بن سعد وغيره [قلت: الظاهر من سياق النصوص الأربعة السابقة على هذا النص أن الإمام أحمد يعني أنه ثقة. وراجع أيضا النص 4128]
وقال عبد الرحمن في الجرح والتعديل (2/1728):
أنا بن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ قال: سُئِلَ يحيى بن معين عن بقية بن الوليد، قال: إذا حَدَّثَ عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فأمَّا إذا حَدَّثَ عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا.
فقيل ليحيى: أيما اثبت بقية أو إسماعيل بن عياش؟ قال كلاهما صالحان.
وقال الدارمي (في تاريخه عن يحيى بن معين)
190- قلتُ: فَبقيَّـةُ بن الوليد، كيفَ حديثه ؟ فقال: ثقةٌ،
191- قلتُ: هو أحبُّ إليك أو محمد بن حرب ؟ فقال: ثقةٌ وثقة.
وقال يحيى بنُ معين أيضا ( تاريخ الدوري 5043): إذا لم يُسَمِّ بقيةُ الرجل الذي يروى عنه وكنَّاهُ فاعلم أنه لا يساوي شيئا.
وقال أبو حاتم (الجرح والتعديل 2/1728): يُكتَبُ حديث بقية ولا يحتج به وهو أحب إلى من إسماعيل بن عياش.
وقال الجوزجاني (الشجرة في أحوال الرجال بتحقيق البستوي):
316- سألت أبا مسهر عن إسماعيل بن عياش وبقية. فقال: كُلٌّ كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثه عن الثقات فهو ثقة.
قلتُ: ثمَّ نقل الجوزجاني عن أبي اليمان الحكم بن نافع أنه قال:
317- وأما أبو يحمد فرحمه الله وغفر له ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه، فأما حديثه عن الثقات فلا بأس به.
وقال أبو زرعة (الجرح والتعديل 2/1728): بقية أحب إلى من إسماعيل بن عياش ما لبقية عيبٌ إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأمَّا الصدق فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة.
قلت: فالحاصلُ أن بَقِيَّةَ ثِقةٌ إذا صرَّحَ باسم شيخه، وسماعه، وسماعِ شيخِ شيخه، وهكذا الأمرُ في الحديث المتقدم، والله تعالى أجلُّ وأعلم.
رواية صدقة بن خالد
قال الإمام ابن ماجه في السنن، كتاب الفتن باب 21 (نسخة المكنز)
4014 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِى عُتْبَةُ بْنُ أَبِى حَكِيمٍ حَدَّثَنِى عَمِّى عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ عَنْ أَبِى أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِى هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يُضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) قَالَ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ وَرَأَيْتَ أَمْراً لاَ يَدَانِ لَكَ بِهِ فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ » . تحفة 11881
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (ط مكتبة الرشد، بتحقيق محمد بن صالح المديفر - 524) بهذا الإسناد
وقال الطحاوي في مشكل الآثار(مؤسسة الرسالة – عن موسوعة جوامع الكلم):
1171- فَوَجَدْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي دَاوُدَ قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، قُلْتُ : كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الآيَةِ ؟ قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟ قُلْتُ : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فَقَالَ لِي : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم ، فَقَالَ : بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا بُدَّ لَكَ مِنْهُ ، فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ ، وَإِيَّاكَ وَأَمْرَ الْعَوَامِّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، صَبْرٌ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ كَأَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
وَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيّ ُ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَبْلَهُ عَمْرَو بْنَ جَارِيَةَ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً وَوَجَدْنَا يَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
رواية صدقة بن يزيد الخراساني (وهو ضعيفُ الحديث)
راجع ما قبله من رواية الطحاوي في المشكل،
قال الطحاوي في مشكل الآثار(مؤسسة الرسالة – عن موسوعة جوامع الكلم)، عقب الحديث المتقدم:
وَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيّ ُ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَبْلَهُ عَمْرَو بْنَ جَارِيَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
قلتُ : وكلام أهل العلم في صدقة بن يزيد يدل على شدة ضعفه، ومع ذلك فليس في هذه الرواية التفضيل على الصحابة.
كلامُ أهل العلم في صدقة بن يزيد الشامي
قال أبو عبد الله البخاري في التاريخ (4/2882): وقال الوليد: نا صدقة، نا العلاء، عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحج. منكرٌ (وراجع التاريخ الأوسط 4/1075 ط دار الرشد)
وقال (ضعفاء العقيلي 738): منكرُ الحديث.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل(4/1893): صدقة بن يزيد خراسانيُّ الأصل صار إلى الشام، وسكن الرملة.
وقال يحيى بنُ معين (تاريخ الدوري 5059): وصدقة بنُ يزيد الدمشقي صالح الحديث.
وقال: صدقةُ بن عبد الله الدمشقي وصدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفانِ ليسا بشيء، وأرفعهم صدقةُ بنُ خالد (سؤالات ابن الجنيد 384)
وقال أحمد بن حنبل (العلل ومعرفة الرجال برواية عبد الله 1313): حديثُه حديثٌ ضعيفٌ، يُحَدِّثُ عن حماد بن أبي سليمانَ، وهو ضعيفٌ
وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل(4/1893): صالحٌ، وصدقةُ بن خالدٍ أحبُّ إليَّ منه.
وقال يعقوب بنُ سفيان في المعرفة والتاريخ (2/438): دمشقيٌّ حسنُ الحديث.
وقال أبو داود (سؤالات الآجريِّ بتحقيق البستوي 1624): كان أحمدُ يضَعِّفه، وكان يحيى يقولُ ليس به بأس.
وقال أبو زرعة الدمشقي (التاريخ 907): شيخٌ ثقةٌ، روى عنه الوليدُ بنُ مسلم
وقال الجوزجاني (بتحقيق البستوي):
285- صدقةُ السمينُ
286- وصدقة بن يزيد لَيِّنا الحديث.
وقال النسائي (في الضعفاء والمتروكين 308):صدقةُ بنُ يزيدٍ ضعيفٌ خراسانيُّ الأصل.
وقال أبو حاتم بنُ حبان في المجروحين(ط حمدي السلفي491): كان ممن يُحَدِّثُ عن الثقات بالأشياء المعضلات على قلة روايته، لا يجوزُ الاشتغالُ بحديثه عند الاحتجاجِ به.
وقال ابن عدي في الكامل (926): ساق له أحاديث ثم قال: ولصدقة غير ما ذكرتُ، وما أقرب أحاديثه من أحاديث صدقة بن عبد الله وصدقة بن موسى، الَّذَين تقدم ذكرهما قبل ذكره، يقربُ بعضهم من بعض، وثلاثتهم إلى الضعفِ أقرب منهم إلى الصدق، وأحاديثهم بعضها مما يتابعونهم عليها وبعضها لا يُتابعهم أحدٌ عليها
وقال ابنُ شاهين في الثقات: (578) صدقة بن يزيد الدمشقي صالح الحديث .
وقد ذكره الذهبي في الميزان، وذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (3919 ط دار البشائر) قال: وذكره ابنُ الجارود والساجي والعقيلي في الضعفاء.
رواية عبد الله بن المبارك
رواها البخاري في التاريخ في ترجمة يحمد!
قال أبو عبد الله البخاري في ترجمة يحمد أبي أمية الشعباني:
(8/3583) يحمد أبو أمية الشعباني، هو الشاميُّ، سمع أبا ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم إن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن كقبض على الجمر.
قاله لي عبد الله بن عثمان عن ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني .
وقال أبو داود في كتاب الملاحم باب 17:
4341 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِى حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنِى أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىُّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ فَقُلْتُ يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِى هَذِهِ الآيَةِ ( عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ - يَعْنِى بِنَفْسِكَ - وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ » . وَزَادَنِى غَيْرُهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ « أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ » . تحفة 11881
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في السنن الكبرى (آداب القاضي ح20688 نسخة المكنز - على الحاسب)، وابن عبد البر في التمهيد
وقال الترمذي في كتاب تفسير القرآن باب 6:
3335 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِىّ ُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِى حَكِيمٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِىُّ عَنْ أَبِى أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِى هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّاماً الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ » . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِى غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ « لاَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . تحفة 11881 - 3058
وقال محمد بن نصر المروزي في السنة (ط دار غراس بتحقيق سليم الهلالي)
23- حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ عَمْروِ بْنِ جَابِرٍ اللَّخْمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، قَالَ : لَقِيتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ ، لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ ، وَإِيَّاكَ وَأَمْرَ الْعَوَامِّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، قَالَ : وَزَادَ نِي غَيْرِهِ قِيلَ لَهُ : خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : خَمْسِينَ مِنْكُمْ
ورواه أيضا أبو يعلى الموصلي وعنه ابن حبان في التقاسيم والأنواع:
قال ابن حبان رحمه الله (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان):
385- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ : {لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ؟ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم ، فقَالَ : بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، قَالَ وَزَادَنِي غَيْرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : خَمْسِينَ مِنْكُمْ ،
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه : يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ الْمُبَارَكِ هُوَ الَّذِي قَالَ : وَزَادَنِي غَيْرُهُ
قلت: ومن هذه الروايات نتبين أن لفظ خمسين منكم الصوابُ فيه أنه معضلٌ، وقد أبهمَ ابنُ المباركِ راويه، فلا حجة في هذا اللفظ البتة، ولا ينفعه أن ضعيفا قد وصله، فإن عبد الله بن المبارك أرجح من ملء الأرض من أمثالهما، والله تعالى أجلُّ وأعلم.
رواية مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ
راجع رواية الطحاوي في المشكل وقد تقدمت.
قال الطحاوي:
وَوَجَدْنَا يَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في التفسير (ط مكتبة نزار مصطفى الباز):
6915- أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، حَدَّثَنِي عَمْر بْنُ جَارِيَةَ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الآيَةِ ؟ قَالَ : وَأَيَّةُ آيَةٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، فقال أَبُو ثَعْلَبَةَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فَقَالَ : بَلِ أمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيهِ ، وَرَأَيْتَ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، صَبْرٌ مِنْهُنَّ عَلَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ كَأَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
قلتُ: ومن طريق العباس بن الوليد بن مزيد رواه البيهقي في السنن الكبرى (آداب القاضي ح20688)
وقال الحاكم في المستدرك كتاب الرقاق (ج4/322):
(وفي نسخة مقبل بن هادي الوادعي برقم 7993) حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ سَابُورَ ، ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ : لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، أَنَا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلا ، فَقَالَ : يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ ، مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا بُدَّ لَكَ مِنْ طَلَبِهِ ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ ، وَدَعْهُمْ وَعَوَامَّهُمْ ، فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، صَبْرٌ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
قلت: ما تحته خط لعله تصحيفٌ، الأول صوابه شابور (راجع تعليق مقبل الوادعي عليه)، والثاني صوابه جارية.
وعن أبي عبد الله الحاكم رواه البيهقي في الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
فهذه الرواية أيضا ليس فيها ذكر التفضيل على الصحابة
يتبعُ إن شاء الله تعالى
الحديث المروي عن عبد الله بن مسعود
حديث عبد الله بن مسعود (حديثٌ ضعيفٌ)
قال أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير (ط. دار العلوم والحكم بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي – عن موسوعة جوامع الكلم):
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الأَخْرَمُ الأصبهاني ، قَالا : ثنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبْرٍ ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسِينَ شَهِيدًا ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : مِنْكُمْ
قال الألباني – رحمه الله – في الصحيحة 494، معلقا على هذا الإسناد: {قلت: وهذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلهم ثقاتُ رجال مسلم}
كذا قال: لأن الذي في المعجم الكبير للطبراني: سهل بن عثمان البجلي، وفي مسند البزار والأفراد للدارقطني (سهل بن عامر البجلي)
ونقل الدكتور/ محفوظ الرحمن زين الله قول الهيثمي تعليقا على هذا الحديث:
رواه البزار والطبراني بنحوه، إلا أنه قال : للمتمسك أجر خمسين شهيدا، فقالوا يا رسول الله، منا أو منهم ؟ قال: منكم. ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي، وثقه ابن حبان. (مجمع الزوائد 7/ 282) ( وهو يعزو إلى ط. دار الكتاب بيروت 1967م ؟؟؟!)
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في البحر الزخار:
1776- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : نا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ ، قَالَ : نا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهَا أَجْرُ خَمْسِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَمْسِينَ مِنْهُمْ أَوْ خَمْسِينَ مِنَّا ؟ قَالَ : خَمْسُونَ مِنْكُمْ وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وقال الدارقطني في الأفراد (كما في أطراف الغرائب والأفراد :طبعة دار التدمرية ح3687) : تفرد به سهل بن عامر البجلي عن عبد الله بن نمير عن الأعمش عن زيد.
كلامُ أهل العلم في سهل بن عامر البجلي
فأما سهل بن عامر البجلي، فقد:
قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث. (الجرح والتعديل 4/ 873)
وقال الإمام البخاري: سهل بن عامر البجلي الكوفي عن مالك بن مغول، منكر الحديث.
وعَقَّب ابن عدي على ذلك بقوله: ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول خاصَّةً، وعن غيره ليست بالكثيرة، وأرجو أنه لا يستحقُّ ولا يستوجبُ تصريح كذبه (الكامل 859)
وفي التاريخ الأوسط للبخاري (ج4/ (1545) ط دار الرشد)، قال: سهل بن عمار البجلي الكوفي، عن مالك بن مغول، منكر الحديث، لا يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 290)
وقد اكتفى الذهبي في الميزان بإيراد كلام البخاري وأبي حاتمٍ فيه !
طريق أخرى لهذا الحديث
وللحديث طريق أخرى ذكرها الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه (ط دار طلاس، بتحقيق سكينة الشهابي – عن موسوعة جوامع الكلم):
قال رحمه الله:
هاشم بن بشير أبو هذيل الكوفي
حَدَّث عن الأعمش، روى عنه عيسى بن جعفر القاضي الكوفي.
أَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ، إِمْلاءً ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ السَّمْحِ ، نا عَلِيٌّ زَنْجَةُ الرَّازِيُّ ، نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْقَاضِي كُوفِيٌّ ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ هَاشِمِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمَعْرُورِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَوْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامُ صَبْرٍ فَلِلْمُتَمَسِّ كِ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرٌ كَبِيرٌ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ ؟ ، قَالَ : مِنْكُمْ
وقال الدارقطني في الأفراد (3863): تفرد به هَاشِمُ بْنِ بشرٍ أبو الْهُذَيْلِ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمَعْرُورِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، و أَبِي ذَرٍّ،
قلت: في طبعة دار التدمرية (هاشم بن بشر) والرقم رقم هذه الطبعة، والله أعلمُ بالصواب. وقال المحقق: {ينظر تلخيص المتشابه 2/837}
ولم أقف لهاشم بن بشير على ترجمة إلا ما ذكر الخطيب في تلخيص المتشابه، والظاهر أنه مجهول، وقد تفرد بهذا الحديث عن الأعمش، ولا تَحتَمِلُ حاله أن يتفرَّدَ عن حافظٍ مُكثرٍ مشهورٍ كسليمان بن مهران الأعمش، وأين كان أصحابُ الأعمشِ الكبار من هذا الحديث؟
وعليه فلفظ منكم ضعيفٌ من هذا الطريق أيضا إن شاء الله تعالى.
حديث أبي ذر، وأبي أمامة الباهلي
حديث أبي ذرٍّ جندب بن جنادة الغفاريِّ
تقدَّمَ الكلامُ عليه في الباب السابق.
حديث صدى بن عجلان أبي أمامة الباهلي (ضعيفٌ جداً)
رواه علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامةقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيءٍ إقبالا وإدبارا
ومداره على علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيفٌ، ويأتي إن شاء الله تعالى جانبٌ من كلام أهل العلم فيه، وللحديث طريقان عنه فيما وقفتُ عليه:
1. فرواه أحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ عن عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْر عن علي بن يزيد،
2. ورواه الطبراني من طريق الْمُشْمَعِلِّ بْنِ مِلْحَانَ ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ،
رواية مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ عن عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْر عن علي بن يزيد
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدَّاً، مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ متروك الحديث، ورواية عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد منكرة، وتفصيلُ ذلك يأتي إن شاء الله.
رواه أحمد بن منيع كما في المطالب العالية (ط دار العاصمة بتحقيق التويجري)، قال:
4471- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا ، وَإِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا ، وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ ، حَتَّى أِنَّ الْقَبِيلَةَ لَتَفْقَهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا ، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا الْفَاسِقُ وَالْفَاسِقَانِ ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ ، مَقْمُوعَانِ ، ذَلِيلَانِ ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا ، وَقُهِرَا ، وَاضْطُهِدَا ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ : أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا إِلَّا الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ ، مَقْمُوعَانِ ، ذَلِيلَانِ ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا ، وَقُهِرَا ، وَاضْطُهِدَا ، وَقِيلَ لَهُمَا : أَتَطْغَيَانِ عَلَيْنَا ؟ حَتَّى يُشْرَبَ الْخَمْرُ فِي نَادِيهِمُ الْمُنْكَرُ ، وَمَجَالِسِهِمْ ، وَأَسْوَاقِهِمْ ، وَتُنْحَلُ الْخَمْرُ غَيْرَ اسْمِهَا ، حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، أَلَا حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ ، وَيَقُولُونَ : لَا بَأْسَ بِهَذَا الشَّرَابِ ، يَشْرَبُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا بَدَا لَهُ ، ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ ، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا ، فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحُهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ كَمَا يَرْفَعُ ذَيْلَ النَّعْجَةِ ، وَرَفَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ : لَوْ تَجَنَّبْتُمُوه َا عَنِ الطَّرِيقِ ، فَذَلِكَ فِيهِمْ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَقَنِي ،
قال الحافظ – رحمه الله - هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ، فِيهِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ
وقال الحارث بن أبي أسامة (770) مثل ما قال أحمد بن منيع (بغية الباحث عن زوائد الحارث ط دار الطلائع، بتحقيق مسعد بن عبد الحميد السعدني)
رواية الْمُشْمَعِلِّ بْنِ مِلْحَانَ ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ
وهذا أيضا إسنادٌ ضعيف، مُطَّرحُ بنُ يزيدٍ ضعيفٌ،
وقال أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير(بتحقيق حمدي السلفي) (عن موسوعة جوامع الكلم):
7807- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ ، ثنا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : إِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالا وَإِدْبَارًا ، أَلا وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَفْقَهَ الْقَبِيلَةُ بِأَسْرِهَا حَتَّى لا يَبْقَى إِلا الْفَاسِقُ ، وَالْفَاسِقَانِ ذَلِيلانِ فِيهَا ، إِنْ تَكَلَّمَا قَهْرًا وَاضْطُهِدَا ، وَإِنَّ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ ، أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ بِأَسْرِهَا ، فَلا يَبْقَى إِلا الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ ، فَهُمَا ذَلِيلانِ إِنْ تَكَلَّمَا قَهْرًا وَاضْطُهِدَا ، وَيَلْعَنُ آخِرُ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، أَلا وَعَلَيْهِمْ حَلَّتِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَشْرَبُوا الْخَمْرَ عَلانِيَةً حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالْقَوْمِ ، فَيَقُومُ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ ، فَيَرْفَعُ بِذَيْلِهَا كَمَا يُرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ ، فَقَائِلٌ يَقُولُ : يَوْمَئِذٍ أَلا وَارِ مِنْهَا وَرَاءَ الْحَائِطِ ، فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ ، فَمَنْ أَمَرَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ رَآنِي ، وَآمَنَ بِي ، وَأَطَاعَنِي ، وَتَابَعَنِي
وذكره مرة أخرى
7863- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الْفَزَارِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : إِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالا وَإِدْبَارًا ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
وفي ذكر هذه الأسانيد الغنية إن شاء الله تعالى،
كلام أهل العلم في مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ
قال الحافظ ابن حجر في التقريب (6148) : متروك ،
وراجع ترجمة محمد بن عبيد الله بن ميسرة العزرمي في ميزان الاعتدال، للذهبي، وترجمة محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العزرمي في تهذيب التهذيب،
وأكتفي هنا بنقل نماذج من أقوال أهل العلم فيه:
قال أَحْمَدَ بن حنبل:ومحمد بن عبيد الله ترك الناس حديثه. (العلل برواية عَبْد اللَّهِ بن أَحْمَدَ 539)
وقال يحيى بن معين :
ومحمد بن عبيد الله العرزمي ليس بشيء . (تاريخ عباس الدوري 1355)(وسؤالات ابن الهيثم 170)
وقال: محمد بن عُبَيد الله العرزمي لا يكتب حديثه.( تاريخ عباس الدوري 2245).
وقال ابن الجنيد: قيلَ ليحيى، وأنا أسمع: أيما أمثل: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع أو العزرمي ؟ فقال: ما فيهما ماثل. (سؤالات ابن الجنيد 48)
وقال البخاري : تركه ابن المبارك ، ويحيى (التاريخ الكبير 1/513، والضعفاء 349 بتحقيق ابن أبي العينين، والكامل 1622، وراجع التاريخ الأوسط ج3/785 ط الرشد)
وقال أبو حاتم: ضعيفُ الحديث جدا (الجرح والتعديل 8/5)
وقال أبو زرعة: لا يُكتَبُ حديثه (الجرح والتعديل 8/5)
وقال الجوزجاني:محمد بن عبيدالله العرزمي ساقط (الشجرة في أحوال الرجال، 51، بتحقيق البستوي)
وقال النسائي : محمد بن عبيد الله العزرمي متروك الحديث (في الضعفاء والمتروكين 521 والكامل 1622)
وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (451)
وقال مُحَمَّد بن عمرو بن أبي مذعور ، عن وكيع : كان العزرمي رجلا صالحا، وذهبت كتبه، فكان يحدث حفظا ، فمن ذلك أتي ، قال : وإنما عزرم أسود مولى للنخع (الضعفاء للعقيلي 1669)
وقال ابن عدي: عامة رواياه غير محفوظة (الكامل 1622 وراجع سائر الترجمة)
وقال ابن حبان: كان صدوقا، إلا أن كتبه ذهبت، وكان رديء الحفظ، فجعل يحدث من حفظه ويهم، فكثر المناكير في روايته، تركه ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي ويحيى بن معين (وراجع سائر الترجمة 919 في كتاب المجروحين)
من كلام أهل العلم في المُطَّرِح بن يزيد أبي المهلب
قال يحيى ين معين (تاريخ الدارمي 730): ليسَ بشيءٍ
وقال (تاريخ الدوري1723 ): مُطَّرح هو مطرح بن يزيد ويكنى أبا المهلب، وروى سفيان وأبو بكر بن عياش عنه وليس بشيء .
وقال(تاريخ الدوري 2209) مُطَّرِح بن يزيد أبو المهلب كوفيٌّ ليس حديثه بشيء، وهو صاحب عبيد الله بن زحر مصري .
وقال (تاريخ الدوري 5106) مطرح بن يزيد هو أبو المهلب، ليس بثقة .
وقال (معرفة الرجال لابن محرز- 52): مطرح بن يزيد ليس يسوى شيئا
وقال (سؤالات ابن الجنيد 549): عُبيدُ الله بن زحر ومُطَّرِحُ بن يزيد ضعيفا الحديث.
وقال أبو زرعة الرازي (الجرح والتعديل 8/1870): ضعيفُ الحديث.
وقال (العلل 151): مُطَّرحٌ ضعيفُ الحديث.
وقال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل 8/1870): ليس بالقوي، هو ضعيفُ الحديث، يروى أحاديث ابن زحر عن على بن يزيد، فلا أدري من على بن يزيد أو منه.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي(2/433): حدثنا أحمدُ بن يونسَ، قال: حدثنا أبو بكر بن عيَّاش عن مُطَّرحِ بن يزيد بن المهلب – وهو ضعيفٌ – عن عبيد الله بن زحرٍ وهو ضعيفٌ.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي (الضعفاء والمتروكون 566): مُطَّرِح بن يزيد ضعيفٌ
وقال ابن حبان – بعد أن دافعَ عنه بأن الضعف إنما هو ممن يروي عنهم مُطَّرِحٌ - في المجروحين (1064): ومُطَّرِحٌ هذا لا يُحتجُّ بروايته بحالٍ من الأحوالِ، لما يروي عن الضعفاء، فإن وجد لهم خبر صحيحٌ روى عنه ثقة عن عدل كذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موصولا، حُكم عليه حينئذٍ بترك الاحتجاجِ بما انفرد، والاعتبار بما روى عن الثقات، وترك ما روى عن الضعفاء على الأحوال.
وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (بتحقيق موفق بن عبد القادر 531)
وقال أبو جعفر العقيلي (1868 بتحقيق حمدي السلفي): لا يُتابَعُ على حديثه ولا يُعرفُ إلا به.
وقال أبو أحمد بن عدي (الكامل 1930): ومُطَّرح له غير ما ذكرت وعامة رواياته عن عبيد الله بن زحر والضعف على حديثه بَيِّنٌ.
وانتهى الحافظ في التقريب إلى أن المطَّرِح بن يزيد ضعيفٌ (نسخة شاغف 6749)
كلام أهل العلم في حديث عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد
ذهب الحافظ ابن حجر في التقريب(4319 شاغف) إلى أن عبيد الله بن زحر (صدوقٌ يخطئ)، وقد روى عن علي بن يزيد نسخةً باطلة، وهذا الحديث منها
قال عثمان بن سعيد الدارمي (تاريخه عن يحيى بن معين):
(626) قلت: فعبيد الله بن زحر كيف حديثه؟ فقال: كُلُّ حديثه عندي ضعيف. قلت: عن علي بن يزيد وغيره فقال: نعم.
ونقل المزي في ترجمة علي بن يزيد عن الغلابي عن يحيى بن معين: أحاديث عبيد اللَّه بْن زحر ، وعلي بْن يزيد ، عن القاسم ، عن أَبِي أمامة مرفوعة ضعيفة. (وهو في تاريخ دمشق 43/ 28؟)
وقال الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (327): عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، نسخةٌ باطلة.
من كلام أهل العلم في عليِّ بن يزيد
وقال أحمد بن حنبل (الجرح والتعديل 6/1142): هو دمشقي (كأنه ضعفه على ما ذكر حربُ بنُ إسماعيل)
وقال علي بن المديني (سؤالات ابن أبي شيبة 222): كان ضعيفا.
وقال أبو عبد الله البخاري : منكر الحديث (الضعفاء 267 (بتحقيق ابن أبي العينين)، والتاريخ الكبير 6/2470، والكامل، والضعفاءُ للعقيلي)
وعَدَّ في التاريخ الأوسط (ج3/25) رجالا تُكلم فيهم ممن روى عن القاسم بن عبد الرحمن: فعده فيهم وقال: في حديثهم مناكيرُ واضطراب.
وذكر الترمذي (جامع الترمذي ، كتاب الاستئذان، باب 31): 2950
ج - قَالَ مُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ وَالْقَاسِمُ شَامِىٌّ . 2731
وقال (جامع الترمذي كتاب تفسير القرآن باب 32): الْقَاسِمُ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ .
وقال (ترتيب علل الترمذي 335): وعلي بن يزيد ذاهبُ الحديث.
وقال يعقوب بن شيبة (تاريخ دمشق 43/283): واهي الحديث، كثير المنكرات.
وقال أبو زرعة الرازي (الجرح والتعديل 6/1142): ليس بقوي.
وقال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل 6/1142): ضعيف الحديث حديثه منكر، فإن كان ما روى على بن يزيد عن القاسم على الصحة فيحتاج أن ننظر في أمر على بن يزيد.
وقال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني (تاريخ دمشق 43\285): قلت لأبي حاتم ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة؟ قال: ليست بالقوية هي ضعاف.
وقال النسائي (في الضعفاء والمتروكين 432): متروك الحديث.
وقال أبو عيسى الترمذي (كتاب تفسير القرآن باب 32):
3499 ج - وَالْقَاسِمُ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ الْقَاسِمُ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ . 3195
وقال أبو عيسى أيضا (كتاب الزهد باب 35):
2520 ج - ..... وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ . 2347
فالحديثُ ضعيفٌ جداً، والله تعالى أعلم
يتبع إن شاء الله
الحديث المروي عن أبي هريرة
حديث أبي هريرة (عبد الرحمن بن صخر) رضي الله عنه
وجدت في الفوائد الغرائب المنتقاة العوالي للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن خلف (مخطوط حققه قسم المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات، تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم): قال الراوي عنه
أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَلَفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، إِجَازَةً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْوَاسِطِيُّ رضي الله عنه ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ ، فِي آخِرِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِدَرْبِ عَبْدَةَ مِنْ نَهْرِ الْبَزَّازِينَ ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، قَالَ : ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السَّلَمِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا
وهذا حديث مسلسل بالثقات وليس فيه التفضيل على الصحابة، وإنما فيه مضاعفة الأجر
ووجدته أيضا في الأمالي الخميسية للشجري (ط دار الكتب العلمية – 1422هـ بتحقيق محمد حسن إسماعيل – عن موسوعة جوامع الكلم)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو النَّصْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ - ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن يُوسُفَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامُ الصَّبْرِ الْمُتَمَسِّكُ ، فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلًا
وقال المرشد بالله الشجري أيضا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَرَّازُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْمُزَكِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامَ الصَّبْرِ أَجْرُ الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلًا
وقال الحسن بن أحمد بن محمد العطار في فتيا وجوابها (مخطوط بتحقيق قسم تحقيق المخطوطات بشركة أفق تحت إشراف د/ أحمد معبد عبد الكريم):
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ ، وَهِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ ، قَالا : أَنْبَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْهَمْدَانِيُّ ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي ، أَنْبَا أَبُو النَّضْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا
قلت: أَبُو النَّضْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ من شيوخ الإسماعيلي، ذكره في المعجم (217)، والظاهر أنه ابنُ الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، صاحبِ مختصر المختصر،
من كلام أهل العلم في رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
قال الحافظ ابن رجب في باب أصحاب يحيى بن أبي كثير من شرح العلل (2/486 عتر – 2/677 همام) :
وذكر أحمد في رواية غير واحدٍ من أصحابه أن الأوزاعي كان لا يُقيمُ حديثَ يحيى بن أبي كثير. ولم يكن عنده كتابٌ، إنما كان يُحدث به من حفظه ويهم فيه، ويروي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، وإنما هو أبو المهلب.
وقال (2/645 عتر – 2/799 همام):
وتكلم الإمام أحمدُ في حديثه عن يحيى بن أبي كثيرٍ خاصَّةً، وقال: لم يكن يحفظه جيدا، فيخطئُ فيه.
وقال المروذي في سؤالاته للإمام أحمد (ط دار الإمام أحمد بتحقيق وصي الله بن محمدعباس):
268- قلت له : فتعرفُ عن الوليد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. متى كتبت نبيا ؟
قال: هذا منكر، هذا من خطأ الأوزاعي، هو كثيرا مما يخطئ عن يحيى بن أبي كثير، كان يقول: عن أبي المهاجر، وإنما هو أبو المهلب.
قلت: كلمة مما لعل صوابها ما، والنص في كتاب العلل للخلال النص 93، ص173. وفيه (يخطئ كثيرا على يحيى بن أبي كثير)،
والظاهر أن إسناد هذا الحديث الذي ننظر فيه هو هو إسناد الحديث الذي أعلَّه أحمد، فيما رواه عنه المرُّوذي، (بداية من الأوزاعي) مع أنَّ مسلماً روى في أربعة عشر موضعا من حديث الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وقال البخاري في كتاب بدء الخلق، باب 11:
3285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِذَا نُودِىَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ ، فَإِذَا قُضِىَ أَقْبَلَ ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ ، فَإِذَا قُضِىَ أَقْبَلَ ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَقَلْبِهِ ، فَيَقُولُ اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا . حَتَّى لاَ يَدْرِى أَثَلاَثاً صَلَّى أَمْ أَرْبَعاً فَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلاَثاً صَلَّى أَوْ أَرْبَعاً سَجَدَ سَجْدَتَىِ السَّهْوِ » . أطرافه 608 ، 1222 ، 1231 ، 1232 تحفة 15393
والبخاري – رحمه الله - عالمٌ بالعلل، لا ينتقي إلا ما عرف صحته، وكذلك مسلمٌ – رحمه الله - ففي القلب من الحديث الذي نحنُ بصدده شيءٌ، أخشى أن يكون مما أخطأ فيه الأوزاعي على يحيى بن أبي كثير، فإن لم يكن خطأً، فهو دليلٌ آخر على نكارة لفظ ((خمسين منكم ))، إذ أنه ليس فيه التفضيل على الصحابة، والله تعالى أعلم،
رد: أحاديث أيام الصبر..... وأجر خمسين
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا