مساعدة:ماوجه الاضطراب في هذا الحديث بارك الله فيكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماوجه الاضطراب في حديث أيوب بن سويد عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: "أربع لا يقتلن: النملة، والنحلة، والهدد، والصرد" قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول"هذا حديث مضطرب" .
افيدوني جزاكم الله خيرا

قال ابن أبي حاتم (2416/ طبعة الجريسي):
- وسألتُ^([1]) أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه عبدالرزَّاق^([2])، عن مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبدالله بن عُتْبة، عن ابن عباس: أنَّ^([3]) النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النَّملة، والنَّحلة، والهُدْهُد، والصُّرَد^([4]).
قلتُ لهما: وقد روى هذا الحديثَ هشام الدَّسْتوائيُّ، وأَبانُ العطَّار، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن الزُّهري: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم...؟
فقالا: رواه ابن جُرَيج، عن عبدالله بن أبي لَبيد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبدالله، عن ابن عباس.
وقالا: سمعنا عليَّ بن المَديني يذكُرُ عن يحيى بن سعيد، عن الثَّوري؛ قال^([5]): اطَّلعتُ في كتاب ابن جُرَيج فوجَدتُّ^([6]) فيه: عن عبدالله بن أبي لَبيد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله ابن عبدالله، عن ابن عباس.
قال أبو زرعة: وهو أصحُّ.
ورواه رَبَاح^([7])، عن مَعْمَر، عن الزُّهري: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم....
وروى أيُّوب بن سُوَيد^([8])، عن ابن جُرَيج، عن الزُّهري، عن سُلَيمان بن يَسَار، عن عُبَيدالله^([9]) بن عبدالله، عن ابن عباس. وأخطأ فيه، ولم يسمع ابنُ جُرَيج من الزُّهري هذا الحديثَ.
وقد روى بعضُهُم عن ابن جُرَيج هذا الحديثَ، فقال: حُدِّثْتُ^([10]) عن الزُّهري^([11]).
وروى هذا الحديثَ حارثٌ الخازن^([12])- شيخٌ بِهَمَذَانَ^([13])- عن إبراهيم بن سعد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله، عن ابن عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وأخطَأَ فيه الشيخُ، يشبه أن يكونَ دخل له حديثٌ في حديث، وليس هذا الحديثُ مِنْ حديث إبراهيم بن سعد.
قلتُ لأبي زرعة: ما حالُ هذا الشيخ الهَمْذانيِّ^([14])؟
قال: كان شيخً^([15]) لم يبلُغْني عنه أنه حدَّث بحديثٍ مُنكَر إلا هذا، وقد كان كتب عن أبي مَعْشَر حديثًا كثيرًا.
قلتُ لأبي زرعة: فما وجهُ هذا الحديث عندك؟
قال: أخطأ فيه عبدالرزَّاق، والصَّحيحُ من حديث مَعْمَر: عن الزُّهري: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، مُرسَلً^([16]). وأمَّا نفسُ الحديث، فالصَّحيحُ عندنا على ما رُويَ في كتاب ابن جُرَيج: عن عبدالله بن أبي لَبيد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله ابن عبدالله، عن ابن عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قلتُ: أليس هشامٌ وأَبانُ العَطَّارُ رَوَيا عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن الزُّهري؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟
قال: بلى، ولكنَّ زيادةَ الحافظ على الحافظ تُقبَلُ.

---

⁽[1]⁾ تقدمت هذه المسألة برقم (2374)، وستأتي برقم (2444).
⁽[2]⁾ روايته أخرجها في "مصنفه" (8415)، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (1/332 رقم 3066)، والدارمي في "مسنده" (1999)، وأبو داود في "سننه" (5267)، وابن ماجه في "سننه" (3224)، وعبد بن حميد في "مسنده" (650/المنتخب)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317).
⁽[3]⁾ في (ف): «عن» بدل: «أن».
⁽[4]⁾ قال ابن الأثير في "النهاية" (3/21-22): «الصُّرَد: طائر ضخمُ الرأسِ والمنقار، له ريشٌ عظيمٌ، نصفه أبيض، ونصفه أسودُ».
⁽[5]⁾ كذا وقع هنا بجعله من قول الثوري، ولعل المراد أنه عن يحيى بن سعيد حكايةً عن كتاب الثوري؛ كما في نظائره، فقد روى هذه المقالة الإمام أحمد في "العلل" (3/64)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2/327)، وابن عدي في "الكامل" (4/241)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (4/15)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق يحيى القطان أنه قال: «رأيت في كتاب سفيان الثوري الذي كتبه عن ابن جريج: عن ابن أبي لبيد...»، وكذا رواه ابن خيثمة في "التاريخ الكبير" (880) من طريق يحيى القطان أنه قال: «فكان هذا الحديثُ عندي ضعيفًا، فمَحَوتُه، حتى رأيته في كتابٍ عن ابن جريج...». والله أعلم.
⁽[6]⁾ في (ت) و(ك): «فوجدته».
⁽[7]⁾ هو: ابن زيد الصنعاني.
⁽[8]⁾ كذا روايةُ أيوب بن سويد هنا. وقد رواه ابن أبي حاتم في المسألة (2444) عن أبيه، عن أبي عُمير بن النحاس الرملي، عن أيوب بن سُوَيد، عن ابن جُرَيج، عن سليمان بن موسى،عن الزهري، عن سُلَيمان بن يَسار، عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عباس قال: = = «أربعٌ لا يُقْتَلن...» فذكره. وكذا جاء في المسألة (2374). قال أبو حاتم: «هذا حديث مضطرب».
⁽[9]⁾ في (ت) و(ك): «عبدالله».
⁽[10]⁾ في (ك): «حديث».
⁽[11]⁾ رواية ابن جُريج على هذا الوجه رواها ابن المبارك في "مسنده" (196) عن ابن جريج، حدِّثت عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عباس، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (1/347 رقم 3242)، وفي "العلل" (3/64)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (880)، والطحاوي في "شرح المشكل" (870)، وابن عدي في "الكامل" (4/241)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/15)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق يحيى القطان، والطحاوي في "شرح المشكل" (867 و868)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق ابن وَهْب، كلاهما عن ابن جريج، به.
ومن طريق أحمد رواه القطيعي في "جزء الألف دينار" (58).
⁽[12]⁾ نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (2/153) قول أبي زرعة في حارث الخازن.
ورواية حارث هذا أخرجها الخطابي في "غريب الحديث" (2/142). ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/317) من طريق محمد بن عبدالله، عن إبراهيم بن سعد، بـه.
⁽[13]⁾ المثبت من (ت)، وأهملت الذال في بقية النسخ.
⁽[14]⁾ لم تنقط الذال في جميع النسخ، وتقدمت نسبته لهمذان، وانظر "سير أعلام النبلاء" (11/145)، و"لسان الميزان" (2/519- أبو غدة).
⁽[15]⁾ كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34).
⁽[16]⁾ نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/426/مخطوط) قول أبي زرعة أن الصحيح من حديث معمر: الإرسال.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85).

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم