حقيقة الأحباش

حقيقة الأحباش


إعداد


رضوان بن صالح الورد



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يقول أبو شريح الخزاعي رضي الله عنه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟" قالوا: نعم، قال:" فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا " صحيح ابن حبان"

لقد حازت هذه الأمة المسلمة بالخيرية على جميع الناس لتمسكها بالكتاب والسنة وتقديمها على قول كل أحد، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران:110)
فاستقامت أمورهم لأتهم استقاموا على الشريعة عملاً وقولاً واعتقاداً لا يزيدون ولا ينقصون. قال تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف:157)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله: (وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ) أي القرآن والوحي الذي جاء به مبلغاً إلى الناس (أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أي في الدنيا والآخرة.
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره عند قولـه تعالى: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم) يعني الكتاب والسنة.
فالاعتصام بالكتاب والسنة أصل السعادة في الدنيا والآخرة وهي السبيل للنجاة من مضلات الفتن.
وهنا أقف بك أخي المسلم لنعود إلى الربع الأخير من القرن الرابع عشرالهجري حيث ظهرت جماعة يتزعمها رجل يدعى عبد الله الحبشي الذي خرج من بلده الحبشة، بعد أن لقَّب هناك بالفتان وشيخ الفتنة لما كان يثيره من فتن على الصعيد الديني والسياسي، فتوجه إلى الشام حتى استقر في لبنان.
ثم أخذ يدعو الناس إلى طريقته حتى اجتمع عليه خلقٌ كثير راحوا ينشرون معتقداته وأفكاره، فأنشئوا الجمعيات والمدارس وأصبح لهم مساجد خاصة لطقوسهم، وسعوا في نشر الكتب والمقالات بشكل كبير، بل وأصبح لهم إذاعة خاصة تنشر فكرهم بين الناس، فكثر أتباعهم وانتشروا في العديد من دول العالم.
وقد استغل الأحباش بساطة الناس زاعمين أنهم على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله في الفقه والاعتقاد وهم في الحقيقة يخالفونه في كثيرٍ من المسائل مما يدل على ادعائهم الكاذب، فهم خليط من عقائد الجهمية، والمعتزلة والقبورية،والصوفية.
وقد انتشر فكرهم بشكل سريع مستخدمين كل أدوات المكر والحيلة ليفسدوا العباد والبلاد موالين أعداء الدين، يجاملون الرافضة، ويحاربون أهل السنة والجماعة باسم التدين.
فمن هؤلاء الأحباش؟
تعال أخي المسلم نقف على بعض حالهم، ليتبين لمن له قلب وعقل وسمع حقيقة هذه الجماعة، قال تعالى: (أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) (ق: 37 )

*مخالفات وضلالات الأحباش*

* أنهم في مسألة الإيمان على مذهب أهل الإرجاء الذين يؤخرون العمل عن الإيمان.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: كما في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي: وكان الإجماع من الصحابة والتّابعين ومن بعدهم، ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونيّة، لا تجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر.
(الدليل القويم ص7، وبغية الطالب ص51 للحبشي)
· يجوِّزون الاستغاثة والاستعاذة والاستعانة بالأموات ودعائهم من دون الله تعالى، وهذا شرك أكبر بنص القرآن والسّنّة وإجماع المسلمين، يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) (فاطر:13/14)
(بغية الطالب ص8، والدليل القويم ص173، والصريح البيان ص57 للحبشي).
· نفيهم صفة العلو لله تعالى، مخالفين بذلك ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات صفة العلو لله تعالى، قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف:54)، وقوله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)
وقوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (الأعلى: 1).
يقول الإمام الشافعي رحمه الله كما في وصيته ص53:.. وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء.
(إظهار العقيدة السنية ص121، والدليل القويم ص157 للحبشي).
· يرون وجوب تأويل النّصوص الواردة في القرآن والسنة، في صفات الله تعالى، مخالفين بذلك إجماع المسلمين بوجوب الإيمان بما دلت عليه نصوص أسماء الله وصفاته من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء) (الشورى: 11)،
· ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: كما في لمعة الاعتقاد لابن قدامة: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.
· يقولون أن القرآن ليس كلام الله حقيقة، وقد قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) (التوبة: 6)، وقال تعالى: (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء: 164)
وقال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً) (الأنعام: 115)، والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة تدل على بطلان قولهم.
(إظهار العقيدة السنية ص58 للحبشي).
· تصريحهم بتفسيق معاوية، وسب أم المؤمنين عائشة "رضي الله عنها" وخالد بن الوليد "رضي الله عنهم أجمعين"
وقد قال "صلى الله عليه وسلم " (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه) "صحيح البخاري"
. والواجب على المسلمين الإمساك عما شجر بين الصحابة "رضي الله عنهم أجمعين"، وحفظ ألسنتهم مع اعتقاد فضلهم، ومزية صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(صريح البيان ص86، وإظهار العقيدة السنية ص182 للحبشي).
· يزعمون بأن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر، تعالى الله عما يقولون (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) (الكهف:49)
(النهج السليم ص67 للحبشي).
أخي المسلم.. هذا غيض من فيض مما عند هذه الجماعة من ضلال وانحراف، فقد وصل الأمر بهم إلى مصادمة النصوص الشرعية من القرآن والسنة، ثم تعال أخي لأعرض لك شيئاً من فتاواهم الشاذة والتي ينشرونها بين أتباعهم، ويسعون لترويجها بين الناس.

فتاوى جماعة الأحباش الشاذة

* إدامة النظر إلى المرأة لا يحرم مهما طالت. (بغية الطالب ص224 للحبشي).
* جواز خروج المرأة متعطرة متزينة للناظرين (أنظر كتابه: صريح البيان ص186). حتى إن كان فعلها هذا لمجرد الفرح بشبابها (بغية الطالب 351 للحبشي).
* إباحتهم نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة التي لا تحل له.(بغية الطالب ص288 للحبشي).
* أن عورة المرأة مع محارمها ما بين السرة والركبة وما سوى ذلك فليس محرماً (بغية الطالب ص290 للحبشي).
*إباحتهم الاختلاط بين الرجال والنساء. (صريح البيان ص179 للحبشي).
* جواز مصافحة المرأة بحائل (صريح البيان ص144 للحبشي).
* إباحتهم القمار مع الكفار لسلب أموالهم، وتجويزهم سرقة زروعهم، وحيواناتهم، بشرط أن لا تؤدي السرقة إلى فتنة. (صريح البيان ص133 للحبشي).
* جواز شراء وبيع المحرم وبالحيلة يمكن عنده التخلص من الحرام. (بغية الطالب ص257 للحبشي).
* يبيح للمحتاج أن يأخذ ما يربحه من أموال اليانصيب (صريح البيان ص136 للحبشي).
* جواز عدم أداء الزكاة لأن الزكاة على الذهب والفضة لا الأموال الورقية. (بغية الطالب ص160 للحبشي).
* تجويزهم صلاة الرجل في النجاسة تحت ذريعة التيسير على العباد. (بغية الطالب ص99 للحبشي)
* مجامعة الخنثى في نهار رمضان لا تفسد الصوم. (بغية الطالب ص192 للحبشي).
* إباحتهم الغناء والرقص للنساء وللرجال (صريح البيان ص161 للحبشي).

*محاربتهم لعلماء المسلمين*

ومن الطرق التي يستخدمها الأحباش للتنفير عن علماء المسلمين تشويه سمعتهم بالإفتراء والكذب عليهم والحط من قدرهم حتى ينفروا الناس عنهم ويلتفتوا إلى كتبهم، فقد كفَّر شيخهم الحبشي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال عن الإمام الذهبي رحمه الله أنه خبيث، ولم يسلم منه ابن خزيمة وابن القيم رحمهما الله، وقال عن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه مجرم قاتل وكافر. (مجلة منار الهدي الحبشيـة عدد 3 ص 34).
حتى العلماء المعاصرين كان لهم نصيباً من السب والشتم والتحقير ممن رد عليهم وبين خطأهم، فهم يستخدمون كل الطرق الغير مشروعة في صد مخالفيهم، أعاذنا الله والمسلمين من شرهم.
أخي المسلم.. هذا شيء يسير مما عند جماعة الأحباش وما يحملونه من ضلال واضح ومعتقد فاسد ودعوة لإحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية. أحببت أن أبينه لك لتتضح الصورة أمامك .
أتريد أن تعرف لماذا؟
نعم . هدفهم إفساد عقيدتك وانحرافك عن جادة الصواب لتسير معهم إلى طريق الردى والشر، إلى مستنقع الضلال والهوى مخالفاً بذلك هدي نبيك صلى الله عليه وسلم الذي بين لك الطريق المستقيم، قال تبارك وتعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (يوسف:108)
فعليك أخي المسلم الحذر منهم ومقاطعتهم وعدم مخالطتهم أو قبول ما يقولون، يقول الحسن البصري رحمه الله:لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم. (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي).
كما علينا جميعاً التحذير من هذه الجماعة صيانة للدين من تلبيساتهم، وتطهيراً للمجتمع من البدع والمنكرات التي ينشرونها لبث الفرقة بين المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحمينا من أهل الضلال ومن يريد النيل من الإسلام وأهله، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

تنسيق ونشر/مجموعة آل سهيل الدعوية
بإشراف/سهيل بن عمر بن عبد الله بن سهيل الشريف.