العبث بالأسماء " من ساررة وأسماء إلى ديالا وريفال "

العبث بالأسماء (( من سارة وأسماء إلى ديالا وريفال ))
الاسم رمز يدل على الشخص المتسمي به وقد يكسبه تأثيرا عليه سلبا أو إيجابا وصدق قال : لكل شخص من اسمه نصيب . فالاعتناء بالاسم له أهمية كبيرة فهو يلازم الشخص حيا وميتا وقد يعاب شخص باسمه ويذم كما ذمت قبيلة تسمت بأنف الناقة فكانوا يمشون بين الناس مطأطئ الرؤوس حتى مدحهم الشاعر وقال :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ******* ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا
ولقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الاسم وحث على أسماء ورغب فيها كعبدالله وعبدالرحمن وذم أسماء وكره التسمي بها ككعب ومرة وغير أسماء بعض أصحابه كحزن إلى سهل وبرَّة إلى ميمونة لما تحمله في طياتها من معان قبيحة أو مستهجنة وغير ذلك . عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ » أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني . ولئن كان الواحد منا يعتني ببيته ويوليه اهتماما خاصا وإظهاره في أحسن صورة وقد يستدين لأجل ذلك لأنه سيسكنه فترة طويلة فكيف بالاسم الذي سيرتبط به في الدنيا والآخرة فعلى الأب أن يعتني باسم ولده ويختار له من الأسماء الحسنة لفظا ومعنى .
والعجب كل العجب من أولئك الذين يسمون أبنائهم وبناتهم بأسماء لا تدل على اهتمامهم ولا على حسن اختيارهم بل تدل على التبعية والتقليد الأعمى لغير العرب الذين ننتسب إليهم .
يقول الدكتور فواز اللعبون " أسماء عجيبة المناسب منها قليل وأكثرها باطل في اشتقاقه وفي معناه وفي ادعاء أصله العربي ومن تلك الأسماء المقرونة بمعانيها التي توحي أنها معان عربية وهي ليست كذلك : رانسي اسم للغزال = كامن اسم زهرة برية = ميار : ضوء القمر = مادلين اسم فاكهة صيفية = تولين اسم زهرة = والأطرف هايدي اسم فتاة الجبل ، ويبدوا أن الذي اخترع هذا المعنى نسي أن يضيف سالي أو أليس ويدعي أن معني سالي فتاة الحزن ومعنى أليس فتاة العجائب وليس هذا وأمثاله فحسب بل هناك شروحات ومقولات مطولة لا يتسع لها المقال ، وحين يقع غير المتخصص على مثل هذا يظن يقينا أن أصحاب تلك الأطروحات يتحدثون عن علم راسخ فيسمي لها وهو مطمئن "
ولست هنا أدعو إلى تسمية أبنائنا وبناتنا بأسماء قديمة فقط ولا أدعو لرفض كل جديد بل أطالب بالأسماء الجميلة ذات المعاني الجميلة وذات الأصالة كي لا نفقد هويتنا وأصالتنا حين ينشأ جيل لا يمت اسمه إلى بيئته ومثله وقيمه بصلة ولذا فمن المناسب أن أذكر ضوابط ومعايير من خلالها يتحقق جمال الاسم وجمال معناه ودلالته وتتأكد صلاحيته زمانا ومكانا :
1= أن يكون الاسم عربيا ذلك أن الأمة المعتزة بذاتها تسعى للحفاظ على هويتها ولا تقلد الآخرين خصوصا وأن معاجمنا العربية تتسع لآلاف الأسماء واشتقاقاتها .
2= أن يكون الاسم حسن المعنى إذ لا قيمة لاسم مهما كان مغريا إذا كان لا يحمل معنى حسنا ((كشجن وشجون وأشجان )) فأشهر معانيها الهم والحزن ومثل هذا لا يريده أحد لولده وغير ذلك كثير كهيام وغروب .
3= أن يدل الاسم المذكر على مذكر أو صفة تناسب المذكر وأن يدل الاسم المؤنث على مؤنث أو صفة تناسب التأنيث كأروى وهند إلا ما جرى العرف على دلالة المذكر للمؤنث كأسيل وغدير ونحو ذلك .
4= أن يكون الاسم سهل النطق في العربية والعامية كخالد وفاطمة حتى لا يفسد معناه عند النطق به .
5= أن يكون الاسم مناسبا للمراحل العمرية للإنسان وخصوصا أسماء البنات .
وليعلم الآباء والأمهات أن الأسماء أجمل هدية يقدمونها لأبنائهم وبناتهم وأسوأ ما في الهدية بخسها أو ردها وذلك حينما ينفر من الاسم فيلوم أبويه ويسعى إلى تغييره .
وعلى إدارة الأحوال المدنية ضرورة المحافظة على أصالتنا وهويتنا العربية في أسماء الأبناء والبنات وليكن لهم أسوة في وزارة التجارة وأمانات المناطق والبلديات والتي منعت تسمية المنشآت التجارية والمحلية من التسمي بالأسماء الأجنبية أو عديمة المعاني . وإن المحافظة على هوية أسماء أبنائنا وبناتنا أولى من المحافظة على أسماء المخابز والمطاعم وأخشى ما أخشاه أن تصبح الأسماء العربية الأصيلة غريبة ومثارا للسخرية والازدراء .
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

جزاكم الله خيرا..

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أويس وفردوس

جزاكم الله خيرا..

---

آمين والشكر موصول لكم على إطلالتكم المباركة

جزاك الله خيرا أخي الكريم

آمين وشكرا أبا محمد على مرورك وإطلالتك