لُمَعٌ من رسائل الجاحظ، المرجو التفاعل و المشاركة بكثافة
لَوْلا أَنَّ الله - تَعالى - أَرادَ أَنْ يَجْعَلَ الاخْتِلافَ سَبَبًا لِلاتِّفاقِ وَالائْتِلافِ ، لَما جَعَلَ واحِدًا قَصيرًا وَالآخَرَ طَويلا، وَواحِدًا حَسَنًا وَآخَرَ قَبيحًا ، وَواحِدًا غَنيًّا وَآخَرَ فَقيرًا ، وَواحِدًا عاقِلا وَآخَرَ مَجْنونًا ، وَواحِدًا ذَكيًّا وَآخَرَ غَبيًّا . وَلكِنْ خالَفَ بَيْنَهُمْ لِيَخْتَبِرَهُم ْ ، وَبِالاخْتِبارِ يُطيعونَ ، وَبِالطّاعَةِ يَسْعَدونَ ؛ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ لِيَجْمَعَهُمْ ، وَأَحَبَّ أَنْ يَجْمَعَهُمْ عَلَى الطّاعَةِ لِيَجْمَعَهُمْ عَلَى الْمَثوبَةِ ؛ فَسُبْحانَه وَتَعالى، ما أَحْسَنَ ما أَبْلى وَأَوْلى ، وَأَحْكَمَ ما صَنَعَ ، وَأَتْقَنَ ما دَبَّرَ ! لأنَّ النّاسَ لَوْ رَغِبوا كُلُّهُمْ عَنْ عارِ الْحِياكَةِ لَبَقينا عُراةً ، وَلَوْ رَغِبوا بِأَجْمَعِهِمْ عَنْ كَدِّ الْبِناءِ لَبَقينا بِالْعَراءِ ، وَلَوْ رَغِبوا عَنِ الْفِلاحَةِ لَذَهَبَتِ الأقْواتُ وَلَبَطَلَ أَصْلُ الْمَعاشِ ؛ فَسَخَّرَهُمْ عَلى غَيْرِ إِكْراهٍ ، وَرَغَّبَهُمْ مِنْ غَيْرِ دُعاءٍ ! وَلَوْلا اخْتِلافُ طَبائِعِ النّاسِ وَعِلَلُهُمْ لَمَا اخْتاروا مِنَ الأشْياءِ إِلا أَحْسَنَها وَمِنَ الْبِلادِ إِلاَّ أَعْدَلَها وَمِنَ الأمْصارِ إِلاّ أَوْسَطَها . وَلَوْ كانوا كَذلِكَ لَتَناجَزوا عَلى طَلَبِ الأواسِطِ ، وَتَشاجَروا عَلَى الْبِلادِ الْعُلْيا ، وَلَما وَسِعَهُمْ بَلَدٌ ، وَلَما تَمَّ بَيْنَهُمْ صُلْحٌ ؛ فَقَدْ صارَ بِهِمُ التَّسْخيرُ إِلى غايَةِ الْقَناعَةِ !
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ، المرجو التفاعل و المشاركة بكثافة
أَكْثَرُ النّاسِ سَماعًا أَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ ، وَأَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ أَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا ، وَأَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا ، وَأَكْثَرُهُمْ عِلْمًا أَرْجَحُهُمْ عَمَلا - كَما أَنَّ أَكْثَرَ الْبُصَراءِ رُؤْيَةً لِلأعاجيبِ أَكْثَرُهُمْ تَجارِبَ ؛ وَلِذلِكَ صارَ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الأعْمى ، وَصارَ السَّميعُ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْبَصيرِ ! وَعَلى قَدْرِ شِدَّةِ الْحاجَةِ تَكونُ الْحَرَكَةُ ، وَعَلى قَدْرِ ضَعْفِ الْحاجَةِ يَكونُ السُّكونُ - كَما أَنَّ الرّاجِيَ وَالْخائِفَ دائِبانِ ، وَالآيِسَ وَالآمِنَ وادِعانِ !
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ، المرجو التفاعل و المشاركة بكثافة
أين أنتم إخواني، أليس منكم مشارك؟ أم لم يعجبكم الموضوع؟
المرجو المشاركة و إثراء الموضوع بارك الله فيكم
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ، المرجو التفاعل و المشاركة بكثافة
لقد حَمد الحكماء أخلاقا وأكثروا في تفضيلها وضربت فيها الأمثال وزعمت أنها أصلٌ لكل كرم وجماعٌ لكل خير وأن بها تنال جسام الأمور في الدنيا والدين.
فاجعل هذه الأخلاق إماماً لك ومثلاً بين عينيك ورُضْ عليها نفسك وحكمها في أمرك تفز بالراحة في العاجل والكرامة في الآجل. منها:
الصبر صبران: فأعلاهما أن تصبر على ما ترجو فيه الغنم في العاقبة.
الحلم حلمان: فأشرفهما حلمك عمن هو دونك.
الصدق صدقان: أعظمهما صدقك فيما يضرُّك.
الوفاء وفاءان: أسناهما وفاؤك لمن لا ترجوه ولا تخافه.
فإن من عرف بالصدق صار الناس له أتباعاً ومن نسب إلى الحلم ألبس ثوب الوقار والهيبة وأبهة الجلالة ومن عرف بالوفاء استنامت بالثقة به الجماعات ومن استعز بالصبر نال جسيمات الأمور.
فالصدق والوفاء توأمان والصبر والحلم توأمان فهن تمام كل دين وصلاح كل دنيا.
وأضدادهن سبب كل فرقة وأصل كل فساد
نصيحة : أخي المبارك امض قدما فيما تريد طرحه وضع لنا ماتنتقيه من هذه الرسائل البليغة ، ولا تلتفت إلى تفاعل الآخرين وليكن قصدك نفع الآخرين لاانتظار تفاعلهم وهذا ظني بك وستجد التفاعل بإذن الله تعالى فإن لم تجده فيكفيك عدد من قرأها وانتفع بها ولربما كنت أنت المصدر لمن يبحث عنها.
وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك.
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ، المرجو التفاعل و المشاركة بكثافة
شكر الله لك أخى الكريم ، أحسنت فى اختيارك
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ، المرجو التفاعل و المشاركة بكثافة
بارك الله فيك ونفع بك. وليتك تذكر في آخر النص توثيقه لو تيسر لك