هذا الجهاد يجب أن نراه من منظور الشيعة الإمامية الذي ينتمي إليه كل طرح للحزب الذي شغل الناس.. فإن الحكم على الشيء فرع على تصوره ... هذه قاعدة علمية لا يصح تجاهلها ونحن نريد أن نحكم على أي أمر من الأمور وإلا تهنا في صحراء غبراء وبيداء مهلكة تندق فيها الأعناق وتزهق فيها النفوس والأرواح ...
هل عند الرافضة جهاد ؟؟؟؟
هذه هي القضية ....
يجيب على هذا التساؤل الإمام الفرد والمرجع الفذ آية الله خوميني في كتابه (تحرير الوسيلة) فيقول:
"في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر (عجل الله فرجه الشريف) يقوم نوابه العامة -وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء- مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البداة بالجهاد" .
وهذا صريح في أن بدء الرافضة بالجهاد لا يجوز إلا في وقت وجود الإمام المعصوم الغائب ... الذي يلحقون اسمه بالرمز (عج) والمراد به : عجل الله فرجه ..
وهذا ليس رأي الخوميني وحده ، وإنما هو موقف الرافضة الثابت ، يعبر عنه النعماني في كتاب الغيبة بأن"كل راية ترفع قبل راية الإمام - الذي هو الغائب- فصاحبها طاغوت" .. وهذا الإمام هو الذي سيخرج أبا بكر وعمر من قبريهما ويصلبهما ثم يحرقهما .. كذبت أوهام الأنجاس ...
وهذا المبدأ هو الذي يسير عليه حزب الله اللبناني بمنتهى الدقة ، يقول نعيم قاسم - نائب الأمين العام لحزب الله - في كتابه (حزب الله .. المنهج والتجربة والمستقبل ص50) :
"الجهاد الابتدائي وهو أن يبدأ المسلمون مواجهة الآخرين والدخول إلى أراضيهم ليس لها علاقة باسترداد أرض أو التصدي لعدوان فهذا مرتبط بالنبي ص أو الإمام المعصوم ولا يعتبر مطروحا في زماننا مع غياب الإمام المهدي الغائب والمنتظر (عج)"
فوااااضح تمام الوضوح أن الجهاد الابتدائي وهو جهاد الطلب عند أهل السنة مرفوض تماما عند الرافضة إلا بعد خروج الغائب من السرداب الذي لن يخرج منه أبد الدهر إن شاء الله!!
طييييييب ...
وما رأيهم في جهاد الدفع ؟؟؟ يعني جهاد الدفاع عن الأرض أو صدَّ العدوان اليهودي او الصليبي ؟؟
يتابع نعيم قاسم فيقول:
"الجهاد الدفاعي وهو أن يدافع المسلمون عن الأرض والشعب وعن انفسهم عندما يتعرضون لاعتداء أو احتلال ، وهذا مشروع بل واجب .... لكن قرار الجهاد مرتبط بالولي الفقيه !! الذي يشخص الحالة التي ينطبق عليها عنوان الجهاد الدفاعي والذي يحدد قواعد المواجهة وضوابطها ...."
وهذا أيضا واضح في أنه لا حسن نصر الله ولا غيره يجوز له ان يتخذ قرارا بالدفاع عن فلسطين أو لبنان أو أي بيت من بيوت المسلمين إلا بعد فتوى مفصلة عن جواز ذلك وطريقة الدفاع وكيفية المواجهة وخطواتها وهذه الفتوى لا تكون إلا من الولي الفقيه الذي هو آية الله خامنئي أو من ينطبق عليه شروطه ...
فتأملوا حفظكم الله صورة الجهاد اللبناني تحت راية حسن نصر الله في حقيقتها وليس في جعجعاتها .. جهاد دفاعي فقط وشرطه أن تصدر به تفصيليا فتوى موجهة لكل خطواته من إيران ...
ويجب أن يعلم أن الولي الفقيه هو سلطة رجل واحد لا تتعدد وذلك لأنه كما يعبر أحد كتابهم : "من خلال الأهداف التي بيناها سابقاً للحكومة الإسلامية والتي أبرزها قيادة الأمة الإسلامية وتنظيم أمور المسلمين كي لا يسود الهرج والمرج، نعرف أن فكرة تعدد الولي الفقيه لا تتناسب مع الأهداف، بل هي تتعارض معها. وذلك لأن تعدد الولي الفقيه يعني بالضرورة انقسام المجتمع الاسلامي" ..
فالسلطة الإيرانية هي السلطة الوحيدة التي يخول لها إصدار فتوى مفصلة حول جواز هذا العمل (الجهادي) بعينه ، وكيفيته وخطواته وكل تفاصيله ..
لعلكم علمتم ؟؟؟
لعلكم علمتم مقصدي من العنوان ؟؟؟؟
