ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد. سؤال للاخوة الافاضل وانا اقرأ في شروح كتب التوحيد يمر علي عبارات وهي قول الشارح. هذا من لوازم كلمة التوحيد ومرةاخرى يقول عن شيئ آخر هذا من مقتضيات كلمة التوحيد. السؤال :ماهو الفرق بين اللازم والمقتضى وما معناهما. بارك الله فيكم
رد: ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
اين طلبة العلم ليجيبوا هل عدم الاجابة لسهولة السؤال ام لصعوبته ارجو الإفادة فالمجلس يعج بطلبة العلم بارك الله فيهم*
رد: ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
لعل بعض الإخوة يجيب الأخ،وإلا فإني سأجيب والله الموفق.
رد: ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متفائل جدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد. سؤال للاخوة الافاضل وانا اقرأ في شروح كتب التوحيد يمر علي عبارات وهي قول الشارح. هذا من لوازم كلمة التوحيد ومرةاخرى يقول عن شيئ آخر هذا من مقتضيات كلمة التوحيد. السؤال :ماهو الفرق بين اللازم والمقتضى وما معناهما. بارك الله فيكم
جاء في تيسير العزيز الحميد: باب الخوف من الشرك:
اقتباس:
(وقالَ غيرُهُ) اقْتَصَرَ عَلَى نَفْيِ الشِّرْكِ لاسْتِدْعَائِهِ التَّوحيدَ بالاقْتِضَاءِ،
واسْتِدْعَائِهِ إِثْبَاتَ الرِّسَالَةِ باللُّزُومِ؛ إِذْ مَنْ كَذَّبَ رُسُلَ اللهِ فَقَدْ كذَّبَ اللهَ، ومَنْ كَذَّبَ اللهَ فهوَ مُشْرِكٌ،
وهوَ قولُكَ: مَنْ تَوَضَّأَ صَحَّتْ صَلاَتُهُ؛ أيْ: مَعَ سَائِرِ الشُّروطِ. |
والسؤال: لم اختار الشارح كلمة الاقتضاء للتوحيد وكلمة اللزوم لإثبات الرسالة، وما الفرق بينهما في الاستخدام؟ |
الجواب
الاقتضاء أخص من اللزوم، لأن الاقتضاء يدلّ عليه صريح اللفظ أو معناه المتبادر منه، فلا إله إلا الله؛ فيها التصريح بنفي إشراك كل إله سوى الله؛ فدلالة كلمة التوحيد على نفي الشرك دلالة اقتضاء.
وأما دلالة اللزوم فهي ما يفيده معنى اللفظ لزوماً من غير نص عليه؛ كدلالة كلمة التوحيد على إثبات الرسالة؛ فإن العبد لا يعرف كيف يعبد الله وحده إلا برسول يبيّن له ذلك، فكانت دلالتها على إثبات الرسالة باللزوم لا بالاقتضاء لأن الكلمة ليس فيها تصريح بذكر الرسول ولا تلميح له، لكنه لازم لها. [ الجواب للشيخ عبد العزيز الداخل]
رد: ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
.............................. ........
قد مرت علي هذه المسالة اثناء دراستي لمسالة العمل و ارتباطه مع ايمان القلب . و الفائدة التي وقفت عليها فيما يخص الموضوع
ان التعبير بالاقتضاء لا يلزم منه وقوع الشيء بخلاف التعبير باللزوم . فيتفقان من جهة ان الامر اذا كان يدعو الى شيء ما فعند عدم تصور الانفكاك يعبر باللزوم بعكس الاقتضاء فقد يقع الشيء وقد يتخلف .
و مما يبين ذلك في المسالة التي تعرضت لها
ان مرجئة الفقهاء يقرون بان ايمان القلب يقتضي عمل الجوارح اي يدعو اليه لكنهم لا يقولون باللزوم
ففي كتاب الايمان لابن تيمية رحمه الله
( الْمُرْجِئَةَ لَا تُنَازِعُ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ الَّذِي فِي الْقَلْبِ يَدْعُو إلَى فِعْلِ الطَّاعَةِ وَيَقْتَضِي ذَلِكَ وَالطَّاعَةُ مِنْ ثَمَرَاتِهِ وَنَتَائِجِهِ لَكِنَّهَا تُنَازِعُ هَلْ يَسْتَلْزِمُ الطَّاعَةَ ؟ )
و الله اعلم
رد: ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
.............................. ........
قد مرت علي هذه المسالة اثناء دراستي لمسالة العمل و ارتباطه مع ايمان القلب . و الفائدة التي وقفت عليها فيما يخص الموضوع
ان التعبير بالاقتضاء لا يلزم منه وقوع الشيء بخلاف التعبير باللزوم . فيتفقان من جهة ان الامر اذا كان يدعو الى شيء ما فعند عدم تصور الانفكاك يعبر باللزوم بعكس الاقتضاء فقد يقع الشيء وقد يتخلف .
و مما يبين ذلك في المسالة التي تعرضت لها
ان مرجئة الفقهاء يقرون بان ايمان القلب يقتضي عمل الجوارح اي يدعو اليه لكنهم لا يقولون باللزوم
ففي كتاب الايمان لابن تيمية رحمه الله
( الْمُرْجِئَةَ لَا تُنَازِعُ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ الَّذِي فِي الْقَلْبِ يَدْعُو إلَى فِعْلِ الطَّاعَةِ وَيَقْتَضِي ذَلِكَ وَالطَّاعَةُ مِنْ ثَمَرَاتِهِ وَنَتَائِجِهِ لَكِنَّهَا تُنَازِعُ هَلْ يَسْتَلْزِمُ الطَّاعَةَ ؟ )
بارك الله فيك أخى الطيبونى مزيد فائدة
المرجئة وإنكارهم للتلازم
المرجئة الذين أخرجوا العمل من الإيمان، لا ينازع كثير منهم في أن العمل ثمرة للإيمان الباطن، ولكنهم ينازعون في كونه لازما له، ومن سلّم منهم بالتلازم كان النزاع معه لفظيا، كما سبق.
وفي بيان إنكار المرجئة للتلازم بين الظاهر والباطن، يقول شيخ الإسلام: (فإن المرجئة لا تنازع في أن الإيمان الذي في القلب يدعو إلى فعل الطاعة، ويقتضي ذلك، والطاعة من ثمراته ونتائجه، لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة؟ .
وقال: وقول القائل: الطاعات ثمرات التصديق الباطن، يراد به شيئان:
يراد به أنها لوازم له، فمتى وجد الإيمان الباطن وجدت، وهذا مذهب السلف وأهل السنة.
ويراد به أن الإيمان الباطن قد يكون سببا، وقد يكون الإيمان الباطن تاماً كاملاً وهي لم توجد، وهذا قول المرجئة من الجهمية وغيرهم .
فتأمل هذا الكلام الواضح البين، من هذا الإمام العلَم، لعل الله أن ينير بصيرتك، وتميز بين كلام أهل السنة والمرجئة.
وقال: الثالث (أي من أغلاط المرجئة): ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال، ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه، بمنزلة السبب مع المسبب، ولا يجعلونها لازمة له. والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة. ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر، ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنع وقوعها لعدم تحقق الارتباط الذي بين البدن والقلب، مثل أن يقولوا: رجل في قلبه من الإيمان مثل ما في قلب أبي بكر وعمر، وهو لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم رمضان، ويزني بأمه وأخته، ويشرب الخمر نهار رمضان; يقولون: هذا مؤمن تام الإيمان. فيبقى سائر المؤمنين ينكرون ذلك غاية الإنكار. .
وقال: وأما إذا قرن الإيمان بالإسلام، فإن الإيمان في القلب والإسلام ظاهر، كما في (المسند) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الْإِسْلامُ عَلانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره)) .
ومتى حصل له هذا الإيمان، وجب ضرورة أن يحصل له الإسلام الذي هو الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج؛ لأن إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله يقتضي الاستسلام لله والانقياد له، وإلا فمن الممتنع أن يكون قد حصل له الإقرار والحب والانقياد باطنا، ولا يحصل ذلك في الظاهر مع القدرة عليه، كما يمتنع وجود الإرادة الجازمة مع القدرة بدون وجود المراد.
وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة، فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام. وبهذا يظهر خطأ جهم ومن اتبعه في زعمهم أن مجرد إيمان بدون الإيمان الظاهر ينفع في الآخرة، فإن هذا ممتنع؛ إذ لا يحصل الإيمان التام في القلب إلا ويحصل في الظاهر موجَبه بحسب القدرة، فان من الممتنع أن يحب الإنسان غيره حبا جازما وهو قادر على مواصلته ولا يحصل منه حركة ظاهرة إلى ذلك .
وقال: والمرجئة المتكلمون منهم والفقهاء منهم يقولون: إن الأعمال قد تسمى إيمانا مجازا؛ لأن العمل ثمرة الإيمان ومقتضاه، ولأنها دليل عليه. .
فهذا حال المرجئة قديما، ينفون التلازم، ويتصورون وجود إيمان القلب التام، بل الكامل مع انتفاء العمل الظاهر.
وأما من قال بالإرجاء من المعاصرين أو دخلت عليه شبهته، فقد اضطربوا في هذه المسألة، فمنهم من يثبت التلازم بين الظاهر والباطن لفظا، وينفيه حقيقة، فيحكم بإسلام تارك العمل الظاهر كله، ويتصور وجود الإيمان المنجي في القلب مع انتفاء العمل.
ومنهم من يزعم أن التلازم إنما يقع مع الإيمان الكامل فحسب، فإذا كمل الإيمان في القلب استلزم العمل الظاهر، أما أصل الإيمان فيمكن أن يوجد في القلب (قولا وعملا) دون أن يظهر مقتضاه على أعمال الجوارح...
والمقصود هنا التأكيد على أن القول بنفي التلازم مأخوذ عن المرجئة من الجهمية وغيرهم، وأن المرجئة لا تنازع في كون العمل الظاهر ثمرة ودليلا على ما في الباطن، لكنها تنازع في كونه لازما.[الموسوعة العقدية - التلازم بين الظاهر والباطن]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
ان مرجئة الفقهاء يقرون بان ايمان القلب يقتضي عمل الجوارح اي يدعو اليه لكنهم لا يقولون باللزوم
ففي كتاب الايمان لابن تيمية رحمه الله
( الْمُرْجِئَةَ لَا تُنَازِعُ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ الَّذِي فِي الْقَلْبِ يَدْعُو إلَى فِعْلِ الطَّاعَةِ وَيَقْتَضِي ذَلِكَ وَالطَّاعَةُ مِنْ ثَمَرَاتِهِ وَنَتَائِجِهِ لَكِنَّهَا تُنَازِعُ هَلْ يَسْتَلْزِمُ الطَّاعَةَ ؟ )
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي في هذا الموضع (الفتاوى 7/50) قول المرجئة ، وكيف أخرجوا عمل الطاعات من مسمَّى الإيمان . وكلمة (يقتضي) التي حكاها عنهم ، بمعنى (يدلّ) ، وشبيه بها كلمة (يدعو) التي جعلها مرادفة لها في الاستعمال . فالإيمان الذي في القلب ، يدعو ويدلّ –عند المرجئة- إلى فعل الطاعة . لكن قد لا تقع الطاعة لوجود معارض من النفس والشيطان .وهذا بخلاف كلمة (يستلزم) ؛ لأنَّ الاستلزام في اللّغة : طلب الثبات والدوام ، يُقال : لزمه المال : وجب عليه ، ولزمه الطّلاق : وجب حكمه ، وألزمته المال والعمل فالتزمه. والالتزام : إلزام الشّخص نفسه ما لم يكن لازماً له ، أي ما لم يكن واجباً عليه قبل . فهو يُفيد الوجوب والتحقّق لا محالة (أي لا بُدّ منه) . بخلاف (يدعو) ، و(يدلّ) ، فلا أثر فيها لمعنى الوجوب . وهذا التخبّط من المرجئة سببه عدم الفهم للعلاقة بين إيمان القلب وعمل الجوارح ؛ تلك العلاقة التي تعتبر من أهم قضايا الإيمان . وقد تسرب الضلال إلى صفوف المرجئة بسبب عدم فهم هذه العلاقة، بل كان ذلك سبباً في انحراف كثير منهم، حيث ظنوا أن المرء قد يكون كامل الإيمان في القلب، دون عمل الجوارح مطلقاً، كما ظنوا أن تماثل الناس في أعمال الجوارح تقتضي تماثل إيمانهم وأجورهم عند الله . أجاب عليه : الشيخ محمد عبدالوهاب العقيل
رد: ما هو الفرق بين اللوازم والمقتضيات في التوحيد
فائدة
الاقتضاء في اللغة هو استدعاء الحقّ وطلبه، والمقتَضِي هو طالب الحقّ ومستدعيه، والمقتَضَى هو الحقّ المطلوب تحصيله؛ مأخوذ من طلب قضاء الدَّين، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). رواه البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
اقتضى: أي طلب قضاء دينه.
فالدائن هو المقتضِي، والدَّين هو المقتضَى ، وَطَلَبُهُ لماله هو الاقتضاء، وسداد الدين قضاء.
ويطلق الاقتضاء أيضاً على ما يُنزَّلُ منزلة الدَّين من الحق الواجب كما قال أبو حية النميري فيما أنشده أبو علي القالي في أماليه:
إذا ما تقاضى المرء يومٌ وليلة = تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا
والتقاضي والاقتضاء بمعنى واحد إذا روعي أثر اختلاف التركيب على المعنى.
هذا أصل معنى الاقتضاء في اللغة، ثم تُجُوِّزَ فيه لمعانٍ أخر، فصار يطلق على ما يُستدعى فعله أو تركه عن طريق الوجوب الحقيقي أو ما ينزل منزلته، أو كان ترتب الأثر فيه على مسبِّبه ترتباً ضرورياً أو نظرياً، ولذلك يقسّم الأصوليون الاقتضاء إلى قسمين: اقتضاء ضروي، واقتضاء نظري.
فالاقتضاء الضروري كاقتضاء الفعل للفاعل، والمخلوق للخالق؛ لأن الفعل لا بدّ له من فاعل ؛ فإذا وجد فعلٌ علمنا أنه لا بدّ له من فاعل، وكذلك كلّ مخلوق لا بدّ له من خالق، فهذا ما يسمّى بالاقتضاء الضروري، وبعضهم يسمّيه الإضمار الضروري، لأن المقتضى مضمر غير مذكور.
وهذا الاقتضاء هو المراد هنا فإنّ كل اسم من أسماء الله الحسنى له آثاره؛ فأسماء الله تعالى ليست أعلاماً جامدة لا معنى لها ولا أثر، بل لا بدّ أن يكون لها معنى، ولا بدّ أن يكون لها أثر؛ فنستدلّ بوجود الاسم من الأسماء الحسنى على أنّ له معنى وعلى أن له أثراً ، ونقول في الاستدلال: هذا الاسم يقتضي أن يكون له معنى، ويقتضي أن يكون له أثر؛ نعبّر عن وجوب وجود المعنى والأثر بلفظ الاقتضاء كأنه حقّ واجب لهذا الاسم.
وأمّا عطف المقتضَيات على الآثار فهو من باب عطف العام على الخاص؛ لأنّ المقتضَيات أعمّ من الآثار.
وتوضيح ذلك بالمثال:
اسم الغفور: يقتضي أن يوجد ذنب يغفره الله، واسم الرحيم: يقتضي أن يوجد من يرحمه الله؛ فهذه تُسمَّى مقتضَيات.
والمغفرة أثر من آثار اسم الله الغفور، وكذلك ما يكون بسبب رحمة الله تعالى من مغفرة الذنوب وتفريج الكروب والإحسان والرزق كلّ ذلك من آثار رحمة الله تعالى.
وأمّا الاقتضاء النظري فهو ما تلزم به الحجّة وإن كان قد لا يقع؛ كاقتضاء العلم للعمل؛ فالعلم يقتضي العمل، ويلزم مَنْ عَلِمَ ما يجب عليه شرعاً أن يعمل بهذا العلم، لكن المكلّف قد يعمل وقد لا يعمل، فإن عمل فهو طائع مثاب، وإن لم يعمل فهو عاص معاقب؛ فيكون اقتضاء العلم للعمل اقتضاء نظرياً أي لازماً بالنظر والاستدلال لا بالضرورة التي هي واقعة لا محالة كالاقتضاء الضروري.
والاقتضاء النظري هو المراد هنا وهو أن يكون للحال اقتضاء ينبغي للمتكلم مراعاته[ كتبه الشيخ عبد العزيز الداخل]