ماالفرق بين التشدد والزهد ؟

شخص زاهد في هذه الدنيا ، ويفضل الابتعاد عن الشبهات والمكروهات فضلا عن المحرمات ، وهو وهو ممن يطبق هذا الأمر بكل رضى ، ولا ينهى غيره إلا بما ورد فيه النص بتحريمه .
الناس ينكرون عليه ما يفعله لانهم يرون انه نوع من تشدد في الدين .
النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إن الدين يسر ، و لا يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا و قاربوا و أبشروا ، و استعينوا بالغدوة و الروحة وشيء من الدلجة )

فما هو الفرق بين التشدد والزهد ؟


قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم ، وخفت أماناتهم ، و كانوا هكذا وشبك بين أنامله فالزم بيتك ، واملك عليك لسانك ، وخذ ما تعرف ، و دع ما تنكر ، وعليك بخاصة أمر نفسك ، ودع عنك أمر العامة)


قوله عليه الصلاة والسلام : (عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ) هل الأمر يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

ربما لو كان السؤال ما الفرق بين الورع والتشدد كان أولى والله أعلم

العامة لا يؤخذ بكلامها في كثير أو قليل ، ومرجع المسلم شرع الله فما حرمه كان حراما وما أحله كان حلالا .
فإطلاق اللحية وتقصير الثوب والمواظبة على الصلاة وحفظ السمع من الحرام عند العامة تشدد وهو عند الله دين فإياك من كلامهم .

على أن هناك تشدد يلاحظ في بعض المتدينيين ، والحاكم عليهم بذلك هم أهل العلم ومن يُرجع إليهم ، فهذا أبو إسرائيل رضي الله عنه نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ، ولا يستظل ولا يتكلم ، ويصوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليتكلم وليستظل وليقعد )
هذا هو التشدد ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه ..
ومن هؤلاء النفر الثلاثة الذين سألوا عن أزواج النبي عن عبادته فقال أحدهم أما أنا فأصلي الله أبدا وبعضهم نذر ا لصوم واعتزل ثالثهم النساء فقال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام :
من رغب عن سنتي فليس مني .

وكذلك عمرو بن العاص وقصته في الصوم حين نذر صوم الدهر أبدا .. إلخ .
وعندما زار سلمانُ أبا الدردرا فرأى أم الدرداء متبذلة فأخبرته أن أبا الدرداء ليس له في النساء حاجة ...إلخ .
وعلى ذلك فقس ، ونحن نلاحظ ذلك على كثير من المتزمِّتين الذين لم يبلغوا في العلم قعره ولم يسبروا غوره فحرموا على أنفسهم ما أحل الله .

وهناك مرتبة في الدين وهي الورَع ، وهذا الورِع من اتقى الشبهات واستبرأ لدينه وعرضه ، فهذا ورِع وإن عُد متشددا عند أنصاف العلماء .
وهؤلاء هم الغرباء قال النبي صلى الله عليه وسلم " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " .

وأما السؤال الآخر فلعل هذا في أمَّة لا تقبل المعروف ، فليزم الإنسان بيته وخويّصة نفسه لأن الناس لم تعد تقبل المعروف وأصبح اعتزالهم أنفع إيمانا وأقوى يقينا وهذا عند انتشار الفساد والفتن وكثرة الهرج . والله أعلم

قال الشيخ بن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين: أن الزهد أعلى من الورع، فالورع ترك ما يضر، والزهد ترك ما لا ينفع.

جزاك الله خيرا ،،،

نحتاج مزيد من العلم في هذه المسألة ..؟

اقتباس:

---

وأما السؤال الآخر فلعل هذا في أمَّة لا تقبل المعروف ، فليزم الإنسان بيته وخويّصة نفسه لأن الناس لم تعد تقبل المعروف وأصبح اعتزالهم أنفع إيمانا وأقوى يقينا وهذا عند انتشار الفساد والفتن وكثرة الهرج . والله أعلم

---

ياليت الكاتب مره أخرى يشتهد بأقوال السلف ويخرج الأحاديث وإن كان يريد شرح حديث فياليت ما يشرح من رأسه أبتدائآ , ولكن يقول كلام العلماء المتقدمين فيه ثم يدلي بدلوه إن شاء .
وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم
إخوتي في الله جاءت أحاديث كثيرة في الكلام في أمر العامة و أنه يأتي زمان يتكلم الرويبضة في أمر العامة و كذلك حديث حتى إذا رأيتم شحا مطاع و هوى متبع و إعجاب كل ذي رأي برأيه فدع عنك أمر العامة و عليك بخاصة نفسك و حديث إعتزال الفرق كلها و لو أن تعض على أصل شجرة.
كل هذه الأحاديث تحث على ترك الخصومات في الدين و أمر العامة كالبيعة مثلا و الحكم و السياسة فمن الحكمة في هذه الحالة تركها و الإشتغال بطلب العلم و العبادة.
و هذا من الزهد المحمود و هو أشد أنواع الزهد لحاجت الإنسان إلى العامة
أما الفرق بين الشدة و الزهد فإن الدين شديد و الناس فيه متفاوتون بين رقة و صلابة
فمنهم من في دينه رقة فتراه لا يصلى إطلاقا أو يصلى أحيانا و يحلق لحيته و يسبل و المرأة في الحجاب العجب العجاب من كشف للوجه و تشبه بالرجال و عري
فصلابة الدين من أعضم الأمور المطلوبة في الدين فما يحس به المؤمن من المنكرات و الفتن يبقى ثابت على دينه قولا و عملا و إعتقادا
صلبا في السنة لا مبدل و لا مغير

جزاكم الله خيرا ، فهل يدخل فيما ذكرتم الغربة بين الصالحين ؟

للرفع

الصواب أن العامة هم الذين يتبعون أهل العلم والزهاد، وليس العكس؛ فلا يرضخ لهم أهل العلم، وإنما حري بهم هم أن يرضخوا لأهل العلم

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- :


"... فهو غريب في دينه لفساد أديانهم, وغريب في تمسكه بالسنة ,لتمسكهم بالبدع, غريب في اعتقاده لسوء عقائدهم ,غريب في صلاته, لسوء صلاتهم ,غريب في طريقه, لضلال وفساد طرقهم غريب في نسبته لمخالفة نسبهم, غريب في معاشرته لهم لأنه يعاشرهم على غير ما تهوى أنفسهم.
وبالجملة: فهو غريب في أمور دنياه وآخرته, لايجد من العامة مساعدا ولا معينا, فهو عالم بين جهال, وصاحب سنة بين أهل بدع, داع الى رسوله بين دعاة الى الأهواء والبدع ,آمر بالمعروف ,ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف".

[مدارج السالكين 3/189]

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داود العتيبي

وكذلك عمرو بن العاص وقصته في الصوم حين نذر صوم الدهر أبدا .. إلخ .

---

نفع الله بك .
لعلك تقصد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .