من كتابى " مفاتيح الفرج "
الأمراض والعوارض بلاء من الرب جل وعلا وقد كثرت في هذه الأزمنة المتأخرة بعض الأمراض والأوجاع
التي لم تكن في أسلافنا مثل: السرطان والسكر والفشل الكلوي وغيرهم الكثير.
وما من داء إلا وله شفاء علمه من علمه وجهله من جهله كما قال صلى الله عليه وسلم، وقد جعل
الله سبحانه وتعالى الشفاء في أمور منها ما هو محسوس ومنها ما هو معنوي.
أولاً: المحسوس:
"حبة البركة"
فمن المحسوس حبة البركة أو الحبة السوداء قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بهذه الحبة
السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام – وهو الموت – ( 1) ومن أراد التعرف عليها وكيفية
استعمالها فليراجع كتاب "زاد المعاد" لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله، وقد طبع منفصلاً
باسم "الطب النبوي" له .
والحبة السوداء يقول الإمام النووي رحمه الله:
"فإن فيها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة، إذ ليس في شيء من النبات ما يجمع الأمور التي
تقابل جميع الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلة إلا هي.
وقيل معناها أنها لا تستعمل في كل داء صرفه بل استعملت مفردة وربما استعملت مركبة وربما
استعملت مسحوقة وغير مسحوقة أكلاً وشربًا وسعوطًا وضمادًا وغير ذلك"( 2).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1 ) حديث صحيح: أخرجه البخاري (5688) ومسلم (2215).
(2 ) فيض القدير للمناوي.
رد: من كتابى " مفاتيح الفرج "
ومن المحسوس: عسل النحل قال تعالى: "فيه شفاء للناس" [سورة: النحل] قال قتادة: "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانها فيه شفاء للناس" ففيه شفاء كما قال تعالى من الأدواء وقد كان ينهى عن تغريق النحل وعن قتلها. قال أبو عمرو: وقد جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يذكر أن أخاه اشتكى بطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلاً.ثم أتى الثانية، فقال: اسقه عسلاً، ثم أتى الثالثة، فقال: اسقه عسلاً، ثم أتاه فقال: قد فعلت، فقال: صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا، فسقاه فبرئ"([1]).
([1]) حديث صحيح: أخرجه البخاري (5684) ومسلم (2217)
رد: من كتابى " مفاتيح الفرج "
قال أبو عمرو: فليس في كلام الله جل وعلا ولا كلام رسوله التجارب إنما هو التصديق، والتسليم، والإيمان الحق.
رد: من كتابى " مفاتيح الفرج "
قال صلى الله عليه وسلم: "خير ما تداويتم به الحجامة"([1]).ففي هذا الحديث يحثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على هذا العلاج الناجع والحجامة معروفة في زماننا ولها من هو متخصص فيها.
([1]) حديث صحيح: أخرجه أحمد (3/107)
رد: من كتابى " مفاتيح الفرج "
وقد حددها لنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين.وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا عليك بالحجامة يا محمد"([1]).ففي هذا الحديث كذلك حث من ملائكة الرحمن على الحجامة بل وقد أمروا بها لما فيها من الخير والشفاء من الأدواء بإذن رب الأرض والسماء سبحانه وتعالى.قال الإمام ابن القيم رحمه الله:"أشار إلى أهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دمائهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن بجذب الحرارة لسطح الجلد ومسام أبدانهم واسعة ففي الفصد لهم خطر فالحجامة أولى"
([1]) حديث حسن: أخرجه الترمذي (2/5) وأحمد (1/354) والحاكم (4/209) وللمزيد انظر الصحيحة (1847).
رد: من كتابى " مفاتيح الفرج "
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد
